غريغوريوس التاسع
اوغولن دي كونت دي سيغني 1227 – 1241
هو كردينال أسقف اوستي، المنصف بروح سلفه ونسيبه اينوشنسيوس الثالث، ولكنه يمتاز عنه بخشونة الطبع، كان هذا الكردينال مدافعاً وحامياً للرهبانية الفرنسيسكانية، كان قد بلغ سن الشيخوخة يوم انتخبه الكرادلة حبراً أعظم. طوّب القديس فرنسيس الأسيزي بتاريخ 16 تموز سنة 1228 بعد وفاته بأقل من سنتين؛ وفي سنة 1232 كان تطويب القديس انطونيوس البادوي. وفي 3 تموز سنة 1234 كان تطويب القديس دومينيك أيام، لأنه، ، وكذلك تطويب القديسة اليزابيت التورنجية سنة 1235.
قام فريدريك الثاني بالحملة الصليبية، كما وعد، ولكنه عاد بعد بضعة أيام، لأنه، كما قيل، مريض. هنا يرى بعضهم أنه قام بذلك تمويهاً لئلا يقع في الحرم ولكنه حرم، حسب تهديد معاهدة سان جرمانو بالحرم. فأبحر مجدداً، رغم المنع، سنة 1228 إلى قبرص ومنها إلى عكا حيث استقبل بكل ترحاب وحفاوة، لكن قد تألف هناك حزبان: حزب البابا وحزب الإمبراطور. نجح فريدريك نجاحاً باهراً، وهذا النجاح هو سياسي بمجمله، وأهم ما في هذا النجاح هو السماح بالدخول إلى الأماكن المقدسة؛ لكن هذا الإمبراطور لم يكن ليتطلع إلى إلى إرضاء طموحاته وأمنياته الشخصية.
ظنّ غريغوريوس التاسع أن بإمكانه احتلال صقلية، مغتنماً فرصة غياب الإمبراطور. لكن ما إن رجع فريدريك الثاني حتى دحر الجيش الباباوي ثم أبرم مع غريغوريوس سنة 1230 صلح سيبيرانو بوساطة ومفاوضة المعلم الشهير رئيس رهبانية التوتونيك هيرمان فون سالتزا. عندها رفع غريغوريوس الحرم عن فريدريك، وفريدريك بدوره أرجع للدولة الباباوية المقاطعات التي كان قد احتلها، موافقاً على حقوق الكنيسة في إمبراطوريته وذهب لمواجهة البابا في أناني. دام هذا الصلح مدة عشر سنوات ثم زال لأن فريدريك لحبه للحكم المطلق، أراد أن يخضع لإرادته ضمن مركزي لومبارديا وجامعة المدن اللومباردية التي هي ضد الاستعباد الامبريالي التي يعود تاريخها إلى زمن بربروس.
كان هدف هذه السياسة محاوطة الدولة الباباوية، ولكنها أحدثت ردّة فعل عنيفة، إذ في سنة 1239 حرم فريدريك الثاني مجدداً، فقام عندها صراع لم يتوقف منذئذٍ حتى انهيار بيت هوهنشتاوفن الذريع. هاجم فريدريك الحرم بحدة إذ ألقى في السجن أكثر من مئة حبر، كانوا آتين بحراً إلى روما سنة 1241 لحضور مجمع لم يقام آنذاك. كان الإمبراطور ينوي أن يزحف إلى روما، عندما مات غريغوريوس. وقبيل موته ببضعة أشهر، جرت معركة لينتز التي بها طرد المنغول خارج أوروبا نهائياً.
نظم غريغوريوس التاسع سنة 1231 محكمة التفتيش وأوكل أمرها إلى الرهبان الدومينيكان.
وضع البابا غريغوريوس التاسع سنة 1234 بمعاونة الراهب الدومينيكاني ريمون بينافور البراءات التي عرفت باسم براءات غريغوريوس التاسع؛ وأضيفت إلى مرسوم غراتيانوس، ونشرت كلها في حبرية اوجانيوس الثالث.
Discussion about this post