القديس مرتينوس الأول
649 – 655
كان، كالكثيرين من أسلافه، موفداً لدى القيصر في القسطنطينية؛ وقد كرّس نفسه بنفسه دون أن ينتظر موافقة هذه المدينة، كما كان قد فعل كل الباباوات منذ غريغوريوس الكبير، الأمر الذي أثار غضب الملك كونستانس الثاني، دعا مرتينوس إلى عقد مجمع في اللاتران رفض فيه مذهب المشيئة الواحدة ومرسوم البابا هونوريوس المعروف باكتاز (الشرح)، ومرسوم قانون الإيمان الذي أصدره الإمبراطور كونستانس الثاني، رسمياً وليس بطريقة شبه خاصة تلك التي درج عليها الباباوات منذ عهد هونوريوس؛ وهكذا قد تحوّل المجمع إلى تظاهرة ضد ممارسات بيزنطية الزمنية – الروحية، أي الصلاحيات اللاهوتية التي خصّ نفسه بها إمبراطور الشرق.
ويبدو أن حاكم رافينا كان ينوي اغتيال البابا بسبب هذه المسألة، وقد أقدم حاكم جديد لرافينا في سنة 635 إلى توقيف البابا المريض أمام مذبح كاتدرائية اللاتران بحجة أنه نال رتبته الباباوية بصورة غير شرعية، اقتيد أول الأمر إلى جزيرة ناكسوكس ثم إلى القسطنطينية حيث ألقى في السجن مكبلاً بالحديد بعد محاكمة مخجلة. حكم عليه بالإعدام، ولكنّ الحكم لم ينفّذ فيه. ثم بعد ذلك نقل، وهو بحالة المرض الشديد إلى شيرسون، حيث عاش هناك سنة أخرى، وقد عومل معاملة دنيئة ولئيمة ثم مات جوعاً. نقل جثمانه عقب ذلك إلى روما.
إن الكنيستين: اللاتينية واليونانية كلتاهما، تكرمان البابا مرتينوس كقديس.
Discussion about this post