القديس جيلاسيوس الأول
492 – 496
ما إن مضت مدة قصيرة على انتخاب هذا البابا الإفريقي البارز والذكي، حتى خلف تيودوريك الأكبر الأوسترقوط (القوط الشرقيين) سنة 493 أودواكر في الجلوس على العرش الملكي الإيطالي، وأقام في رافينا ومع أنه كان آريوسياً منح الكاثوليك الحرية التامة. دافع جيلاسيوس عن سلطة روما ضد إمبراطور الشرق انستاس الأول.
أما المرسوم الذي أصدره جيلاسيوس القاضي بوضع لائحة بأسفار الكتاب المقدس، وبفصل مؤلفات آباء الكنيسة عن الكتابات الهرطوقية، لا يعود تاريخه إلاّ إلى القرن السادس. وضع جيلاسيوس حداً لآخر الأعياد الوثنية، التي كانت لا تزال موجودة والمعروفة بأعياد اللوبركاليات، وأبدلها، على الأرجح، بأعياد التقدمة، تقدمة المسيح إلى الهيكل، الحالية.
كان شأنه شأن أبٍ عادل ورؤوف، يتصرف من جهة بحزمٍ للدفاع عن الحقيقة وبمحبة من جهة أخرى للدفاع عن الفقراء فقال عنه ديونيسيوس الصغير: “قد ماتَ فقيراً بعد أن أغنى الفقراء”!.
Discussion about this post