مجمع ليون الثاني (1274 م)
دعا إلى عقده البابا غريغوريوس العاشر، الذي عمل مع الإمبراطور ميخائيل الثامن، على الاتحاد مع الكنيسة الشرقية، ولكن هذا الاتحاد لم يجد له صدى في بيزنطة.
قام المجمع أيضاً بالتصديق على الرهبنتين: الفرنسيسكانية والدومنيكانية.
غريغوريوس العاشر: 1 أيلول 1271 – 10 كانون الثاني 1276
مجمع ليون الثاني (المسكوني الرابع عشر) 7 أيار – 17 تموز 1274
850- الجلسة الثانية، 18 آذار 1274: دستور في الثالوث الأقدس والإيمان الكاثوليكي وردّ على اتهام البيزنطيّين
انبثاق الروح القدس
850– نعترف، بأمانةٍ وتقوى، إن الروح القدس ينبثق أزلياً من الآب والابن، لا من مبدأين، بل من مبدأ واحد، لا بانبثاقين، بل بانبثاقٍ واحد وحيد. هذا ما اعترفت وكرزت به وعلّمته حتى الآن الكنيسة الرومانية المقدسة، أمّ جميع المؤمنين ومعلّمتهم؛ هذا ما تتقيّد به بثبات، وتكرز وتعترف به وتعلّمه، وهذا هو التعليم الثابت والحقيقي للآباء والملافنة القويمي الإيمان اللاتينيين واليونانيين.
ولكن بما أن البعض، لجهلهم الحقيقة الدامغة المذكورة آنفاً، انزلقوا في أضاليل مختلفة ورغبةً في إقفال الطريق أمام أضاليل من هذا النوع، وبموافقة المجمع المقدس، نشجب ونرفض جميع الذين يتجرؤون على إنكار كون الروح القدس ينبثق إزلياً من الآب والابن، أو الذين، بجرأة طائشة، يذهبون إلى القول بأنّ الروح القدس ينبثق من الآب والابن على أنهما مبدآن لا مبدأ واحد.
851- 861– الجلسة الرابعة، 6 حزيران 1274، رسالة الإمبراطور البيزنطيّ ميخائيل باليولوغوس إلى البابا غريغوريوس
شهادة إيمان الإمبراطور ميخائيل باليولوغس
851– (إعلان عام) نؤمن بالثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، إلهاً واحداً كلّي القدرة، وبأن في الثالوث، الألوهة كلها واحدة الذات، والجوهر، والأزلية، والقدرة الكلية، وبأن فيها إرادةً واحدة، وقدرةً واحدة، وعظمةً واحدة، وبأنها خالقة كل الخلائق. منها، وفيها وبها جميع الأشياء التي في السماء وعلى الأرض، المرئية وغير المرئية، المادية والروحانية. نؤمن بأن كلّ أقنومٍ في الثالوث هو الله في الحقيقة والتمام والكمال.
852– نؤمن بابن الله كلمة الله، المولود من الآب أزلياً، الذي هو والآب واحد الجوهر، وكليّ القدرة، وفي ألوهةٍ واحدة؛ المولود في الزَّمن من الروح القدس ومن مريم الدائمة البتولية، بنفس عاقلة، الذي له ولادتان: ولادة أزلية من الآب، وولادة زمنيّة من أمّه. إله حقيقي وإنسان حقيقيّ، قائم في كلتا الطبيعتين بطريقة ذاتيّة وكاملة؛ لا ابن بالتبنّي، ولا ابن في الظّاهر، بل ابن واحد ووحيد لله، في طبيعتين، ومن طبيعتين، إلهية وإنسانية، في وحدة شخصٍ واحد، غير قابل الألم والموت بلاهوته، ولكنه بناسوته تألم بجسده آلاماً حقيقية ما أجلنا ومن أجل خلاصنا؛ مات، ودفن، وانحدر إلى الجحيم، وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات، قام بجسده قيامةً حقيقية؛ وأربعين يوماً بعد قيامته صعد إلى السماء بجسده المنبعث وروحه، وهو يجلس إلى يمين الله الآب، من حيث سيأتي ليدين الأحياء والأموات، ويُجازي كلاً على حسب أعماله الصالحة والطالحة.
853– ونؤمن أيضاً بالروح، إلهاً كاملاً وحقيقياً، منبثقاً من الآب والابن، وواحداً مع الآب والابن في الجوهر، والقدرة الكلية والأزلية. نؤمن بأنّ هذا الثالوث الأقدس ليس ثلاثة آلهةٍ ولكنه إلهٌ واحد كليّ القدرة، وأزليّ وغير مرئيّ، وغير متحولّ.
854– نؤمن أيضاً بأن الكينسة المقدسة، الكاثوليكية، الرسولية، هي الكنيسة الواحدة الحقيقية، التي تُمنح فيها معمودية مقدسة، ومغفرةُ حقيقية لجميع الخطايا. ونؤمن أيضاً بقيامة هذا الجسد الحقيقية، جسدنا الذي نحمله الآن، وبالحياة الأبدية. ونؤمن أيضاً بأنّ للعهدين الجديد والقديم، والناموس، والأنبياء والرسل، مصدراً واحداً هو الله والربّ الكليّ القدرة.
855– (إضافات خاصة أضاليل الشرقيين) هذا هو الإيمان الكاثوليكيّ الحقيقيّ الوارد في البنود السابقة، والذي تتقيّد وتكرز به الكنيسة الرومانية المقدسة. ولكن بسبب الأضاليل المختلفة التي أدخلها البعض جهلاً، والبعض الآخر مكراً، تقول وتعلن:
إن الذين، بعد المعمودية، يسقطون في الخطيئة، لا تجوز إعادة تعميدهم، بل ينالون غفران خطاياهم بتوبةٍ حقيقية.
856– (مصير الموتى) لئن ماتوا في البرارة، بعد توبةٍ حقيقية، وقبل القيام بالتكفير المثمر عمّا اقترفوه أو أهملوه، فنفوسهم تطهرّ بعد الموت بعقوباتٍ مطهرّة ومبّررة، على ما شرح ذلك أخونا يوحنا (باراسترون الفرنسيسكاني). وفي سبيل تخفيف هذه العقوبات تنفع شفاعات المؤمنين الأحياء أي ذبيحة القداس، والصلوات، والصّدقات وأعمال البرّ الأخرى التي اعتاد المؤمنون أن يعملوها لمؤمنين آخرين بحسب أنظمة الكنيسة.
857– في شأن نفوس الذين بعد نيلهم المعمودية المقدسة، لم يقترفوا أيّ خطيئة، والذين أيضاً بعد اقترافهم الخطيئة تطهروا، سواء كانوا بعد في الجسد، أو تعرّوا منه، فنفوسهم، كما قيل آنفاً، تقبل حالاً في السماء.
858– في شأن الذين يموتون في حال الخطيئة المميتة، أو مع الخطيئة الأصلية وحدها، فنفوسهم تنحدر حالاً إلى جهنّم حيث تنال عقوباتٍ غير متساوية.
859– الكنيسة الرومانية المقدسة نفسها تؤمن وتعترف اعترافاً ثابتاً بأنّ جميع البشر، في يوم الدّينونة، يمثلون بأجسادهم أمام محكمة المسيح لكي يؤدّوا حساباً عن أعمالهم (رَ رو 14 : 10…).
860– والكنيسة الرومانية نفسها تعتقد وتعلّم أيضاً في الكنيسة سبعة أسرار: المعمودية التي تكلمنا عليها سابقاً؛ وسرّ التثبيت الذي يمنحه الأساقفة بوضع الأيدي ويدهن المعمّدين بالميرون؛ وسرّ التوبة، وسرّ الإفخارستيا؛ وسرّ الكهنوت؛ وسرّ الزّواج؛ وسرّ المسحة الأخيرة التي قال الطوباوي يعقوب إنها تُعطى للمرضى. الكنيسة الرومانية نفسها تستعمل في سرّ الإفخارستيا الخبز الفطير؛ وهي تعتقد وتعلّم أن الخبز، في هذا السرّ، يتحوّل جوهرياً إلى جسد الربّ يسوع المسيح، والخمر إلى دمه.
وفي شأن الزواج تعتقد أنه لا يجوز للرجل أن يكون له عدّة زوجات معاً، ولا للمرأة أن يكون لها عدّة أزواج. وعندما ينحلّ الزواج الشرعيّ بموت أحد القرينين، تعلن أن الزواجات الثانية، ثم الثالثة هي جائزة بالتعاقب، ما لم يحل دون ذلك مانعٌ قانونيّ لسببٍ من الأسباب.
861– هذه الكنيسة الرومانية المقدسة نفسها تملك أيضاً الأولية والسّلطة العليا والكاملة على كلّ الكنيسة الكاثوليكية. وهي تعترف بإخلاص وتواضع أنها نالتها، مع ملء السلطان، من الربّ نفسه، في شخص الطوباويّ، رئيس الرسل أو رأسهم، الذي يخلفه الحبر الروماني. وكما أنّ من واجبها قبل سواها أن تُدافع عن حقيقة الإيمان، فإن القضايا التي تنهض في موضوع الإيمان يجب أن تُحدّد بحكمها. من حقّ كل محكوم أن يرفع إليها دعواه، في الأمور التي ترجع إلى المحاكم الكنسية؛ وفي جميع الحالات التي تتعلق بسلطة الكنيسة القضائية يمكن الرجوع إلى حكمها. لها تخضع جميع الكنائس التي يُقدّم لها أحبارها الطاعة والاحترام. سلطانها الكامل راسخٌ إلى حدّ أنها تقبل أن تنعم الكنائس الأخرى برعايتها. وهذه الكنيسة الرومانية نفسها كرّمت وأجلّت كنائس كثيرة، ولا سيما الكنائس البطريركية، بامتيازاتٍ مختلفة، مع الحفاظ دائماً على ميزتها الأولية في المجامع العامة وفي حالات أخرى.
Discussion about this post