اليوم العشرون
تذكار القديس افتيموس الكبير
وُلد افتيموس في مدينة ملتيني في ارمينيا من اسرة شريفة تقية. فقد اباه وهو ابن ثلاث سنين، فرَّبته أمُّه واعتنى بثقافته خاله معاون مطران مدينته. فرسمه اسقفه كاهناً. ذهب الى زيارة الاراضي المقدسة ليقف على حياة النّساك في البراري الفلسطينية، فأعجب بسيرتهم ورَغِب في السير على طريقهم، فوجد صومعةً جعلها منسكاً له، تحت تدبير القديس ارسانيوس الطائر الشهرة آنئذٍ. فأخذ يمارس حياة التقشف الشاقة.
سكن مغارة قرب اورشليم فتتلمذ له رهبان كثيرون. ولما تكاثر عددهم، ترك افتيموس لرفيقه تاوكستس تدبير المبتدئين، واعتزل لشدَّة شغفه بالحياة المنفردة.
وجاءه يوماً امير من العرب من عبدة الاوثان، وله ولدٌ مُقعَد عجز الاطباء عن شفائه، فباركه القديس باشارة الصليب، فشفي للحال. فآمن والده، وكل عشيرته، واعتمدوا واصبحوا رسلاً للمسيح. ورسم لهم البطريرك اسقفاً دُعي بطرس، فازدهرت النصرانية في المضارب العربية. ولذلك سُمَّي هذا القديس رسول البلاد العربية.
ثم توارى سراً، وتوغَّل في الصحراء الى برية “عين جدي” حيث بنى له اهالي عين جدي ديراً.
ودافع هو ورهبانه دفاع الابطال عن تعليم المجمع الافسسي ضد نسطور (431) وعن المجمع الخلقيدوني ضد اوطيخا (451).
كما انه ارشد الملكة افدوكيا الى الايمان الكاثوليكي بعد ان سقطت في بدعة أوطيخا. وكان الله يؤيِّد اعماله بصنع العجائب الباهرة. وقد امتاز بوداعته وتواضعه ومحبته للفقراء، وضيافته الغرباء.
ولما شعر بدنو اجله اختلى بنفسه ثلاثة ايام مستعداً لملاقاة الله، ورقد بالرب سنة 473. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post