فعل التقدمة للعذراء مريم
«في ظل حمايتك، نلتجىء يا والدة الله القديسة»! فلا تغفلي عن طلباتنا عند احتياجاتنا إليك!
– أمامكِ، يا أم المسيح، أمام قلبك الطاهر، نودّ اليوم مع الكنيسة جمعاء أن نتّحد بالتكريس الذي قدّم فيه ابنك ذاته لأبيه، حباً بنا، إذ قال: «لأجلهم أكرس ذاتي لكي يتكرّسوا هم أيضاً في الحق». (يو 17/19). نودّ أن نتّحد بفادينا في هذا التكريس لأجل العالم والبشر، في قلبه الإلهي الذي يجود بالغفران ويؤدي التعويض.
يا أم الكنيسة، علّمي شعب الله طرق الايمان والرجاء والمحبة، ساعدينا أن نعيش حقيقة تكريس المسيح لأجل العائلة البشريّة جمعاء في عالم اليوم!
– فيا أمّنا، إذ نَكِل اليكِ أمر العالم وكل الناس والشعوب، نَكِل إليك أيضا، تكريس العالم بالذات ونضعه في قلبك.
أيها القلب الطاهر! ساعدنا في التغلّب على الشر الذي يهدّدنا: من الجوع والحرب، خلّصينا!
من الحرب الذرية ومن تدميرنا لذاتِنا، ومن أنواع الحروب خلّصينا!
من خطايا نرتكبها ضدّ حياة الانسان منذ لحظاته الاولى، خلّصينا! (خطيئة الاجهاض)
من البغض ومن تهافت كرامة أبناء الله، خلّصينا!
من كل أنواع الظلم في الحياة الإجتماعية والوطنية والدولية، خلّصينا!
من الإستخفاف الذي ندوس به وصايا الله، خلّصينا!
من محاولة إطفاء حقيقة الله في قلوب الناس، خلّصينا!
من فقدان الشعور بالخير والشر، خلّصينا!
من الخطايا التي تُرتكب ضد الروح القدس، خلّصينا!
إصغي، يا أم المسيح، الى هذا الصراخ الحامل آلام البشرية جمعاء والحامل آلآم مجتمعات بكاملها!
ساعدينا، بقوّة الروح القدس، لكي نتغلّب على كل خطيئة: خطيئة الانسان «وخطيئة العالم» والخطيئة بكل مظاهرها. فلتظهر مرة أخرى في تاريخ العالم، قوة الفداء الخلاصية اللامتناهية، قوة الحب الشفوق! وليوقف الشر! وليحوّل الضمائر! وليشرق نور الرجاء للجميع، من قلبك الطاهر!
وضعه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني
في إطار سنة يوبيل الفداء طالبا الى جميع المؤمنين مشاركته في تلاوته.
(بمناسبة عيد البشارة في 25 اذار 1984)
Discussion about this post