اليوم الخامس
تذكار مار سابا
(السنكسار الماروني)
ولد في مدينة مولاتا في إقليم الكبادوك. وكان أبواه يوحنا وصوفيا يجمعان إلى ثروة المال غنى التقوى الصحيحة. فنشأ سابا على حب الفضيلة وما شبَّ حتى عاف الدنيا وضوضاءها وانحاز إلى أحد الأديار، حيث انكبَّ على ممارسة الصلاة والتأمل، متسامياً بالفضائل.
ثم جاء إلى أورشليم، وزار الأماكن المقدسة، ودخل دير القديس افتيموس، فقبله بملء الرضا، فسار في طريق الكمال المسيحي بخطىً جبارة متفوقاً على الجميع، ولا سيما بتواضعه العميق.
ثم طلب الانفراد في منسك قام فيه يبالغ بأنواع التقشف، مثابراً على التأمل وتلاوة المزامير ويُحيك السلال ليعيش من ثمنها وما زاد عنه يتصدق به على الفقراء. فأقبل عليه الرهبان والنساك يسترشدونه، فأنشأ لهم المناسك. وبلغ عدد تلاميذه مئة وخمسين ناسكاً. ولما تكاثر عدد النساك شيَّد لهم ديراً وتولى إدارتهم، مشدداً بحفظ القوانين والنظام وسار أمامهم في جميع الواجبات. فرسمه سالسُتوس بطريرك أورشليم كاهناً وأقامه عليهم رئيساً.
وفي هذه الأثناء أتته أمه، بعد وفاة أبيه، تحمل إليه أموالاً كثيرة، فقبلها وبنى لها ديراً حيث قضيت أيامها وماتت بنسمة القداسة. وأنشأ بتلك الأموال مستشفى للمرضى ومضافةً للزوَّار قرب الدير.
وقد أرسله البطريرك إلى الملك انسطاسيوس على رأس وفد وزوَّده رسائل الاستغاثة. فلمَّا قرأها الملك ونظر إلى ما كان عليه الراهب القديس من مهابة ووقار، رغم ظاهره الحقير، بالغ في إكرامه ورضي عن البكريرك ورفع الجور والاضطهاد.
وعند انحباس المطر في فلسطين، نحو خمس سنوات، جمع سابا رهبانه وصلوا إلى الله فجادت السماء بمطر غزير.
وقد كلفه البكريرك الذهاب مرة ثانية إلى القسطنطينية، عند الملك يوستينياس للدفاع عن المسيحيين. فأوقف الملك على الحقيقة، فهدأ غضبه وجاد بالمال عليه فوزعه على الفقراء. ثم عاد إلى ديره، وما لبث ان رقد بالرب سنة 532، بين رهبانه بعد أن أوصاهم بالمحبة وحفظ القوانين. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post