اكليمنضوس الثالث عشر
شارل ريزونيكو 1758 – 1769
ولد في آذار 1693 بالبندقية، درس ريزونيكو اللاهوت والحقوق في بادوا. ليدخل بعد سيامته في خدمة المجلس الباباوي، على عهد اكليمنضوس الحادي عشر، وشغل مناصب مختلفة، عينّه اكليمنضوس الثاني عشر كردينالاً وبندكتوس الرابع عشر سامه أسقفاً على بدوا، كان يمتاز بغيرته وتقواه وصلاحه. لم يوافق كسلفه أثناء حرب السبع سنوات أن يدعوها حرباً دينية، ولقد كان هو، بلا شك إلى جانب ماري تيريز، ولكنه في الوقت نفسه، كان يسعى لترسيخ الصلح، فأنجز هذا الصلح في 15 شباط 1763 في هوبرتسبرغ.
وفي سنة 1763 اعترف، بعد وفاة الإمبراطور فرنسوا الأول، بحقوق جوزف الثاني لضم تاجه إلى تاج ماري تيريز. بعد وفاة أوغست الثالث وجد نفسه أمام مشاكل خطيرة في الجمعية الاكليريكية في بولندا، حيث أجلست، كاترين الكبرى على العرش، ستانيسلاس بونياتوفسكي، في حين كانت حبرية اكليمنضوس مهتمة خاصة بمسألة اليسوعيين، إذ في عهد بندكتوس الرابع عشر كانت الرهبانية مهددة: بقضايا معقدة، لكن هذا عائد إلى الرهبانية لأسباب: إن اليسوعيين كانوا قد فقدوا، تقريباً، طاعتهم القديمة نظراً للكرسي الرسولي، فالبابا، نفسه، قد أصبح قليل الاهتمام بهم، وقسم كبير من الكرادلة كان معادياً لهم علناً.
قامت روح انتقامية شخصية ضد اليسوعيين، وأخطاء أكيدة ارتكبها هؤلاء جعلت للبرتغال سبباً لتضطهدهم اضطهادات قاسية في عهد الوزير بومبال الذي هو ضد الاكليروس، فطردت الرهبانية من البرتغال أولاً ثم من أسبانيا ومن نابولي، وكذلك من بارم التي تحت السيطرة الأسبانية، ومن البليزانس، أمّا فرنسا فاكتفت بحل الجمعية ومنعها. لقد أثارت اعتراضات اكليمنضوس نار الخصومة نحو الجمعية، وكانت هذه الاعتراضات سبباً لاحتلال قسم من الدولة الباباوية، فطلبت عائلة بوربون المالكة حل الجمعية علناً. لملء هذا الكيل من الإزعاج، قد ظهر في ألمانيا دراسة ضد سلطة البابا المطلقة أثارت المجادلات في كل أوروبا. واضع هذه الدراسة هو نيقولاي هونتهيم معاون مطران تريف كتبها تحت نظر فريبرونيوس.
توفي هذا البابا، النبيل لكنه خويف، بمرضي السداد، وقبره، في كنيسة القديس بطرس، أحد روائع كانوفا، ولم يكتمل إلا سنة 1792.
تحمل اكليمنضوس العداوة والمعاكسات بعظمة وبشبه بطولة، مع أنه وقع في أخطاء ناتجة عن عدم خبرته بالناس، فرأى أن هدف هذه المعاكسات هي الباباوية نفسها، فاصطنعوها من خلال الجمعية اليسوعية، ولكنه ارتضى، لخير وحرية وحقوق الكنيسة، أن يخسر كل ولاياته وأكثر. كان من أولى اهتماماته، وهو في وسط هذه التعاسة وهذا الشقاء، أن يحمل هموم اتباعه الذين أصبحوا، بشقائه هو، مهددين بالجوع. لقد جعل للباباوية عظمة بالآلام والعذابات. فالإهانات، التي لم تتوقف حتى في وفاته، لم تؤثر في شرف أصالته ونبل شخصيته.
رسمت له صورة اكليمنضوس مرات عديدة، فغوته، في رحلته إلى إيطاليا، قام، بما لديه من أهلية. بإعادة هذه الرائعة، التي كان قد رسمها للبابا رفائيل منج، إلى أصلها، وهي موجودة في المعرض المعروف باسم امبرواز في ميلان. لأجل هذه الرائعة منح البابا لمنج وسام المهماز الذهبي. وللبابا صورة أخرى، رسمها له منج أيضاً موجودة في معرض الرسوم في بولونيا؛ وصورة ثالثة موجودة في متحف ستوكهولم، على عهد اكليمنضوس أنجزت دارة (فيلا) الباني في روما، حيث رسم منج رائعة برناس الشهيرة جمع الكردينال اليسّندرو الباني، أحد أكبر العلماء العارفين في عصره، أحد أجمل المجموعات الأثرية.
وقد عين البابا، سنة 1763، وينكلمان مفوضاً في الأثريات وأذن له بكتابة تاريخه في الفن الآثاري وجعل منه المؤسس لعلم الأثريات. ثبّت عيد قلب يسوع سنة 1735، والذي جعله البابا بيوس التاسع عيداً للكنيسة جمعاء.
Discussion about this post