أحد القيامة المجيد
قام العزّة مّنْ هوَ العزّة وعينُ ذات القِيام
وأشرقت أنوارُ الحقّ الصريح وانهزمَ الظلام
قامَ بالجبروت كما قال النبي الأسدُ الضرغام
وأوعب قِيامُهُ قلوبَ واغتنام
يقومُ الله يقوم حسَما ترنَّمْ قائلاً داود
ويتبدّد شملُ العِدى من أمام وجههِ المسعود
والرسلُ الذين كانوا حَيَارَى لحزن المفقود
صاروا ما بين فرحٍ وريبٍ بتصديق الشهود
ولكن عندما تذكَّروا ملياً آيةَ يونان
أنه سَيقوم في ثالثِ يوم وَضحَ البرهان
وزاد إيمانَهم بالمسيح أنهُ إلهٌ وإنسان
أبنأ بموتهِ وقيامتِهِ من قبلِ الزمان
والنسا اللواتي أتينَ غَلَساً أوّلَ الأسبوع
حاملاتِ الحُنوط قاصِداتِ القبر بالبكا والدموع
بَلَغْنَ الى القبر فوجدْنَ الحجرَ عنهُ مرفوع
ولم يَنْظُرْنَ فيهِ جُثمانَ الربِّ يسوع
وبينما هُنّ مُتَحَيّراتٍ بتلكَ الآيات
نظرنَ رجُلين باللباس المضيء وجميل الصفات
وقالا لهنّ مَنْ تطلُبنَ بين الأموات
المسيحَ الحي إنه قد قام حسبَ النبوات
ثم رَجَعْنَ حالاً وقُلنَ للرُّسل الكرام
إنَّا نَظَرْنا ملائكْ تُخبِرُ المسيح قد قام
وبادر بطرس ويوحنا الحبيب يَختبرا الكلام
فبلغا الى القبر وتحققا قولَ النسا بالتمام
ورجعا بشَّرا باقي التلاميذ بنَصرٍ انتَظَم
واشتمل الفرح قلوباً كانت بغمٍّ وألم
وأسرع بعضُهم يخبّر أُمّهُ الثّلكى مريم
ولما بَلغوا وجدوا خَبَرَهم عندها تقدَّم
لأَنّ الربَّ قام واعتَلَنَ لِِأمهِ قبلَهم اجمع
فقرّتْ عيناً لماّ رأتهُ بمجدٍ يَلمَع
سلّم عليها سلاماً يَشفي فُؤادَها المُوجع
قائلاً أُمي افرحي إمسحي عيناً تَدْمَع
أمي افرحي قد قمتُ حقاً كقولي السابق
وأنا ماضٍ لأظهر قيامتي لِمنْ بي واثق
وإذ رأت ابنَها قائماً منجزاً وعدَهُ الصادق
ذرفت دموعاً وشعَرت بفرحٍ وحبٍّ فائق
ثم عاد الرب إلى حيثُ القبر واعتلَنْ لمريم
المجدلية وكانت تبكي بقلبٍ مُغرَم
ولما رأتهُ كانَ مَنْظَرُهُ عندها مُبهَم
وكالبستاني لاح في وهمها قبلما تكلّم
ثم سألتهُ إن كنتَ قد حملت سيدي فقل لي
اين وضعتهُ واجبرْ كسري وارحم ذلّي
فاني أمضي وآخذه الى حيثُ محلّي
فهذا ذُخري وكنزي وفخري وربّي وخِلّي
قالت هذا فقال له مريم حالاً عَرَفَت
أنه ربُّها وبوجدٍ عظيم نحوه التفتتْ
وخرَّت تقبّل قَدَماً عليها دموعَها ذرفت
اجابها معزياً لا تَلْمُسيني مشاهَدَتي كَفَت
قولي لاخوتي كي يسبقوني الى ارض الجليل
وثَمّةَ يروني مثلما رأيتِني من غير تأجيل
فذهبت مَريم وأخبرت رُسلَهُ بكلِّما قد قيل
وكيف ابصرتهُ عَياناً بفرحٍ ما لهُ من مثيل
وعندها قاموا جميعاً يهَنِّئون مريمَ البتول
بقيام ابنها وكلٌّ منهم يهتِفْ ويقول
مَريم افرحي قد قامَ ابنُك بمجدٍ لا يزول
قامَ منتصراً على اعدائهِ فأمسَوا بخمُول
مريم مجدكِ حقاً إرتقى إلى أعلى مقام
بقيامِ ابنكِ واختزىَ من عصا وجحَدَ الإنعام
يا بكرُ أنعمي على المتعبِّدين لمجدكِ بالسلام
والعبدُ لم يَزَل يرجو ثواباً في حسن الختام
أحد القيامة المجيد
أفراميات
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
لمجده تعالى
Discussion about this post