اليوم الخامس والعشرون
تذكار البابا القديس فيليكس الثاني
(السنكسار الماروني)
كان هذا البابا ابن خوري اسمه فيليكس من أسرة رومانية غنية شريفة، أعطت الكرسي البطرسي حبراً آخر عظيماً هو القديس غريغوريوس الأول الكبير. وبعد أن توفي البابا سمبليسيوس انتخب فيليكس خلفاً له في الثاني من آذار سنة 483. وفي زمان حبريته ابتدأ الانشقاق بين الكرسي الروماني والبطريركيات الشرقية. ودام نحو خمس وثلاثين سنة، بسبب مسألة الطبيعتين في المسيح اللتين كان قد حدّدهما المجمع الخكيدوني المسكوني الرابع المقدس (451).
عقد البابا مجمعاً في روما حضره ستون أسقفاً، قرّر فيه حط بطرس الالثغ عن مقامه وقطعه من شركة الكنيسة وكان هذا قد اغتصب كرسي البطريركية الأنطاكية. وأحصى اكاكيوس بين أصحاب البدع، لأنه كان مناصراً وشريكاً للالثغ. وتبعه بطرس القصَّار بطريرك انطاكية الذي اضطهد، فيمَا بعد، رهبان مار مارون وقتل منهم ثلاثمئة وخمسين راهباً.
وقد شمل البابا فيليكس الكنيسة الشرقية بعنايته الأبوية الخاصة. وبذل جهده في إنقاذ كنيسة افريقيا من شر الفندال البرابرة، وخفف وطأة الغوط الشرسين في اجتياحهم إيطاليا. وفي الجملة عاش هذا البابا القديس حياته كلها مجاهداً في سبيل الكنيسة وخير أبنائها. ورقد بالرب سنة 492.
ودفن في كنيسة القديس بولس الرسول في ظاهر رومة. ومن تآليفه ست عشرة رسالة. وهو أول من صدّر رسائله إلى الملوك والسلاطين بكلمة “ابن”، وهو الذي أنشأ كنيسة القديسين قزما ودميانوس في روما. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post