محبة الفقراء
في زمن الغلاء والبلاء والضيق العظيم قديماً حضر رجل غريب إلى قرية ما ليسأل صدقة من اهلها،
وكان زيه فقيراً جداً.فكانوا في البيوت يعاملونه بسوء ويطردونه بعنف والبعض الآخر لا يمنحه سوى صدقة ضئيلة جداً قد لا تحتسب ..ولأنه كان شتاء قارس يشوبه الفقر والبرد الشديد فكان الجميع يستدفئون بداخل أكواخهم ولا يبرحونة الا للضروره ..
ورآه فلاح فقير وعطف عليه فأدخله إلى كوخه ليستدفئ معهم ويقي نفسه من شر البرد القارس. كانت زوجة الفلاح الفقير شفوقه ومتصدقة ومحسنة مثله فقدمت له بفرح طبقا من الحساء الشهي الساخن وقطعة من كعكة أخرجتها منذ قليل من الفرن .. بعدما تدفئ معهم واكل من طعامهم البسيط احس معهم بالهدوء والمحبه والسلام. وفي نهايه اليوم انصرف من عندهم خارجاً مسروراً بما فعلاه من احسان وقصد طريقه خارجاً بحجه ان اليوم انتهى ولابد من ان يذهب لبيته البعيد جداً خارج حدود هذه القريه ..
فلما كان الغد دعي رجال الملك جميع سكان واهل القرية إلى العشاء في قصر الملك الكبير بالبلدة. فتهلل الجميع وذهبوا مسرعين لقصر الملك، فلما دخلوا الجميع إلى قصر الملك وبالاخص إلى قاعة المائدة ليأكلوا رأوا مائدة صغيرة مغطاة بألذ وأشهى واطيب الأطعمة وتفوح منها روائح شهيه تسر النفس، ووجدوا مائدة أخرى كبيرة مصفوفة عليها أطباق وملاعق وأشواك وسكاكين كثيرة ولكنهم أبصروا في بعض الصحون كسر خبز يابس لا تكفي احد، وبعدما اجتمع المدعون جميعاً. دخل الملك إلى القاعة وقال لهم:
– أنا هو الذي تنكر في زي الفقير، لأنني أردت أن أختبر محبتكم للفقراء في هذا الضيق العظيم. فهذان الانسانان الصالحان قد عاملاني بعطف واحسان ومحبة كبيرة ولذا هما الآن يتعشيان على مائدتي ويتنعمان في خيرات المملكة. أما أنتم فأكتفوا بالحسنات التي تصدقتم بها والتي تشاهدونها في هذه الصحون
مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ (سفر الأمثال ١٩: ١٧)
Discussion about this post