اليوم الحادي والعشرون
تذكار الشهيد سيبستيانوس
وُلد سيبستيانوس في مدينة تاربونا – ايطاليا، من والدين مسيحيَّين تقيَّين. ولما شب مضى الى روما ودخل في الجندية في عهد الملك كارينوس، لكي يتمكن من مساعدة المسيحيين، باكثر سهولة.
وثِق به الملك فرقّاه، وجعله رئيساً للفرقة الاولى الملكية. وبما انه كان جندياً اميناً للمسيح، دأب في مساعدة المسيحيين، متفقِّداً المحبوسين منهم، ومشجعاً الضعفاء، ودافناً الشهداء. وقد ردَّ كثيرين من الوثنيين الى الايمان بالمسيح. واشتهر بهذه الاعمال المجيدة، حتى لقَّبه البابا كايوس بمحامي الكنيسة.
ولما اثار الملك الاضطهاد على المسيحيين، قبضوا على سيبستيانوس وعلى فارسَيْن رومانيَّين أخوَين هما مرقس ومرشلينوس، لانهما لم يضحِّيا للاصنام. عندئذ ظهر المخلص محاطاً بنور سماوي، ومعه سبعةُ ملائكة. فدُهِش الحاضرون من هذا المشهد العجيب. فآمن كاتب المحكمة وستون شخصاً، بل آمن والي المدينة ايضاً، وجعل بيته معبداً يجتمع فيه المؤمنون لصلاة، واستُشهد معظمهم.
استشاط الملك غيظاً، وامر ان يُشدَّ على خشب، ويُرشق بالسهام، فبدأ الجند يرمونه بالنبال حتى اثخنوه جراحاً، وجرت دماؤه سيلاً. فظنّوه قد مات، فتركوه ومضَوا. فأتت ايرينا التقية ارملة الشهيد كالستولوس ليلاً، فأخذته الى بيتها، واعتنت به اياماً حتى اندملت جراحه.
فأشار عليه اصدقاؤه بان يختبىء، فأبى إِلا الظهور، ومضى ينتظر قدوم الملك الى الهيكل، فتصدَّر السلَّم ولما وصل الملك قال له:” مولاي، ان كهنتكم يخدعونكم بقولهم: إِن النصارى اعداؤكم. وهم يصلُّون لاجلكم ومن اخلص المواطنين للمملكة”.
فدهش الملك، اذ رآه حياً، واغتاظ من كلامه. فأمر به فضربوه بقساوة وحشية حتى اسلم روحه الطاهرة بيد خالقها مكلَّلة بغار الشهادة سنة 288. صلاته معنا. آمبن
Discussion about this post