القديس سيليستينوس الخامس
بيار انجيلونيه دي مورّون 1294
جرى انتخاب سالستينوس في بيروز، بعد فراغ الكرسي الرسولي مدة سنتين. وكان هذا الانتخاب أحد أغرب الأحداث التاريخية ـ ومأساته هي إحدى مآسي الكرسي الرسولي المؤثرة. بعد سنتين لموت نيقولاوس الرابع، أصبح الكرادلة منقسمين إلى حزبين متعارضين: اورسيني وكولونا، ولم يعد بإمكانهم من انتخاب بابا. وصلتهم ذات يوم، رسالة تهديد، مكتوبة على نمط إنشاء أنبياء إسرائيل القدماء تقول، تقريباً بما معناه: “انتخبوا بابا حالاً وإلا فستذهبون إلى جنهم”. هذه الرسالة صدرت عن أحد النساك المدعو بطرس دي مورّون، والذي كان يعيش منذ نصف قرن في مكان منفرد من مقاطعة أبروز وكان قد جمع حوله بعضاً من التلاميذ الأتقياء. صدمت رسالة الناسك القديس الكرادلة، فانتخبوه هو، بدون تردد، بابا لم يلبث حزب كولونا طويلاً حتى نجح في خداع البابا.
كانت عائلة كولونا مرتبطة، منذ زمن طويل، بالسلطة الكنسية، وقد وضعت بين يدي البابا كل ثقلها لتنفيذ إصلاح المسيحية حسب روح يواكيم دي فلور. ما إن سيطرت عائلة كولونا حتى ظهر شارل دانجو الثاني.
اقتيد البابا إلى نابولي وهناك أبقته عائلة كولونا وجماعة آنجو لديهم، وقد بدا عاجزاً عن السيطرة الرازحة على صدره، وخاصة لأنه عيّن كرادلة غيرّوا مجرى التوازن في صف الكرادلة، دعموا خاصة حزب كولونا ـ مما جعل باقي الكرادلة يصرّحون علناً معارضتهم؛ وهذا الأمر مما يثير المخاوف بوقوع الانشقاق.
انحلت المشكلة باستقالة البابا. استقال سالستينوس، دون أدنى شك، بضغط حزب المعارضين، بقيادة بندكتوس غايتاني، فالسلطة الباباوية لم تجلب له سوى خيبة الأمل، ولم يعد يرغب بشيء سوى باستئناف حياته النسكية.
قلّما أصدر قرارات، ومن إحدى قرارته النادرة، قرار إداري يقضي بإعادة تنظيم المجمع الانتخابي حسب ما أذاعه غريغوريوس العاشر.
أما خليفته، فقد اقتاده إلى روما حيث هرب ولكنه أعيد أثناء هربه وسجن في حصن فومون. فلئن كان جاكوبون دي تودي قد حذّر سلستينوس قديماً من العالم في إحدى قصائده، وبترارك مدح تواضعه، فدانتي، في المقطع الثالث من قصيدته “جهنم”، اغتاظ منه “لرفضه القاطع” ومنع هكذا التجديد الذي طالما كانت تنتظره الكنيسة. وفي سنة 1313 طوبه اكليمنضوس الخامس قديساً. مات هذا البابا في السجن، ولكن ليس غيلة، بتاريخ 19 أيار
Discussion about this post