إياك والبخل
يُحكى أنه كان في إحدى القرى رجل بخيل سيء الطباع كان الكل يبغضه ويشتكي من ظلمه إلا صديق طفولته الذي تعوّد عليه وعلى طباعه السيئة. وفي أحد الأيام كان البخيل عائدا من السفر على دابته ومر ببيت صديقه فتوقف ليرتاح عنده فاستقبله صديقه وقدم له الطعام وبينما هما كذلك إذ بالبخيل يقفز من مكانه فزعا فقد تذكر أنه نسيّ كيسا محملا بثلاثين عملة ذهبية بجانب شجرة استراح بجانبها !! كاد أن يجن من المصيبة.
وفي صباح الغد وجدت ابنة صديقه كيس الذهب وأخبرت والدها بهذا الخبر السار قبلها وأخبرها بأنها تعود لصديقه فخرج مهرولا ليخبره بالخبر السار. فتح البخيل الكيس وعدّ القطع الذهبية فوجدها ثلاثين قطعة فقال لصاحبه:
– أن الكيس كان يحوي على أربعين قطعة ذهبية !!
واتهمه وابنته بالسرقة وهدده برفع دعوة لقاضي البلدة لاسترجاع قطعه الذهبية!!
نظر القاضي إلى البنت وأبيها وبخبرته فهم ما حصل فنظر للبخيل وقال له:
– أمتأكد أنت بأن الكيس كان يحوي على أربعين قطعة ذهبية وليس ثلاثين؟ أجابه بأنه متأكد من ذلك وبدأ يقسم بالله رافعا اليمين. فقال له القاضي:
– إذن فالكيس الذي وجدته البنت الطيبة ليس ملكك، لأن به فقط ثلاثين قطعة وسيظل معها وأبيها حتى يظهر مالكه وإذا وجد أحدهم كيسا به أربعين قطعة ذهبية سوف نخبرك بذلك فبدأ البخيل بالصراخ قائلا للقاضي:
– أنه كذب لكي يتهرب من إعطاء مكافأة للبنت وأبيها، وأن الكيس كانت به ثلاثون قطعة ذهبية !! لكن القاضي لم يهتم لأمره بل أمر الحراس باخراجه خارجا ولا وضعه بالسجن.
قارئي العزيز: كن أميناً ولا تكذب، وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك . واياك ثم إياك والبخل .
Discussion about this post