المجمع الفاتيكاني الثاني
السيد المسيح – Christus Dominus
قرار في “مهمة الأساقفة الراعوية”
من الأسقف بولس، خادم خدّام الله، مع آباء المجمع المقدس، للذكرى الخالدة.
مقدمة
1– أتى السيد المسيح، ابن الله الحي ، ليخلص شعبه من خطاياهم (1) ويقدّس كل الناس. وكما أرسله الآب، هكذا أرسل رسله (2) . لقد قدّسهم إذ أعطاهم الروح القدس، كي يمجدوا الآب بدورهم على الأرض ويعملوا على خلاص البشر ” في سبيل بنيان جسد المسيح” ( أفسس 4 / 12) أي الكنيسة.
2– ينعم الحبر الروماني، في كنيسة المسيح هذه، بوصفه خليفة بطرس، من إليه أَوكَلَ المسيح رسالة رعاية نعاجه وخرافه، وبموجب الرسم الإلهي، بملء السلطة العليا، المباشرة والشاملة في رعاية النفوس. وبوصفه راعي المؤمنين جميعاً المرسل ليؤمّن الخير العام في الكنيسة جمعاء وخير كلّ من الكنائس، يتمتع بأولوية السلطان المألوف على جميعها.
والأساقفة أيضاً أقامهم الروح القدس ليخلفوا الرسل كرعاة للنفوس (3). وقد أرسلوا ليؤمّنوا، بالاتحاد مع الحبر الأعظم وتحت سلطته (4)، استمرار عمل المسيح، الراعي الأزلي. فالمسيح قد أعطى رسله وخلفاءهم الأمر والسلطان، كي يعلّموا كلّ الأمم، ويقدّسوا الناس في الحق ويقودوا القطيع. لذلك قد أقيم الأساقفة بحق وبقوة الروح القدس الذي أعطي لهم، معلمي الإيمان واحباراً ورعاة اصيلين (5).
3– يمارس الأساقفة تلك المهمة الأسقفية التي قبلوها (6) بالتكريس الأسقفي مشتركين في الاهتمام بكلّ الكنائس، باتحادهم بالحبر الأعظم وتحت سلطته، تلك المهمة المنوطة بالتعليم والرعاية، حيال كنيسة الله الشاملة، متحدين جميعهم في جماعة أي جسم.
ويمارسها كلٌّ بمفرده نحو القسم الموكول أمره إليه من قطيع المسيح. ويهتمّ كلّ منهم بكنيسة خاصة أو بعدة كنائس أُسنِدَ تدبيرها إليه، ناظرين معاً الى الحاجات المشتركة لكنائسهم المتعدّدة.
لهذا وقد أخذ المجمع المقدس بعين الاعتبار أوضاع الجماعة البشرية التي في أيامنا الراهنة تسير نحو نظام جديد (7)، وقد أراد أن يحدّد بطريقة صريحة مهمة الأساقفة الراعوية، قرّر ما يأتي:
الفصل الأول: الأساقفة والكنيسة الجامعة
أولاً: دور الأساقفة في الكنيسة الجامعة
ممارسة سلطة الحلقة الأسقفية
4– يقام الأساقفة أعضاء في الجسم الأسقفي بقوة الرسامة الأسقفية وبالشركة التسلسلية مع رئيس الحلقة وأعضائها (1). “أمّا سلك الأساقفة الذي يخلف حلقة الرسل في سلطة التعليم والرعاية، لا بل يستمرّ فيه بصورة غير منقطعة الجسم الرسولي ذاته، هو، باتحاده مع الحبر الروماني رأسه، وليس بدونه على الإطلاق، صاحب السلطة العليا والكاملة في الكنيسة جمعاء تلك التي لا يمكن ان يمارسها الاّ بموافقة الحبر الروماني” (2).
ويمارس الأساقفة هذه السلطة بطريقة احتفالية في المجمع المسكوني (3). لذلك يقرّر المجمع المقدّس أن لجميع الأساقفة، بوصفهم اعضاء في الحلقة الاسقفية الحق في ان يشتركوا في المجمع المسكوني.
“يمكن للأساقفة القائمين في العالم أجمع، بالاتحاد مع البابا، أن يمارسوا هذه السلطة المجمعية عينها، على أن يدعوهم رأس الحلقة إلى أن يمارسوا سلطتهم مجمعياً، أو اقّله ان يوافق على العمل الموحّد الذي يقوم به الأساقفة المنتشرون في العالم، أو أن يقبل به عن رضى، بحيث يصبح عملهم عملاً جماعياً حقّاً” (4).
مجلس أو سينودس الأساقفة
5– إن الأساقفة المختارين من شتى بلدان العالم، بناء على قواعد وطرق وضعها أو يضعها الحبر الروماني، يساعدون راعي الكنيسة الأعلى بطريقة أجدى، في مجلس يدعى سينودس الأساقفة (5). ولمّا كان هذا السينودس يمثّل كلّ الأساقفة الكاثوليك، فهو بالوقت عينه علامة على اشتراك كلّ الأساقفة في العناية بالكنيسة جمعاء، وذلك في الشركة التسلسلية (6).
اشتراك الأساقفة في الاهتمام بكلّ الكنائس
6– إن الأساقفة، بوصفهم خلفاء شرعيين للرسل واعضاء في الحلقة الاسقفية، عليهم ان يعرفوا دوماً انهم متحدون بعضهم مع البعض، وعليهم ان يحملوا همّ الكنائس كلها، اذ أن كلّ واحد منهم، بحكم الرسم الالهي وإلزامات خدمته الرسولية، مسؤول (7) عن الكنيسة جمعاء مع سائر الأساقفة. وليكن موضوع اهتمامهم الخاص تلك البلدان التي لم يُكرَز فيها بكلمة الله، أو تلك التي أصبح المؤمنون فيها بسبب نقصٍ في عدد الكهنة، معرَّضين لخطر الابتعاد عن إلزامات الحياة المسيحية، لا بل خسران الايمان نفسه.
عليهم أن يعملوا بكل قواهم على أن يساند المؤمنون أعمال التبشير والرسالة، وأن يشجّعوها. وبالأكثر فليجتهدوا في السهر على تهيئة كهنة ذوي جدارة ومساعدين من الرهبان والعلمانيين، لبلدان الرسالات ولتلك التي تشكو من نقص في الكهنة. وليعنوا ايضاً بأن يرسلوا، بقدر الامكان، بعضاً من كهنتهم الى هذه الرسالات وهذه الابرشيات، لممارسة الخدمة المقدسة بطريقة دائمة أو وقتية.
علاوة على ذلك، في استعمال الخيرات الكنسية، على الأساقفة أن يضعوا نصب اعينهم في أن يُقيموا حساباً، لا لحاجات أبرشيتهم فحسب، بل لحاجات سائر الكنائس الخاصة التي هي أجزاء في كنيسة المسيح الواحدة. وليتنبهوا أخيراً إلى أن يخففوا، على قدر استطاعتهم، من وطأة المصائب التي تحل في الأبرشيات الاخرى أو في مناطق شتى.
محبة فعلية نحو الأساقفة المضطهدين
7– وعليهم ان يحيطوا بعطف اخوي اولئك الأحبار الذين يحتملون من اجل المسيح شتى الافتراءات والعذابات، معتقلين في السجون أو ممنوعين من تأدية رسالتهم. وليحيطوهم بروح اخوي ، وليشملوهم بعناية فعّالة وصادقة، كيما تتسكّن آلامهم وتتخفف بصلوات واعمال اخوتهم.
ثانيا: الأساقفة والكرسي الرسولي
سلطة الأساقفة في أبرشياتهم الخاصة
8– أ- للأساقفة بوصفهم خلفاء الرسل كل السلطان المألوف، الخاص والمباشر، في الأبرشيات التي أوكلت اليهم، الذي يعود اليهم بحكم وظيفتهم والذي تقتضيه ممارسة مهمتهم الرسولية، على ان تبقى ثابتة دوماً السلطة التي للحبر الروماني بقوة وظيفته، على أن يحتفظ لنفسه ببعض القضايا، أو أن يحفظها لسلطة أخرى.
ب- لكل اسقف أبرشي السلطان في أن يفسّح وفقاً. لمنطوق القانون من شريعة كنسية عامة، في حالة خاصة، للمؤمنين الذين له عليهم السلطة، وذلك كل مرة يحكم أن التفسيح يفيدهم من ناحية الخير الروحي، إلاّ اذا كانت السلطة الكنسية العليا قد احتفظت بشيء خاص لها وحدها.
مجامع “الكوريا” الرومانية
9– يستخدم الحبر الروماني في ممارسة سلطته السامية الكاملة والمباشرة على الكنيسة الجامعة، مجامع الكوريا الرومانية التي باسمه وبسلطته، تكمّل وظيفته لخير الكنائس وخدمة الرعاة.
ويتمنى آباء المجمع المقدس ان تخضع هذه المجامع، التي قدمت المساعدة النفسية للحبر الروماني ولرعاة الكنيسة، لتنظيم جديد يتوافق اكثر وحاجات الزمن، والبلدان، والطقوس، لا سيما في ما يرجع لعددهم واسمهم ومقدرتهم وأساليب عملهم الخاصة وتنسيق اشغالهم (8). ويتمنون أيضاً ان تحدّد كذلك وظائف سفراء الحبر الروماني بطريقة أوضح، مع مراعاة مهمة الأساقفة الرعائية الخاصة.
أعضاء المجامع الرومانية وموظفوها
10– علاوة على ذلك، لما كانت هذه المجامع ذاتها قد وضعت لخير الكنيسة الجامعة، فمن الرغوب فيه أن تؤخذ أعضاؤها وموظفوها ومستشاروها – وأيضاً سفراء الحبر الروماني – أكثر فأكثر وعلى قدر الإمكان، من مناطق الكنيسة المختلفة، بحيث يظهر الطابع الشامل حقاً لإدارات الكنيسة الكاثوليكية وأجهزتها المركزية. ويتمنى أيضاً أن يكون في عداد أعضاء هذه المجامع بعض الأساقفة، لا سيما الأبرشيين، الذين بإمكانهم أن يحملوا للحبر الروماني بطريقة كاملة، تفكير كل الكنائس وتمنياتها وحاجاتها. وأخيراً يعتبر آباء المجمع أنه مفيد للغاية أن تصغي هذه المجامع أكثر فأكثر الى علمانيين مشهود لهم بالفضيلة والعلم والخبرة، بنوع أنهم يلعبون دوراً يتلاءم وشخصيتهم في شؤون الكنيسة.
الفصل الثاني: صلة الأساقفة بالكنائس الخاصة والأبرشيات
أولاً: أساقفة الأبرشيات
تحديد الأبرشية ودور الأساقفة في أبرشياتهم
11– الأبرشية هي قسم من شعب الله موكول أمره لأسقف، هو الراعي له بمساعدة المجلس الأبرشي، بحيث أنها وقد رُبطت إلى راعيها الذي يجمعها في الروح القدس بالإنجيل والقربان، تكون كنيسة خاصة، فيها توجد حقاً وتعمل كنيسة المسيح الواحدة، المقدسة الجامعة، الرسولية. فكل أسقف أوكل إليه الإهتمام بكنيسة خاصة، يرعى خرافها بإسم الرب، بصفته الراعي الخاص، والمألوف والمباشر، تحت سلطة الحبر الأعظم، متمماً نحوها مهمة التعليم، والتقديس والتدبير. إنما عليه أن يعترف للبطاركة ولسائر السلطات الكنسية من حقوق شرعية (1). فليجتهدنَّ الأساقفة في أداء رسالتهم الرسولية كشهود للمسيح أمام الناس كلهم، لا بإهتمامهم بالذين يتبعون حتى الآن رئيس الرعاة فقط، بل أيضاً بتكريسهم ذواتهم ومن كل قلوبهم، لخدمة الذين حادوا نوعاً عن طريق الحقيقة، والذين يجهلون الإنجيل ونعمة المسيح الخلاصية. وسيعملون هكذا إلى اليوم الذي يمشي فيه الجميع “بكل صلاح وبرّ وحقّ” (أفسس 5 / 9).
وظيفة التعليم
12– على الأساقفة أن يبشروا الناس بإنجيل المسيح، في ممارسة مهمتهم التعليمية، هذه المهمة تسمو (2) على غيرها من المهمات مهما علا شأنها. وبقوة الروح، عليهم أن يدعوهم إلى الإيمان، أو أن يثبتوهم في الإيمان الحي؛ وليقدّموا لهم سر المسيح كاملاً أعني هذه الحقائق التي لا يمكن جهلها دون جهل المسيح بالذات؛ وليدلوهم أيضاً على الطريق التي أوحاها الله لمجده تعإلى وبالوقت ذاته للحصول على الخلاص الأبدي (3). من جهة أخرى على الأساقفة أن يبينوا للبشر، على أن الأرض ذاتها والمؤسسات البشرية، مرتبة أيضاً حسب تصميم الإله الخالق، لخلاص الناس. وبالتالي بإستطاعتها أن تسهم بنوع معتبر في بناء جسد المسيح. فليُعلّموا إذاً، حسب تعليم الكنيسة، كم هو واجب إحترام الشخص الإنساني في حريته وحياته الجسدية بالذات؛ والعائلة في وحدتها وثباتها وإنجابها للأولاد وتربيتهم؛ والمجتمع المدني بشرائعه ومهنه؛ العمل والراحة، والفنون والإختراعات؛ والفقر والغنى؛ وأخيراً ليعرضوا كيفية حل المشاكل المستعصية لإقتناء الخيرات المادية وإنمائه، وتوزيعها العادل، ومشاكل السلام والحرب، والوحدة الأخوية للشعوب بأسرها (4).
طريقة عرض العقيدة المسيحية
13– على الأساقفة أن يُعلّموا العقيدة المسيحية بطريقة توافق ضرورات الزمن، أعني بالإجابة على الصعوبات والمشاكل التي تقلق البشر أكثر من غيرها. عليهم أن يسهروا على هذه العقيدة ذاتها، فيُعلّموا المؤمنين بالذات كي يحاموا عنها وينشروها. وليظهروا في تعليمهم لها غيرة الكنيسة الأم على جميع الناس، مؤمنين وغير مؤمنين، وليهتموا خصوصاً بالفقراء والصغار الذين أرسلهم الرب ليبشروهم. لما كان من واجب الكنيسة أن تقيم حواراً مع المجتمع البشري الذي تعيش فيه (5)، فعلى الأساقفة قبل غيرهم أن يذهبوا إلى الناس لينشئوا الحوار معهم وينشطوه. ولكي يكون هذا الحوار الخلاصي موحداً الحقيقة مع المحبة، والعقل مع القلب، وجب أن يمتاز بوضوح في التعبير، وفي الوقت نفسه بالتواضع والرفق، وبفطنة لائقة تقترن أيضاً بثقة من شأنها أن تعزز الصداقة وتوحد النفوس (6) . وللتبشير بالعقيدة المسيحية، فليجتهد الأساقفة في إستعمال الوسائل الموجودة في عالم اليوم، أعني بادىء ذي بدء الكرازة، والتنشئة على التعليم المسيحي اللتين تحتلان دوماً وبحق مكان الصدارة، وكذلك عرض العقيدة في المدارس والمحافل، بواسطة المحاضرات والإجتماعات المتنوعة، ونشرها أيضاً في تصريحات علنية، بمناسبة بعض الأحداث، وكذلك بواسطة الصحافة ووسائل اِلإعلام الإجتماعية المختلفة، التي لا بد من إستخدامها في إعلان إنجيل المسيح (7).
التعليم المسيحي
14– ولما كانت غاية التعليم المسيحي أن يجعل الإيمان عند البشر حيّاً، ظاهراً وذات فاعلية وذلك بإنارتهم بالعقيدة، فليسهر الأساقفة على أن يوصلوه بإنتباه وبإهتمام كلي، إلى الأولاد وإلى الأحداث، وإلى الشباب وحتى البالغين. وليُتبع في هذا التعليم النظام والأسلوب الموافق، لا للمادة التي نحن بصددها فقط، ولكن أيضاً لطبيعة، وطاقات، وعمر المستمعين وظروف حياتهم، وليؤسَّس هذا التعليم على الكتاب المقدس والتقليد، والطقسيات، وسلطة الكنيسة التعليمية وحياتها. زيادة على ذلك، فليحرص الأساقفة على أن يكون معلمو التعليم المسيحي مُعدّين كما ينبغي لمهمتهم. يجب عليهم أن يتقنوا معرفة تعليم الكنيسة ومبادىء علم النفس وسائر العلوم التربوية نظرياً وعملياً. يجب على الأساقفة أيضاً أن يبذلوا قصارى جهدهم كي يجدّدوا أو يحسنوا ثقافة البالغين الدينية.
رسالة الأساقفة التقديسية
15– فليتذكر الأساقفة وهم يمارسون مهمتهم التقديسية، بأنهم أُخذوا من بين البشر وأُقيموا لأجل البشر، في ما هو لله ، ليقدموا عطايا وذبائح عن الخطايا. فالأساقفة ينعمون بملء سر الدرجة. فبهم يتعلق الكهنة والشمامسة في ممارسة سلطانهم: أولئك هم أيضاً قد كرسوا كهنة العهد الجديد الحقيقيين، ليكونوا مساعدين فطنين للسلك الأسقفي؛ وهؤلاء وقد رُسموا للخدمة فإنهم يخدمون شعب الله بالإتحاد مع الأسقف ومجلسه. لهذا أن الأساقفة هم الموزعون الأولون لأسرار الله، كما أنهم، في الوقت عينه، منظمو كل الحياة الطقسية في الكنيسة التي أوكل أمرها إليهم، ومشجعوها والمحافظون عليها (8). ليجتهد الأساقفة إذاً كي يفقه المؤمنون بطريقةٍ أعمق السر الفصحي، وأن يعيشوا منه أكثر فأكثر، بواسطة الإفخارستيا، بحيث أنهم يؤلفون جسداً واحداً مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً في وحدة محبة المسيح (9) بمواظبتهم على “الصلاة وخدمة الكلمة” (اعمال 6 / 4). ليعمل الأساقفة كي يكون كل الذين أُوكِل اليهم أمر الاعتناء بهم واحداً في الصلاة (10)، فينموا باقتبالهم الأسرار في النعمة ويكونوا للرب شهوداً أمينين.
وليعمل الأساقفة بكل قواهم (11) بصفتهم مُعلّمي كمال، كي يتقدم في القداسة الكهنة والرهبان والعلمانيون كلٌّ حسب دعوته الخاصة، ذاكرين كل مرة أن من واجبهم الخاص، أن يكونوا مثال القداسة بمحبتهم وتواضعهم وبساطة حياتهم. ليقدسوا هكذا الكنائس الموكولة اليهم فيتلألأ فيها كاملاً حسّ كنيسة المسيح الجامعة. وبالتالي فليشجعوا أكثر ما يمكن، الدعوات الكهنوتية والرهبانية، على أن يحيطوا بإهتمامٍ خاص الدعوات الارسالية.
مهمة الأساقفة التدبيرية والراعوية
16– ليكن الأساقفة في وسط شعبهم كالذين يخدمون وهم يمارسون مهمة الأب والراعي (12)، وليكونوا رعاةً صالحين يعرفون نعاجهم ونعاجهم تعرفهم، وآباء حقيقيين يتسامون بروحهم المُحبّة والمُخلِصة نحو الجميع، فتلاقي السلطة التي قبلوها من فوق رضى الجميع مع الامتنان. عليهم أن يجمعوا كل عائلة قطيعهم وأن ينعشوها، بحيث أن الكل وقد وعوا واجباتهم يحيون في شركة المحبة ويعملون بها.
ليستطيعوا القيام بهذا بصورة فعالة، يجب على الأساقفة “وهم مُعَدّونَ لكلِّ عملٍ صالحٍ” (2 تيم 2 / 21) و”يصبرون على كلّ شيء لأجل المختارين” (2 تيم 2 / 10) أن ينظموا حياتهم بحيث انها تتجاوب وحاجات عصرهم.
وليحيطوا الكهنة بمحبةٍ خاصة، لأنهم يتحملون قسطاً من مهماتهم واهتماماتهم، فيكرسون لها ذواتهم يومياً مع كثيرٍ من الغيرة. ليعاملوهم كأبناء وأصدقاء (13)، وليكونوا مستعدين أن يسمعوا لهم ، وليُنمّوا معهم علاقاتٍ صحيحةٍ فيُنشِّطوا هكذا العمل الراعوي بكامله في الأبرشية كلّها.
وعلى الأساقفة أن يهتموا بحالة كهنتهم الروحية والعقلية والمادية، لتكون لهم الوسائل كي يعيشوا حياةَ قداسةٍ وتقى وكي يتمموا خدمتهم بأمانةٍ ويعطوا الثمار. لهذا فليشجع الأساقفة المؤسسات ولينظموا لقاءاتٍ خاصة، كي يتسنّى لكهنتهم أن يجتمعوا من وقتٍ إلى وقت، سواء أكان ذلك لممارسات روحية طويلة، القصد منها تجديد حياتهم، أم كان للتعمق في معرفة العلوم الكنسية، لا سيما الكتاب المقدس واللاهوت، والمشاكل الإجتماعية الأشد أهمية، والأساليب الجديدة للعمل الرعائي. وعلى الأساقفة أن يحيطوا بحنانٍ فعّال الكهنة الذين بطريقةٍ أو بأخرى تعرّضوا للخطر أو أنهم أخطأوا في نقطةٍ ما.
وكي يكونوا قديرين أن يسدوا عوز مؤمنيهم بطريقة أشدّ ملاءمة كلٌّ حسب أوضاعه ليجتهد الأساقفة في أن يعرفوا جيّداً حاجاتهم في البيئة الإجتماعية حيث يعيشون، مستخدمين لأجل ذلك الأساليب الموافقة لاسيما الاستطلاع الاجتماعي. وليبدوا إهتماماً بالكل، مهما كان عمرهم، ووضعهم وبلدهم سواء أكانوا من أبناء البلاد، أم من الغرباء، أم من المارّة. وفي هذه العناية الراعوية، ليحفظوا لمؤمنيهم الحصة التي لهم والتي تعود اليهم في شؤون الكنيسة، عالمين واجبهم وحقّهم كي يعملوا بفاعلية على بنيان جسد المسيح السري.
وعلى الأساقفة أن يحيطوا بالمحبة الاخوة المنفصلين، حاثين المؤمنين على أن يتصرفوا نحوهم بكثير من الانسانية والمحبة، ومشجعين أيضاً الحركة المسكونية كما تفهمها الكنيسة (14). وليكن غير المعمَّدين عزيزين على قلوبهم، بحيث أن محبة المسيح يسوع تتلألأ أمام أعينهم أيضاً، ذلك الذي يشهد له الأساقفة أمام الجميع.
أشكال خاصة بالرسالة
17– علاوةً على ذلك، من الواجب تشجيع الأساليب المختلفة للرسالة في الأبرشية كلها أو في قطاعات خاصة منها وبإدارة الأسقف. فليعزز تنسيق كل أعمال الرسالة تنسيقاً متيناً وعميقاً فتردّ هكذا إلى عمل متناغم كل المبادرات والمؤسسات التعليمية، والرسولية، والخيرية، والاجتماعية والعائلية والمدرسية، ومن أي طبيعة رسولية كانت. وهكذا تبدو ايضاً بأكثر جلاء وحدة الأبرشية.
يجب أن نلفت الانتباه إلى واجب المؤمنين في ممارسة الرسالة، حسب وضع كلّ منهم ومؤهلاته، وتوصيتهم في أن يسهموا أو يساعدوا في أعمال العلمانيين الرسولية المختلفة لا سيما في العمل الكاثوليكي. ويجب أيضاً تنشيط وتشجيع الجمعيات التي تهدف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى هدف فائق الطبيعة: كالتفتيش عن حياةٍ أكثر كمالاً، وتبشير الجميع بإنجيل المسيح، ونشر العقيدة المسيحية، وإنماء العبادة العامة، ومتابعة أهداف إجتماعية، والقيام بأعمال التقوى والمحبة.
ويجب أن تطابق أعمال الرسالة كل المطابقة الحاجات الحالية، مع اعتبار الظروف لا الروحية والأدبية فقط بل الاجتماعية منها ايضاً والاقتصادية، والمتعلقة بنمو السكّان. وللتوصل الفعّال والمثمر في ذلك، تساعد بصورة كبرى الاستطلاعات الاجتماعية والدينية التي تقوم بها أجهزة علم الاجتماع الراعوي الموصى بها بالحاح.
عناية خاصة ببعض فئات من المؤمنين
18– وليُعنَ بنوع خاص بالمؤمنين الذين، نظراً إلى وضعهم، لا يتمكنون من أن ينعموا كفايةً بخدمةِ كهنة راعوية عادية ومألوفة، أو أنهم محرومون منها بالكلية: كالمهاجرين، في أغلبيتهم الساحقة، والمنفيين، واللاجئين والبحّارة، والطيّارين، والرحّل وغيرهم من الفئات المتشابهة. ويجب أيضاً تشجيع أساليب راعوية موافقة لدعم الحياة الروحية لدى أولئك الذين، يحلّون لوقت من الزمن في مناطق غير مناطقهم طلباً للراحة.
وعلى المجالس الأسقفية، لا سيما الوطنية منها، أن تدرس بدقةٍ المشاكل الأكثر إلحاحاً، المتعلقة بفئات المؤمنين المختلفة هذه. وعليهم بواسطة أساليب ومؤسسات موافقة، وبفضل إتحاد الكل وجهودهم، أن يسدوا بالحسنى عوز هؤلاء المؤمنين الروحي، ناظرين بعين الاعتبار أولاً إلى القوانين التي وضعها وسيضعها الكرسي الرسولي، بمعنى أنها تأتي مطابقة كل المطابقة لأوضاع الزمان والمكان والأشخاص (15).
حرية الأساقفة: علاقاتهم مع السلطات العامة
19– إنَّ الأساقفة بقيامهم بمهمتهم الرسولية التي تهدف إلى خلاص النفوس، ينعمون بحريةٍ وبإستقلال كاملين وتأمين بالنسبة إلى كل سلطة مدنية. لهذا لا يُسمَح البتة أن تُعاق، بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة، ممارستهم لمهمتهم الكنسية، ولا أن يُمنعوا من أن يتعاطوا بكلِّ حرية مع الكرسي الرسولي ومع سلطات كنسية أخرى ومع مرؤوسيهم. وفي الحقيقة، أن الأساقفة بما أنهم يهتمون بخير قطيعهم الروحي، فإنهم يشتغلون أيضاً وبذات الفعل للتقدم والإزدهار الإجتماعي والمدني. وهكذا يتعاونون في هذا السبيل مع السلطات العامة، وذلك بإستخدامهم نشاطهم الخاص، بحكم وظيفتهم وكما يليق بأساقفةٍ، متكاتفين في العمل، وموصين بالخضوع للقوانين العادلة وبالإحترام للسلطات القائمة شرعاً.
الحرية في تسمية الأساقفة
20– بما أن مهمة الأساقفة الرسولية قد وضعها السيد المسيح وتهدف إلى غاية روحية وفائقة الطبيعة، يعلن المجمع المسكوني المقدس أن الحق يعود إلى السلطة الكنسية المختصة، في تعيين الأساقفة وتسميتهم وإن هذا الحق يعود إليها ومقتصر عليها. لهذا، كي يُدافع كما يليق عن حرية الكنيسة وكي يعزز خير المؤمنين بطريقة أكثر ملاءمة وسهولة، يرغب المجمع المقدس في ألاّ يُمنح أي حقٍ في المستقبل للسلطات المدنية، ولا أي إنعامٍ في انتخاب الأساقفة وتسميتهم وتقديمهم وتعيينهم. وإنه ليطلب بلطفٍ زائد من السلطات المدنية التي يقر لها المجمع المقدس مع عرفان الجميل ويقدر لها خضوعها الطوعي للكنيسة، في أن تتنازل فتتخلى من تلقاء ذاتها، بالإتفاق مع الكرسي الرسولي، عن الحقوق والإنعامات التي تتمتع بها حالياً بفضل إتفاق أو عادة.
تخلي الأساقفة عن مهماتهم
21– نظراً إلى الأهمية العظمى التي لمهمة الأساقفة الراعوية وخطورتها البالغة، يرجى بإلحاح من الأساقفة الأبرشيين وغيرهم ممن هم متساوون معهم شرعاً في أن يقدموا إستقالتهم من تلقاء ذاتهم أو نزولاً عند طلب السلطة المختصة، إذا كانوا بفعل تقدمهم بالسن، أو لأجل أي سبب آخر خطير يصبحون أقل أهليّة كي يتموا وظيفتهم. وعلى السلطة المختصة إذا قبلت هذه الإستقالة أن تسهر كي تؤمن عيشاً ملائماً للمستقيلين، معترفة لهم بحقوق خاصة.
ثانيا: تحديد الأبرشيات
الضرورة في إعادة النظر في حدود الأبرشيات
22– كي تحقق كل أبرشية غايتها الخاصة، من الواجب أن تَظهَر بكل وضوح طبيعة الكنيسة في شعب الله الذي يؤلف هذه الأبرشية، وأن يتمكن الأسقفة من القيام بفاعلية بمهماتهم الراعوية، وأخيراً أن يكون خلاص شعب الله مؤَمَّناً بالطريقة الأكمل. هذا يقتضي إما تحديد مناسب لأرض الأبرشية وإما تقسيم معقول للاكليريكيين وللخيور التي لها علاقة بمقتضيات الرسالة؛ أي كل الأشياء التي تخدم لا الإكليريكيين والمؤمنين المعنيين مباشرة فقط، بل أيضاً خير الكنيسة الكاثوليكية جمعاء. لهذا يرسم المجمع المقدس في ما يختص بتحديد الأبرشيات، حسب ما يقتضيه خير النفوس من أن يعمل بحكمةٍ ويعاد النظر بطريقة صحيحة في التقسيم والتجزئة أو الضم وفي تغيير الحدود أو في تعيين مكان أكثر موافقة للكراسي الأسقفية، أخيراً، خاصة في شأن الأبرشيات المؤلفة من مدن كبيرة، حيث يجب التنظيم الداخلي الجديد.
القواعد الواجب إتباعها
23– ففي إعادة النظر في حدود الأبرشية يجب قبل كل شيء أن تُؤَمَّن الوحدة العضوية لكل أبرشية، كما ولكل جسم حي، من جهة الأشخاص والوظائف والمؤسسات. في كل حالة، بعد فحصٍ دقيقٍ لكل الظروف، يجب أن ننظر إلى المقاييس العامة التالية:
1- يجب الأخذ بعين الاعتبار، بقدر الامكان، العناصر المختلفة التي تؤلف شعب الله عندما تُحدَّد منطقة الأبرشية، هذا ما يمكّن جداً من المساهمة في ممارسة المهمة الراعوية أفضل ممارسة. وفي الوقت عينه يجب الانتباه إلى المحافظة، بقدر الامكان، على الوحدة بين تجمعات شعب الله السكانية مع الوظائف المدنية والمؤسسات الاجتماعية، التي تعطي هذا الشعب هيكليته العضوية. لهذا السبب يجب أن تكون أرض كل أبرشية قطعة واحدة.
ويجب الانتباه أيضاً، إذا اقتضت الحاجة، إلى حدود المناطق المدنية وإلى الأوضاع الخاصة بالاشخاص والاماكن، مثلاً من الناحية النفسية والاقتصادية والجغرافية والتاريخية.
2- يجب أن تتجاوب بالعموم مساحة ولاية الأبرشية أو عدد سكانها مع المتطلبات الآتية. من جهة يجب أن يتمكن الأسقف ذاته، وإن كان يساعد آخرون، من أن يقوم شخصياً بالاحتفالات الحبرية، وأن يتمّم كما يليق الزيارات الرعائية، وأن يدير وينسّق كما يلزم كل الاعمال الرسولية في الأبرشية. وعليه خاصة أن يعرف كهنته والرهبان أيضاً والعلمانيين الذين لهم قسط في المبادرات في الأبرشية. ومن جهة ثانية يجب أن يكون حقل العمل كافياً وملائماً كي يتمكن الأسقف والاكليروس من أن يبذلوا فيه كل قواهم بطريقة مجدية لأجل الخدمة، دون أن تحيد عن نظرهم حاجات الكنيسة الجامعة.
3- أخيراً كي يمكن ممارسة العمل الخلاصي في الأبرشية بطريقة أكثر ملاءمة، فالقواعد الآتية تفرض ذاتها: يجب أن يكون الاكليريكيون ذات شأن عدداً ومؤهلات، ليرعوا كما يلزم شعب الله. ويجب أن تجهّز الأبرشية بالوظائف والمؤسسات والأعمال المنوطة بهذه الكنيسة الخاصة، والتي توصي الخبرة بضرورتها لرسالة الكنيسة ولإدارتها إدارة رشيدة.
والموارد الضرورية اخيراً لعيش الاشخاص والمؤسسات ، يجب أن تؤمّن أو اقلّه أن يسهر بفطنة على ألاّ تنقص يوماً.
ولهذه الغاية أيضاً، حيث يوجد مؤمنون من طقوسٍ مختلفة، على أسقف الأبرشية أن يسدّ حاجاتهم الروحية بواسطة كهنة او رعايا من الطقس ذاته، أو بنائبٍ أسقفي مزوّد بالصلاحيات الملائمة وحتى، اذا اقتضى الأمر، أن يكون موسوماً بالوسم الأسقفي، أو بذاته شخصياً، آخذاًعلى عاتقه مهمة المطران المألوف لهذه الطقوس المختلفة. وإذا كان من الصعب تحقيق ذلك ولأسبابٍ خاصة ، فلتكن رئاسة تسلسلية لكل من هذه الطقوس المختلفة (16)، بعد أن يقرّ ذلك الكرسي الرسولي.
في ظروف مشابهة يجب أيضاً سدّ العوز الروحي لخير المؤمنين، الذين هم من لغةٍ مغايرة، إمّا بواسطة كهنة أو رعايا من لغتهم، وإمّا بواسطة نائب أسقفي يتكلم جيّداً هذه اللغة، وليكن، إذا اقتضى الامر، موسوماً بالوسم الأسقفي، أو ليلجأ إلى اسلوب اكثر موافقة.
الاقتراع المطلوب من المجالس الأسقفية
24– مع الحفاظ على نظام الكنائس الشرقية، ينبغي في ما يتعلق بالتغييرات في الابرشيات أو في التجديدات التي يجب ادخالها حسب القوانين عدد 22-23 فالتفحص هذه القضايا المجالس الأسقفية المختصة كل واحدة على أرض ولايتها. ويمكنها أيضاً ، إذا كان ذلك ملائماً، أن تلجأ إلى لجنة أسقفية خاصة، ولكن بعد الاستماع إلى أسقفة المقاطعات أوالمناطق التي يهمها الامر. أخيراً، عليهم أن يعرضوا آراءهم وتمنياتهم على الكرسي الرسولي.
ثالثاً: معاونو الأسقف الابرشي في مهمته الراعوية
آ) الأسقفة المعاونون والمساعدون
القواعد التي يجب اتباعها لقيام معاونين ومساعدين
25– في إدارة الابرشيات، يجب أن يظل، نصب أعين الأسقفة في مهمتم، خير قطيع الرب هو دوماً القاعدة السامية. ولتأمين هذا الخير كما يجب، ليس بنادرٍ أن يقام أسقفة مساعدون، لا سيما وأن أسقف الأبرشية لا يتمكّن من أن يكمّل بذاته كل المهام الأسقفية، كما يقتضيه خير النفوس، وذلك إمّا بسبب مساحة الأبرشية الشاسعة، أو عدد سكانها الغفير، أو ظروف الرسالة الخاصة، أو لأجل أسبابٍ أخرى مختلفة. زد على ذلك، أن حاجة خاصة تتطلب أحياناً وضع أسقف معاونٍ يعاون أسقف الأبرشية. فعلى هؤلاء الأسقفة المساعدين والمعاونين أن يكونوا مزودين بالصلاحيات الملائمة، بحيث أن عملهم يكون اشدّ فعالية، ويؤمّن أكثر فأكثر الوقار الخاص بالأسقفة، مع المحافظة الدائمة على وحدة الادارة في الأبرشية وعلى سلطة أسقفها.
لما كان الأسقفة المساعدون والمعاونون قد دعوا ليقاسموا أسقف الأبرشية اهتماماته، عليهم أن يمارسوا مهمتهم بحيث انهم يسيرون معه بالاتفاق التام في كل الامور، بل بالأكثر فليظهروا دوماً خضوعهم واحترامهم لأسقف الأبرشية، وعلى الأسقف بدوره أن يحب الأسقفة المعاونين والمساعدين محبة اخوية، وان يحيطهم بكل تقدير.
صلاحيات الأسقفة المساعدين والمعاونين
26– لا يرفضنّ أسقف الأبرشية عندما يقتضي ذلك خير النفوس في أن يطلب من السلطة المختصة أسقفاً أو أساقفةً يعاونونه، أعني أساقفة يقامون للابرشية دون أن يكون لهم حق بالخلافة.
إذا لم يلحظ الامر في رسائل التسمية، فليُقِم أسقف الأبرشية معاونه أو معاونيه نوّاباً عامين أو أقلّه نوّاباً أسقفيين متعلقين بسلطته فقط، وليتنازل فيستشيرهم في المسائل المهمة جدّا خاصة تلك التي لها سمة راعوية.
ولا تنتهي صلاحيات الأسقفة المعاونين وسلطتهم التي سلحوا بها شرعاً، مع انتهاء مهمة أسقف الأبرشية، إلاّ اذا قرّرت السلطة المختصة عكس ذلك. وممّا يرغب فيه عند شغور الكرسي، هو أن توكل مهمة ادارة الأبرشية إلى الأسقف المعاون، واذا كان هناك اكثر من واحد، فإلى أحد الأسقفة المعاونين، إلاّ اذا أوحت ظروف صعبة بالتصرف عكس ذلك.
على أسقف الأبرشية أن يقيم دوماً الأسقف المعاون، أي الذي عينّ مع حق الخلافة، نائباً عاماً. وفي المسائل الخاصة، يمكن أن يمنح سلطات أوسع من قبل السلطة المختصة.
ولا يغربنّ عن بال الأسقف ومعاونه، أن عليهما أن يستشير أحدهما الآخر في المسائل الأكثر أهمية، وذلك لكي يؤمّن، على أحسن ما يرام، خير الأبرشية الحاضر وخيرها في المستقبل.
ب) الكوريا والمجالس الأبرشية
تنظيم الكوريا الأبرشية وخلق مجلس راعوي
27– إن الوظيفة السامية في الكوريا الأبرشية هي وظيفة النائب العام. ولكن في كل مرة تقتضيه إدارة مستقيمة للأبرشية، باستطاعة الأسقف أن يقيم نائباً أو عدة نواب أسقفيين، أعني يتمتعون بقوة الشرع نفسه لسلطة يمنحها الحق العام للنائب العام، على قسم محدود من الأبرشية، أو لأجل فئة خاصة من القضايا، أو بمؤمنين من طائفة معينة.
وبين مساعدي الأسقف في إدارة الأبرشية، تجب الإشارة أيضاً إلى الكهنة الذين يؤلفون مجلس شيوخ أو مجلس شورى. كما الأمر مع مجلس الكاتدرائية، وجماعة المستشارين، أو غيرها من الهيئات، حسب ظروف الاماكن وتنوعها وطبيعتها، فهذه المؤسسات ولا سيما المجالس الكاتدرائية يجب، على قدر ما تقتضيه الحاجة، أن تخضع لتنظيمٍ جديد، ملائم لحاجات اليوم.
وليعلم الكهنة والعلمانيون الذين ينتمون إلى الكوريا الأبرشية أنهم يسهمون في خدمة الأسقف الراعوية.
ويجب أن تنظّم الكوريا الأبرشية تنظيماً يجعل منها أداة ملائمة للأسقف لا لإدارة الأبرشية فحسب بل لممارسة أعمال الرسالة.
وانه لمن المرغوب فيه أن يقام في كل ابرشية مجلس استشاري راعوي خاص، يرئسه أسقف الأبرشية بالذات، ويشترك فيه كهنة ورهبان وعلمانيون منتخبون خصيصاً. لهذا المجلس يعود التفتيش عن كل ما يتعلق بالاعمال الراعوية فيفحصها ويعطي بصددها خلاصات عملية.
ج) الاكليروس الابرشي
الكهنة الابرشيون
28– يشترك جميع الكهنة، الابرشيون منهم والرهبان، مع الأسقف بكهنوت المسيح الواحد ويمارسونه معه، لهذا أقيموا المساعدين الفطنين للسلك الأسقفي. للكهنة الابرشيين الدور الأول في الاهتمام بالنفوس ولأنهم منتمون إلى كنيسة خاصة أو ملحقون بها، فهم يكرسون ذاتهم كليّاً لخدمتها ليرعوا قسماً من قطيع الرب. لهذا هم يؤلفون مجلس كهنة واحد وعائلة واحدة الأسقف هو منها بمثابة الأب. ولكي يوزع الخدمات بين كهنته بطريقة أكثر ملاءمة وعدالة، وجب على الأسقف أن يتمتع بالحرية الضرورية في تقليد الوظائف والمنافع. فينتج عن ذلك إلغاء الحقوق والانعامات التي تحد من هذه الحرية بأية طريقة كانت.
ويجب أن تؤسس العلاقات بين الأسقف وكهنة أبرشيته، لا سيما على رباطات المحبة الفائقة الطبيعة، بحيث أن تآلف ارادة الكهنة مع ارادة الأسقف يجعل العمل الراعوي اكثر خصباً. ويقتضي على الأسقف أن يدعو كهنته إلى الحوار معه وبالاشتراك مع آخرين وذلك كي يعزز خدمة النفوس أكثر فأكثر. وليدر الحوار خاصة على الرعائيات، وليكن هذا لا كلّ ما دعت الحاجة إلى ذلك ولكن، على قدر الامكان، في أوقات معينة.
علاوة على ذلك، ليتحد كهنة الأبرشية فيما بينهم، مدفوعين إلى الاهتمام بخير كل الأبرشية الروحي. زد على ذلك، ليذكروا أن الخيور التي يكسبون بمناسبة واجباتهم الكنسية، إنما هي مرتبطة بمهمتهم المقدّسة وأن عليهم أن يسدوا حاجات الأبرشية المادية بكل سخاء وحسب مقدراتهم ووفقاً لترتيبات الأسقف.
الكهنة الملحقون بأعمال تتعدّى نطاق الرعية
29– وبين المساعدين الاكثر قرباً من الأسقف، يجب أن يحصى أيضاً أولئك الكهنة، الذين أوكل اليهم هو نفسه مهمة راعوية أو أعمالاً رسولية ذات طابع يتعدّى نطاق الرعية، أعمالاً تتعلق بقسم محدّد من الأبرشية، أو بجماعات خاصة من المؤمنين أو أيضاً بنوع خاص من العمل.
وقيّمة أيضاً المساعدة التي يقدمها الكهنة الذين كلفهم الأسقف بمهام رسولية متنوعة، إمّا في المدارس وإمّا في المؤسسات الاخرى أو في الجمعيات.
أخيراً يطلب أن يعنى عناية خاصة بالكهنة الذين أُوكلت اليهم أعمالاً تتعدّى نطاق الأبرشية، لا سيما من قِبل الأسقف الذي في أبرشيته يقيمون، نظراً إلى الاعمال الرسولية المهمة التي يمارسون.
كهنة الرعايا
30– إن كهنة الرعايا هم بصفة خاصة مساعدو الأسقف. إليهم اوكل الاهتمام بالنفوس في جزء معين من الأبرشية تحت سلطته، وذلك بصفتهم الرعاة الأصيلين.
1- فعلى كهنة الرعايا مع معاونيهم، في ممارسة مهمة الرعاية، أن يتموا وظيفة التعليم والتقديس والتدبير، بحيث يشعر المؤمنون والجماعات الرعائية أنهم حقاً أعضاء في الأبرشية وفي الكنيسة الجامعة كلها. ولهذا عليهم أن يتعاونوا مع كهنة الرعايا الآخرين، ومع الكهنة الذين يمارسون مهمة راعوية على أرض ولايتهم (مثلاً الخورأسقفيون، والعمداء) أو مع الذين كلفوا بأعمال ذات طابع يتعدى نطاق الرعية، للمحافظة على وحدة الرعائيات في الأبرشية ولكي تؤدي نتيجة أفضل.
علاوة على ذلك، يجب أن يكون الاهتمام بالنفوس مشبعاً دوماً بروحٍ رسوليةٍ، بحيث أنه يمتد، كما يجب، إلى كل الذين يقطنون الرعية. واذا لم يستطع الكهنة أن يدركوا بعض جماعات من الاشخاص، ليدعوا إلى معونتهم آخرين بمن فيهم العلمانيين الذين يقدمون لهم المساعدة في القضايا التي تتعلق بالرسالة.
ولكي تكون رعاية النفوس ذات فعالية أجدى، يُوصى بالحياة المشتركة بإلحاح بين كهنة الرعية الواحدة، لأنها، إذ تعزز العمل الرسولي، تقدم للمؤمنين مثالاً في المحبة والوحدة.
2- لتتميم مهمة التعليم، على كهنة الرعايا أن ينشروا كلمة الله على كل المؤمنين، لكي يكبروا في المسيح متأصلين في الايمان والرجاء والمحبة، ولكي تؤدي الجماعة المسيحية شهادة المحبة الحلوة، هذه التي أوصانا بها الرب (17). وعليهم أيضاً أن يقودوا بواسطة التعليم المسيحي المؤمنين إلى معرفة كاملة لسر الخلاص، معرفة ملائمة لكل عمر. ولكي يعطوا هذا التعليم، فليطلبوا لا مساعدة الرهبان فقط، بل معاونة العلمانيين، وأن ينشئوا جماعات التعليم المسيحي.
وفي تتميم عمل التقديس، فليَحرص كهنة الرعايا على أن يكون الاحتفال بذبيحة الافخارستيا محورَ كل حياة الجماعة المسيحية وقيمتها. وليجتهدوا أيضاً في أن يعطوا مؤمنيهم الغذاء الروحي حاملين إياهم على أن يقبلوا الاسرار بتواتر وتقوى، وأن يشتركوا في الطقسيات بنوعٍ واع وفعّال. وليتذكر كهنة الرعايا أيضاً كم لسر التوبة من جزيل الفائدة لتعزيز الحياة المسيحية. وعليهم أن يظهروا انهم قريبو المنال لسماع اعترافات المؤمنين، واذا اقتضى الامر فليدعوا أيضاً كهنة آخرين يتقنون لغات مختلفة.
على كهنة الرعايا، في تتميم واجبهم الراعوي، أن يهتموا قبل كل شيء في أن يعرفوا قطيعهم. وبصفتهم خدّاماً لكل النعاج، فليعززوا انماء الحياة المسيحية في كل واحد من المؤمنين كما في العمل والجمعيات، لا سيما تلك التي أُوكلت اليها الرسالة وأخيراً في كل الجماعة الراعوية. عليهم اذاً أن يزوروا البيوت والمدارس، كما تقتضيه مهمتهم الراعوية وليهتموا بغيرةٍ بالمراهقين والشبّان، وليحيطوا بمحبةٍ أبوية الفقراء والمرضى. وأخيراً ليهتموا بنوع خاص بالعمّال، حاملين المؤمنين على أن يقدموا مساعدتهم في أعمال الرسالة.
3- وليقدّم النوّاب الراعويون الذين هم معانوا كاهن الرعية، مساعدة يومية قيّمة وفعّالة للخدمة الراعوية تحت سلطة كاهن الرعية نفسه. لهذا وجب أن توجد بين كاهن الرعية ونوّابه علاقات أخوية، ومحبة دائمة واحترام متبادلان، وليساعدوا بعضعم بعضاً بالنصح والمعونة والمثل، معتنين بالرعية باتفاق الارادة والغيرة المشتركة.
تعيين كهنة الرعايا وتغييرهم ونقلهم واستقالتهم
31– على الأسقف، في تكوين حكم على مؤهلات كاهن لادارة رعية ما، أن يأخذ بعين الاعتبار لا علمه فقط، ولكن تقواه أيضاً وغيرته الرسولية وغيرها من المواهب والصفات التي تقتضيها رعاية النفوس رعاية جيّدة.
علاوة على ذلك، لكي يستطيع سدّ حاجات الرعايا بسهولة اقوى وبطريقة اشدّ مطابقة، وذلك لأن علة وجود المهمة الراعوية هي خير النفوس، فلتلغ اذاً ـ مع الاحتفاظ بحق الرهبان ـ كل حقوق تقديم الاشخاص أو تعيينهم أو إبعادهم، وأيضاً قانون المباراة العامة والخاصة حيث يوجد.
يجب أن ينعم كل خادم رعية في رعيته، وبحكم وظيفته، بالاستقرار الذي يقتضيه خير النفوس. ينتج عن ذلك، انه يجب إلغاء التمييز بين كهنة الرعايا الذين يمكن ابدالهم وغيرهم من الثابتين. ويجب إعادة النظر في الطريقة التي بها يستطيع الأسقف أن يعزل كاهناً أو بنقله، كما يجب تبسيطها لكي يتمكن من أن يسدّ الحاجات التي يتطلبها خير النفوس مع احترام العدالة الطبيعية والقانونية.
وكهنة الرعايا، الذين بسبب تقدمهم في السن، أو لأجل أي سبب خطير، هم معاقون عن أن يتمموا وظيفتهم خير تتميم وبطريقة مثمرة، يطلب منهم بإلحاحٍ أن يتخلوا عن وظيفتهم تلقائياً أو بناء لطلب الأسقف. وعلى هذا الأخير أن يؤمن للمستقيلين عيشاً ملائماً.
32- إنشاء الرعية وإلغاؤها
أخيراً فليكن خلاص النفوس هذا مدعاة إلى أن يحدّد انشاء الرعايا أو الغاؤها أو إلى أن ينظر فيها وفي تجديدات اخرى تشابهها والتي يستطيع الأسقف أن يتممها بسلطته الذاتية.
د) الرهبان
الرهبان والأعمال الرسولية
33– يتوجب على الرهبان كلهم الذين ينضم إليهم أعضاء من سائر المؤسسات التي تجاهر بالمشورات الانجيلية، وكل واحد حسب دعوته الخاصة، مايلي: أن يعملوا جاهدين وباستمرار لبناء جسد المسيح السري وازدهاره وخير الكنائس الخاصة. وعليهم أن يشجعوا هذه الغايات أولاً بالصلاة وأعمال التوبة ومثل حياتهم الخاصة. وهذا المجمع المقدس يحثهم بشدة على أن ينموا دون انقطاع التقدير لهذه الغايات والامعان فيها. ولكن، مع اعتبار الطابع الخاص بكل رهبنة، على الرهبان أن ينكبوا أيضاً بسخاءٍ على أعمال الرسالة الخارجية.
الرهبان معاونو الأسقف في أعمال الرسالة
34– إن الكهنة الرهبان الذين كُرِّسوا لوظيفة الكهنوت، لكي يكونوا هم أيضاً المساعدين الفطنين للسلك الأسقفي يستطيعون اليوم أن يكونوا للأسقفة أيضاً خير عضد نظراً إلى حاجات النفوس المتزايدة. ويجب القول أيضاً ونوعاً ما بحق انهم ينتمون إلى إكليروس الأبرشية، بصفتهم يشتركون في الاهتمام بالنفوس وبأعمال الرسالة تحت سلطة الأساقفة. وإن بقية الجمعيات، النساء منهم والرجال، الذين ينتمون هم أيضاً بطريقةٍ خاصةٍ إلى عائلة الأبرشية يقدمون عوناً كبيراً للسلطة الكنسية المقدسة، ويستطيعون بل يجب عليهم أن يقدموا دوماً وأكثر فأكثر هذه المساعدة كلّما تزايدت حاجات الرسالة.
مبادئ رسالة الرهبان في الأبرشيات
35– لكي تمارس دوماً أعمال الرسالة في كل أبرشية بالاتفاق التام، ولكي تظل سليمة وحدة النظام الابرشي، وضعت المبادئ الاساسية التالية:
1- فليبرهن الرهبان كلهم عن خضوع ديني واحترام نحو الأسقفة بصفتهم خلفاء الرسل. ففي كل مرة يدعون شرعاً لأعمال الرسالة، هم مجبرون على أن يمارسوا مهماتهم كمساعدين ملازمين للأساقفة وخاضعين لهم (18). زد على ذلك، أن على الرهبان أن يلبوا بسرعة وأمانة طلبات الأسقفة ورغباتهم، عندما يطلبون منهم أن يأخذوا قسطاً أوسع في خدمة خلاص البشر. وإنهم ليعملون هذا دوماً مع الاحترام لطابع جمعيتهم وتمشياً مع قوانينهم التي، إذا ما اقتضى الامر، تأتي مطابقة لهذه الغاية، وفقاً لمبادئ القرار المجمعي الحالي.
ولمّا كانت حاجات النفوس ملحّة، ولمّا كان يوجد نقص في الاكليروس الابرشي، يستطيع الأسقفة دعوة المؤسسات الرهبانية التي لم تقف ذاتها على الحياة التأملية الصرف، حتى تقدم مساعداتها للخدمات الراعوية المتنوعة، آخذين بعين الاعتبار الطابع الخاص بكل مؤسسة. ولتقديم هذه المساعدة على الرؤساء أن يشجعوها حسب طاقاتهم في الرعايا التي يتسلمونها إلى حين.
2- وليكن الرهبان المرسلون لممارسة رسالة خارجية، مشبعين من روح جمعيته. وليبقوا أمينين على المحافظة على القوانين وعلى الخضوع لرؤسائهم الذاتيين. ولا يغفل الأسقفة من أن ينبهوا بالحاح على هذا الالزام.
3- إن العصمة التي بها يتعلق الرهبان مباشرة بالحبر الأعظم، أو بأية سلطة كنسية اخرى، والتي بها لا يخضعون لولاية الأساقفة، إنما تعني خاصة نظام الجمعيات الداخلي. والغاية منها هي تنظيم أفضل للأمور كلها وتناغمها في الحياة الرهبانية، والسهر سهراً أفضل على تطور هذه الرهبانية المشتركة وكمالها (19). والعصمة تمكن أيضاً الحبر الأعظم من أن يتصرف بالرهبان لخير الكنيسة الجامعة (20). وتمكّن أية سلطة أخرى ذات صلاحية من أن تتصرف بهم لخير كنائس ولايتها الحقّة.
ولكن هذه العصمة لا تمنع الرهبان من أن يكونوا خاضعين في كل أبرشية لولاية أسقفهم، حسب مقتضيات القانون، على قدر ما يتطلبه تتميم وظيفتهم الراعوية وتنظيم خدمة النفوس الصالحة (21).
4- يخضع كل الرهبان، المعصومون منهم وغير المعصومين، لسلطة الأسقفة المحليين في ما يتعلق بالممارسة الجمهورية للعبادة الإلهية، مع الإحترام الدائم لتنوع الطوائف، وخدمة النفوس، وتبشير الشعب التبشير المقدس، وتهذيب المؤمنين الديني والأدبي لا سيما الأولاد، والتنشئة بالتعليم المسيحي والتثقيف الطقسي، وهندام الأكليروس. ويمكننا قول الشيء ذاته للأعمال المختلفة المختصة بممارسة الرسالة. والمدارس الرهبانية الكاثوليكية هي خاضعة أيضاً للأسقفة المحليين، في ما يتعلق بنظامها العام وبمراقبتها، دون إلحاق ضرر بحق الرهبان الذين يديرونها. كما أن على الرهبان أن يحافظوا على كل ما أقرته شرعاً المجامع أو المجالس الأسقفية كي يحفظه الجميع.
5- يجب تشجيع تعاون منظم بين المؤسسات الرهبانية المختلفة وبينها وبين اكليروس الأبرشية. علاوة على ذلك، أن تنسيقاً وثيقاً لكل الأعمال والنشاطات الرسولية هو ضروري. ذلك التنسيق الذي يرتبط إرتباطاً وثيقاً باستعدادات العقول والقلوب الفائقة الطبيعة والمؤسسة والمتأصلة في المحبة. ويعود للكرسي الرسولي أن يعنى بهذا التنسيق للكنيسة الجامعة، وللرعاة المكرسين أن يحققوه كل في أبرشيته، والمجامع البطريركية والمجالس الأسقفية في ولايتهم الخاصة. يستحسن أن يتشاور الأساقفة أو المجالس الأسقفية، ورؤساء الرهبنات، أو مجالس الرؤساء العامين من الرهبان، في ما بينهم بصدد الأعمال الرسولية التي على الرهبان أن يمارسوها.
6- ولتعزيز وفاق العلاقات المتبادلة وفعاليتها بين الأساقفة والرهبان، فليجتمع الأسقفة ورؤساء الرهبنات في أوقات معينة وكل مرة يبدو ذلك مناسباً، للتداول في الشؤون التي تتعلق بمجملها بالرسالة على أرض الولاية.
الفصل الثالث: تعاون الأساقفة في الخير العام لعدة كنائس
أولاً: السينودسات والمجامع وبخاصة المجالس الأسقفية
سينودوس ومجامع خاصة
36– منذ العصور الأولى ضمّ الأساقفة الذين يرئسون الكنائس الخاصة قواهم وإراداتهم، وقد دفعتهم شركة المحبة الأخوية والأهتمام بالرسالة الشاملة الموكولة إلى الرسل، إلى تعزيز خير الكنائس العام وخير كل منها. لهذا السبب أقيمت السينودوسات والمجامع الأقليمية وأخيراً المجامع العامة حيث يرسم الأساقفة القوانين ذاتها التي يجب حفظها في الكنائس المختلفة لتعليم حقائق الإيمان وتنظيم القوانين الكنسية. يرغب هذا المجمع المسكوني المقدس بحرارة في أن تعرف مؤسسات السينودوسات والمجامع المكرمة قوة جديدة، لتسهر على إنماء الإيمان وحفظ القوانين في الكنائس المختلفة أكثر ملاءمة وفعالية وذلك حسب ظروف الزمن.
أهمية المجالس الأسقفية
37– في أيامنا الراهنة بصورة خاصة، قليلاً ما يستطيع الأساقفة القيام بمهماتهم بطريقة موافقة ومثمرة، إذا لم يحققوا مع سائر الأساقفة وفاقاً يتوثق يوماً بعد يوم، وعملاً أشد إرتباطاًً. ولقد أعطت المجالس الأسقفية، التي أقيمت في بلدان عدة، براهين قيمة على الخصب الرسولي. ويقدر هذا المجمع المقدس أنه من المفيد جداً، أن يؤلف في كل مكان أساقفة الوطن الواحد، جماعة واحدة، وليجتمعوا في أوقات معينة، لكي بإشراك بعضهم بعضاً في أنوار خدمتهم الفطنة، وتبادل الآراء يتحقق تضافر قواهم لخير الكنائس العام. لهذا يقرّ المجمع ما يلي في ما يختص بالمجالس الأسقفية.
تحديد المجالس وهيكليتها، وصلاحياتها والعمل المشترك في ما بينها
38– 1- إن المجلس الأسقفي، هو نوعاً ما مجموعة يمارس فيها أحبار وطن أو ولاية سلطتهم الراعوية معاً، وذلك قصد تعزيز الخير الذي تقدمه الكنيسة للناس تعزيزاً أقوى، وبنوع خاص بأشكال وأساليب رسولية ملائمة ومطابقة للظروف الراهنة.
2- هم أعضاء في المجلس الأسقفي كل الأساقفة المحليين لأي طائفة إنتموا (ما عدا النواب العامين). والمعاونين، والمساعدين وبعض أساقفة الشرف الذين يمارسون مهمة خاصة أوكلها إليهم الكرسي الرسولي أو المجالس الأسقفية. إن سائر أساقفة الشرف ليسوا بطريقة قانونية أعضاء في المجلس، ولا سفراء الحبر الروماني، بسبب الرسالة الخاصة التي يمارسونها على أرض الولاية. للأساقفة المحليين وللمعاونين صوت تقريري. للمساعدين وبقية الأساقفة الذين لهم حق بالإشتراك في المجلس، تمنحهم قوانين المجلس صوتاً تقريرياً أو صوتاً إستشارياً.
3- على كل مجلس أسقفي أن يؤلف قوانينه التي يجب أن يقرها الكرسي الرسولي. وعليه، علاوة على ذلك، أن يسهر على تحديد تلك الأجهزة التي تعمل بصورة أكثر فعالية في سبيل الغاية المتوخاة أعني: مجلس أساقفة دائم، لجان أسقفية، أمانة عامة.
4- أن قرارات المجلس الأسقفي إذا ما قبلت شرعاً وحازت أقله على ثلثي أصوات الأحبار الذين لهم حق بصوت تقريري في المجلس، وقد أقرت من الكرسي الرسولي، لها قوة الإلزام قانونياً، إنما فقط في الحالات المحددة بالحق العام، أو إذا ما أقر ذلك أمر خاص إعطاه الكرسي الرسولي من تلقاء نفسه، أو نزولاً عند طلب المجلس بالذات.
5- وحيث تقتضيه الظروف الخاصة، يتمكن أساقفة أوطان متعددة مع موافقة الكرسي الرسولي، أن يؤلفوا مجلساً واحداً. زد على ذلك، إنه يجب تشجيع العلاقات بين المجالس الأسقفية في أوطان مختلفة، وذلك لتأمين أكبر خير ممكن وتعزيزه.
6- ويطلب إلى أساقفة الكنائس الشرقية بإلحاح، المجتمعين في سينودوس، تعزيز نظام كنائسهم الخاصة وتشجيع الأعمال المعدة لخير الدين تشجيعاً أكثر فعالية، وأن يأخذوا أيضاً بعين الإعتبار خير مجمل أرض الولاية العام، حيث توجد كنائس عدة لطوائف مختلفة متبادلين الآراء في إجتماعات بين الطوائف، وذلك وفقاً لقوانين تقرها السلطة المختصة.
ثانياً: تحديد المقاطعات الكنسية وإنشاء أقاليم كنسية
مبدأ في إعادة النظر بالحدود
39– يتطلب خير النفوس تحديداً ملائماً لا للأبرشيات فقط، بل للمقاطعات الكنسية أيضاً. زد على ذلك، أنه يُنصح بإنشاء أقاليم كنسية، مما يسمح بسد حاجات الرسالة وفقاً للظروف الإجتماعية والمحلية وبطريقة أحسن، ويجعل العلاقات أكثر سهولة ومثمرة بين الأساقفة في ما بينهم، ومع رؤساء الأساقفة، وسائر الأساقفة في الوطن الواحد، وأيضاً علاقات الأساقفة مع السلطات المدنية.
القواعد الواجب إتباعها
40– لهذا وللحصول على النتائج المذكورة فإن المجمع المقدس يرسم القواعد التالية:
1- يجب إعادة النظر في حدود المقاطعات الكنسية بطريقة موافقة، كما يجب تحديد حقوق رؤساء الأساقفة وإنعاماتهم بقوانين جديدة وملائمة.
2- ولتكن القاعدة بأن ترتبط كل الأبرشيات وسائر مناطق الولاية التي تتساوى شرعاً والأبرشيات بمقاطعة كنسية. ينتج عن ذلك، أن الأبرشيات التي تخضع حالياً مباشرة للكرسي الرسولي وغير متحدة بأية أبرشية أخرى، يجب إما أن تتوحد في ما بينها، إذا أمكن، في مقاطعة كنسية جديدة، أو يجب ضمها إلى المقاطعة الأقرب أو الأكثر ملائمة، ولتخضع لحق رئيس الأساقفة الميتروبوليتي وفقاً لقواعد الحق العام.
3- وحيث يبدو مفيداً، فلتجمع المناطق الكنسية في أقاليم كنسية، يحدد الحق نظامها.
الإقتراع المطلوب من المجالس الأسقفية
41– ويحسن بالمجالس الأسقفية المختصة، أن تفحص مشكلة تحديد المقاطعات، ومشكلة إنشاء الأقاليم وفقاً للقواعد الموضوعة لتحديد الأبرشيات (عدد 23 و24) ولتعرض آراءها وتمنياتها على الكرسي الرسولي.
ثالثاً: الأساقفة الذين يقومون بوظائف بين الأبرشيات
إنشاء أجهزة خاصة وتعاون مع الأساقفة
42– لما كانت الحاجات الرعائية تتطلب أكثر فأكثر، أن ترعى وتشجع بوفاق بعض المهام الرعائية، من المفيد أن تنشأ بعض الأجهزة لخدمة جميع الأبرشيات أو أكثرها في منطقة ما محددة، تلك الأجهزة التي يمكن أن يكلف بها أيضاً الأساقفة. ويوصي المجمع المقدس بأن تقوم دوماً بين الأحبار أو الأساقفة الذين يمارسون هذه المهمات وبين الأساقفة الأبرشيين والمجالس الأسقفية شركة أخوية وتضافر الأهتمام الراعوي، الذي يجب أن يحدد الحق العام قوانينه.
إنشاء نيابة في خدمة الجيوش
43– بما أنه يجب بذل إهتمام بالغ برعاية الجنود الروحية، نظراً إلى ظروف حياتهم الخاصة، فلتنشأ في كل بلد، ضمن إمكانياته، نيابة للجنود. وعلى النائب والمرشدين أن يتفانوا دون حساب في هذه المهمة الصعبة بالتعاون والوفاق مع الأساقفة الأبرشيين (1) . ولهذا على الأساقفة الأبرشيين أن يعطوا نائب الجيوش عدداً كافياً من الكهنة، أهلاً لهذه المهمة الخطيرة، وليعززوا في الوقت عينه المبادرات المعدة لتشجيع خير الجنود الروحي (2).
وصية عامة
44– يرسم المجمع المقدس، في إعادة النظر في الحق القانوني، أن توضع شرائع ملائمة وموافقة للمبادىء الموضوعة في هذا القرار، على الأخذ بعين الإعتبار أيضاً الملاحظات التي أعطتها اللجان وقدمها آباء المجمع. ويرسم المجمع المقدس أيضاً في أن يؤلف لخدمة النفوس دليل توجيهي عام، يكون في خدمة الأساقفة والخوارنة، مقدماً لهم قواعد أكيدة لكي يكملوا وظيفتهم الراعوية بسهولة أكثر وبصورة أكثر ملاءمة. وليؤلف أيضاً دليل توجيهي خاص للخدمة الراعوية ولفئات خاصة من المؤمنين، نظراً إلى الظروف المختلفة لكل من البلدان والمناطق. وليؤلف دليل توجيهي لتنشئة الشعب المسيحي في التعليم الديني، فيه يتداول في مبادىء هذا العلم الأساسية وفي تنظيمه، وفي تأليف الكتب التي تتطرق إلى هذه المشكلة. وفي تأليف كل دليل، يجب الأخذ بعين الإعتبار أيضاً الملاحظات المقدمة من لجان المجمع وآبائه.
كلّ ما أعلن في هذا القرار، بجملته وتفصيله، قد نال رضى الآباء. ونحن، بالسلطان الرسولي الذي لنا من المسيح، وبالاتحاد مع الآباء الأجلاء، نوافق عليه، ونثبته ، ونقرّه في الروح القدس، ونأمر بأن ينشر لمجد الله ما تقرر هكذا مجمعياً.
روما، قرب القديس بطرس في اليوم 28 من شهر تشرين الأول 1965
أنا بولس أسقف الكنيسة الكاثوليكية
(تلي توقيعات الآباء)
ــــــــــــــــ
المراجع:
مقدمة
1) راجع متى 1/ 21
2) راجع يوحنا 20 / 21
3) راجع المجمع الفاتيكاني الأول، دستور عقائدي في كنيسة المسيح، الفصل الثالث، دنتسنغر 1828 (3061)
4) راجع المجمع الفاتيكاني الأول، دستور عقائدي في كنيسة المسيح، المقدمة. دنتسنغر 1821 (3050)
5) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني دستور عقائدي في الكنيسة عدد 21، 24، 25 أعمال 57 (1965) ص 24-25، 29-31.
6) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني دستور عقائدي في الكنيسة عدد 21 أعمال 57 (1965) ص 24-25
7) راجع يوحنا الثالث والعشرين دستور رسولي “خلاص البشرية” 25 كانون الأول سنة 1961. أعمال الكرسي الرسولي مجلدة 54 (سنة 1962) صفحة 6.
الفصل الأول
1) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة عدد 22 أعمال 57 (1965) ص 25-27.
2) راجع المرجع السابق.
3) راجع المرجع نفسه.
4) راجع المرجع نفسه.
5) راجع بولس السادس، إرادة رسولية “العناية الرسولية” 15 أيلول سنة 1965.
6) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة عدد 23 ، أعمال 57 (1965) ص 775- 780.
7) راجع رسالة بيوس الثاني عشر “عطية الإيمان” 21 نيسان سنة 1975: أعمال الكرسي الرسولي مجلد 49 (سنة 1975) صفحة 237 وما يليها – وراجع أيضاً بنديكتوس الخامس عشر، رسالة رسولية “تلك المهمة العظمى”. 30 تشرين الثاني سنة 1919: أعمال الكرسي الرسولي مجلد 11 (1919) صفحة 440 – بيوس الحادي عشر رسالة في “شؤون الكنيسة” 28 شباط سنة 1926: أعمال الكرسي الرسولي مجلد 18 (سنة 1926) صفحة 68.
8) راجع بولس السادس، خطبته الى نيافة الاباء الكرادلة وسيادة الأساقفة والرؤساء المحترمين وسائر موظفي الكوريا الرومانية في 21 أيلول سنة 1963: أعمال الكرسي الرسولي مجلد 55( سنة 1963) صفحة 793 وما يليها.
الفصل الثاني
1) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، مرسوم في الكنائس الشرقية من عدد 7 الى11 أعمال 57 (1965) ص 79-80.
2) راجع المجمع التريدنتي، الدورة الخامسة، مرسوم في الإصلاح، الفصل الثاني. مجموعة مانسي مجلد 33 عمود 30؛ الدورة الرابعة والعشرون مرسوم في الإصلاح مجموعة مانسي مجلد 33 عمود 159 (راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة الفصل 3 عدد 25) أعمال 57 (1965) ص 29
3) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة الفصل 3 عدد 25.
4) راجع يوحنا الثالث والعشرين، رسالة “السلام في الأرض” 11 نيسان سنة 1963. أعمال الكرسي الرسولي مجلد 55 (سنة 1963) صفحة 257- 304
5) راجع بولس السادس رسالة “كنيسة المسيح” 6 آب سنة 1964: أعمال الكرسي الرسولي مجلد 56 (سنة 1964) صفحة 639
6) المرجع نفسه، صفحة 644-645
7) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، مرسوم في وسائل الإعلام الإجتماعي، 4 كانون الأول 1963: أعمال الكرسي الرسولي 56 (1964) ص 145- 153
8) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور في الليترجيا المقدسة 4 كانون الأول 1963: أعمال الكرسي الرسولي 56 (1964) ص 97 وما يليها.- بولس السادس، إرادة رسولية “الليترجيا المقدسة” 25 كانون الثاني 1964. أعمال الكرسي الرسولي مجلد 56 (سنة1964) صفحة 139 وما يلي.
9) راجع بيوس الثاني عشر، رسالة عامة “وسيط الله” 20 تشرين الثاني 1947: أعمال الكرسي الرسولي 39 (1947) ص 521 وما يتبع؛ بولس السادس: رسالة عامة “سر الإيمان”، 3 أيلول 1965 أعمال 57 (1965) ص 753- 774
10) راجع أعمال الرسل 1 / 4 و 2 / 46.
11) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، الدستور العقائدي في الكنيسة، الفصل السادس، أعداد 44-45: أعمال الكرسي الرسولي 57 (1965) ص 50-52.
12) راجع لوقا 22 / 26-27
13) راجع يوحنا 15 / 15
14) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، القرار في الحركة المسكونية، 21 تشرين الثاني 1964، اعمال الكرسي الرسولي 75 (1965) ص 90-107.
15) راجع القديس بيوس العاشر، إرادة رسولية “سبق منذ زمن”، 19 آذار 1914: أعمال الكرسي الرسولي 6 (1914) ص 173 وما يتبع – بيوس الثاني عشر، دستور رسولي: “الأسرة في المنفى”، 1 آب 1952: أعمال الكرسي الرسولي44 (1952) ص 649 وما يتبع – قوانين منظمة رسالة البحر، المؤسسة بسلطة بيوس الثاني عشر، 21 تشرين الثاني 1957: أعمال الكرسي الرسولي 50 (1958) ص 375 ما يتبع.
16) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، مرسوم في الكنائس الشرقية الكاثوليكية، 21 تشرين الثاني 1964، عدد 4: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 77.
17) راجع يوحنا 13 / 35
18) راجع بيوس الثاني عشر، خطاب في 8 كانون الأول1950: أعمال الكرسي الرسولي 43 (1951) ص 28 – بولس السادس، خطاب في 23 أيار سنة 1964: أعمال الكرسي الرسولي 56(1964) ص 571.
19) راجع لاون الثالث عشر، دستور رسولي “الأحبار الرومانيين”، 8 أيار 1881: أعمال لاوون الثالث عشر، المجلد 2 (1882) ص234.
20) راجع بولس السادس، خطاب في 23 أيار1964: أعمال الكرسي الرسولي 56 (1964) ص 570-571.
21) راجع بيوس الثاني عشر، خطاب في 8 كانون الأول 1950، المرجع المذكور أعلاه.
الفصل الثالث
1) راجع مجمع مجلس الكرادلة، تعليم في “نواب الجنود”، 23 نيسان 1951: أعمال الكرسي الرسولي 43 (1951) ص 562-565؛ الصيغة التي يجب إتباعها عند تأليف التقرير عن حالة النيابة الرعائية للجنود 20 تشرين الأول 1956: أعمال الكرسي الرسولي 49(1957) ص 150-163؛ مرسوم في الزيارة التي يجب أن يؤديها نواب الجنود الى الأعتاب المقدسة: 28 شباط 1959: أعمال الكرسي الرسولي 51(1959) ص 272-274؛ مرسوم في إمتداد سلطة سماع اعترافات الجنود الى الكهنة القائمين بخدمتهم، 27 تشرين الثاني 1960: أعمال الكرسي الرسولي 53 (1961) ص 49-50؛ راجع أيضاً مجمع نظارة شؤون الرهبان، تعليم في الكهنة الرهبان القائمين بخدمة الجنود، 2 شباط 1955: أعمال الكرسي الرسولي 47 (1955) ص 93- 97.
2) راجع مجمع مجلس الكرادلة: رسالة الى الكرادلة الأجلاء ورؤساء الأسقفة والأساقفة والرؤساء الكنسيين الآخرين الذين ينطقون بالأسبانية، 21حزيران 1951: أعمال الكرسي الرسولي 43 (1951) ص 566.
الموسوعة العربية المسيحية
Discussion about this post