الله ! … لقد مات!
رجل من المانيا تراكمت عليه الهموم إلى درجة فقَدَ معها الإيمان بالله وكل أمل ورجاء وأصابه شيء من إنهيار الأعصاب، جعل حياته جحيماً لا يطاق. عبثاً حاولت زوجته بكل ما آتاها الله من حنان ورِقّة أن ترجعه إلى الإيمان وإيقاظ الأمل فيه وإعادة الثقة بنفسه وطمأنينة الروح، فلم تفلح. فتركته وذهبت إلى غرفتها. وبعد قليل عادت اليه، تلبس ثياب الحِداد، وأمائر الحزن واللوعة على وجهها. فما أن رآها على هذه الحال حتى انخلع قلبه فسألها:
– ماذا جرى ؟! هل مات أحداً؟! اجابته:
– أنت وحدك لا تعرف؟! نعم ! لقد مات ربّ السماء ! قال لها:
– ما هذا التجديف الذي تلفظين به؟! وهل يموت إله السماء وهو الأزلي الخالد؟! اجابته:
– لا أدري ! ولكن هذا هو الواقع! قال لها:
– كيف تشكّين في هذا الأمر؟ ما دام الله موجوداً فمن المستحيل أن يموت. اجابته:
– يا زوجي الحبيب لانك تشك في وجود الله، فأنت بائس ومحطّم كما لو أن الله غير موجود. ألا ترى معي أن تصرّفك على هذا النحو، هو إهانة لعنايته الإلهية، وتجديف على حنانه ورحمته!. فخجل الرجل من نفسه وجدّد ثقته بالله فعادت الطمأنينة إلى قلبه.
قارئي العزيز: ما أكثر أمثال هذا الرجل بين المسيحيين في أيامنا هذه، ينغّصون حياتهم بقلّة ثقتهم بالله مع أن الروح القدس يوصينا: “أَلقُوا على الربِّ هَمَّكُم كلّه فإنَّه يَعتَني بِكُم” (١ بط ٥: ٧)
Discussion about this post