ArabicArmenianChinese (Simplified)DutchEnglishFrenchGermanGreekItalianKurdish (Kurmanji)PortugueseRussianSpanishTurkish
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
  • الصفحة الرئيسية
  • القداس والقراءات
    • زمن الميلاد – القداس الماروني
    • زمن الدنح – القداس الماروني
    • زمن الصوم – القداس الماروني
    • زمن القيامة – القداس الماروني
    • زمن العنصرة – القداس الماروني
    • زمن الصليب – القداس الماروني
    • أعياد ومناسبات – القداس الماروني
    • أعياد + نافور شرر – القداس الماروني
    • نوافير القداس – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • الروزنامة الروحية 2024-2025
    • المفكرة الليتورجية المارونية 2024-2025
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
  • الصلوات الطقسية
    • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
    • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
    • صلوات زمن الالام – طقس ماروني
    • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
    • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
    • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
    • تساعية الميلاد – 15 كانون الأول
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
    • درب وزياح الصليب
  • الإنجيل الأسبوعي
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – الأعياد الثابتة – طقس ماروني
  • قديس اليوم
    • كانون الثاني – سير قديسين
    • شباط – سير قديسين
    • آذار – سير قديسين
    • نيسان – سير قديسين
    • أيار – سير قديسين
    • حزيران – سير قديسين
    • تموز – سير قديسين
    • آب – سير قديسين
    • أيلول – سير قديسين
    • تشرين الأول – سير قديسين
    • تشرين الثاني – سير قدسين
    • كانون الأول – سير قديسين
  • معرض الفيديو
    • افلام يسوع المسيح – فيديو
    • افلام قديسين – فيديو
    • القديسون المسابكييون الموارنة والرهبان الفرنسيسكان – فيديو
    • الكتاب المقدس – فيديو
    • تراتيل – فيديو
    • صلوات – فيديو
    • قداس ماروني – فيديو
    • تساعيات – فيديو
    • كنائس – فيديو
    • تعليم لغات – فيديو
  • وثائق
    • المجامع الكنسية: نيقيا – الفاتيكاني الاول
    • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكة
    • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الأيقونة وشرحها
  • Donation
  • PayPal
  • اتصل بنا
No Result
View All Result
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
  • الصفحة الرئيسية
  • القداس والقراءات
    • زمن الميلاد – القداس الماروني
    • زمن الدنح – القداس الماروني
    • زمن الصوم – القداس الماروني
    • زمن القيامة – القداس الماروني
    • زمن العنصرة – القداس الماروني
    • زمن الصليب – القداس الماروني
    • أعياد ومناسبات – القداس الماروني
    • أعياد + نافور شرر – القداس الماروني
    • نوافير القداس – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • الروزنامة الروحية 2024-2025
    • المفكرة الليتورجية المارونية 2024-2025
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
  • الصلوات الطقسية
    • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
    • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
    • صلوات زمن الالام – طقس ماروني
    • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
    • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
    • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
    • تساعية الميلاد – 15 كانون الأول
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
    • درب وزياح الصليب
  • الإنجيل الأسبوعي
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – الأعياد الثابتة – طقس ماروني
  • قديس اليوم
    • كانون الثاني – سير قديسين
    • شباط – سير قديسين
    • آذار – سير قديسين
    • نيسان – سير قديسين
    • أيار – سير قديسين
    • حزيران – سير قديسين
    • تموز – سير قديسين
    • آب – سير قديسين
    • أيلول – سير قديسين
    • تشرين الأول – سير قديسين
    • تشرين الثاني – سير قدسين
    • كانون الأول – سير قديسين
  • معرض الفيديو
    • افلام يسوع المسيح – فيديو
    • افلام قديسين – فيديو
    • القديسون المسابكييون الموارنة والرهبان الفرنسيسكان – فيديو
    • الكتاب المقدس – فيديو
    • تراتيل – فيديو
    • صلوات – فيديو
    • قداس ماروني – فيديو
    • تساعيات – فيديو
    • كنائس – فيديو
    • تعليم لغات – فيديو
  • وثائق
    • المجامع الكنسية: نيقيا – الفاتيكاني الاول
    • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكة
    • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الأيقونة وشرحها
  • Donation
  • PayPal
  • اتصل بنا
No Result
View All Result
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
No Result
View All Result
ArabicArmenianChinese (Simplified)DutchEnglishFrenchGermanGreekItalianKurdish (Kurmanji)PortugueseRussianSpanishTurkish

الجزء الأول: الاعتراف بالإيمان – القسم الثاني: قوانين الإيمان – الفصل الأول: أؤمن بالله الآب (185-421) التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

in الله الاب, كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية
A A
302
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter
Print + PDF 🖨

الجزء الأول: الاعتراف بالإيمان – القسم الثاني: قوانين الإيمان – الفصل الأول: أؤمن بالله الآب (185-421) 

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

قانون الإيمان

قوانين الإيمان

185- من يقل”أؤمن” يقل “اعتنق ما نؤمن به”. الشركة في الإيمان تقتضي لغة للإيمان مشتركة، ينتظم بها الجميع ويتحدون في الاعتراف الواحد بالإيمان.

186- منذ البدء عبرت الكنيسة الرسولية عن إيمانها الخاص ونقلته في تعبيرات وجيزة وضابطة للجميع. ولكن الكنيسة أرادت أيضا منذ أقدم أيامها أن تجمع خلاصة إيمانها في مختصرات عضوية ومنسقة بوضوح، معدة بنوع خاص لطالبي المعمودية:

“لم توضح ملخصات الإيمان هذه بحسب آراء البشر، ولكن جمع من الكتاب المقدس كله ما هو الأهم فيه، لكي يعطي تعليم الإيمان الوحيد كاملا. وكما أن بذار الخردل يحتوي في حبة صغيرة جدا عددا كبيرا من الأغصان، كذالك قانون الإيمان، فهو يحتوي في كلمات قليلة علم البر الحقيقي كله الذي ينطوي عليه العهدان القديم والجديد”.

187- تسمى ملخصات الإيمان هذه”اعترافات الإيمان” إذا إنها تلخيص العقيدة التي يعترف بها المسيحيون. وتسمى “أؤمن” جريا مع الكلمة الأولى التي تبدا بها عادة، أي “أؤمن”. وتسمى كذالك”قوانين الإيمان”.

188- كانت اللفظة اليونانية (سينفولن) تعني الشيء المكسور (كالخاتم مثلا) الذي كان يقدم علامة تعرف. فكانت الأقسام المكسورة تقارب لإثبات حقيقية حاملها. وهكذا فقانون الإيمان علامة التعارف والشركة بين المؤمنين. “وسينفولن” تعني إلى ذلك مجموعة، جدولا، أو موجزا. فقانون الإيمان هو مجموعة حقائق الإيمان الرئيسة وهو من ثم المرجع الأول والأساسي للكرازة.

189- أول “اعتراف بالإيمان” يجري في المعمودية. “قانون الإيمان” هو أولا القانون العمادي، وبما أن المعمودية تمنح”باسم الآب والابن والروح القدوس” (متى 28: 19)، فحقائق الإيمان المعترف بها إبان المعمودية مرجعها إلى الأقانيم الثلاثة في الثالوث الأقدس.

190- وهكذا فقانون الإيمان يقسم إلى ثلاثة أقسام: “أولا كلام على الأقنوم الإلهي الأول وعلى عمل الخلق الرائع، ثم على الاقنوم الإلهي الثاني وعلى سر فداء البشر ،واخيرا على الاقنوم الإلهي الثالث ينبوع تقديسنا ومبداه” .من هنا “فصول خاتم معموديتنا الثلاثة”.

191- “وإن كانت هذه الأقسام الثلاثة مترابطة فهي متمايزة. ونحن نسميها أقساما عقائدية جريا مع تشبيه كثيرا ما استعمله الآباء. فكما أن في أعضائنا بعض مفاصل تميزها وتفصلها، كذالك في قانون الإيمان فقد أطلق بحق اسم أقسام عقائدية على الحقائق التي يجب أن نؤمن بها منفردا ومتميزة” . وقد ورد في تقليد قديم، سبق القديس امبروسيوس إلى إثباته، أن العادة جرت على إحصاء اثني عشر قسما في قانون الإيمان، رمزا بعدد الرسل إلى مجمل العقيدة الرسولية.

192- لقد تعددت، على مر العصور، اعترافات الإيمان أو قوانينه، استجابة لحاجات العهود المختلفة: قوانين الكنائس الرسولية والقديمة المختلفه ، القانون “كل من”المنسوب إلى القديس اثناسيوس، اعترافات الإيمان لبعض المجامع (طليطلة، لا تران، ليون، ترانت) أو لبعض الباباوات، من مثل “ايمان داماسيوس”)، أو “قانون إيمان الله” لبولس السادس (1968) .

193- ما من قانون من قوانين الإيمان في شتى مراحل حياة الكنيسة يمكن عدة ساقطا بمرور الزمن، أو خاليا من الفائدة. إنها تساعدنا على أن نبلغ اليوم ونعمق إيمان الأزمان المختلفة من خلال الملخصات المختلفة التي وضعت لها.
بين جميع قوانين الإيمان قانونان يحتلان محلين خاصين في حياة الكنيسة:

194- قانون الرسل، المدعو هكذا لأنه يعد بحق الملخص الأمين لإيمان الرسل. إنه القانون القديم للتعميد في الكنيسة الرومانية. وسلطانه العظيم باتيه من كونه: (القانون الذي تحتفظ به الكنيسة الرومانية، حيث جلس بطرس، أول الرسل، وحيث فاه بالحكم العام).

195- قانون نيقية-القسطنطينية يستمد قوته من كونه صادرا عن المجمعين المسكونيين الأولين (325 و381). وهو لا يزال، إلى اليوم، مشتركا بين جميع كنائس الشرق والغرب الكبرى.

196- سنتبع في عرضنا للعقيدة قانون الرسل الذي يتالف منه نوعا”أقدم تعليم مسيحي روماني”. ومع ذلك سنتم العرض برجوع متواصل الى قانون نيقية – القسطنطينية الأكثر تصريحا وتفصيلا.

197- وكما فعلنا في يوم معموديتنا، عندما أسلمنا كل حياتنا “إلى رسم التعليم” (رو 6: 17)، فلنتقبل قانون إيماننا الذي يعطي الحياة. فإن الإيمان بإيمان، إنما ذلك دخول في الشركة مع الله الآب، والابن، والروح القدوس، ودخول أيضا في الشركة مع الكنيسة كلها التي تنقل إلينا العقيدة، والتي بين ظهرانيها نؤمن:
“هذا القانون هو الخاتم الروحي، {…} ونجوى قلبنا، والحارس الذي لا يغيب أبدا، وهو، ولا شك كنز نفسنا”.

الفصل الأول

أؤمن بالله الآب

198- اعترافنا بالإيمان يبدأ بالله، لأن الله هو “الأول والآخر” (اش 44: 6)، بدء كل شيء ونهايته. وقانون الإيمان يبدأ بالله الآب، لأن الآب هو الأقنوم الإلهي الأول من الثالوث الأقدس، وقانوننا يبدأ بخلق السماء والأرض، لأن الخلق هو البداية والأساس في جميع أعمال الله.

المقال الأول

“أؤمن بالله الآب الكلي القدرة خالق السماء والأرض”

الفقرة 1- أؤمن بالله

199- “أؤمن بالله”: هذا التأكيد الأول من الاعتراف بالإيمان هو أيضا أساسي أكثر من أي شيء آخر. القانون كله يتكلم على الله، وإن تكلم أيضا على الإنسان والعالم فذالك بالنسبة إلى الله. فمواد قانون الإيمان تتعلق كلها بالمادة الأولى، كما أن جميع الوصايا توضح الوصية الأولى. والمواد الأخرى تعرفنا الله تعريفا أوسع، كما كشف عن نفسه للبشر تدريجيا.
“المؤمن يعترفون أولا بالإيمان بالله”.

1.”أؤمن بإله واحد”

200 – بهذه الكلمات يبدأ قانون نيقية – القسطنطينية. الاعتراف بوحدانية الله ذات الجذور في الوحي الإلهي في العهد القديم، لا يمكن فصله عن الاعتراف بوجود الله، وهو أساسي مثله أيضا. فالله واحد: لا يوجد إلا إله واحد: “الإيمان المسيحي يعترف أنه لا يوجد إلا إله واحد، واحد بطبيعته، وجوهره، وانيته”.

201- الله كشف عن نفسه لاسرائيل مختاره على أنه الوحيد: “اسمع، يا اسرائيل، إن الرب إلهنا رب واحد، فأحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتك” (تث 6 :4-5). بالأنبياء دعا الله اسرائيل وجميع الأمم إلى التوجه نحوه، هو الوحيد. “توجهوا إلي فتخلصوا يا جميع أقاصي الأرض فإني أنا الله وليس من إله آخر(…). لي ستجثو كل ركبة وبي سيقسم كل لسان، يقول: “بالرب وحده البر والقوة” (اش 45: 22- 24).

202- يسوع نفسه يثبت أن الله هو “الرب الوحيد” وأنه يجب أن يحب “بكل القلب وكل النفس وكل الذهن وكل القدرة”. وهو يشير، في الوقت نفسه، إلى أنه هو ذاته”الرب”. والاعتراف بأن “يسوع هو الرب”. هو خاصة الإيمان المسيحي. وهذا لا يخالف الإيمان بالله الواحد. والإيمان بالروح القدس “الرب وواهب الحياة” لا يجعل في وحدانية الله انفصاما:
“نحن نؤمن إيمانا ثابتا، ونثبت ببساطة أنه يوجد إله واحد حقيقي، غير محدود وغير متغير، وغير مدرك، كلي القدرة، وفوق كل تعبير، آب وابن وروح قدس: ثلاثة أقانيم، ولكن انية واحدة، أو طبيعة كلية البساطة”.

2. الله يكشف عن اسمه

203- لقد كشف الله ذاته لشعبه إسرائيل وعرفه اسمه. الاسم تعبير عن الانية، هوية الشخص ومعنى الحياة. لله اسم. وليس بقوة غفل. وتسليم الاسم هو تعريف الآخرين بالذات، هو على وجه ما، تسليم الذات يجعلها ممكنة المنال، حرية بأن تعرف معرفة أعمق، وأن تدعى شخصيا.

204- الله كشف عن ذاته لشعبه تدريجيا وبأسماء مختلفة، إلا أن الكشف عن الاسم الإلهي لموسى في ظهور العليق الملتهبة على عتبة الخروج وعهد سيناء، هو الكشف الذي ثبت أنه الأساسي للعهدين القديم والجديد.

الإله الحي

205- الله يدعو موسى من وسط عليق تلتهب ولا تحترق. ويقول الله لموسى:”أنا إله آبائك، إله ابراهيم، وإله اسحق، وإله يعقوب” (خر 3: 6). فالله هو إله الآباء الذي دعاهم وقادهم في تيههم. إنه الإله الأمين والعطوف الذي يذكرهم ويذكر عهوده، وهو يأتي ليحرر نسلهم من العبودية. إنه الإله الذي، في كل مكان وزمان، يستطيع ذلك ويريده، والذي يجعل قدرته غير المحدودة في طريق هذا التصميم.

“أنا هو الكائن”

قال موسى لله:”ها أنا سائر إلى بني اسرائيل فأقول لهم: إله آبائكم بعثتني إليكم، فإن قالوا لي ما اسمه ،فماذا أقول لهم؟ “فقال الله لموسى: “أنا هو الكائن”. وقال :”كذا قل لبني اسرائيل” (خر 3: 13- 15).

206- عندما يكشف الله عن اسمه العجيب يهوه، “أنا الكائن، “أو أنا من هو”، أو ايضا “أنا من أنا”، يقول من هو، وباْى اسم يجب أن ندعوه. هذا الاسم الإلهي سرى كما أن الله سر. إنه في الوقت نفسه اسم موحى به وكرفض للاسم، وهو من ثم يعبر أحسن تعبير عن الله كما هو، أي على مستوى أسمى من كل ما نستطيع إدراكه أو قوله: إنه “الإله المتحجب” (اش 45: 15)، واسمه عجيب ،وهو الإله الذي يتقرب من البشر.

207- عندما يكشف الله عن اسمه يكشف في الوقت نفسه عن أمانته التي هي من الأبد وإلى الأزل، سارية المفعول في الماضي (“أنا إله آبائك”،خر 3: 6) كما في المستقبل (“أنا اكون معك”،خر 3: 12). الله الذي يكشف عن اسمه على أنه “الكائن” يكشف عن ذاته على أنه الإله الحاضر على الدوام، الحاضر مع شعبه ليخلصه.

208- أما حضور الله الساحر والعجيب يكتشف الإنسان صغارته. أمام العليق الملتهبة يخلع موسى نعليه ويستر وجهة مقابل القداسة الإلهية.

– أمام مجد الإله المثلث القداسة يصيح أشعيا: “ويل لي قد هلكت، لأني رجل دنس الشفتين” (اش 6: 5). أمام الأعمال الإلهية التي يعملها يسوع يصيح بطرس: “تباعد عني، يا رب، فإني رجل خاطىْ” (لو 5: 8). ولكن بما أن الله قدوس، فهو يقدر أن يغفر للإنسان الذي يكشف عن نفسه أمامه أنه خاطئ: “لا أنفذ وغر غضبي (…) لأني انا الله لا إنسان، وفيك قدوس” (هو 11: 9). وسيقول الرسول يوحنا كذلك: “نقنع قلوبنا بأن تطمئن أمامه، وإن كان قلبنا يبكتنا، فإن الله أعظم من قلبنا وعالم بكل شيء” (1يو 3: 19- 20).

209- توقيرا لقداسة الله لا يفوه الشعب الاسرائيلي باسمه تعالى. ففي قراءة الكتاب المقدس يستعاض عن الاسم الموحى به باللقب الإلهي “رب” (ادوناي، باليونانية كيريوس). وبهذا اللقب ستعلن ألوهة يسوع : “يسوع رب”.

“إله الحنان والرحمة”

210- بعد خطيئة اسرائيل الذي مال عن الله إلى عبادة العجل الذهبي، يسمع الله تشفع موسى ويقبل السير في وسط شعب ناكث للعهد، مظهرا هكذا محبته. وهو يجيب موس الذي يطلب أن يرى مجده ويقول: “أنا أجيز جميع جودتي أمامك وأنادي باسم الرب يهوه قدامك” (خر 33: 18- 19). ويمر الرب أمام موسى وينادي: “يهوه، يهوه إله رحيم ورؤف، طويل الأناة كثير المراحم والوفاء” (خر 34: 6). فيعترف موسى حينئذ أن الرب إله غفور .

211- الاسم الإلهي “أنا الكائن” أو “الذي هو”يعبر عن أمانة الله الذي “يحفظ الرحمة لألوف” (خر 34: 7)، على ما للبشر من نكيثة الإثم ومن العقاب الذي تستحقه. الله يكشف عن كونه “غنيا بالرحمة” (اف 2: 4) إلى حد أنه بذل ابنه الخاص. وعندما يبذل يسوع حياته ليحررنا من الخطيئة، سيكشف أنه يحمل هو نفسه الاسم الإلهي: “إذا ما رفعتم ابن البشر فعندئذ تعرفون أني “أنا هو” (يو 8: 28).

الله وحده الكائن

212- لقد استطاع إيمان اسرائيل، عبر القرون، أن ينشر ويتقصى الكنوز المنطوية في وحي الاسم الإلهي. الله واحد، ولا إله سواه وهو فوق العالم والتاريخ. وهو الذي صنع السماوات والأرض: “هي تزول وأنت تبقى، وكلها تبلى كالثوب (…) وأنت أنت وسنوك لن تفنى” (مز 102: 27- 28). ليس فيه”تحول ولا ظل تغير”(يع 1: 17). إنه “الكائن “منذ الأبد وإلى الأزل، وهو هكذا يبقى أبدا وفيا لذاته ولوعوده.

213- وهكذا فالكشف عن الاسم العجيب “أنا الكائن”يتضمن الحقيقية ان الله وحده كائن. وبهذا المعنى فهم الاسم الإلهي في الترجمة السبعينية وبعدها في تقليد الكنيسة: الله هو ملء الكينونة وملء كل كمال، لا أول له ولا آخر. وفيما نالت جميع الخلائق منه كل كيانها وكل ما لها، فهو وحده كيان ذاته، وهو من ذاته كل ما هو.

1. الله “الكائن”حقيقية ومحبة

214- الله، “الكائن”، كشف عن نفسه لاسرائيل على أنه الكائن “الكثير المراحم والوفاء” (خر 34: 6). هذه الألفاظ تعبر تعبيرا مرصوصا عن كنوز الاسم الإلهي. الله يظهر في جميع أعماله عطفه، وجودته، ونعمته، ومحبته، كما يظهر أيضا وفاءه، وثباته، وأمانته، وحقيقته. “اعترف لاسمك لأجل رحمتك” (مز 138: 2). إنه الحق، لأن “الله نور وليس فيه ظلمه البته” (1يو 1: 5)، وهو”محبته”، على حد ما يعلم يوحنا الرسول (1يو 4: 8).

الله حق

215- “رأس كلمتك حق، وإلى الأبد كل حكم عدلك” (مز 119: 160). “والآن أيها الرب الإله أنت هو الله وكلامك حق” (2صم 7: 28)، ولذالك فوعود الله تتحقق دائما . الله هو الحق نفسه وأقواله جلت عن التضليل. ولهذا يستطيع المرء أن يسلم بكل ثقة لحقيقية كلمته ووفائها في كل شيء. بدء خطيئة الإنسان وسقوطه كان كذبة من المجرب الذي حمل على الشك في كلمة الله وعطفه ووفائه.

216- حق الله هو حكمته التي تسوس كل نظام الخليقة ومسيرة العالم . الله الذي وحده خلق السماء والأرض، يستطيع هو وحده أن يعطي معرفة كل شيء مخلوق في علاقته معه معرفة حقيقية.

217- الله حق أيضا عندما يكشف عن ذاته: التعليم الذي يأتي من الله “تعليم حق” (ملا 2: 6). وعندما يرسل ابنه إلى العالم إنما يكون ذلك “ليشهد للحق” (يو 18: 37): “نعلم أن ابن الله قد أتى وأتانا بصيرة لكي نعرف الإله الحقيقي” (1 يو 5: 20) .

الله محبة

218- لقد استطاع اسرائيل، على مر تاريخه، أن يكتشف انه لم يكن الله إلا داع واحد حمله على الكشف عن ذاته له، وعلى اختياره له، بين سائر الشعوب، ليكون شعبه الخاص: هو حبه المجاني. وقد فقة اسرائيل، بفضل أنبيائه، إنه بدافع الحب أيضا لم يكف الله عن تخليصه، وعن مغفرة نكيثته وآثامه.

219- يشبه حب الله لاسرائيل بحب أب لابنه. وهذا الحب أقوى من حب أم لأبنائها. الله يحب شعبه أكثر مما يجب زوج حبيبته، وهذا الحب يتغلب حتى على أقبح الخيانات، وهو يذهب إلى درجة بذل الأغلى: “هكذا أحب الله العالم حتى إنه بذل ابنه الوحيد” (يو 3: 16).

220- وحب الله “أبدي”(اش 54: 8):”إن الجبال تزول والتلال تتزعزع أما رأفتي فلا تزول عنك (اش 54: 10). “إني أحببتك حبا أبديا فلذلك اجتذبتك برحمته” (ار 31: 3).

221- القديس يوحنا يذهب أيضا إلى أبعد من ذلك عندما يعلن أن “الله محبة” (1يو 4: 8، 16): فكيان الله ذاته محبة. وعندما يرسل الله، بحلول ملء الأزمنة، ابنه الوحيد وروح محبته يكشف عن أخص سر له: إنه هو نفسه أبدا تبادل محبة: آب وابن وروح قدس، وقد قدر لنا نكون شركاء فيه.

4. مدى الإيمان بالله الواحد

222- للإيمان بالله الواحد، ومحبتنا له بكل كياننا، عواقب لا حد لها في حياتنا كلها:

223- فذالك يقتضي معرفة عظمة الله وجلاله: “إن الله عظيم فوق ما نعلم” (ايوب 36: 26). ولهذا وجب أن يكون الله “المخدوم الأول”.

224- ويقتضي أن نعيش في الشكران: إذا كان الله هو الواحد الوحيد فكل ما نحن وكل ما نملك يأتي من لدنه: “أي شيء لك لم تنله” (1كو 4: 7) “ماذا أرد الى الرب عن جميع ما كافأني به” (مز 116- 12).

225- ويقتضي معرفة وحدة البشر وكرامتهم الحقيقية: جميعهم مصنوعون “على صورة الله ومثاله” (تك 1: 26).

226- ويقتضي حسن استعمال الأشياء المخلوقة: الإيمان بالله الواحد يقودنا إلى استعمال كل ما ليس الله بقدر ما يقربنا ذلك من الله، وإلى التجرد منه بقدر ما يميل بنا ذلك عن الله :
“ربي وإلهي، انزع مني كل ما يبعدني عنك.
ربي وإلهي، هبني كل ما يقريني منك.
ربي وإلهي، جردني من ذاتي لكي أكون كلي لك”.

227- ويقتضي الثقة بالله في كل حال، في الشدة. صلاة للقديسة تريزا يسوع تعبر عن ذلك تعبيرا رائعا:
“لا يقلقنك شيء، لا يخيفنك شيء، كل شيء يزول، الله لا يتغير، الصبر يحصل على كل شيء، من معه الله فلا ينقصه شيء، الله وحده يكفي”.

بإيجاز:

228-“اسمع، يا إسرائيل، إن الرب إلهنا رب واحد” (تث 6: 4، مر 12: 29). “من الضروري أن يكون الكائن الأعلى واحدا، أي بغير شريك(…).إذا لم يكن الله واحدا لم يكن الله واحدا لم يكن الله”.

229- الإيمان بالله يقودنا إلى أن نتوجه إليه وحده على أنه مبدأنا الأول وغايتنا القصوى، وأن لا نؤثر عليه شيئا أو أن نستبدله بشيء.

230- الله، إذا كشف عن ذاته، يبقى سرا عجيبا. “لو كنت تفهمه لما كان الله”.

231- إله إيماننا كشف عن ذاته، على أنه الكائن، لقد عرف بنفسه على أنه “كثير المراحم والوفاء” (خر 34: 6). كيانه نفسه حق ومحبة.

الفقرة 2- الآب

1.”باسم الآب والابن والروح القدوس”

232- المسيحيون يعمدون “باسم الآب والابن والروح القدوس” (متى 28: 19). وقبل ذلك يجيبون بقولهم “آؤمن” عن السؤال المثلث الذي يطلب منهم الاعتراف بإيمانهم بالآب والابن والروح القدس، “إيمان جميع المسيحيين يقوم على الثالوث”

233- المسيحيون يعمدون “باسم”الآب والابن والروح القدس، لا “بأسماء” هؤلاء لأنه لا يوجد إلا إله واحد، الآب الكلي القدرة، وابنه الوحيد والروح القدس: الثالوث القدوس.

234- سر الثالوث القدوس هو السر المركزي في الإيمان وفي الحياة المسيحية. إنه سر الله في ذاته. وهو من ثم أصل سائر أسرار الإيمان النور الذي ينيرها. إنه العقيدة الأساسية والجوهرية الأكثر أهمية في “هرمية حقائق الإيمان”. “ليس تاريخ الخلاص كله سوى تاريخ الطريقة والوسائل التي اعتمدها الله الحق والواحد، الآب والابن والروح القدس، ليكشف عن ذاته ويتصالح هو والبشر الذين يتحولون عن الخطيئة، ويضمهم إليه”.

235- ستعرض بإيجاز، في هذه الفقرة، الطريقة التي جرى بها الكشف عن سر الثالوث الأقدس (1)، وكيف صاغت الكنيسة عقيدة الإيمان في موضوع هذا السر (2)، وأخيرا كيف حقق الله الآب “تصميمه العطوف” في الخلق والفداء والتقديس بوساطة رسالتي الابن والروح القدس الإلهيتين(3).

236- يميز آباء الكنيسة ما بين اللاهوت  والتدبير دالين باللفظة الأولى على سر الحياة الحميمة عند الله – الثالوث، وباللفظة الثانية على جميع اعمال الله التي بها يكشف عن ذاته ويبث حياته.

237- الثالوث سر إيمان بالمعنى الدقيق، أحد “الأسرار الخفية في الله، والتي لا يمكن أن تعرف إذا لم يوح بها من فوق”. والحقيقة أن الله ترك آثارا لكيانه الثالوثي في عمله الخلقي، وفي وحيه طي العهد القديم. ولكن صميم كيانه، ثالوثا مقدسا، هو سر لا يستطيع أن يدركه العقل البشري المجرد، ولا إيمان إسرائيل نفسه قبل تجسد ابن الله وإرسال الروح القدس.

2. الوحي بالله ثالوثا
الآب يكشف عنه الابن

238- دعوة الله على أنه “آب” معروفة في ديانات كثيرة. فكثيرا ما تعد الألوهة “أبا الآلهة والبشر”. في إسرائيل يدعى الله أبا في كونه خالق العالم . وأكثر من ذلك فالله آب أيضا بسبب العهد وإعطاء الشريعة لاسرائيل “ابنه البكر” (خر 22:4). وقد دعي أيضا أبا ملك اسرائيل. وهو بنوع خاص “أبو المساكين” واليتيم والأرملة الذين هم في حمى محبته.

239- إذا دعي الله باسم “آب”، فلغة الإيمان تدل بنوع خاص على وجهين: على ان الله هو المصدر الأول لكل سلطة عليا، وأنه في الوقت جودة وعناية محبة لجميع أبنائه. حنان القربى هذا في الله يمكن التعبير عنه أيضا بصورة الأمومة التي تدل دلالة أوفى على الملازمة في الله، على العلاقة الحميمة بين الله وخليقته.
وهكذا فلغة الإيمان تستقي من تجربة الوالدين البشرية الذين هم، على وجه ما، أول الممثلين لله عند الإنسان. ولكن هذه التجربة تقول أيضا أن الوالدين البشريين غير معصومين عن الخطأ، وأنهم قد يشوهون صفحة الابوة والأمومة. فمن الموافق التذكير بأن الله فوق التمييز البشري للجنسين. فهو ليس رجلا ولا امرأة، إنه الله. إنه أيضا فوق الأبوة والأمومة البشريتين، في حين كونه المصدر والمقياس: ما من أحد يعدل الله في الأبوة.

240- لقد كشف يسوع عن الله أنه “آب” بمعنى لا مثيل له: فلا تنحصر أبوته في كونه خالقا، إنه آب أزليا في علاقته بابنه الوحيد، الذي لا يكون، منذ الازل، ابنا إلا في علاقته بالآب: “ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن يريد الابن أن يكشف له” (متى 27:11).

241- ولهذا فالرسل يعترفون بيسوع على أنه “الكلمة الذي كان في البدء لدى الله وكان الله” (يو 1:1)، على أنه “صورة الله الغير المنظور” (كول 15:1)، على أنه “ضياء مجده وصورة جوهره” (عب 3:1).

242- على أثر الرسل وجريا على التقليد الرسولي، اعترفت الكنيسة سنة 325، في مجمع نيقية المسكوني الأول، أن الابن “واحد في الجوهر” مع الآب، أي أنه هو والآب إله واحد. والمجمع المنسكوني الثاني، المنعقد في القسطنطينية سنة 381، احتفظ بهذا التعبير في صياغة قانون إيمان نيقية، واعترف بقوله “ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل جميع الدهور، نور مولود من النور، إله حق صادر عن الله الحق، مولود غير مخلوق، هو والآب جوهر واحد”.

الآب والابن يكشف عنهما الروح القدس

243- إن يسوع يعلن، قبل فصحه، عن إرسال “بارقليط آخر”، (محام)، الروح القدس. إنه في العمل منذ خلق العالم، وقديما “نطق بالأنبياء”، وهو الآن إلى جانب التلاميذ وفيهم ، لكي يعلمهم ويرشدهم “إلى الحقيقة كلها” (يو 13:16). وهكذا فقد كشف عن الروح القدس على أنه أقنوم إلهي آخر بالنسبة إلى يسوع والآب.

244- الأصل الأزلي للروح القدس تكشف في رسالته الزمنية. فالروح القدس مرسل إلى الرسل وإلى الكنيسة من لدن الآب باسم الابن كما هو مرسل من لدن الابن شخصيا بعد عودته إلى الآب. وإن في إرسال أقنوم الروح القدس بعد تمجيد يسوع لكشفا كاملا عن سر الثالوث الأقدس.

245- الإيمان الرسولي في شأن الروح القدس اعترف به في المجمع المسكوني الثاني، سنة 381، في القسطنطسنية: “نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب”. وهكذا ترى الكنيسة في الآب “ينبوع الألوهة كلها ومصدرها”. ومع ذلك فليس المصدر الأزلي للروح القدس بغير رابط بمصدر الابن: “الروح القدس، الأقنوم الثالث من الثالوث، هو الله، واحد ومساو للآب والابن، جوهر واحد وطبيعة واحدة. (…) ومع ذلك لا نقول انه روح الآب فقط، بل روح الآب والابن معا”. قانون إيمان الكنيسة الصادر عن مجمع القسطنطينية المسكوني يعترف قائلا: “مع الآب والابن يعبد العبادة نفسها ويمجد التمجيد نفسه”.

246- إن التقليد اللاتيني لقانون الإيمان يعترف بأن الروح “ينبثق من الآب والابن. ومجمع فلورنسة، سنة 1438، يصرح بأن “الروح القدس يستمد ذاتيته وكيانه معا من الآب والابن وينبثق أزليا من هذا وذاك كما من مبدأ واحد وبانبثاق واحد… وبما أن كل ما للآب أعطاه الآب ذاته لابنه الوحيد عندما ولده، ما عدا كونه أبا، فإن انبثاق الروح القدس ذاته عن طريق الابن يستمده أزليا من ابيه الذي ولده أزليا”.

247- القول ب”والابن” لم يكن موجودا في القانون المعترف به سنة 381 في القسطنطينية. ولكن جريا مع تقليد لاتيني واسكندراني قديم اعترف به عقائديا البابا القديس لاون سنة 447، قبل أن تعرف رومة وتتقبل، سنة 451، في مجمع خلقيدونية، قانون إيمان سنة 381. واستعمال هذه الصيغة في قانون الغيمان جري عليه شيئا فشيئا في الليترجيا اللاتينية ل “والابن” في قانون نيقية-القسطنطينية كان ولا يزال اليوم مبعث خلاف مع الكنائس الأرثوذكسية.

248- يعبر التقليد الشرقي أولا عن ميزة الآب كمصدر أول بالنسبة الى الروح القدس. فعندما يعترف بان الروح “ينبثق من الآب” (يو 26:15)، يثبت أن هذا الروح منبثق من الآب بالابن. أما التقليد الغربي فهو يعبر أولا عن الشركة في وحدة الجوهر بين الآب والابن بقوله أن الروح ينبثق من الآب والابن. يقول ذلك “على وجه شرعي ومعقول” لأن الرتبة الأزلية لدى الأقانيم الإلهية في شركتهم الاحدية الجوهر تتضمن أن يكون الآب هو المصدر الأول للروح القدس لكونه “المبدأ الذي لا مبدأ له”، ولكنها تتضمن أيضا، والآب أبو ابنه الوحيد، أن يكون معه “المبدأ الوحيد الذي ينبثق منه الروح القدس”. هذا الاكتمال المشروع، إذا لم يُحَجّر، لا ينال من وحدة الإيمان في حقيقة السر عينه المعترف به.

3. الثالوث الأقدس في عقيدة الإيمان
تكون العقيدة الثالوثية

249- حقيقة الثالوث الأقدس الموحى بها كانت منذ البدء في أصل إيمان الكنيسة الحي، ولا سيما عن طريق المعمودية. وهي تجد عبارتها في نظام الإيمان العمادي، مصوغة في الكرازة، والتعليم المسيحي، وصلاة الكنيسة. مثل هذه الصياغات موجود قبلا في الكتابات الرسولية، كما تشهد بذلك هذه التحية التي تنقلها الليترجيا الافخارستية: “نعمة الرب يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس معكم أجمعين” (2 كو 13:13).

250- في اثناء القرون الأولى، عملت الكنيسة على صياغة عقيدتها الثالوثية صياغة أصرح، لتعميق فهمها الذاتي للعقيدة، ثم للدفاع عنها في وجه الاضاليل التي كانت تشوهها. ذلك كان عمل المجامع القديمة يساعدها البحث اللاهوتي عند آباء الكنيسة، ويساندها حس الإيمان عند الشعب المسيحي.

251- لصياغة عقيدة الثالوث اضطرت الكنيسة إلى أن تتوسع في مصطلحات خاصة، مستعينة بأفكار من اصل فلسفي: “جوهر”، “شخص” او “اقنوم”، “علاقة”، الخ. وفي عملها هذا لم تخضع الإيمان لحكمة بشرية، ولكنها اعطت معنى جديدا لم يعهد من قبل لهذه الألفاظ المدعوة إلى ان تعني ايضا، من الآن فصاعدا، سرا عجيبا، “يسمو سموا لا نهائيا على كل ما نستطيع تصوره في الحدود البشرية”.

252- الكنيسة تستعمل اللفظة “جوهر” (يعبر عنها أحيانا بال “انية” أو “الطبيعة”) للدلالة على الكائن الإلهي في وحدته، واللفظة “شخص” أو “اقنوم” للدلالة على الآب، والابن، والروح القدس في التميز الحقيقي في ما بينهم، واللفظة “علاقة” للدلالة على واقع أن تميزهم يقوم في مرجعية بعضهم إلى بعض.

عقيدة الثالوث الأقدس

253- الثالوث واحد. إننا لا نعترف بثلاثة آلهة، بل بإله واحد بثلاثة أقانيم: “الثالوث الأحدي الجوهر”. فالأقانيم الإلهية لا يتقاسمون الألوهة الواحدة، ولكن كل واحد منهم هو الله كاملا: “الآب هو ذات ما هو الابن، والابن هو ذات ما هو الآب، والآب والابن هما ذات ما هو الروح القدس، أي الإله واحد بالطبيعة”. “كل أقنوم من الأقانيم هو هذه الحقيقة أي الجوهر، والانية أو الطبيعة الإلهية”.

254- الاقانيم الإلهية متميزون تميزا حقيقيا في ما بينهم. “الله واحد ولكنه غير متوحد. “آب”، “ابن”، “روح قدس” ليسوا مجرد أسماء دالة على كيفيات للكائن الإلهي، إذ أنهم متميزون تميزا حقيقيا في ما بينهم: “الذي هو الابن ليس الآب، والذي هو الآب ليس الابن، ولا الروح القدس هو الآب أو الابن”. إنهم متميزون فيما بينهم بعلاقات مصدرهم: “الآب هو الذي يلد، والابن هو المولود، والروح القدس هو الذي ينبثق”. الوحدة الإلهية ثلاثية.

255- الأقانيم الإلهية ذوو علاقة بعضهم ببعض. فالتميز الحقيقي القائم بين الأقانيم ولا يقسم الوحدة الإلهية، يقوم فقط في العلاقات التي ترجع بعضهم إلى بعض: “في أسماء الأقانيم النسبية، يرجع الآب إلى الابن، والابن إلى الآب، والروح القدس إليهما كليهما؛ عندما يجري الكلام على هؤلاء الأقانيم الثلاثة باعتبار العلاقات، فالإيمان مع ذلك يبقى اعترافا بطبيعة واحدة أو جوهر واحد”. وهكذا “فكل شيء واحد فيهم حيثما لا يوجد اعتراض للعلاقة”. “بسبب هذه الوحدة، الآب كله في الابن، وكله في الروح القدس؛ الابن كله في الآب، وكله في الروح القدس، الروح القدس كله في الآب، وكله في الابن”.

256- لموعوظي القسطنطينية يودع القديس غريغوريوس النزينزي، الذي يدعى أيضا “اللاهوتي”، خلاصة الإيمان الثالوثي هذا:

“حافظوا قبل كل شيء على هذه الوديعة الصالحة، التي لها أحيا وأقارع، ومعها أريد أن أموت، التي تجعلني أتحمل جميع الشرور وازدري جميع المتع: أعني اعتراف الإيمان بالآب والابن والروح القدس. إني أودعكم إياه اليوم. وبه ساعمد بعد حين إلى تغطيسكم في الماء ثم رفعكم منه. إني أهبكم إياه رفيقا وشفيعا لحياتكم كلها. أهبكم ألوهة واحدة وقدرة واحدة، موجودة واحدة في الثلاثة، وحاوية الثلاثة على وجه التميز. ألوهة في غير اختلاف في الجوهر أو الطبيعة، في غير درجة عليا تعلي، أو درجة سفلى تدني. (…) إنها الوحدة اللامتناهية في الطبيعة لثلاثة لامتناهين. الله كله كاملا في كل واحد في ذاته (….)، والله الثلاثة في الثلاثة معا (….). ما أن آخذ في التفكير بالوحدة حتى يغرقني الثالوث في ألقه. وما أن آخذ في التفكير بالثالوث حتى تشدني الوحدة…. .”

4. الأعمال الإلهية والرسالات الثالوثية

257-“أيها الثالوث النور السعيد، أيها الوحدة الأولية!”. الله هو السعادة الأزلية، الحياة التي لا تموت، النور الذي لا يخبو. الله محبة: الآب والابن والروح القدس. والله يريد أن يشرك إشراكا حرا في مجد حياته السعيدة. هذا هو “تصميم العطف” (اف 1: 9) الذي صممه منذ قبل خلق العالم في ابنة الحبيب، “محددا أن نكون له أبناء بيسوع المسيح هذا” (اف 1: 5)، أي أن نكون “مشابهين لصورة ابنه” (رو 8: 29) بفضل “روح التبنى” (رو 8: 15). هذا التصميم “نعمة أعطيت قبل جميع الدهور” (2تيم 1 :9)، صادرة مباشرة عن المحبة الثالوثية. وهو شائع في عمل الخلق، في تاريخ الخلاص كله بعد الخطيئة، في رسالتي الابن والروح اللتين تمدان برسالة الكنيسة.

258- التدبير الإلهي كله عمل مشترك بين الأقانيم الثلاثة الإلهية. فكما أنه ليس للثالوث إلا الطبيعة الواحدة ذاتها، فليس له إلا العمل الواحد ذاته. “ليس الآب والابن والروح القدس ثلاثة مبادىء للخلائق بل مبدأ واحد”. ومع ذلك فكل أقنوم إلهي يعمل العمل المشترك وفقا لميزته الشخصية. وهكذا فالكنيسة تعترف، في عقب العهد الجديد، “بالله الآب الذي منه كل شيء، بالرب يسوع المسيح الذي له كل شيء، وبالروح القدس الذي فيه كل شيء”. وإن رسالتي تجسد الابن وموهبة الروح القدس الإلهيتين هما اللتان تظهران خصوصا ميزات الأقانيم الإلهية.

259- التدبير الإلهي كله، في كونه عملا مشتركا وشخصيا في الوقت نفسه، يظهر ميزة الأقانيم الإلهية ووحدة طبيعتهم. لذالك الحياة المسيحية كلها شركة مع كل من الأقانيم الإلهية، من دون أن تفصلهم البتة. من يمجد الآب يمجده بالابن في الروح القدس، ومن يتبع المسيح يتبعه لأن الآب يجدبه والروح يحركه.

260- غاية التدبير الإلهي كله القصوى هي أن تدخل الخلائق في وحدة الثالوث المجيد الكاملة. إلا أننا مدعوون منذ الآن إلى أن يسكن الثالوث القدوس فينا. فالرب يقول:”إن أحبني أحد يحفظ كلمتي، وأبي يحبه، وإليه نأتي، وعنده نجعل مقامنا” (يو 14: 23):

“إلهي، الثالوث الذي أعبده، ساعدني على أن أنسى ذاتي نسيانا كاملا فأقيم فيك في سكون وهدوء كما لو كانت منذ الآن في الأبدية، لا لشيء من شأنه أن يتمكن من إقلاق سلامي، أو أن يخرجني منك، يا من لا يقبل التغير، بل فلتذهب بي كل دقيقة ألى أبعد في عمق سرك! هدئ نفسي. اجعلها سماءك، مسكنك المحبوب ومقر راحتك. هب أن لا أدعك فيها أبدا وحدك، بل أن أكون هناك بكل كياني، يقظة في إيمانك، عابدة عبادة كاملة، مستسلمة استسلاما كاملا لعملك الخلاق”.

بإيجاز:

261- سر الثالوث الأقدس هو السر الرئيسي للإيمان وللحياة المسيحية: الله وحده يستطيع أن يعطينا معرفته بالكشف عن ذاته أبا وابنا وروح قدس.

262- تجسد ابن الله يكشف أن الله هو الآب الأزلي، وان الابن هو والآب جوهر واحد، أي أنه فيه ومعه الإله الواحد الأحد.

263- رسالة الروح القدس، الذي أرسله الاب باسم الابن وبالابن “من لدن الآب” (يو 26:15)، تكشف انه معهما الإله الواحد الأحد. “مع الآب والابن يعبد العبادة نفسها وويمجد التمجيد نفسه”.

264- “الروح القدس ينبثق من الآب على أنه الينبوع الأول، وبالموهبة الأزلية التي من هذا للابن، ينبثق من الآب والابن متحدين في الشركة”.

265- بنعمة المعمودية “باسم الآب والابن والروح القدس” (متى 19:28)، نحن مدعوون إلى الاشتراك في حياة الثالوث السعيدة، ههنا في ظلمة الإيمان، وهنالك بعد الموت في النور الأزلي.

266- “الإيمان الكاثوليكي يقوم بما يلي: عبادة إله واحد في الثالوث، والثالوث في الوحدة، بغير خلط للأقانيم، وبغير تقسيم للجوهر: إذ أن للآب أقنومه، وللابن أقنومه، وللروح القدس أقنومه؛ ولكن للآب والابن والروح القدس الألوهة واحدة، والمجد واحد، والسيادة واحدة في أزليتها”.

267- الأقانيم الإلهية غير منقسمة في ما هي عليه، غير منقسمة أيضا في ما تعمل. ولكن في العمل الإلهي الواحد كل أقنوم يظهر ما يختص به في الثالوث، ولا سيما في رسالة تجسد الابن ورسالة موهبة الروح القدس الإلهيتين.

 

الفقرة 3- الكلي القدرة

268- من جميع الصفات الإلهية لم يذكر في قانون الإيمان الا صفة واحدة هي القدرة الكلية: وللاعتراف بها مدى بعيد لحياتنا. نؤمن بأنها شاملة، لأن الله الذي خلق كل شيء يسوس كل شيء، ويقدر على كل شيء؛ ومحبة، لأن الله آب؛ وسرية، لأن الإيمان وحده يستطيع أن يكتشفها عندما “يبدو كمالها في الوهن” (2 كو 12: 9) .

 

كل ما شاء صنع (مز 115: 3)

269- الأسفار المقدسة كثيرا ما تعترف بقدرة الله الشاملة. فهو يدعى “عزيز يعقوب” (تك 49: 24؛ أش 1: 24 وغ)، “رب الجنود”، “العزيز الجبار” (مز 24: 8-10). فإذا كان الله الكلي القدرة “في السماوات وعلى الأرض” (مز 135: 6) فذلك أنه صنعها. فما من أمر مستحيل عليه إذا، وهو يتصرف بصنيعه كما يشاء ؛ إنه رب الكون الذي أقام له نظاما يبقى خاضعا له خضوعا تاما وطوع إرادته . وهو سيد التاريخ: يسوس القلوب والأحداث وفق ما يشاء :” عندك قدرة عظيمة في كل حين، فمن يقاوم قوة ذراعك” ؟ (حك 11: 22).

 

“ترحم الجميع لأنك قادر على كل شيء” (حك 11: 23)

270- الله هو الآب الكلي القدرة. أبوته وقدرته تجلو أحداهما الأخرى . وهكذا فهو يظهر قدرته الكلية الأبوية بالطريقة التي يهتم فيها لحاجاتنا ؛ بالتبني الذي يعطيناه (“أكون لكم أبا وتكونون لي بنين وبنات يقول الرب القدير”، 2 كو 6: 18)؛ وأخيرا برحمته الغير المتناهية، إذ أنه يظهر قدرته إلى اقصى حد عندما يغفر خطايانا غفرانا حرا.

271- القدرة الإلهية الكلية ليست تعسفية البتة: “في الله القدرة والانية، الإرادة والعقل، الحكمة والعدل، حقيقة واحدة، بحيث لا شيء يمكن أن يكون في القدرة الإلهية ولا يمكن أن يكون في إرادة الله العادلة أو في عقله الحكيم ” .

 

سر عجز الله الظاهر

272- الإيمان بالله الآب الكلي القدرة قد يوضع على محك الامتحان بتجربة الشر والألم. فقد يبدو الله في بعض الأحيان غائبا وعاجزا عن منع الشر. والحال أن الله الآب قد أظهر قدرته الكلية على أعجب صورة يتنازل ابنه الطوعي وبقيامته اللذين تغلب بهما على الشر. وهكذا فالمسيح المصلوب هو “قدرة الله وحكمته؛ لأن ما هو جهالة عند الله أحكم من الناس، وما هو ضعف عند الله أقوى من الناس” (1 كو 1: 25) . في قيامة المسيح وتمجيده “بسط الآب عزه قوته” وأظهر “فرط عظمة قدرته لنا نحن المؤمنين ” (أف 1: 19 -22).

273- الإيمان وحده يستطيع أن يلزم السبل العجيبة لقدرة الله الكلية. وهذا الإيمان يفخر بضعفه لاجتذاب قدرة المسيح إليه . والعذراء مريم، أسمى نموذج لهذا الإيمان، هي التي آمنت بأن “لا شيء يستحيل على الله” (لو 1: 37)، والتي استطاعت أن تمجد الرب: “القدير صنع بي عظائم، فاسمه قدوس” (لو 1: 49).

274- “لا شيء من شأنه أن يثبت إيماننا ورجاءنا مثل اليقين العميق المحفور في نفوسنا بأن لا شيء يستحيل على الله. فكل ما يعرضه قانون الإيمان بعد ذلك لإيماننا: أعظم الأمور، وأغلقها، وكذلك أشد الأمور تعاليا على نواميس الطبيعة العادية، فحالما تحظر لعقلنا مجرد فكرة القدرة الإلهية الكلية، يبادر إلى تقبلها بسهولة وبدون أي تردد .

 

بإيجاز:

275- مع أيوب الصديق نعترف: “علمت أنك قادر على كل أمر فلا يتعذر عليك مراد” (أي 42: 2).

276- في أمانة لشهادة الكتاب المقدس، كثيرا ما توجه الكنيسة صلاتها إلى “الله الكلي القدرة والأزلي”  معتقدة اعتقادا راسخا أن “لا شيء يستحيل على الله ” (لو 1: 37) .

277- يظهر الله قدرته الكلية بتحويلنا عن آثامنا وأنانيتنا إلى صداقته بالنعمة :” يا الله، الذي تعطي البرهان الأعلى على قدرتك عندما تصبر وترحم … ” .

278- ما لم نؤمن بأن حب الله كلي القدرة، كيف نؤمن بأن الآب استطاع أن يخلصنا، والابن أن يفتدينا ، والروح القدس أن يقدسنا؟

 

الفقرة 4- الخالق

279- “في البدء خلق الله السماء والأرض” (تك 1:1).هذه الكلمات الاحتفالية تتصدر الكتاب المقدس. وقانون الإيمان يكرر هذه الكلمات معترفا بالله الآب الكلي القدرة على أنه “خالق السماء والآرض” ، “الكون المرئي وغير المرئي” ، فسنتكلم إذا على الخالق أولا، ثم على خلقه، وأخيرا على عثرة الخطيئة التي أتى يسوع ابن الله ليخلصنا منها .

280- الخلق هو أساس “جميع تصاميم الله الخلاصية”، “بدء تاريخ الخلاص” الذي بلغ ذروته في المسيح. وبعكس ذلك، فسر المسيح هو النور الحاسم على سر الخلق؛ إنه يكشف عن الهدف الذي من أجله “في البدء خلق الله السماء والأرض” (تك 1:1) : منذ البدء كان في نظر الله مجد الخلق الجديد في المسيح .

281- ولهذا تبدأ قراءات الليلة الفصحية، أي الاحتفال بالخلق الجديد في المسيح، بقصة الخلق؛ وقصة الخلق هذه تقوم بها دائما، في الليترجيا البيزنطية ، القراءة الأولى من قراءات عشية الأعياد السيدية الكبرى. وكان تعليم الموعوظين للمعمودية، على حد ما يرويه الأقدمون، ينهج النهج نفسه .

 

1. التعليم المسيحي في موضوع الخلق

282- للتعليم المسيحي في موضوع الخلق أهمية رئيسية. إنه يعنى بأسس الحياة البشرية والمسيحية نفسها: إذ أنه يصرح بجواب الإيمان المسيحي عن السؤال البدائي الذي تساء له البشر في جميع العصور: “من أين نأتي؟”، “إلى أين نذهب؟”، “ماهو مصدرنا؟” ، “ما هي غايتنا؟” ، “من اين اتى وأين ينتهي كل موجود؟”. السؤالان، السؤال عن المصدر والسؤال عن الغاية، لا ينفصل احدهما عن الآخر. إنهما تقريريان بالنسبة إلى معنى حياتنا وسلوكنا وتوجيهما.

283- كانت مبادىء العالم والإنسان موضوع أبحاث علمية أغنت إغناء عظيما معارفنا بالنسبة إلى عمر الكون وإحجامه، وصيرورة الأنواع الحية، وظهور الإنسان. هذه الاكتشافات تدعونا إلى زيادة في النظر إلى عظمة الخالق بإعجاب، وإلى حمده من أجل صنائعه ومن أجل ما يمنح العلماء والباحثين من الفهم والحكمة. هؤلاء يستطيعون أن يقولوا مع سليمان : “وهبني يقينا بالكائنات حتى أعرف نظام العالم وفاعلية العناصر (…)لأن الحكمة مهندسة هي علمتني” (حك 7: 17-21).

284- إن الفائدة الكبرى المعلقة على هذه الأبحاث يزيد الحاجة إلى تطلبها، زيادة شديدة، سؤال من نظام آخر يفوق مجال العلوم الطبيعية الخاص. فالموضوع لا ينحصر في معرفة متى وكيف ظهر الكون ماديا، ولا متى ظهر الإنسان، بل بالأحرى في اكتشاف معنى مثل هذا الصدور: هل تتحكم به الصدفة، قدر أعمى، ضرورة غفل، أو كائن أعلى، عاقل وصالح، يدعى الله. وإذا كان العالم صادرا عن حكمة الله وصلاحه، ففيم الشر؟ ما مصدره؟ من المسؤول عنه؟ وهل من تحرر منه؟

285- الإيمان المسيحي قوبل منذ ظهوره بأجوبه تخالف جوابه في موضوع المبادىء. وهكذا فإننا نجد في الأديان والثقافات القديمة أساطير كثيرة في موضوع المبادىء. فقد قال بعض الفلاسفة بأن الكل هو الله، بأن العالم هو الله، أو بأن صيرورة العالم هي صيرورة الله (حلولية)؛ وقال آخرون بأن العالم فيض حتمي من الله، جار من هذا الينبوع وعائد إليه؛ وأثبت آخرون وجود مبداين خالدين، الخير والشر، النور والظلمة، في صراع دائم (ثنائية، مانوية)؛ وفي بعض التصورات أن العالم (على الأقل العالم المادي) قد يكون شريرا، ثمرة سقطة، ويجب من ثم نبذة أو الترفع عليه (غنوصية)؛ ويسلم آخرون بأن العالم من صنع الله  ولكن على طريقة الساعاتي الذي جعل حبله على غاربه بعد إذ صنعه (تأليه طبيعي)؛ ورفض أخيرا آخرون أي مبدأ متسام للعالم، ويرون فيه مجرد تفاعل لمادة وجدت على الدوام (مادية). جميع هذه المحاولات تشهد بتواصل مسألة المبادىء وشمولها. وهذا التحري هو من خواص الإنسان.

286- مما لا شك فيه أن العقل البشري يستطيع أن يجد جوابا عن مسألة المبادىء. فمن الممكن أن يعرف وجود الله الخالق معرفة يقين عن طريق أعماله بفضل نور العقل البشري ، وإن جعل الضلال هذه المعرفة، في أحيان كثيرة، غامضة ومشوهه. ولهذا يبادر الإيمان ليثبت العقل وينيره في تفهم هذه الحقيقة تفهما صحيحا:” بالإيمان نعلم أن العالم قد أنشىء بكلمة الله بحيث أن ما يرى صدر عما لا يرى” (عب 11: 3).

287- إن حقيقة الخلق هي بهذه الأهمية للحياة البشرية كلها بحيث أن الله أراد، في عطفه، أن يكشف لشعبه عن كل ما معرفته خلاصية في الموضوع. وعلاوة على المعرفة الطبيعية التي يستطيع كل إنسان أن يعرف بها الخالق ، كشف الله مرحليا لإسرائيل عن سر الخلق، هو الذي اختار الآباء، وأخرج اسرائيل من مصر، والذي، باختياره اسرائيل، خلقه ونشأه ، وهو يكشف عن نفسه على أنه يملك جميع شعوب الأرض، والأرض كلها، على أنه هو وحده الذي صنع السماء والأرض” (مز 115: 15؛ 124: 8؛ 134: 3).

288- وهكذا فالوحي بالخلق لا ينفصل عن الوحي بعهد الله الواحد لشعبه وتحقيق ذلك العهد. لقد أوحى بالخلق وكأنه الخطوة الأولى نحو هذا العهد، وكأنه الشهادة الأولى الشاملة لمحبة الله الكلية القدرة . ولهذا فحقيقة الخلق يعبر عنها بشدة متصاعدة في رسالة الأنبياء ، في صلاة المزامير والليترجيا، في تأملات حكمة الشعب المختار.

289- بين جميع أقوال الكتاب المقدس في الخلق تحتل فصول سفر التكوين الثلاثة الأولى محلا فريدا. من الناحية الأدبية قد يكون لهذه النصوص مصادر مختلفة. وقد جعلها الكتاب الملهمون في فاتحة الكتاب المقدس بحيث أنها تعبر، بلغتها الاحتفالية، عن حقائق الخلق، عن مصدره وانتهائه في الله، عن نظامه وجودته، عن دعوة الإنسان، وأخيرا عن مأساة الخطيئة ورجاء الخلاص. عندما تقرا هذه الأقوال على ضوء المسيح، في وحده الكتاب المقدس وفي تقليد الكنيسة الحي، تظل الينبوع الرئيسي لتعليم أسرار”البداية”: الخلق والسقوط والوعد بالخلاص.

 

2. الخلق- عمل الثالوث الأقدس

290- “في البدء خلق الله السماء والأرض”: ثلاثة امور أعلنت في هذه الكلمات الأولى من الكتاب :” الله الأزلي جعل بدءا لكل ما يوجد خارجا عنه. هو وحده خالق (الفعل “خلق”)، وبالعبرانية “برا”، فاعله الله دائما). كل ما يوجد (المعبر عنه بالقول “السماء والأرض”)يتعلق بالذي يمنحه الوجود.

291- “في البدء كان الكلمة (…) وكان الكلمة الله (…) به كون كل شيء وبدونه لم يكن شيء مما كون” (يو 1: 1-3). فالعهد الجديد يكشف عن أن الله خلق كل شيء بالكلمة الأزلية، ابنه الحبيب: “ففيه خلق جميع ما في السماوات وعلى الأرض (…) به وله خلق كل شيء. إنه قبل كل شيء وفيه يثبت كل شيء” (كول 1: 16-17). وإيمان الكنيسة يثبت أيضا عمل الروح القدس الخلاق: إنه ” واهب الحياة” ، “الروح الخالق” (“هلم ايها الروح الخالق” )، “ينبوع كل خير” .

292- إن عمل الابن والروح الخلقي، الذي أشير إليه في العهد القديم ، وكشف عنه في العهد الجديد، الواحد مع عمل الآب في غير انفصال، قد أثبته بوضوح قاعدة إيمان الكنيسة: ” لا يوجد إلا إله واحد (…) هو الآب، وهو الله، وهو الخالق، وهو الصانع، وهو المنظم. صنع كل شيء بنفسه، أي بكلمته وبحكمته” ، “بالابن والروح” اللذين هما بمثابه “يديه” ، الخلق هو عمل الثالوث الأقدس المشترك .

 

3. “العالم خلق لمجد الله”

293- إنها حقيقة أساسية لا يكف الكتاب والتقليد عن تعليمها والاحتفال بها: “خلق العالم لمجد الله” . ويفسر ذلك القديس بونفنتورة بقوله: لقد خلق الله كل شيء “لا لزيادة مجده، بل لإظهار ذلك المجد والإشراك فيه” . فما من داع يدعو الله إلى الخلق سوى محبته وجودته: “مفتاح المحبة هو الذي فتح كفه لإنشاء الخلائق” . والمجمع الفاتيكاني الأول يشرح :
” هذا الإله الواحد الحقيقي، في صلاحه وبقوته الكلية القدرة، لا لزيادة سعادته ولا لتحصيل كماله، بل لإظهاره بالخيرات التي يوفرها لخلائقه، وفي التصميم الأكثر حرية أيضا، خلق، منذ بدء الزمان، كلتا الخليقتين، الروحانية والجسدانية” .

294- مجد الله هو في أن يتحقق هذا الظهور لصلاحه وهذه المشاركة فيه اللذين من أجلهما خلق العالم. فان يجعلنا “أبناء بالتبني بيسوع المسيح: هذا ما كان تصميم إرادته العطوف لتسبحة مجد نعمته” (أف 1: 5-6). “إذ أن مجد الله هو الإنسان الحي، وحياة الإنسان، هي رؤية الله: فإذا كان الكشف عن الله بالخلق وفر الحياة لجميع الكائنات التي تعيش على الأرض، فكم بالأحرى يوفر ظهور الآب بالكلمة الحياة للذين يرون الله” . إن غاية الخلق القصوى هي في أن يصبح الله “خالق جميع الكائنات”، أخيرا”كلا في الكل”(1 كو 25: 28)، موفرا مجده وسعادتنا معا” .

 

4. سر الخلق
الله يخلق بحكمة ومحبة

295- نحن نؤمن أن الله خلق العالم بحسب حكمته . فالعالم ليس صنع إحدى الحتميات، صنع قدر أعمى أو صدفة. نحن نؤمن أنه يصدر عن إرادته حرة لله الذي أراد أن يشرك الخلائق في كينونته وحكمته وجودته :” لأنك أنت خلقت جميع الأشياء، وبمشيئتك كانت وخلقت” (رؤ 4: 11). ” ما أعظم أعمالك، يا رب، لقد صنعت جميعها بالحكمة” (مز 104: 24). “الرب صالح للجميع ومراحمه على كل صنائعه “(مز 145: 9).

 

الله يخلق ” من العدم”

296- نحن نؤمن أن الله ليس بحاجة إلى شيء سابق الوجود، ولا إلى عون لكي يخلق . والخلق كذلك ليس انبثاقا حتميا من جوهر الله . الله يخلق خلقا حرا “من العدم” :
“هل يكون الأمر عجيبا لو أخرج الله العالم من مادة موجودة؟ عندما يعطى صانع بشري مادة ما فإنه يصنع بها ما يشاء. أما قدرة الله فإنها تظهر بوضوح عندما ينطلق من العدم لكي يصنع كل ما يريد” .

297- الإيمان بالخلق “من العدم” مثبت في الكتاب كحقيقة مليئة بالوعد والرجاء. وهكذا فأم الأبناء السبعة تحثهم على الاستشهاد:

” إني لست أعلم كيف نشأتم في أحشائي، ولا أنا منحتكم الروح والحياة، ولا أحكمت تركيب أعضائكم؛ على أن خالق العالم الذي جبل تكوين الإنسان وأبدع لكل شيء تكوينه سيعيد إليكم برحمته الروح والحياة، لأنكم الآن تبذلون أنفسكم في سبيل شريعته (…). انظر، يا ولدي، إلى السماء والأرض، وإذا رأيت كل ما فيها فأعلم أن الله صنع الجميع من العدم، وكذلك وجد جنس البشر” (2 مك 7: 22-23، 28).

298- وبما أن الله يستطيع أن يخلق من العدم، فهو يستطيع أيضا، بالروح القدس، أن يمنح الخطأة حياة النفس خالقا فيهم قلبا طاهرا ، والأموات حياة الجسد بالقيامة، هو الذي “يحي الأموات ويدعو ما هو غير كائن إلى أن يكون”(رو 4: 17). وبما أنه استطاع بكلمته أن يطلع النور من الظلمات ، فهو يستطيع أيضا أن يمنح نور الإيمان لمن يجهلونه .

 

الله يخلق عالما منظما وحسنا

299- إذا كان الله يخلق بحكمة، فخلقه يكون منظما: “رتبت كل شيء بمقدار وعدد ووزن” (حك 11: 21) وإذ جرى الخلق في الكلمة الأزلي وبالكلمة الأزلي “صورة الله غير المنظور”(كو 1: 15) فهو معد للإنسان وموجه إليه على أنه صورة الله ، ومدعو هو نفسه إلى علاقة شخصيه بالله. وإذ كان عقلنا مشتركا في نور العقل الإلهي، فهو يستطيع أن يدرك ما يقوله لنا الله بخلقه ، ولو بجهد غير يسير، وبروح اتضاع واحترام أمام الخالق وصنيعه . وإذ كان الخلق صادرا عن الصلاح الإلهي فهو يشترك في هذا الصلاح (“وراى الله ذلك أنه حسن (…) حسن جدا” : تك 1: 4، 10، 12، 18، 21، 31). ذلك أن الله أراد الخلق هبه موجهة إلى الإنسان، بمثابة إرث خص به وأودعه. وقد اضطرت الكنيسة، مرات عدة، إلى أن تدافع، عن جودة الخلق، وفيه العالم المادي .

 

الله يسمو بالخليقة ويحضر فيها

300- الله أعظم من صنائعه على وجه غير محدود : “عظمته فوق السماوات” (مز 8: 2)، ” ليس لعظمته استقصاء”(مز 145: 3). ولكن بما أنه الخالق المطلق والحر، والعلة الأولى لكل موجود، فهو حاضر في خلائقه حضورا حميما جدا:” به نحيا ونتحرك ونوجد” (أع 17: 28). وهو، على حد قول اوغسطينوس، “أعلى من كل ما هو أعلى في، وأعمق مما هو أعمق” .

 

الله يصون الخليقة ويحملها

301- يخلق الله ولا يترك خليقته على ذاتها. إنه لا يكتفي بمنحها الكينونة والوجود، فيصونها في الكينونة كل حين، ويهبها أن تعمل، ويقودها إلى نهايتها. والإقرار بهذه التبعية الكاملة بالنسبة إلى الخالق هو ينبوع حكمة وحرية، وفرح وثقة :

” أجل ، إنك تحب جميع الكائنات، ولا تمقت شيئا مما صنعت؛ فإنك لو أبغضت شيئا لم تكونه. وكيف يبقى شيئا لم ترده، أم كيف يحفظ ما لست أنت داعيا له. إنك تشفق على جميع الكائنات لأنها لك، أيها الرب المحب الحياة” (حك 11: 24-26).

 

5. الله يحقق تصميمه : العناية الإلهية

302- للخليقة جودتها وكمالها الخاصان، ولكنها لم تخرج من يدي الخالق كاملة الكمال. إنها مخلوقة في حالة مسيرة  إلى كمال أقصى عليها أن تبلغه بعد، كمال أعدها الله له. ونحن ندعو عناية إلهية التدابير التي يقود بها الله خليقته إلى كمالها .

” الله يصون ويسوس بعنايته كل ما خلق، “بالغة من غاية إلى غاية بالقوة، ومدبرة كل شيء بالرفق” (حك 8: 1). “فلذلك ما من خليقة مستترة عنها، بل كل شيء عار لعينيها” (عب 4: 13)، حتى الأشياء التي يأتي بها عمل الخليقة الحر ” .

303- شهادة الكتاب المقدس اجماعية : اهتمام العناية الإلهية واقعي وفوري، فهي تعنى بكل شيء، من أحقر الأمور الصغيرة إلى أحداث العالم والتاريخ العظيمة. والأسفار المقدسة تشدد على سيطرة الله المطلقة على مجرى الأحداث:” إلهنا في السماء وعلى الأرض، كل ما شاء صنع”(مز 115: 3). وعن المسيح قيل:” يفتح فلا يغلق أحد، ويغلق فلا يفتح أحد”(رؤ 3: 7)؛ “في قلب الإنسان أفكار كثيرة، لكن مشورة الرب هي تثبت” (أم 19: 21).

304- هكذا نرى الروح القدس، وهو مؤلف الكتاب المقدس الرئيسي، كثيرا ما ينسب إلى الله أعمالا، بدون أن يذكر لها عللا ثانية. ليس ذلك “أسلوبا في التحدث” بدائيا، ولكنه نهج عميق في التذكير بأولية الله وسيادته المطلقة على التاريخ وعلى العالم ، ويبعث الثقة فيه. وصلاة المزامير هي المدرسة الكبرى لهذه الثقة .

305- يسوع يطلب استسلاما بنويا لعناية الآب السماوي الذي يعنى بأصغر حاجات أبنائه: “لا تقلقوا إذن قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب؟ (…) أبوكم السماوي عالم بأنكم تحتاجون إلى هذا كله. بل اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذا كله يزاد لكم” (متى 6: 31-33) .

 

العناية والعلل الثانية

306- الله هو سيد تصميمه المطلق. ولكنه يستعين ايضا، في تحقيقه، بعمل خلائقه. وليس ذلك علاقة ضعف، ولكنه دليل عظمة الله الكلي القدرة وجودته؛ لأن الله لا يمنح خلائقه أن يوجدوا وحسب، بل يمنحهم أيضا كرامة العمل الذاتي، وأن يكون بعضهم علل البعض الآخر ومبادئه، ويشتركوا هكذا في إتمام تصميمه .

307- والله يمنح البشر أيضا المقدرة على الاشتراك الحر في عنايته بأن يلقي اليهم بمسؤولية “إخضاع” الأرض والتسلط عليها  وهكذا يعطي الله البشر أن يكونوا على عاقلة وحرة لإتمام عمل الخلق، وتحقيق التناغم لصالحهم وصالح قريبهم. وإن كان البشر في كثير من الأحيان شركاء غير واعين في إرادة الله، فإنهم يستطيعون أن يدخلوا اختياريا في التصميم الإلهي، وصلواتهم، ثم بآلامهم ايضا . وهم يصبحون إذ ذاك كليا “عاملين مع الله” (1 كو 3: 9) وملكوته .

308- حقيقة لا تنفصل عن الإيمان بالله الخالق: إن الله يعمل في كل عمل لخلائقه. إنه العلة الأولى التي تعمل في العلل الثانية وبها”الله هو الذي يفعل فيكم الإرادة والعمل نفسه على حسب مرضاته” (فيل 2: 13) . وهذه الحقيقة بعيدة عن أن تحط من كرامة الخليقة، فهي تعليها. فالخليقة التي أنشاتها من العدم قدرة الله وحكمته وجودته، لا تسطيع شيئا إذا اجتثت من أصلها، لأن “الخليقة تتلاشى بدون الخالق” ؛ وهي إلى ذلك أن تبلغ غايتها القصوى بدون معونة النعمة .

 

العناية الإلهية ومشكلة الشر

309- إذا كان الله الآب الكلي القدرة، خالق العالم منظما وحسنا، يعتني بجميع مخلوقاته، فلماذا الشر موجود؟ عن هذه المسألة الملحة بقدر ما هي حتمية، والأليمة بقدر ما هي سرية ، ما من جواب سريع يكفيها. الجواب هو في مجموعة الإيمان المسيحي: جودة الخلق، مأساة الخطيئة، أناة محبة الله الذي يسعى إلى ملاقاة البشر بعهوده، بتجسد ابنه الخلاصي، بموهبة الروح، بتجميع الكنيسة، بقوة الأسرار، بالدعوة إلى حياة سعيدة والمخلوقات الحرة مدعوة مسبقاً إلى قبولها، كما هي قادرة أيضاً مسبقاً، وبسر رهيب، أن تتجنبها. ما من حرف في الرسالة المسيحية لا يدخل في الجواب عن مسألة الشر .

310- لماذا لم يخلق الله عالماً من الكمال بحيث لا يتمكن أي شر من الوجود فيه ؟ الله، في قدرته غير المتناهية، يستطيع دائماً أن يخلق شيئاً أفضل . ومع ذلك فقد أراد الله، في حكمته وجودته، واختياره أن يخلق عالماً “في حالة مسيرة” إلى كماله الأقصى. وهذه الصيرورة تقتضي، في تصميم الله، مع ظهور بعض الكائنات انقراض غيرها، مع الأكمل الأقل كمالاً أيضاً، مع أعمال بناء الطبيعة أعمال هدمها أيضاً. فمع الخير الطبيعي يوجد أيضاً الشر الطبيعي ما دام الخلق لم يبلغ بعد كماله .

311- الملائكة والبشر، بكونهم مخلوقات عاقلة وحرة، يجب أن يسيروا نحو غايتهم القصوى باختيار حر ومحبة للأفضل. فبإمكانهم أن يضلوا. وقد خطئوا فعلاً. وهكذا دخل الشر الأدبي العالم، وهو، وإن لم يكن له وللشر الطبيعي قياس مشترك، يفوقه خطورةً. والله ليس البتة علة الشر الأدبي ، لا مباشرةً ولا بوجه غير مباشر . ولكنه يسمح به، مراعياً حرية خليقته، ويعرف، بطريقة سرية، كيف يستخرج منه الخير:

” فالله الكلي القدرة (…)، في صلاحه المطلق، لا يدع أبداً أي شر يكون في صنائعه لو لم يكن له من القدرة والجودة ما يكفي لاستخراج الخير من الشر نفسه .”

312- وهكذا، مع الوقت، يمكن اكتشاف أن الله، في عنايته الكلية القدرة، يستطيع أن يستخرج خيراً من عواقب شر، ولو أدبياً، سببته خلائقه. قال يوسف لإخوته: “لا أنتم بعثتموني إلى ههنا بل الله؛ (…) أنتم نويتم علي شراً والله نوى به خيراً لكي يحيي شعباً كثيراً” ( تك 8:45 ؛ 20:50 ) . ومن أعظم شر أدبي اقترف على الدهر ، أي نبذ ابن الله وقتله، بسبب خطيئة جميع البشر، استخرج الله، في فيض نعمته ، أعظم الخيور: تمجيد المسيح وفداءنا. والشر لا يتحول مع ذلك إلى خير.

313- ” كل شيء يسعى لخير الذين يحبون الله ” ( رو 28:8). وفي شهادة القديسين المتواصلة ما يثبت هذه الحقيقة:

وهكذا فالقديسة كاترينا السيينية تقول “للذين يتشككون ويثورون من جراء ما يصيبهم”: “كل شيء يصدر عن المحبة، كل شيء موجه لخلاص الإنسان. الله لا يعمل شيئاً إلا لهذه الغاية” .
والقديس تومت مور، قبيل استشهاده ، يقول معزياً ابنته: “لا شيء يمكن أن يحصل بغير إرادة الله. ومن ثم فكل ما يريده، مهما ظهر لنا سيئاً ، هو مع ذلك أفضل ما يكون لنا” .
وتقول الليدي جوليان دي نورويتش:” لقد أدركت، بنعمة الله، أنه من الواجب أن أتشبث بالإيمان تشبثاً شديداً، وأن أعتقد اعتقاداً ليس دونه ثباتاً، أن الأمور كلها ستكون حسنة …. وسترى أن الأمور كلها ستكون حسنة ” .

314- نحن نؤمن إيماناً ثابتاً أن الله سيد العالم والتاريخ. ولكن سبل عنايته كثيراً ما تخفى عنّا. ففي النهاية فقط، عندما تنتهي معرفتنا الجزئية، عندما نرى الله “وجهاً إلى وجه” ( 1 كو 12:13)، ستتضح لنا السبل اتضاحاً كاملاً، السبل التي، حتى في ما بين مآسي الشر والخطيئة، يقود الله خليقته عبرها إلى راحة السبت النهائي، الذي خلق لأجله السماء والأرض .

 

بإيجاز:

315- في خلق العالم والإنسان أرسى الله الشهادة الأولى والشاملة لمحبته الكلية القدرة وحكمته، الإعلان الأول لِ “تصميمه العطوف” الذي ينتهي بالخليقة الجديدة في المسيح .

316- وإن كان عمل الخلق منسوباً، على وجه خاص، إلى الآب، فمن حقيقة الإيمان أيضاً أن الآب والابن والروح القدس هم المبدأ الواحد والغير منفصل للخلق .

317- الله وحده خلق الكون باختياره، ومباشرةً، ومن دون أية معونة .

318- ما من خليقة تملك القدرة الغير متناهية الضرورية “للخلق” بمعناه الدقيق، أي إحداث الوجود وإعطائه لما لم يكن له قط (الدعوة إلى الوجود “من العدم”).

319- الله خلق العالم ليظهر مجده ويشرك فيه. أن تشرك خلائقه في حقيقته ، وجودته، وجماله، هذا هو المجد الذي خلقها لأجله.

320- الله الذي خلق الكون يبقيه في الوجود بكلمته، “هذا الابن الذي يضبط كل شيء بقدرة كلمته” ( عب 3:1 ) وبروحه الخالق المحيي.

321- العناية الإلهية، هذه هي التدابير التي يقود بها الله جميع الخلائق، بحكمة ومحبة، إلى غايتها القصوى.

322- المسيح يدعونا إلى الاستسلام البنوي لعناية أبينا السماوي، والرسول القديس بطرس يعيد القول: “ألقوا عليه همكم كله، فإنه يعتني بكم” (1 بط 7:5).

323- العناية الإلهية تعمل أيضاً بعمل الخلائق. الله يعطي الكائنات البشرية أن تشرك في تصاميمه باختيارها.

324- سماح الله بالشر الطبيعي والشر الأدبي سر يجلوه الله بابنه يسوع المسيح الذي مات وقام للتغلب على الشر. الإيمان يثبت لنا أن الله لا يسمح بالشر لو لم يكن يستخرج الخير من الشر نفسه، بسبل لن نعرفها معرفة كاملة.

 

الفقرة 5 – السماء والأرض

325- قانون إيمان الرسل يعترف بأن الله “خالق السماء والأرض” ، وقانون إيمان نيقية – القسطنطينية يصرح: ” … الكون المرئي وغير المرئي” .

326- في الكتاب المقدس يعني التعبير “سماء وأرض”: كل ما يوجد، الخليقة كلها. وهو يدل أيضاً على العلاقة، في داخل الخليقة، التي، في الوقت نفسه، تربط وتميز السماء والأرض : و” الأرض” هي عالم البشر ، و”السماء” أو “السماوات” يمكن أن تدل على الجلد ، وأن تدل أيضاً على “المكان ” الخاص بالله: “أبانا الذي في السموات” ( متى 16:5 ) ، ومن ثم أيضاً “السماء” التي هي المجد الإسخاتولوجي. وأخيراً تدل “السماء” على “مكانة الخلائق الروحانية – الملائكة- التي تحيط بالله .

327- إن اعتراف المجمع اللاتراني الرابع الإيماني يثبت أن الله “منذ بدء الزمان جمع معاً الخلق من العدم لهذه وتلك الخليقة، الروحانية والجسدية، أي الملائكة والعالم الأرضي؛ ثم الخليقة البشرية التي تشارك الطرفين، لأنها مركبة من روح وجسد” .

 

1. الملائكة

وجود الملائكة – حقيقة إيمانية

328- وجود الكائنات الروحانية ، غير الجسدية ، التي درج الكتاب المقدس على تسميتها ملائكة ، حقيقة إيمانية. شهادة الكتاب المقدس واضحة وكذلك إجماع التقليد .

 

من هم ؟

329- يقول القديس أوغسطينوس في شأنهم: “ملاك يدل على المهمة لا على الطبيعة . تسأل عما تسمى هذه الطبيعة؟ – روح تسأل عن المهمة؟ – ملاك. هو من حيث هو، روح ، ومن حيث عمله ، ملاك ” . الملائكة ، في ذات كيانهم كله ، خدام الله ورسله ، لأنهم يشاهدون “بلا انقطاع وجه أبي الذي في السموات” ( متى 10:18)، إنهم “العاملون بكلمته عند سماع صوت كلامه” ( مز 20:103 ).

330- في كونهم خلائق روحانية مجردة ، هم عقل وإرادة: إنهم خلائق شخصية ، وغير مائتة . ويتفوقون على جميع الخلائق المرئية كمالاً. وألق مجدهم يشهد بذلك .

 

المسيح ” مع جميع ملائكته “

331- المسيح قلب العالم الملائكي. إنهم ملائكته: “متى جاء ابن البشر بمجده ملائكته معه …” ( متى 31:25). هم له لأنه هو الذي خلقهم وله خلقهم: “إذ فيه خلق جميع ما في السماوات وعلى الأرض، ما يرى وما لا يرى، عروشاً كان أم سيادات أم رئاسات أم سلاطين. به وإليه خلق كل شيء” ( كو 16:1 ). وهم له فوق ذلك لأنه جعلهم رسل قصده الخلاصي: “أوليسوا جميعهم أرواحاً خادمة، ترسل للخدمة من أجل المزمعين أن يرثوا الخلاص” ( عب 14:1).

332- إنهم ههنا منذ بدء الخليقة ، وعلى مدى تاريخ الخلاص، مبشرين، من بعيد أو من قريب، بهذا الخلاص، وخادمين القصد الإلهي في تحقيقه: يعلنون الفردوس الأرضي ، يحامون عن لوط ، ينقذون هاجر وابنها ، يوقفون يد إبراهيم ، يسلم الناموس على يدهم ، يقودون شعب الله ، يبشرون بولادات ودعوات ، يواكبون الأنبياء ، هذا إذا اقتصرنا على إيراد بعض الأمثلة. وأخيراً هذا الملاك جبرائيل الذي يبشر بولادة السابق وولادة يسوع نفسه .

333- من التجسد إلى الصعود كانت حياة الكلمة المتجسد تكتنفها عبادة الملائكة وخدمتهم. “عندما يدخل الله البكر إلى العالم يقول: لتسجد له جميع ملائكة الله” ( عب 6:1). ونشيد تسبحتهم عند ميلاد المسيح لا يزال يدوي في تسبيح الكنيسة: “المجد لله…..” ( لو 14:2). إنهم يحرسون طفولة يسوع ، ويخدمونه في البرية ، ويشددونه في النزاع ، عندما كان بإمكانه أن ينجو على يدهم من أيدي أعدائه ، كما جرى ذلك لإسرائيل قديماً . والملائكة هم الذين “يبشرون” ، مذيعين بشرى التجسد ، وبشرى قيامة المسيح . وسيكونون ههنا عند عودة المسيح التي يبشرون بها ، في خدمة دينونته .

 

الملائكة في حياة الكنيسة

334- إلى ذلك الموعد تنعم حياة الكنيسة كلها بمساعدة الملائكة السرية والقديرة .

335- والكنيسة ، في طقوسها ، تنضم إلى الملائكة في السجود لله الثلاثي القداسة ؛ وهي تطلب معونتهم ( كما في الصلاة: يقودك الملائكة في الفردوس … في ليترجيا الأموات ، أو أيضاً في “النشيد الشيروبيمي” في الليترجيا البيزنطية ) ؛ وهي تحتفل بنوع أخص بذكرى بعض الملائكة (القديس ميخائيل، والقديس جبرائيل، والقديس رافائيل، والملائكة الحراس).

336- من المولد إلى الوفاة يكتنفون الحياة البشرية بحراستهم وشفاعتهم . “لكل مؤمن ملاك يرافقه حارساً وراعياً لكي يقوده إلى الحياة” . منذ الوجود الأرضي تشترك الحياة المسيحية، بالإيمان، في المجتمع السعيد للملائكة والبشر المتحدين بالله.

 

2. العالم المرئي

337- الله نفسه هو الذي خلق العالم المرئي في كل غناه، وتنوعه، ونظامه. الكتاب المقدس يعرض لنا مشروع الخالق بطريقة رمزية يتسلسل على مدى ستة أيام من” العمل ” الإلهي، تنتهي” باستراحة” اليوم السابع . النص الملهم يعلم، في موضوع الخلق، حقائق أوحي بها الله لأجل خلاصنا ، من شأنها أن تساعد على “معرفة طبيعة الخلق العميقة، وقيمته، وهدفه الذي هو مجد الله” .

338- لا شيء موجود إلا ووجوده من الله الخالق . لقد ابتدأ العالم عندما استخرج من العدم بكلمة الله؛ جميع الكائنات الموجودة، كل الطبيعة، كل تاريخ البشر، تتأصل في هذا الحدث الرئيسي: إنه التكوين ذاته الذي تكون به العالم، وابتدأ الزمن .

339- كل خليقة تمتلك جودتها وكمالها الذاتيين. ولكل من صنائع “الأيام الستة” قيل: “ورأى الله ذلك إنه حسن”. ” فبواقع عمل الخلق نفسه تنتظم الأشياء كلها في شتى مقوماتها وحقيقتها وصلاحيتها ونواميسها وأنظمتها الخاصة” . الخلائق المختلفة، وقد أرادها الله في كيانها الخاص، تعكس، كل على طريقتها، شعاعا من حكمته وجودته الغير المتناهيتين. ولهذا وجب على الإنسان أن يحترم لكل خليقة جودتها الخاصة، لكي يتجنب استعمال الأشياء استعمالاً فوضوياً يزدري الخالق ويجر على البشر وعلى بيئتهم عواقب وخيمة .

340- ترابط الخلائق أراده الله. فالشمس والقمر، والأرزة والزهرة الصغيرة، والنسر والدوري: مشهد تنوعها وتباينها غير المحدودين يعني ان ليس لأي خليقة اكتفاء ذاتي. إنها لا توجد إلا مرتبطة بعضها ببعض، لكي تتكامل، في خدمة بعضها البعض 

341- جمال الكون : نظام العالم المخلوق وتناسقه هما نتيجة تنوع الكائنات والعلاقات القائمة بينها. والإنسان يكتشفهما شيئاً فشيئاً على أنهما من نواميس الطبيعة. إنهما موضوع إعجاب العلماء. إن جمال الخليقة يعكس جمال الخالق غير المتناهي. فيجب أن تستدعي الاحترام والخضوع لدى عقل الإنسان وإرادته.

342- هرمية الخلائق يعبر عنها نظام “الأيام الستة” الذي يذهب من الأقل كمالاً إلى الأكثر كمالاً. الله يحب جميع خلائقه ، ويعتني بكل واحدة منها، حتى أصغر العصافير. ومع ذلك فيسوع يقول: “أنتم أفضل من عصافير كثيرة” ( لو 7:12)، أو أيضاً: ” والإنسان كم يفضل الخروف” ( متى 12:12 ).

343- الإنسان قمة عمل الخلق. والرواية الملهمة تعبر عن ذلك مميزة بوضوح خلق الإنسان من خلق سائر المخلوقات .

344- بين جميع الخلائق تكافل من حيث إن لجميعها خالقاً واحداً، وإنها جميعاً موجهة في سبيل مجده:

“لك المديح، يا رب، في جميع خلائقك، ولاسيما السيدة أختنا الشمس، التي تمنحنا بها، في النهار، النور، إنها جميلة، ولها إشعاع شديد التألق، وهي عنك، أيها العلي، تقدم لنا الرمز ….

لك المديح، يا رب، لأجل أخينا الماء، ذي النفع العظيم والتواضع الشديد، الثمين والطاهر ….

لك المديح، يا رب، من أجل الأخت أمنا الأرض، التي تحملنا وتقوتنا، التي تؤثي الثمار المتنوعة مع الأزهار المختلفة الألوان والأعشاب …..

سبحوا وباركوا ربي، وأحمدوه واخمدوه في كل تواضع” .

345- السبت هو نهاية عمل ” الأيام الستة”. الكتابة المقدسة تقول إن “الله فرغ من عمله في اليوم السابع” و”أكملت هكذا السماء والأرض”، وإن الله “استراح” في اليوم السابع، وبارك وقدس ذلك اليوم ( تك 1:2- 3 ). في هذه الأقوال الملهمة جم من التعاليم الخلاصية :

346- في الخلق أرسى الله أساساً وأنظمة ثابتة لا تتغير ، يستطيع المؤمن أن يستند إليها بثقة، وتكون له علامة وضمان أمانة عهد الله التي لا تتزعزع . وعلى الإنسان، من جهته، أن يظل وفياًّ.

347- عُمل عملُ الخلق من أجل السبت ومن ثم من أجل عبادة الله. العبادة مسجلة في نظام الخلق . وقد ورد في قانون القديس بندكتوس أنه “لا يفضل شيء على عبادة الله” ، مشيراً هكذا إلى النظام الصحيح في الاهتمامات البشرية.

348- السبت هو في قلب شريعة اسرائيل. وحفظ الوصايا هو التلبية لحكمة الله ومشيئته اللتين يعبر عنهما عمل الخلق.

349- اليوم الثامن. ولكن بالنسبة إلينا قد طلع يوم جديد: يوم قيامة المسيح. اليوم السابع يتم الخلق الأول. اليوم الثامن يفتتح الخلق الجديد. وهكذا فعمل الخلق يرقى إلى عمل أعظم هو الفداء. الحق الأول يجد معناه وقمته في الخلق الجديد في المسيح الذي يفوق ألقه ألق الخلق الأول .

 

بإيجاز:

350- الملائكة مخلوقات روحانية تمجد الله بلا انقطاع، وتخدم مقاصده الخلاصية بالنسبة إلى سائر المخلوقات: “الملائكة يتضافرون على كل ما هو صالح لنا”.

351- الملائكة يحيطون بالمسيح، ربهم. إنهم يخدمونه على وجه خاص في قيامه برسالته الخلاصيّة تجاه البشر.

352- الكنيسة تكرم الملائكة الذين يساعدونها في مسيرتها الأرضية، الذين يحرسون كل كائن بشري.

353- الله أراد تنوع خلائقه، وجودتها الخاصة، وترابطها، ونظامها. وقد وجه جميع المخلوقات المادية إلى ما هو في صالح الجنس البشري. الإنسان، ومن خلاله كل الخليقة، يسير في خط مجد الله.

354- احترام الشرائع المكتوبة في الخليقة والعلاقات التي تصدر عن طبيعة الأشياء هو مبدأ حكمة وأساس للأخلاقيات.

الفقرة 6- الإنسان

355- ” خلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم “( تك 27:1). فللإنسان محل فريد في الخليقة: إنه “على صورة الله” (1)؛ في طبيعته الخاصة يجمع ما بين العالم الروحاني والعالم المادي(2)؛ خلق “ذكراً وأنثى”(3) ؛اختصه الله بصداقته (4) .

1. ” على صورة الله ”
356- بين جميع الخلائق المرئية، الإنسان وحده يستطيع أن يعرف خالقه ويحبه ” . إنه “على الأرض الخليقة الوحيدة التي أرادها الله لذاتها” . إنه وحده المدعو إلى المشاركة في حياة الله بالمعرفة والمحبة. لقد خلق لهذه الغاية، وهذا هو سبب كرامته الرئيسي:

” ما الداعي الذي جعلك تكون الإنسان على مثل هذه العظمة؟ المحبة العظمى التي نظرت بها إلى خليقتك في ذات نفسك، وقد شغفت بها؛ إذ إنك خلقتها بمحبة، وبمحبة أعطيتها كياناً قادراً أن يتذوق خيرك الأزلي” .

357- بما أن الفرد البشري على صورة الله فمقامه مقام شخص: فهو ليس شيئاً ما وحسب، بل هو شخص ما. إنه قادر على أن يعرف نفسه، وأن يضبطها، وأن يبذل ذاته باختياره، وأن يدخل في شركة غيره من الأشخاص؛ وهو مدعو، بالنعمة، إلى معاهدة مع خالقه، وإلى تلبيته تلبية إيمان ومحبة لا يستطيع أحد غيره أن يقوم مقامه فيها.

358- الله خلق كل شيء للإنسان ، ولكن الإنسان خلق لخدمة الله ومحبته، ولكي يقدم له ” فمن هو الكائن الذي سيأتي إلى الوجود في مثل هذه الهالة من التقدير؟ إنه الإنسان، الوجه الحي العظيم والعجيب، الأكرم في عيني الله من الخليقة كلها جمعاء: إنه الإنسان، ولأجله وجدت السماء والأرض والبحر وسائر الخليقة، وخلاصه هو الذي علق عليه الله مثل هذه الأهمية حتى إنه لم يوفر ابنه الوحيد نفسه في سبيله. وعن الله ما انفك يسعى السعي كله لكي يرقى بالإنسان إليه ويجلسه إلى يمينه” .

359- “إن سر الانسان لا يفسره تفسيراً حقيقياً إلا سر الكلمة المتجسد” .
” القديس بولس يعلمنا أن رجلين اثنين هما في أساس الجنس البشري “آدم والمسيح … وهو يقول: إن آدم الأول خلقه الآخر ومنه نال النفس التي تحييه … آدم الثاني جعل صورته في آدم الأول عندما كان يجلبه. من هنا ألقيت عليه مهمته واسمه وذلك لكي لا يعرض من صنعه على صورته للضياع. آدم الأول، آدم الأخير: الأول ابتدأ ، والأخير لن ينتهي؛ إذ إن الأخير هو الأول في الحقيقة، على حد ما قال هو نفسه:” أنا الأول والأخير” .

360- إذ كان الجنس البشري من أصل مشترك فهو يؤلف وحدة؛ ذلك أن الله ” صنع من واحدٍ كل أمة من البشر “( أع 26:17) :

” إنها لرؤيا عجيبة تلك التي تجعلنا نتأمل الجنس البشري في وحدة أصله في الله؛ في وحدة طبيعته، المركبة عند الجميع تركيباً واحداً من جسم مادي ونفس روحانية؛ في وحدة غايته الفورية ورسالته في العالم؛ في وحده مسكنه: الأرض التي يستطيع جميع البشر، بحق طبيعي، أن يستعملوا خيراتها لكي يحافظوا على الحياة وينموها؛ في وحدة غايته العليا: الله نفسه الذي يجب على الجميع أن يتوجهوا إليه؛ في وحدة الوسائل لبلوغ هذه الغاية؛ (…) ؛ في وحدة الافتداء الذي قام به المسيح لأجل الجميع ” .

361- ” نظام التضامن البشري والمحبة هذا ” ، فضلاً عن وفرة تنوع الأشخاص، والثقافات والشعوب، يؤكد لنا أن جميع البشر إخوة في الحقيقة.

2. “واحدٌ من جسدٍ ونفسٍ”.

362- الشخص البشري، المخلوق على صورة الله، كائن جسدي وروحاني معا. والرواية الكتابية تعبر عن هذه الحقيقة بكلام رمزي عندما تثبت أن “الله جبل الإنسان تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار الإنسان نفساً حية”( تك 7:2 ). فالإنسان بكامله كان في إرادة الله.

363- كثيراً ما ترد اللفظة نفس في الكتاب المقدس بمعنى الحياة البشرية ، أو كامل الشخص البشري . ولكنها تدل أيضاً على أعمق ما في الإنسان وأثمن ما فيه ، أي ما يجعله على وجه أخص صورة لله: “نفس” تعني مبدأ الإنسان الروحاني .

364- يشترك جسد الإنسان في كرامة”صورة الله”: إنه جسد بشري لأن النفس الروحانية تبث فيه الحياة، والشخص البشري بكامله معد لأن يصبح، في جسد المسيح، هيكل الروح :
” الإنسان واحد بجسده ونفسه، وهو بوضعه الجسدي نفسه يجمع في ذاته عناصر العالم المادي، بحيث تبلغ فيه قمتها، وترفع بحرية إلى الخالق صوت حمدها. فلا يجوز للإنسان إذن أن يحتقر الحياة الجسدية، بل عليه أن يعامل جسده بالإحسان والإكرام لأنه خليقة الله ومعد للقيامة في اليوم الأخير” .

365- وحدة النفس والجسد هي من العمق بحيث يجب أن تعد النفس “صورة” الجسد ؛ أي أن الجسد المركب من مادة يصبح بالنفس الروحانية، جسداً إنسانياً وحياً ؛ الروح والمادة، في الإنسان، ليسا طبيعتين اثنتين متحدتين، ولكن اتحادهما يكون طبيعة واحدة .

366- الكنيسة تعلم أن كل نفس روحانية يخلقها الله مباشرةً ؛ – إنها ليست من ” صنع “الوالدين-؛ وهي تعلمنا أيضاً أنها غير مائتة ؛ إنها لا تتلاشى عندما تفارق الجسد بالموت، وهي تعود إلى الاتحاد بالجسد في القيامة الأخيرة.

367- يحصل أحياناً أن تميز النفس من الروح. وهكذا فالقديس بولس يصلي. قائلا:” وليحفظ كل ما فيكم أرواحكم، ونفوسكم، وأجسادكم، بغير لوم عند مجيء ربنا”(1 تس 23:5). والكنيسة تعلم أن هذا التمييز لا يدخل في النفس ازدواجية .” الروح يعني أن الإنسان موجه منذ خلقه إلى غايته الفائقة الطبيعة ، وأن نفسه قادرة على أن ترقى مجانا إلى الشركة مع الله .

368- تقليد الكنيسة الروحي يشدد على القلب بالمعنى الكتابي ل ” عمق الكيان” (ار 33:31) حيث يقرر الشخص أنه لله أو لا.

3. “ذكرا وأنثى خلقهم”

مساواة واختلاف إرادهما الله

369- الرجل والمرأة خلقا أي أن الله أرادهما: في مساواة كاملة، لكونهما شخصين بشريين من جهة، ومن جهة أخرى بكيانهما الخاص رجلا وامرأة. أن يكون ” رجلا” وأن تكون “امرأة” تلك حقيقة حسنة وقد أرادها الله: للرجل والمرأة كرامة ثابتة تأتيهما مباشرة من الله خالقهما . الرجل والمرأة هما، في الكرامة الواحدة،على صورة الله. وهما يعكسان حكمة الخالق وجودته في “كيان الرجولة” وفي ” كيان الأنوثة”.

370- ليس الله على صورة الإنسان البتة. فهو ليس رجلا ولا امرأة. الله روح محض ليس فيه مكان لاختلاف الجنسين. ولكن “كمالات” الرجل والمرأة تعكس شيئا من كمال الله غير المتناهي: كمالات الأم ، وكمالات الأب والزوج .

“الواحد للآخر”- “وحدة اثنين”

371- الرجل والمرأة خلقا معا، وقد أرادهما الله الواحد للآخر. وكلام الله يسمعنا ذلك بتلميحات مختلفة في النص المقدس.”لا يحسن أن يكون الإنسان وحده فاصنع له عونا بإزائه”( تك 18:2). ما من حيوان يمكن أن يكون هذا ال ” بازاء” الإنسان .
المرأة التي “بناها” الله من الضلع التي أخذها من الرجل، والتي بها الرجل، تبعث من الرجل صراخ إعجاب، صراخ محبة وشركة: “هو ذا هذه المرة عظم من عظامي ولحم من لحمي”( تك 23:2). الرجل يكتشف في المرأة “أنا” آخر، من البشرية نفسها.

372- الرجل والمرأة صنعا ” الواحد للآخر”: لا إن الله صنعهما ” نصفين” و ” غير كاملين”؛ إنه خلقهما لشركة شخصين يستطيع فيها كل واحد أن يكون ” عونا” للآخر، لأنهما في الوقت نفسه متساويان لكونهما شخصين (“عظم من عظامي”) ومتكاملين لكونهما ذكرا وأنثى . وفي الزواج يجمعهما الله بحيث، وهما “جسد واحد”(تك 24:2)، يستطيعان أن يعطيا الحياة البشرية: “انموا واكثروا واملأوا الأرض” تك (28:1). والرجل والمرأة، زوجين ووالدين، عندما يعطيان نسلهما الحياة البشرية يسهمان إسهاما فريدا في عمل الخالق .

373- الرجل والمرأة مدعوان، في تصميم الله، “لإخضاع” الأرض على أنهما “وكلاء” الله. وهذه السيطرة يجب أن لا تكون تسلطا تعسفيا وهداما. فالرجل والمرأة مدعوان،على صورة الخالق الذي ” يحب جميع الكائنات” (حك 25:11)، إلى الاشتراك في ” العناية الإلهية” تجاه جميع المخلوقات.من هنا مسؤوليتهما عن العالم الذي عهد الله فيه اليهما.

4. الإنسان في الفردوس

374- الإنسان الأول لم يخلق صالحا وحسب، ولكنه أقيم في صداقة مع خالقه، وفي تناغم مع ذاته ومع الخليقة التي حوله والتي لا يفوقها إلا مجد الخليقة الجديدة في المسيح.

375- الكنيسة، عندما تفسر رمزي الكلام الكتابي على نور العهد الجديد والتقليد تفسيرا أصيلا، تعلم أن أبوينا الأولين، آدم وحواء، أقيما في حالة ” قداسة وبر أصلي” . ونعمة القداسة الأصلية هذه كانت اشتراكا في الحياة الإلهية .

376- بإشعاع هذه النعمة تقوت جميع أبعاد الحياة البشرية. فما دام الإنسان في صداقة مع الله كان في منجى من الموت ومن الألم . فالتناغم في داخل الشخص البشري، والتناغم بين الرجل والمرأة ، وأخيرا التناغم بين الزوجين الأولين وجميع الخليقة، كانت تؤلف الحالة المدعوة “برارة أصلية”.

377- ” إخضاع ” العالم الذي ألقى به الله إلى الإنسان منذ البدء كان يتحقق قبل كل شيء في الإنسان نفسه بالانضباط الذاتي. كان الإنسان في كامل ذاته كاملا ومنظما، إذ كان محررا من الشهوات الثلاث التي كانت تخضعه لمتع الحواس، للتجشع في الخيرات الأرضية، وإثبات الذات في وجه أوامر العقل.

378- وكانت علامة الفته مع الله أن جعله الله في الجنة . فعاش فيها ” يحرث الأرض ويحرسها”(تك 15:2): ليس العمل مشقة  ولكنه إسهام الرجل والمرأة مع الله في إكمال الخليقة المرئية.

379-هذا التناغم كله في البرارة الأصلية، الذي هيىء للإنسان في تصميم الله، سيفقد بخطيئة أبوينا الأولين.

بإيجاز:

380-“ولقد صنعت الإنسان على صورتك، يا الله، وجعلت الكون بين يديه، حتى إذا خدمك، أنت خالقه، كان سيد الخليقة” .
381- الإنسان مهيأ لأن ينقل صورة ابن الله المتأنس-“صورة الله غير المنظور”(كو 1: 15)– حتى يكون المسيح بكرا ما بين جم غفير من إخوة وأخوات .

382-الإنسان “واحد من جسد ونفس” .عقيدة الإيمان تثبت أن النفس الروحانية والغير الماثتة يخلقها الله مباشرة.

383-“الله لم يخلق الإنسان وحيدا: منذ البدء “ذكرا وأنثى خلقهم”(تك 1: 27)، وهذا الجمع بين الرجل والمرأة هو الصورة الأولى لتشارك الأشخاص”

384- الوحي يطلعنا على حالة القداسة والبرارة الأصليين عند الرجل والمراة قبل الخطيئة: كانت صداقتهما مع الله في أصل سعادة وجودهما في الفردوس.

الفقرة 7- السقوط

385-الله غير متناهي الجودة وجميع أعماله حسنة. ولكن لا أحد ينجو من تجربة الألم، من تجربة شرور الطبيعة- التي تبدو شبه مرتبطة بحدود الخلائق الخاصة- ولا سيما من مسالة الشر الأدبي. من أين يأتي الشر”؟يقول القديس اوغسطينوس: “لقد فتشت من أين ياتي الشر ولم أجد حلا” ، ولن يجد بحثه الخاص الأليم مخرجا إلا في اهتدائه إلى الله الحي. فإن “سر الإثم”(2 تس 2: 7) لن يتضح إلا على نور سر التقوى . إن كشف المحبة الإلهية في المسيح أظهر مدى الشر وفيض النعمة معا . يجب أن نعرض إذن لمسالة مصدر الشر ونظر إيماننا مثبت على من هو، وحده، غالب الشر .

1. حيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة
حقيقة الخطيئة

386- الخطيئة موجودة في تاريخ الإنسان: قد تكون من العبث محاولة تجاهلها، أو إلقاء أسماء أخرى على هذه الحقيقية الغامضة. ولكي نحاول فهم ما هي الخطيئة، يجب أولا معرفة صلة الإنسان العميقة بالله، إذ أنه خارج هذه العلاقة لا يكشف عن شر الخطيئة في حقيقية كونه رفضا ومقاومة في وجه الله، مع بقائه عبثا ثقيلا على حياة الإنسان وعلى التاريخ.

387- حقيقية الخطيئة، ولا سيما خطيئة الأصول، لا تتضع إلا على نور الوحي الإلهي. فبدون المعرفة التي يعطيناها عن الله لا تمكن معرفة الخطيئة معرفة واضحة، فنكون معرضين لتفسيرها على أنها نقص في النمو فقط، ضعف نفسي، ضلال، نتيجة حتمية لبنية اجتماعية غير ملائمة الخ. ففي معرفة قصد الله بالنسبة إلى الأنسان فقط تفهم الخطيئة على أنها سوء استعمال للحرية التي يمنحها الله للأشخاص المخلوقين، لكي يتمكنوا من محبة ومن محبة بعضهم البعض.

الخطيئة الأصلية –حقيقية جوهرية من حقائق الإيمان

388- بنمو الوحي اتضحت أيضا حقيقية الخطيئة. وأن عرض شعب الله في العهد القديم لآلام الوضع البشري على نور تاريخ السقوط الوارد في سفر التكوين، فإنه لم يكن باستطاعته الوصول إلى المعنى البعيد لهذا التاريخ، الذي ينجلي فقط على نور موت يسوع المسيح وقيامته . يجب معرفة المسيح ينبوعا للنعمة لمعرفة آدم ينبوعا للخطيئة. الروح –البارقليط الذي أرسله المسيح المنبعث، هو الذي جاء لكي “يفحم العالم بشأن الخطيئة”(يو 16: 8)، إذ كشف عن الذي افتدى من الخطيئة.

389-عقيدة الخطيئة الأصلية هي على نحو ما “الوجه المناقض” للبشري الصالحة بأن يسوع هو مخلص جميع البشر، وبأن الجميع بحاجة إلى الخلاص ،وبأن الخلاص مقدم للجميع بفضل المسيح. والكنيسة التي عندها فكر المسيح تعلم جيدا أنه لا يمكن المساس بوحي الخطيئة الأصلية بدون الإساءة الى سر المسيح.

لقراءة قصة السقوط

390-قصص السقوط (تك 3) يعتمد أسلوبا خياليا، ولكنه يؤكد حدثا ذا أهمية كبيرة حدثا جرى في البدء تاريخ الإنسان . والوحي يعطينا اليقين الإيماني، بأن تاريخ البشر كله موسوم بالخطيئة الأصلية التي اقترفها أبوانا الأولان باختيارهما

2.سقوط الملائكة

391- وراء اختيار أبوينا الأولين المعصية صوت مغر معارض الله يحملهما ،حسدا، على السقوط في الموت . الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة يريان في هذا الكائن ملاكا ساقطا يدعى شيطانا أو ابليس . الكنيسة تعلم أنه كان أولا ملاكا صالحا من صنع الله”الشيطان وسائر الأبالسة خلقهم الله صالحين في طبيعتهم ،ولكنهم هم بأنفسهم انقلبوا أشرارا” .

392-الكتاب المقدس يذكر لهؤلاء الملائكة خطيئة . وهذا “السقوط” يقوم باختيار حر لهؤلاء الأرواح المخلوقة، الذين رفضوا رفضا باتا وثابتا الله وملكوته. وإننا نجد إشارة إلى هذا العصيان في أقوال المجرب لا بوينا الأولين :”تصيران كآلهة”(تك 3: 5). الشيطان “خاطىء من البدء”(1يو 3: 8)،”آبو الكتاب “(يو 8: 44).

393-إن ميزة الاختيار الثابت للملائكة، لا تقصير من الرحمة الإلهية غير المتناهية، هي التي جعلت خطيئتهم غير قابلة الغفران. “لا ندامة لهم بعد السقوط ،كما أنه لا ندامة للبشر بعد الموت” .

394-الكتاب المقدس يثبت الأثر المشؤوم للذي يدعوه يسوع “من البدء قتال الناس”(يو 8: 44)، والذي حاول أن يحول يسوع نفسه عن الرسالة التي تقبلها من الآب . “ولهذا ظهر ابن الله: لينتقض أعمال ابليس”(1يو 3: 8). وأفظع نتائج أعماله كان الإغراء الكاذب الذي جر الإنسان إلى عصيان الله.

395 –ولكن مقدرة ابليس ليست غير متناهية. إنه مجرد خليقة، قديرة لكونها روحا محضا، ولكنه لا يخرج عن كونه خليقة: لا يستطيع أن يمنع بناء ملكوت الله. وأن عمل ابليس في العالم بعامل الحقد على الله وملكوته في يسوع المسيح، وإن كان لعمله أضرار جسيمة –على المستوى الروحي وأحيانا، وبطريقة غير مباشرة، على المستوى الطبيعي نفسه – لكل إنسان وللمجتمع، فهذا العمل تسمح به العناية الإلهية التي توجه تاريخ الإنسان والعالم بقوة ولين. والسماح الإلهي بهذا العمل الشيطاني سر عظيم، ولكننا “نعلم أن الله في كل شيء يسعى الخير الذين يحبونه”(رو 8: 28).

3.الخطيئة الأصلية
تجربة الحرية

396-الله خليقة الإنسان على صورته وأقامه في صداقته. وإذ كان الإنسان خليقة روحانية، فهو لا يستطيع أن يعيش في هذه الصداقة إلا عن طريق الخضوع الحر الله. وهذا ما يعبر عنه منع الإنسان من أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر ،”فإنك يوم تأكل منهما تموت موتا”(تك 2: 17). “شجرة معرفة الخير والشر “(تك 2: 17) توحي رمزيا بالحد الذي لا يمكن تجاوزه والذي يجب على الإنسان، في كونه مخلوقا، أن يعترف به اختياريا وأن يقف عنده بثقة. الإنسان متعلق بالخالق ،وهو خاضع لنواميس الخليقة، وللنظم الأخلاقية التي تنظم استعمال الحرية.

خطيئة الإنسان الأولى

397-الانسان، عندما جربه الشيطان، قضى في قلبه على الثقة بخالفه . وعندما أساء استعمال حريته، عصى وصية الله. في هذا قامت خطيئة الإنسان الأولى . وكل خطيئة، في ما بعد، ستكون عصيانا الله، وعدم ثقة في صلاحه.

398- في وهذه الخطيئة فضل الإنسان نفسه على الله، وبذالك عينه حقر الله: اختار ذاته على الله،على مقتضيات كونه خليقة، ومن ثم على صالحه الخاص. وإذ كان الإنسان مخلوقا في حالة قداسة، فقد كان معدا لأن “يؤلهه”الله تأليها كاملا في المجد . وبإغراء من ابليس أراد أن “يكون مثل الله” ، ولكن “بدون الله، وليس بحسب الله” .

399-الكتاب المقدس يبين عواقب هذه المعصية الأولى الماسوية. فقد آدم وحواء حالا حالة البرارة الأصلية . لقد خافا من هذا الإله الذي تصوراه على غير صورته ،على صورة إله غيور على امتيازاته .

400-التناسق الذي كانا عليه، والذي أولتهما إياه حالة البرارة الأصلية، قد تهدم ،وسيطرة قوى النفس الروحانية على الجسد تحطمت ، اتحاد الرجل والمراة أصبح تحت تأثير المشادات ، وعلاقاتهما ستكون موسومة بسمة الشهوة والسيطرة . التناسق مع الخليقة نقض: الخليقة المنظورة أصبحت بالنسبة إلى الإنسان غريبة ومعادية ، ويسبب الإنسان أخضعت الخليقة لعبودية الفساد . وأخيرا فإن العاقبة التي أنبىء بها بصراحة لمعصية الإنسان ستتحقق:”سيعود الإنسان إلى الأرض التي منها أخذ” . وهكذا دخل الموت في تاريخ البشرية .

401- منذ هذه الخطيئة الأولى،غمر العالم”اجتياح”للخطيئة حقيقي: قتل قاين أخاه هابيل ، الفساد الشامل في عقب الخطيئة ، كذالك في تاريخ اسرائيل، فكثيرا ما تبرز الخطيئة كعصيان خاص لإله العهد، وكمخالة لشريعة موسى، وبعد فداء المسيح أيضا، تبرز الخطيئة بين المسيحيين على وجوه متعددة . والكتاب المقدس وتقليد الكنيسة لا يزالان يذكران بوجود الخطيئة وشمولها في تاريخ الإنسان:
“ما يكشفه لنا الوحي الإلهي يتفق ومعطيات خبرتنا.فإن تفحص الإنسان قلبه وجد أنه ميال إلى الشر أيضا، وأنه غارق في غمر من الشرور لا يمكن أن تصدر عن خالقه الصالح. فكثيرا ما يرفض الإنسان أن يرى في الله مبدأه، فينقض النظام الذي يتواجه به إلى غايته القصوى، وينقض في الوقت نفسه كل تناغم في ذاته أو بالنسبة إلى سائر البشر وإلى الخليقة كلها” .

عواقب خطيئة آدم في البشرية

402- جميع البشر متورطون في خطيئة آدم. القديس بولس يثبت ذلك: “جعل الكثيرون (أي جميع البشر)خطاة بمعصية إنسان واحد”(رو 5: 19): “كما أنها بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس لأن جميعهم قد خطئوا…”(رو 5: 12). وقد قابل الرسول شمولية الخطيئة والموت بشمولية الخلاص بالمسيح: “كما أنه بزله واحد كان القضاء على جميع الناس، كذلك ببر واحد (بر المسيح) يكون لجميع تبرير الحياة” (رو 5: 18).

403- لقد اتبعت الكنيسة القديس بولس، فعلمت دائما أن الشقاء العارم الذي يبهظ البشر، وميلهم إلى الشر وإلى الموت لا يفهمان بمعزل عن علاقتهم بخطيئة آدم، وبواقع أنه أورثنا خطيئة نولد حاملين وزرها وهي “موت النفس” . وانطلاقا من هذا اليقين العقائدي تمنح الكنيسة المعمودية لمغفرة الخطايا، حتى للأطفال الصغار الذين لم يرتبكوا خطيئة شخصية .

404- كيف أصبحت خطيئة آدم خطيئة ذريته كلها؟ الجنس البشري كله في آدم “كانه الجسد الواحد لإنسان واحد” . وبسبب “وحدة الجنس البشري هذه”جميع البشر داخلون في خطيئة آدم، كما آنهم داخلون جميعا في تبرير المسيح. ومع ذلك فإن انتقال الخطيئة الأصلية سر لا نستطيع إدراكه إدراكا تاما. إلا أننا نعلم عن طريق الوحي أن آدم نال القداسة والبرارة الأصليتين، لا له وحده، بل للطبيعة البشرية كلها :وبانقياد آدم وحواء للمجرب، ارتكبا خطيئة شخصية، ولكن هذه الخطيئة انتقل أثرها إلى الطبيعة البشرية التي سينقلانها وهما في حالة سقوط . إنها خطيئة ستنتقل إلى جميع البشر عن طريق التفشي، أي بنقل طبيعة بشرية مجردة من القداسة والبرارة الأصليتين. ولهذا فالخطيئة الأصلية مدعوة”خطيئة”على سبيل المشابهة: إنها خطيئة “موروثة” لا “مرتكبة”، حالة لا فعل.

405-وإن كان كل إنسان مخصوصا بالخطيئة الأصلية ، فإنها ليست ذات طابع شخصي عند أي من أبناء آدم. إنها حرمان من القداسة والبرارة الأصليتين، ولكن الطبيعة البشرية ليست منفسدة انفسادا كاملا: لقد جرحت في قواها الطبيعة الخاصة، وأخضعت للجهل والألم وسلطان الموت، ومالت إلى الخطيئة (وهذا الميل إلى الشر يسمى”شهوة”). والمعمودية يمنحها حياة نعمة المسيح، تمحو الخطيئة، تمحو الخطيئة الأصلية وترد الإنسان إلى الله، ولكن العواقب في الطبيعة المضعفة والميالة إلى الشر، تبقى في الإنسان وتدعوه إلى الجهاد الروحي.

406-إن عقيدة الكنيسة في موضوع انتقال الخطيئة الأصلية اكتسبت دقة خصوصا في القرن الخامس، ولا سيما مع القديس اوغسطينوس في دفق تأملاته ضد البلاجية،وفي القرن السادس عشر في مناهضة البروتستانية .كان بلاجيوس يعتقد أن الإنسان يستطيع، بقوة إرادته الطبيعة الحرة، بدون معونة نعمة الله الضرورية أن يسلك سلوكا صالحا أدبيا، كان بذالك يحول تأثير خطيئة آدم إلى تأثير مثال سيء .ويعكس ذلك كان دعاة الإصلاح البروتستاني الأولون يعلمون أن الإنسان قد أصبح في عمقه فاسدا وأن حريته أصبحت، بخطيئة الأولين، معطلة. كانوا يوحدون ما بين الخطيئة التي ورثها كل إنسان والميل إلى الشر(الشهوة) الذي لا يمكن التغلب عليه .وقد أثبتت الكنيسة موقفها في معنى الوحي المتعلق بالخطيئة الأصلية في مجمع اورانج الثاني سنة 529 ، وفي المجمع التريدنتيني، سنة 1546 .

صراع عنيف

407- عقيدة الخطيئة الأصلية – مقرونة بعقيدة فداء المسيح- تخول نظرة تمييز واضح في شأن موقع الإنسان وعمله في العالم. بخطيئة الأبوين الأولين اكتسب الشيطان شبه سيطرة على الإنسان، وإن لبث هذا حرا. الخطيئة الأصلية تجر “العبودية تحت السلطان ذاك الذي كان بيده سلطان الموت، أعني ابليس” تجاهل كون الإنسان ذا طبيعة مجروحة، ميالة إلى الشر، يفسح المجال لأضاليل جسيمة في موضوع التربية، والسياسة، والعمل الاجتماعي ، والأخلاق.

408-عواقب الخطيئة الأصلية، وجميع خطايا البشر الشخصية، تصم العالم، في مجمله، بوصمة الخطيئة، التي يمكن أن يطلق عليها تعبير القديس يوحنا “خطيئة العالم” (يو 1: 29). بهذا التعبير يشار أيضا إلى التأثير السلبي الذي تلحقه بالأشخاص الأحوال المجتمعية، والبنى الاجتماعية، التي هي ثمرة آثام البشر .

409-الحالة المأسوية هذه التي يقيم فيها العالم “كله تحت سلطان الشرير”(1 يو 5: 19 تجعل حياة الإنسان صراعا:”يتخلل تاريخ البشر العام صراع عنيف تقاوم به قوى الظلمة، وقد بدا مع وجود العالم وسيبقى، على حد قول الرب، إلى اليوم الآخر . فعلى الإنسان وقد أدخل المعركة، أن يناضل أبدا لكي يلزم الخير، وهو لن يستطيع تحقيق وحدته الذاتية إلا بعد جهود شديدة، وبمؤازرة النعمة الإلهية” .

4.”إنك لم تسلمه لسلطان الموت”

410- الله لم يتخل عن الإنسان بعد سقوطه. فهو، بعكس ذلك، يدعوه ويبشره ،بطريقة سرية، بالتغلب على الشر وبإقالته من عثرته . هذا المقطع من سفرالتكوين سمي”مقدمة الإنجيل “لأنه البشرى الأولى بالمسيح الفادي، البشرى بصراع بين الحية والمرأة، وبالانتصار النهائي لنسل هذه المرأة.

411- التقليد المسيحي يرى في هذا المقطع البشرى ب “آدم الجديد” الذي، “بطاعته حتى الموت موت الصليب” (في 2 : 8) يعوض تعويضا لا يقاس عن معصية آدم وإلى ذلك فإن كثيرين من آباء الكنسية وملافنتها يرون في المرأة التي ورد ذكرها في “مقدمة الإنجيل “أم المسيح، مريم، على أنها “حواء الجديدة”. إنها تلك التي كانت الأولى، وبطريقة فريدة، استفادة من الانتصار على الخطيئة الذي حققه المسيح: لقد صينت من دنس الخطيئة الأصلية كله ، وعلى مدى حياتها الأرضية كلها لم ترتكب أي نوع من الخطيئة، وذلك بنعمة خاصة من الله .

412-ولكن لماذا لم يمنع الله الإنسان الأول من أن يخطأ؟ يجيب عن ذلك القديس لاون الكبير: “نعمة المسيح التي لا توصف وهبتنا خيرات أعظم من تلك التي كان حسد ابليس قد انتزعها منا” . والقديس توما الاكويني يقول: “لا شيء يمنع من أن تكون الطبيعة البشرية قد أعدت لغاية أرفع من الخطيئة. فإن الله يسمح بأن تحصل الشرور لكي يستخرج منها خيرا أعظم. من هنا قول القديس بولس: “حيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة”(رو 5: 20). ومن هنا يقال في بركة شمعة الفصح: “يا للخطيئة السعيدة التي استحقت هكذا فاديا وبمثل هذه العظمة” .

بإيجاز:

413- ” ليس الموت من صنع الله، ولا هلاك الأحياء يسره (…).بحسد ابليس دخل الموت إلى العالم” (حك 13:1؛ 24:2).

414- الشيطان أو ابليس وسائر الشياطين هم ملائكة ساقطون لأنهم رفضوا باختيارهم أن يخدموا الله وقصده. واختيارهم ضد الله نهائي. وهم يعملون على إشراك الإنسان في ثورتهم على الله.

415- “أقام الله الإنسان في حالة برارة. ولكن الشرير أغواه منذ بدء التاريخ، فأساء استعمال حريته، منتصبا في وجه الله، وراغبا في أن يبلغ غايته من دون الله”.

416- في كون آدم الإنسان الأول، أضاع بخطيئته القداسة والبرارة الأصليتين اللتين كان قد نالها من الله، ليس فقط لنفسه، بل لجميع البشر.

417- لقد أورث آدم وحواء ذريتهما الطبيعة البشرية مجروحة بخطيئتهما الأولى، ومن ثم مجردة من القداسة والبرارة الأصليتين. وهذا الحرمان يسمى ” خطيئة أصلية”.

418- نتج عن الخطيئة الأصلية أن الطبيعة البشرية أضعفت في قواها، وأخضعت للجهل، والألم وسيطرة الموت، ومالت إلى الخطيئة (وهذا الميل يسمى “شهوة”).

419- ” فنحن نعتقد، مع المجمع التريدنتيني، إن الخطيئة الأصلية تنتقل مع الطبيعة البشرية،”لا تقليدا بل انتشارا”، وهي هكذا “خاصة بكل واحد” .

420- الانتصار على الخطيئة الذي حققه المسيح أعطى خيرات أفضل من تلك أفقدتها الخطيئة: “حيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة”(رو 20:5).

421- ” في إيمان المسيحيين أن هذا العالم هو وليد محبة الله وحفيظها، سقط في عبودية الخطيئة، ولكن المسيح قد حطم بالصليب والقيامة شوكة الشرير وحرره…” .

 

المزيد من المنشورات

القديس يوحنا الدمشقي – ما هو الله؟
الله الاب

القديس يوحنا الدمشقي – ما هو الله؟

القديس يوحنا الدمشقي – البرهان على أن الله موجود
الله الاب

القديس يوحنا الدمشقي – البرهان على أن الله موجود

القديس يوحنا الدمشقي – البرهان على أن الله واحد لا كثرة
الله الاب

القديس يوحنا الدمشقي – البرهان على أن الله واحد لا كثرة

حي هو الله الذي أنا واقف أمامه
الله الاب

حي هو الله الذي أنا واقف أمامه

هو بالحقّ أبونا – القدّيس “صفروني الآثوسي”
الله الاب

هو بالحقّ أبونا – القدّيس “صفروني الآثوسي”

المقولات في الله القديس يوحنا الدمشقي
الله الاب

المقولات في الله القديس يوحنا الدمشقي

21 حزيران عيد الأب – من هو الأب الحقيقي !؟
الله الاب

21 حزيران عيد الأب – من هو الأب الحقيقي !؟

عيد الأب (21 حزيران) – الخورأسقف بولس الفغالي
الله الاب

عيد الأب (21 حزيران) – الخورأسقف بولس الفغالي

السبيل إلى الله
الله الاب

السبيل إلى الله

Next Post
لاوون الرابع عشر هو البابا الجديد: السلام للعالم، سلام أعزل ومتواضع

لاوون الرابع عشر هو البابا الجديد: السلام للعالم، سلام أعزل ومتواضع

Discussion about this post

البحث

No Result
View All Result

الأقسام والتصنيفات

  • تعليم مسيحي
    • الله الاب
    • يسوع المسيح
      • يسوع المسيح : ابن الله
      • يسوع المسيح : طبيعته والوهيته
      • يسوع المسيح : النبوءات وما تكلم عنه الانبياء
      • يسوع المسيح : تجسده (ميلاده)
      • يسوع المسيح : عماده
      • يسوع المسيح : رسالته
      • يسوع المسيح : الامه وصلبه وموته على الصليب
      • يسوع المسيح : صعوده الى السماء
      • يسوع المسيح : قيامته
      • يسوع المسيح : ظهوره
      • يسوع المسيح : المجيء الثاني
    • الروح القدس
    • الثالوث الاقدس
    • وصايا الله العشر
      • 1- انا هو الرب الهك، لا يكن لك اله غيري
      • 2- لا تحلف باسم الله بالباطل
      • 3- احفظ يوم الرب
      • 4- اكرم اباك وامك
      • 5- لا تقتل
      • 6- لا تزنِ
      • 7- لا تسرق
      • 8- لا تشهد بالزور
      • 9- لا تشته امرأة قريبك
      • 10- لا تشته مقتنى غيرك
      • الوصايا الله العشر بوجه العموم
    • اسرار الكنيسة السبعة
      • 1- سر المعمودية
      • 2- سر التثبيت
      • 3- سر الافخارستيا
      • 4- سر التوبة والمصالحة
      • 5- سر الزواج
      • 6- سر الكهنوت
      • 7- سر مسحة المرضى
      • اسرار الكنيسة السبعة بوجه العموم
    • وصايا الكنيسة السبعة
      • 1- قدس أيام الاحاد والأعياد المأمورة
      • 2- صم الصوم الكبير وسائر الأصوام المفروضة
      • 3- انقطع عن الزفر يوم الجمعة
      • 4- اعترف بخطاياك للكاهن قلّما مرة في السنة
      • 5- تناول القربان المقدّس قلّما مرّة في عيد الفصح
      • 6- أوفِ البركة أي العشر
      • 7- امتنع عن اكليل العرس في الازمنة المحرّمة
    • مواهب الروح القدس السبع
      • 1- الحكمة
      • 2- الفهم
      • 3- المشورة
      • 4- القوة
      • 5- العلم
      • 6- التقوى
      • 7- مخافة الله
      • مواهب الروح القدس السبع بوجه العموم
    • ثمار الروح القدس
      • 1- محبة
      • 2- فرح
      • 3- سلام
      • 4- طول أناة
      • 5- لطف
      • 6- صلاح
      • 7- إيمان
      • 8- وداعة
      • 9- تعفف
      • ثمار الروح بوجه العموم
    • الفضائل الالهية
      • فضيلة الايمان
      • فضيلة الرجاء
      • فضيلة المحبة
    • السماء
    • المطهر
    • الجهنم
    • الملائكة
    • الشياطين
    • الخير
    • الشر
    • الفضائل
      • التواضع
      • الحقيقة
      • التأمل الروحي
      • الصبر
      • الفرح
      • الصلاة
      • السلام
      • الوداعة
      • الطهارة
      • الحشمة
      • اطعام الجائعين
      • الفضائل بوجه العموم
    • الرذائل
      • حب المال
      • الرياء
      • عيوب اللسان
      • الظلم
      • الكبرياء
      • الحسد
      • الغضب
      • الكسل
      • التنمر
      • الشراهة
      • الرذائل بوجه العموم
    • السحر والشعوذة
    • وثائق ومجامع كنسية
      • مجمع العقيدة والايمان
      • المجامع الكنسية: نيقيا الاول – الفاتيكاني الاول
      • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • تعاليم وقوانين الكنيسة الكاثوليكية
      • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية
      • أسئلة واجوبة حول التعليم المسيحي
      • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الرسائل البابوية
      • رسائل البابا لاوون الرابع عشر
      • رسائل البابا فرنسيس الأول
      • رسائل البابا بندكتس السادس عشر
      • رسائل البابا يوحنا بولس الثاني
      • رسائل البابا بولس السادس
      • رسائل البابا يوحنا الثالث والعشرون
      • نبذة عن سيرة الباباوات عبر التاريخ
    • الرسائل الراعوية لبطاركة الشرق الكاثوليك
    • البطريركية المارونية
      • المجمع البطريركي الماروني – بكركي 2006
      • رسائل البطريرك بشارة الراعي
      • البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة
    • موقف الكنيسة من:
      • المثلية
      • الانتحار
      • الاجهاض
      • الموت الرحيم
      • الزواج المدني
      • اخلاقيات الحياة
      • هالوين
      • التكنولوجيا واخطارها
    • مقالات تعليمية متنوعة
  • الكتاب المقدس
    • العهد القديم
    • العهد الجديد
    • العهد القديم مسموع – mp3
    • العهد الجديد مسموع – mp3
    • خرائط الكتاب المقدس
    • تاريخ الكتاب المقدس
    • مدخل الى الكتاب المقدس
    • قاموس الكتاب المقدس
    • شخصيات من الكتاب المقدس
    • الكتاب المقدس بوجه العموم
    • مواقع الكتاب المقدس وتفسيره
  • السنة الطقسية
    • افتتاح السنة الطقسية
      • تقديس البيعة
      • تجديد البيعة
    • زمن الميلاد المجيد
      • بشارة زكريا
      • بشارة العذراء
      • زيارة العذراء لاليصابات
      • مولد يوحنا المعمدان
      • البيان ليوسف
      • النسبة
      • الميلاد المجيد
      • ختانة يسوع (راس السنة)
      • احد وجود الرب في الهيكل
    • زمن الدنح المجيد (العماد)
      • الدنح (عماد يسوع)
      • اعتلان سر المسيح ليوحنا المعمدان
      • اعتلان سر المسيح للرسل
      • دخول المسيح الى الهيكل (2 شباط)
      • الكهنة
      • الابرار والصديقين
      • الموتى المؤمنين
    • زمن الصوم
      • أحد المرفع
      • صوم أهل نينوى
      • الصوم – مقالات
      • عرس قانا الجليل (مدخل الصوم)
      • اثنين الرماد
      • شفاء الابرص
      • شفاء المنزوفة
      • الابن الشاطر
      • شفاء المخلع
      • شفاء الاعمى
      • احياء لعازر (سبت لعازر)
      • الشعانين
    • زمن الآلام
      • مقالات وتأمل اسبوع الالام – الاسبوع العظيم
      • اربعاء ايوب
      • خميس الاسرار
      • الجمعة العظيمة – موت يسوع المسيح
    • زمن القيامة المجيدة
      • سبت النور
      • القيامة
      • تهنئة مريم بقيامة المسيح
      • ظهور يسوع بعد القيامة
      • ظهور يسوع لتلميذي عماوس
      • ظهور يسوع للتلاميذ وتوما معهم
      • الرحمة الالهية – الاحد الاول بعد عيد الفصح
      • صعود المسيح الى السماء
    • زمن العنصرة
      • العنصرة – حلول الروح القدس
      • أحد الثالوث الأقدس – الاجد الثاني بعد العنصرة
      • خميس الجسد – الخميس الثاني بعد العنصرة
      • القربان المقدس ومعجزاته
    • زمن الصليب
      • الصليب
  • ليتورجية : قداسات وصلوات ورتب طقسية
    • طقس ماروني – كاثوليك
      • القداس الماروني
        • القداس الماروني – زمن الميلاد
        • القداس الماروني – زمن الدنح
        • القداس الماروني – زمن الصوم
        • القداس الماروني – زمن القيامة
        • القداس الماروني – زمن العنصرة
        • القداس الماروني – زمن الصليب
        • القداس الماروني – أعياد ومناسبات
        • القداس الماروني – أعياد + نافور شرر
        • نوافير القداس الماروني – طقس ماروني
      • الصلوات الطقسية – طقس ماروني
        • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
        • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
        • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
        • صلوات اسبوع الالام – طقس ماروني
        • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
        • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
        • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
        • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
      • الرتب الطقسية – طقس ماروني
      • الانجيل الاسبوعي – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
        • الإنجيل الأسبوعي – الاعياد الثابتة – القراءات الليتورجية – طقس ماروني
    • طقس لاتيني – كاثوليك
    • طقس روم – ارثوذكس (بيزنطي)
    • الروزنامة – تاريخ الأعياد
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
  • الصلوات والتساعيات والمسابح
    • صلوات ومناجاة
      • صلوات روحية
      • مناجاة روحية
      • صلوات ومناجاة روحية
      • صلوات مريمية
    • تأملات
      • تأملات روحية
      • تأملات مريمية
      • تأملات شهر أيار – رعية مار شربل الأردن
      • تأملات شهرية لقلب يسوع الاقدس (حزيران)
    • تساعيات
      • تساعيات الاب الازلي
      • تساعيات يسوع المسيح
      • تساعيات الروح القدس
      • تساعيات الثالوث الاقدس
      • تساعيات مريم العذراء
      • تساعيات الملائكة
      • تساعيات قديسين
      • تساعيات قديسات
      • تساعيات متفرقة
    • مسابح
      • مسابح يسوع المسيح
      • مسابح الاب الازلي
      • مسابح الروح القدس
      • مسابح الثالوث الاقدس
      • مسابح مريم العذراء
      • مسابح الملائكة
      • مسابح قديسات
      • مسابح قديسين
    • طلبات وزياحات
    • ساعة سجود
    • درب وزياح الصليب
  • مريم العذراء
    • أعياد مريمية
      • 15 كانون الثاني : سيدة الزروع
      • 11 شباط : سيدة لورد
      • 25 اذار : عيد البشارة
      • 3 أيار : سيدة البحر
      • 15 ايار: سيدة الزروع – الحصاد
      • 15 آب : انتقال سيدتنا مريم العذراء
      • 8 أيلول : ميلاد مريم العذراء (غ)
      • 15 أيلول : سيدة الأوجاع
      • 7 تشرين الأول : سلطانة الوردية المقدسة
      • 21 تشرين الثاني : عيد دخول العذراء إلى الهيكل
      • 27 تشرين الثاني : عيد سيّدة الايقونة العجائبيّة
      • 8 كانون الأول : الحبل بلا دنس
      • أعياد مريمية بوجه العموم
    • كتب مريمية
      • الاقتداء بمريم
      • امجاد مريم البتول – القديس ألفونس دي ليكوري
      • الاكرام الحقيقي لمريم العذراء – القديس لويس ماري غرينيون دي مونفورت
    • عقائد مريمية
      • عقيدة مريم ام الله – مجمع افسس 431
      • عقيدة مريم العذراء الدائمة البتولية – المجمع اللاتراني 649
      • عقيدة الحبل بلا دنس – 8 كانون الاول 1854 – البابا بيوس التاسع
      • عقيدة انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد 1950 – البابا بيوس الثاني عشر
      • العقائد المريمية بوجه العموم
    • ظهورات مريم العذراء
      • ظهورات مريم العذراء – فاطيما 1917
      • ظهورات لاساليت
    • مقالات مريمية
    • فضائل مريمية
    • قصائد مريمية
    • تراتيل مريمية – تاريخها
    • اقوال قديسين عن مريم العذراء
    • ايقونات مريمية – شرح وتفسير
  • الحياة المكرسة والنذور الرهبانية
    • الدعوة والتنشئة الكهنوتية
    • الحياة الكهنوتية
    • الدعوة الرهبانية ومرحلة الابتداء
    • الحياة الرهبانية
    • نذر الطاعة
    • نذر العفة
    • نذر الفقر
    • نذر التواضع
    • مقالات حول الحياة المكرسة
  • مكتبة روحية
    • مقالات اباء الكنيسة
      • مقالات : اكليمنضوس الاسكندري
      • مقالات : اثناسيوس
      • مقالات : امبروسيوس
      • مقالات : اغوسطينوس
      • مقالات : افرام السرياني
      • مقالات : باسيليوس الكبير
      • مقالات : نيوفان الحبيس
      • مقالات : غريغوريوس النيصي
      • مقالات : غريغوريوس بالاماس
      • مقالات : غريغوريوس النزينزي اللاهوتي – الناطق بالالهيات
      • مقالات : كيرلس السكندري
      • مقالات : كيرلس الاورشليمي
      • مقالات : يوحنا كاسيان
      • مقالات : يوحنا الدمشقي
      • مقالات : يوحنا فم الذهب
      • مقالات : القديس فيلوكسينوس
    • مقالات واقوال اباء الكنيسة متفرقة
    • كتب اباء الكنيسة
      • كتب : افرام السرياني
      • كتب : اتناسوس
      • كتب : امبروسوس
      • كتب اغوسطينوس
      • كتب : اكليمنضوس الروماني
      • كتب : اكليمنضوس الاسكندري
      • كتب : باسيليوس الكبير
      • كتب : غريغوريس النيصي
      • كتب : غريغوريوس النزينزي اللاهوتي – الناطق بالالهيات
      • كتب : كيرلس الاورشليمي
      • كتب : مقاريوس الكبير
      • كتب : كبريانوس
      • كتب : يوحنا كاسيان
      • كتب : يوحنا فم الذهب
      • كتب : يوستينوس الشهيد
    • كتب روحية متفرقة
    • كتب روحية منسقة
      • الاقتداء بالمسيح
      • بستان الرهبان
      • المصباح الرهباني
      • الطريق الى الفردوس
      • وستعرفون الحق والحق يحرركم
    • سير قديسين – السنكسار
      • كانون الثاني – سير قديسين
      • شباط – سير قديسين
      • اذار – سير قديسين
      • نيسان – سير قديسين
      • ايار – سير قديسين
      • حزيران – سير قديسين
      • تموز – سير قديسين
      • اب – سير قديسين
      • ايلول – سير قديسين
      • تشرين الاول – سير قديسين
      • تشرين الثاني – سير قديسين
      • كانون الاول – سير قديسين
      • فهرست ومقالات – سير قديسين
    • أعياد ومناسبات
      • كانون الثاني – أعياد ومناسبات
        • 6 كانون الثاني : عيد الظهور الإلهي
        • 17 كانون الثاني : مار انطونيوس الكبير
        • 28 كانون الثاني : مار افرام السرياني
        • 31 كانون الثاني : دون بوسكو
      • شباط – أعياد ومناسبات
        • 9 شباط : مار مارون
        • 14 شباط : القديس فلانتين
        • 22 شباط : إقامة كرسي بطرس في أنطاكية – المكرم بشارة ابو مراد
        • 27 شباط : القديس غابرييل لسيدة الأوجاع
      • آذار – أعياد ومناسبات
        • 1 اذار : الملاك الحارس
        • 2 اذار : مار يوحنا مارون (اول بطريرك ماروني)
        • 4 آذار : عيد الوجه الأقدس
        • 19 اذار : مار يوسف البتول
        • 21 اذار : عيد الام
        • 23 اذار : القديسة رفقا
        • 26 اذار : الملاك جبرائيل
      • نيسان – أعياد ومناسبات
        • 23 نيسان : مار جرجس
        • 29 نيسان : القديسة كاترين السيانية
      • أيار – أعياد ومناسبات
        • الشهر المريمي – أيار
        • سيدة لبنان – الأحد الاول من ايار
        • 3 أيار : اكتشاف صليب سيدنا يسوع المسيح في أورشليم
        • 6 ايار : القديس دومنيك سافيو
        • 8 أيار : يوحنا الحبيب \ مولد القديس شربل
        • 22 ايار : القديسة ريتا
      • حزيران – أعياد ومناسبات
        • قلب يسوع – شهر حزيران
        • 6 حزيران : الملاك ميخائيل
        • 13 حزيران : مار انطونيوس البدواني
        • 21 حزيران : عيد الأب
        • 24 حزيران : مولد يوحنا المعمدان
        • 26 حزيران : الطوباوي يعقوب الكبوشي
        • 29 حزيران : مار بطرس وبولس
      • تموز – أعياد ومناسبات
        • 6 تموز : القديسة ماريا غورتي
        • 9 تموز : القديسة فيرونيكا جولياني
        • 10 تموز :القديسون الاخوة المسابكييون والرهبان الفرنسيسكان وشهداء دمشق ١٨٦٠
        • الاحد الثالث من تموز : عيد القديس شربل
        • 17 تموز : القديسة مارينا وادي قنوبين
        • 20 تموز : مار الياس الحي
        • 22 تموز : مريم المجدلية
        • 22 تموز : مار نوهرا
        • 25 تموز : عيد القدبسة حنة
        • 31 تموز : تلاميذ مار مارون 350 شهيد
      • آب – أعياد ومناسبات
        • 2 آب : البطريرك اسطفان الدويهي
        • 6 آب : تجلي الرب
        • 29 آب : قطع رأس يوحنا المعمدان
        • 30 آب : الطوباوي اسطفان نعمة
        • 31 آب: مار زخيا العجائبي
      • أيلول – أعياد ومناسبات
        • 5 أيلول : القديسة الأم تريز كالكوتا
        • 14 أيلول : عيد الصليب
        • 24 أيلول : القديسة تقلا
      • تشرين الأول – أعياد ومناسبات
        • 1 تشرين الأول : القديسة تريز الطفل يسوع
        • 4 تشرين الأول : القديس فرنيسيس الأسيزي
        • 20 تشرين الأول : إعلان قداسة الشهداء المسابكيين
      • تشرين الثاني – أعياد ومناسبات
        • 13 تشرين الثاني : يوحنا فم الذهب
        • 22 تشرين الثاني : تذكار القديسين يواكيم وحنة والدي سيّدتنا مريم العذراء
      • كانون الأول – أعياد ومناسبات
        • 4 كانون الأول : القديسة بربارة
        • 4 كانون الأول : القديس يوحنا الدمشقي
        • 14 كانون الاول: القديس نعمة الله الحرديني
    • تاريخ الكنيسة
      • تاريخ الكنيسة الشرقية
      • تاريخ الكنيسة الغربية – الدكتور يواقيم رزق مرقص
    • الكنائس وتاريخها
      • كنائس لبنان
      • كنائس سوريا
      • كنائس القدس
      • كنائس العراق
      • كنائس تركيا
      • كنائس ايطاليا
      • كنائس متفرقة
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الايقونة وشرحها
    • جنود مريم – منشورات
      • يسوع المسيح – جنود مريم
        • عبادة دم يسوع المسيح – جنود مريم
        • عائلة قلب يسوع الاقدس – جنود مريم
        • عبادة طفل براغ – جنود مريم
        • عبادة قلب يسوع الاقدس – جنود مريم
      • مريم العذراء – جنود مريم
        • سيدة رامات – جنود مريم
        • الوردية – نشأتها وتاريخها و دورُها و أهميّتها في الحياةِ الرّوحيّة – جنود مريم
      • قديسين – جنود مريم
        • القديس يوسف البتول – جنود مربم (19 آذار)
        • القديس جرجس – جنود مريم (23 نيسان)
        • القدّيس نوهرا الشهيد شفيع البصر – جنود مريم (22 تموز)
        • القديس بيو – جنود مريم
        • القدّيس جوده دي تاري – جنود مريم
        • مار سركيس و مار باخوس – جنود مريم
        • القدّيس بيريغران شفيع مرض السرطان – جنود مريم
      • قديسات – جنود مريم
        • القديسة ريتا – جنود مريم (22 ايار)
        • القديسة الشهيدة أكويلينا – جنود مريم (13 حزيران)
        • القدّيسة فيرونيكا جولياني – جنود مريم (10 تموز)
        • القديسة فوستين – جنود مريم
        • القدّيسة فيلومينا – جنود مريم
      • ملائكة – جنود مريم
        • مار جبرائيل أحد رؤساء الملائكة – جنود مريم
        • مار ميخائيل وملائكته – جنود مريم
      • كتب وصلوات روحية وتعليم – جنود مريم
        • شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهريّة – جنود مريم
        • سر الرحمة الالهية – صلوات للرحمة الالهية – جنود مريم
        • الصلاة الارادة الالهية – جنود مريم
        • سر السعادة – الصلوات الخمس عشرة المُلهمة من سيّدنا يسوع المسيح للقدّيسة بريجيتا – جنود مريم
        • القداس الالهي – اسرار تكشفها العذراء – جنود مريم
        • العيش في ملكوت المشيئة الإلهية – جنود مريم
        • اسرار الكنيسة السبعة – جنود مريم
      • منشورات وصلوات روحية وتعليم – جنود مريم
      • كتب متفرقة وارشارد – جنود مريم
        • حقيقة الشيطان وظاهرة عبادته في المجتمع المعاصر – جنود مريم
      • منشورات متفرقة وارشاد – جنود مريم
    • عائلة قلب يسوع الاقدس – سوريا
    • مقالات متفرقة
    • اعلانات ومناسبات
  • مواضيع وقصص
    • مذاهب وبدع
    • البروتستانت – الانجيليين
    • السبتييون
    • شهود يهوا
    • هل تعلم؟
    • صوت صارخ في البرية
    • الاجهاض – نظرة الكنيسة
    • قصة وعبرة
    • ترفيه
    • متفرقات
  • تربوي وثقافي وصحة
    • الاستعداد للزواج
    • سر الزواج المقدس
    • العائلة
    • التربية
    • اسباب مشاكل الزوجية
    • ادب الحياة وفنونها
    • الصحة والامراض
      • الصحة النفسية
      • الصحة الجسدية
      • الأدوية والأعشاب
    • الادمان علاجه ومشاكله
      • الادمان بوجه العموم
      • مشاكل الادمان
      • الادمان على الانترنت
      • الادمان على التدخين
      • الادمان على الكحول
      • الادمان على المخدرات
      • الادمان على القمار
      • نصائح توجيهية حول الادمان
      • الادمان والوقاية
    • مطبخ: مأكولات – حلويات – عصير
      • شوربة
      • السلطات
      • المقبلات
      • المعجنات
      • الاكلات الرئيسية
      • العصائر والمشروبات
      • الحلويات
  • مواقع WEBLINKS
    • مواقع الكنيسة الكاثوليكية
    • موقع الكنيسة الاورثوذكسية
    • مواقع روحية Spiritual Sites
    • مواقع لتعليم اللغات
  • تراتيل MP3
    • زمن الميلاد المجيد – mp3
    • Christmas Noel – mp3
    • زمن الدنح – عماد يسوع – mp3
    • زمن الصوم – mp3
    • درب الصليب
    • اسبوع الالام – mp3
    • زمن القيامة – mp3
    • زمن العنصرة – mp3
    • عبادة قلب يسوع الأقدس – mp3
    • مريم العذراء – mp3
    • المسبحة الوردية – لغات متعددة – mp3
    • مزامير – mp3
    • تراتيل مارونية – mp3
    • تراتيل كلدانية – mp3
    • تراتيل بيزنطية – روم كاثوليك – mp3
    • تراتيل بيزنطية – روم أورثوذكس – mp3
    • تراتيل أرمن ارثوذكس – mp3
    • تراتيل قديسون – mp3
    • تراتيل قديسات – mp3
    • مكرسون – mp3
    • فنانين: جومانا، ماجدة … mp3
    • جوقات mp3 – Coral
    • القربانة الاولى – mp3
    • صلوات – mp3
    • قصائد – mp3
    • mp3 – Gregorian
    • Music: Bach, Mozart … mp3
    • موسيقى – mp3
    • اغاني اطفال – عربي، فرنسي، انكليزي – mp3
  • slider

صفحتنا على فيسبوك

اخر المنشورات

مريم، هيكل الكلمة ونشيد الخلاص

مريم، هيكل الكلمة ونشيد الخلاص

مجنون مريم البريئة من الدنس – القديس مكسيمليانوا كولبي

مجنون مريم البريئة من الدنس – القديس مكسيمليانوا كولبي

صلاة في عيد سيدة الحصاد – 15 أيار

صلاة في عيد سيدة الحصاد – 15 أيار

نصف الخمسين بين نزول الرب يسوع للجحيم والعنصرة مسيرة خلاصية

نصف الخمسين بين نزول الرب يسوع للجحيم والعنصرة مسيرة خلاصية

صلاةٌ من أجل شفاء الذاكرة

صلاةٌ من أجل شفاء الذاكرة

عيد انتصاف الخمسين – تيلي لوميار/ نورسات

عيد انتصاف الخمسين – تيلي لوميار/ نورسات

BY : refaat

موقع سلطانة الحبل بلا دنس

No Result
View All Result
  • الصفحة الرئيسية
  • القداس والقراءات
    • زمن الميلاد – القداس الماروني
    • زمن الدنح – القداس الماروني
    • زمن الصوم – القداس الماروني
    • زمن القيامة – القداس الماروني
    • زمن العنصرة – القداس الماروني
    • زمن الصليب – القداس الماروني
    • أعياد ومناسبات – القداس الماروني
    • أعياد + نافور شرر – القداس الماروني
    • نوافير القداس – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • الروزنامة الروحية 2024-2025
    • المفكرة الليتورجية المارونية 2024-2025
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
  • الصلوات الطقسية
    • صلوات زمن الميلاد – طقس ماروني
    • صلوات زمن الدنح – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصوم – طقس ماروني
    • صلوات زمن الالام – طقس ماروني
    • صلوات زمن القيامة – طقس ماروني
    • صلوات زمن العنصرة – طقس ماروني
    • صلوات زمن الصليب – طقس ماروني
    • صلوات أعياد ومناسبات – طقس ماروني
    • الرتب الطقسية – طقس ماروني
    • رتب وصلوات وتبريكات خاصة بالكهنة
    • تساعية الميلاد – 15 كانون الأول
    • تراتيل زمن الميلاد – طقس ماروني
    • درب وزياح الصليب
  • الإنجيل الأسبوعي
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الميلاد – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن العنصرة – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – زمن الصليب – طقس ماروني
    • الإنجيل الأسبوعي – الأعياد الثابتة – طقس ماروني
  • قديس اليوم
    • كانون الثاني – سير قديسين
    • شباط – سير قديسين
    • آذار – سير قديسين
    • نيسان – سير قديسين
    • أيار – سير قديسين
    • حزيران – سير قديسين
    • تموز – سير قديسين
    • آب – سير قديسين
    • أيلول – سير قديسين
    • تشرين الأول – سير قديسين
    • تشرين الثاني – سير قدسين
    • كانون الأول – سير قديسين
  • معرض الفيديو
    • افلام يسوع المسيح – فيديو
    • افلام قديسين – فيديو
    • القديسون المسابكييون الموارنة والرهبان الفرنسيسكان – فيديو
    • الكتاب المقدس – فيديو
    • تراتيل – فيديو
    • صلوات – فيديو
    • قداس ماروني – فيديو
    • تساعيات – فيديو
    • كنائس – فيديو
    • تعليم لغات – فيديو
  • وثائق
    • المجامع الكنسية: نيقيا – الفاتيكاني الاول
    • المجمع الفاتيكاني الثاني
    • كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكة
    • مجموعة قوانين الكنائس الشرقية
    • الفن الكنسي
    • تاريخ الايقونة
    • الأيقونة وشرحها
  • Donation
  • PayPal
  • اتصل بنا

Title ×