اليوم العشرون
تذكار القديس برنردوس
(السنكسار الماروني)
هو ربيب أسرة فرنسية عريقة بالحسب والنسب والتقوى المسيحية. نجح في دروسه وبرع فيها وكان مثال الشباب خاصة بالمحافظة على طهارته.
في التاسعة عشرة من عمره ترك العالم مع أربعة من إخوته وخاله الكونت غولدري وعدد كبير من الشباب نحو الثلاثين ودخل معهم رهبنة القديس مبارك.
وعكف على الصمت والصلاة والطاعة الكاملة. وامتاز بروح الوداعة والتواضع والمحبة والاتحاد بالله. يمارس التقشفات على أنواعها. ويرغب في الخدم الحقيرة ويلبس الثياب العتيقة. ويخصص أوقات الفراغ ليملأ عقله وذاكرته من آيات الكتاب المقدس، حتى استظهر أكثرها. ففاضت تآليفه ورسائله.
وفي الرابعة والعشرين من عمره، ذهب إلى البرية فأصبحت تلك القفار آهلة بالرهبان والنساك، يقيمون الصلوات ويمارسون أشق أنواع الإماتة والتقشف. وكان برنردوس في طليعتهم، فرسمه أسقف الأبرشية كاهناً وأقامه رئيساً عاماً عليهم. فكان حكيماً حليماً متفانياً في خدمة رهبانه.
دامت رئاسته 39 سنة أعطى الكنيسة أكثر من 880 راهباً أكثرهم من الأشراف والمثقفين ومن قواد الجيوش والبيوتات الكبيرة. وقد أنشأ ديراً للنساء ترهبت فيه أمه وأخته الوحيدة وعاشتا بروح القداسة، كما أن أخاه الصغير وأباه الشيخ دخلا ديره. وتوفي والده بنسمة القداسة بين يديه.
كان المرشد لكبار الدنيا وعظمائها. يُقدم بقلب جريء على مكافحة الكبرياء وانحطاط الأخلاق والآداب، مطالباً بالتعويض عن الإساءة وبمساعدة الفقراء والمحتاجين ناشراً راية السلام والنظام في كل مكان برأيه الصائب وكلمته النافذة. وكانت خطبه ومواعظه تأخذ بمجامع القلوب لِما فيها من الفصاحة وقوة الحجة، حتى لُقِّبَ ” بالعسلي الفم”. كما لُقِّبَ “بقيثارة العذراء” التي كان كثير العبادة لها. وقد ألف الصلوات والأناشيد البديعة في مدحها. وله رسائل وتآليف عديدة في اللاهوت والحياة الروحية جعلته بين آباء الكنيسة وعلمائها الكبار. وقد حضر مجامع عديدة كان له النفوذ الأول فيها، وقد اختاره تلميذه البابا اوجانيوس الثالث ليدعو الأمراء والملوك المسيحيين إلى تأليف الحملة الصليبية الثانية لإنقاذ الأراضي المقدسة… وعلى رغم مرضه ذهب لإلقاء الصُّلح بين معسكرين في حرب أهلية ونجح في مهمته. ثم عاد إلى ديره حيث مات سنة 1153. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post