مجمع أفسس 431 م
ثالث المجامع المسكونية، عُقِد في أفسس بدعوة من امبراطور الشرق ثيودوسيوس الثاني وامبراطور الغرب فالنتينيانوس الثالث بهدف حل المشكلة التي قامت بسبب تعليم نسطوريوس بطريرك القسطنطينية، الذي رفض لقب “أم الله”، وذلك بسبب فكرته الكريستولوجية التي تركّز على كمال طبيعة المسيح البشرية لدرجة الفصل بينها وبين الطبيعة الإلهية؛ لهذا كان يدعو مريم “أم المسيح”، وكان يعتبرها أم يسوع الإنسان وليست أم يسوع الإله. هذا الاعتقاد لم يكن موافقاً لتعليم الكنيسة القائل بوحدة شخص يسوع الإله ـ الإنسان .
تحت قيادة كيرلس أسقف الإسكندرية وبتأييد من البابا سيليستينوس الأوَّل، عُقِدَ المجمع دون انتظار أنصار نسطوريوس، فنحّى هذا الأخير من منصبه وأدان تعليمَه، وأكد وحدة شخص يسوع المسيح ذات الطبيعتين الإلهية والإنسانية وبالتالي أكَّد صحة لقب “أم الله” المنسوب إلى مريم والذي كان حاضراً مِنقبل في تقوى شعب الله.
أما أنصار نسطوريوس فقد عقدوا مجمعاً مُعارضاً، لكن فيما بعد وفي عام 433 اتفق الفريقان على صيغة اتّحاد مؤقتة.
مجمع أفسس (الثالث المسكوني):
22 حزيران – أيلول 431
250 – 264 – جلسة الكيرلّسيين الأولى، 22 حزيران 431
أ- رسالة كيرلّس الاسكندري الثانية إلى نسطوريوس
كتبت بين 26 كانون الثاني و 24 شباط 430، وتليت على المجمع وأثبتها الآباء.
تجسّد ابن الله
250– فنحن لا نقول أن طبيعة الكلمة قد صارت جسداً بعد تحوّل، ولا هي تحوّلت إلى إنسان كامل، مؤلف من نفس وجسد، بل بالحري هذا: إن الكلمة باتحاده بحسب الأقنوم بجسد تحييه نفس عاقلة قد صار إنساناً على وجه لا يوصف ولا يُدرك، وسمّي ابن البشر لا بمجرّد الإرادة والمشيئة، ولا لكونه اتخذ فقط شكله. ونقول أن الطبيعتين المجموعتين في وحدة حقيقية هما مختلفتان، ومن الاثنتين نتج مسيح واحد، وابن واحد، لا لأن اختلاف الطبيعتين قد أزيل بالاتحاد، بل بالحريّ لأن اللاهوت والناسوت قد كوّنا لنا الرب الوحيد المسيح والابن، بائتلافهما في وحدة لا توصف وتعجز البيان.
251– فليس هو إنساناً عادياً ولد أولا من العذراء القديسة، ثم نزل عليه الكلمة من بعد، ولكن يقال عنه إنه كان متّحداً بناسوته منذ (الحبل به في) البطن وتقبّل الولادة الجسدية، إذ اتخذ ولادة جسده الخاص… وهكذا تجرأوا (الآباء القديسون) على تسمية العذراء القديسة مريم أم الله؛ لا لأن طبيعة الكلمة أو لاهوته قد نالا بداية وجودهما من مريم العذراء، بل لأنه منها ولد جسده المقدس تحييه نفس عاقلة.هذا الجسد الذي اتحد به الكلمة بحسب الأقنوم. ولهذا السبب يقال ولد بحسب الجسد.
ب – رسالة نسطوريوس الثانية إلى كيرلس
كتبت في 15 حزيران سنة 430 وتليت هي أيضاً على المجمع بعد رسالة كيرلس، ثم رُفضت دون بحث مفصل، لأنها تناقض تعاليم مجمع نيقية. ونص الرسالة لا يتيح معرفة دقيقة لتعاليم نسطوريوس.
اتحاد الطبيعتين في المسيح
251/ أ- (الفصل 3) يقولون (الآباء القديسون) أومن (نؤمن) بربنا يسوع المسيح، ابنه، وحيده. أنظر كيف وضعوا أولا كأساسات “رب”، “يسوع”، “المسيح”، “المولود الوحيد”، “ابن”،هذه الأسماء المشتركة بين اللاهوت والناسوت، ثم يبنون عليها ما نقل عن التجسد، والقيامة والآلام. وكانت غايتهم بعد وضع بعض الأسماء الدالة المشتركة لهذه الطبيعة وتلك، إن لا يُقسم ما يعود إلى البنوة، والربوبية، وإن لا يتعرض ما يعود إلى الطبيعتين في وحدة البنوة، لخطر الزوال بالاختلاط.
251/ ب – (الفصل 4) ذلك ما علمهم إياه بولس، بعد ذكر التجسد الإلهي وعلى وشك إضافة الآلام، يبدأ بوضع اسم المسيح المشترك بين الطبيعتين، كما قلت ذلك قبل قليل، ثم يضيف الكلام الذي يليق بالطبيعتين.فماذا يقول: “ليكن فيكم من الاستعدادات ما هو في المسيح يسوع: فإنه هو القائم في صورة الله، لم يعتد مساواته لله (حالة) مختلسة، بل (دون ذكر كل شيء بالتفصيل) صار طائعا حتى الموت موت الصليب” (في 2 : 5 – 6، 8). وهكذا فما إنه سيذكر الموت، وحتى لا يستنتج أن الله الكلمة يتألم، يضع اسم المسيح هذا، كتسمية تعني الجوهر غير المتألم والمتألم في أقنوم واحد، غير متألم باللاهوت، متألم بالطبيعة الجسدية.
251/ ج – (الفصل 5 ) ولئن كنت أستطيع الاستفاضة في هذا الأمر، وأولا من جهة التدبير (الايكونومية) لم يذكر هؤلاء الآباء القديسون حتى الولادة وإنما التجسد، أشعر أن وعدي بالاختصار في المقدمة يقيد كلامي ويقودني إلى القسم الثاني من محبتك. وفيه كنت امتدح قسمة الطبيعتين بعلة اللاهوت والناسوت وائتلافهما في أقنوم واحد، والقول أن الإله الكلمة لم يحتج إلى ولادة ثانية من امرأة، وأن اللاهوت غير قابل التألم. كل ذلك معتقد صحيح لأنه حقيقي ومنافٍ لآراء الهرطقات الخاطئة في شأن طبيعتي الرب.
فإذا كان الباقي يحوي حكمة خفية، لا تدركها آذان القراء، يعود إلى حذاقتك أن يُعرف ذلك: فقد بدا لي أنه يقلب كل ما سبق. فالذي أُعلن من قبل غير قابلٍ للألم وغير قادر على ولادة جديدة، قد قُدم من جديد، لا أدري كيف، كأنه قابل للألم ومخلوق من جديد، كما لو أن الصفات الموجودة بالطبيعة في الله الكلمة قد محقت بائتلافها بالهيكل، أو أنه قليل في عيون الناس أن الهيكل الطاهر من الخطيئة و الذي لا يمكن فصله عن الطبيعة البشرية قد قبل ولادة وموتا لأجل الخطأة، أو كأنما يجب إلا نؤمن بكلام الرب هاتفاً باليهود: “أنقضوا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام” (يو 2 : 19)، لا ” أنقضوا لاهوتي وهو يقوم في ثلاثة أيام”.
251/ د- (الفصل 6)… في كل موضع من الكتاب الإلهي، عندما يتكلم على تدبير الرب، لا يقدم الولادة والآلام كأنها للاهوت وإنما لناسوت المسيح، بحيث أن العذراء القديسة يجب أن تدعى بتسمية أدق أم المسيح لا أم الله. اسمع أيضاَ هذه الكلمات الإنجيلية التي تعلن: “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود، ابن ابراهيم: (متى 1:1). فمن الواضح إذن أن الله الكلمة لم يكن ابن داود. وتعلم، إذا ارتضيت، شهادة أخرى: “يعقوب ولدي يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح” (متى 1 : 16). وافحص أيضاً صوتاً آخر يشهد لنا: “أما مولد يسوع المسيح فكان هكذا: لما خطبت أمه ليوسف وجدت… حبلى من الروح القدس” (متى 1 : 18). فمن يظن أن لاهوت الابن الوحيد كان خليقة الروح؟ وماذا يقال عن هذه الكلمة: “أم يسوع كانت هناك” (يو 2 : 1) وأيضاً: “مع مريم أم يسوع” (أع 1 : 14)، وأيضاً: “إن الذي حُبل به فيها إنما هو من الروح القدس” (متى 1 : 20)، وأيضاً: ” خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر” (متى 2 : 13)، وأيضاً: “عن ابنه المولود بحسب الجسد من ذرية داود” (رو 1 : 3). وأيضاً عن الآلام من جديد: “أرسل الله ابنه، من أجل الخطيئة، في شبه جسد الخطيئة، فقضى على الخطيئة في الجسد” (رو 8 : 3) وأيضاً: “إن المسيح قد مات من أجل خطايانا” (1 كو 15 : 3)، وأيضاً: “إن المسيح قد تألم في الجسد” (ا بط 4 : 1)، وأيضاً: “هذا هو” لا لاهوتي، وإنما “جسدي المكسور لأجلكم” (1 كور 11 : 24).
251/ هـ – (الفصل 7) ثم أن ما لا يحصى من الأصوات يناشد الجنس البشري ألا ينظر إلى لاهوت الابن كأنه حديث أو كأنه قابل للألم الجسدي، بل إلى الجسد المتحد بطبيعة اللاهوت. لذلك يدعو المسيح نفسه رب داود وابنه فيقول: ” ماذا ترون في المسيح، ابن من هو؟”. فقالوا له: “ابن داود”. فقال لهم: “كيف إذن يدعوه داود، بوحي الروح، ربا، فيقول: “قال الرب لربي: “اجلس عن يميني” (متى 22 : 42 – 44)، إذ أنه ابن داود كلياً بحسب الجسد، ولكنه رب داود بحسب الروح. فمن الحسن والملائم للتقليد الإنجيلي الاعتراف بأن الجسد هو هيكل لاهوت الابن، وهيكل متحد بائتلاف سام وإلهي بحسب طبيعة اللاهوت بما يعود لهذا الهيكل. ولكن أن يُنسب إلى الكلمة، باسم هذا الاختصاص، حتى خصائص الجسد المؤتلف، أي الولادة، والألم، والموت، فذاك أيها الأخ، فكراما فاسد بضلال اليونانيين، وإما سقيم بجنون أبوليناريوس وآريوس والهرطقات الأخرى. أو بالحري هو أمر أخطر منها، إذ لا بد أن الذين ينساقون بكلمة “اختصاص” يضطرون إلى إشراك الله الكلمة في رضاع الحليب بسبب الاختصاص، وإشراكه في النمو شيئاً فشيئاً، وفي الخوف حين الآلام، وجعله يحتاج إلى مساعدة ملاك. وأصمت عن الختان، والذبيحة، والعرق، والجوع، تلك الأمور المتعلقة بالجسد، والمسجود لها لأنها جرت لأجلنا ولكنها إذا نُسبت إلى اللاهوت فهي كاذبة وسبب لحكم عادل علينا بكوننا مفترين.
ج – حُرم كيرلس الاسكندري (ضد نسطوريوس) مرفق برسالة مجمع الاسكندرية إلى نسطوريوس (رسالة كيرلس الثالثة إلى نسطوريوس)
وُضعت الرسالة في أوائل تشرين الثاني سنة 430 وسلمت إلى نسطوريوس في 30 تشرين الثاني من السنة عينها.
اتحاد الطبيعتين في المسيح
252– 1 – من لا يعترف بأن عمانوئيل هو الله في الحقيقة، وأن مريم العذراء، لهذا السبب، هي أم الله (لأنها ولدت بالجسد كلمة الله المتجسد) فليكن مبسلا.
253– 2 – من لا يعترف بأن الكلمة الذي من الله الآب قد اتحد بحسب الاقنوم بالجسد، وإنه مسيح وحيد مع جسده الخاص، أي هو ذاته إله وإنسان معاً، فليكن مبسلا.
254– 3 – من يقسم، في المسيح الوحيد، الأقانيم بعد الاتحاد، جامعا إياها بحسب ائتلاف اللاهوت والعظمة والقدرة فقط، وليس بالحري باللقاء في اتحاد طبيعي، فليكن مبسلا.
255– 4 – من يوزع بين شخصين أو أقنومين الكلمات التي تحتويها الأناجيل وكتابات الرسل، أنطق بها القديسون عن المسيح أم هو ذاته عن ذاته، وينسبون إليه بعضها كإلى إنسان ينظر إليه منفصلا عن الكلمة الذي من الله، والبعض الآخر إلى الكلمة وحده الذي من الله الآب، لأنها تليق بالله، فليكن مبسلا.
256– 5 – من يتجرأ على القول أن المسيح هو إنسان حامل الله وليس بالحري إلهاً حقيقياً بكونه ابنا وحيداً وبالطبيعة، بصيرورة الكلمة جسداً ومشاركته مثلنا في الدم والجسد، فليكن مبسلا.
257– 6 – من يقول أن الكلمة الذي من الآب هو إله المسيح أو سيده، ولا يعترف بالحري بأنه هو ذاته إله وإنسان معا، إذ أن الكلمة صار جسداً بحسب الكتب، فليكن مبسلا.
258– 7 – من يقول أن يسوع بكونه إنسانا قد حركه الله الكلمة وإن مجد الابن الوحيد نسب إليه كما إلى آخر قائم بذاته، فليكن مبسلا.
259– 8 – من يتجرأ على القول أن الإنسان المتخذ يجب أن يسجد له ويمجد مع الله الكلمة، ويجب أن يشترك في تسميته إلهاً، كآخرين مع آخر (إذ إضافة كلمة “مع” كل مرة توجب فهم الأمر هكذا) ولا يمجد بالحري عمانوئيل بسجود واحد، ويوجه إليه تمجيداً واحداً، بكون الكلمة صار جسداً، فليكن مبسلا.
260– 9 – من يقول أن الرب الوحيد يسوع المسيح قد مجده الروح، كما لو أنه استعمل سلطاناً غريباً أتاه من الروح، وإنه قبل منه السلطان لمقاومة الأرواح النجسة وتتميم آياته الإلهية بين البشر، ولا يقول بالحري أن هذا الروح الذي به أجرى الآيات الإلهية هو روحه الخاص، فليكن مبسلا.
261– 10 – يقول الكتاب المقدس أن المسيح كان رئيس الكهنة ورسول اعترافنا بالإيمان (ر. عب 3، 1) وإنه قدم ذاته لأجلنا رائحة طيبة إلى الله الآب. فمن يقول إذن أن رئيس كهنتنا ورسولنا لم يكن الكلمة ذاته الذي من الآب عندما صار جسداً وإنساناً مثلنا، بل كان آخر متميزاً عنه، إنساناً مولوداً من امرأة، أو من يقول أنه قدم التقدمة لأجله وليس بالحري لأجلنا وحدنا (لأن من لم يعرف الخطيئة لا يحتاج إلى تقدمة)، فليكن مبسلا.
262– 11 – من لا يتعرف بأن جسد الرب مُحي، وإنه الجسد الخاص بالكلمة الذي من الله الآب، بل يزعم أنه جسد إنسان آخر متميز منه ومؤتلف معه بحسب الجلال، أو أنه قبل فقط السكنى الإلهية، ولم يعترف بالحري بأنه محي، كما قلنا، لأنه كان الجسد الخاص بالكلمة القادر على إحياء كل شيء، فليكن مبسلا.
263– 12 – من لا يعترف بأن كلمة الله قد تألم في الجسد، وصلب في الجسد، وذاق الموت في الجسد، وإنه كان البكر من بين الأموات، بما أنه الحياة والمحيي مثل الله، فليكن مبسلا.
د – حكم المجمع على نسطوريوس
الحكم على النسطورية
264– بما أن نسطوريوس الجزيل الاحترام، من بين أمور أخرى، لم يرد الخضوع لاستدعائنا بل لم يستقبل الأساقفة القديسين الجزيلي التقوى الذين ارسلناهم إليه، أُلجئنا إلى فحص كل الكفر الذي تفوه به. ولأننا، برسائله، وبكتابات له قُرئت، وبأقوال نطق بها حديئا في هذه العاصمة، ولنا عليها شهادات، قد أخذناه في الجرم المشهود بالكفر في تفكيره ووعظه، اضطررنا بدافع من بالقوانين ومن رسالة أبينا الجزيل القداسة وزميلنا في الخدمة شلستينوس أسقف الكنيسة الرومانية، إلى الوصول بكثير من الدموع إلى هذا الحكم الأليم:
إن الرب يسوع المسيح، الذي جدف عليه نسطوريوس، قد رسم، بهذا المجمع المقدس، إن ذاك المذكور قد حُط، من الآن فصاعداً، من كرامته الأسقفية، وفصل من كل الجسم الكهنوتي.
265 – 266 جلسة الكيرلسيين السادسة، في 22 تموز 431
التمسك بإعلان إيمان نيقية
265– … لقد رسم المجمع المقدس أنه لا يحق لأحد أن يعلن أو يكتب، أو يؤلف إعلان إيمان غير ما حدده الآباء القديسون الذين اجتمعوا في نيقية مع الروح القدس…
266– إذا أُثبت على بعض الأساقفة أو رجال الاكليروس أو العلمانيين أنهم يقبلون، أو يقاسمون، أو يعلمون العقائد التي يتضمنها تعليم الكاهن خاريزيوس عن تجسد ابن الله الوحيد، أو تلك الضارة والمشوهة التي لنسطوريوس… فليقعوا تحت حكم هذا المجمع المسكوني.
267 – 268 جلسة الكيرلسيين السابعة، في 31 آب 431. رسالة مجمعية
الحكم على البيلاجيانية
267– 1 – لا يستطيع متروبوليت أبرشية منفصل عن هذا المجمع المقدس… أو مشارك في آراء شيلستيوس أو سيشارك فيها مستقبلا، أن يقوم بما يسيء إلى أساقفة الأبرشية، فيما أصبح هو مخلوعا بحكم المجمع من كل شركة كنسية وممنوعا من أي نشاط.
268– 4- إذا كان بعض الاكليريكيين قد انفصلوا وتجرأوا على المشاركة في الخصوص أو في العلن في آراء نسطوريوس أو شلستيوس فقد رُسم أن يُخضعوا لحكم هذا المجمع المسكوني المقدس.
Discussion about this post