القديس سلفستروس الأول
314 – 335
كان القديس سيلفستروس كاهناً أصله في روما. وقد تزامن عهده مع حكم الإمبراطور قسطنطين. فاعتبر المؤرخون ذلك بداية عهد جديد في تاريخ الكنيسة هو: عهد التعاون بين السلطتين. قد جعل قسطنطين من الكنيسة المسيحية، شيئاً فشيئاً، كنيسة ذات امتيازات. لم يكن الإمبراطور – الذي لم ينل سر العماد إلاّ وهو على فراش الموت – يتفهم لماذا يكاد يكون دوره مقتصراً، على الصعيد الديني، على تسهيل عمل السلطة الهرمية في الكنيسة.
لقد منحَ قسطنطين البابا سلفستروس بناءً في منطقة اللاتران لتكون مقراً له. كما دعا إلى عقد المجمع المسكوني الأول في نيقية الذي لم يكن للبابا سلفستروس فيهِ أي دور فاعل، بل قام المجمع بتبليغهِ النتائج بعد انتهائه. شجب هذا المجمع آريوس وبدعته، وحدّد مساواة الكلمة والآب في الجوهر. لكن لم يمض وقت طويل حتى انحاز قسطنطين، لسبب سياسي محض، إلى الآريوسيين، ونفى القديس اثناسيوس بطريرك الاسكندرية ورائد التعليم النيقاوي الصحيح.
قد جعل قسطنطين إقامته الدائمة في القسطنطينية (330) ومع ذلك لم يهمل روما، فقد شيّد فيها كاتدرائية القديس يوحنا في اللاتران، وكاتدرائية القديس بطرس، وكاتدرائية صليب أورشليم وكلها فخمة وذات تكاليف باهظة. وحسب ماجاء في نصّ، قيل أنه غير قانوني، ظهر في القرون الوسطى، معروف بـ “هبة قسطنطين”، فإن الإمبراطور قد وهب روما والغرب كله إلى القديس سلفستروس قبل مغادرته المدينة. إن شهرة البابا سلفستروس الأول هذا تعود، بدرجة أولى، إلى تلك الهبة المزعومة، بالإضافة لأنه أول مَن لُقِّبَ بـ “معتَرِف الإيمان”.
Discussion about this post