اليوم الثاني
تذكار الموتى المؤمنين
(السنكسار الماروني)
قد أقامت الكنيسة المجاهدة، يوم أمس، تذكاراً لشقيقتها المنتصرة في السماء، واليوم تُقيم تذكاراً آخر لشقيقتها المتألمة في الطهر. وهو أشهى تذكار على قلبها.
صلاة فرضنا السرياني تخصص لهم القومة الثالثة من صلاة الليل بعد ذكر العذراء والشهداء.
إن تذكار الموتى هذا قد رسمه البابا بونيفاسيوس، كما رسم تذكار جميع القديسين. وذلك لأن المؤمنين الراقدين بالرب، وعليهم بعض قصاصات عن الخطايا المغفورة بالحلِّ السرِّي، أو خطايا عريضة، لم يوُفوا عنها في هذه الحياة، فهم ملتزمون أن يكفِّروا عنها في المطهر، بنار مثل نار جهنم، لكنَّها زمنية. ولذلك تقدِّم الكنيسة، شرقاً وغرباً، الصلوات والقرابين لأجل راحة الأنفس المطهرية.
فعلينا نحن، قياماً بواجب الرحمة وعرفان الجميل والعدل أيضاً أن نرفع الصلوات ونقدِّم القداديس أو نسمعها ونصنع الحسنات من أجل الموتى، لأنهم إخوتنا بالمسيح، ولا سيما إذا كانوا من أقربائنا والمحسنين إلينا. فإنهم من أعماق مطهرهم يصرخون نحونا:” ارحمونا ارحمونا، أنتم يا أخلاَّءنا فإنَّ يد الله قد مستنا” (ايوب 19: 21). و” طوبى للرحماء فإنهم يرحمون” (متى 5: 7). فلينفذ صوتُ صراخهم هذا آذاننا وأعماق قلوبنا لنُسرع إلى نجدتهم. آمين.
Discussion about this post