اليوم الحادي عشر
تذكار القديس تاودوسيوس
وُلد في الكبادوك من اسرةٍ تقية. وما بلغ سنَّ التمييز، حتى كان ملازماً الكنيسة وخدمتها. وبعد ان ارتسم شماساً قارئاً، سمع ما قاله الله لابراهيم:” انطلق من بيت عشيرتك وبيت ابيك الى الارض التي اريك” (تك 12: 1). فلبَّى صوت الدعوة. وذهب الى زيارة الاراضي المقدسة. ومَرَّ في طريقه بالقديس سمعان العمودي، فعرفه القديس سمعان بروح النبوءة وناداه باسمه. وزوَّده بركته واطلقه.
فاستأنف سيره الى زيارة الاماكن المقدسة. ثم تتلمذ لناسك فاضل اسمه لونجينوس، فاحكم ممارسة الفضائل. ثم ذهب وسكن مغارة في جبلٍ، يمارس فيها حياة النسك، فذاع خبر فضيلته، فأتاه الكثيرون يتتلمذون له، وكان بعضهم قد اتوه بثرواتهم فانشأ لهم ديراً كبيراً، كثيراً ما كان يأوي اليه الفقراء والمرضى. وانشأ اديرة عديدة للرهبان وسنَّ لهم قوانين العيشة المشتركة. وكان يأمر رهبانه بان يحفروا قبورهم بايديهم ويقفوا امامها ذاكرين ساعة الموت الرهيبة، ومصيرهم في الابدية.
فمنحه الله موهبة صنع العجائب الكثيرة.
ولشهرة قداسته وحكمته اقامه البطريرك الاورشليمي رئيساً على الرهبان العائشين في الاديار عيشة مشتركة. وفي تلك الاثناء، وقد بلغ تاودوسيوس التسعين من العمر، قام الملك انسطاس يحارب الكاثوليك ويؤيِّد الاوطيخيين فنفى تاودوسيوس الذي يظهر انه لجأ الى لبنان، والتقليد المارونية يفيدنا انه هو الذي انشأ دير قنوبين اي دير “العيشة المشتركة” في وادي قاديشا وحفظ التقليدُ هذا الاسم عبرَ الاجيال الى يومنا هذا.
وجمع تاودوسيوس الى فلسطين حيث قضى سنيه الاخيرة وتوفاه الله سنة 528 وله من العمر مئة وخمس سنين.
اقيم له مأتم حافل ترأس الصلاة فيه بطرس بطريرك اورشليم ذاته. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post