اليوم السادس عشر من شهر حزيران
تذكار القديس متوديوس
(السنكسار الماروني)
ولد متوديوس في صقلية سنة 846، من أسرة شريفة غنية. فرباه والداه على التقوى وخوف الله. ثم جاء إلى القسطنطينية ليدرس العلوم العالية وبها يتوصل إلى الوظائف والشرف العالمي. تعرف هناك إلى راهب فاضل، جعله يزهد في العالم ويتجند لخدمة الله.
فوزع ماله على الكنائس والمحتاجين. استدعاه القديس نيكفورس بطريرك القسطنطينية، ورقاه إلى درجة الكهنوت، فأخذ يتلهَّب غيرة على خلاص النفوس. وكانت بدعة محاربي الأيقونات قد عاثت فساداً. فطفق يناصب مبتدعيها بعزم وثبات.
وحمل متوديوس رسالة من البطريرك نيكفورس إلى البابا لاون الثالث يشكو فيها من تلك البدعة.
ولبث متوديوس في روما إلى أن قَتل ميخائيلُ الالغ الملكَ لاون الأرمني وجلس مكانه. فرسم البابا لاون متوديوس أسقفاً وأعاده إلى القسطنطينية. فحاول الملك الجديد أن يستميله إلى بدعته فلم يذعن له فغضب وأمر بجلده جلداً عنيفاً وطرحه في السجن حيث لبث تسع سنوات إلى أن مات الملك ميخائيل.
وخلَفه على العرش ابنُه تاوفيلوس، وكانت زوجته كاثوليكية فحملته على إرجاع الأساقفة المنفيين فخرج متوديوس من السجن. إلا أن يوحنا البطريرك الدخيل سعى به لدى الملك فقبض عليه وجلده.
وفي هذه الأثناء مات تاوفيلوس وخلفه ابنه ميخائيل الثالث، وهو حديث السن، فتسلمت أمه تاودوره زمام الملك وكانت متمسكة بإيمانها الكاثوليكي، فأعادت السلام إلى الكنيسة وطردت كل أسقف دخيل، وأرجعت الأساقفة إلى كراسيهم. وأبعدت عن القسطنطينية البطريرك يوحنا. وأخذت تبحث عمّن فيه كل الكفاءة للبطريركية، فوقع اختيارها مع البلاط والأساقفة الكاثوليك على متوديوس فأقاموه بطريركاً على القسطنطينية. فانبرى يواصل جهاده في سبيل شعبه بكل ما أوتيه من غيرة رسولية وعلم وافر، ولبث هذا المجاهد العظيم متوديوس بطريركاً أربع سنين وثلاثة أشهر. ثم رقد بالرب سنة 916. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post