اليوم السابع والعشرون
تذكار القديسين برلام ويواصاف
(السنكسار الماروني)
كان القديس برلام ناسكاً في الهند بعهد الملك ابنير الذي كان يبغض المسيحيين ويضطهدهم وكان حزيناً لأنه لم يكن له ولد، فرزقه الله ابناً اسماه يواصاف، خاف عليه من أن يعتنق المذهب المسيحي فوضعه في قصر تحت المراقبة الشديدة. ولمَّا شبَّ الغلام، وعرف أنَّ أباه خائف عليه من اعتناق الدين المسيحي، رغب في أن يقف على حقيقة هذا الدين.
فألهم الله الناسك برلام الذي تمكن من الدخول على يواصاف بهيئة تاجرٍ، وشرح له قواعد الدين المسيحي فأعجب بتعاليم الإنجيل السامية واعتمد ونبذ عبادة الأوثان. فعرف أبوه بتنصُّره واغتاظ جداً. فأرسل إليه نساءً ليفسدن قلبه، فلم ينلن منه مأرباً. ولمَّا رأى أبوه ما اتَّصف به ابنه من أخلاقٍ شريفة ومبادئ سامية تلقَّنها من ذلك الفيلسوف الناسك تركه وشأنه.
ثم أعطاه قسماً من مملكته، فأخذ يبشِّر بالإنجيل وجاء الأساقفة والرهبان يساعدونه في التبشير فكثر عدد المسيحيين في مملكته، حتى أنه جذب أباه نفسه إلى الإيمان بالمسيح فاعتمد هو وجميع من هم تحت سلطانه. وبعد أربع سنوات توفي أبوه تاركاً له كلَّ ما يملك.
غير أنَّ يواصاف سلَّم المملكة إلى رجل مسيحي اسمه باركياس، وذهب إلى برِّية برلام أبيه الروحي، حيث انصرف إلى النسك والصلاة. ولما بلغ الستين سنة من العمر، رقد بالرب سنة 740. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post