“ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ”
ﻃﻠﺐ ﺭﺟﻞ ﻏﻨﻲ ﻣﻦ رجل ﺣﻜﻴﻢ ﺣﻜﻤﺔ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ؟
– ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﺰﺭﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ. ثم قال له:
– ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ؟
– ﺃﺭﻯ ﺃﻧﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ. ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻠﻐﻨﻲ ﻣﺮﺁﺓ ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻭﺳﺄله:
– ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﺃﺟﺎﺏ:
– ﺃﺭﻯ ﺻﻮﺭﺗﻲ. ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﺎﻝ له اﻟﺤﻜﻴﻢ:
– ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺧﻮﺗﻚ بل انك ترى كل الأشياء ،ﺃﻣﺎ من ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻓﻼ ﺗﺮﻯ فيها ﺳﻮﻯ ﺻﻮﺭﺗﻚ، ﻷﻥ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻳﺤﺠﺐ ﻋﻨﻚ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﺒﻬﺎﺋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻟﺘﻨﺸﻐﻞ ﺑﺼﻮﺭﺗﻚ فقط ﻭﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻠﻨﻔﺲ. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ!
قارئي العزيز قل: ﻫﺐ ﻟﻲ يا ﻣﺨﻠﺼﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺘﻴﻦ، ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺭخيصاً!
ﻷﻗﺘﻨﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ التي من ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ!
Discussion about this post