اليوم الثالث والعشرون
تذكار القديسة الشهيدة أوجانيا
(السنكسار الماروني)
ولدت اوجانيا في روما من أسرة وثنية شريفة، أبوها فيلبوس وأمها كلوديا، ولها أخوان افتيموس وسرجيوس. ولما أقيم أبوها والياً وقنصلاً على القطر المصري، جاء بعيلته إلى الاسكندرية. وكانت اوجانيا ذكيَّة العقل متوقِّدة الذهن، فانكبت على الدرس واتقنت اللغتين اليونانية واللاتينية وتضلَّعت من الفلسفة وهي في الخامسة عشرة. وقد عيَّن لها أبوها أستاذين هما بروتس وياسنتوس، كانا معجبين بها.
واتفق أن قرأت الإنجيل ورسائل القديس بولس فلذَّتها معانيها جداً وأخذت بفلسفتها وبما فيها من التعاليم السامية فصغُرت في عينيها القياسات المنطقية والفلسفة الوثنية، ومسَّت نعمة الروح القدس قلبها فآمنت بالمسيح.
كشفت سرَّها لأستاذيها وأبانت لهما عن قصدها وحبَّبت إليهما معاني الإنجيل ومبادئ الدين المسيحي الشريفة التي اعتنقتها واقنعتهما بالبراهين الصريحة فآمنا بالمسيح، كما أقنعت والديها وأخويها، فآمن جميعهم واعتمدوا معها. وما لبث والدها فيلبوس أن مات شهيداً، فرجعت بوالدتها وأخويها إلى روما، حيث تتلمذ لها عذارى كثيرات أردن السير على طريقتها، فشيَّدت لهنَّ ديراً. واشتهرت قداستها ومنحها الله صنع العجائب.
وما زال الملك في طلب أسرة الوالي فيلبوس، حتى قتل امرأته كلوديا وولديها افتيموس وسرجيوس وقضى أيضاً على بروتس وياسنتوس، أستاذي اوجانيا ففازوا بإكليل الشهادة. أما هي فاستمرَّت تواظب على أعمال البر والقداسة والتبشير بالإنجيل، تردُّ الكثيرين إلى الإيمان بالمسيح. فقبض عليها والي روما ليسينيوس، بأمر الملك غاليانس. وبعد أن أنزل بها أقسى العذابات، أمر بضرب عنقها وهي في السجن، فانضمت إلى ذويها الشهداء سنة 255. صلاتها معنا. آمين.
Discussion about this post