اليوم التاسع
تذكار الشهداء الأربعين
(السنكسار الماروني)
كان هؤلاء الأبطال من الكبدوك قواداً في فرقة رومانية، تحت قيادة ليسياس الوثني. ولما اجتمع الجيش في سيبسطية بأرمينيا لتقدمة الذبائح للأوثان، امتنع هؤلاء الأربعون عن الاشتراك في تلك الذبائح. فاستدعاهم الوالي اغركولا وأخذ يحقق معهم فاعترفوا بأنهم مسيحيون. فأمرهم بأن يضحوا للآلهة. فأبوا. فقال لهم:” ضحوا للآلهة فيعظم شأنكم، وإلا تجردون من مناطق جنديتكم”. فأجابوا:” خير لنا أن نخسر مناطق جنديتنا ولا نخسر يسوع المسيح إلهنا”.
فأرسلهم غلى السجن، حيث قضوا الليل بالصلاة. فظهر لهم الرب بغتة يشجعهم ويقويهم على الثبات حتى النهاية لنيل إكليل الشهادة.
وفي اليوم الثاني، أخذ الوالي يتملقهم فلم ينل منهم مأرباً. فأمر بإعادتهم إلى سجنهم.
وجاء قائدهم ليسياس يسعى في إستمالتهم، فلم ينجح. فتهددهم بنزع مناطقهم. فأجابه أحدهم كتديوس:” انتزع مناطقنا فإنك لا تقدر أن تزحزحنا عن محبة المسيح”. فحنق وأمر فضربوهم بالحجارة على وجوههم، فكانت الحجارة تعود إلى الضاربين.
فأمر الوالي بأن يطرحوهم في بحيرة قد تجلد ماؤها. فكان يشجع بعضهم بعضاً قائلين:” نزلنا أربعين إلى الماء، سنذهب أربعين إلى السماء”. غير أنه، لشدة البرد فرغ صبر أحدهم، فخرج من الماء ودخل حماماً، فخارت قواه ومات. فحزن الشهداء لكنهم تشددوا بالصلاة والعون الإلهي. وبغتة رأى أحد الحراس نوراً ساطعاً وإذا بملائكة يحملون أكاليل لرؤوس التسعة والثلاثين شهيداً. فدهش من هذا المشهد العجيب وحركت النعمة قلبه، فصرخ برفاقه: أنا مسيحي! ورمى ذاته في الماء. فنال الإكليل الذي خسره ذلك الجبان المسكين. فأصبح الشهداء، كما تمنَّوا، أربعين شهيداً. وكان ذلك في التاسع من شهر آذار سنة 320.
فالكنيسة الشرقية تفاخر بهؤلاء الشهداء وتقدمهم خير مثال لأبنائها، ولا سيما للشبان اقتفاء لآثارهم في بطولة الإيمان والمحبة والتضحية بكل شيء في سبيل المحافظة على المبادئ القويمة والآداب السليمة. صلاتهم تكون معنا. آمين.
Discussion about this post