ArabicArmenianChinese (Simplified)DutchEnglishFrenchGermanGreekItalianKurdish (Kurmanji)PortugueseRussianSpanishTurkish
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
  • الصفحة الرئيسية
  • القداس والقراءات
    • زمن الميلاد – القداس الماروني
    • زمن الدنح – القداس الماروني
    • زمن الصوم – القداس الماروني
    • زمن القيامة – القداس الماروني
    • زمن العنصرة – القداس الماروني
    • زمن الصليب – القداس الماروني
    • أعياد ومناسبات – القداس الماروني
    • أعياد + نافور شرر – القداس الماروني
    • نوافير القداس – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • الروزنامة الروحية 2024-2025
    • المفكرة الليتورجية المارونية 2024-2025
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
  • الصلوات الطقسية
    • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
    • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
    • صلوات زمن الالام – طقس ماروني
    • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
    • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
    • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
    • تساعية الميلاد – 15 كانون الأول
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
    • درب وزياح الصليب
  • الإنجيل الأسبوعي
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – الأعياد الثابتة – طقس ماروني
  • قديس اليوم
    • كانون الثاني – سير قديسين
    • شباط – سير قديسين
    • آذار – سير قديسين
    • نيسان – سير قديسين
    • أيار – سير قديسين
    • حزيران – سير قديسين
    • تموز – سير قديسين
    • آب – سير قديسين
    • أيلول – سير قديسين
    • تشرين الأول – سير قديسين
    • تشرين الثاني – سير قدسين
    • كانون الأول – سير قديسين
  • معرض الفيديو
    • افلام يسوع المسيح – فيديو
    • افلام قديسين – فيديو
    • القديسون المسابكييون الموارنة والرهبان الفرنسيسكان – فيديو
    • الكتاب المقدس – فيديو
    • تراتيل – فيديو
    • صلوات – فيديو
    • قداس ماروني – فيديو
    • تساعيات – فيديو
    • كنائس – فيديو
    • تعليم لغات – فيديو
  • وثائق
    • المجامع الكنسية: نيقيا – الفاتيكاني الاول
    • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكة
    • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الأيقونة وشرحها
  • Donation
  • PayPal
  • اتصل بنا
No Result
View All Result
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
  • الصفحة الرئيسية
  • القداس والقراءات
    • زمن الميلاد – القداس الماروني
    • زمن الدنح – القداس الماروني
    • زمن الصوم – القداس الماروني
    • زمن القيامة – القداس الماروني
    • زمن العنصرة – القداس الماروني
    • زمن الصليب – القداس الماروني
    • أعياد ومناسبات – القداس الماروني
    • أعياد + نافور شرر – القداس الماروني
    • نوافير القداس – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • الروزنامة الروحية 2024-2025
    • المفكرة الليتورجية المارونية 2024-2025
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
  • الصلوات الطقسية
    • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
    • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
    • صلوات زمن الالام – طقس ماروني
    • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
    • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
    • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
    • تساعية الميلاد – 15 كانون الأول
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
    • درب وزياح الصليب
  • الإنجيل الأسبوعي
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – الأعياد الثابتة – طقس ماروني
  • قديس اليوم
    • كانون الثاني – سير قديسين
    • شباط – سير قديسين
    • آذار – سير قديسين
    • نيسان – سير قديسين
    • أيار – سير قديسين
    • حزيران – سير قديسين
    • تموز – سير قديسين
    • آب – سير قديسين
    • أيلول – سير قديسين
    • تشرين الأول – سير قديسين
    • تشرين الثاني – سير قدسين
    • كانون الأول – سير قديسين
  • معرض الفيديو
    • افلام يسوع المسيح – فيديو
    • افلام قديسين – فيديو
    • القديسون المسابكييون الموارنة والرهبان الفرنسيسكان – فيديو
    • الكتاب المقدس – فيديو
    • تراتيل – فيديو
    • صلوات – فيديو
    • قداس ماروني – فيديو
    • تساعيات – فيديو
    • كنائس – فيديو
    • تعليم لغات – فيديو
  • وثائق
    • المجامع الكنسية: نيقيا – الفاتيكاني الاول
    • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكة
    • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الأيقونة وشرحها
  • Donation
  • PayPal
  • اتصل بنا
No Result
View All Result
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
No Result
View All Result
ArabicArmenianChinese (Simplified)DutchEnglishFrenchGermanGreekItalianKurdish (Kurmanji)PortugueseRussianSpanishTurkish

الجزء الثالث: الحياة في المسيح – القسم الثاني: الوصايا العشر: الفصل الثاني: “أحبب قريبك كنفسك” (2196-2557) التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

in كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية, الوصايا الله العشر بوجه العموم
A A
175
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter
Print + PDF 🖨

الوصايا العشر: “أحبب قريبك كنفسك” (2196-2557)

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

 

 

الفصل الثاني

“أحبب قريبك كنفسك”

قال يسوع لتلاميذه: “أحبوا بعضكم كما أحببتكم أنا” (يو 34:13).

2196- أجاب يسوع عن السؤال عن الوصية الأولى بقوله: “الأولى هي: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا هو الرب الوحيد. فأحبب الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك، وكل ذهنك، وكل قوتك”. والثانية هي: أحبب قريبك كنفسك”. وليس من وصية أخرى أعظم من هاتين” (مر 12: 29-31).

ويذكر القديس بولس بذلك: “إن من أحب القريب قد أتم الناموس. فإن هذه الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته، وكل وصية أخرى تلخص في هذة الكلمة: “أحبب قريبك كنفسك”. إن المحبة لا تصنع بالقريب شرا. فالمحبة إذن هي تمام الناموس” (رو 13: 8-10).

المقال الرابع

الوصية الرابعة

“أكرم أباك وأمك لكي يطول عمرك في الإرض التي يعطيك الرب إلهك” (خر 12:20) “وكان خاضعا لهما” (لو 51:2).
ولقد ذكر الرب يسوع نفسه بقوة “وصية الله هذه” . والرسول يعلم قائلا: “أنتم أيها الأولاد، أطيعوا والديكم في الرب، فإن ذلك عدل. أكرم أباك وأمك. تلك هي الوصية الأولى التي أنيط بها وعد: لكي تصيب خيرا، وتطول أيامك على الأرض” (أف 6: 1-3) .

2197- الوصية الرابعة تفتتح اللوحة الثانية. إنها تدل على نظام المحبة. فلقد أراد الله أن نكرم بعده والدينا الذين أعطونا الحياة والذين نقلوا إلينا معرفة الله. فنحن ملزمون بالإكرام والاحترام لجميع أولئك الذين أولادهم الله سلطته لأجل خيرنا.

2198- تعبر هذه الفريضة بصيغة إيجابية عن واجبات لا بد من القيام بها. وهي تخبز بالوصايا اللاحقة المعنية باحترام خاص بالحياة، والزواج وخيرات الأرض والكلام. وهي من أركان عقيدة الكنيسة الاجتماعية.

2199- تتوجة الوصية الرابعة بوضوح إلى الأولاد في علاقتهم بأبيهم وأمهم، لأن هذه العلاقة هي الأهم. وتعنى أيضا بعلاقات القرابة مع أعضاء الجماعة العائلية. وتقضي بتأدية الإكرام، والمحبة، والاعتراف بالجميل للجدود والأقدمين. وتمتد أخيرا إلى واجبات التلاميذ تجاه المعلم، والعاملين تجاه رب العمل، والمرؤوسين تجاه رؤسائهم، والمواطنين تجاه وطنهم ومن يديرونه ويحكمونه.

وتقتضي هذة الوصية وتتناول ضمنا واجبات الوالدين والأوصياء، والمعلمين، والرؤساء، والقضاة، والحكام، وكل الذين يمارسون سلطة على الآخرين أو على جماعة من الأشخاص.

2200- يتضمن حفظ الوصية الرابعة مكافأة: “أكرم أباك وأمك لكي يطول عمرك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك” (خر 12:20) . إن احترام هذة الوصية يوفر، مع الخيور الروحية، خيورا زمنية من سلام وازدهار. وعلى العكس تؤدي مخالفتها إلى أضرار جسيمة تصيب الجماعات والأشخاص البشرية.

1. الأسرة في تصميم الله

طبيعة الأسرة

2201- تقوم الشراكة الزوجية على رضى الزوجين. والزواج والأسرة إلى خير الزوجين وإنجاب البنين وتنشئتهم. ويكون حب الزوجين وإنجاب الأولاد بين أعضاء الأسرة الواحدة علائق شخصية ومسؤوليات أولية.

2202- يؤلف الرجل والمرأة المتحدان بالزواج مع أولادهما أسرة. وهذا الواقع سابق لكل اعتراف من قبل السلطة العامة، ويفرض نفسه عليها. ويجب اعتبارها المرجع الشرعي الذي بموجبه تقدر صيغ القرابة بأنواعها.

2203- لقد أنشأ الله الأسرة البشرية بخلقه الرجل والمرأة، وخصها بنظامها الأساسي. أعضاؤها أشخاص متساوون في الكرامة. وتقتضي الأسرة، في سبيل الخير العام لأعضائها وللمجتمع، تنوعا في المسؤوليات والحقوق والواجبات.

الأسرة المسيحية

2204- “الأسرة المسيحية هي كشف وتحقيق على نحو خاص للشركة الكنسية؛ لهذا السبب (…) يجب أن تدعى بمثابة كنيسة منزلية” . إنها شركة إيمان ورجاء ومحبة. ولها في الكنيسة أهمية خاصة كما يبدو ذلك في العهد الجديد .

2205- الأسرة المسيحية هي اتحاد أشخاص، هي أثر وصورة لاتحاد الآب والابن في الروح القدس. وعملها في الإنجاب والتنشئة هو انعكاس عمل الآب الخالق. إنها مدعوة للمشاركة في صلاة المسيح وذبيحته. والصلاة اليومية وقراءة كلام الله يقويان فيها المحبة. والأسرة المسيحية هي مبشرة وإرسالية.

2206- العلائق ضمن الأسرة تستتبع تقاربا في العواطف والود والمصالح يتأتى خصوصا من الاحترام المتبادل بين الأشخاص. الأسرة شركة مميزة مدعوة إلى “اتفاق في الرأي عند الأزواج واشتراك للوالدين في تربية الأبناء” .

2. الأسرة والمجتمع

2207- الأسرة هي الخلية الاصلية للحياة الاجتماعية. إنها المجتمع الطبيعي حيث الرجل والمرأة مدعوان إلى عطاء الذات في الحب وفي عطاء الحياة. إن السلطة والاستقرار وحياة العلائق ضمن الأسرة تكون أركان الحرية والامن والأخوة في المجتمع. الأسرة هي الجماعة التي يمكن فيها منذ الطفولة تعلم القيم الأخلاقية، والشروع في إكرام الله، وحسن استعمال الحرية. والحياة في الأسرة هي تنشئة على الحياة في المجتمع.

2208- يجب أن تعيش الاسرة بحيث يتعلم أعضاؤها الاهتمام والاضطلاع بالصغار والشيوخ، والمرضى والمعاقين والفقراء. وهناك أسر كثيرة تجد نفسها عاجزة أحيانا عن تقديم هذا العون. فيعود حينئذ لغيرهم، ولأسر أخرى، وبالتالي للمجتمع أن يلبوا احتياجاتهم: “إن الديانة الطاهرة الزكية، في نظر الله الآب، هي افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقهم، وصيانة النفس من دنس العالم” (يع 27:1).

2209- يجب مساعدة الأسرة والدفاع عنها بإجراءات اجتماعية مناسبة. فحيث لا تستطيع الأسر القيام بمهماتها، يتوجب على الهيئات الاجتماعية الأخرى أن تساعدها وتساند المؤسسة العيلية. وبحسب قانون التسلسلية، تتورع الجماعات الكبرى من اغتصاب صلاحياتها أو التدخل في شؤون حياتها.

2210- إن أهمية الأسرة بالنسبة غلى حياة المجتمع ورخائه تقتضيه مسؤولية خاصة عن مساندة الزواج والأسرة وترسيخهما. وعلى السلطة المدنية أن تعتبر من واجبها الخطير “الاعتراف بطبيعتهما الحقيقية، وحمايتهما، والدفاع عن الآداب العامة، وتشجيع الازدهار العيلي” .

2211- على الجماعة السياسية واجب إكرام الأسرة ومساعدتها. وعليها أن توفر لها:
– حرية إنشاء بيت، وإنجاب أولاد، وتنشئتهم بحسب معتقداتها الأخلاقية والدينية؛
– صيانة استقرار الرباط الزوجي والمؤسسة العيلية؛
– حرية الاعتراف بالدين، ونقله، وتنشئة الأبناء عليه، بالوسائل والؤسسات الضرورية لذلك؛
– الحق في الملكية الخاصة، وحرية السعي والحصول على عمل وعلى مسكن، والحق في الهجرة؛
– والحق، بحسب قوانين البلاد، في العناية الطبية، وإعانة المسنين، والمساعدات العيلية؛
– صيانة الأمن والأجواء الصحية، خصوصا بالنسبة إلى أخطار مثل المخدرات والإباحية الجنسية، والمشروبات الكحولية، الخ.
– حرية تكوين تكتلات مع أسر أخرى، والحصول هكذا على تمثيل لدى السلطات المدنية .

2212- الوصية الرابعة توضح العلائق الأخرى في المجتمع. فنرى في إخوتنا وأواتنا أبناء والدينا؛ وفي أبناء العم والخال نسل أجدادنا؛ وفي مواطنينا أبناء وطننا؛ وفي المعمدين أبناء أمنا الكنيسة؛ وفي كل شخص بشري ابنا أو ابنة لذاك الذي يريد أن ندعوه “أبانا”. وبذلك تصير علائقنا بالقريب من نمط شخصي. فلا يكون القريب “فردا” من المجموعة البشرية، وإنما هو “شخص” يستحق، بأصوله المعروفة، انتباها واحتراما خصوصيين.

2213- تتألف الجماعات البشرية من أشخاص. وحكمهم الصالح لا يقف عند حدود تأمين الحقوق، وتتميم الواجبات، والأمانة للعهود. فالعلائق القويمة بين أرباب العمل والعمال، والحكام والمواطنين، تفترض المحاسنة الطبيعية الموافقة لكرامة الأشخاص البشرية، والمعنية بالعدالة والأخوة.

3. واجبات أعضاء الأسرة

واجبات الأبناء

2214- الأبوة الإلهية هي منبع الأبوة البشرية . وهي التي عليها يقوم إكرام الوالدين. يتغذى احترام الأبناء، صغارا كبارا، لأبيهم وأمهم بالحب الطبيعي النائج من الرابط الذي بينهم. انه مما تقتضيه الفريضة الإلهية .

2215- احترام الوالدين (بر الوالدين)يتكون من الاعتراف بجميل أولئك الذين بعطاء الحياة ومحبتهم وعملهم وضعوا أولادهم في العالم ومكنوهم من النمو في القامة والحكمة والسن. “أكرم أباك بكل قلبك ولا تنسى مخاض امك، اذكر أنك بهما كونت فماذا تجزيهما مكأفاة عما جعلا لك” (سي 7: 28-30).

2216- يظهر الاحترام البنوي بالطواعية والطاعة الحقيقيتين . “ارع يا بني وصية أبيك ولا ترفض شريعة أمك (…).هما يهديانك في سيرك ويحافظان عليك في رقادك؛ وإذا استيقظت ، فهما يحدثانك”(أم 6: 20-22). “الابن الحكيم يسمع تأديب أبيه؛ وأما الساخر فلا يسمع التوبيخ”(أم 13: 1).

2217- على الوالد، ما دام عائشا في بيت والديه، أن يطيع في كل ما يطلبانه مما هو لخيره أو لخير الأسرة. “أيها الأولاد أطيعوا والديكم في كل شيء، فإن هذا مرضي لدى الرب” (كو 3: 20) . وعلى الأولاد أيضا أن يطيعوا أوامر مربيهم المعقولة، وأوامر كل من عهد الأهل بالأولاد إليهم. ولكن إذا أيقن الولد ضميريا أن الطاعة لأمر ما هي شرا أخلاقي، فعليه أن لا يتبعه .
ويبقى الأولاد عندما يكبرون على احترام والديهم. ويبادرون إلى تحقيق رغباتهم،ويرتاحون إلى طلب نصائحهم، ويتقبلون تأنيباتهم المصيبة. والطاعة للوالدين تنتهي بتحرر الأولاد، ويبقى الاحترام الواجب إلى الأبد. وهذا أساسه مخافة الله، التي هي من مواهب الروح القدس .

2218- وتذكر الوصية الرابعة الأولاد، عندما يكبرون، بمسؤوليتهم تجاه والديهم. فعليهم، قدر استطاعتهم ، أن يؤدوا لهم العون المادي والمعنوي، في سنوات شيخوختهم، وإبان المرض والوحدة والشدة. ويسوع يذكر بواجب العرفان بالجميل هذا .
“إن الرب قد أكرم الأب في الأولاد وأثبت حكم الأم في البنين. من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم. ومن احترام أمه فهو كمذخر الكنوز: من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له. من احترم أباه طالت أيامه ومن أطاع أباه أراح أمه” (سي 3: 2-6).
“يا بني عن أباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته. وان ضعف عقله فاعذر، ولا تهنه وأنت في وفور قوتك” (…). من خذل أباه فهو بمنزلة المجدف، ومن غاظ أمه فهو ملعون من الرب” (سي 3: 14-15، 18).

2219- الاحترام البنوي يعزز انسجام الحياة العيلية كلها، وتعني أيضا العلائق بين الإخوة والأخوات. فاحترام الأهل ينير كل الجو العائلي. “اكليل الشيوخ بنو البنين وفخر البنين آباؤهم” (أم 17: 6). “احتملوا بعضكم بعضا بمحبة، بكل تواضع ووداعة وصبر” (أف 4: 2).

2220- على المسيحيين واجب شكر خاص لمن تقبلوا منهم عطية الإيمان، ونعمة المعمودية والحياة في الكنيسة. وقد يتعلق الأمر بالوالدين، أو بآخرين من أعضاء الأسرة، أو بالحدود، أو بالرعاة، أو بمعلمي الدين أو بمعلمين آخرين وأصدقاء. “أحيي ذكر إيمانك الذي لا رثاء فيه، الذي استقر أولا في جدتك لؤيس وفي أمك افتيكي ، واعتقد أنه مستقر فيك أيضا “(2 تي 1: 5).

واجبات الوالدين

2221- خصب الحب الزوجي لا يقتصر على إنجاب الأولاد فحسب، ولكن يجب أن يمتد إلى تنشئتهم الخليقة وتربيتهم الروحية  “إن مهمة الوالدين في التربية لذات شأن كبير بحيث إذا فقدت لا تعوض إلا بعسر” . الحق في التربية وواجبها هما بالنسبة إلى الوالدين من الأوليات ومما لا يمكن التنازل عنه .

2222- على الوالدين أن ينظروا إلى أولادهم نظرتهم إلى أولاد الله، وأن يحترموهم كأشخاص بشرية. وهم يربون أولادهم على تتميم شريعة الله بأن يكونوا هم أنفسهم مطيعين لمشيئة الآب السماوي .

2223- الوالدون هم المسؤولون الأولون عن تربية أولادهم. ويظهرون هذه المسؤولية أولا بتأسيس بيت، حيث القاعدة هي الحنان والمسامحة والاحترام والأمانة والخدمة النزيهة. البيت هو مكان ملائم لتربية الفضائل. وهذه تقتضي تعلم إنكار الذات، والحكم السليم، والسيطرة على الذات، وهي الشروط الضرورية لكل حرسة حقيقية. وعلى الوالدين أن يعلموا أولادهم اخضاع “الأبعاد الطبيعية والغريزية للأبعاد الداخلية والروحية” . وعلى عاتق الوالدين مسؤولية جسيمة عن إعطاء الأمثال الصالحة لأولادهم. وإذا ارتضوا بالاعتراف أمامهم بنقائصهم الخاصة، كانوا أكثر جدارة بإرشادهم وتأديبهم:
“من أحب ابنه أكثر من ضربه، من أدب ابنه يجتني ثمر تأديبه” (سي 30: 1-2). “وأنتم أيها الآباء لا تحنقوا أولادكم، بل ربوهم بالتأديب والموعظة في الرب” (أف 6: 4).

2224- البيت هو المحيط الطبيعي لتنشئة الكائن البشري على التضامن والمسؤوليات الجماعية. وعلى الوالدين أن يعلموا الأولاد التحرز من المشاركة في التسويات والترديات التي تهدد المجتمعات البشرية .

2225- لقد تقبل الوالدون، بنعمة سر الزواج، المسؤولية والامتياز لتبشير أولادهم. وعليهم أن ينشؤهم منذ نعومة أظفارهم على أسرار الإيمان، وهم فيه لأولادهم “أول المعلمين ” . وعليهم أن يجعلونهم يشتركون منذ الطفولة في حياة الكنيسة. إن نمط العيش العيلي يستطيع أن يغذي استعدادات عاطفية تبقى مدى الحياة مداخل أصلية واستنادا لإيمان حي .

2226- يجب أن تبدأ تربية الوالدين لأبنائهم على الإيمان منذ الطفولة الأولى. وهي تعطى منذ أن يساعد أعضاء الأسرة بعضهم بعضا على النمو في الإيمان بشهادة حياة مسيحية منسجمة مع الإنجيل. التعليم الديني في الأسرة يسبق ويصحب ويغني أشكال تعليم الإيمان الأخرى. وللوالدين رسالة تعليم أولادهم الصلاة واكتشاف دعوتهم أبناء لله . والرعية هي الجماعة الافخارستية، وقلب الحياة اللتيرجية للأسر المسيحية . إنها المكان المميز للتعليم الديني بالنسبة إلى الأولاد والوالدين .

2227- يساهم الأولاد بدورهم في نمو والديهم في القداسة . وعليهم جميعا، وعلى كل واحد بمفرده، أن يصفحوا صفحا كريما ومتواصلا، بعضهم لبعض عن الإهانات والخصومات ، والمظالم وصنوف الإهمال. وذلك ما يوحي به الحب المتبادل وما تقتضيه محبة المسيح .

2228- يبين احترام الوالدين ومحبتهم، إبان الطفولة ، أولا بما يبذلون من عناية وانتباه لتنشئة أولادهم، وتلبية احتياجاتهم الطبيعية والروحية. وإبان النمو، يقود ذلك الاحترام والإخلاص الوالدين إلى تربية أولادهم على أن يحسنوا عقلهم وحريتهم .

2229- بما أن الوالدين هم المسؤولون الأولون عن تربية أولادهم، فلهم الحق في أن يختاروا لهم المدرسة التي تتوافق ومعتقداتهم الشخصية.وهذا الحق أساسي. لأن على الوالدين الواجب أن يختاروا ، قدر المستطاع ، المدارس التي تساعدهم بوجه أفضل على الاضطلاع بمهمتهم بصفة كونهم مربين مسيحيين . وعلى السلطات المدنية أن تتكفل للوالدين بهذا الحق، وأن تؤمن الشروط الحقيقية لممارسته .

2230- عندما يصبح الأولاد كبارا، عليهم أن يختاروا مهنتهم وحالتهم في الحياة ، وذلك حق لهم. ويقومون بهذه المسؤوليات الجديدة في علاقة ثقة بوالديهم، فيطلبوه منهم ويتقبلوه بارتياح الآراء والنصائح. ويعنى الوالدون بأن لا يكرهوا أولادهم لا على اختيار مهنة ولا على اختيار زوج. وواجب التحفظ هذا لا يمنعهم بل، على العكس، يحملهم على مساعدتهم بآراء حصينة، خصوصا عندما يعزم هؤلاء على تأسيس أسرة .

2231- يمتنع البعض عن الزواج في سبيل الاعتناء بوالديهم، أو بإخوتهم وأخواتهم، أو لحصر اهتمامهم بمهنة أو لأسباب أخرى شريفة. هؤلاء بإمكانهم أن يساهموا مساهمة كبرى في خير الأسرة البشرية .

4. الأسرة والملكوت

2232- إن العلائق في الأسرة على أهميتها ليست مطلقة. فكما أن الولد يتنامى نحو النضج والاستقلال الذاتي بشريا وروحيا، كذلك دعوته الخاصة الآتية من الله تتأكد بوضوح وقوة أكبر. وعلى الوالدين أن يحترموا هذا النداء ويساندوا أولادهم في الاستجابة له. ولا بد من الاعتقاد بأن دعوة المسيحي الأولى في اتباع يسوع :” من أحب أباه أو أمه أكثر مني فلا يستحقني ، ومن أحب ابنه أو بنته أكثر مني فلا يستحقني ” (متى 10: 37).

2233- أن يصير الإنسان تلميذا ليسوع، ذلك يعني قبول الدعوة إلى الانتماء إلى أسرة الله، وإلى العيش وفقا لنمط حياته:” كل من يعمل مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي” (متى 12: 50). على الوالدين أن يتقبلوا ويحترموا بفرح وشكر نداء الرب لأحد أولادهم أن يتبعه في البتولية لأجل الملكوت ، أو في الحياة المكرسة، أو الخدمة الكهنوتية .

5. السلطات في المجتمع المدني 

2234- تأمرنا الوصية الرابعة بإكرام كل من تقبلوا من الله، لأجل غيرنا، سلطة في المجتمع. وهي تنير واجبات من يمارسون السلطة ومن هي لفائدتهم .

واجبات السلطة المدنية

2235- على من يمارسون السلطة أن يمارسوها كخدمة. “من أراد أن يكون فيكم كبيرا يكون لهم خادما” (متى 20: 26). وتقاس ممارسة السلطة أخلاقيا بأصلها الإلهي، وطبيعتها العاقلة، وموضوعها الخاص. وليس لأحد أن يأمر أو ينشىء ما يتعارض مع كرامة الأشخاص والشريعة الطبيعية .

2236- تهدف ممارسة السلطة إلى إظهار تراتبية صحيحة بين القيم، لتسهيل ممارسة الحرية والمسؤولية لدى الجميع. فالرؤساء يمارسون العدالة التوزيعية بحكمة، آخذين بالاعتبار الاحتياجات ومساهمة كل واحد، وفي سبيل الوفاق والسلام. ويسهرون على أن لا تدخل القواعد والإجراءات التي يتخذونها في التجربة، يجعل المصلحة الشخصية في معارضة مصلحة الجماعة .

2237- على السلطات السياسية واجب احترام الحقوق الأساسية للشخص البشري.وعليها أن تحكم بعدل، بوجه إنساني، محترمة حق كل واحد، ولا سيما الأسر يمكن ويجب أن تعطى الحقوق السياسية المرتبطة بالمواطنية بحسب مقتضيات الخير العام. ولا يمكن أن تعلقها السلطات العامة بدون سبب شرعي ومتناسب. وممارسة الحقوق السياسية معدة لخير الأمة العام، ولخير الجماعة البشرية.

واجبات المواطنين

2238- على من يخضعون للسلطة أن يروا في رؤسائهم ممثلين لله الذي جعلهم خدام عطاياه . “اخضعوا من أجل الرب لكل هيئة سلطان بشري (…)تصرفوا كأحرار. لا كمن يتخذ من الحرية ستارا للخبث، بل كعبيد الله” (1 بط 2: 13، 16).ومساهمتهم النزيهة تتضمن الحق وأحيانا الواجب، في أن ينحوا باللوم على ما يبدو لهم مسيئا إلى كرامة الأشخاص وخير الجماعة .

2239- واجب المواطنين أن يساهموا مع السلطات المدنية في خير المجتمع بروح الحقيقة والعدالة والتضامن والحرية. ويرتبط حب الوطن وخدمته بواجب الاعتراف بالجميل وبنظام المحبة. ويقتضي الخضوع للسلطات الشرعية وخدمة الخير العام من المواطنين أن يقوموا بدورهم في حياة الجماعة السياسية .

2240- يقتضي الخضوع للسلطة والمشاركة في المسؤولية عن الخير العام، من الوجهة الأخلاقية، تسديد الضرائب، وممارسة حق الاقتراع، والدفاع عن البلد :
” أدوا إذن للجميع حقوقهم : الجزية لمن له الجزية، والجباية لمن له الجباية، والمهابة لمن له المهابة، والكرامة لمن له الكرامة ” (رو 13: 7).
“يقيم المسيحيون في وطنهم الخاص، ولكن كغرباء فيه. يتممون جميع واجباتهم كمواطنين ويتحملون جميع أعبائهم كغرباء (…).يخضعون للشرائع المقررة، ونمط عيشهم يتغلب على الشرائع (…). والمكانة التي أولاهم إياها الله هي من النبل بحيث لا يسمح لهم بأن يهجروا” .
يحرضنا الرسول على أن نقيم صلوات وتشكرات لأجل الملوك وجميع ذوي السلطات “لنقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار” (1 تي 2:2).

2241- على الأمم التي تنعم بوفر أكبر أن تستقبل قدر المستطاع الغريب الباحث عن السلامة وعن المنافع الحيوية التي لا يستطيع أن يجدها في بلده الأصلي. وتسهر السلطات العامة على احترام الحق الطبيعي الذي يجعل الضيف تحت حماية من يتقبلونه .
تستطيع السطات السياسية لأجل الخير العام الذي تضطلع به أن تخضع ممارسة حق الهجرة لشروط قانونية متعددة، وخصوصا لاحترام المهاجرين واجباتهم تجاه البلد الذي تبناهم . وعلى المهاجر إن يحترم شاكرا الإرث المادي والروحي للبلد الذي استقبله، وأن يخضع لشرائعه وأن يساهم في أعبائه .

2242- على المواطن واجب ضمير بأن لا يخضع لأوامر السلطات المدنية عندما تفرض ما يتعارض ومقتضيات النظام الخلقي، والحقوق الأساسية للاشخاص وتعاليم الإنجيل. ورفض الطاعة للسلطات المدنية، عندما تكون متطلباتها متعارضة مع الضمير المستقيم، يجد تبريره في التمييز بين خدمة الله وخدمة الجماعة السياسية. “أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله ” (متى 22: 21). “إن الله أحق من الناس بالطاعة ” (أع 5: 29).
“حيثما تتجاوز السلطة العامة حدود صلاحيتها، وتجوز على المواطنين، ليس لأولئك المواطنين أن يرفضوا ما تقتضيه الخير العام عمليا. إلا أنه يحق لهم أن يدافعوا عن حقوقهم وحقوق مواطنيهم، ويقاموا تجاوزات هذه السلطة، على أن يراعوا التي الحدود التي رسمتها الشريعة الطبيعية والشريعة الإنجيلية” .

2243- مقاومة ضغط السلطة السياسية لا تلجأ شرعيا إلى السلاح إلا إذا اجتمعت لها الشروط الآتية: 1- في حال وجود تجاوزات أكيدة وجسيمة ومتمادية للحقوق الأساسية .
2- وبعد استنفاد جميع المراجعات الأخرى. 3- ودون إحداث اضطرابات شرها أكبر .
4- وأن يكون أمل في النجاح راسخ . 5- وإذا استحال التكهن على وجة معقول بوجود حلول أفضل.

الجماعة السياسية والكنيسة

2244- كل مؤسسة تستوحي، وإن ضمنيا، مفهوما للإنسان ومصيره، تستمد منه مستندا لحكمها، وتراتبية لقيمها، وخطة لسيرها. معظم المجتمعات تسند مؤسساتها إلى نوع من تفوق الإنسان على الأشياء. ولكن الديانة الموحى بها إلهيا اعترفت وحدها بوضوح بأن الله، الخالق والفادي، هو مصدر الإنسان ومالة. والكنيسة تدعو السلطات السياسية إلى استناد أحكامها وقراراتها إلى وحي الحقيقة هذا عن الله وعن الإنسان .
إن المجتمعات التي تجهل هذا الوحي أو ترفضه باسم استقلالها عن الله، يؤدي بها الأمر إلى التماس مراجعها وغايتها في ذاتها. ولأنها لا تقبل باعتماد مقياس موضوعي للخير والشر، فهي تولي نفسها على الإنسان ومصيره سلطانا كليا معلنا أو خفيا، كما يدل على ذلك التاريخ .

2245- “إن الكنيسة التي ليس بينها وبين الجماعة السياسية أي التباس، بسبب مهمتها وصلاحيتها، هي في الوقت عينه، الدليل على الطابع السامي للشخص البشري وضمانه” . الكنيسة “تحترم وتشجع حرية المواطنين السياسية كما تحترم وتشجع مسؤوليتهم ” .

2246- انه من رسالة الكنيسة “أن تصدر حكما أدبيا حتى في الأمور التي تتعلق بالنظام السياسي، عندما تقتضي ذلك حقوق الإنسان الأساسية أو خلاص النفوس، معتمدة جميع الوسائل التي لا تخرج عن نطاق الإنجيل والتي تتمشى وخير الجميع وفقا لاختلاف الأوضاع والأزمنة ” .

بإيجاز:

2247- “أكرم أباك وأمك” (تث 5: 16؛ مر 7: 10) .

2248- بحسب الوصية الرابعة، أراد الله أن نكرم بعده والدينا والذين أولادهم السلطة لأجل خيرنا.

2249- الجماعة الزوجية تقوم على العهد والرضى بين الزوجين . الزواج والأسرة هما لخير الزوجين، ولإنجاب الأولاد وتربيتهم .

2250- “إن عافية الشخص والمجتمع البشرية والمسيحية شديدة التعلق بوضع الجماعة الزوجية والعيلية ” .

2251- على الأولاد تجاه والديهم واجب الاحترام ومعرفة الجميل، والطاعة الصحيحة والعون. والاحترام البنوي يعزز انسجام الحياة العيلية كلها .

2252- الوالدون هم المسؤولون الأولون عن تربية أولادهم على الإيمان والصلاة وجميع الفضائل. وعليهم أن يلبوا، قدر المستطاع ، احتياجات أولادهم الطبيعية والروحية .

2253- على الوالدين أن يحترموا ويشجعوا دعوة أولادهم، ولأن يذكروا ويعلموا أن دعوة المسيحي الأولى هي إلى اتباع يسوع .

2254- السلطة العامة ملزمة باحترام الحقوق الأساسية للشخص البشري وشروط ممارسته حريته.

2255- واجب المواطنين العمل مع السلطات المدنية على بناء المجمتع، بروح الحقيقة والعدالة والتضامن والحرية .

2256- على المواطن واجب ضميري بان لا يتبع أوامر السلطات المدنية عندما تكون تلك الأوامر متعارضة ومقتضيات النظام الأخلاقي. “إن الله أحق من الناس بالطاعة” (أع 5: 29).

2257- كل مجتمع يستند في أحكامه وسلوكه إلى مفهوم للإنسان ومصيره . وبدون انوار الإنجيل عن الله والإنسان، تصبح المجتمعات بسهولة مجتمعات توتاليتارية .

المقال الخامس

الوصية الخامسة

“لا تقتل ” (خر 20: 13).

“سمعتم أنه قيل للأقدمين : ” لا تقتل فإن من قتل يستوجب المحاكمة”. أما أنا فأقول لكم: إن كل من غضب على أخيه يستوجب المحاكمة” (متى 5: 21-22).

2258- “حياة الإنسان مقدسة، لأنها منذ أصلها اقتضت عمل الله في الخلق، وهي تبقى أبدا على علاقة خاصة بالخالق، غايتها الوحيدة. الله وحده سيد الحياة منذ بدايتها إلى نهايتها: وليس لأحد في أي ظرف من الظروف أن يدعي لنفسه الحق في أن يدمر مباشرة كائنا بشريا بريئا ” .

1. احترام الحياة البشرية

شهادة التاريخ المقدس

2259- يكشف الكتاب المقدس، منذ بدء التاريخ البشري، في قصة قتل قايين أخاه هابيل، عن وجود الغضب والشهوة في الإنسان، وهما نتيجة الخطيئة الأصلية. فأصبح الإنسان عدو شبهه . ولقد بين الله خبث هذا القتل الأخوي: ” فقال: ماذا صنعت؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إلي من الأرض. والآن فملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دماء أخيك من يدك ” (تك 4: 10-11).

2260- إن عهد الله والبشرية منسوج من ذكريات عطاء الله الحياة البشرية، وعنف الإنسان القاتل : “أما دماؤكم ، فاطلبها من كل واحد منكم (…). من سفك دم الإنسان سفك دمه عن يد الإنسان ، لأنه على صورة الله صنع الإنسان” (تك 9: 5-6). لقد رأى العهد القديم دوما في الدم دلالة مقدسة على الحياة . وضرورة هذا التعليم قائمة في كل الأزمنة .

2261- يحدد الكتاب المقدس تحريم الوصية الخامسة بقوله :” البريء والبار لا تقتلهما” (خر 23: 7). فقتل البريء عن عمد يتعارض بوجه خطير وكرامه الكائن البشري، وقاعدة الخالق الذهبية، وقداسته. والشريعة التي تحظره على وجه شامل: إنها تلزم الجميع وكل واحد، في كل زمان ومكان .

2262- يذكر الرب في عظته على الجبل بهذه الوصية: ” لا تقتل” (متى 5: 21). ويضيف إليها منع الغضب والضغينة والثأر. ويطلب المسيح من تلميذه أكثر من ذلك أن يقدم الخد الآخر ، ويحب أعداءه ، وهو ذاته لم يدافع عن نفسه، وقال لبطرس أن يدع السيف في غمده .

الدفاع المشروع عن النفس

2263- ليس الدفاع المشروع عن الأشخاص والمجتمعات استثناء من تحريم قتل البريء، الذي هو قتل الإنسان عن عمد. “إن القيام بالدفاع عن النفس قد ينتج منه نتيجتان : واحدة هي حفاظ الإنسان على حياته، والثانية موت المعتدي” . “لا شيء يمنع من أن تنتج من عمل واحد نتيجتان، واحدة منهما هي المقصودة والثانية لا ” .

2264- إن حب الذات يبقى مبدأ أساسيا في الأخلاق. فمن حق الإنسان أن يجعل الآخرين يحترمون حقه في الحياة. من يدافع عن حياته ليس مذنبا بقتل إنسان، وإن اضطر أن يسدد إلى المعتدي عليه ضربة قاضية . ” إذا مارس الإنسان في الدفاع عنفا يزيد عن الضروري يكون ذلك غير جائز، ولكن إذا دفع العنف بمقياس، يكون ذلك جائزا(…). وليس من الضروري للخلاص أن يتخلى الإنسان عن فعل الدفاع القياسي ليتحاشى قتل الآخر؛ لأن التزام السهر على الحياة الخاصة أكبر منه على حياة الآخرين ” .

2265- قد يكون الدفاع المشروع ليس فقط حقا بل واجبا خطيرا بالنسبة إلى من هو مسؤول عن حياة الآخرين. الدفاع عن الخير العام يقتضي جعل المعتدي الظالم عاجزا عن الإيذاء. واستنادا إلى ذلك، يحق لأصحاب السلطة الشرعية اللجوء حتى إلى الأسلحة لرد المعتدين على الجماعة المدنية الموكولة إلى مسؤوليتهم .

2266- الحفاظ على خير المجتمع العام يقتضي أن تبذل الدولة جهدا لمنع انتشار التصرفات التي تضر بحقوق الإنسان وبالقواعد الأساسية للعيش معا في المجمتع. من حق السلطة الشرعية ومن واجبها إنزال العقوبات المناسبة لجسامة الجرم. إن هدف العقوبة الأول هو التعويض عن الإساءة الناتجة عن الذنب. وإذا تقبل المذنب هذه العقوبة طوعا تكون لها قيمة التكفير. والعقوبة، علاوة على كونها تحافظ على النظام العام وعلى أمن الأشخاص، لها هدف علاجي، وعليها، قدر المستطاع، أن تسهم في إصلاح المذنب.

2267- إن تعليم الكنيسة التقليدي لا يقصي اللجوء إلى عقوبة الموت، متى تحددت تماما هوية المذنب ومسؤوليته ، وكانت هذه العقوبة الوسيلة الوحيدة لحماية الحياة البشرية حماية فعالة من أذى المعتدي الظالم .

ولكن إن كانت ثمة وسائل غير دموية كافية لرد المعتدي، وحماية أمن الأشخاص، فعلى السلطة أن تتمسك بهذه الوسائل، لأن هذه الوسائل تتناسب بوجه أفضل وأوضاع الخير العام الواقعية، وتتوافق أكثر وكرامة الشخص البشري.

ففي أيامنا، بفضل القدرات التي تملكها الدولة على قمع الإجرام قمعا فعالا تجعل عاجزا عن الإساءة، من دون أن تنزع منه نهائيا إمكانية التوبة، فإن حالات الضرورة المطلقة لإزالة المذنب “هي من الآن فصاعدا نادرة جدا (…)إن لم نقل لا وجود لها التبة في الواقع ” .

القتل المتعمد

2268- تنهى الوصية الخامسة عن القتل المباشر وعن عمد بكونه خطيئة جسيمة. فالقاتل ومن يشاركونه طوعا بالقتل يرتكبون خطيئة تصرخ إلى السماء طالبة الثأر .

قتل الأولاد ، وقتل الأخوة، وقتل الوالدين، وقتل الزوج، هي جرائم لها خطورة خاصة بسبب ما تفصمه من الربط الطبيعية. والاهتمام بتحسين النسل والصحة العامة لا يمكن أن يسوغ أي قتل، حتى الذي تأمر به السلطات العامة .

2269- تمنع الوصية الخامسة من عمل أي شيء بنية التسبب بطريقة غير مباشرة بقتل شخص. وتمنع الشريعة الطبيعية تعريض إنسان دون سبب جسيم لخطر الموت، ورفض مساعدة شخص في خطر .

إن قبول المجتمع البشري بالمجاعات القاتلة، دون بذل الجهد في سبيل معالجتها، ظلم فاضح وذنب جسيم. والتجار الذين بممارستهم الربى والجشع في الربح يسببون الجوع والموت لإخوانهم في البشرية، يرتكبون بوجه غير مباشر قتل الإنسان. وهم مسؤولون عنه .

القتل عن غير عمد لا يستتبع مسؤولية أخلاقية. ولكن لا يعذر الإنسان على ذنب جسيم إذا تصرف، دون أسباب مناسبة، تصرفا ينتج منه الموت، ولن لم تكن هناك نية القتل.

الإجهاض

2270- لا بد من احترام الحياة البشرية وصيانتها على وجه مطلق منذ وقت الحبل. ولا بد من الاعتراف للكائن البشري، منذ أول لحظة من حياته، بحقوق الشخص، ومنها الحق في الحياة الذي لا يمكن تخطيه، والعائد لكل كائن بريء.

“قبل أن أصورك في البطن عرفتك وقبل أن تخرج من الرحم قدستك” (ار 1: 5).

“لم تخف ذاتي عليك، مع أني صنعت تحت حجاب ورقمت في أسافل الأرض” (مز 139: 15).

2271- لقد أكدت الكنيسة منذ القرن الأول شر كل إجهاض مفتعل على الصعيد الأخلاقي. وهذا التعليم لم يتغير. وهو باق دون تعديل. الإجهاض المباشر، أي الذي يريده الإنسان غاية أو وسيلة، يتعارض بوجه خطير مع الشريعة الأخلاقية:

“لا تقتل الجنين بالإجهاض، ولا تهلك المولود الجديد”.

“إن الله سيد الحياة والموت قد عهد إلى البشر في مهمة الحفاظ على الحياة، وهي مهمة شريفة يجدر بالإنسان أن يقوم بها قياما يليق به. فالحياة منذ وجودها بالحبل، يجب الحفاظ عليها بكل عناية. الإجهاض وقتل الأجنة هما جريمتان منكرتان”.

2272- المساعدة الفعلية على الإجهاض هي ذنب جسيم. والكنيسة تعاقب بعقوبة الحرم القانونية هذا الإجرام إلى الحياة البشرية. “من يفعل الإجهاض يصبه، إذا حصلت النتيجة، الحرم حكما”، “بذات فعل ارتكاب الجرم” وبالشروط التي وضعها الحق الكنسي. والكنيسة لا تريد هكذا تضييق مجال الرحمة. وإنما تظهر جسامة الجرم المرتكب، والأذى الذي لا يمكن تعويضه اللاحث بالبريء المقتول، وبوالديه وبالمجتمع كله.

2273- حق كل فرد بشري بريء في الحياة، الذي لا يمكن التنازل عنه، هو عنصر من العناصر المكونة للمتجمع المدني وتشريعه:

“يجب أن يعترف المجتمع المدني والسلطة السياسية وأن يحترما حقوق الشخص التي لا يمكن التنازل عنها. وحقوق الإنسان ليست متعلقة بالأفراد، أو الوالدين، وليست تنازلا من المجتمع أو الدولة؛ إنها تخص الطبيعة البشرية وهي ملازمة للشخص بفعل الخلق الذي منه تستمد أصلها. وبين هذه الحقوق الأساسية، لا بد من تسمية الحق في الحياة والطبيعة المكتملة لكل كائن بشري منذ الحبل حتى الموت”.

“عندما تحرم شريعة وضعية فريقا من الكائنات البشرية من الحماية التي يجب أن يوفرها لهم التشريع المدني، تبلغ الدولة حد إنكار مساواة الجميع أمام الشريعة. وعندما تمتنع الدولة عن وضع قوتها في خدمة حقوق جميع المواطنين، ولا سيما الأضعف بينهم، تصبح أركان دولة الحق ذاتها مهددة …

وعلى الشريعة، بنتيجة الاحترام والحماية الواجب تأمينهما للولد منذ الحبل به أن تعد عقوبات جزائية مناسبة على كل مخالفة متعمدة لهذه الحقوق”.

2274- بما أنه من الواجب معاملة الجنين منذ الحبل به كشخص، فلا بد من الدفاع عن سلامته الجسدية، ورعايته وشفائه قدر المستطاع، مثل أي كائن بشري آخر.

من الجائز أخلافيا إجراء الفحص الذي يسبق الولادة، “إذا احترم حياة الجنين البشري وكماله الطبيعي، وإذا كان يهدف إلى حمايته أو شفائه الفردي(…).ويكون متعارضا على وجه خطير مع الشريعة الأخلاقية، عندما يتوقع استنادا إلى النتائج ،إمكان إحداث إجهاض. يجب أن لا يكون الفحص معادلا لحكم موت”.

2275- “يجب اعتبار الإجراءات على الجنين البشري جائزة، شرط أن تحترم حياة الجنين وسلامته الجسدية، وأن لا تسبب له أخطارا أكبر، بل أن تهدف إلى شفائه أو إلى تحسن أوضاعه الصحية ،أو إلى إبقائه على قيد الحياة”.

“إنتاج أجنة بشرية مهيإة للاستمثار كمادة حيوية جاهزة عمل يتعارض والأخلاق”.

“بعض محاولات التدخل في الإرث الكروموزومي أو التناسلي ليست للعلاج، وإنما تسعى إلى استحداث كائنات بشرية مختارة بحسب الجنس أو صفات أخرى مقررة سابقا. إن هذا التلاعب يتعارض وكرامة الكائن البشري الشخصية، وكماله وهويته” الفريدة والتي لا يمكن أن تكرر .

“الاوتنازيا” أو المتية الميسرة

2276- من تضاءلت حياتهم أو ضعفت يقتضون احتراما خاصا. والأشخاص المرضى أو المعاقون يجب مساندتهم ليحيوا حياة طبيعة قدر المتطاع.

2277- إن ”الاتنازيا” المباشرة ،مهما كانت أسبابها ووسائلها، تقوم على وضع حد لحياة أشخاص معاقين، أو مرض، أو على شفير الموت. وهي غير مقبولة من الوجهة الأخلاقية.

وهكذا فكل عمل أو إهمال من شأنه أن يسبب بذاته وينية صاحبه الموت للقضاء على الألم ،هو قتل يتعارض بوجه خطير وكرامة الشخص البشري، واحترام الله الحي، خالقيه. والخطأ في التفكير، الذي قد يقع فيه الإنسان عن حسن نية، لا يغير طبيعة فعل القتل هذا، الذي يجب ابدا حظره واقصاؤه.

2278- التوقف عن الإجراءات الطبية المكلفة والخطرة وغير العادية، أو التي لا تناسب والنتائج المرتقبة، يمكن أن يكون شرعيا. إنه رفض “التعنت العلاجي”. فليس النية عندئذ التسبب بالموت، وإنما القبول بالعجز من الحؤول دونه. ويجب أن يتخذ المريض القرار إذا كانت له الصلاحية والقدرة، وان لا فمن لهم الصلاحية القانونية، على أن تحترم أبدا إرادة المريض القرار إذا كانت له الصلاحية والقدرة، وان لا فمن لهم الصلاحية القانونية، على أن تحترم أبدا إرادة المريض المعقولة ومصالحه المشروعة.

2279- لا يمكن بوجه شرعي التوقف عن إعطاء المساعدات الواجبة عادة لشخص مريض، وإن حسب مشرفا على الموت. واستعمال المسكنات لتخفيف آلام المشرق على الموت، وإن كان فيها خطر تقصير أيام، يمكن أن يكون متوافقا مع الكرامة البشرية، إذا لم يكن الموت مقصودا، كغاية أو كوسيلة وإنما متوقعا ومحتملا بكونه لا مهرب منه. العجلات المسكنة هي صيغة ميزة للمحبة النزيهة. وبناء على ذلك يجب تشجيعها.

الانتحار

2280- كل إنسان مسؤول عن حياته أمام الله الذي منحه إياها، ويبقى هو سيدها أعظم. ونحن ملزمون بتقبلها بالشكر، وبصونها إكراما له، ولأجل خلاص نفوسنا. فنحن الوكلاء ولسنا أصحاب الملك بالنسبة إلى الحياة التي أودعنا الله إياها. وليس لنا حق التصرف بها.

2281- يتعارض الانتحار وميل الكائن البشري الطبيعي إلى الحفاظ على حياته واستمراريتها. إنه يتعارض بوجه خطير ومحبة الذات الصحيحة. وهو أيضا يسيء إلى محبة القريب، لأنه يقطع دون حق ربط التضامن مع المجتمعات العيلية والوطنية والإنسانية، التي لها علينا واجبات.والانتحار يتعارض مع محبة الله الحي.

2282- إذا ارتكب الانتحار بنية إعطاء المثل، خصوصا للصغار، فهو يتلبس أيضا خطورة المعثرة. والمساعدة المقصودة على انتحار تتعارض والشريعة الأخلاقية. يمكن للاضطرابات النفسية الخطيرة، والقلق والخوف الشديد من المحنة، والألم أو التعذيب، أن تخفف مسؤولية المنتحر.

2283 – يجب أن لا نيأس من خلاص الأشخاص الأبدي، إذا ما أنتحروا. فالله يستطيع أن يهيئ لهم، بالطرق التي يعلمها، الظرف الملائم لندامة تخلصهم. والكنيسة تصلي لأجل الأشخاص الذين أعتدوا على حياتهم الخاصة.

2. احترام كرامة الأشخاص 

احترام نفس الآخر : المعثرة

2284 – المعثرة هي الموقف أو السلوك الذي يحمل الآخر على فعل الشر. والذي يعثر يجعل من ذاته مجربا للقريب. أنه يسيء إلى الفضيلة وإلى الاستقامة. وبإمكانه أن يجر أخاه إلى الموت الروحي. فالمعثرة تكون ذنبا جسيما إذا جرت الآخر عمدا بالفعل أو بالإهمال إلى ارتكاب ذنب جسيم.

2285 – يكون للمعثرة خطورة خاصة، استنادا إلى سلطة من سببونها أو إلى ضعف من يتحملونها. لقد أوحت لربنا بهذه اللعنة: “من يعثر أحد هؤلاء الصغار ، فحري به أن يعلق بعنقه رحى الحمار، ويزج في أعماق البحر” (متى 18:6). والمعثرة جسيمة عندما يقوم بها من هم ملزمون بحكم الطبيعة أو الوظيفة، بتعليم الآخرين وتربيتهم. وقد وبخ يسوع على ذلك الكتبة والفريسيين؛ وشبههم بالذئاب المتنكرين بثياب الحملان.

2286 – يمكن أن تتسبب بالمعثرة الشريعة أو المؤسسات، أو الزي الشائع (الموضة) أو الرأي السائد.
هكذا يرتكب ذنب المعثرة أولئك الذين يصنعون شرائع أو هيكليات اجتماعية تقود إلى انحطاط الأخلاق، وفساد الحياة الدينية، أو إلى (أوضاع اجتماعية تجعل، عن قصد أو غير قصد، السلوك المسيحي الموافق للوصايا صعبا ومستحيلا عمليا”. كذلك الأمر بالنسبة الى رؤساء المؤسسات الذين يصدرون أنظمة تحمل على الغش، والمعلمين الذين “يحنقون” أولادهم، أو من يحرفون الرأي العام عن القيم الأخلاقية بتأثيرهم فيه.

2287 – إن من يستعمل ما له من سلطات في أوضاع تحمل على صنع الشريكون مرتكبا للمعثرة ومسؤولا عن الشر الذي شجع عليه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . “لا بد من أن تقع المعاثر ، ولكن الويل لمن تقع عن يده” (لو 7:1) .

احترام الصحة

2288 – الحياة والصحة الطبيعية خيران ثمينان ووديعة من الله . فعلينا أن نعتني بهما على وجه معقول ، مع الاعتداد بضرورات الآخرين والخير العام .
تقتضي العناية بالصحة مساعدة المجتمع للحصول على أوضاع حياتية تمكن من النمو وبلوغ النضج : من غذاء وكساء وسكن ، وعناية صحية ، وتعليم أساسي ، وعمل ، ومساعدة اجتماعية .

2289 – إذا كانت الأخلاق تدعو إلى احترام الحياة الجسدية ، فهي لا تجعل منها قيمة مطلقة . إنها تعارض مفهوما وثنيا جديدا يرمي إلى تعزيز عبادة الجسد ، والتضحية كل شسء في سبيله ، وعبادة الكمال الجسماني والنجاح الرياضي . إن هذا المفهوم ، باختياره المميز بين الأقوياء والضعفاء ، يمكن أن يؤدي إلى فساد العلاقات الإنسانية .

2290 – فضيلة القناعة تهيئ لتجنب كل أنواع الإفراط ، وسوء استعمال الطعام ، والكحول ، والتبغ والأدوية ، إن الذين في حالة السكر ، أو لرغبتهم المفرطة في السرعة ، يجعلون سلامة الآخرين ، وسلامتهم هم ، في خطر على الطرقات ، أو في البحر أو في الجو ، يرتكبون ذنبا جسيما .

2291 – استعمال المخدرات ينزل بالصحة والحياة البشرية خرابا جسيما جدا . وهو ذنب خطير ما لم يكن موصوفا كعلاج فحسب . وإنتاج المخدرات خفية، والمتاجرة بها هما من الممارسات الشائنة . إنهما تواطؤ مباشر على ممارسات تتعارض تعارضا جسيما والشريعة الأخلاقية ، إذ تحضان على تلك الممارسات.

احترام الشخص والبحث العلمي

2292 – يمكن أن تساهم الأختبارات العلمية والطبية والنفسية على الأشخاص أو الفئات البشرية في شفاء المرضى وتقدم الصحة العامة .

2293 – إن البحث العلمي الأساسي ، كالبحث التطبيقي ، أمران يدلان على سيادة الإنسان على الخليقة . وللعلم والتقنية منافع ثمينة

عندما يوضعان في خدمة الإنسان ، ويعززان نموه الكامل لفائدة الجميع . ولكنهما لا يستطيعان أن يدلا وحدهما على معنى الوجود والتقدم البشري . فالعلم والتقنية جعلا لأجل الإنسان الذي يستمدان منه أصلهما ونموهما . وهما لذلك يجدان في الإنسان وقيمه الأخلاقية الدليل على غايتهما ووعي حدودهما .

2294 – من الوهم المطالبة بالحياد الأخلاقي للبحث العلمي وتطبيقاته . ومن جهة ثانية ، لا يمكن استنتاج مقاييس التوجه ، لا من الفاعلية التقنية المجردة ، ولا من الفائدة التي تحصل للبعض على حساب الآخرين ، ولا من الايديولوجيات السائدة ، وهذا شر مما سبق . يقتضي العلم والتقنية بمعناهما الأساسي أحترام المقاييس الأساسية للأخلاق احتراما غير مشروط . وعليهما أن يكونا في خدمة الشخص البشري ، وحقوقه التي لا يمكن التخلي عنها ، وخيره الحقيقي والكامل ، وفاقا لتصميم الله ومشيئته .

2295 – لا يمكن الأبحاث والتجارب التي تجري على الكائن البشري أن تسوغ أفعالا هي ، بحد ذاتها ، منافية لكرامة الأشخاص وللشريعة الطبيعية . ورضى الأشخاص الذي قد يحصل لا يبرز مثل هذه الأفعال . أن التجارب المجراة على الكائن البشري ليست مشروعة أخلاقيا ، إذا عرضت حياة الشخص ، أو كماله الطبيعي والنفسي ، لأخطار غير متناسبة أو يمكن تحاشيها . ولا يتوافق إجراء التجارب على الكائنات البشرية مع كرامة الشخص ، خصوصا إذا تم ، علاوة على ذلك ، دون رضى واع من الشخص أو ممن يتولون أمره .

2296 – نقل الأعضاء يكون متوافقا والشريعة الأخلاقية ، إذا كانت الأخطار والمجازفات الطبيعية والنفسية الحاصلة للمعطى تتناسب والخير المطلوب للمستفيد . وإعطاء الأعضاء بعد الموت عمل نبيل وجدير بالثواب ويجب تشجيعه على أنه علامة تضامن سخي . ولكنه غير مقبول أخلاقيا إذا كان المعطي ، أو من يتولون أمره من أقربائه ، لم يرضوا به رضى صريحا . ولا يمكن القبول ، من الدرجة الأخلاقية ، بالتسبب المباشر بالتشويه الولد العجز ، أو بالموت للكائن البشري ، حتى في سبيل تأخير موت أشخاص آخرين .

احترام سلامة الجسد

2297 – إن الخطف وأخذ الرهائن يولدان الذعر ، وبالتهديد يمارسان ضغطا شديدا على الضحايا . فهما غير شرعيين أخلاقيا 
والإرهاب من دون تمييز يهدد ويجرح ويقتل ؛ وهو يتعارض تعارضا خطيرا مع العدالة والمحبة . والتعذيب الذي يستخدم العنف الجسدي أو المعنوي لانتزاع الاعترافات ، لأجل معاقبة المجرمين ، أو إخافة المعارضين ، أو الاستجابة للبغض يتعارض وأحترام الشخص والكرامة الإنسانية . وما لم يكن هناك دواع طبية ذات أهداف علاجية محض ، فالبتر والتشويه والتعقيم المقصودة مباشرة بالنسبة إلى أشخاص بريئة هي متعارضة مع الشريعة الأخلاقية .

2298 – في الأزمنة الماضية شاع أستعمال ممارسات قاسية على يد حكومات شرعية للمحافظة على القانون والنظام ، وجرى ذلك مرارا دون احتجاج من قبل رعاة الكنيسة ، الذين تبنوا هم أنفسهم ، في محاكمهم الخاصة ، ما يرسم القانون الروماني في شأن التعذيب . وإلى جانب هذه الوقائع التي تدعو إلى الأسف ، علمت الكنيسة دائما واجب الرأفة والرحمة ؛ ومنعت رجال الاكليروس من سفك الدماء . ولقد تبين بوضوح في الأزمنة الحديثة أن هذه الممارسات القاسية لم تكن ضرورية للنظام العام ، ولا متوافقة مع حقوق الشخص البشري المشروعة . وبالعكس تؤدي هذه الممارسات إلى أسوء الانحطاط . ولا بد من العمل على إزالتها ، ويجب أن نصلي لأجل الضحايا وجلاديهم .

احترام الأموات

2299 – يجب توفير الانتباه والعناية للمشرفين على الموت لمساعدتهم على أن يعيشوا أوقاتهم الأخيرة في كرامة وسلام ، تعاونهم صلاة أقاربهم . وليعن هؤلاء بأن يتقبل المرضى ، في الوقت المناسب الأسرار التي تهيئ لملاقاة الإله الحي .

2300 – يجب معاملة أجساد الموتى باحترام ومحبة ، في الإيمان ورجاء القيامة . ودفن الموتى من أعمال الرحمة الجسدية ، لإكرام أولاد ألله ، هياكل الروح القدس .

2301 – يمكن أن يكون تشريح الجثث مقبولا أخلاقيا لمقضيات التحقيق الشرعي أو البحث العلمي . وإعطاء الأعضاء بعد الموت أمر شرعي ويمكن أن يكون جديرا بالثواب .تسمح الكنيسة بحرق الجثث إذا لم يكن في ذلك تعبير عن إنكار الإيمان بقيامة الأجساد .

3. المحافظة على السلام 

السلام

2302 – عندما يذكر ربنا بالوصية “لا تقتل” (متى 5:21) فهو يطلب سلام القلب وينكر ما في الغضب القاتل والبغض من تعارض مع الأخلاق الحميدة : الغضب رغبة في الثأر . “والرغبة في الثأر لأذية من يجب معاقبته غير جائزة” ؛ ولكن من المستحسن فرض تعويض “لإصلاح النقائص والحفاظ على العدالة” . وإذا بلغ الغضب حد الرغبة ، عن عمد ، في قتل القريب ، أو جرحه جرحا خطيرا ، فهو يتعارض تعارضا جسيما مع المحبة ؛ إنه خطيئة مميتة . قال الرب : “كل من غضب على أخيه يستوجب المحاكمة” (متى 5:22) .

2303 – البغض المقصود يتعارض والمحبة . أن بغض القريب يكون خطيئة عندما يريد له الإنسان الشر عن عمد . وبغض القريب خطيئة جسيمة عندما يشتهي له الإنسان عن عمد أذى كبيرا . “أما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم وصلوا لأجل الذين يضطهدونكم ، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات …” (متى 5:44 – 45) .

2304 – إن أحترام الحياة البشرية ونموها يقتضيان السلام . والسلام ليس غياب الحرب فقط ، ولا هو يقف عند حدود توازن القوى المتخاصمة . ولا يمكن الحصول على السلام ، على الأرض ، دون الحفاظ على أموال الأشخاص ، والتواصل الحر بين الكائنات البشرية ، واحترام كرامة الأشخاص والشعوب . والممارسة المثابرة للإخوة . إنه “سكينة النظام” . وهو عمل العدالة (أش 32:17) ، ونتيجة المحبة .

2305 – السلام الأرضي صورة وثمرة لسلام المسيح ، “رئيس السلام” الماسيوي (اش 9:5) فهو بدم صليبه “قتل العداوة في جسده” ، وصالح الناس مع الله ، وجعل من كنيسته سر وحدة الجنس البشري وأتحاده بالله . “إنه سلامنا” (أف 2:14) . وهو الذي قال : “طوبى لفاعلي السلام” (متى 5:9) .

2306 – إن من يتخلون عن الفعل العنيف والدموي ، ويلجأون ، في سبيل الحفاظ على حقوق الإنسان ، إلى وسائل دفاعية في متناول أضعف الناس ، يشهدون للمحبة الإنجيلية
شرط أن يتم ذلك دون إيذاء ما للناس الآخرين وللمجتمعات من حقوق وما عليهم من واجبات . إنهم يؤكدون بوجه شرعي خطورة المجازفات الطبيعية والمعنوية الملازمة للجوء إلى العنف ، مع ما يتأتى عنه من دمار وموت .

تجنب الحرب

2307 – تحظر الوصية الخامسة تدمير الحياة البشرية عمدا . والكنيسة ، بسبب الشرور والمظالم الناتجة من كل حرب ، تطلب من كل واحد بإلحاح أن يصلي ويعمل لكي تحررنا الجودة الإلهية من عبودية الحرب القديمة .

2308 – على كل مواطن ، وكل حاكم ، أن يسعى لتجنب الحروب . ولكن “ما دام خطر الحرب قائما ، وما دام العالم خاليا من سلطة دولية ذات صلاحيات وذات قوات كافية ، فلا يمكن إنكار ما للحكومات من حق مشروع في الدفاع ، بعد استنفاد جميع إمكانات الحل السلمي” .

2309 – يجب التبصر بدقة في الشروط الصارمة للدفاع المشروع بالقوة العسكرية: إن خطورة قرار كهذا تقتضي إخضاعه لشروط صارمة تتطلبها الشرعية الأخلاقية . فيجب ، في آن واحد :
– ان يكون الأذى الذي ألحقه المعتدي بالأمة أو بجماعة الأمم ثابتا وخطيرا وأكيدا .
– أن يتبين أن جميع الوسائل الأخرى لوضع حد له مستحيلة أو غير نافعة .
– أن تتوفر شروط جدية للنجاح .
– أن لا يؤدي استعمال السلاح إلى شرور واضطرابات أخطر من الشر الذي يجب دفعه . وما لوسائل الدمار الحديثة من قوة له وزن ثقيل جدا في تقدير هذا الشرط .

هذه هي العناصر التقليدية التي تعددها العقيدة المسماة عقيدة “الحرب العادلة” .تقدير الشروط الشرعية الأخلاقية هذه يعود إلى حكم من يضطلعون بأعباء الخير العام وفطنتهم .

2310 – في هذه الحالة يكون للسلطات العامة الحق في أن يفرضوا على المواطنين الإلزامات الضرورية للدفاع الوطني ، وعليهم واجب ذلك .
إن من يتخصصون بخدمة الوطن في الحياة العسكرية هم خدام أمن الشعوب وحريتها . وإذا اضطلعوا كما يجب بمهمتهم ، فهم يساهمون حقيقة في خير الأمة العام ، وفي الحفاظ على السلام .

2311 – على السلطات العامة أن تعالج بأنصاف أوضاع أولئك الذين ، لأسباب ضميرية ، يرفضون استعمال السلاح ، مع بقاء التزاماتهم بخدمة الجماعة البشرية بصورة أخرى .

2312 – تعلن الكنيسة والعقل البشري استمرارية قيام الشريعة الأخلاقية إبان الصراعات المسلحة . “ولئن ساء الحظ ونشبت الحرب ، فلا يجوز أن يكون مجرد نشوبها مدعاة كل شيء بين الأفرقاء المتحاربين” .

2313 – يجب احترام غير المقاتلين ومعاملتهم معاملة إنسانية وكذلك الجنود الجرحى والأسرى .
إن الأعمال المتعارضة عن عمد مع حق الشعوب ومبادئه العامة ، والأوامر التي تفرضها ، هي جرائم . والطاعة العمياء غير كافية لعذر من يخضعون لها . وهكذا فإبادة شعب أو أمة أو أقلية عنصرية يجب أن يحكم عليها كخطيئة مميتة . والواجب الاخلاقي يلزم بمقاومة الاوامر التي تصدر في شأن أي “أبادة جماعية” .

2314 – “كل عمل حربي عشوائي يقصد به تدمير مدن بكاملها ، أو مناطق واسعة بسكانها ، هو عمل إجرامي إلى الله وإلى الإنسان نفسه ، ويجب شجبه وإنكاره بشدة وفي غير تردد” . ومن أخطار الحرب العصرية توفير الظروف لمالكي الأسلحة العلمية ، ولا سيما الذرية ، والحيوية والكيمائية ، أن يرتكبوا مثل هذه الجرائم .

2315 – تكديس الأسلحة يبدو للكثيرين طريقة لا تخلو من المفارقة لصرف من يمكن أن يكونوا أعداء عن الحرب . ويرون فيه أنجع الوسائل لتأمين السلام بين الأمم . هذا الأسلوب في الردع يستدعي تحفظات أخلاقية شديدة . السباق إلى التسلح لا يؤمن السلام . وعوضا من أن يزيل أسباب الحرب ، فقد يؤدي إلى تفاقمها . وصرف الأموال الأسطورية على أعداد أسلحة لا تني تتجدد يحول دون إيجاد العلاج للشعوب المحتاجة ؛ ويعيق نمو الشعوب . والإكثار من التسلح يزيد أسباب الخلافات وينمي خطر العدوى .

2316 – يتعلق إنتاج السلاح والمتاجرة به بالخير العام للأمم وللجماعة الدولية . لذلك من حق السلطات العامة ومن واجبها أن تنظمها . والسعي إلى مصالح خاصة أو جماعية ، في المدى القريب ، لا يجيز قيام مشاريع تثير العنف والخلافات بين الأمم ، وتعرض للخطر النظام القانوني الدولي .

2317 – ما زالت المظالم ، والتفاوت المفرط على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي، والحسد ، وانعدام الثقة ، والكبرياء التي تجتاح الناس والأمم ، تهدد السلام وتسبب الحروب . وكل ما يعمل للتغلب على هذه المساوىء يساهم في بناء السلام وتجنب الحرب .
“خطر الحرب يهدد الناس بمقدار ما يكونون خطأة ، وسيبقى الأمر كذلك غلى عودة المسيح . ولكن بمقدار ما يتغلب الناس على الخطيئة ، وهم متحدون في المحبة ، يتغلبون أيضا على العنف حتى يتم هذا الكلام : “يضربون سيوفهم سككا وأسنتهم مناجل  فلا ترفع أمة على أمة سيفا ولا يتعلمون الحرب من بعد (أش 2:4) .

بإيجاز:

2318 – “الله بيده نفس كل حي وأرواح البشر أجمعين” (أي 12:10) .

2319 – كل حياة بشرية مقدسة منذ الحبل حتى الموت ، لأن الله أراد الشخص البشري لذاته ، كل صورة الله الحي والقدوس وعلى مثاله .

2320 – قتل كائن بشري يتعارض بوجه خطير مع كرامة الشخص وقداسة الخالق.

2321 – تحريم القتل لا يبطل الحق في منع المتعدي الظالم من الإيذاء . والدفاع المشروع واجب خطير على من هو مسؤول عن حياة الآخرين أو الخير العام .

2322 – للولد الحق في الحياة منذ الحبل به . والإجهاض المباشر ، أي المقصود كغاية أو وسيلة هو “ممارسة خبيثة” تتعارض بوجه خطير والشريعة الطبيعية . والكنيسة تقاصص بعقوبة الحرم القانونية هذا الإجرام إلى الحياة البشرية .

2323 – بما أنه من الواجب معاملة الجنين كشخص منذ الحبل به ، فلا بد من الدفاع عن سلامته ، ومن الاعتناء به وشفائه ، مثل كل كائن بشري آخر .

2324 – الأوتانازيا المقصودة ، مهما كانت أشكالها وأسبابها ، هي قتل . وهي تتعارض بوجه خطير وكرامة الشخص البشري واحترام الله الحي خالقه .

2325 – الانتحار يتعارض بوجه خطير مع العدالة والرجاء والمحبة . والوصية الخامسة تحرمه .

2326 – المعثرة خطيئة ثقيلة عندما تقود الآخرين ، عمدا ، بالفعل إو بالإهمال ، إلى الخطيئة الثقيلة .

2327 – بسبب الشرور والمظالم الناتجة من الحروب كلها ، علينا إن نفعل كل ما هو معقول وممكن لتجنبها . والكنيسة تصلي قائلة : “من المجاعة ، والطاعون والحرب نجنا يا رب” .

2328 – الكنيسة والعقل البشري يعلنان استمرارية قيام الشريعة الطبيعية إبان الصراعات المسلحة . أن الممارسات المقصودة المتعارضة مع حق الشعوب ومبادئه العامة هي جرائم .

2329 – “السباق إلى التسلح أفة الإنسانية الفتاكة وهي تنال الفقراء بطريقة لا تطاق” .

2330 – “طوبى لفاعلي السلام ، فإنهم يدعون أبناء الله” (متى 5:9).

الوصايا العشر (2331-2557) 

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

 

 

المقال السادس

الوصية السادسة

“لا تزن” (خر 14:20) .

“سمعتم أنه قيل “لا تزن”، أما أنا فأقول لكم: إن كل من نظر إلى امرأة حتى يشتهيها، فقد زنى بها في قلبه” (متى 5: 27-28).

 

1. “ذكرا وأنثى خلقهم…”

2331- “الله محبة. وهو يحيا في ذاته سر اتحاد ومحبة. والله بخلقة إنسانية الرجل والمرأة على صورته (…) قد وضع فيها الدعوة إلى المحبة والاتحاد، وبالتالي الإمكانية والمسؤولية المناسبتين” .

“خلق الله الإنسان على صورته… ذكرا وأنثى خلقهم” (تك 27:1). “أنموا واكثروا” (تك 28:1). “يوم خلق الله الإنسان، على مثال الله عمله. ذكرا وأنثى خلقه، وباركه وسماه آدم يوم خلق” (تك 5: 1-2).

2332- الجنس يؤثر في جميع وجوه الشخص البشري، ضمن وحدة جسده ونفسه. وهو يتعلق خصوصا بالانفعالات العاطفية، وبإمكانية الحب والإنجاب، وبوجه أعم بإمكانية عقد روابط اتحاد بالآخرين.

2333- يعود إلى كل واحد، رجلا كان أو امرأة، أن يعترف بهويته الجنسية ويتقبلها.
فالخلاف والتكامل الجسديان والمعنويان والروحيان موجهان إلى خيور الزواج وتفتح الحياة العيلية. والانسجام بين الزوجين وفي المجتمع يتعلق جزئيا بالطريقة التي يحيا فيها الجنسان التكامل والحاجة والمساندة المتبادلة.

2334- “إن الله، بخلقة الكائن البشري ذكرا وأنثى، منح الكرامة الشخصية على حد سواء للرجل وللمرأة” . “الإنسان هو شخص، وهذا ينطبق بالقدر نفسه على الرجل والمرأة، لأن كل واحد منهما خلق على صورة الله ، وعلى مثاله” .
2335- كل من الجنسين هو صورة لقدرة الله وحنانه، بكرامة متساوية، وإن كان ذلك بطريقة مختلفة. واتحاد الرجل والمرأة في الزواج هو طريقة للاقتداء في الجسد بسخاء الخالق وخصبة: “يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران كلاهما جسدا واحدا” (تك 24:2). ومن هذا الاتحاد تتناسل كل الأجيال البشرية .

2336- جاء يسوع ليعيد الخلق إلى صفاء أصوله. وهو في عظته على الجبل يشرح بطريقة صارمة فكر الله: “سمعتم أنه قيل: لا تزن. أما أنا فأقول لكم: إن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه” (متى 5: 27-28). وعلى الإنسان أن لا يفرق ما جمعه الله .

لقد فهم تقليد الكنيسة أن الوصية السادسة تتناول كل وجوة الجنس الإنساني.

 

2. الدعوة إلى الطهارة

2337- تعني الطهارة اندماج الجنس الناجح في الشخص، وبذلك وحدة الإنسان الداخلية في كيانة الجسدي والروحي. والجنس، الذي فية يظهر تعلق الإنسان بالعالم الجسدي والحيوي، يصير شخصيا وإنسانيا حقا عندما يندمج في العلاقة بين شخص وشخص، وفي عطاء متبادل كامل وغير محدود في الزمن بين رجل وامرأة. فضيلة الطهارة تتضمن إذن الشخص بكامله والعطاء بتمامه.

 

كمال الشخص

2338- يحافظ الشخص الطاهر على كمال ما أودع فيه من قوى الحياة والحب. وهذا الكمال يؤمن وحدة الشخص، ويقاوم كل سلوك قد يؤذيه. وهو لا يطيق لا ازدواجية الحياة، ولا ازدواجية الكلام .

2339- تتضمن الطهارة تعلما للسيطرة على الذات، التي هي تدرب على الحرية الإنسانية. والخيار واضح: فإما أن يسيطر الإنسان على أهوائه وينال السلام، وإما أن يرضى بأن تستبعده ويصبح تعسا . “إن كرامة الإنسان تقتضي أن يعمل باختياره الواعي والحر، أي أن يكون عمله شخصيا وبدافع ومحرك من داخل ذاته، لا أن يكون بدافع غريزي، أو بدافع خارجي بحريته الخير في طريق هدفه الذي يسعى إليه بكل ما تقدمه له مهارته من وسائل” .

2340- من أراد البقاء أمينا لمواعيد معموديته، ومقاومة التجارب، عليه أن يتخذ الوسائل: معرفة الذات، ممارسة تقشف ملائم لما يصادف من حالات، الطاعة لوصايا الله، وتفعيل الفضائل الأخلاقية، والأمانة للصلاة. “الطهارة… تعيد تكويننا. إنها ترجعنا إلى تلك الوحدة التي أضعناها بتشتتنا” .

2341- تتعلق فضيلة الطهارة بفضيلة القناعة الرئيسة، التي تهدف إلى سيطرة العقل على ما في الإنسان من أهواء وشهوات.

2342- السيطرة على الذات عمل يقتضي جهدا طويلا. ويجب أن لا تعد أبدا حاصلة نهائيا. إنها تفترض جهدا يتكرر في كل مراحل الحياة . ويمكن أن يكون الجهد المطلوب أشد في بعض المراحل، كما هي الحال عندما تتكون الشخصية، وفي زمن الطفولة والمراهقة.

2343- للطهارة قوانين نمو تمر بدرجات موسومة بالنقص، ومرارا كثيرة جدا بالخطيئة. “إن الإنسان الفاضل والطاهر يبني نفسة يوما بعد يوم، باختيارات كثيرة وحرة. وهكذا، يعرف الخير الأخلاقي ويحبه ويتممه، متبعا مراحل نمو” .

2344- الطهارة مهمة شخصية بدرجة عالية، وهي تتضمن جهدا ثقافيا، لأن هناك “ترابطا بين نمو الشخص وتطور المجتمع نفسه” . وتفترض الطهارة احترام حقوق الإنسان، ولا سيما الحق في الحصول على إعلام وتربية يحترمان الأبعاد الأخلاقية والروحية للحياة البشرية .

2345-الطهارة فضيلة أخلاقية. وهي أيضا عطية من الله، ونعمة، وثمرة العمل الروحي . والروح القدس يولي الاقتداء بطهارة المسيح لمن أعاد ماء المعمودية ولادته.

 

تمام عطية الذات

2346- المحبة هي صورة جميع الفضائل. وبتأثيرها تبدو الطهارة كمدرسة لعطاء الشخص ذاته. فالسيطرة على الذات هي في سبيل عطية الذات. والطهارة تؤدي بمن يمارسها إلى أن يصبح عند القريب شاهدا على أمانه الله وحنانه .

2347- تزدهر فضيلة الطهارة في الصداقة. وتدل التلميذ على سبيل اتباع من اختارنا كأصدقائه الخاصين ، وأعطانا ذاته كلها. وجعلنا شركاء في وضعه الإلهي، والاقتداء به. الطهارة هي وعد بالخلود .

تتبدى الطهارة خصوصا في مصادقة القريب. فإذا ما ترسخت الصداقة القائمة بين شخصين من جنس واحد أو من جنسين مختلفين تكون خيرا كبيرا للجميع. وتؤدي إلى الاتحاد الروحي .

 

أنماط الطهارة المتنوعة

2348- كل معمد مدعو إلى الطهارة. فالمسيحي “قد لبس المسيح” ، مثال كل طهارة. وجميع المؤمنين بالمسيح مدعون لأن يحيوا حياة طاهرة بحسب حالة حياتهم الخاصة. وقد التزم المسيحي، في المعمودية، بأن يسير عواطفه في الطهارة .

2349- “يجب أن يتصف الأشخاص بالطهارة بحسب حالات حياتهم المختلفة : البعض في العذرية أو البتولية المكرسة، وهي طريقة سامية لتسليم الذات لله بسهولة أكبر، وبقلب ليس فيه انقسام. والآخرون بالطريقة التي تقررها الشريعة الطبيعية للجميع، بحسب كونهم متزوجين أو متبتلين” . الأشخاص المتزوجون مدعون إلى أن يحيوا حياة الطهارة الزوجية. والآخرون يمارسون الطهارة في العفة :

” هناك ثلاث صيغ لفضيلة الطهارة: الواحدة للزوجات ، والأخرى للترمل ، والثالثة للعذرية. ولا نمدح أيا منها دون الآخرين. وبذلك نظام الكنيسة غني” .

2350-الخطيبون مدعوون إلى أن يحيوا الطهارة في العفة.وعليهم أن يروا في هذا الامتحان اكتشافا للاحترام المتبادل، وتعلما للأمانة، ولرجاء أن يتقبل الواحد الآخر من الله . وعليهم أن يحتفظوا لوقت الزواج بمظاهر الحنان المختصة بالحب الزوجي. وعليهم أن يتساعدوا على النمو في الطهارة .

 

الإساءات إلى الطهارة

2351- الفجور رغبة منحرفة في اللذة الجنسية، أو التمتع بها بشكل مخل بالنظام الأخلاقي. واللذة الجنسية تكون منحرفة من الوجهة الأخلاقية عندما تقصد لذاتها، معزولة عن غايتي الإنجاب والاتحاد .

2352- يقصد بالاستمناء الإثارة المتعمدة للأعضاء التناسلية للحصول منها على اللذة الجنسية . “إن السلطة التعليمية في الكنيسة، كالحس الأخلاقي عند المؤمنين، قد أكدا دون تردد، في سياق تقليد ثابت، إن الاستمناء هو عمل مخالف بحد ذاته مخالفة جسيمة للنظام الأخلاقي ” . “إن الاستعمال المتعمد للطاقة الجنسية خارج نطاق العلائق الزوجية العادية يتعارض وغايتها، مهما كان السبب” . فالمتعة الجنسية تقصد فيه خارج نطاق العلاقة الجنسية “التي يقتضيها النظام الأخلاقي، والتي تحقق، في إطار حيث صحيح، المعنى الكامل للعطاء المتبادل والإنجاب البشري” .

لتكوين حكم منصف في مسؤولية الأشخاص الأخلاقية، ولتوجيه العمل الرعائي، يجب الأخذ بالاعتبار عدم بلوغ النضج العاطفي، وقوة العادات التي تعودها الإنسان، وحالة الضيق، أو العوامل النفسية والاجتماعية الأخرى، التي تنقص بل تنهك المسؤولية الأخلاقية .

2353- الفسق هو الاتصال الجنسي خارج نطاق الزواج بين رجل وامرأة حرين. إنه يتعارض بوجة خطير وكرامة الأشخاص والتكوين الجنسي البشري الموجة طبيعيا إلى خير الأزواج وإلى إنجاب الأولاد وتربيتهم. وعلاوة على ذلك أنه معثرة خطيرة عندما يكون فيه إفساد للصغار.

2354- الإباحية تقوم على سحب الأفعال الجنسية، التي تعمل حقيقة أو تظاهرا، من جو الفاعلين الحميم، ليعرضها على الآخرين بطريقة متعمدة. إنها تسيء إلى الطهارة لأنها تفسد طبيعة الفعل الزوجي، الذي هو عطاء الزوجين الحميم المتبادل. إنها تسيء إساءة جسيمة إلى كرامة من يقوم بها (ممثلين وتجار وجمهور)، إذ يصبح كل واحد للآخر موضوع لذة خسيسة وربح غير مشروع. إنها تجعل هؤلاء وأولئك يغوصون في أوهام عالم زائف. فهي خطيئة جسيمة. وعلى السلطات المدنية أن تمنع إنتاج المواد الإباحية وتوزيعها.

2355- البغاء يسيء إلى كرامة الشخص الذي يقوم به، إذ تنحصر في اللذة الجنسية التي تستمد من ذلك الشخص. والذي يدفع يخطأ خطأ جسيما إلى ذاته: فهو ينتهك الطهارة التي ألزمته بها معموديته، وينجس جسده، هيكل الروح القدس .
البغاء هو آفة اجتماعية. إنه يصيب عادة النساء، ولكن أيضا الرجال، والأولاد أو المراهقين (وفي هاتين الحالتين الأخيرتين تتضاعف الخطيئة بالمعثرة). وإذا كان دائما من الخطأ الجسيم الاستسلام للبغاء، فالعوز، والابتزاز، والضغط الاجتماعي قد تنقص المسؤولية عن الذنب.

2356- الاغتصاب يعني الدخول عنوة وبالعنف في ما عند الشخص من وضع جنسي حميم. إنه إساءة إلى العدل والمحبة. فالاغتصاب يجرح جرحا بليغا حق كل واحد في الاحترام والحرية، والسلامة الجسدية والمعنوية. إنه يؤذي أذى جسيما قد يؤثر في الضحية مدى الحياة. إنه دائما عمل سيىء بحد ذاته. ويكون الاغتصاب أكثر خطورة أيضا إذا صنعه الوالدون (غشيان المحارم) أو المربون، إلى الأولاد الموكلين إليهم.

 

الطهارة واللواط

2357- اللواط يعني العلائق بين رجال أو نساء يحسون انجذابا جنسيا، حصريا أو غالبا، إلى أشخاص من الجنس نفسه. وله أشكال متنوعة جدا على مدى العصور والثقافات. تكوينه النفسي لا يزال في معظمة غير واضح. والتقليد، استنادا إلى الكتاب المقدس الذي يعتبرة بمثابة فساد خطير، أعلن دائما أن “الأفعال اللواطية هي منحرفة في حد ذاتها” . إنها تتعارض والشريعة الطبيعية. إنها تغلق الفعل الجنسي على عطاء الحياة. فهي لا تتأتى من تكامل حقيقي في الحب والجنس. ولا يمكن الموافقة عليها في أي حال من الأحوال.

2358- هناك عدد لا يستهان به من الرجال والنساء، الذين عندهم ميول لواطية عميقة. هذة النزعة، المنحرفة موضوعيا، هي بالنسبة إلى معظمهم محنة. فيجب تقبلهم باحترام وشفقة ولطف. ويجب تحاشي كل علامة من علامات التمييز الظالم بالنسبة اليهم. هؤلاء الأشخاص مدعوون إلى تحقيق مشيئة الله في حياتهم، وإذا كانوا مسيحيين، أن يضموا إلى ذبيحة صليب الرب المصاعب التي قد يلاقونها بسبب وضعهم.

2359- الأشخاص اللواطيون مدعوون إلى الطهارة. وهم قادرون على التقرب تدريجا وبعزم إلى الكمال المسيحي، وملزمون بذلك، مستعينين بفضائل السيطرة على الذات التي تربي على الحرية الداخلية، وأحيانا بمساعدة صداقة نزيهة، وبالصلاة والنعمة الأسرارية.

 

3. حب الزوجين

2360- الجنس موجه إلى الحب الزوجي بين الرجل والمرأة. وفي الزواج تصير العلاقة الجسدية الحميمة بين الزوجين دلالة على الاتحاد الروحي وعربونا له. وروابط الزواج بين المعمدين يجعلها السر مقدسة.

2361- “إن الحالة الجنسية، التي يعطي بها كل من الرجل والمرأة ذاته للآخر بأفعال خاصة ومقتصرة على الأزواج، ليست أمرا حيويا فحسب، ولكنها تعني الشخص البشري في أعمق ما فيه. وهي لا تتم بوجه إنساني صحيح إلا إذا كانت جزءا لا يتجزأ من الحب الذي به يلتزم الرجل والمرأة التزاما كاملا وأحدهما بالآخر حتى الموت” .

“نهض طوبيا من الفراش وقال لسارة: “قومي يا أختي، نصلي، ولنبتهل إلى ربنا لكي ينعم علينا بالرحمة والخلاص”. فقامت وأخذا يصليان فيبتهلان لكي ينعم الله عليهما بالخلاص، وشرع يقول: “مبارك أنت يا إله آبائنا (…). أنت صنعت آدم، أنت صنعت له عونا وسندا حواء امرأته. ومنها خرج الجنس البشري، وأنت قلت: “لا يحسن أن يكون الإنسان وحده، فلنصنع له عونا يناسبه”. والآن فلا من أجل الزنى أتخذ أختي هذه زوجة بل في سبيل الحق. اقض بأن تنعم علي وعليها بالرحمة، وبأن نشيخ كلانا معا”. وقالا بصوت واحد: “آمين، آمين”. ثم رقدا تلك الليلة” (طو 8: 4-9).

2362- “إن الأعمال التي يتحد بها الأزواج اتحادا حميما وعفيفا هي أعمال نزيهة ولا شائبة فيها. وهي إذا مورست ممارسة إنسانية حقيقية تدل على العطاء الذاتي المتبادل، وتعمل على ترسيخه، فيغنى به الزوجان فرحين شاكرين” . فالجنس هو ينبوع فرح ولذة:

“لقد أراد الخالق نفسه (…) أن يجد الرجل والمرأة في هذه الوظيفة (الإنجاب) لذة ومتعة للجسد والروح. فالزوجان إذن لا يصنعان شرا عندما يسعيان إلى هذه اللذة. إنهما يتقبلان ما أعده الخالق لهما. ومع ذلك فعلى الزوجين أن يدركا ضرورة البقاء ضمن حدود اعتدال قويم” .

2363- بالاتصال الجنسي بين الزوجين تتحقق غاية الزواج المزدوجة: خير الزوجين نفسيهما، ونقل الحياة. ولا يمكن فصل هذين المدلولين أو القيمتين في الزواج دون تشويه حياة الزوجين الروحية، أو تعريض خيور الزواج ومستقبل الأسرة للخطر.

وهكذا يكون الحب الزوجي بين الرجل والمرأة له مقتضيان: الأمانة والخصب.

 

الأمانة الزوجية

2364- يكون الزوجان “شركة حميمة في الحياة والحب قد أسسها الخالق ووضع لها نواميسها الخاصة. فهي قائمة على العهد بين الزوجين، أي على رضاهما الشخصي وغير القابل التراجع” . كلاهما يتبادلان عطاء نهائيا وكاملا. فليسا بعد اثنين بل يؤلفان من بعد جسدا واحدا. إن العهد الذي يرتبط به الزوجان بحرية يفرض عليهما واجب المحافظة عليه واحدا غير قابل الحل  “ما جمعه الله لا يفرقه إنسان” (مر 9:10) .

2365- تعبر الأمانة عن الثبات في الحفاظ على الكلمة المقطوعة. الله أمين. وسر الزواج يدخل الرجل والمرأة في أمانة المسيح لكنيسته. وهما بالطهارة الزوجية، يشهدان لهذا السر وجة العالم.

يوحي القديس يوحنا الذهبي الفم إلى الأزواج الشبان بأن يخاطبوا زوجاتهم هكذا: “لقد أخذتك بين يدي، وأنا أحبك، وأفضلك حتى على حياتي نفسها. لأن الحياة الحاضرة ليست بشيء، وحلمي الأقوى أن أقضيها معك، بحيث نتثبت من أنه لن يفرق بيننا في الحياة المحفوظة لنا… إني أضع حبك فوق كل شيء، ولن يشق علي أمر أكثر من أن لا يكون لي ما لك من أفكار” .

 

خصب الزواج

2366- الخصب هو عطية وغاية للزواج، لأن الحب الزوجي يسعى طبيعيا إلى أن يكون خصيبا. إن الولد لا يأتي من الخارج لينضاف الى حب الزوجين المتبادل؛  غنهينبعث في الصميم من هذا العطاء المتبادل، إذ هو ثمرته وتتمته. لذلك، فالكنيسة التي “هي مع الحياة” تعلم “أن على كل فعل زواجي أن يبقى من ذاته منفتحا على نقل الحياة” . “هذة العقيدة، التي عرضتها مرارا السلطة التعليمية في الكنيسة، مؤسسة على الرباط غير القابل الحل الذي أراده الله، والذي لا يستطيع الإنسان قطعة بمبادرة منه، بين معنيي الفعل الزوجي: الاتحاد والإنجاب” .

2367- إن الزوجين، في دعوتهما إلى إعطاء الحياة، يشاركان في قدرة الله الخلاقة، وفي أبوية . “في واجب نقل الحياة البشرية والتدبير،الذي يقع على الزوجين (والذي يجب اعتباره رسالتهما الخاصة)، يعرف هذان أنهما مشاركان الله الخالق، وأنهما بمثابة معبرين عن إرادته. وعليهما من ثم أن يضطلعا بمهمتهما بروح المسؤولية الإنسانية والمسيحية” .

2368- وجة خاص من وجوه هذه المسؤولية يتعلق بتنظيم النسل. فالأزواج يستطيعون، لأسباب صوابية ، أن يبغوا إطالة الفارق الزمني بين ولادات أبنائهم. ولهم أن يتثبتوا من أن رغبتهم ليست وليدة حب الذات الأعمى (وليدة “الأنانية”)، بل هي متوافقة والسخاء الصحيح لأبوة مسؤولة. وفضلا عن ذلك، عليهم أن ينظموا سلوكهم بحسب المقاييس الأخلاقية الموضوعية.

“عندما يطلب التوفيق بين الحب الزوجي والنقل المسؤول للحياة، لا يجوز الاقتصار في أخلاقية التصرف على خلوص النية وتقدير البواعث، بل يجب أن تقام على مقاييس موضوعية تستخرج من طبيعية الشخص ومن أعماله، وتحرص، في إطار من الحب الحقيقي، على كامل معنى العطاء المتبادل والتناسل البشري. وهذا أمر لا يكون إذا لم تمارس فضيلة الطهارة الزوجية بروح مخلصة” .

2369- “إن الفعل الزوجي، بحفاظة على هذين الوجهين الأساسيين، الاتحاد والإنجاب، يبقي بطريقة كاملة على معنى الحب المتبادل والصحيح، وعلى توجهه نحو دعوة الإنسان السامية جدا إلى الأبوة” .

2370- إن العفة من حين إلى آخر، وأساليب تنظيم النسل المرتكزة على المراقبة الذاتية واللجوء إلى أوقات العقم هي متوافقة والمقاييس الأخلاقية الموضوعية. هذه الأساليب تحترم جسد الزوجين وتشجع الحنان بينهما، وتعزز تربية حرية صحيحة. وبخلاف ذلك يكون شيئا في حد ذاته “كل فعل يقصد، كغاية أو وسيلة، أن يجعل الإنجاب مستحيلا، سواء كان ذلك استعدادا للفعل الزوجي، أو في وقت القيام به، أو في تطور نتائجة الطبيعية” .

“إن منع الحمل يناقض الكلام المعبر طبيعيا عن عطاء الزوجين المتبادل والكامل، بكلام معارض موضوعيا، إذ لا يعود الأمر أمر عطاء متبادل وكامل وينتج من ذلك لا الرفض الفعلي للانفتاح على الحياة فحسب، بل أيضا تزوير الحقيقة الداخلية للحب الزوجي، المدعو إلى أن يكون عطاء الشخص بكاملة. وهذا الخلاف الانثروبولوجي والأخلاقي بين منع الحمل واللجوء إلى الإيقاعات الموقتة ينطوي على مفهومين للشخص وللحالة الجنسية لا يمكن أن يتلاقيا” .

2371- “إلى ذلك، فليعلم الجميع أن حياة البشر ومهمة نقلها غير محصورين في هذا الدهر، ولا يمكن قياسهما وفهمهما به، ومن ثم فلا بد فيهما من التطلع الدائم إلى مصير البشر الأبدي” .

2372- الدولة مسؤولة عن رفاهية المواطنين. وانطلاقا من ذلك، فمن المشروع أن تتدخل لتوجيه ديموغراقية الشعب، ويمكن أن تفعل ذلك بطريقة الإعلام المرتكز على الموضوعية والاحترام، لا بطريقة التسلط والإكراه. وهي لا تستطيع بوجه شرعي أن تقوم مقام مبادرة الأزواج، الذين هم المسؤولون الأولون عن إنجاب أولادهم وتربيتهم . ولا سلطة لها في هذا المجال للتدخل بوسائل تتعارض والشريعة الأخلاقية.

 

عطية الولد

2373- يرى الكتاب المقدس وممارسة الكنيسة التقليدية، في الأسر الكثيرة الأولاد، دليلا على بركة الله وسخاء الوالدين .

2374- إن عذاب الأزواج الذين يكتشفون أنهم عقيمون عظيم. قال أبرام لله: “ما تعطيني؟ وأنا منصرف عقيما…” (تك 2:15). وراحيل تصرخ إلى زوجها يعقوب قائلة: “هب لي ولدا فإني أموت” (تك 1:30).

2375- يجب تشجيع الأبحاث الرامية إلى تقليص العقم البشري، بشرط أن تجعل “في خدمة الشخص البشري، وحقوقه، التي لا يمكن التنازل عنها، وخيرة الحقيقي والكامل، وفقا لقصد الله ومشيئته” .

2376- إن التقنيات التي تسبب تفريق القرابات، بتدخل شخص غريب عن الزوجين (إعطاء الزرع، أو البيضة، إعارة الرحم) هي قبيحة جدا. وهذة التقنيات (الزرع والإخصاب الصناعيان، من غير الزوجين) تسيء إلى حق الولد بأن يولد من أب وأم يعرفهما ويجمع بينهما الزواج. إنها خيانة “للحق المحصور في أن لا يصير أب أو أم إلا واحدهما بالآخر” .

2377- إذا مورست هذة التقنيات بين الزوجين (الزرع والإخصاب الصناعيان بين الزوجين)، فيمكن أن تكون أقل ضررا، ولكنها تبقى غير مقبولة أخلاقيا. فهي تفصل الفعل الجنسي عن فعل الإنجاب. والفعل الذي يؤسس وجود الولد لا يعود فعلا يعطي فيه شخصان أحدهما للآخر، إنه “يضع حياة الجنين وهويته بين يدي الأطباء وعلماء الحياة، ويوجد سيادة التقنية على أصل الشخص البشري ومصيره. وعلاقة سيادة كهذه تتعارض، في حد ذاتها، مع ما يجب أن يكون مشتركا بين الوالدين والأولاد من كرامة ومساواة” . “يحرم الإنجاب من كمالة الخاص، عندما لا يقصد كثمرة الفعل الزوجي، أي الفعل الخاص باتحاد الزوجين… إن احترام الرابط القائم بين معاني الفعل الزوجي واحترام وحدة الكائن البشري، يمكن وحدة من الإنجاب بطريقة تتوافق وكرامة الشخص” .

2378- الولد ليس من حق أحد وإنما هو عطية. “وعطية الزواج الفضلى” هي شخص بشري. فلا يمكن اعتبار الولد موضوع تملك، وهذا ما يؤدي إليه الاعتراف بما يزعم من “حق في الولد”. وفي هذا المجال للولد وحدة حقوق صحيحة: “أن يكون ثمرة الفعل الخاص بحب والديه الزوجي، والحق في أن يحترم كشخص منذ لحظة الحبل به” .

2379- يظهر الإنجيل أن العقم الطبيعي ليس شرا مطلقا. وعلى الأزواج الذين، بعد استنفادهم كل لجوء مشروع إلى الطب، يعانون من العقم، أن يشتركوا في صليب الرب، ينبوع كل خصب روحي. وبإمكانهم أن يثبتوا سخاءهم بتبنيهم أولادا مهملين، أو بقيامهم بخدمات متطلبة تجاه الآخرين.

 

4. الإساءات إلى كرامة الزواج

2380- الزنى. هذة الكلمة تعني الخيانة الزوجية. فعندما يعقد شخصان أحدهما على الأقل متزوج، علاقة جنسية بينهما، وإن كانت عابرة، فهما يرتكبان الزنى. والمسيح قد قضى على الزنى، وإن بمجرد الشهوة . والوصية السادسة والعهد الجديد يحرمان الزنى على الإطلاق . والأنبياء ينددون بجسامته. ويرون فيه صورة لخطيئة عبادة الأصنام .

2381- الزنى يخالف العدالة. والذي يرتكبه يخون عهوده. ويجرح علامة العهد التي هي الرباط الزوجي، ويسيء إلى حق الزوج الآخر، ويضر بمؤسسة الزواج، بنقضه الاتفاق الذي هو في أساسه. إنه يعرض للخطر خير التناسل البشري، والأولاد الذين هم في حاجة إلى ثبات اتحاد والديهم.

 

الطلاق

2382- لقد ألح الرب يسوع على نية الخالق الأصلية، إذ أراد الزواج غير قابل للحل . وأبطل ما تسلل من احتمالات إلى الشريعة القديمة .

بين المعمدين، “الزواج المعقود والمكتمل لا تستطيع حلة سلطة بشرية، ولا أي سبب من الأسباب، إلا الموت” .

2383- افتراق الزوجين، مع بقاء وثاق الزواج، يمكن أن يكون مشروعا في بعض الحالات التي يلحظها الحق القانوني .

إذا كان الطلاق المدني الطريقة الوحيدة الممكنة لتأمين بعض الحقوق المشروعة، والعناية بالأطفال، أو الدفاع عن الإنسان، فيمكن احتماله دون ذنب أخلاقي.

2384- الطلاق إهانة جسيمة للشريعة الطبيعية. فهو يزعم فصم العقد الذي ارتضاه الزوجان بحرية، أن يعيشا معا حتى الموت. والطلاق إهانة لعهد الخلاص الذي يكون الزواج السري علامته. وعقد زواج جديد، وإن اعترفت به الشريعة المدنية، يزيد جسامة القطيعة: فالزوج الذي تزوج زواجا جديدا يكون عندئذ في حالة زنى علني ودائم:

“إذا اقترب الزوج، بعد افتراقه عن زوجته، من زوجة أخرى، يكون هو زانيا لأنه يجعل هذه المرأة ترتكب الزنى، والمرأة التي تساكنه هي زانية لأنها استدرجت إليها زوج أخرى” .

2385- يتخذ الطلاق الصفة اللا أخلاقية أيضا من البلبلة التي يدخلها في الخلية العيلية وفي المجتمع. وهذة البلبلة تستتبع أضرارا جسيمة: للزوج الذي يهمل؛ وللأولاد الذين يؤذيهم افتراق والديهم وتأرجحهم غالبا بينهما؛ وبسبب تأثيره الذي يجعل منه عدوى وآفة اجتماعية حقيقية.

2386- قد يكون أحد الزوجين الضحية البريئة للطلاق الذي تقضي به الشريعة المدنية؛ فلا يكون عندئذ مخالفا للفريضة الأخلاقية. فهناك فرق كبير بين الزوج الذي سعى بإخلاص ليكون أمينا لسر الزواج،ويرى نفسه مهملا عن غير حق، وذاك الذي يهدم، بذنب ثقيل من قبله ، زواجا صحيحا في القانون الكنسي .

 

الإساءات الأخرى إلى كرامة الزواج

2387- ندرك مأساة من يرغب في الارتداد إلى الإنجيل، ويرى نفسه مضطرا إلى تطليق واحدة أو أكثر من نساء قاسمهن سنوات من الحياة الزوجية. ومع ذلك فتعدد الزوجات لا يتلاءم والشريعة الأخلاقية. إنه “يتناقض تناقضا جذريا والشركة الزوجية: فهو ينكر مباشرة تدبير الله، كما كشف لنا عنه منذ البدء؛ إنه يتعارض والمساواة في الكرامة الشخصية بين الرجل والمرأة، اللذين، في الزواج، يعطي كل منها ذاته في حب كلي، ولذلك فهو لا يكون إلا وحيدا ومانعا” . فالمسيحي، الذي كان سابقا متعدد الزوجات، ملزم إلزاما خطيرا بموجب العدالة، أن يفي بالتزاماته تجاة نسائه السابقات وأولاده.

2388- الزنى بالمحارم يدل على العلائق الحميمة بين الأقارب بقرابة دموية، أو أهلية، بدرجة تمنع الزواج بينهم . والقديس بولس يستقبح هذا الذنب المتصف بجسامة خاصة: “لقد شاع عنكم أن بينكم حادث فحش (…). حتى أن واحدا منكم يجوز امرأة أبيه! (…) فباسم الرب يسوع (…) يجب أن يسلم مثل هذا إلى الشيطان لأجل هلاك الجسد…” (1 كو 1:5، 3-5). الزنى بالمحارم يفسد العلائق العيلية ويدل على تقهقر نحو الحيوانية.

2389- يمكن أن يلحق بالزنى بالمحارم التجاوزات الجنسية التي يمارسها الراشدون على الأولاد أو المراهقين الموكلين إليهم. والذنب عندئذ يتضاعف بإساءة شائنة إلى سلامة الأحداث الجسيمة والمعنوية، التي سيحملون آثارها مدى حياتهم، وبانتهاك المسؤولية التربوية.

2390- يكون هناك اتحاد حر عندما يرفض الرجل والمرأة أن يولوا صيغة قانونية وعلنية لعلاقة تتضمن العلاقة الجنسية الحميمة.

التعبير خادع: فماذا يمكن أن يعني اتحاد لا يلتزم فيه الشخصان واحدهما بالآخر، ويشهدان هكذا على انعدام الثقة بالآخر، وبالذات أو بالمستقبل!

وهذا التعبير يتناول حالات مختلفة: التسري، أو رفض الزواج بكونه زواجا، أو العجز عن الارتباط بالتزامات طويلة الآمد . هذة الحالات كلها تنتهك كرامة الزواج؛ وتهدم فكرة الآسرة نفسها؛ وتضعف حس الآمانة. إنها تتعارض والشريعة الأخلاقية: فالفعل الجنسي لا مكان له إلا في الزواج؛ وخارجا عنه يكون أبدا خطيئة جسيمة ويحول دون التناول الأسراري.

2391- كثيرون يطلبون اليوم نوعا من “الحق في التجريب”، حيث توجد نية الزواج. ومهما تكن صلابة عزم من يشرعون في علائق جنسية سابقة لأوانها، “فإن هذة العلائق لا تسمح بتأمين العلاقة الشخصية المتبادلة بين رجل وامرأة، في صدقها وأمانتها، وعلى الخصوص بصونهما من النزوات والأهواء” . فالاتحاد الجنسي لا يكون شرعيا من الوجهة الأخلاقية إلا عندما تؤسس شراكة في الحياة نهائية بين الرجل والمرأة. إن الحب البشري لا يحتمل “التجريب”. فهو يقتضي عطاء كليا ونهائيا بين الأشخاص .

بإيجاز:

2392- “الحب هو الدعوة الأساسية والفطرية لكل كائن بشري” .

2393- إن الله، بخلقة الكائن الشري رجلا وامرأة، منح الكرامة الشخصية على حد سواء لكل منهما. ويعود إلى كل واحد، رجلا كان أو امرأة، أن يعترف بهويته الجنسية ويتقبلها.

2394- المسيح هو مثال الطهارة. وكل معمد مدعو إلى أن يحيا حياة طاهرة، بحسب الحالة التي يعيشها.

2395- الطهارة تعني استيعاب الشخص للطاقة الجنسية. وتقتضي تعلم السيطرة على الذات.

2396- يجب أن نذكر بين الخطايا المخالفة مخالفة جسيمة للطهارة، الاستمناء، والفسق، والإباحية، والممارسات اللواطية.

2397- إن العهد الذي يعقده الزوجان بحرية يقتضي الحب الأمين. وهو يلزمهما بالمحافظة على زواجهما دون حل.

2398- الخصب خير وعطية وغاية للزواج. والزوجان بإعطائهما الحياة يشتركان في أبوة الله.

2399- تنظيم النسل هو وجه من وجوه الأبوة والأمومة المسؤولتين. وشرعية نية الزوجين لا تبرر اللجوء إلى وسائل تأباها الأخلاق (مثل التعقيم المباشر أو منع الحبل).

2400- الزنى والطلاق وتعدد الزوجات والاتحاد الحر هي انتهاكات جسيمة لكرامة الزواج.

المقال السابع

الوصية السابعة

“لا تسرق”(خر 20: 15).
“لا تسرق (متى 19: 18)

2401- الوصية السابعة تنهى عن أخذ مال القريب أو حفظه دون حق ،وعن إلحاق الضرر بالقريب في أمواله بأي وجه من الوجوه .إنها تفرض العدالة والمحبة في إدارة الأموال الأرضية وثمار عمل الناس .وهي تقتضي ،في سبيل الخير العام،احترام كون الخيرات معدة للجميع ،واحترام حق الملكية الخاصة .والحياة المسيحية تسعى إلى توجيه خيرات هذا العالم نحو الله والمحبة الأخوية.

1. إعداد الخيرات للجميع والملكية الخاصة

2402- في البدء أوكل الله الأرض ومواردها إلى إدارة مشتركة تضطلع بها البشرية ،لتعتني بها وتسيطر عليها بعملها ، وتنعم بثمارها .وخيرات الخليقة معدة لكل الجنس البشري .ولكن الأرض موزعة بين البشر لتامين سلامة حياتهم،المعرضة للعوز والمهددة بالعنف .تملك الخيور مشروع في سبيل ضمان حرية الأشخاص وكرامتهم ،ولمساعدة كل واحد على تأمين احتياجاته الأساسية واحتياجات من يعولهم .وعليه ان يمكن من ظهور تضامن طبيعي بين الناس.

2403- إن الحق في الملكية الخاصة ، أو المقبولة من الآخرين بطريقة عادلة، لا يبطل إعطاء الأرض في الأصل للبشرية جمعاء.فكون الخيور معدة للجميع يبقى أوليا، وإن كان تعزيز الخير العام يقتضي احترام الملكية الخاصة ،وحقها وممارستها.

2404- “عندما يستعمل الإنسان هذه الخيور يجب أن لا يرى في مل يملكه من الأشياء الخارجية بطريقة شرعية ملكا خاصا وكانه له وحده ،بل أن يرى فيه ما يشبه الملك المشترك :بمعنى أنه يمكن أن يعود بالفائدة لا عليه فحسب وإنما على الآخرين أيضا” . إن ملكية خير ما تجعل ممن يحوزه مديرا من قبل العناية الإلهية لا ستثماره وإيصال حسناته إلى الغير ،وأولا إلى الأقارب.

2405- إن الخيور المنتجة .المادية وغير المادية-كالأراضي أو المعامل ،أو المؤهلات أو الفنون،تقتضي أن يعتني بها أصحابها حتى يفيد إنتاجها العدد الأكبر من الناس .ومن يحوزون خيورا اللاستعمال واللاستهلاك عليهم أن يستعملوها بقناعة ،حافظين النصيب الأفضل للضيف وللمريض وللفقير .

2406- للسلطة السياسية ،ويجب عليها أن تنظم ،بالنظر إلى الخير العام،ممارسة حق الملكية بوجه شرعي .

2. احترام الأشخاص وأموالهم

2407- في المواضيع الاقتصادية يقتضي احترام الكرامة الإنسانية ممارسة فضيلة القناعة ،للاعتدال في التمسك بخيرات هذا العالم ،وفضيلة العدل لصيانة حقوق القريب وإعطائه ما هو واجب له، والتضامن بحسب القاعدة الذهبية ،وجود الرب الذي هو الغني قد افتقر من أجلنا لكي نستغني بفقره .

احترام أموال الغير

2408- تمنع الوصية السابعة من السرقة أي اغتصاب مال الآخرين خلافا لإرادة المالك المعقولة. وليس هناك سرقة إذا أمكن افتراض الرضى أو إذا كان الرفض مخالفا للعقل ولكون الخيرات معدة للجميع. تلك هي حال الضرورة الملحة والواضحة حيث الوسيلة الوحيدة لتأمين حاجات فورية وأساسية (غذاء، ملجا، كساء …) هي في التصرف بأموال الغير واستعمالها.

2409- كل طريقة لأخذ مال الغير دون حق والاحتفاظ به،هي مخالفة للوصية السابعة وأن لم تكن متعارضة مع أحكام الشريعة المدينة .وهكذا يكون الاحتفاظ عمدا بما أقرض من مال أو بما وجد من أشياء ضائعة ،والغش في التجارة ،ودفع أجور غير عادلة ورفع الأسعار اعتمادا على جهل الغير وعوزه .

ومن الأمور غير الجائزة أخلاقيا: المضاربة المستعملة لتغيير تخمين قيمة الخيرات بأسلوب مصطنع ، لنيل فائدة على حساب الغير ، والرشوة التي بها يبدل رأي من عليهم أن يتخذوا القرارات وفقا للحق ،واستملاك أموال عامة لمؤسسة واستعمالها للمصلحة الخاصة والأشغال التي لم يحسن صنعها ،والغش الضريبي ،وتزوير الشكات والفواتير ،والمصاريف المفرطة ،والهدر إن إلحاق الضرر عمدا بالمتلكات الخاصة أو العامة مخالفة للشريعة الأخلاقية ويقتضي التعويض.

2410- لا بد من الوفاء بالوعود ،والتقيد الصارم بالعقود بمقدار ما يكون الالتزام صوبيا من الوجهة الأخلاقية .إن جزءا كبيرا من الحياة الاقتصادية والاجتماعية يتعلق بقيمة العقود بين الأشخاص الطبيعيين والمعنويين .هكذا هي الحال بالنسبة إلى العقود التجارية من بيع وشراء ،وعقود الإيجار والعمل .كل عقد يجب الاتفاق عليه وتتميمه باستقامة نية.

2411- تخضع العقود للعدالة التبادلة التي تنظم المبادلات بين الأشخاص وبين المؤسسات في احترام صحيح لحقوقهم. والعادلة التبادلة تلزم إلزاما دقيقا. وهي تقتضي الحفاظ على حقوق المليكة وتسديد الديون ،والوفاء بالالتزامات المعقودة بحرية .ودون العدالة التبادلية يستحيل قيام أي صيغة أخرى من صيغ العدالة .

هناك تميز بين العدالة التبادلية والعدالة القانونية التي تتعلق بما يجب بإنصاف على المواطن للجماعة ،والعدالة التوزيعية التي تنظم ما يجب على الجماعة للمواطنين بالنسبة إلى مساهماتهم واحتياجاتهم .

2412- إن التعويض عن الظلم المرتكب يقتضي ،استنادا إلى العدالة، إعادة المال المسلوب إلى صاحبه :

لقد بارك يسوع زكا لالتزامه عندما قال :”إن كنت قد ظلمت أحدا في شيء، فإني أرد أربعة أضعاف (لو 19: 8). فكل من استولى، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، على مال الغير ملزم بإعدته ،أو إعادة ما يقابله عينا أو نقدا إذا فقد، وكذلك الثمار والفوائد التي كان صاحبه سيحصل عليها شرعيا. وجميع الذين شاركوا في السرقة بأي وجه من الوجوه، ملزمون بالرد ،بمقدار مسؤوليتهم واستفادتهم .وكذلك الذين استفادوا وهم على علم بالأمر، من مثل الذين أمروا بالسرقة أو ساعدوا عليها أو خبأوا المسروق.

2413- ليست ألعاب الحظ (اللعب بالورق…)أو المراهنات في حد ذاتها مخالفة للعدالة .وتصبح غير مقبولة من الوجهة الأخلاقية عندما تحرم الشخص ما هو ضروري له لتلبية حاجاته وحاجات الآخرين .إن شهوة اللعب قد تصبح استبعادا شديدا المراهنة المنافية للعدالة والغش في الألعاب يكونان مادة ثقيلة ، ما لم يكن الضرر الحاصل خفيفا ،بحيث لا يستطيع من لحق به اعتباره بوجه معقول ضررا ذا شان .

2414- تحظر الوصية السابعة الأعمال والمشاريع التي تؤدي، لأي سبب من الأسباب، الأنانية أو الايديولوجية أو التجارة أو التوتاليتارية، أي استبعاد الكائنات البشرية، وتجاهل كرامتها الشخصية، وشرائها وبيعها ومقايضتها كانها بضاعة. إنها خطيئة إلى كرامة الأشخاص وحقوقهم الأساسية أن ينتقصوا بالقوة فيصبحوا قيمة للاستعمال أو مصدرا للربح. لقد أمر القديس بولس سيدا مسيحيا بمعاملة عبد مسيحي:”لا كعبد بعد، بل كأخ … وكإنسان في الرب”(في 16).

احترام سلامة الخليقة

2415- تطلب الوصية السابعة احترام سلامة الخليقة .فالحيوانات كالنباتات والكائنات الفاقدة الحياة هي بطبيعتها معدة لخير البشرية العام،في الماضي والحاضر والمستقبل واستعمال الموارد المعدنية والنباتية والحيوانية في العالم لا يمكن فصله عن احترام المقتضيات الأخلاقية .فالسياد التي أولاها الخالق للإنسان على الكائنات الفاقدة الحياة والأخرى الحية ليست مطلقة ، ومقياسها الاهتمام بوضع حياة القريب .وبضمنها الأجيال القادمة ،فهي تقتضي احتراما دينيا لسلامة الخليقة .

2416- الحيونات خلائق الله.وهو يحوطها باهتمامه وعنايته .وهي بوجودها ذاته تباركه وتمجده .لذلك على الناس واجب محاسنتها .ولا يفوتنا أن نذكر بأي لطف عامل الحيونات القديسون ،من مثل فرنسيس الاسيزي وفيليب نيري.

2417- لقد وكل الله الحيونات إلى إدارة من خلقه على صورته .لذالك من المشروع استعمال الحيونات للغذاء ولصنع الكساء . ويمكن ترويضها لتساعد الإنسان على أعماله وراحته .والتجارب الطيبة والعملية على الحيونات ،هي ممارسات مقبولة أخلاقيا إذا بقيت في حدود معقولة وأسهمت في معالجة الحياة البشرية وتخليصها .

2418- تعذيب الحيونات سدى ،وهدر حياتها ،يتعارضان والكرامة الإنسانية .وكذالك من غير اللائق أن يصرف في سبيلها مبالغ من المال يجب أولا أن تخفف الفاقة عند الناس .يمكن أن نحب الحيونات ،ولا يسوغ أن نعطف إليها الحب الواجب للأشخاص وحدهم.

3. عقيدة الكنيسة الاجتماعية

2419- “الوحي المسيحي يقودنا إلى تفهم أعمق لنواميس الحياة الاجتماعية” .
فالكنيسة تتقبل من الإنجيل الكشف الكامل لحقيقة الإنسان. وهي، عندما تتمم رسالتها في إعلان الإنجيل، تؤكد للإنسان، باسم المسيح، كرامته الخاصة ودعوته إلى مشاركة الأشخاص. وتعلمه مقتضيات العدل والسلام المتلائمة والحكمة الإلهية.

2420- تصدر الكنيسة أخلاقيا في الشأن الاقتصادي والاجتماعي، “عندما تقتضي ذلك حقوق الإنسان الأساسية أو خلاص النفوس” . وهي، في الموضوع الأخلاقي، تتعلق برسالة متميزة من رسالة السلطات السياسية: فالكنيسة تهتم بوجوه الخير العام الزمنية بسبب كونها معدة للخير الأسمى، غايتنا القصوى. فتسعى إلى الإيحاء بمواقف عادلة في العلاقة بالخيور الأرضية وفي العلائق الاجتماعية الاقتصادية.

2421- تطورت عقيدة الكنيسة الاجتماعية في القرن التاسع عشر عند تلاقي الإنجيل والمجتمع الصناعي الحديث، وهيكلياته الجديدة لإنتاج الخيور الاستهلاكية، ومفهومه الجديد للمجتمع ، والدولة والسلطة ،وصيغه الجديدة للعمل والملكية .وتطور عقيدة الشأن الاقتصادي والاجتماعي يؤكد استمرار قيمة تعليم الكنيسة ،وفي الوقت ذاته،المعنى الصحيح لتقليدها الحي الفاعل أبدا .

2422- تعليم الكنيسة الاجتماعي يتألف من مجموعة عقيدية تترابط أجزاؤها مسايرة تأويل الكنيسة لأحداث التاريخ ،في ضوء مجموع الكلام الذي أوحى به يسوع المسيح ، وبمساعدة الروح القدوس .وكلما ألهم هذا التعليم سلوك المؤمنين ازداد الناس ذوي النية الحسنة له تقبلا.

2423- تعرض عقيدة الكنيسة الاجتماعية مبادىء للتفكير .وتستخرج مقاييس للحكم ،وتعطي توجيهات للعمل:
كل مذنب يقول بأن العلائق الاجتماعية تحددها تماما العوامل الاقتصادية هو مخالف لطبيعة الشخص البشري وأعماله .

2424- لا يمكن القبول ،من الوجهة الأخلاقية ،بأي نظرية تجعل من الربح القاعدة الوحيدة ،والغاية القصوى ،للنشاط الاقتصادي.فشهوة المال المنحرفة لا بد أن تنتج مفاعيلها الخبيثة .وهي سبب من أسباب النزاعات الكثيرة التي تبلبل النظام الاجتماعي .

المذهب الذي “يخضع حقوق الأفراد والجماعات الأساسية لنظام الإنتاج الجماعي” يتعارض وكرامة الإنسان. وكل ممارسة تصير الأشخاص وسائل فحسب، في سبيل الربح ،تستعبد الإنسان .وتؤدي إلى عبادة المال صنما ،وتساهم في نشر الإلحاد .”لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال”(متى 6: 24، لو 16: 13).

2425- لقد نبذت الكنيسة الايديولوجيات التوتاليتارية والإلحادية المتشاركة ،في الأزمنة المعاصرة، مع “الشيوعية” أو”الاشتراكية”.ورفضت ،من جهة أخرى ،ما في ممارسة “الرأسمالية”من فردية وأولية مطلقة لشريعة السوق على العمل الإنساني .وتنظيم الاقتصاد بالتخطيط المركزي وحده يفيد من الأساس الروابط الاجتماعية ،وتنظيمه بشريعة السوق وحدها يخالف العدالة الاجتماعية “لأن هناك احتياجات إنسانية كثيرة لا يمكن تلبيتها بالسوق” .يجب تأييد تنظيم معقول للسوق ، وللمبادرات الاقتصادية ،وفقا لتراتبية قيم صحيحة وفي سبيل الخير العام.

4. النشاط الاقتصادي والعدالة الاجتماعية

2426- إن تطور الأنشطة الاجتماعية ونمو الإنتاج معدان لتلبية احتياجات الكائنات البشرية .ولا تهدف الحياة الاقتصادية فقط إلى تكثير الخيور المنتجة وزيادة الربح أو القدرة .إنها معدة أولا لخدمة الأشخاص ،الإنسان بكامله والجماعة البشرية بكليتها . ولا بد للنشاط الاقتصادي،وهو يسير بحسب أساليبه الخاصة، من أن يمارس في حدود النظام الأخلاقي، وفقا للعدالة الاجتماعية لتلبية قصد الله للإنسان .

2427- العمل الإنساني يتأتى مباشرة من الأشخاص المخلوقين على صورة الله، والمدعوين إلى أن يمددوا ،بعضهم مع بعض ، وبعضهم لأجل بعض ،عمل الخلق بالتسليط على الأرض .فالعمال إذن واجب :”إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل”(2تس 3: 10) .العمل يكرم مواهب الله والوزنات المعطاة .ويمكن أيضا أن يكون فدائيا .فالإنسان ،باحتماله عناء العمل بالاتحاد مع يسوع ،عامل الناصرة والمصلوب على الجلجلة ،يساهم بوجه من الوجوه مع ابن الله في عمله الفدائي .ويتراءى تلميذا للمسيح في حمل صليبه ،كل يوم ،في النشاط الذي دعي إلى القيام به .يمكن أن يكون العمل وسيلة للقداسة وإنعاشا للأمور الأرضية في روح المسيح.

2428- يمارس الشخص ويتمم بالعمل جزءا من الإمكانات الموجودة في طبيعته.وقيمة العمل الأساسية مرتبطة بالإنسان نفسه الذي هو صاحب العمل وغايته .لأن العمل هو لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل العمل .ويجب أن يتمكن كل واحد من استمداد معيشته ومعيشة ذوية من العمل ،وخدمة الجماعة الإنسانية.

2429- لكل إنسان الحق في المبادرة الاقتصادية ،ومن المشروع أن يستعمل كل غنسان مواهبه للمساهمة في وفرة تفيد الجميع ولجني الثمار العادلة من جهوده.ولا بد له من السهر على تطبيق الأنظمة التي تضعها السلطات الشرعية لأجل الخير العالم .

2430- تتناول الحياة الاقتصادية مصالح متنوعة ، ومتعارضة مرارا .وهكذا يفهم حصول النزاعات التي تتسم بها .ويجب السعي لتخفيف هذه الأخيرة بالمفاوضات التي تحترم ما لكل شريك اجتماعي من حقوق ،وما عليه من واجبات ،من المسؤولين عن المؤسسات ،إلى ممثلي الإجراء ،كالتنظيم النقابية، والسلطات العامة إذا استدعى الامر .

2431- مسؤولية الدولة .” إن النشاط الاقتصادي، وعلى الخصوص ،نشاط الاقتصاد الذي يعتمد السوق ،لا يمكن أن يتم في فراغ من المؤسسات والقوانين والسياسة. فهو يفترض تأمين ضمانات للحريات الفردية وللملكية ،مع عدم إغفال نقد ثابت وخدمات اجتماعية فعالة .ولكن واجب الدولة الأساسي هو تأمين هذه الضمانات، حتى يستطيع الذين يعلمون أن ينعموا بثمرة عملهم ،ويشعروا بالتالي أنهم مدفعوعون إلى القيام به بفاعيلة ونزاهة .(…)ويجب على الدولة أن تراقب وتقود تطبيق الحقوق الإنسانية في القطاع الاقتصادي ،ولكن المسؤولية الأولى ،في هذا المجال ، لا تقع على الدولة وإنما على المؤسسات ومختلف الأفرقاء والشركات التي تكون المجتمع” .

2432- يضطلع المسؤولون عن المؤسسة أمام المجتمع بالمسؤولية الاقتصادية والبيئية عن أعمالهم .وعليهم أن يعتمدوا بخير الأشخاص وليس فقط بزيادة الأرباح .ولكن هذه ضرورية .فهي تمكن من الحصول على الاستثمارات التي تؤمن مستقبل المؤسسات .وهي تضمن العمل.

2433- يجب أن يكون الولوج إلى العمل وإلى المهنة مشرعا للجميع دون تمييز مجحف ،بين رجال ونساء ،معافين ومعاقبين ، ومواطنين ومهاجرين .وعلى المجتمع ،بحسب الظروف ،أن يتحمل نصيبه من مساعدة المواطنين على الحصول على عمل ووظيفة .

2434- الأجرة العادلة هي ثمرة العمل المشروعة .ويمكن رفضها أو الاحتفاظ بها أن يكون إجحافا خطيرا .ولا بد ،في سبيل تقدير الأجرة العادلة ،من الاعتداد، في آن واحد ، بحاجات كل واحد ومساهماته .

“يجب أن يؤجر العمل أجرا يمكن الإنسان من أن يعيش هو وذووه عيشه مادية واجتماعية وثقافية وروحية كريمة ،وذالك بالنسبة إلى وظيفة كل واحد،وطاقته الإنتاجية ،وإلى أوضاع المؤسسة ،وإلى الخير العام” .ولا يكفي اتفاق الأفرقاء لتبرير مبلغ الأجرة تبريرا أخلاقيا.

2435- يكون الإضراب مشروعا من الوجهة الأخلاقية عندما يصبح الملاذ الذي لا بد منه ،أن يكون الضروري ،في سبيل فائدة مناسبة .وهو يصبح غير مقبول أخلاقيا عندما يصحبه العنف ،أو تحدد لفه أهداف لا ترتبط مباشرة بظروف العمل أو تتعارض والخير العام.

2436- ليس من العدل الامتناع عن دفع الاشتركات التي تحددها السلطات الشريعة لأجهزة الضمان الاجتماعي.
الحرمان من العمل بسبب البطالة يكاد يكون دائما ،بالنسبة إلى ضحيته ،ضررا يلحق بكرامته وتهديدا لتوازن حياته .وتنتج منه،علاوة على الضرر الشخصي، أخطار كثيرة لبيته وأسرته .

5. العدالة والتضامن بين الأمم

2437- إن التفاوت في الموارد والوسائل الاقتصادية ،على الصعيد الدولي ،كبير بحيث يحدث بين الأمم “هوهة”حقيقية .فهناك من جهته من بملكوت ويطورون وسائل النمو ،ومن جهة أخرى ،من يراكمون الديون .

2438- هناك أسباب متنوعة ،دينية وسياسية واقتصادية ومالية ،توالي اليوم “المسألة الاجتماعية بعدا عالميا” .إن التضامن ضروري بين الأمم المرتبطة سياساتها بعضها ببعض.وهو محتويا أكثر عندما يعني الأمر إيقاف “الآليات الخبيثة”التي تعوق نمو البلدان الأقل تقدما .يجب استبدال أنظمة مالية تعسفية، إن لم تكن مرابية ،وعلائق تجارية جائزة بين الأمم ،وسباق التسلح ، بسعى مشترك إلى تعبئة الموارد لأجل أهداف تطور أخلاقي وثقافي واقتصادي ،”بإعادة تحديد الأوليات ومقاييس القيم” .

2439- على الأمم الغنية مسؤولية أخلاقية خطيرة تجاه تلك التي تعجز بنفسها عن تأمين وسائل تطورها ،أو التي منعتها من ذلك أحداث تاريخية مأساوية .إنه واجب تضامن ومحبة .إنه أيضا واجب عدالة ،إذا كان رخاء الأمم الغنية متأتيا من موارد لم يدفع ثمنها بإنصاف.

2440- المساعدة الفورية هي تلبية مناسبة لحاجات فورية وغير عادية تسببها مثلا الكوارث الطبيعة ،والأوبئة الخ.ولكنها لا تكفي للتعويض عن الأضرار الجسمية الناتجة من حالات عوز ،ولا لتلبية الاحتياجات باستمرار .يجب أيضا إصلاح المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية لتعزز،علو وجه أفضل ،علائق منصفة بالبلدان الأقل تقدما .ويجب مساندة سعي البلدان الفقيرة العاملة على نموها وتحررها .وهذه العقيدة تتطلب المارسة بوجه خاص جدا في مجال العمل الزراعي .فالفلاحون ، خصوصا في العالم الثالث ،يكونون المجموعة الكبرى من الفقراء.

2441- إن إنماء الإحساس بالله ومعرفة الذات هو في أساس كل تنمية كاملة في المجتمع البشري .وهذه التنمية تكثر الخيرات المادية وتضعها في خدمة الشخص وحريته،وتخفف العوز والاستغلال الاقتصاديين ،وتنمي احترام الهويات الثقافية والاتفتاح على التسامي .

2442- ليس من اختصاص رعاة الكنيسة التدخل المباشر في البناء السياسي وتنظيم الحياة الاجتماعية .فهذه المهمة جزء من دعوة المؤمنين العلمانيين العاملين بمبادرتهم الخاصة مع مواطنيهم .ويمكن أن يكون للعمل الاجتماعي سبل واقعية متعددة. ويجب أن يكون ابدا لأجل الخير العام ،ومتوافقا مع الرسالة الإنجيلية والتعليم الكنسي .ويعود إلى المؤمنين العلمانيين “أن يحيوا الشؤون الزمنية بغيرة مسيحية ،وأن يسلكوا فيها كفعله سلام وعدالة” .

6. محبة الفقراء

2443- يبارك الله من يساعدون الفقراء ،ويزذل من يعرضون عنهم “مجانا أخذتهم ،مجانا اعطوا”(متى 10: 8).

وسيعرف يسوع المسيح مختاريه بما يكونوا قد فعلوه لأجل الفقراء .وعندما “يبشر المساكين”(متى 11: 5) ،تكون علامة حضور المسيح.

2444- إن محبة الكنيسة للفقراء (…)جزء من تقليدها المستمر ” .وهي من وحي إنجيل التطويبات ،وفقر يسوع ،والتفاته إلى الفقراء .لا بل إن محبة الفقراء هي أحد البواعث على واجب العمل ،حتى يكون للإنسان ما يشرك فيه المحتاج .وهي لا تمتد إلى الفقر المادي فحسب وإنما أيضا إلى ما للفقر الثقافي والديني من أشكال عديدة.

2445- لا تتوافق محبة الفقراء والمغالاة في محبة الأموال أو استعمالها الأناني:
“هلم الآن أيها الأغنياء .ابكوا وولولوا للشقاوات التي ستنتابكم .إن ثراءكم قد عفن ،وثيابكم أكلها العث. ذهبكم وفضتكم قد صدئا وصداهما سيشهد عليكم ويأكل لحومكم كالنار .لقد اذخرتم للأيام الأخيرة !وها إن أجرة العملة الذين حصدوا حقولكم ،تلك التي قد بخستموهم إياها،تصرخ ،وصراخ أولئك الحاصدين قد بلغ إلى أذني رب الصبؤوت.لقد تنعمتم على الأرض وترفتم ،وأشبعتم قلوبكم ليوم الذبح .لقد حكمتم على البار وقتلتموه وهو لا يقاومكم”(يع 5: 1- 6).

2446- يذكر بذالك القديس يوحنا الذهبي الفم بشدة قائلا :”إن الامتناع عن جعل الفقراء يشاركون في خيراتنا الخاصة،هو سرقة لهم واستلاب لحياتهم. الخيرات التي نحوزها ليست لنا وإنما هي لهم ” . لا بد أولا من تلبية مقتضيات العدل ،خوفا من كل نهب كعطية محبة هو واجب من باب العدل” .

“عندما نعطي الفقراء الأشياء التي لا غنى عنها،فنحن لا نجود عليهم بهبات ،ولكن نعبد إليهم ما هو لهم . إننا نقوم بواجب عدالة أكثر مما نقوم بفعل محبة” .

2447- أعمال الرحمة هي أعمال المحبة التي تساعد بها القريب في ضروراته الجسدية والروحية .التعليم ،والنصح ،والتعزية وتقوية العزم هي أعمال رحمة روحية مثل المغفرة والاحتمال بصبر .وتقوم أعمال الرحمة الجسدية خصوصا على إطعام الجياع ، وإيواء من ليس لهم منزل ،وإكساء ذوي الثياب الرثة ، وعيادة المرضى وزيارة السجناء ودفن الموتى .وبين هذه الأعمال الإحسان إلى الفقراء هو من الدلالات الرئيسة على المحبة الأخوية :وهو ممارسة للعدالة ترضي الله .
“من له ثوبان فليعط من ليس له، ومن له طعام فليفعل كذالك “(لو 3: 11).”تصدقوا بالحري بما في وسعكم ،وكل شيء يكون طاهرا لكم”(لو 11: 41).”إن كان أخ أو أخت عريانين وهما في عوز إلى قوتهما اليومي ،فقال لهما أحدكم :اذهبا في سلام ، استدفئا واشبعا”،ولم تعطوهما ما هو من حاجة الجسد ،فما المنفعة ؟”(يع 2: 15- 16) .

2448- “إن الضيقة البشرية، في أشكالها المتعددة: العوز المادي، والضغط الجائز، والأسقام الجسدية والنفسية، وأخيرا الموت، هي الدلالة الواضحة على وضع الضعف الملازم للإنسان منذ مولده، والذي يرافقه منذ الخطيئة الأولى ، وعلى حاجته للخلاص. لذلك اجتذبت شفقة المسيح المخلص، الذي أراد أن يأخذها على عاتقه، ويتماهى مع “الأصاغر من بين إخوته” (متى 4:25، 45). لذلك فالذين يعانونها هم موضوع حب وتفضيل من قبل الكنيسة التي ما برجت منذ بدايتها، ورغما عن أوهان الكثيرين من أعضائها، تعمل على مساعدتهم والدفاع عنهم وتحريرهم. وقد فعلت ذلك بأعمال خيرية لا تحصى وباقية ضرورية في كل زمان ومكان” .

2449- منذ العهد القديم، أنواع كثيرة من الإجراءات القانونية (مثل سنة الابراء، وحظر الاقراض بفائدة، وأخذ الرهن، وواجب الرهن، وواجب العشر، وايفاء العامل المياوم اجرته يوميا، والحق في الخصاصة ولقط نثار الحصيد) تلبي تحريض تثنية الاشتراع: “إن الأرض لا تخلو من فقير، ولذلك أنا آمرك اليوم قائلا: ابسط يدك لأخيك المسكين والفقير الذي في أرضك ” (تث 11:15). ويسوع يجعل هذا الكلام كلامه قائلا: “الفقراء في كل حين عندكم ، أما أنا فلست على الدوام معكم” (يو 8:12). وهو بذلك لا يبطل عنف النبؤات القديمة: “لأنهم يشترون الضعفاء بالفضة والفقير بنعلين” (عا 6:8)، ولكنه يدعونا الى الاعتراف بوجوده في الفقراء الذين هم اخوته .

قالت القديسة روز الليماوية لأمها، عندما لامتها على أنها تعيل في البيت فقراء وسقماء: “ما دمنا نخدم المرضى، فنحن رائحة المسيح الطيبة” .

بإيجاز:

2450- “لا تسرق” (تث 19:5). “لا السارقون ولا الطماعون… ولا الخطفة يرثون ملكوت الله” ( 1 كو 10:6).

2451- تأمر الوصية السابعة بممارسة العدالة والمحبة في إدارة الخيرات الأرضية وثمار عمل الناس.

2452- إن خيرات الخليقة معدة للجنس البشري بأجمعه. والحق في الملكية الخاصة لا يبطل كون الخيرات معدة للجميع.

2453- تنهى الوصية السابعة عن السرقة. والسرقة هي اغتصاب مال القريب خلافا لإرادة المالك المعقولة.

2454- كل طريقة لأخذ مال القريب واستعماله دون وجه حق هي مخالفة للوصية السابعة .والظلم الذي ارتكب يقتضي التعويض .والعدالة التبادلية تقتضي إعادة المال الذي سلب.

2455- تحظر الشريعة الأخلاقية الأفعال التي تؤدي ،لغايات تجاربة أو توليتارية ، إلى استعباد الكائنات البشرية وشرائها وبيعها ومقايضتها كبضاعة.

2456- إن السيادة التي أولاها الخالق على الموارد المعدنية والنبانية والحيوانية في العالم لا يمكن فصلها عن احترام الواجبات الأخلاقية ،وبضمنها الواجبات تجاه الأجيال القادمة.

2457- لقد وكلت الحيوانات إلى إدارة الإنسان وهو ملزم بحاسنتها. ويمكن أن تخدم تلبية احتياجات الإنسان الصوابية.

2458- تصدر الكنيسة حكما في الشأن الاقتصادي والاجتماعي عندما تقدي ذلك حقوق الشخص الأساسية أو خلاص النفوس.وهي تعني بالخير العام الزمني للناس بداعي كونهم معدين للخير الأسمى،غايتنا القصوى.

2459- إن الإنسان هو نفسه صانع كل حياة اقتصادية واجتماعية ،وهو مركزها وغايتها .والنقطة الحاسمة في المسالة الاجتماعية هي أن تصل الخيرات التي خلقها الله لأجل الجميع فعلا إلى الجميع ،وفاقا للعدل وبمساعدة المحبة.

2460- ترتبط قيمة العمل الأساسية بالإنسان نفسه ،الذي هو صانع العمل وغايته .ويشترك الإنسان بعمله في عمل الخلق . وبالاتحاد بالمسيح يمكن أن يصبح العمل فدائيا.

2461- التمنية الحقيقية هي تنمية الإنسان بكامله.والمطلوب هو زيادة إمكانية كل شخص وأن يلبي دعوته أي نداء الله .

2462- إن الإحسان إلى الفقراء دليل على المحبة الأخوية .وهو أيضا ممارسة للعدالة ترضي الله.

2463- كيف يمكن أن لا يعرف ،في جمهور الكائنات البشرية المفتقرة إلى الخبز والسقف والمكان، لعازر المستعطي الجائع ، المذكور في المثل؟ ،وكيف لا يسمع يسوع قائلا :”إلي أيضا لم تصنعوه”(متى 25: 45)؟

المقال الثامن

الوصية الثامنة

“لا تشهد على قريبك شهادة زور”(خر 20: 16)

“لقد قيل للأقدمين :لا تحنث بل أوف الرب بإيمانك”(متى 5: 33)

2464- تنهى الوصية الثامنة عن تمويه الحقيقية في العلائق بالغير. وهذه الفريضة الأخلاقية ناتجة من دعوة الشعب البار إلى أن يكون شاهدا لإلهه الذي هو الحقيقية ويريد الحقيقية. تعبر انتهاكات الحقيقية بالأقوال أو الأفعال عن رفض التزام بالاستقامة الأخلاقية. إنها خيانات للرب أساسية ،وبهذا المعنى، إنها تقوي العهد من أساسه.

1. العيش في الحق

2465- يؤكد العهد القديم أن الله هو مصدر كل حق.وكلامه حق .وشريعته حق .”أمانته إلى جيل فجيل”(مز 119: 90) وبما أن الله هو “الصادق”(رو 3: 4)،فأعضاء شعبه مدعوون إلى أن يعيشوا في الحق .

2466- في يسوع المسيح ظهرت حقيقية الله كاملة .إنه الممتلىء نعمة وحقا ،إنه “نور العالم”(يو 8: 12)، إنه الحق .كل من يؤمن به لا يمكث في الظلام .وتلميذ يسوع يلبث في كلامه ليعرف الحق الذي يحرر ويقدس إتباع يسوع هو العيش بروح الحق الذي يرسله الآب باسمه والذي يقود إلى الحقيقة كلها (يو 16:13) . وقد علم يسوع تلاميذه محبة الحقيقة على الإطلاق “ليكن كلامكم : نعم ؟ نعم ؛ لا ؟ لا ” ( 5:37) .

2467- الإنسان يتوجه طبيعيا نحو الحقيقة . وهو ملزم بإكرامها وإثباتها “جميع الناس بمقتضى كرامتهم لأنهم أشخاص (…) محمولون بطبيعتهم نفسها على السعي إلى الحقيقة وأولا تلك التي تتعلق بالدين وهم ملزمون بذلك بواجب أخلاقي . إنهم ملزمون أيضا باعتناق الحقيقة حالما يعرفونها وأن ينظموا حياتهم كلها وفاقل لمقتضيات الحقيقة ” .

2468- تدعى الحقيقة من حيث هي استقامة في الأفعال والأقوال البشرية صدقا وإخلاصا وصراحة . الحقيقة أو الصدق هي الفضيلة التي تقوم على أن يبدو الإنسان صادقا في أفعاله وصادقا في أقواله حاذرا الازدواجية والتظاهر والمراءاة .

2469- “لا يستطيع الناس أن يتعاشوا إذا لم يكن بينهم ثقة متبادلة أي إذا لم يتكاشفوا بالحقيقة “. إن فضيلة الحقيقة تعيد للآخر ما له فيه حق. والصدق يقيم في الوسط بين ما يجب قوله والسر الذي يجب الحفاظ عليه: إنه يتضمن النزاهة والرصانة ومن باب العدل “الإنسان ملزم بكشف الحقيقة للآخر باخلاص”.

2470- يقبل تلميذ المسيح “بالعيش في الحق ” أي في بساطة حياة تتوافق ومثل الرب وتبقى في حقيقته ” فإن نحن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة فإن تكذب ولا نعمل بالحق .” ( 1 يو 1:6).

2- “الشهادة للحق”

2471- أعلن المسيح أمام بيلاطس أنه جاء إلى العالم لأجل أن يشهد للحق وليس للمسيحي ” أن يخجل بتأدية الشهادة لرب ” ( 2 تي 1:8) وعلى المسيحي في الظروف التي تستدعي تأكيد الإيمان أن يعلنه دون التباس على مثال بولس أمام قضاته . عليه أن يحتفظ “بضمير بلا عيب أمام الله والناس ” (اع 24:16) .

2472- إن واجب المسيحيين في المساهمة في حياة الكنيسة يدخلهم إلى السلوك كشهود للإنجيل وللالتزامات التي تنتج من ذلك  وهذه الشهادة هي نقل الإيمان بالأقوال والأفعال . والشهادة هي فعل عدالة ينشىء الحقيقة أو يعرف بها :
” جميع المسيحيين أينما كانوا ملزمون بأن يظهروا (….) بمثل حياتهم وشهادة كلامهم الإنسان الجديد الذي لبسوه بالمعمودية وقوة الروح القدس الذي شددهم بالمسح بالميرون ” .

2473- الاستشهاد هو الشهادة السميا لحقيق الإيمان إنه يعني شهادة تصل حتى الموت . والشهيد يؤدي شهادة للمسيح الذي مات وقام والذي هو متحد به بالمحبة . إنه يؤدي شهادة لحقيقة الإيمان والعقيدة المسيحية . وهو يحتمل الموت بفعل قوة . دعوني أصير طعاما للوحوش . فيها سأعطي البلوغ إلى الله ” .

2474- لقد جمعت الكنيسة بعناية كبيرة تذكارات أولئك الذين بلغوا إلى النهاية ليؤكدوا إيمانهم . فكانت أعمال الشهداء . إنها محفوظات الحقيقة المكتوبة بحروف من دم :
” لا شيء يفيدني من مفاتن العالم وممالك هذا الدهر . أفضل لي أن أموت (لأتحد) بالمسيح يسوع من أن أملك على أقاصي الأرض . هو الذي ألتمسه من مات لأجلنا . هو الذي أريده من قام لأجلنا ولادتي تقترب …” .
“أباركك لأنك رأيتني أهلا لهذا النهار وهذه الساعة أهلا لأن أحصى في عداد شهدائك (…)
لقد حفظت وعدك يا إله الأمانة والحقيقة . لأجل هذه النعمة ولأجل كل شيء أسبحك وأباركك وأمجدك برئيس الكهنة الأبدي السماوي يسوع المسيح ابنك الحبيب . به هو الكائن معك ومع الروح فليعط لك المجد الآن وفي الأجيال الآتية . آمين ” .

3- انتهاكات الحقيقة

2475- إن تلاميذ المسيح ” قد لبسوا الإنسان الجديد الذي خلق على مثال الله في البر وقداسة الحق ” (اف 4:24) “لقد نبذوا الكذب” (اف 4:25) وعليهم إن يطرحوا كل خبث وكل مكر وكل إشكال الرثاء والحسد والاغتياب ” (1 بط 2:1)

2476- شهادة الزور والحنث . يتلبس الكلام المخالف للحقيقة عندما يصدر علنا خطورة خاصة . وهو يصبح أمام المحكمة شهادة زور . وعندما يسند بقسم يصبح حنثا . وهذه الأنماط في السلوك تساهم إما في الحكم على بريء وإما في تبرئة مذنب . وإما في زيادة العقوبة التي تقع على المتهم . إنها تعرض لخطر جسيم ممارسة العدالة والإنصاف في الحكم الذي يصدره القضاة 

2477- احترام سمعة الأشخاص يمنع من كل موقف وكل كلام يمكن أن يسبب لهم ضررا دون حق يكون مذنبا :
– بحكم جائر من يرضى ولو صامتا بحقيقة وجود نقيضة أخلاقية عند القريب دون أساس كاف .
– بالنميمة من يكشف عيوب الغير وذنوبه لأشخاص يجهلونها دون سبب قائم موضوعيا .
– بالافتراء من يسيء إلى سمعة الآخرين بكلام مخالف للحقيقة ويفسح في المجال لأحكام كاذبة عليهم

2478- لتجنب الحكم الجائر يجب آن يحرص كل واحد على آن يفسر آفكار قريبه وأقواله وآفعاله تفسيرا يكون لمصلحته على قدر المستطاع :
” كل مسيحي صالح ملزم بآن يكون أسرع إلى إنقاذ كلام القريب منه إلى القضاء عليه . وإذا لم يكن سبيل إلى الإنقاذ فليسأل كيف يفهمه . وإذا كان يسيء فهمه فليصلح بمحبة . وإذا لم يكف ذلك فيجب السعي إلى كل وسيلة مناسبة حتى إذا فهمه جيدا يكون له الخلاص ” .

2479- النميمة والافتراء يهدمان سمعة القريب وشرفه . والشرف هو الشهادة الاجتماعية التي تؤدي للكرامة البشرية وكل إنسان له حق طبيعي في شرف اسمه وفي سمعته وفي الاحترام . وهكذا تسيء النميمة والافتراء إلى فضيلتي العدل والمحبة .

2480- يجب نبذ كل كلمة أو موقف يشجعان أو يثبتان الغير في شر أعماله وخبث سلوكه وكانا على سبيل الإطراء والتملق أو المجاملة . والتملق يكون ذنبا كبيرا إذا كان تواطؤا على الرذائل والخطايا الجسيمة . ولا تبرر الرغبة في الخدمة أو الصداقة الازدواجية في الكلام . والتملق خطيئة خفيفة اذا كان القصد منه فقط المحاسنة أو تجنب شر أو لسبب اضطراري أو الحصول على منفعة مشروعة .

2481- التبجح أو التباهي ذنب يخالف الحقيقة . وكذلك الاستهزاء الهادف إلى انتقاص إنسان بتشويهه هذا أو ذاك من أنماط سلوكه وبطريقة مسيئة .

2482- الكذب هو قول ما ليس صحيحا بنية الخداع” . والرب يجد في الكذب عملا من أعمال الشيطان : “إن أباكم ابليس” (…) . إنه لا حق فيه : فإذا ما نطق بالكذب فإنما يتكلم بما عنده أنه كذوب وأبو الكذب ” (يو 8:44) .
2483- الكذب هو انتهاك الحقيقة بالوجه الأشد مباشرة . والكذب هو القول أو الفعل خلافا للحقيقة للتضليل . والكذب بإساءته إلى علاقة الإنسان بالحقيقة وبالقريب ينتهك علاقة الإنسان وكلامه الأساسي بالرب .

2484- تقاس جسامة الكذب بطبيعة الحقيقة التي يشوهها وظروف من يرتكبه ونياته والأضرار اللاحقة بضحاياه . وإذا كان الكذب في حد ذاته خطيئة خفيفة فهو يصبح مميتا عندما يلحق أذى كبيرا بفضيلتي العدل والمحبة .

2485- يستدعي الكذب بطبيعته الحكم عليه . فهو تدنيس للكلام الذي مهمته إبلاغ الحقيقة المعروفة . والقصد المتعمد لتضليل القريب بأقوال مخالفة للحقيقة هو إساءة إلى العدل والمحبة . وتولي المسؤولية يكون أكبر عندما يكون هناك خطر في أن نية الخداع تؤدي إلى نتائج وخيمة بالنسبة إلى من يصرفون عن الحقيقة .

2486- الكذب يكون (بكونه انتهاكا لفضيلة الصدق ) هو عنف حقيقي على الغير . إنه يصيبه في إمكانيته بلوغ المعرفة التي هي شرط كل حكمن وكل قرار . وهو يحتوي بذار انقسام العقول وكل الشرور التي يسببها . والكذب مضر بكل مجتمع . فهو يهدم الثقة بين الناس ويمزق نسيج العلائق الاجتماعية .

2487- كل ذنب يرتكب ويكون مخالفا للعدل والحقيقة يستدعي واجب التعويض . وإن نال صاحبه الغفران . وعندما يستحيل التعويض علنا من أذى فيجب التعويض في السر . وغذا كان من غير الممكن تعويض المتضرر مباشرة فيجب تعويضه معنويا باسم المحبة . وواجب التعويض هذا يلزم أيضا بالنسبة إلى الذنوب التي تنتهك سمعة الغير . ويجب قياس هذا التعويض المعنوي وأحيانا المادي بمقدار الأذى اللاحق . وهو ملزم ضميريا .

4- احترام الحقيقة

2488- الحق في إبلاغ الحقيقة ليس بلا شروط . وعلى كل واحد أن يجعل حياته منسجمة وفريضة المحبة الأخوية الغنجيلية  وهذه تقتضي في الحالات الواقعية أن ينظر الإنسان في كشف الحقيقة لطالبها : هل ينبغي ذلك أو لا .

2489- يجب أن تملي المحبة واحترام الحقيقة الجواب عن كل طلب استعلام وغبلاغ . فخير الآخرين وسلامتهم واحترام الحياة الخاصة والخير العام هي أسباب كافية للصمت عما يجب أن لا يعلم أو لاستعمال كلام متحفظ . وواجب تجنب المعثرة يوصي مرارا كثيرة بتحفيظ دقيق . وليس من إلزام لأحد بكشف الحقيقة لمن ليس له حق في معرفتها .

2490- سر المصالحة الأسرارية مقدس ولا يمكن إفشاؤه لأي سبب . “إن سر الأسراري من المخطورات لذلك يمنع المعرف منعا باتا من أن يفشي بأي أمر من الأمور سر المعترف بالكلام أو بطريقة أخرى وأيا كان السبب” .

2491- أسرار المهنة وأصحابها على سبيل المثال رجال السياسة والعسكريون والأطباء ورجال القانون – والمطارحات الموسومة بختم السر يجب كتمانها إلا في الحالات الاستثنائية التي يسبب فيها إخفاء السر لمن استودعه ومن تقبله أو لشخص آخر أضرارا كبيرة جدا لا يمكن تداركها الا بإفشاء الحقيقة . والمعلومات الخاصة التي تضر بالآخرين وإن لم تعط تحت ختم السر يجب أن لا يباح بها إلا لسبب خطير ومناسب .

2492- على كل واحد أن يتقيد بالتحفظ الصحيح في شأن حياة الناس الخاصة والمسؤولون عن الإبلاغ ملزمون بالمحافظة على نسبة صحيحة بين مقتضيات الخير العام واحترام الحقوق الخاصة . وتدخل الإعلام في الحياة الخاصة للأشخاص العاملين في المجال السياسي أو العام يستدعي الحكم عليه بمقدار ما يسيء إلى خصوصية حياتهم وإلى حريتهم .

5- استعمال الاتصال الاجتماعي

2493- لوسائل الاتصال الاجتماعي في المجتمع الحديث دور خطير في الإعلام وتعزيز الثقافة والتنشئة . ويتنامى هذا الدور بفعل التقدم التقني وشمول الأخبار المنقولة وتنوعها والتأثير الحاصل في الرأي العام .

2494- الإعلام بالوسائل الحديثة في خدمة الخير العام فالمجتمع له الحق في إعلام مبني على الحقيقة والحرية والعدالة والتضامن :
” إن حسن مزاولة هذا الحق يقتضي يأن يكون الغعلام الاجتماعي في مضمونه صادقا على الدوام وكاملا مع مراعاة حقوق العدالة والمحبة وأن يكون إلى ذلك لائقا في صيغته متلائما مع موضوعه أي مراعيا في الحصول على الأخبار ونشرها قدسية الشرائع الأدبية وحقوق الغنسان وكرامته

2495- ” لا مناص لجميع أعضاء المجتمع من القيام في هذا المجال أيضا بما عليهم من واجبات العدالة والمحبة لذلك يجتهدون بطريق وسائل الإعلام هذه أيضا أن يخلقوا رأيا عاما سليما فالتضامن يبدو كنتيجة لإعلام صادق وصائب ولحرية تداول الأفكار التي تعزز معرفة الآخرين واحترامهم .

2496- تستطيع وسائل الاتصال الاجتماعي (وعلى االخصوص الوسائل الجماهيرية أن تولد عند مستعمليها شيئا من انعدام النشاط فتجعل منهم مستهلكين للرسالات والمشاهد على غير حذر . فعلى هؤلاء أن يفرضوا على أنفسهم الاعتدال والنظام إزاء الوسائل الجماهيرية وعليهم أن يكونوا لأنفسهم ضميرا مستنيرا ومستقيما ليقاوموا بسهولة أكبر التأثيرات الأقل صلاحا .

2497-والمسؤولون عن هذه الوسائل ملزمون بحكم مهنتهم الصحافية أن يخدموا الحقيقة وأن لا ينتهكوا المحبة عندما يذيعون المعلومات . وعليهم أن يجتهدوا في أن يحترموا ويراعوا على قدم المساواة طبيعة الأحداث وحدود الحكم الناقد الأشخاص . وعليهم تجنب الوقوع في تشويه سمعة الناس .

2498- ” ترتبط السلطة المدنية بواجبات خاصة بسبب الخير العام فعلى السلطات العامة أن تدافع عن حرية الإعلام والصوابية وأن تصونها ” . وعلى السلطات العامة عندما تصدر الشرائع وتسهرعلى تنفيذها إن يتأكد لها أن سوء استعمال الوسائل لا يؤدي “إلى التسبب بأضرار جسيمة للأخلاق العامة ورقي المجتمع ” . وعليها معاقبة الإساءة إلى حقوق كل إنسان في سمعته وسرية حياته الخاصة . وعليها أن تعطي المعلومات المتعلقة بالخير العام في أوانها وبصدق أو أن تجيب عما عند الشعب من قلق له مبرراته . وما من شيء يمكن أن يسوغ اللجوء إلى المعلومات الكاذبة لتوجيه الرأي العام بطريق الوسائل الجماهيرية . ويجب أن لا تسيء هذه التدخلات إلى حرية الأفراد والجماعات .

2499- تندد الأخلاق بآفة الدول التوتاليتارية التي قاعدتها تزوير الحقيقة والتي تمارس بالوسائل الجماهيرية تسلطا سياسيا على الرأي والتي “تتلاعب” بالمتهمين والشهود في الدعاوى العلنية وتتصور أنها تثبت تسلطها عندما تخنق وتقمع كل ما تعتبره بمثابة “جريمة رأي “.

6- الحقيقة والجمال والفن المقدس

2500- تصحب ممارسة الخير لذة روحية وجمال أدبي . كذلك الحقيقة تنطوي على فرح الجمال الروحي وتألقه . فالحقيقة جميلة بذاتها وحقيقة الكلام التي هي تعبير عقلي عن معرفة الحقيقة المخلوقة وغير المخلوقة هي ضرورية للإنسان العاقل . ولكن يمكن أن تجد الحقيقة أيضا أشكالا أخرى مكملة للتعبير الإنساني خصوصا عندما يتعلق الأمر بالإيحاء بما تنطوي عليه يعجز عنه الكلام كأعماق القلب البشري وتساميات النفس وسر الله . فالله قبل أن يكشف عن ذاته للإنسان بكلام الحقيقة يكشف له عن ذاته بلغة الخلق الشاملة صنع كلمته وحكمته : فالنظام والانسجام في العالم اللذان يكتشفهما الولد كما رجل العلم – وعظمة المخلوقات وجمالها يؤديان بالقياس إلى التأمل في خالقها ” (حك 13:5) “إذ الذي خلقها هو مصدر كل جمال (حك 13:3) .

“فالحكمة نفخة من قدرة الله وانبعاث خالص من مجد القدير فلذلك لا يتسرب إليها شيء نجس لأنها انعكاس للنور الأزلي ومرآة صافية لعمل الله وصورة لصلاحه” (حك 7: 25-26).
فالحكم أبهى من نور الشمس وأسمى من كل مجموعة نجومه وإذا قيست بالنور ظهر تفوقها لأن النور يعقبه الليل أما الحكمة فلا يغلبها الشر ” (حك 7: 29-30) . صرت لجمالها عاشقا (حك 8:2).

2501- الإنسان “المخلوق على صورة الله” يعبر أيضا عن حقيقة علاقته بالله الخالق بجمال أعماله الفنية . فالفن هو شكل من أشكال التعبير خاص بالإنسان وهو في ما وراء السعي غلى الضرورات الحياتية المشتركة بين جميع المخلوقات الحية فيض مجاني من غنى الكائن البشري في باطنه . والفن الذي ينبع من موهبة أولادها الخالق ومن جهد الإنسان نفسه هو شكل من أشكال الحكمة العملية يجمع بين المعرفة والمهارة ، لإعطاء شكل لصحة حقيقة في لغة يفهمها البصر أو السمع . وهكذا ينطوي الفن على بعض المشابهة مع نشاط الله في ما خلق بمقدار ما يستوحي حقيقة الكائنات ومحبتها . والفن كجميع الأنشطة البشرية ليس له في ذاته غايته القصوى وإنما تنسقه وتشرفه غاية الإنسان القصوى .

2502- الفن المقدس حقيقي وجميل عندما يتلاءم بشكله مع دعوته الخاصة : أن يستحضر ويمجد في الإيمان والتعبد سمو سر الله الجمال الفائق وغير المنظور للحقيقة والمحبة المتجلي في المسيح “ضياء مجده وصورة جوهره” (عب 1:3) الذي فيه “حل كل ملء اللاهوت جسديا” (كو 2:9) والجمال الروحي المنعكس في العذراء والدة الإله الفائقة القداسة وفي الملائكة والقديسين . إن الفن المقدس الحقيقي يحمل الإنسان على العبادة والصلاة ومحبة الله الخالق والمخلص القدوس والمقدس .

2503- لذلك يجب على الأساقفة أن يسهروا بأنفسهم أو بمن ينتدبون على تعزيز الفن المقدس القديم والجديد في كل أشكاله وأن يبعدوا بالاهتمام المقدس نفسه عن الليترجيا ومباني العبادة كل ما لا يتلاءم مع حقيقة الإيمان وجمال الفن المقدس الأصيل .

بإيجاز:

2504- ” لا تشهد على قريبك شهادة زور ” (خر 20:16) . تلاميذ المسيح قد “لبسوا الإنسان الجديد الذي خلق على مثال الله في البر وقداسة الحق ” (اف 4:24) .

2505- الحقيقة أو الصدق هي الفضيلة التي تقوم على أن يبدو الإنسان صادقا في أفعاله وصادقا في أقواله حاذرا الازدواجية والتظاهر والمراءاة .

2506- ليس للمسيحي ” أن يخجل بتأدية الشهادة للرب ” (2 تي 1:8) بالفعل والقول . والاستشهاد هو الشهادة الأسميا لحقيقة الإيمان .

2507- احترام سمعة الأشخاص وشرفهم يمنع من أي موقف أو كلام فيه نميمة أو افتراء .

2508- الكذب هو قول ما ليس صحيحا خداع القريب .

2509- ارتكاب ذنب بمخالفة الحقيقة يقتضي التعويض .

2510- القاعدة الذهبية تساعد على التمييز في الحالات الواقعية لمعرفة هل ينبغي أو لا الكشف عن الحقيقة لمن يطلبها.

2511- “السر الأسراري من المخطورات” . والأسرار المهنية يجب كتمانها . ولا يجب غذاعة المسارات التي تلحق ضررا بالغير .

2512- للمجتمع الحق في إعلام مبني على الحقيقة والحرية والعدالة.وينبغي أن يفرض الإنسان على ذاته الاعتدال والنظام في استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي .

2513- الفنون الجميلة و لا سيما الفن المقدس “تهدف بطبيعتها إلى نوع من التعبير في الأعمال البشرية عن الجمال الإلهي اللامحدود وقد انقطعت إلى حمد الله وتمجيده بقدر ما انحصر همها في أن تؤدي بأعمالها إلى توجيه نفوس البشر إلى الله على أوسع وجه ” .

المقال التاسع

الوصية التاسعة

“لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا خادمه، ولا خادمته، ولا ثورة، ولا حمارة، ولا شيئا مما لقريبك ” (خر 20: 17).

” إن كل من نظر إلى امرأة حتى ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه” (متى 5: 28).

2514- يميز القديس يوحنا ثلاثة أنواع من الشهوات أو الرغائب: شهوة الجسد، وشهوة العين وصلف الحياة . بحسب التقليد في التعليم الديني الكاثوليكي، تحظر الوصية التاسعة شهوة الجسد، والعاشرة تنهى عن شهوة مال الغير .

2515- يمكن أن تعني كلمة “شهوة” في معناها الأصلي كل نزعة شديدة من نوازع الرغبة البشرية. وقد أعطاها اللاهوت المسيحي هذا المعنى الخاص أنها حركة الرغبة الحسية التي تعارض عمل العقل البشري. ويجعلها القديس بولس متماهية و”الثورة” التي يقودها “الجسد” على “الروح” . وهي تتأتى من معصية الخطيئة الأولى . وهي تشوش نظام الملكات الأخلاقية البشرية، وتجعل الإنسان يميل إلى ارتكاب الخطايا، وإن لم تكن هي ذنبا في حد ذاتها .

2516- ففي الإنسان من قبل، بما أنه مركب من روح وجسد، نوع من التوتر، وفيه يقوم نوع من الصراع بين ميول “الروح” و”الجسد” . ولكن هذا الصراع يعود في الواقع إلى إرث الخطيئة،وهو نتيجته، وفي الوقت ذاته، تأكيد له. وهو جزء من الاختبار اليومي للجهاد الروحي:
” الأمر بالنسبة إلى الرسول احتقار الجسد والقضاء عليه. فهو مع النفس الروحية يؤلف طبيعة الإنسان وشخصيته؛ والرسول، وبالمقابل، يعالج الأعمال أو بالحري الاستعدادات الثابتة، من فضائل ورذائل، الصالحة والسيئة أخلاقيا، والتي هي ثمرة الخضوع (في الحالة الأولى)أو بالعكس المقاومة (في الحالة الثانية)لعمل الروح القدس الخلاصي. لذلك يكتب الرسول : ” إن كنا نحيا بالروح، فلنسلكن أيضا بحسب الروح” (غل 5: 25)” .

1. تنقية القلب

2517- القلب هو مركز الشخصية الأخلاقية . “فمن القلب تخرج الأفكار الشريرة، والقتل والزنى والسلوك السيء” (متى 15: 19). ومحاربة الشهوة الجسدية تمر من خلال تنقية القلب وممارسة القناعة : “احفظ نفسك في البساطة والبراءة ، فتكون كالأولاد الصغار الذين يجهلون الشر هادم حياة الناس” .

2518- تعلن التطوبية السادسة:” طوبى لأنقياء القلوب، فإنهم يعاينون الله” (متى 5: 8). “أنقياء القلوب” يعنون من جعلوا وارادتهم في انسجام مع مقتضيات قداسة الله، خصوصا في مجالات ثلاثة: المحبة ، الطهارة أو الاستقامة الجنسية ، وحب الحقيقة واستقامة الإيمان . وهناك رابط بين نقاوة القلب والجسد والإيمان . يجب أن يؤمن المؤمنون ببنود قانون الإيمان، “حتى يطيعوا الله بإيمانهم، وبطاعتهم يعيشوا حياة صالحة، وبحياتهم الصالحة ينقوا قلبهم، وبتنقية قلبهم يفهموا ما يؤمنون به” .

2519- “أنقياء القلوب” موعودون بمعانية الله وجها لوجه، وبأن بكونوا مشابهين له . فنقاوة القلب لا بد أن تكون سابقة للمعاينة  وهي منذ اليوم، تعطينا أن نرى بحسب الله، ونتقبل الغير “كقريب” ، وتمكننا من أن نرى الجسد البشري، جسدنا وجسد القريب، مثل هيكل للروح القدس، ومظهر للجمال الإلهي .

2. الجهاد لأجل النقاوة

2520- تمنح المعمودية من يتقبلها نعمة التنقية من جميع الخطايا. ولكن على المعمد أن يتابع جهاده لشهوة الجسد والرغائب المنحرفة . ومع نعمة الله يبلغ ذلك :

– بفضيلة الطهارة وموهبتها، لأن الطهارة تمكن من المحبة بقلب مستقيم غير منقسم؛
– بنقاوة النية التي تقوم على قصد غاية الإنسان الحقيقية : فيسعى المعمد، بعين بسيطة، إلى أن يجد في كل شيء إرادة الله ويتممها ؛
– بنقاوة النظر الخارجي والداخلي؛ وضبط العواطف والمخيلة ؛ ورفض كل مرضاه بالأفكار الدنسة التي تحمل على الانحراف عن طريق وصايا الله :” المنظر يؤدي إلى إيقاظ الهوى عند الأغبياء ” (حك 15: 5)؛

– بالصلاة :

” كنت أعتقد أن العفة بقواي الخاصة، (…)تلك القوى التي ما كنت أعرفها في. وكنت من الغباء بحيث لم أدرك أنه ليس بمقدور أحد أن يكون عفيفا ما لم تمنحه أنت ذلك . ولا ريب أنك كنت أعطيتني ذلك لو أبلغت مسامعك تنهداني الداخلية ، ولو ألقيت عليك همي بإيمان راسخ ” .

2521- النقاوة تقتضي الحشمة . وهذه جزء متمم للقناعة . والحشمة تحافظ على ما في الشخص من شأن حميم. وهي تعني رفض الكشف عما يجب أن يبقى خافيا. وهي موجهة نحو الطهارة إذ تؤكد رهافتها. وهي ترشد الأنظار والحركات المتوافقة مع كرامة الأشخاص واتحادهم .

2522- الحشمة تصون سر الأشخاص ومحبتهم . وهي تدعو إلى الصبر والاعتدال في علاقة الحب؛ وهي تقتضي أن تتمم شروط العطاء والالتزام النهائي بين الرجل والمرأة. والحشمة متواضعة. وهي توحي باختبار الثوب. وتحافظ على الصمت أو تسكت حيث يتراءى خطر فضول ضار. وتصير رصانة .

2523- هناك حشمة في العواطف كما في الجسد. وهي تناوىء مثلا الاستطلاعات “الفاجرة” للجسد البشري في بعض الدعايات، أو الطلب وسائل الإعلام الذهاب بعيدا جدا في الكشف عن المسارات الحميمة. والحشمة توحي بطريقة عيش تمكن من مقاومة إغراءات “الموضة” وضغط الايديولوجيات السائدة .

2524- الأشكال التي تتبدى بها الحشمة تتغير من ثقافة إلى أخرى. ولكنها تبقى شعورا سابقا بكرامة روحية خاصة بالإنسان. وهي تولد بإيقاظ الضمير عند الشخص. وتعليم الحشمة للأولاد والمراهقين هو توعيتهم لاحترام الشخص البشري.

2525- النقاوة المسيحية تقتضي تنقية المناخ الاجتماعي . وهي تقتضي وسائل الاتصال الاجتماعي إعلاما يعنى بالاحترام والانضباط . نقاوة القلب تحرر من الإثارة الجنسية المنتشرة وتبعد المشاهد التي تعزز الفجور والوهم .

2526- ما سمي بالتساهل الأخلاقي يستند إلى مفهوم خاطىء للحرية الإنسانية . فإن هذه بحاجة، لكن تبنى، إلى القبول بأن تنشئها أولا الشريعة الأخلاقية. ينبغي أن يطلب من المسؤولين عن التربية أن يلقنوا الشبيبة تعليما يحترم الحقيقة، ومحاسن القلب وكرامة الإنسان، الأخلاقية والروحية .

2527- “إن إنجيل المسيح يجدد حياة الإنسان الساقط وثقافته تجديدا متواصلا، ويحارب الأضاليل، ويبعد الشرور التي تتبع إغراءات الخطيئة الدائمة. وهو يطهر أبدا أخلاق الشعوب ويرقى بها. وكأنه به يخصب من الداخل، وبالخيرات العلوية، مناقب النفس والمواهب الخاصة بكل شعب وكل جيل، ويقويها ويكملها، ويجددها في المسيح ” .

بإيجاز:

2528- “إن كل من نظر إلى امرأة حتى ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه” (متى 5: 28).

2529- تحذر الوصية التاسعة من الشهوة أو الرغبة الجسدية .

2530- تمر محاربة الشهوة الجسدية من خلال تنقية القلب وممارسة القناعة .

2531- تعطينا نقاوة القلب أن نرى الله : تعطينا منذ الآن أن نرى كل شيء بحسب الله .

2532- تقتضي تنقية القلب الصلاة، وممارسة الطهارة، ونقاوة النية والنظر .

2533- تقتضي نقاوة القلب الحشمة التي هي صبر وتواضع ورصانة. والحشمة تصون ما في الشخص من شأن حميم .

المقال العاشر

الوصية العاشرة

“لا تشته … شيئا مما لقريبك” (خر 20: 17). “لا تشته بيته ولا حقله ولا خادمه ولا خادمته ولا ثورة ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك” (تث 5: 21).

” حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك” (متى 6: 21).

2534- الوصية العاشرة تشطر وتكمل التاسعة التي تتناول شهوة الجسد. وهي تنهى عن اشتهاء مال القريب، أصل السرقة والنهب والغش التي تحرمها الوصية السابعة ان “شهوة العيون” (1 يو 2: 16) تقود إلى العنف والظلم اللذين تحظرهما الوصية الخامسة . وأصل الجشع كالزنى هو في عبادة الأصنام التي تنهى عنها الوصايا الثلاث الأولى من الشريعة . والوصية العاشرة تقصد نية القلب. وتختصر مع التاسعة جميع الفرائض الشريعة .

1. تعسف الشهوات

2535- تحملنا الشهوة الحسية على أن نرغب في الطيبات التي ليست لدينا. هكذا هي الحال عندما نرغب في الأكل عندما نجوع، وفي الدفء عندما نبرد. وهذه الرغائب صالحة في ذاتها. إلا أنها مرارا كثيرة لا تقف عند حدود العقل، وتدفعنا إلى أن نشتهي، دون وجه حق، ما لا يعود إلينا، ويمتلكه غيرنا أو هو من حقه .

2536- تنهى الوصية العاشرة عن الطمع والرغبة في تملك لا محدود للخيرات الأرضية؛ وتحظر الشجع المنفلت المتأتي من هوى مفرط للثروة وقدرتها. وهي تمنع أيضا من الرغبة في ارتكاب ظلم يساء به إلى القريب في أمواله الزمنية .
عندما تقول لنا الشريعة: “لا تشته” ، فهي تقول لنا بكلام آخر أن نقصي رغائبنا عن كل ما ليس لنا. لأن الظمأ إلى مال القريب شديد، لا محدود، ليس له ابدا ارتواء، كما كتب: “عين الجشع لا تشبع من نصيبه” (سي 14: 9) .

2537- ليس هناك مخالفة لهذه الوصية إذا رغب الإنسان في الحصول على أشياء تخص القريب، ما دامت الوسائل مستقيمة. والتعليم الديني التقليدي يشير بواقعية إلى “أولئك الذين عليهم أكثر من غيرهم أن يحاربوا شهواتهم الإجرامية” ، والذين يجب بالتالي “أن يحرضوا أكثر من غيرهم على التقيد بهذه الوصية” :

” إنهم (…) التجار الذين يرغبون في النقص في التموين أو الغلاء في البضاعة، والذين يحزنهم أنهم ليسوا الوحيدين للشراء والبيع، فيتمكنوا من البيع بأغلى ثمن والشراء بأرخصه؛ وأولئك الذين يتمنون أن يكون الناس في عوز حتى يصيبوا ربحا أكبر،أما بيعهم أو بالشراء منهم (…). والأطباء الراغبون في وجود مرضى، ورجال القانون المطالبون بقضايا ودعاوى هامة وعديدة ” …

2538- تقتضي الوصية العاشرة إقصاء الحسد من القلب البشري. عندما أراد النبي ناتان حث الملك داود على الندامة، روى له قصة الفقير الذي لا يملك غير نعجة وحيدة، كانت عنده كابنته، والغنى الذي، على ما كان له من قطعان كثيرة، حسد الأول، وانتهى به الأمر إلى أن يسرق منه نعجته . فالحسد يمكن أن يقود الإنسان إلى أفظع المآثم . “وبحسد ابليس دخل الموت إلى العالم” (حك 2: 24).

” يحارب بعضنا بعضا، والحسد هو الذي يسلحنا لنقاتل بعضنا بعضا (…)فإذا استشاط الجميع هكذا على جسد المسيح ليزعزعوه ، فإلى أين سنصل؟ إننا نوهن جسد المسيح (…). نعلن أننا أعضاء كيان واحد وننهش بعضنا بعضا كما تفعل الضواري ” .

2539- الحسد رذيلة رئيسة. وهو يشير إلى معاناة الحزن حيال مال الغير والرغبة الجامحة في امتلاكه، وان عن غير وجه حق. وعندما يشتهي للقريب شرا كبيرا فهو خطيئة مميتة:
“كان القديس اوغسطينوس يرى في الحسد “خطيئة ابليس بامتياز ” .

” من الحسد يولد البغض والنميمة والافتراء، والفرح من مصيبة القريب، والحزن الناجم عن وجوده في السراء ” .

2540- الحسد وجه من وجوه الحزن وبالتالي رفض للمحبة؛ وعلى المعمد أن يحاربه بالمحاسنة. وكثيرا ما يتأتى الحسد من الكبرياء ؛ فعلى المعمد أن يتمرن على العيش في التواضع :

” إنك تريد أن ترى الله مجدا بك؟ إذن افرح بتقدم أخيك، وبذلك بك يتمجد الله. ويقول الجميع:” تبارك الله” الذي له أمثال هؤلاء العبيد، الأحرار من كل حسد، الذين يفرح بعضهم لخيرات البعض الآخر” .

2. رغائب الروح القدس

2541- إن تدبير الشريعة والنعمة يصرف قلب الناس عن الجشع والحسد: يعلمه اشتهاء الخير الأسمى؛ يلقنه رغائب الروح القدس الذي يشبع قلب الإنسان. واله المواعيد قد حذر الإنسان دائما من إغراء ما يبدو منذ البدء “طيبا للأكل، ومتعة للعيون، ومنية للعقل” (تك 3: 6).

2542- إن الشريعة التي أودعت إسرائيل لم تكف قط لتبرير من خضع لها. بل إنها صارت إله” للشهوة” . والتفاوت بين الإرادة والفعل يدل على الخلاف بين شريعة الله التي هي “شريعة العقل” وشريعة أخرى “تأسرني لناموس الخطيئة الذي في أعضائي” (رو 7: 23).

2543- “أما الآن فقد اعتلن بر الله بمعزل عن الناموس، مشهودا له من الناموس والآنبياء، بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى جميع الذين يؤمنون” (رو 3: 21-22). فلذلك المؤمنون بالمسيح “صلبوا الجسد مع أهوائه وشهواته” (غل 5: 24)؛ فيقتادهم الروح ويتعبون رغائب الروح .

3. فقر القلب

2544- يوعز يسوع إلى تلاميذه أن يفضلوه على كل شيء وكل إنسان، ويعرض عليهم “أن يزهدوا في جميع أموالهم” لأجله ولأجل الإنجيل . وأعطاهم قبيل آلامه كمثال أرملة القدس الفقيرة، التي من عوزها أعطت كل ما كان لمعيشتها . مواصلة التجرد من الغنى واجبة لدخول ملكوت السماوات .

2545- على كل المؤمنين بالمسيح “أن يعنوا بتنظيم نوازعهم على ما ينبغي لئلا ينحرف بهم استخدام أشياء العالم والتمسك بالغنى تمسكا يخالف روح الفقر الإنجيلي، عن مواصلة السعي إلى كمال المحبة ” .

2546- “طوبى للمساكين بالروح” (متى 5: 3). إن التطويبات تكشف عن نظام سعادة ونعمة، وجمال وسلام. ويسوع يشيد بفرح الفقراء الذين لهم منذ الآن الملكوت : ” إن الكلمة يدعو “فقرا بالروح” تواضع الروح البشري الطوعي وتجرده. ويعطينا الرسول كمثال فقر الله عندما يقول : هو الغني، قد افتقر لأجلنا (2 كو 8: 9)” .

2547- ينوح الرب على الأغنياء لأنهم يجدون تعزيتهم في كثرة الأموال . “المتكبر يسعى إلى السلطة البشرية، بينما الفقير بالروح يسعى إلى ملكوت السماوات” . والاستسلام إلى عناية الآب السماوي يحرر من الاهتمام القلق بالغد. والثقة بالله تهيىء لطوبى الفقراء . إنهم يعاينون الله .

4. “أريد أن أعاين الله”

2548- إن الرغبة في السعادة الحقيقية تنقذ الإنسان من التعلق الجامح بخيرات هذا العالم، لتكتمل في رؤية الله وسعادته. “الوعد (بمعاينة الله)يفوق كل سعادة (…)ورؤية الله في الكتاب هي الحصول عليه . (…)من رأى الله فقد حصل على كل الخيرات التي نستطيع أن نتصورها” .

2549- يبقى أن يحارب الشعب المقدس، بنعمة الله، للحصول على الخيرات التي وعد الله بها. وعلى المؤمنين بالمسيح، للحصول على الله ومعاينته، أن يميتوا شهواتهم، وينتصروا بنعمة الله على إغراءات اللذة والسلطة .

2550- على طريق الكمال ينادي الروح والعروس من يسمعهما إلى الاتحاد التام بالله : “هناك يكون المجد الحقيقي. ولا أحد يمدح خطأ أو تملقا؛ ولا يرفض الإجلال الحقيقي لمن يستحقونه، ولا يعطى لغير مستحقيه؛ وعلى كل حال لمن يسعى إلى ذلك غير مستحق حيث لا يقبل إلا المستحقون. هناك يسود السلام الحقيقي حيث لا يشعر أحد بمقاومة من ذاته أو من الغير. والله نفسه يكون جزاء الفضيلة، هو الذي منح الفضيلة، ووعد بأنه سيكون هو نفسه جزاءها الأفضل والأكبر في الوجود . ” أكون لهم إلها ويكونون لي شعبا ” (أح 26: 12) (…) وهذا هو أيضا معنى كلمات الرسول :” ليكون الله كلا في الكل” (1 كو 15: 28). ويكون هو نفسه غاية ما نشتهي، هو الذي نعاينه بلا نهاية، ونحبه بلا ارتواء، ونسبحه بلا ملل. ويكون هذا العطاء، وهذا الحب، وهذا الاشتغال، بلا ريب كالحياة الأبدية، مشتركين بين الجميع .

بإيجاز:

2551- “حيث يكون كنزكم، هناك يكون قلبكم” (متى 6: 21).

2552- تنهى الوصية العاشرة عن الجشع المنفلت، الناتج من الهوى المفرط للغنى وسلطته.

2553- الحسد هو معاناه الحزن حيال مال الغير والرغبة الجامحة في امتلاكه .

2554- يحارب المعمد الحسد بالمحاسنة، والتواضع والاستسلام لعناية الله .

2555- المؤمنون بالمسيح “صلبوا الجسد مع أهوائه وشهواته” (غل 5: 24). فيقتادهم الروح القدس ويتبعون رغائبه .

2556- التجرد من الغنى ضروري لدخول ملكوت السماوات . ” طوبى للمساكين بالروح”.

2557- إنسان الرغبة يقول: “أريد معاينة الله”. والظمأ إلى الله يرويه ماء الحياة الأبدية.

 

 

المزيد من المنشورات

هل الأيقونات ضد الوصية الثانية التي يقول فيها الرب:  “لا تصنع تمثالا منحوتًا ولا صورة
الوصايا الله العشر بوجه العموم

هل الأيقونات ضد الوصية الثانية التي يقول فيها الرب: “لا تصنع تمثالا منحوتًا ولا صورة

مقالات : غريغوريوس بالاماس

الوصايا العشر في الناموس المسيحي القديس غريغوريوس بالاماس

كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

الدستور الرسولي: وديعة الإيمان، لأجل نشر تعليم الكنيسة الكاثوليكية – البابا يوحنا بولس الثاني

كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

الرسالة الرسولية لكتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية – البابا يوحنا بولس الثاني

كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

تمهيــد وشرح لبنية كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي (1-25) التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

الجزء الاول: الاعتراف بالإيمان – القسم الأول: “أؤمن” – “نؤمن” الفصل الاول: الإنسان “قادر” على [الإتصال] بالله (26-49) التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

الجزء الاول: الاعتراف بالإيمان – القسم الأول: “أؤمن” – “نؤمن” الفصل الثاني: الله في ملاقات الإنسان (50-141) التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

الجزء الأول: الاعتراف بالإيمان – القسم الأول: “أؤمن” – “نؤمن” الفصل الثالث: جواب الإنسان لله (142-184) التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكي

الله الاب

الجزء الأول: الاعتراف بالإيمان – القسم الثاني: قوانين الإيمان – الفصل الأول: أؤمن بالله الآب (185-421) التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

Next Post
لاوون الرابع عشر هو البابا الجديد: السلام للعالم، سلام أعزل ومتواضع

لاوون الرابع عشر هو البابا الجديد: السلام للعالم، سلام أعزل ومتواضع

Discussion about this post

البحث

No Result
View All Result

الأقسام والتصنيفات

  • تعليم مسيحي
    • الله الاب
    • يسوع المسيح
      • يسوع المسيح : ابن الله
      • يسوع المسيح : طبيعته والوهيته
      • يسوع المسيح : النبوءات وما تكلم عنه الانبياء
      • يسوع المسيح : تجسده (ميلاده)
      • يسوع المسيح : عماده
      • يسوع المسيح : رسالته
      • يسوع المسيح : الامه وصلبه وموته على الصليب
      • يسوع المسيح : صعوده الى السماء
      • يسوع المسيح : قيامته
      • يسوع المسيح : ظهوره
      • يسوع المسيح : المجيء الثاني
    • الروح القدس
    • الثالوث الاقدس
    • وصايا الله العشر
      • 1- انا هو الرب الهك، لا يكن لك اله غيري
      • 2- لا تحلف باسم الله بالباطل
      • 3- احفظ يوم الرب
      • 4- اكرم اباك وامك
      • 5- لا تقتل
      • 6- لا تزنِ
      • 7- لا تسرق
      • 8- لا تشهد بالزور
      • 9- لا تشته امرأة قريبك
      • 10- لا تشته مقتنى غيرك
      • الوصايا الله العشر بوجه العموم
    • اسرار الكنيسة السبعة
      • 1- سر المعمودية
      • 2- سر التثبيت
      • 3- سر الافخارستيا
      • 4- سر التوبة والمصالحة
      • 5- سر الزواج
      • 6- سر الكهنوت
      • 7- سر مسحة المرضى
      • اسرار الكنيسة السبعة بوجه العموم
    • وصايا الكنيسة السبعة
      • 1- قدس أيام الاحاد والأعياد المأمورة
      • 2- صم الصوم الكبير وسائر الأصوام المفروضة
      • 3- انقطع عن الزفر يوم الجمعة
      • 4- اعترف بخطاياك للكاهن قلّما مرة في السنة
      • 5- تناول القربان المقدّس قلّما مرّة في عيد الفصح
      • 6- أوفِ البركة أي العشر
      • 7- امتنع عن اكليل العرس في الازمنة المحرّمة
    • مواهب الروح القدس السبع
      • 1- الحكمة
      • 2- الفهم
      • 3- المشورة
      • 4- القوة
      • 5- العلم
      • 6- التقوى
      • 7- مخافة الله
      • مواهب الروح القدس السبع بوجه العموم
    • ثمار الروح القدس
      • 1- محبة
      • 2- فرح
      • 3- سلام
      • 4- طول أناة
      • 5- لطف
      • 6- صلاح
      • 7- إيمان
      • 8- وداعة
      • 9- تعفف
      • ثمار الروح بوجه العموم
    • الفضائل الالهية
      • فضيلة الايمان
      • فضيلة الرجاء
      • فضيلة المحبة
    • السماء
    • المطهر
    • الجهنم
    • الملائكة
    • الشياطين
    • الخير
    • الشر
    • الفضائل
      • التواضع
      • الحقيقة
      • التأمل الروحي
      • الصبر
      • الفرح
      • الصلاة
      • السلام
      • الوداعة
      • الطهارة
      • الحشمة
      • اطعام الجائعين
      • الفضائل بوجه العموم
    • الرذائل
      • حب المال
      • الرياء
      • عيوب اللسان
      • الظلم
      • الكبرياء
      • الحسد
      • الغضب
      • الكسل
      • التنمر
      • الشراهة
      • الرذائل بوجه العموم
    • السحر والشعوذة
    • وثائق ومجامع كنسية
      • مجمع العقيدة والايمان
      • المجامع الكنسية: نيقيا الاول – الفاتيكاني الاول
      • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • تعاليم وقوانين الكنيسة الكاثوليكية
      • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية
      • أسئلة واجوبة حول التعليم المسيحي
      • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الرسائل البابوية
      • رسائل البابا لاوون الرابع عشر
      • رسائل البابا فرنسيس الأول
      • رسائل البابا بندكتس السادس عشر
      • رسائل البابا يوحنا بولس الثاني
      • رسائل البابا بولس السادس
      • رسائل البابا يوحنا الثالث والعشرون
      • نبذة عن سيرة الباباوات عبر التاريخ
    • الرسائل الراعوية لبطاركة الشرق الكاثوليك
    • البطريركية المارونية
      • المجمع البطريركي الماروني – بكركي 2006
      • رسائل البطريرك بشارة الراعي
      • البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة
    • موقف الكنيسة من:
      • المثلية
      • الانتحار
      • الاجهاض
      • الموت الرحيم
      • الزواج المدني
      • اخلاقيات الحياة
      • هالوين
      • التكنولوجيا واخطارها
    • مقالات تعليمية متنوعة
  • الكتاب المقدس
    • العهد القديم
    • العهد الجديد
    • العهد القديم مسموع – mp3
    • العهد الجديد مسموع – mp3
    • خرائط الكتاب المقدس
    • تاريخ الكتاب المقدس
    • مدخل الى الكتاب المقدس
    • قاموس الكتاب المقدس
    • شخصيات من الكتاب المقدس
    • الكتاب المقدس بوجه العموم
    • مواقع الكتاب المقدس وتفسيره
  • السنة الطقسية
    • افتتاح السنة الطقسية
      • تقديس البيعة
      • تجديد البيعة
    • زمن الميلاد المجيد
      • بشارة زكريا
      • بشارة العذراء
      • زيارة العذراء لاليصابات
      • مولد يوحنا المعمدان
      • البيان ليوسف
      • النسبة
      • الميلاد المجيد
      • ختانة يسوع (راس السنة)
      • احد وجود الرب في الهيكل
    • زمن الدنح المجيد (العماد)
      • الدنح (عماد يسوع)
      • اعتلان سر المسيح ليوحنا المعمدان
      • اعتلان سر المسيح للرسل
      • دخول المسيح الى الهيكل (2 شباط)
      • الكهنة
      • الابرار والصديقين
      • الموتى المؤمنين
    • زمن الصوم
      • أحد المرفع
      • صوم أهل نينوى
      • الصوم – مقالات
      • عرس قانا الجليل (مدخل الصوم)
      • اثنين الرماد
      • شفاء الابرص
      • شفاء المنزوفة
      • الابن الشاطر
      • شفاء المخلع
      • شفاء الاعمى
      • احياء لعازر (سبت لعازر)
      • الشعانين
    • زمن الآلام
      • مقالات وتأمل اسبوع الالام – الاسبوع العظيم
      • اربعاء ايوب
      • خميس الاسرار
      • الجمعة العظيمة – موت يسوع المسيح
    • زمن القيامة المجيدة
      • سبت النور
      • القيامة
      • تهنئة مريم بقيامة المسيح
      • ظهور يسوع بعد القيامة
      • ظهور يسوع لتلميذي عماوس
      • ظهور يسوع للتلاميذ وتوما معهم
      • الرحمة الالهية – الاحد الاول بعد عيد الفصح
      • صعود المسيح الى السماء
    • زمن العنصرة
      • العنصرة – حلول الروح القدس
      • أحد الثالوث الأقدس – الاجد الثاني بعد العنصرة
      • خميس الجسد – الخميس الثاني بعد العنصرة
      • القربان المقدس ومعجزاته
    • زمن الصليب
      • الصليب
  • ليتورجية : قداسات وصلوات ورتب طقسية
    • طقس ماروني – كاثوليك
      • القداس الماروني
        • القداس الماروني – زمن الميلاد
        • القداس الماروني – زمن الدنح
        • القداس الماروني – زمن الصوم
        • القداس الماروني – زمن القيامة
        • القداس الماروني – زمن العنصرة
        • القداس الماروني – زمن الصليب
        • القداس الماروني – أعياد ومناسبات
        • القداس الماروني – أعياد + نافور شرر
        • نوافير القداس الماروني – طقس ماروني
      • الصلوات الطقسية – طقس ماروني
        • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
        • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
        • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
        • صلوات اسبوع الالام – طقس ماروني
        • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
        • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
        • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
        • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
      • الرتب الطقسية – طقس ماروني
      • الانجيل الاسبوعي – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – الاعياد الثابتة – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
    • طقس لاتيني – كاثوليك
    • طقس روم – ارثوذكس (بيزنطي)
    • الروزنامة – تاريخ الأعياد
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
  • الصلوات والتساعيات والمسابح
    • صلوات ومناجاة
      • صلوات روحية
      • مناجاة روحية
      • صلوات ومناجاة روحية
      • صلوات مريمية
    • تأملات
      • تأملات روحية
      • تأملات مريمية
      • تأملات شهر أيار – رعية مار شربل الأردن
      • تأملات شهرية لقلب يسوع الاقدس (حزيران)
    • تساعيات
      • تساعيات الاب الازلي
      • تساعيات يسوع المسيح
      • تساعيات الروح القدس
      • تساعيات الثالوث الاقدس
      • تساعيات مريم العذراء
      • تساعيات الملائكة
      • تساعيات قديسين
      • تساعيات قديسات
      • تساعيات متفرقة
    • مسابح
      • مسابح يسوع المسيح
      • مسابح الاب الازلي
      • مسابح الروح القدس
      • مسابح الثالوث الاقدس
      • مسابح مريم العذراء
      • مسابح الملائكة
      • مسابح قديسات
      • مسابح قديسين
    • طلبات وزياحات
    • ساعة سجود
    • درب وزياح الصليب
  • مريم العذراء
    • أعياد مريمية
      • 15 كانون الثاني : سيدة الزروع
      • 11 شباط : سيدة لورد
      • 25 اذار : عيد البشارة
      • 3 أيار : سيدة البحر
      • 15 ايار: سيدة الزروع – الحصاد
      • 15 آب : انتقال سيدتنا مريم العذراء
      • 8 أيلول : ميلاد مريم العذراء (غ)
      • 15 أيلول : سيدة الأوجاع
      • 7 تشرين الأول : سلطانة الوردية المقدسة
      • 21 تشرين الثاني : عيد دخول العذراء إلى الهيكل
      • 27 تشرين الثاني : عيد سيّدة الايقونة العجائبيّة
      • 8 كانون الأول : الحبل بلا دنس
      • أعياد مريمية بوجه العموم
    • كتب مريمية
      • الاقتداء بمريم
      • امجاد مريم البتول – القديس ألفونس دي ليكوري
      • الاكرام الحقيقي لمريم العذراء – القديس لويس ماري غرينيون دي مونفورت
    • عقائد مريمية
      • عقيدة مريم ام الله – مجمع افسس 431
      • عقيدة مريم العذراء الدائمة البتولية – المجمع اللاتراني 649
      • عقيدة الحبل بلا دنس – 8 كانون الاول 1854 – البابا بيوس التاسع
      • عقيدة انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد 1950 – البابا بيوس الثاني عشر
      • العقائد المريمية بوجه العموم
    • ظهورات مريم العذراء
      • ظهورات مريم العذراء – فاطيما 1917
      • ظهورات لاساليت
    • مقالات مريمية
    • فضائل مريمية
    • قصائد مريمية
    • تراتيل مريمية – تاريخها
    • اقوال قديسين عن مريم العذراء
    • ايقونات مريمية – شرح وتفسير
  • الحياة المكرسة والنذور الرهبانية
    • الدعوة والتنشئة الكهنوتية
    • الحياة الكهنوتية
    • الدعوة الرهبانية ومرحلة الابتداء
    • الحياة الرهبانية
    • نذر الطاعة
    • نذر العفة
    • نذر الفقر
    • نذر التواضع
    • مقالات حول الحياة المكرسة
  • مكتبة روحية
    • مقالات اباء الكنيسة
      • مقالات : اكليمنضوس الاسكندري
      • مقالات : اثناسيوس
      • مقالات : امبروسيوس
      • مقالات : اغوسطينوس
      • مقالات : افرام السرياني
      • مقالات : باسيليوس الكبير
      • مقالات : نيوفان الحبيس
      • مقالات : غريغوريوس النيصي
      • مقالات : غريغوريوس بالاماس
      • مقالات : غريغوريوس النزينزي اللاهوتي – الناطق بالالهيات
      • مقالات : كيرلس السكندري
      • مقالات : كيرلس الاورشليمي
      • مقالات : يوحنا كاسيان
      • مقالات : يوحنا الدمشقي
      • مقالات : يوحنا فم الذهب
      • مقالات : القديس فيلوكسينوس
    • مقالات واقوال اباء الكنيسة متفرقة
    • كتب اباء الكنيسة
      • كتب : افرام السرياني
      • كتب : اتناسوس
      • كتب : امبروسوس
      • كتب اغوسطينوس
      • كتب : اكليمنضوس الروماني
      • كتب : اكليمنضوس الاسكندري
      • كتب : باسيليوس الكبير
      • كتب : غريغوريس النيصي
      • كتب : غريغوريوس النزينزي اللاهوتي – الناطق بالالهيات
      • كتب : كيرلس الاورشليمي
      • كتب : مقاريوس الكبير
      • كتب : كبريانوس
      • كتب : يوحنا كاسيان
      • كتب : يوحنا فم الذهب
      • كتب : يوستينوس الشهيد
    • كتب روحية متفرقة
    • كتب روحية منسقة
      • الاقتداء بالمسيح
      • بستان الرهبان
      • المصباح الرهباني
      • الطريق الى الفردوس
      • وستعرفون الحق والحق يحرركم
    • سير قديسين – السنكسار
      • كانون الثاني – سير قديسين
      • شباط – سير قديسين
      • اذار – سير قديسين
      • نيسان – سير قديسين
      • ايار – سير قديسين
      • حزيران – سير قديسين
      • تموز – سير قديسين
      • اب – سير قديسين
      • ايلول – سير قديسين
      • تشرين الاول – سير قديسين
      • تشرين الثاني – سير قديسين
      • كانون الاول – سير قديسين
      • فهرست ومقالات – سير قديسين
    • أعياد ومناسبات
      • كانون الثاني – أعياد ومناسبات
        • 6 كانون الثاني : عيد الظهور الإلهي
        • 17 كانون الثاني : مار انطونيوس الكبير
        • 28 كانون الثاني : مار افرام السرياني
        • 31 كانون الثاني : دون بوسكو
      • شباط – أعياد ومناسبات
        • 9 شباط : مار مارون
        • 14 شباط : القديس فلانتين
        • 22 شباط : إقامة كرسي بطرس في أنطاكية – المكرم بشارة ابو مراد
        • 27 شباط : القديس غابرييل لسيدة الأوجاع
      • آذار – أعياد ومناسبات
        • 1 اذار : الملاك الحارس
        • 2 اذار : مار يوحنا مارون (اول بطريرك ماروني)
        • 4 آذار : عيد الوجه الأقدس
        • 19 اذار : مار يوسف البتول
        • 21 اذار : عيد الام
        • 23 اذار : القديسة رفقا
        • 26 اذار : الملاك جبرائيل
      • نيسان – أعياد ومناسبات
        • 23 نيسان : مار جرجس
        • 29 نيسان : القديسة كاترين السيانية
      • أيار – أعياد ومناسبات
        • الشهر المريمي – أيار
        • سيدة لبنان – الأحد الاول من ايار
        • 3 أيار : اكتشاف صليب سيدنا يسوع المسيح في أورشليم
        • 6 ايار : القديس دومنيك سافيو
        • 8 أيار : يوحنا الحبيب \ مولد القديس شربل
        • 22 ايار : القديسة ريتا
      • حزيران – أعياد ومناسبات
        • قلب يسوع – شهر حزيران
        • 6 حزيران : الملاك ميخائيل
        • 13 حزيران : مار انطونيوس البدواني
        • 21 حزيران : عيد الأب
        • 24 حزيران : مولد يوحنا المعمدان
        • 26 حزيران : الطوباوي يعقوب الكبوشي
        • 29 حزيران : مار بطرس وبولس
      • تموز – أعياد ومناسبات
        • 6 تموز : القديسة ماريا غورتي
        • 9 تموز : القديسة فيرونيكا جولياني
        • 10 تموز :القديسون الاخوة المسابكييون والرهبان الفرنسيسكان وشهداء دمشق ١٨٦٠
        • الاحد الثالث من تموز : عيد القديس شربل
        • 17 تموز : القديسة مارينا وادي قنوبين
        • 20 تموز : مار الياس الحي
        • 22 تموز : مريم المجدلية
        • 22 تموز : مار نوهرا
        • 25 تموز : عيد القدبسة حنة
        • 31 تموز : تلاميذ مار مارون 350 شهيد
      • آب – أعياد ومناسبات
        • 2 آب : البطريرك اسطفان الدويهي
        • 6 آب : تجلي الرب
        • 29 آب : قطع رأس يوحنا المعمدان
        • 30 آب : الطوباوي اسطفان نعمة
        • 31 آب: مار زخيا العجائبي
      • أيلول – أعياد ومناسبات
        • 5 أيلول : القديسة الأم تريز كالكوتا
        • 14 أيلول : عيد الصليب
        • 24 أيلول : القديسة تقلا
      • تشرين الأول – أعياد ومناسبات
        • 1 تشرين الأول : القديسة تريز الطفل يسوع
        • 4 تشرين الأول : القديس فرنيسيس الأسيزي
        • 20 تشرين الأول : إعلان قداسة الشهداء المسابكيين
      • تشرين الثاني – أعياد ومناسبات
        • 13 تشرين الثاني : يوحنا فم الذهب
        • 22 تشرين الثاني : تذكار القديسين يواكيم وحنة والدي سيّدتنا مريم العذراء
      • كانون الأول – أعياد ومناسبات
        • 4 كانون الأول : القديسة بربارة
        • 4 كانون الأول : القديس يوحنا الدمشقي
        • 14 كانون الاول: القديس نعمة الله الحرديني
    • تاريخ الكنيسة
      • تاريخ الكنيسة الشرقية
      • تاريخ الكنيسة الغربية – الدكتور يواقيم رزق مرقص
    • الكنائس وتاريخها
      • كنائس لبنان
      • كنائس سوريا
      • كنائس القدس
      • كنائس العراق
      • كنائس تركيا
      • كنائس ايطاليا
      • كنائس متفرقة
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الايقونة وشرحها
    • جنود مريم – منشورات
      • يسوع المسيح – جنود مريم
        • عبادة دم يسوع المسيح – جنود مريم
        • عائلة قلب يسوع الاقدس – جنود مريم
        • عبادة طفل براغ – جنود مريم
        • عبادة قلب يسوع الاقدس – جنود مريم
      • مريم العذراء – جنود مريم
        • سيدة رامات – جنود مريم
        • الوردية – نشأتها وتاريخها و دورُها و أهميّتها في الحياةِ الرّوحيّة – جنود مريم
      • قديسين – جنود مريم
        • القديس يوسف البتول – جنود مربم (19 آذار)
        • القديس جرجس – جنود مريم (23 نيسان)
        • القدّيس نوهرا الشهيد شفيع البصر – جنود مريم (22 تموز)
        • القديس بيو – جنود مريم
        • القدّيس جوده دي تاري – جنود مريم
        • مار سركيس و مار باخوس – جنود مريم
        • القدّيس بيريغران شفيع مرض السرطان – جنود مريم
      • قديسات – جنود مريم
        • القديسة ريتا – جنود مريم (22 ايار)
        • القديسة الشهيدة أكويلينا – جنود مريم (13 حزيران)
        • القدّيسة فيرونيكا جولياني – جنود مريم (10 تموز)
        • القديسة فوستين – جنود مريم
        • القدّيسة فيلومينا – جنود مريم
      • ملائكة – جنود مريم
        • مار جبرائيل أحد رؤساء الملائكة – جنود مريم
        • مار ميخائيل وملائكته – جنود مريم
      • كتب وصلوات روحية وتعليم – جنود مريم
        • شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهريّة – جنود مريم
        • سر الرحمة الالهية – صلوات للرحمة الالهية – جنود مريم
        • الصلاة الارادة الالهية – جنود مريم
        • سر السعادة – الصلوات الخمس عشرة المُلهمة من سيّدنا يسوع المسيح للقدّيسة بريجيتا – جنود مريم
        • القداس الالهي – اسرار تكشفها العذراء – جنود مريم
        • العيش في ملكوت المشيئة الإلهية – جنود مريم
        • اسرار الكنيسة السبعة – جنود مريم
      • منشورات وصلوات روحية وتعليم – جنود مريم
      • كتب متفرقة وارشارد – جنود مريم
        • حقيقة الشيطان وظاهرة عبادته في المجتمع المعاصر – جنود مريم
      • منشورات متفرقة وارشاد – جنود مريم
    • عائلة قلب يسوع الاقدس – سوريا
    • مقالات متفرقة
    • اعلانات ومناسبات
  • مواضيع وقصص
    • مذاهب وبدع
    • البروتستانت – الانجيليين
    • السبتييون
    • شهود يهوا
    • هل تعلم؟
    • صوت صارخ في البرية
    • الاجهاض – نظرة الكنيسة
    • قصة وعبرة
    • ترفيه
    • متفرقات
  • تربوي وثقافي وصحة
    • الاستعداد للزواج
    • سر الزواج المقدس
    • العائلة
    • التربية
    • اسباب مشاكل الزوجية
    • ادب الحياة وفنونها
    • الصحة والامراض
      • الصحة النفسية
      • الصحة الجسدية
      • الأدوية والأعشاب
    • الادمان علاجه ومشاكله
      • الادمان بوجه العموم
      • مشاكل الادمان
      • الادمان على الانترنت
      • الادمان على التدخين
      • الادمان على الكحول
      • الادمان على المخدرات
      • الادمان على القمار
      • نصائح توجيهية حول الادمان
      • الادمان والوقاية
    • مطبخ: مأكولات – حلويات – عصير
      • شوربة
      • السلطات
      • المقبلات
      • المعجنات
      • الاكلات الرئيسية
      • العصائر والمشروبات
      • الحلويات
  • مواقع WEBLINKS
    • مواقع الكنيسة الكاثوليكية
    • موقع الكنيسة الاورثوذكسية
    • مواقع روحية Spiritual Sites
    • مواقع لتعليم اللغات
  • تراتيل MP3
    • زمن الميلاد المجيد – mp3
    • Christmas Noel – mp3
    • زمن الدنح – عماد يسوع – mp3
    • زمن الصوم – mp3
    • درب الصليب
    • اسبوع الالام – mp3
    • زمن القيامة – mp3
    • زمن العنصرة – mp3
    • عبادة قلب يسوع الأقدس – mp3
    • مريم العذراء – mp3
    • المسبحة الوردية – لغات متعددة – mp3
    • مزامير – mp3
    • تراتيل مارونية – mp3
    • تراتيل كلدانية – mp3
    • تراتيل بيزنطية – روم كاثوليك – mp3
    • تراتيل بيزنطية – روم أورثوذكس – mp3
    • تراتيل أرمن ارثوذكس – mp3
    • تراتيل قديسون – mp3
    • تراتيل قديسات – mp3
    • مكرسون – mp3
    • فنانين: جومانا، ماجدة … mp3
    • جوقات mp3 – Coral
    • القربانة الاولى – mp3
    • صلوات – mp3
    • قصائد – mp3
    • mp3 – Gregorian
    • Music: Bach, Mozart … mp3
    • موسيقى – mp3
    • اغاني اطفال – عربي، فرنسي، انكليزي – mp3
  • slider

صفحتنا على فيسبوك

اخر المنشورات

تعليم اللغة السريانية – مبادئ القراءة – منشورات الرسل

مريم، هيكل الكلمة ونشيد الخلاص

مريم، هيكل الكلمة ونشيد الخلاص

مجنون مريم البريئة من الدنس – القديس مكسيمليانوا كولبي

مجنون مريم البريئة من الدنس – القديس مكسيمليانوا كولبي

صلاة في عيد سيدة الحصاد – 15 أيار

صلاة في عيد سيدة الحصاد – 15 أيار

نصف الخمسين بين نزول الرب يسوع للجحيم والعنصرة مسيرة خلاصية

نصف الخمسين بين نزول الرب يسوع للجحيم والعنصرة مسيرة خلاصية

صلاةٌ من أجل شفاء الذاكرة

صلاةٌ من أجل شفاء الذاكرة

BY : refaat

موقع سلطانة الحبل بلا دنس

No Result
View All Result
  • الصفحة الرئيسية
  • القداس والقراءات
    • زمن الميلاد – القداس الماروني
    • زمن الدنح – القداس الماروني
    • زمن الصوم – القداس الماروني
    • زمن القيامة – القداس الماروني
    • زمن العنصرة – القداس الماروني
    • زمن الصليب – القداس الماروني
    • أعياد ومناسبات – القداس الماروني
    • أعياد + نافور شرر – القداس الماروني
    • نوافير القداس – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • الروزنامة الروحية 2024-2025
    • المفكرة الليتورجية المارونية 2024-2025
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
  • الصلوات الطقسية
    • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
    • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
    • صلوات زمن الالام – طقس ماروني
    • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
    • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
    • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
    • تساعية الميلاد – 15 كانون الأول
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
    • درب وزياح الصليب
  • الإنجيل الأسبوعي
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – الأعياد الثابتة – طقس ماروني
  • قديس اليوم
    • كانون الثاني – سير قديسين
    • شباط – سير قديسين
    • آذار – سير قديسين
    • نيسان – سير قديسين
    • أيار – سير قديسين
    • حزيران – سير قديسين
    • تموز – سير قديسين
    • آب – سير قديسين
    • أيلول – سير قديسين
    • تشرين الأول – سير قديسين
    • تشرين الثاني – سير قدسين
    • كانون الأول – سير قديسين
  • معرض الفيديو
    • افلام يسوع المسيح – فيديو
    • افلام قديسين – فيديو
    • القديسون المسابكييون الموارنة والرهبان الفرنسيسكان – فيديو
    • الكتاب المقدس – فيديو
    • تراتيل – فيديو
    • صلوات – فيديو
    • قداس ماروني – فيديو
    • تساعيات – فيديو
    • كنائس – فيديو
    • تعليم لغات – فيديو
  • وثائق
    • المجامع الكنسية: نيقيا – الفاتيكاني الاول
    • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكة
    • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الأيقونة وشرحها
  • Donation
  • PayPal
  • اتصل بنا

Title ×