إلى اللقاء ام وداعاً؟
في إحدى المدن الكبرى وقع حادث سيارة لأحد رجال الاعمال المعتبرين فنُقل بسرعة إلى المستشفى حيث أخبره الأطباء ان لا امل له في الحياة. كان ايمانه كبيرا في وجود الله في هذه الحياة والحياة الآتية في السماء، كان الموت بالنسبة له مدخلاً إلى حضرة الله. أسرعت عائلته اليه وهو على وشك الموت. وبينما كان يضم كل واحد إلى صدره كان يتمتم بضع كلمات في أذنه “عزيزتي” قالها لزوجته:
– لقد كنت لي بالحق شريكة الحياة، سرنا معاً في النور والظلمة، وكثيراً ما رأيتُ نور الله على محياك. إلى القاء يا حبيبتي، سأراكِ في السماء. الى اللقاء. ثم التفت إلى ابنه الكبير قائلا:
– يا بني مجيئك إلى عائلتنا كان بركة، أنت تحب الله وتسعى لخدمته، استمر في النمو في كل فضيلة مسيحية. إلى اللقاء يا بني.
كان ابنه الثاني واقفاً بالقرب من الابن الاكبر.وقع الابن الثاني تحت تأثير شرير وخيّب امل والديه به. فأغفله والده وخاطب ابنته الصغيرة قائلا:
– لقد ملأتِ قلوبنا بأعذب الالحان عندما كرست حياتك للرب يسوع اكتمل فرحنا بك. الى اللقاء يا صغيرتي الى القاء. ثم ادار وجهه إلى الابن الثاني ودعاه الى جانب سريره قائلا له:
– بني، كان املي بك كبيراً. لكنك تعرف انك خيَّبت امل والديك، اتبعت طريق الهلاك الواسع. لم تصغِ إلى دعوة المُخلًص يسوع. لكني أحبك يا بني. الله وحده يعرف كم انا احبك.وداعاً، وداعاُ . فمسك الابن يد والده وهو يجهش بالبكاء قائلا له:
– لماذا قلت لي وداعاً وللآخرين كلهم الى اللقاء؟ اجابه:
– يا بني، سوف ألتقي بالآخرين في السماء لأن كلمة الله تؤكد لنا اللقاء في السماء. ولكن تلك الكلمة الإلهية عينها تؤكد لي انني لن أراك في الأبدية لتاريخك التعيس فوداعاً يا بني. فوقع الابن على وجهه بقرب السرير وصرخ صرخة التوبة طالباً من الله ان يغفر له خطاياه ويجعله انساناً جديداً. فقال الاب:
– هل تعني كل ما طلبت يا بني؟أجابه الشاب المنكسر القلب، الله يعلم اشواق قلبي يا ابي!! قال الاب:
– اذاً قد خلَّصك الله ولن يكون بيننا وداع بل لقاء يا ابني. فإلى اللقاء. وفي تلك اللحظة عينها لفظ انفاسه الاخيرة ورقد .
قارئي العزيز: عندما يستولي الظلام، ظلام الموت، على حياتك وانت ترقد، هل ستقول للذين تحبهم إلى اللقاء أم وداعاً؟
Discussion about this post