اليوم الثاني والعشرون من شهر حزيران
تذكار اوسابيوس ومعناه ( حوشب)
(السنكسار الماروني)
ولد هذا القديس في مدينة سميساط القائمة على نهر الفرات. وشب على ممارسة الفضائل وتحصيل العلوم. وفي السنة 311 اقيم أسقفاً على سميساط مدينته.
ولما جلس ملاتيوس على الكرسي البطريركي، جاهر في خطابه بإيمانه الكاثوليكي. استشاط الآريوسيون غيظاً. فشكوا أمرهم إلى الملك قنسطنس، فأرسل الملك إليه أحد أعوانه وطلب منه ليسلمه الصك بحسب أمر الملك. فأجابه الأسقف:
” لا يسعني أن أسلِّم لفرد حكماً استودعني إياه مجمع قانوني”. فحنق الملك لهذا الجواب. وأعاد رسوله مصحوباً بكتاب شديد اللهجة إلى الأسقف يتهدده بقطع يمينه إن لم يسلم الصك. فلما قرأ الأسقف القديس الكتاب، مد يديه الاثنتين وقال للرسول:” هاتان يداي فاقطعهما. فأنا لا أسلم وديعة ائتمنني آباء السيندوس البطريركي عليها”. وظل يسوس أبرشيته بغيرة رسولية لا تعرف الملل، شأن الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف لكي يقيها شر ذئاب الآريوسية.
ولما نفى الملك والنس الآريوسي بعض رعاة سوريا وفينيقية وفلسطين، قام اوسابيوس يجاهد لأجل الإيمان، ضد بدعة الآريوسية. فتنكر بزي جندي وأخذ يطوف البلاد ويرد المؤمنين الضالين إلى الحظيرة ويرشدهم ويشجعهم.
فأصدر الملك أمراً سنة 373 بطرد البطريرك من كرسيه ونفيه إلى بلاد تراقية البعيدة. ولما بلغه الأمر الجائر خضع له، لكنه دعا رسول الملك سراً وقال له:
” حذار أن يعرف بك أهل المدينة. وإلا عرضت نفسك للخطر والشعب للثورة”. ثم صلى صلاة الليل مع إكليروسه وانسلّ خفيةً مع خادمٍ أمين. ولما علم الشعب بنفي راعيهم، هاجوا وسخطوا ولحق به كثيرون منهم فأدركوه على الفرات وأخذوا يُلحّون عليه بالعودة فأقنعهم بالرجوع ومضى إلى المنفى.
ولما انتقم الله من الملك والنس وجلس على العرش غرايانوس سنة 375 وكان رجلاً فاضلاً وحكيماً، أرجع الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. فعاد القديس إلى كرسيه فاستقبله الشعب بأبهى مظاهر البهجة. وإذ كان يوماً يجتاز المدينة، رشقته امرأة آريوسية بقرميدة أصابت رأسه فتوفي سنة 380.
وقال عنه المؤرخ تاودوروس:” هكذا قضى اوسابيوس الكبير بعد حياة ملأتها القداسة والجهود الجبارة والأعمال المجيدة. لقد نجا من سيف البرابرة في تراقية، لكنه سقط ضحية شراسة الهراطقة، إلا أن فظاعة عملهم كللت هامته بإكليل الشهادة”. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post