اليوم الخامس والعشرون
تذكار بشارة سيّدتنا مريم العذراء
(السنكسار الماروني)
قال لوقا الانجيلي: في الشهر السادس ( من الحبل بيوحنا)، أرسل الملاك جبرائيل من قبل الله، إلى مدينة في الجليل تسمى الناصرة، إلى عذراء مخطوبةٍ لرجل اسمه يوسف من بيت داود، واسم العذراء مريم. فلمّا دخل الملاك إليها، قال لها:
” السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك”. فاضطربت مريم وجعلت تفكّر ما عسى أن يكون هذا السلام. طمأنها الملاك على حفظ بتوليتها، مؤكداً لها أن هذا السر يتم في حشاها بقوة الروح القدس. فوثقت بكلامه، وقالت متضعة:” ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك، وانصرف من عندها الملاك” ( لوقا 1: 26- 38). فبذلك أوضح لنا الإنجيلي، بأجلى بيان، عن حقيقة سر التجسد الإلهي التي عليها يرتكز الدين المسيحي. إنها لأسعد بشرى تزفُّها السماء إلى الأرض. وبها أتمَّ الله وعده بخلاص الجنس البشري بعد السقطة الآدمية، إذ قال للحية أي ابليس:” وأجعل عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، فهو يسحق رأسك…” ( تك 3: 15)، “ولما بلغ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس” ( غلاطيه 4:4).
وقد وعد الله ابراهيم بأن المخلص يأتي من نسله. وقال بلسان موسى:” إن الرب يقيم لكم مخلِّصاً من إخوانكم”. ” فالكلمة صار جسداً وحل بيننا” (يو 1: 14). وقد أعطى الملاك للعذراء علامة وهي حبل نسيبتها اليصابات العاقر. فقالت مريم:” ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك” (لو 1: 38). وقد حفلت النبوءات بسر التجسد منذ القديم، وحسبنا آية اشعيا الشهيرة:” ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل” (اشعيا 7: 14). وقد تم هذا السر في أحشاء سيدتنا مريم العذراء بقوة الروح القدس. فَأَتحَدَ الكلمةُ الأزلي طبيعتَنا البشرية بأقنومه الإلهي القائم بطبيعته الإلهية والبشرية، كاملتين متميزتين بفعليهما الإلهي والبشري.
فقد تجلت محبة الله الغير المتناهية لنا في سر التجسد كما يقول يوحنا الرسول “لقد أحب الله خاصته وإلى الغاية أحبهم!”.
أقر الله سلامه ونعمته في قلوبنا وضمائرنا. آمين!…
Discussion about this post