اليوم العاشر
تذكار معجزة صورة السيد المسيح في بيروت
أيقونة بيروت العجائبية
مقالة 1
إشتهرت بيروت، في القرون الوسطى، بصورة السيّد المسيح العجائبيّة. يُقال إنّ الصورة، ومنهم مَن قال بأنّه المصلوب، ضربها بعض اليهود بسكّين، فصارت تنزف دمًا، ما جعل اليهود يؤمنون بالمسيح، ويسعون إلى تحويل الدار التي كانت فيها إلى كنيسة، على اسم المخلّص.
لا ندري إذا كانت ثمّة علاقة مباشرة بين صورة السيّد المسيح في بيروت وكفن المسيح . لكنّ بعض العلماء بدأوا يبحثون في تلك العلاقة، ويرجحون أن يكون الكفن قد مَرَّ في بيروت تحت شكل الصورة المذكورة، واستقرّ فيها، قبل بلوغه القسطنطينية.
وربما هناك علاقة مع التلميذ تداوس، الذي ذهب إلى الملك الأبجر في إديسّا، حاملاً «الصورة غير المصنوعة بيد إنسان»، ومنهم مَن يقول بأنّه حمل الكفن، لأنّ التقليد يقول بأنّه عاد إلى بيروت ومات فيها.
وبالرغم من غموض تلك العلاقة، سنقدّم، في ما يلي، مختلف المراجع التي أتت على ذكر هذه الصورة، تاركين لغيرنا من الإختصاصيين في التاريخ التأكّد من صحة الرواية:
مقالة 2
السنكسار الماروني 1
تحتفل الكنيسة المارونيّة بتذكار معجزة صورة السيّد المسيح في بيروت في العاشر من شهر نيسان، وتقرأ فيه ما يلي:
ذكر هذه المعجزة أثناسيوس، أسقف بيروت، في المجمع السابع المسكوني2، في نيقية، سنة 787، وذلك بعريضة قدّمها لآباء المجمع، فدوّنت في أعماله، وهذا ملخّصها:
كان أحد المسيحيين قد استأجر دارًا قريبة من مجمع اليهود، ووضع في إحدى غرفها صورة المصلوب، ثمّ ترك الدار والصورة. إستأجر الدار يهود، فأخذوا يجرحون تلك الصورة، وطعنوا جنبها بحربة، فخرج منه دم وماء بكثرة. فدهشوا، ودهنوا من ذلك الدم مخلّعًا فشفي حالاً، وأتوا بعميان فأبصروا، وأشلاءً فبرئوا. فآمن كثيرون من اليهود. وحملوا الصورة، وأتوا بها إلى الأسقف، وسألوه أن يعلّمهم قواعد الإيمان المسيحي. ففعل وعمّدهم. وحوّل تلك الدار إلى كنيسة على اسم المخلّص3. وكان ذلك سنة 763.
ولم يزل ذكر هذه الكنيسة معروفًا في بيروت، حيث أقام في القرن الثالث عشر الرهبان الفرنسيسكان ديرًا4 بجانبها وسكنوه.
وأثبت آباء المجمع هذه الآية الباهرة دعمًا لتكريم الأيقونات.
مقالة 3
كتاب الأب لويس شيخو عن تاريخ بيروت
يتكلّم الأب لويس شيخو، الراهب اليسوعي، عن تلك الصورة ويقول:
…وممّا يشهد لرقيّ النصرانيّة في بيروت ما ورد في تاريخ ساويرس الأنطاكي لزخريّا المعروف بالخطيب، حيث يروي أنّ في تلك المدينة كانت ستّ كنائس مسيحيّة، الواحدة منها باسم الرسول يهوذا أو تدّاوس، أحد تلاميذ المسيح، وزعموا أنّه استشهد في بيروت.
وتشيّدت إحدى تلك الكنائس تذكارًا لحادث ذكره صالح بن يحيى، في تاريخ بيروت، ثمّ صارت بعدئذ في أيدي رهبان الفرنج. قال صالح (ص 17): «ويزعمون أيضًا أنّه كان بكنيسة الفرنج ببيروت قونة خشب فيها صورة مصوّرة ضربها بعض اليهود بسكين، فصارت تنزف دمًا. ثمّ نقلت هذه الصورة إلى القسطنطينيّة، فعمّروا عليها كنيسة يعظّمها الفرنج».
يشير صالح إلى معجزة جرت، على ما زعموا، في القرن الخامس، وخبرها مدوّن في جملة أعمال القدّيس أثناسيوس، بطريرك الإسكندريّة. والصواب أنّ كاتبه راو آخَر سميّه عاش بعده. وفي أعمال المجمع النيقاوي الثاني، ورد ذكر هذه الأيقونة التي كانت أولاً ببيروت، ولها عيد يحتفل به في كنائس الشرق والغرب، ويذكره السنكسار الروماني، ويعيّنه في 9 من تشرين الثاني. والمرجّح أنّها لم تكن أيقونة، بل صليبًا، وقد يَدّعي أهل بلنسية في إسبانية أنّ ذلك الصليب لا يزال عندهم، يكرمونه إلى أيّامنا هذه، وقد أثبتنا في مجلّة المشرق (11 : 254) تفاصيل خبره.
مقالة 4
كتاب الأب اغناطيوس سعاده عن لبنان في كتابات الرحّالة
ينقل الأب اغناطيوس سعاده، المرسل اللبناني، روايات بعض الرحالة عن الصورة المذكورة كما يلي:
– في العام 1104، رحل الهيغومينوس، رئيس دير كياف، في رحلة حجّ إلى الأرض المقدّسة، وهو أوّل روسي يدوّن يوميّات رحلته باللغة الروسيّة، وأوّل الرحّالة الذين ذكروا صورة المسيح العجائبيّة في بيروت، فيقول: «ذهبنا إلى بيروت… في هذه المدينة، طعن اليهود أيقونة المسيح، فخرج منها دم وماء، فرسموا إشارة الصليب على جباههم، وارتدّوا إلى المسيحيّة».
– يذكر الراهب الفرنسيسكاني الاسباني، أنطونيو دي أراندا Antonio de Aranda ، في حجّه إلى الأراضي المقدسة، مروره في بيروت، العام 1531، فيقول:
«في بيروت دير لرهبنتنا المقدّسة، وكنيسته كانت قديمًا مجمعًا لليهود، فيها صورة المصلوب. فإمعانًا باحتقارهم مخلّصنا يسوع المسيح، الذي تمثّله هذه اللوحة، أنزلوا بها كلّ أنواع الإهانات، كما فعل أجدادهم بشخص المسيح، فطعنوا جنبه، فخرج من الصورة الخشبيّة كميّة من الدم كانت كافية لخزيهم وإقرارهم وتمجيدهم مخلّصنا المسيح والإيمان الكاثوليكي، بسبب هذه الأعجوبة، وما اختبروه من هذا الدم، الذي وضعوه في إناء، فأعاد النور إلى العميان، وشفى المبتلين بأنواع الأمراض، لمجرّد مسحهم به، أو لمسهم هذا الدم العجائبي المبارك.
فارتدّوا وتعمّدوا على يد ديوداتوس، أسقف المدينة، الذي كرّس المجمع كنيسةً على اسم المخلّص، لخدمة التجار المسيحيين المقيمين في هذه الجهات. ويقوم رهباننا بخدمة هذا المعبد المقدّس كجلجلة ثانية.
وهذه الحادثة مفصّلة في كتبكم التي عنوانها “زهرة القدّيسين” Flos Sanctorum عن أخبار الصليب. وتوجد هنا لوحة دوّنت عليها قصّة هذه الحادثة، وشهد لها أثناسيوس، بطريرك الإسكندريّة، الذي وضع عنها بحثًا تاريخيًا، قرأه بطرس، أسقف نيقوميديا، في مجمع حضره عدد وفير من آباء ذلك الزمن، في مدينة قيصرية كبادوكيا، لمحاربة الضلالات التي نشأت بين المسيحيين حول دم المسيح. ويقول أثناسيوس أنّه أُرسلت بضع نقاط من هذا الدم المبارك والعجائبي إلى عدّة كنائس في الشرق والغرب.
وقد حصل هذا السرّ على عهد قسطنطين الصغير وزوجته إيرينه. وكلّ يوم يقام تذكار احتفالي لهذا السرّ في كنيسة الدير».
– يذكر البارون هنري دي بوفو Henry de Beauvau ، في حجّه إلى الأراضي المقدّسة، مروره في بيروت، العام 1604، فيقول: «…فيها كنيسة صغيرة في مكان حصول أعجوبة كبيرة، وهي أنّ جماعة من اليهود الأشرار جلدوا صورة سيّدنا المسيح، فخرج منها دم غزير».
– يقول الأب دومينيكو ماغري المالطي Domenico Magri عن «الرحلة إلى جبل لبنان»، العام 1624، ما يلي: «…ومدينة بيروت، حيث طعن اليهود صورة المصلوب، فتدفقت منها كميّة وافرة من الدم والماء، فندم اليهود على فعلتهم، واعتنقوا المسيحيّة».
– يروي يوحنا مبارك الماروني الكسرواني، وهو أحد تلامذة المدرسة المارونيّة في روما التي خرج منها دون أن يكمل علومه فيها ويرتسم كاهنًا، فانصهر في المجتمع الإيطالي تحت إسم عائلة بنديتّي، عن رحلته إلى الأراضي المقدّسة ولبنان، ومروره ببيروت، العام 1668، حيث يذكر «رواية اليهودي الذي طعن صورة المسيح فخرج منها الدم».
مقالة 5
دراسة حديثة
اهتمّ السندونولوغ الإسباني سيزار بارتا بموضوع أيقونة بيروت وعلاقتها بالكفن المقدّس، وقام بدراسة حديثة واسعة المراجع تؤيّد هذه الفرضيّة، عنوانها: أيقونة بيروت والكفن، عاونه فيها بعض الزملاء، وأعطاها في المؤتمر الدولي الذي انعقد في مدينة أنكاستر (كندا)، في آب العام ٢٠١٩، من إعداد الدكتور غاري شيانغ، أستاذ شرف في جامعة رديمر Redeemer University الذي اختار للمؤتمر عنوان: العِلم واللاهوت وكفن تورينو. لم يتمكن سيزار بارتا من الحضور، فأُلقيت محاضرته بلسان زميله باري شفورتز. تجدون في الصورة التالية مجموعة من المشاركين في المؤتمر.
مقالة 6
وَرَدَ ذكر هذه الأعجوبة، التي حَدَثَت سنة ٥٩٣، بالتفصيل لدى مؤرخَين هما أغابيوس المَنبِجي وأغاثياس سخولاستيكوس، الذين عاشا بين القرن السادس الميلادي ومَطلَع السابع. تَجدُرُ الإشارة إلى أن أغاثياس كان من طلاب مدرسة الحقوق في بيروت وقد كتب كثيراً عن المَدينة لا سيما عن فترة ما بَعد زلزالها المُدَمر سنة ٥٥١. ثمة مؤرخين آخرين أتوا أيضاً على ذكر هذه الأعجوبة، لاحقاً، ولكن الأبرَز أنه خلال الجلسة الرابعة من أعمال المَجمَع المسكوني السابع (سنة ٧٨٧) روى قصتها بطرس المُتَقَدس أسقف نيقوميذيا، في مَعرض إثباته لضرورة إكرام الأيقونات.
أما قصة الأعجوبة فهي كما يلي. كان أحد البيارتة المسيحيين ساكناً في بيت استأجَره من مالك يهودي، وكان البيت ملاصقاً لأحد مَجامِع اليهود في المدينة. أراد المسيحي الانتقال إلى بيت آخر فأخلى المأجور ولكنه نسي، وهو ينقل أمتعته، في البيت أيقونة للسيد المسيح “الضابط الكل”. تلاه في المَسكَن مستأجر يهودي لكنه لم يُعِر الأيقونة اهتماماً، إلى أن زاره يوماً حاخام المَجمَع المُجاور. هذا رأى الأيقونة فاشتعَلَ غضباً على المُستأجر قائلاً “كيف يُمكن وأنت يهودي مؤمن مُتَدَين أن تخالف وصايا الله مخالفة كهذه، وأن تُهين بهذا الشكل دين آبائك؟”. إذذاك طرد اليهود الرَجُل من بيته، ومن المَجمَعِ أيضاً، أخذوا الأيقونة ورموها في باحة الدار. هناك اجتمع عليها شيوخٌ وبعض شعبهم، وصاروا يُحَقرونها مُستَهزئين بالسيد المَسيح المُصَوَر عليها قائلين: “قديماً أذَلَه آبواؤنا، واليوم سوف نُذله نحن أيضاً”. بَلَغ بهم الحقد حد الهستيريا الجماعية وصاروا يزايدون بعضهم على بعض في تحقير الأيقونة، هذا دَوساً والآخر ركلاً وذاك بَصقاً وشتائم، والكل في نشوة من الهُزء الحاقد.
حتى إن واحداً منهم أتى بما يُشبه الأشواك وغَرَزها على جبين السيد، وآخر أحضر اسفنجة مملوءة خلاً وضعها على فم السيد. هنا استل أحدهم خنجراً وضرب به الأيقونة مكان جَنب السيد المسيح. للوقت، وكما حدث على الجُلجُلة في ذالك اليوم الرهيب، نَفَرَ من مكان الطعنة دم وماء.
المُتَحَلقون حول الأيقونة جَمَدَتهم الصدمة، لكن كبير الحاخامات الحاضرين استلحَقَهم قائلاً: “أتباع يسوع الناصري يَدَعون أنه يشفي المَرضى وسائر ذوي العاهات. فلنجمع هذا السائل، ولنأخذه إلى المَجمَع، ولنَدَع خَبَر ما حدث هنا ينتشر. عندها سوف يأتي إلينا الناس بمرضاهم لنمسَحَهم بهذا السائل، وعندئذ نرى إن كان يسوع الناصري بالفعل يَشفي، أو تنكشف أكاذيب أتباعه للعَلَن”. بالفعل، انتشر الخبر بسرعة وصار البيارتة، وسواهم من خارج المدينة أيضاً، يأتون إلى المَجمَع بمرضاهم وذوي الأسقام والعاهات لديهم، يَدهَنونَهم من الدم والماء الذين فاضا من جنب السيد المسيح في الأيقونة، وكانوا كلهم يشفَون.
إن هي بضعة أيام على هذه الحال، حتى ابتدأ يهود المدينة، من كبار كهنتهم حتى الشعب، يُعلنون إيمانهم بالمسيح قائلين: “المجد لك أيها المسيح، يا مَن صُلبت بيد آبائنا قديماً، وقد أعدنا صلبَك نحن اليوم في أيقونتك الشريفة. المجد لك يا ابن الله العلي يا من استعلنت لنا بهذا الأعجوبة الباهرة. ها نحن نُعلن إيماننا بك رباً وإلهاً ومُخَلِصاً، فأظهر رحمتك علينا واقبل الخراف الضالة من بيت إسرائيل، كما قُلتَ أنتَ قديماً”.
فيما بعد ذهبوا برئاسة أكبر كهنتهم إلى أسقُف بيروت، حاملين إليه الأيقونة الشريفة ووعاء الدم والماء، واعترفوا أمامه بما اقترفوه. شَعَر الأسقف بصدق توبتهم فقَبِلَهم كمَعوظين وكلف كهنة يهيؤنهم حتى حان أوان اقتبالهم المعمودية المُقَدَسة. هذا وما إن تم تعميدهم، كرس أسقف بيروت المَجمَع الذي جرت بقربه الأعجوبة كنيسة على اسم “يسوع المسيح المُخَلص”. ومجامع أخرى في بيروت تَلَتَ وتكرست كنائس مسيحية، بطلب من اليهود أنفسهم، وسُميَت بأسماء قديسين شُهداء. هذا ويَختُم النص التاريخي قائلاً: “وحصل في تلك المدينة فَرَح عظيم، ليس فقط لأن أناساً كثيرين شفيوا من أمراضهم وعاهاتهم، بل وعلى الأخص لأن نفوساً كثيرة انتقلت من سجون الضلالة إلى ملكوت الحياة الأبدية”. تجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر التاريخية، غير المصدرين الأساسيين، تذكر أن هذه الأيقونة الشريفة هي من صنع القديس نيقوديموس، الذي كان أحد رؤساء اليهود وتلميذاً مُستَتِراً للمسيح (يوحنا ٣: ١-٢١). في بُعد أعمق من تفاصيل الحَدَث بحد ذاتها، لا بد لنا من التوقف عند بعض من تحمله إلينا هذه المُعجزة من تعليم. لعل أقوى ما في هذه الأعجوبة، بل وذروة الإعلان الإلهي فيها، أن قوة المسيح الناقلة من الموت إلى الحياة اعتلنت حيث كان هو يبدو الأضعف: بينما كان اليهود يمعنون في شخصه، عبر الأيقونة، تحقبينما كان اليهود يمعنون في شخصه، عبر الأيقونة، تحقيراً وإذلالاً لم تنزل عليهم نار من السماء ولا يبست أذرعتهم ولا تزلزلت الأرض وابتلعتهم. “ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ”، كما يقول النبي إشعياء (٥٣: ٧). لم يرُد على شرهم بالشر. انهالوا على أيقونته تحقيراً، فظهر أمامهم “مُصاباً مَضروباً من الله ومَذلولاً”، فازدادوا حقداً وتشنيعاً. انفجَر من جنبه الطاهر دم الحياة، ففهموا إذذاك أنه بالحقيقة “مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا”، وأنهم بهذا الجُرح سوف يشفَون (إشعياء ٥٣: ٥). هذا هو ناموس المسيح. بيروت/ أليتيا (aleteia.org/ar)
مقالة 7
ما هي معجزة صورة المسيح في بيروت؟
ماريلين صليبي
هي معجزة لصورة المسيح شعّت قداسة وبركة من وسط أرض بيروت المباركة، بيروت لبنان السّاحرة بطبيعتها وشعبها، شاء الله أيضًا أن يسحرها بأعجوبة مباركة تعود إلى سنين بعيدة في التّاريخ المسيحيّ.
لقد استأجر مسيحيّ دارًا قريبة من مجمّع اليهود ليضع في واحدة من غرفها صورة المصلوب. وبعد أن ترك الدّار، استأجرها اليهود بعده فأخذوا يجرّحون تلك الصّورة المباركة.
غير أنّ فعلهم الشّرّير هذا انقلب آية مجيدة، إذ ما إن طعنوا جنب المصلوب في الصّورة بحربة حتّى تدفّق منه دم وماء.
الدّهشة غمرتهم والإيمان دغدغ قلوبهم، خصوصًا بعد أن دهنوا من ذلك الدّمّ مخلَّعًا فشفي حالًا وأعمى فأبصر فورًا وآخرين فبرئوا.
بعد هذه الأعجوبة، آمن الكثير من اليهود، فحملوا الصّورة المقدّسة وأتوا بها إلى الأسقف تائقين تعلّم قواعد الإيمان المسيحيّ.
العماد كان نصيبهم وتلك الدّار باتت كنيسة على اسم المخلّص، كنيسة لا يزال ذكرها معروفًا في بيروت، إذ أقام في القرن الثّالث عشر رهبان فرنسيسكان ديرًا إلى جانبها وسكنوه.
لهذه الآية الباهرة دعم آباء المجمع تكريم الأيقونات، هي آية خطّها أسقف بيروت بعريضة قدّمها إلى آباء المجمع المسكونيّ السّابع لتؤكّد مرّة جديدة أنّ لبنان أرض القداسة!
Discussion about this post