اكليمنضس الخامس
برتراند دي غوت 1305 – 1314
ولد برتراند دي غوت في فيلاندرو من أعمال غاسكونيه، كان رئيساً لأساقفة بوردو حين انتخب بابا. أما انتخابه فكان بنفوذ الكردينال أورسيني ونفوذ كرادلة الحزب الفرنسي. لم تكن الظروف، في إيطاليا، لتسمح بذهاب البابا إلى روما لينصّب ويتوّج. جرى الاحتفال بتنصيب البابا في ليون، ربما لم يكن لالكليمنضوس الخامس، المريض، رغبة في أن يترك فرنسا، لأن الفوضى وغياب السلطة في إيطاليا جعلت سفر البابا إليها شبه مستحيل.
جعل البابا، في سنة 1309، إقامته في أفينيون، وهي مدينة تقع خارج مملكة فرنسا، ومع ذلك كان للنفوذ الفرنسي عليها تأثير لا بأس به. ومع هذا البابا بدأت حقبة الثماني والستين سنة التي يدعوها المؤرخون الإيطاليون جلاء بابل، متناسيين أن هذا قد حصل بسبب وطأة السادة الإقطاعيين الإيطاليين الذين ألجأوا الباباوات إلى هذا الجلاء، وأجبروهم على استعادة الدولة الباباوية ليستطيعوا أن يستقرّوا فيها. لقد كانت مقاومة اكليمنضوس الخامس ضعيفة أمام متطلبات ملك فرنسا، ومع ذلك تجنّب الوقوع في الأسوأ، والذي هو الحكم المشتهر على بونيفاسيوس الثامن. لكنه وافق على تبرئة وحل مثيري الفتنة وثائري أناني.
دعا اكليمنضوس الخامس إلى عقد المجمع المسكوني الخامس عشر سنة 1311 في فيينا (أرض الإمبراطورية) وقد بلغ به الضعف إلى حد أنه وافق على إلغاء رهبانية الهيكل، بناء لطلب فيليب الجميل ليغطي التحقيق المحرّف والإدانة الباطلة المزوّرة التي أدّت إلى التنكيل بالرئيس الأعلى وبمجلسه وذلك سنة 1314.
بند وحيد يدل على سياسة مستقلة: دعم ترشيح هنري السابع للإمبراطورية (بعد مقتل البر دي هابسبورغ) إذ كان فيليب الجميل يريد أن يراه يدعم أميراً فرنسياً. تسلّم هنري السابع التاج في روما سنة 1312. أنشأ اكليمنضوس جامعتي بيروز واورليان. أعاد جمع سلسلة المراسيم والبراءات المعروفة باسم المجموعة الاكليمنضوسية وهي ملحقات تضاف إلى جسم مجموعة البراءات، قبل أن تصدر المجلة المعروفة باسم كودكس سنة 1917. مما يلام به اكليمنضوس الخامس هو توظيف أقاربه (تعيين خمسة كرادلة من أعضاء عائلته) والمقاييس الأولى للضرائب، والتي تتضاعف بغير حدود، جعلت باباوية أفينيون غير مستحبة. مع كل ذلك هناك عذر يسامح به، وهو: أن الولايات المتحدة لم تعد تورد للبابا شيئاً؛ فعلى البابا أن يعيش مع بلاطه.
Discussion about this post