الفصل الخامس السنهدرين
وستعرفون الحق و الحق يحرركم
الفصل الخامس: السنهدرين
وهناك مسألةٌ هامةٌ أيضاً، كان المجلس الأعلى اليهودي المعروف باسم “سنهدرين” هو السلطة العليا لدى اليهود، فماذا حلّ محله في المسيحية؟ حلت محلّه الكنيسة وإنتقلت السلطة إذاً من السنهدرين الى الكنيسة.
ماذا كان مصير السنهدرين؟ كان مصيره ما قاله يسوع في التّينة التي لعنها، لا يكون فيها ثمر إلى الأبد، وهكذا إنتهى السنهدرين ولم يبقى فيه ثمرٌ.
وإنتهت اليهودية الى الأبد وصارت ديانةً على الورق ولم يعد لها وجود. جاء في رؤيا يوحنا أن المجمع اليهودي هو مجمع الشيطان (9002-9003).
الكنيسة حلّت محل السنهدرين ومحل الشعب اليهودي، وبدلاً من كون الشعب اليهودي شعب الله صارت الكنيسة هي شعب الله، وصارت الكنيسة هي أورشليم السماوية في تعبير بولس ويوحنا الإنجيلي. الكنيسة هي الكل بالكل.
في الفصل 16 و18 من إنجيل يوحنا نرى الكنيسة في الواجهة صاحبة السلطات المطلقة، أعطاها الرب يسوع سلطات واسعة جداً، بيدها الحلّ والربط. وفي الفصل 20 من إنجيل يوحنا أعطى الرسل وخلفاءه سلطات ليحلّوا الخطايا ويربطوا الخطايا، وإنتقلت السلطات اذاً من المجلس الأعلى اليهودي الى الكنيسة، والمجلس الأعلى اليهودي صاحب سلطات ولكن بدون الروح القدس.
أمّا الكنيسة فهي ممتلئةٌ من الروح القدس وهي جسد المسيح. لذلك نحن أمام ديانة جديدة تختلف نوعياً عن الديانة اليهودية، الديانة اليهودية مؤسسة بينما الديانة المسيحة ديانة كيانها سماوي، الكنيسة هي جسد المسيح، اليهودية لم تكن جسد المسيح، جسد المسيح أُعطِيَ الأرض يوم بشارة جبرائيل لمريم العذراء في التجسد الإلهي يوم العنصرة.
في العهد القديم، لا تجسد ولا عنصرة، فبمقدار التجسد الإلهي والعنصرة عظيمين بالقدر نفسه الديانة اليهودية هي ظلٌ باهتٌ
فقط.
لا يمكن المقارنة أبداً بين الديانة اليهودية وبين التجسّد الإلهي من جهة والعنصرة أيضاً، أي المقارنة بين التجسد الإلهي يوم البشارة وحلول الروح القدس يوم العنصرة، هما أمران يفوقان الديانة اليهودية بقدر ما تفوق السماءُ الأرض، الفرق كبير جداً جداً.
فلذلك فالديانة المسيحية تختلف جذرياً ونوعياً عن الديانة اليهودية وإن كانت خرجت من الديانة اليهودية. فهذه ديانة من نوع جديد إذاً تتمتع بسلطات سماوية، الذي يحكم فيها هو يسوع المسيح، الذي يديرها هو الروح القدس، الذي يحيها ويحركها هو الروح القدس.
قال بولس الرسول : “وما لي من الحياة الان أن ما أحياه بالإيمان بابن الله الذي أحبني وبذل نفسه من أجلي”، (غلاطية 20:2).
هذه الديانة إذاً نوعية جديدة تختلف عن الديانة اليهودية بأنها سماوية، الروح القدس ساكن فينا كما في رسائل بولس الرسول.
هل كان ساكناً في العبرانية؟ لم يسكن في العبرانية، لماذا؟ إنجيل يوحنا واضح، لأن الروح القدس لم يكن بعد قد أُعطي يوم العنصرة، ولم يكن قد أُعطي يوم العنصرة لأن يسوع لم يكن قد وُجِدَ بعدُ بالآلام والقيامة.
لمجده تعالى
Discussion about this post