اليوم الرابع والعشرون
مقدمة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح
(السنكسار الماروني)
إن الكنيسة المقدسة تدعو جميع أبنائها إلى الاستعداد لعيد الميلاد المجيد، لأنه فجر أعيادها ومحطُّ آمالها. فتستعدّ له بممارسة أفعال التوبة والصيام والقطاعة ورفع الصلوات إلى رب المراحم وإله كل تعزية، ليُشفق على البشرية المتألمة، المضطربة لابتعادها عن الله، كما كانت أيام بني اسرائيل، غذ قام آشعيا النبي يهتف من أعماق روحه:” اقطري أيتها السماوات من فوق ولتُمطر الغيومُ الصدِّيق، لتنفتح الأرض وليُثمر الخلاص ولينبت البرّ” (آشعيا 45: 8).
فعلى هذا الرجاء تقيم الكنيسة تساعية استعدادية للميلاد بما فيها من صلوات خشوعية وترانيم شجيَّة، تُثير في النفس روح الإيمان والرجاء والمحبة وسائر الفضائل المسيحية.
ومع أمنا الكنيسة المقدسة، نرذل ونحرم جميع الارتقات التي حامت حول سر التجسد الإلهي، ونعتقد بإيمان راسخ، أنَّ الكلمة الأزلي الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس المولود من الآب ميلاداً أزلياً غير منفصل، الذي له وللآب جوهر واحد، هو هو ذاته انحدر من علوّ سمائه ومجده وتجسد في أحشاء سيدتنا مريم العذراء، بقوة الروح القدس، وصار إنساناً مثلنا ذا طبيعتين ومشيئتين كاملتين متحدتين بأقنوم واحد: أقنوم الكلمة الإلهي.
فعلينا أن نهّيئ نفوسنا ونزيِّن قلوبنا بازهار الفضائل ونطهِّر ضمائرنا بالاعتراف النقي، لكي يحلَّ فينا الكلمة المتجسد، كما حلَّ في حشا والدته العذراء الكلية القداسة. فنتقدم من مائدة الخلاص لنتناوله بالإيمان ونشتاقه بالرجاء ونتحد به بالمحبة في هذه الدنيا، فنستحق أن ننعم معه بالمجد الأبدي. آمين.
Discussion about this post