اليوم السادس والعشرون
تذكار الشهيدة أغِنس البتول
وُلدت أغِنس في روما وكان والداها من الاشراف الاتقياء، عَنيا بتربيتها تربية مسيحية صالحة. وكانت تقواها تزيد في بهاء جمالها الرائع. وما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، حتى اشتعلت بنار الغيرة على الايمان القويم فردَّت اليه فتيات كثيرات من الوثنيات.
ورآها يوماً بروكوب ابن والي المدينة فأغرم بجمالها. فأخذ يراسلها راغباً في خطب ودَّها. فقالت انها مخطوبةٌ لعريس سماوي ولا ترضى عنه بديلاً في الارض. فتأثر الشاب الى ان مَرِض، وَنِحل جسمه، فكاشف ابوه الوالي بأمره. فاستحضر الفتاة أغنس واخذ يتملقها لترضى بالزواج من ابنه فأبت، فامرها بالسجود للاصنام فازدرت باصنامه. فغضِب وامر بان تساق عريانة في الشوارع عرضةً للعار والهوان فاخذت البتول تصلي.
فما وصلت الى المكان المعدِّ لإذلالها، حتى احاط بها نور سماوي يبهر الابصار، فكان كل من يدنو منها يرتدُّ خائفاً حتى ابن الوالي نفسه.
عندئذ اخذ كهنة الاوثان يهيِّجون الشعب ويصيحون: فلتُقتَل اغنس الساحرة ولتحرَقْ هذه الماكرة المجدِّفة على آلهتنا. فاضرموا ناراً وطرحوها فيها وهي تصلي فاخمد الله حدَّة النار وقامت البتول سالمة. فازداد الوثنيون هياجاً لانخذالهم امام تلك الفتاة، ولما يئسوا منها ضربوا عنقها ففازت باكليل الشهادة في سنة 304.
وتراءت لاهلها ذات ليلة، ومعها رهط من العذارى بحُللهنّ البيضاء، وهي تتلألأ بالنور وقالت لهم:” كفوا عن النوح والبكاء وتعزَّوا وافرحوا معي لاني راتعة بحياة المجد السماوي”. صلاتها معنا. آمين.
Discussion about this post