اليوم الرابع
تذكار ايذيدورس الفرمي
(السنكسار الماروني)
وُلد هذا القديس سنة 370 في مدينة الاسكندرية، من أسرة شريفة غنية، يمتُّ بالنسب إلى البطريركين تاوافيلوس وابن أخته كيرللس. وتتلمذ للقديس يوحنا فم الذهب. واشتهر بسعة معارفه وسمو فضائله حتى عُدَّ من أعاظم رجال الكنيسة في عصره. وقد عرف أن يقرن ذكاءه وعلمه بفضيلتي الإيمان والتواضع العميق.
بيد أنه زَهد في الدنيا فترك أهله وثروته الطائلة واعتنق الدعوة الرهبانية في دير على جبل قريب من مدينة بيطوسا المعروفة اليوم بفرموس، لذلك لُقب بالفرمي. وكان في ذلك الدير الراهب المثالي بممارسة أسمى الفضائل. وما ارتقى درجة الكهنوت المقدسة حتى انبرى يدافع بكل غيرة رسولية عن المعتقد الكاثوليكي.
أفحم علماء اليهود بشرحه كتب الأنبياء وأتى بالبراهين على حقيقة الثالوث الأقدس وسر التجسد. ضد آريوس ونسطور… وما كان يهاب أحداً في الدفاع عن الحقيقة.
ولما علم أن البطريرك كيرللس الاسكندري ناقم على القديس يوحنا فم الذهب، كتب إليه، بوصفه مرشداً لهذا البطريرك، يستحثُّه على المصافاة والمحبة. فكان لكتابه وقعه الحسن عند البطريرك كيرللس فعمل بمَا أشار عليه مرشده القديم الحكيم.
وللقديس ايذيدورس تآليف جليلة ورسائل نفيسة عديدة جميعها تدل على سعة علمه وعلى جرأته الرسولية في سبيل مجد الله وخلاص النفوس. وعاش حياة طويلة مليئة بالمبرّات ورقد بسلام في السنة 449. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post