بندكتوس الخامس عشر
جياكومو، دي مركيز ديلا شيّازا 1914 – 1922
ولد في بغلي، قرب جنوى، في 21 تشرين الثاني 1854، نال الملفنة في الحقوق واللاهوت، وبعد سيامته دخل في السلك الديبلوماسي وأصبح لدى رمبولا في قصادة مدريد الرسولية، ولمّا أصبح رمبولا كردينالاً، وأميناً لسر دولة لاون الثالث عشر، تسلّم ديلاّ شييازا منصباً في الفاتيكان، حيث كان هناك كاهناً مثالياً وديبلوماسياً ممتازاً. فتسلّم مهمتين في فيينا واشتهر أمره. فجعله بيوس العاشر سنة 1907 مطراناً على بولونيا. لم يحز كثيراً من التقدم، لأنه كان صديقاً لرمبولا، وفقد كثيراً من خطوته لأنه كان مؤيداً لسياسة لاون الثالث عشر الذي قاوم ماري دلفال. عيّن كردينالاً على كنيسة كاتر كورونّه سنة 1914. بعد بضعة أسابيع اندلعت نار الحرب العالمية الأولى.
ما إن أصبح بندكتوس بابا حتى عيّن بيار غاسباري، القانوني الكبير، أميناً لسر الدولة. إن اتجاهات وميول البابا السياسية كانت قريبة من ميول واتجاهات لاون الثالث عشر. سعى، وبكل جد وموضوعية، للتدخل كوسيط في الحرب العالمية الأولى. فكان كل فريق يدلي بحجة ضد الفريق المعادي، وكل يطلب إلى البابا الدفاع عن مصالحه الخاصة. أرسل البابا إلى ميونخ، كقاصد رسولي، الديبلوماسي الأكثر ذكاء في المجلس الباباوي، أوجينو باتشيللي؛ فأجرى هذا محادثات جازمة رصينة مع أمين سر الملك المستشار بثمان هولوويغ وغليوم الثاني، وخاصة في موضوع استقلال بلجيكا.
وفي أول آب سنة 1917 سلّم البابا رسمياً القوات المتحاربة نداءه إلى السلام، ولكن عروضه للسلام ونداءه لم تجد لها صدى، فقد تصلب كل برأيه وعدم التفاهم، وقد عرقل، في برلين، أمين السر المستشار مشائلّي، مبادرة البابا التأملية، فالبابا رأى من الواجب عليه تخفيف الآلام التي ولدتها الحرب. أما عمله تجاه أولاد الدولة المركزية فسجلت له أمجد صفحة في تاريخ حبريته، بما قام به.. وقد أعلن عن عدم جدوى وعن عجز معاهدة الصلح في فرساي…
في سنة 1917 وافق البابا على دستور الهيئة القانونية، الذي كان يعمل له منذ سنة 1904، ووضع موضع التنفيذ سنة 1918. ومما يجب أن يشار إليه من بين رسائل بندكتوس الخامس عشر رسالته التي نشرها سنة 1921 في الذكرى المئوية السادسة لوفاة دانته. وفي سنة 1920 أعلن البابا قداسة جان دارك. أما بشأن حل المعضلة الإيطالية فلم يحصل فيها أي تقدم ملحوظ أثناء حبريته. أما أحد عناوين المجد في حبريته فكانت رسالته، التي بدؤها: “الحد الأقصى” (30 تشرين الثاني 1919) بشأن الرسالات، وقد عزى تفكك هذه الإرسالية، في عملها الرسولي، إلى تأثير سياسة الأمة التي تنتمي إليها هذه الإرسالية. لذا يجب أن تتحرر هذه الرسالة من كل تأثير أو طبيعة وطنية.
كان بندكتوس الخامس عشر ذا صحة جسدية ركيكة، قصيراً مشوّهاً، ولكن صحته الروحية فهي على أعلى ما تكون، روحانية عالية شريفة، صلاح على أحسن ما يكون الصلاح. دفن في مغارة مار بطرس، وقد حزن عليه الناس جداً، إذ هو بابا السلام والعدالة.
أنشأ عيد العائلة المقدسة سنة 1921.
Discussion about this post