اليوم الثامن عشر
تذكار القديس كيرللس أسقف أورشليم
(السنكسار الماروني)
ولد كيرللس في أورشليم سنة 315 وقد أتقن الآداب اليونانية، وقرأ كتب الفلاسفة الوثنيين. وعرف ما فيها من ضعف ونقص، إذ تعمّق في العلوم الدينية، ودرس الكتب المقدسة، وتآليف الآباء القديسين، وأكنته معانيها.
فرسمه القديس مكسيموس أسقف أورشليم شماساً سنة 334، ثم كاهناً. ووكل إليه إرشاد الموعوظين من اليهود والوثنيين في كنيسة القيامة. فأقام على ذلك ستة عشر عاماً، يعلّم عقائد الديانة المسيحية ويلقي مواعظ الآحاد على المؤمنين. وكان الناس يتزاحمون حول منبره لسماع كلامه.
وقد ترك لنا ثلاثاً وعشرين خطبة يشرح في بعضها قانون الإيمان وفي غيرها الأسرار المقدسة. وفي السنة 351 رقد بالرب مكسيموس أسقف أورشليم، فأجمع الأساقفة والشعب على انتخاب كيرللس خلفاً له. فاتسع له مجال العمل فقام يرعى شعبه بنشاط متشدد.
وكانت الهرطقة الآريوسية انتشرت انتشاراً هائلاً لانضمام ملوك القسطنطينية إليها. وكان القديس كيرللس أشد المكافحين لها. لذلك كان هدفاً لسهام الآريوسيين. فقاموا يسعون به لدى الملوك مناصريهم حتى نفي ثلاث مرات. وهو حامل صليبه بجميل الصبر والاستسلام لمشيئة الله، ولم يرجع إلى كرسيه إلا بعد موت الملك فالنس الآريوسي عام 370.
وقد حضر المجمع المسكوني الثاني المنعقّد في القسطنطينية سنة 381 ضد مكدونيوس الناكر ألوهيّة الروح القدس. وكان كيرللس من أبرز الآباء الذين لمعوا في المجمع. وقد ألَّف كتباً كثيرة جزيلة الفائدة، للكنيسة وللمؤمنين. ورقد بالرب سنة 386. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post