الفصل التاسع: ناموس موسى وناموس المسيح
وستعرفون الحق و الحق يحرركم
الفصل التاسع: ناموس موسى وناموس المسيح
حذقيال وأرميا في الفصل 31 أرميا وبشكل جيد تماماً وخاصة في الآية 31 تعرضا لناموس موسى وناموس الروح القدس .
ناموس موسى مكتوب على لوحين حجريين، ناموس المسيح مكتوب بالروح القدس على قلوبٍ لحمية (الرسالة الثانية الى كورنثوس).
الأمر عند بولس الرسول أعمق، بولس الرسول يذكر شريعة موسى المكتوبة على ألواح حجرية، وشريعة يسوع المكتوبة بالروح القدس في القلب، شريعة موسى مؤقتة، شريعة يسوع أبدية، شريعة موسى كانت مرافقة بالمجد فظهر المجد على وجه موسى ووضع برقعاً على وجهه ليستطيع بني اسرائيل أن يروه.
هذا العهد الزائل بالأحرى العهد الأبدي المكتوب بالروح القدس، النص في كورنثوس رائع جداً بين العهدين، هذا العهد المكتوب على حجارة وزائل ومؤقت وغير أبدي، بينما العهد الجديد مكتوب بالروح القدس في القلوب وبصورة أبدية نهائية، لذلك نرى الفصل الرابع من هذه الرسالة يقول: “الله الذي أمر أن يخرج من الظلمةِ نور هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح”،علّق الذهبي الفم على هذا النص فقال: “قبل العنصرة والمسيح كان الوحي يأتي من الخارج أمّا بعد العنصرة الروح القدس يحلّ في القلب، النور الإلهي يحلّ في القلب وبصورة دائمة”، ولذلك الفرق كبير كثير بين الشريعة المكتوبة على الحجارة وبين شريعة كتبها الروح القدس بنوره الإلهي في قلوب المؤمنين، وبذلك هناك معموديةٌ واحدة والمعمودية لا تعاد وإن كفر المرء وعاد إلى المسيحية لا يعمّد ثانية بل يُدهن بالميرون المقدس. هذا النص في أرمياء وفي كورنثوس الثانية هام جداً، وحلول الروح القدس كان أمراً جديداً.
في كتابي “معنا هو الله” أتيت بنصوص عديدة جداً لكورنثوس الاسكندري وسواه لأثبت أن الروح القدس قبل العنصرة ما كان يعطى للصدّيقين والأنبياء ويسكن فيهم، ولكن بعد العنصرة سكن الروح القدس في المؤمنين (راجع الأمر في موضعه، راجع رسالة كورنثوس في الفصول 2و3و4) لأن هذه الفصول هامة جداً بالمقارنة بين العهدين فإذاً هناك فرق كبير بين العهدين الآية 17 من الفصل الأول من إنجيل يوحنا قالت: إن الناموس أُعطي بموسى أمّا النعمة والحق فبيسوع المسيح حصلا. العهد القديم لم يكن فيه نعمة لأن النعمة حلّت علينا في يوم العنصرة، والحق والحقيقة هما يسوع المسيح.
العهد القديم ظلال ورموز أما العهد الجديد فهو الحقيقة، يسوع هو الحق والحقيقة. في رسالة كولوسي النص يحتاج الى إعادة ذهن يشبّه العهد القديم والعهد الجديد بالشخص وظله، الجسم هو يسوع المسيح والظل هو العهد القديم. الأمور تحتاج إلى مجلدات ولذلك من أراد أن يستوعب الأمر عليه أن يراجع تفاسير آباء الكنيسة والتفاسير المعاصرة الجيدة، العهد القديم مشروحاً مسيحياً، هو صورة نرى فيها يسوع المسيح مرسوماً صورة رمزية. في الآية 41 من الفصل 11 من إنجيل يوحنا يفسر يوحنا ظهور الرب لأشعيا في الفصل 6 من أشعيا، في الأصل العبري ظهر يهوه لأشعيا محفوفاً بالملائكة وهم يقولون: ” قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت”، يوحنا الإنجيلي يعتبر هذا الظهور هو ظهور يسوع المسيح لأشعيا، كتفاصيات عيد دخول الله عند الأرثوذكس تعتبر هذا الظهور رمزي وهو ظهور يسوع المتجسد لأشعيا.
مثل هذا كثير جداً لا تستوعبه صفحات بل تستوعبه مجلدات كثيرة والعشرات في تفسير العهد القديم تفسيراً مسيحياً، وهذه المجلدات ليست عشرات فقط فهناك تفاسير آباء الكنيسة وهناك التفاسير المعاصرة في اللغات الأوروبية والأمريكية وهي مئات المجلدات وكلها تصب في قناةٍ واحدة وهي الفهم المسيحي للعهد القديم وكيف يسوع المسيح مرتسم في العهد القديم، ولا يُفهم العهد القديم تماماً إلا على ضوء العهد الجديد لنرى يسوع المسيح مرتسماً فيه كما يرسم الرسامون المصورات الأولى ريثما يصلون إلى الرسم النهائي فنرى يسوع المسيح متغلغلاً في كل ثنايا العهد القديم وإنما لا ندركه تماماً إلا على ضوء العهد الجديد، وبذلك هناك حاخمون كبار ورجال فكر كبار من اليهود تجردوا من التعصّب، فاهتدوا من العهد القديم إلى العهد الجديد ولمسوا هذه الصلة الكبيرة بين العهدين، والفيلسوف الفرنسي الكبير في القرن العشرين بِرُكسن متوفي في العام 1941 يهودي ولكنه مثقف كبير ومنفتح كبير، رأى في المسيحية امتداداً لليهودية ولذلك آمن بالمسيح، وهناك حاخام إنكليزي كبير إبرشايم فادنا كثيراً بمعلوماته الكبيرة فهو عالم يهودي كبير وكتب حياة يسوع المسيح بالإنكليزية بجزئين وهي كتاب جيد جداً، هناك غيره من اليهود وهناك في الألمانية 4 أجزاء تأتي بتفاسير الحخامين تحت العهد الجديد، وتظهر الخرابة بين العهد الجديد وبين اليهودية، طبعاً يبقى هناك خلاف جذري وهو أن التفسير المسيحي يوضح الأمور أكثر ولكن في مثل هذا الكتاب وفي كتابات اليهودي المتنصّر مونسرفا نرى كثيراً من الفهم المسيحي للعهد القديم وهو عمقاً لا بأس به من جميع النواحي، وهناك كثيرون سواهم، ولذلك لا يحتاج المثقف اليهودي إلا إلى التخلّي عن التعصّب، متى ما تخلّى عن التعصب مئة بالمئة وجد نفسه في المسيحية ووجد التمام في المسيحية وأنه كان أعمى والأعمى صار يبصر وأن يسوع المسيح قد أناره، فنور المسيح يضيء كل الناس المنفتحين المتخلين من التعصب الذميم، التعصب الذميم هو عدو المسيحية بنسبة كبيرة جداً جداً، فالمسيحية تحتاج الى طرق سلوك كبيرة منفتحة لتستطيع ان تستوعب النور الإلهي العظيم. الموضوع رائع جداً جداً وكما ذكرت يحتاج الى مجلدات.
كان الله في عوننا للنخبة والمؤمنين الناطقين بالعربية قدر المستطاع ولو في أواخر العمر ولو في شهر تشرين الثاني من العام 2009، وأنا مقبل على 87 من العمر، كان الله في عوني لأخدم المسيحيين الناطقين بالعربية حتى الرمق الأخير من حياتي، له المجد والإكرام والسجود إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين آمين[1].
لمجده تعالى
Discussion about this post