اليوم الرابع
تذكار الشهيدين بولس وأخته يولياني
(السنكسار الماروني)
كان بولس ويولياني شقيقته مسيحيين من مدينة عكا بفلسطين في زمان الملك اورليانوس قيصر الذي أصدر أمراً بأن يضحّي المسيحيون للأوثان. وقد مرّ بعكا، فرأى بولس وعلى جبهته صليب فاستحضره وقال له أمام الجميع:” أما علمت بأمري للمسيحيين؟” فأجاب القديس:” نعم سمعت الناس يلهجون به، ولكن أي عاقل من المسيحيين يترك الإله الحيّ، ليكرّم أصنامكم البكم؟” فغضب الملك وقال لجنوده:
” علّقوا هذا الشقي وغذّبوه”. فأذاقوه مرَّ العذاب حتى تهشم جسده وانتثرت لحمانه. فأسرعت أخته يولياني وصاحت بالملك:” لِمَ تعذب أخي وهو لم يقترف ذنباً؟” فقال الملك خذوها واجلدوها. فسخرت به وقالت:” سترون أنّ إلهنا سيقوِّينا على احتمال عذاباتكم مهما كانت”. فأخذوا يجلدونها، فقال لها أخوها:” لا تجزعي يا أختاه، هذا العذاب يعدّ لنا سعادة أبدية”.
فطرحوهما في مرجل، فلم ينلهما أذى. ثم وضعوهما على كرسيَّين من حديد وأضرموا تحتهما ناراً فحفظهما الله سالمين. وأسلموا يولياني إلى قوم فساق ليفسدوا بكارتها فضربهم الله بالعمى ونجت البتول من شرهم. وبعد أن أجروا عليهما أعذبة متنوعة ولم ينالوا منهما مأرباً، أمر الملك بضرب عنقهما، ففازا بإكليل الشهادة سنة 273. صلاتهما معنا. آمين.
Discussion about this post