اليوم الثلاثون
تذكار القديس مكسيموس المعترف
وُلد مكسيموس في مدينة القسطنطنية سنة 580. تثقف ثقافة عالية فاختاره الملك هرقل رئيساً لكتبة ديوانه ووزيراً من وزرائه. اما هو فلم يكن ليطمع في امجاد الدنيا، فعافت نفسه الاباطيلَ وترك منصبه ووزراته وآثر العزلة في ديرٍ قريب. وهناك عكف على الصلاة والتأمل حتى تفوَّق في طريق القداسة. فانتخبه الرهبان رئيساً. فقام يسوسهم بحكمة وتفانٍ، ويسير امامهم في جميع الوجبات.
وفي تلك الاثناء كانت هرطقة المونوتليين القائلين بالمشيئة الواحدة تعيث فساداً في الكنيسة الشرقية اليونانية. فقام صفرونيوس بطريرك اورشليم يكافحها ويبيِّن ضلال القائلين بها، واندفع الرئيس مكسيموس ايضاً يدحضها بخطبه وبما اوتيه من غيرة وعلم زاخر.
ثم ذهب الى روما يَعرض الامر للبابا مرتينوس الاول. فعقد البابا مجمعاً في كنيسة اللاتران سنة 649 وحرم البدعة وكل القائلين بها.
بلغ خبر المجمع الى القسطنطنية، فقام زعماء البدعة يسعون بالقديس مكسيموس لدى الملك كونستان، فارسل مَن قبض عليه وجيءَ به مخفوراً الى القسطنطنية. وبعد ان اوسعوه اهانة وشتماً قادوه الى السجن. وحاول الملك ان يتملقه بالوعد ويتهدده بالعذاب، فأجاب بكل جرأة:” ان صوت الحق يأبى السكوت امام الباطل”. عند هذا الجواب امر بنفيه وبقطع يده اليمنى ولسانه. فذهب الى منفاه في خرسان، مستسلماً لمشيئة الله. ويَروي كاتب سيرته انَّ الله منحه النطق باعجوبة باهرة، فظلّ، وهو في منفاه، يُرشد النفوس في طريق الخلاص ويغذِّيها بروح المحبة والايمان الصحيح، الى ان رقد بالرب شهيد الواجب سنة 662. صلاته معنا. آمين
Discussion about this post