الأمبراطورية البابلية
خرائط الكتاب المقدس
( حوالي عام 550 ق . م . ) في عام 612 ق . م . , استولى البابليون على مدينة نينوى , العاصمة اﻵشورية كما انتصروا على المصريين في موقعة كركميش عام 605 ق . م . , و في عام 586 ق . م . , دمر نبوخذ نصر – أورشليم و نفى معظم سكان يهوذا و انتهت بذلك مملكة يهوذا . ( 2 ملوك 23 – 25 )
أحمتا:
رج أكباتان.
أورشليم:
أوّلاً : الاسم. تسمّى اليوم : القدس (أو المقدسة : إش 52 :1). أقدم ذكر لها نجده في النصوص المصرية. في لعنات السلالة 12 : “ا و ش ا م م” وهي نقل للكنعاني “أوروشليم” كما نجده في القرن 14 في رسائل تل العمارنة. كتب النص الماسوري يروشلم وطلب أن تلفظ : يروشلاييم. هذا اللفظ هو أمر جديد وغير معروف في العهد الجديد. على مَوشور سنحاريب (القرن 7) الاسم هو أروساليمو (كلام عن حصار المدينة 701). وفي الأسفار القانونية الأولى (السبعينية) والرؤيا نجد يروسليم، وفي الأسفار القانونية الثانية وسائر أسفار العهد نجد ياروسوليما. المعنى : مدينة (أورو أو يرو : أساس) ساليم (اسم إله نقرأه في أوغاريت). إذن، أورشليم هي مدينة السلام أو تأسيس شليم. وسُميت أيضًا يبوس، مدينة داود، صهيون، المدينة (إر 32 :24؛ حز 7 :23)، يهوه هنا (حز 48 :35). ونشير إلى أنه بعد هجمة الرومان على ابن الكوكب سمّى هدريانس الروماني (135 ب.م. ) المدينة : أياليا كابيتولينا. نسبة إلى الكابيتول، أحد رؤوس رومة. ثانيًا : الموقع والامتداد. تقع أورشليم على تلة كلسيّة ترتفع 760 م عن سطح البحر المتوسط و 1145 م عن سطح البحر الميت. لا ترتبط هذه التلة بالجبل إلاّ من الشمال، وتحيط بها من ثلاث جهات وديان عميقة. في الشرق : وادي قدرون (وادي النار). وفي الغرب والجنوب : وادي هنوم (وادي الربابة) الذي ينضمّ إلى وادي النار قرب بئر أيوب (في العهد القديم : روجل). ويصبّ وادي النار بدوره في البحر الميت. تنقسم التلة قمتين يختلف ارتفاعهما وبنيتهما. يفصل بينهما الوادي الذي سمّاه الشعب في أيام يسوع : وادي الجبّانة (عند فلافيوس يوسيفوس : تيروفيون) والذي امتلأ اليوم بالخرائب. يمرّ هذا الوادي في المدينة منطلقًا من باب دمشق نحو الجنوب الشرقي إلى بئر أيوب. وتنقسم القمتان إلى مرتفعات عديدة بحيث تبدو المدينة في شكل وعر. فالقسم الشمالي من التلة الشرقية يتوِّجُهُ الحرمُ الشريف. والقسم الجنوبي المسمى الضهورة كان حقولاً. وتَسمّى امتدادُ هذا القسم في التوراة : عوفل. وفي القسم الشمالي للقمة الغربية نجد كنيسة القيامة، وفي القسم الجنوبي صهيون المسيحية والعليّة. ثالثًا : التنقيبات (أ) سنة 1867-1868 وما بعد : سور عوفل، الضهوره وحائط تيروفيون، نبع جيحون والقنداق والقنوات. كل هذا يدلّ على أنّ أورشليم السابقة لداود وأورشليم الداودية (صهيون) امتدت على 4 هكم وكانت واقعة على الضهورة. فعند سفح هذه التلة في وادي قدرون، يوجد النبع الوحيد والضروري للمدينة (أم الدرج. جيحون في العهد القديم). من هذا النبع ينطلق نفق حُفر في الصخر. هو يصعد إلى المدينة بحيث يصل إليه الناس داخل الأسوار. (ب) في ايام سليمان. امتدت المدينة انطلاقًا من التلة الجنوبية الشرقية نحو الشمال، إذ شيّد الملك الهيكل والقصور الملكية. وكان الهيكل على القمة الشرقية الموجهة نحو الشمال حيث كان بيدر ارونا وحيث يوجد اليوم الحرم الشريف. والصخر في قبّة الصخرة يدل على مذبح المحرقات أو قدس الأقداس في هيكل سليمان. وإن سليمان بنى سورا حول المدينة كلها. (ج) إذا عدنا إلى فلافيوس يوسيفوس (الحرب 5 :142-145) نعرف أنّ هذا السور حمى عمل داود وسليمان وخلفائهما، أي التلة الجنوبية الشرقية والتلة الجنوبية الغربية. واختلفت الآراء حول موضع قلعة اليبوسيين. (د) الذين يظنون أن التلّة الجنوبية الغربية لم تُضمّ إلى المدينة قبل المنفى يقولون بوجود حيّ جديد (في القرن 9) اسمه “مشنه” (أي القسم الثاني. في العربية : المثنى) (2 مل 14 :22). هذا الحي هو امتداد جديد (بعد ضم البيدر والتلة الجنوبية الغربية) لأورشليم. كان له سوره في ايام الملك حزقيا (2 أخ 32 :2-5). ولكن هذا السور لم يَضمّ الجلجثة (حيث كنيسة القيامة) كما يقول يو 19 :20؛ عب 13 :12. (هـ) بعد سنة 41-44 ب.م. وسّع هيرودس أغريباس الأول المدينة فابتدأ ببناء حائط جبار لم يُنهِه. هذا ما يسميه يوسيفوس السور الثالث. كان يضمّ أراضي واقعة شمالي أورشليم. (و) في سنة 132، بنى ابن الكوكب بسرعة وبمواد مختلفة حائطاً يقيه هجمات الرومانيين. رابعًا : تاريخ المدينة (أ) اكتُشفت فخاريات في مقابر الضهورة وآثار حائط بجانب قمّة الضهورة. وقناة تعبر التلة إلى الشمال من جيحون، وهي محفورة في الصخر. كل هذا كان في بداية البرونز الأول. وهذا يعني ان المكان كان مأهولاً حوالي سنة 3000. كان الوادي يحمي المدينة من ثلاث جهات، والقناة من جهة الشمال من حيث يأتي الخطر. (ب) حوالي سنة 2000، دخل الأموريون إلى كنعان وخسرت مصر سيادتها على هذه البلاد. انتمت أورشليم إلى هذه المدن التي خاف الفرعون (السلالة 20) من أن تتخلى عنه (نصوص اللعنات). وجاءت بعد الأموريين عناصر هندو أوروبية وحورية استعملت الخيل من أجل الركوب وجرّ الأثقال. ومن أجل مركباتهم الحربية أقاموا مخيمات مستطيلة تحيط بها مرتفعات من الأرض القاسية وفوقها تلة حجارة غير منحوتة. بين سنة 1800 و 1600 بنوا قلعة من هذا النوع في أورشليم. ووُجد حائط طوله 30 م. كان يحيط بعوفل ويربطه بالمدينة القديمة. وإلى الزمن عينه تعود البئر التي حُفرت في الصخر فأتاحات للناس أن يستقوا من مياه نبع جيحون خلال الحصار. (ج) تعلمنا رسائل تل العمارنة في القرن 14 أنه كان لأورشليم ملك يحمل اسمًا حوريًا : عبدي حافه. في ذلك الوقت كانت أورشليم مدينة. وهناك ملوك كنعانيون آخرون نعرف منهم : ملكيصادق (تك 14 :18) أدونيصادق (يش 10 :3؛ قض 1 :5-7). (د) ظلّت أورشليم في يد الكنعانيين حتى داود الذي احتلّ المدينة وجعلها عاصمته. نقل إليها تابوت العهد، فصارت المركز الدينيّ في مملكته (2صم 5-6). ووسّع سليمان المدينة (ملو، الهيكل، القصر ). تُنسب إليه قبور الضهورة (قبر داود الذي جعله التقليد خطأ في التلّة الجنوبية الغربية) وبركة مياه وقنوات يغذّيها نبع جيحون (جا 2 :5 ي). (هـ) رغم الانشقاق، توسّعت أورشليم كثيرًا بعد موت سليمان. بعد سنة 800، دمّر يوآش، ملك اسرائيل، السور على طول 200 م. (2مل 14 :23؛ 2أخ 25 :23). فرمّمه عزيا، وحصّنه، وزاد عليه أبراجًا مع أمكنة للمنجنيق (2أخ 28 :9، 15). وتابع يوثام (2أخ 27 :3) عمل سلفه. واستعد حزقيا لهجوم الأشوريين، فأقام سورًا جديدًا، وبدّل نظام أقنية جيحون (كانت خارج السور ولم تكن مغطاة، إذًا كانت خطرة) بنفق يعبر الضهورة ويقود الماء من النبع إلى داخل المدينة في بركة واقعة في التيروفيون (2مل 20 :20؛ 2 أخ 32 :3-4، 30؛ سي 48 :7؛ إش 18 :7). بهذه الطريقة لم تعد مؤونة المياه خاضعة للمحاصرين. وحسّن منسّى، خلف حزقيا، السور الشرقي (2أخ 33 :14). سنة 598، وصل نبوخذنصر أمام المدينة ليعاقب يواكيم الملك الذي تمرّد عليه. ولكن يواكيم مات في ذلك الوقت. وتمرّد خلفه صدقيا. فجاء نبوخذنصر ودمّر الهيكل والمدينة (875 ق.م.؛ 2مل 25 :1-21؛ 2أخ 36 :17-21). (و) رغم هذا ظلّت أورشليم خلال أيام المنفى المركزَ الدينيّ لأهل السبي (مز 137؛ إش 40-55) وللذين ظلّوا في فلسطين. وكانوا يحجون إلى خرائب الهيكل (إر 14 :4 ي). بعد المنفى، أعاد عزرا ونحميا تدريجيًا بناء المدينة والهيكل رغم معارضة السامريين. في سنة 445، جاء نحميا بالسلطات الضرورية ورفع السور في 52 يومًا (نح 6 :15). ويتضمّن تقرير هذا البناء (نح 2 :12-3 :32) عددًا من المعلومات الطوبوغرافية التي لا نستطيع دومًا أن نتتبّعها على الخارطة، ولكنها تعطي فكرة عن اتساع المدينة. هو يسمي عشرة أبواب نعرف موقعها مع بعض الدقة : باب الوادي، باب الزّبل، باب العين، باب الماء، باب الخيل، باب السمك، الباب العتيق (باب إفرايم أو باب مشنه)، باب الغنم، باب الشرق. ويذكر التقرير تفاصيل طوبوغرافية أخرى : برج حننئيل (حيث تقوم انطونيا)، برج الافران (القلعة الحديثة)، الزاوية (على عوفل، جنوبي الحرم الشريف)، عين بركة الملك (تيروفيون)، درج مدينة داود (الضهورة)، مقابر داود. (ز) إن حملة الاسكندر الكبير ضمّت أورشليم إلى المملكة الهلينية. بعد موته، احتلها اللاجيون حتى سنة 198 ق.م. حين فتحت المدينة أبوابها للسلوقي أنطيوخس الثالث، اتّبع هذا الملك سياسة الفرس واللاجيين، فاعترف اعترافًا رسميًا بالتيوقراطية اليهوديّة، وصادق على امتيازاتها. ولكن في بداية عهده، حاولت جماعة من محبّي العالم الهليني مع الملك الجديد أن تطبع مدينة أورشليم بالطابع الهليني (لأن الملك اعتبر أن توحيد المملكة توحيدًا جذريًا هو مهمته الأولى). نجح هؤلاء، وشيّدوا ملعبًا هو من ضروريات كل مدينة هلينية. في سنة 169، سلب أنطيوخس الهيكل، وفي سنة 167 كرّسه لزوش الأولمبي. وإذ أراد السلوقيّون أن يراقبوا السكان، بنوا قلعة (أكرا أورشليم). وتوصل يهوذا المكابي سنة 164 إلى إعادة الهيكل إلى عبادة يهوه (1 مك 4 :26-59). ولكن اكرا ظلّت في يد السلوقيّون حتى سنة 141 حين استسلمت الحامية لسمعان المكابي (1مك 12 :36؛ 13 :21-22، 49-52؛ 14 :37). في أيام اسكندر جنايوس (103-760)، أو اسكندارة (86-87)، صارت اكرا مركز الحشمونيين بعد أن أقام اسلافهم منذ سمعان المكابي في برج حننئيل (سمّاه اليونانيون : باريس). (ح) خلال الحرب الأهلية بين هرقانوس الثاني وأرسطوبولس الثاني، وصل القائد الرومانيّ بومبيوس إلى أورشليم سنة 63 ق.م. أخذ الهيكل من اتباع ارسطوبولس، وسلّم رئاسة الكهنوت إلى هرقانوس (63-40). في سنة 47، عيّنه يوليوس قيصر اتنارخًا على فلسطين وجعل له مساعدًا في شخص انتيباتر الأدومي. في سنة 40، عُيّن ابن انتيباتر، هيرودس الكبير، ملكًا من قبل رومة. وبمساعدة الرومان، توصّل سنة 37 إلى أخذ أورشليم من أنطيغونيس ابن ارسطوبولس الثاني. في سنة 20 أو 19 ق.م. بدأ هيرودس بإعادة بناء الهيكل. ولم ينتهِ هذا العمل الضخم الا سنة 63 ب.م. ففي الزاوية الشمالية الغربية لأبنية الهيكل حول برج باريس (حننئيل)، بنى قلعة قوية سمّاها أنطونيا اكرامًا لأنطونيوس أحد الحكّام الثلاثة (تريومفير). وعلى التلة الجنوبية الغربية، شيّد قصرًا مع ثلاثة أبراج (قلعة باب يافا العتيدة). إلى شرقي قصر الحشمونيين القديم (اكرا)، بنى ساحة كبيرة (أغورا) تحيط بها العواميد وسمّاها كسيستوس. من هذه الساحة امتد جسر فوق تيروفيون إلى ساحة الهيكل. في سنة 70 ب.م. أخذ تيطس المدينة التي كانت ثائرة وأحرق الهيكل. وصارت فلسطين مقاطعة تتعلق بالامبراطور ويحكمها والٍ يقيم في قيصريّة ويأتمر بأمره فيلق من الجيش. سنة 132 اندلعت ثورة جديدة على أثر أمر الأمبراطور هدريانس بتحويل أورشليم إلى مستوطنة رومانيّة. وبعد معركة قاسية، أُخذت المدينة ونفَّذ الأمبراطور تصميمه : صارت أورشليم أيليا كابيتولونيا. وعلى موقع الهيكل المدمّر ارتفع هيكل لجوبيتير الكابيتوليني. ومُنع اليهود من المجيء إلى اورشليم تحت طائلة الموت. رابعًا الطوبوغرافيا. رج * أنطونيا، * بيت زاتا، * العلية، * جباتا، * جتسيماني، * جلجثة، * عوفل، * باب الغنم، * قصر الحاكم (بريتوريون)، * القبر المقدّس، * سنهدرين، * سلوام (شيلوحا) * صهيون، * الهيكل. خامسًا : أورشليم في تاريخ الخلاص. (أ) الاختيار (1) : حين احتلّ داود مدينة أورشليم، جعلها عاصمة سلالته التي وعدها الرب بملك أبدي (2صم 7 :8-16). هكذا كانوا يتصوّرون المدينةَ في زمن الخلاص الآتي (مز 2 :6-9؛ 101 :1 ي). أورشليم هي عاصمة الملك الذي يحميه الرب ليُخضع كل الشعوب المجتمعة في مملكة شاملة (مز 132 :17 ي). (2) بحضور تابوت العهد صارت أورشليم مركز اسرائيل الديني (2 صم 6؛ 1 أخ 15-16؛ مز 24 :7-10؛ 132) مسكن يهوه (خر 15 :13، 17). يشير تث 33 :12 الى هذا الأمر. وصارت نخبة الشعب أكثر وعيا لأهمية هذا الامتياز الذي حصلت عليه أورشليم بعد أن رذل الله شيلو بسبب خيانة افرايم (مز 78 :60-69). وفي اللاهوت الاشتراعي، لا بدّ أن يكون يهوه جعل اسمه (تث 12 :5، 21؛ 14 :24؛ 1مل 9 :3؛ 11 :36…) في أورشليم. فهذا يعني الطابع اللاشرعيّ لسائر المعابد (تث 21 : 2-14؛ 2مل 23 :7 ي؛ رج مز 87 :2). فعلى كل القبائل أن تحجّ الى أورشليم (مز 122 :4)، مدينة الله (مز 87 :3)، حيث نصبَ الله خيمتَه (مز 76 :3؛84). (ب) خيانة وقصاص. ولكن أورشليم لم تكن أهلا لهذا الاختيار. ومع أنّ عاموس كان معتقدًا كل الاعتقاد أنّ أورشليم هي مسكن يهوه (عا 1 :2)، إلاّ أنه لم يتردّد في تهديد المدينة بالدمار بسبب خيانتها (عا 2 :5). وإن إشعيا الذي كان شاهدًا لظلم أورشليم، أعلن أنّ الله يطهّر المدينة (إش 1 :21-25)، يدينها (إش 3 :1-15؛ 28 :14-22؛ مي 1 :9-12؛ 3 :10-12)، يبعثرها، ويدمّرها بالحرب (إش 3 :25-4 :1). سيُلحق الخزي بالنساء المتكبرات، ويطردهنّ وهنّ لابسات المسوح (إش 3 :16-24). ولكن بما أنّ أورشليم هي مدينة الله، فلا يقدر عدوّ أن يُعدمها الحياة (إش 10 :11-12، 32-34؛ 29 :8؛ 31 :4-5). فبعد هذا الالم المطهّر، سيغطّي الله، كما بسحاب، بقيّة أورشليم التي ستُبنى على حجر زاوية جديدة (إش 28 :16، رج 4 :5). حينئذ كل سكانها الذين سُجّلوا من أجل الحياة (مز 313 :3) يكونون قديسين (إش 4 :3). فتُدعى مدينة البر والقلعة الأمينة (اش 1 :26). ويُعاد بناء الملكية في بهائها الأول (مي 4 :8)، وتصير أورشليم عاصمة روحية لكل البشرية (إش 2 :1-5 مي 4 :1-3؛ مز 87). وفي أيام ارميا، لم تكن الحالة في أورشليم أفضل ممّا كانت عليه في أيام أشعيا (رج ار 2 :28 حسب السبعينية؛ 5 :1-31؛ 7 :17-19؛ 22 :13-19؛ حز 8 :11؛ 22). ولهذا توالت تهديدات (إر 1 :15ي؛ 2 :1ي؛ 4 :3-31، 6 :1ي؛ 13 : 20-27؛ حز 23 :1ي؛ صف 1 :4، 12؛ 3 :1-5). وجاء معها وعدٌ بإعادة البناء في أورشليم منقّاة وحاملة الاسم الجديد (الرب صدقنا). ويملك عليها ملكٌ يكون جديرًا بداود (إر 33 :15 ي). حينئذ لن يعود تابوت العهد ذات جدوى، لأنّ أورشليم نفسها ستُسمّى “عرش يهوه” (صف 3 :14-17)، ويجتمع كل الشعوب حول اسمها (ار 3 :17؛14 :21). والصورة التي يعطيها حز 40-48 عن أورشليم التي سيسكنها الرب بعد تنقية المنفى، ستكون بلا ارتباط بالواقع التاريخي. ستكون المدينة تحت حكم الهيكل الذي منه يجري نبع يعطي البلاد خصبًا عجيبًا (حز 47 :1-2). لا يريد حزقيال أن يكون هناك قصرٌ أو مدافن قرب الهيكل (حز 47 :7-12)، فأورشليم لن تعود مدينة ملكية. فبعد اختبارات الماضي المؤلمة، أعلن النبيُّ الحكمَ على الملكية. في حز 44 :3؛ 45 :7-12؛ 46 :2 يتكلم حزقيال عن أمير (ناسي). فأورشليم الجديدة تسمى : يهوه، الرب هناك أو إلهنا معنا (حز 48 :35). (ج) زمن الرجاء. 1) الفرحة الأولى. بعد المنفى، كان إشعيا الثاني هو المنادي بأزمنة جديدة (إش 40 :2،9؛ 51 :17)، ورسول الأخبار الحلوة (البشرى) (إش 41 :27؛ 52 :7). أمر الربُّ بإعادة بناء أورشليم (إش 44 :26، 28؛ 52 :9؛ رج زك 1 :16-17)، لأنه لا يقدر أن ينساها (إش 49 :14-16). سيجعل منها عدنًا جديدة (إش 51 :3). بعد أن كانت مهملة (إش 51 :18-20). وهي الآن ستعجّ بالسكان (إش 48 :18-23؛ 54 :1-17؛ رج زك 2 :8-9). وعليها أن تتزيّن كعروس بلباس العيد (إش 49 :18؛ 52 :1). هي مبنيّة بحجارة ثمينة (إش 54 :11-12؛ رج طو 13 :16-17)، ومؤسَّسة على البرّ (إش 54 :11). ويحرّض حجّاي شعبه اليائس على الثبات، لأنّ صعوبات البناء تتكاثر (حج 2 :6-9) : قريبًا ستأتي الشعوب الى أورشليم. ويرى زك 2 :4-7؛ 8 :22 الوقت الذي ستكون فيه أورشليم عاصمة البشر جميعًا. 2) ايمان بمصير أسمى. (أ) كانت أورشليم مثالية، حين ظهرت لحزقيال (كما لموسى جديد) على جبل عال (حز 40 :2؛ رج خر 25 :40؛ 26 :30؛ 27 :8). ولكن النخبة الدينية في ذلك الوقت خاب أملها لتأخّر البهاء الموعود به للمدينة، فتأمّلت في أورشليم غير مبنيّة بيد انسان، بل تلك التي تكون خليقة الله (إش 65 :10؛ رج 62 :5. أقرأ : بانيك لا بنوك؛ 62 :7؛ مز 147 :2). هذه الفكرة موسعة في الابوكريفات الجليانية حيث أورشليم العتيدة والحاضرة في السماء في بداية العالم الجديد، ستنزل على الأرض لتكون مسكن المختارين (اخنوخ). والموضوع يرد بتواتر بعد دمار المدينة سنة 70 ب.م. (باروك سرياني، عزرا الرابع، رج غل 4 :26؛ عب 12 :22؛ رؤ 21 :2-22). ونقابل مع هذه الصورة المتحرّرة من عالم الأرض، صورةً نجدها في رؤ إش حين يهيّئ الرب (بعد أن يعاقب العالم بكارثة كونية، إش 24 :21-23) في أورشليم المحمية، وليمةً تدعى اليها كل الأمم. حينئذ يزول كل ضيق ويُطرد الموت الى الأبد (إش 25 :6-10؛ رج مت 8 :11؛ لو 14 :5). (ب) وُلد من أزمة خيبة الأمل هذه، رجاء جديد يعلن أن الله سيتدخّل بطريقة غير منتظرة (إش 62 :1؛ 66 :6 ي) ليعيد بناء أورشليم ويجعلها مأهولة فتصير مركز الكون الديني (إش 60؛ 62). وتصبح الشمس والقمر بلا فائدة، لأن يهوه يكون ضياء أورشليم الأبدي (إش 60 :19-20؛ رؤ 22 :5). (ج) واذ اقتنع حز 38-39، ويوء 2 :20؛ 4؛ زك 12 :14 أن دمار أورشليم على يد بابل لم يكن علامة الأزمنة الجديدة، جعلوا في نهاية الأزمنة الهجوم المعلن على أمم الشمال (إر 1 :15؛ 4 :5-31؛ 6 : 1ي؛ رج حز 38 :17؛ يوء 2 :20). وفي وقت يصل الضيق الى القمة، يتدخّل يهوه. وكل الذين دُعوا باسم الرب في أورشليم ينجون (يوء 3 :5). وتجري ماء حية من أورشليم (يوء 4 :18؛ زك 14 :8)، ويسكن الرب فوق صهيون (يؤ 4 :20)، ويكون يهوه الاله الواحد (زك 14 :9). (د) ويبيّن زك 9 :9 ي أن المثال القديم لأورشليم المدينة الملكية لم يمت بعد. ولكن الملك المُنتظر ليس المحتل المتكبّر (على حصان) والذي لا يقاوم. إنه أمير السلام الذي ينزع من مملكته الشاملة كل سلاح وكل عنف حرب. وان مت 21 :4 ي ويو 12 :15 رأيا أن مثال هذا الملك المخلّص قد تحقّق في شخص يسوع المسيح. (هـ) وتوسّعُ النظريات الخاص حول أورشليم كما في أوج، دفع الكتّاب الجليانيّين الى التمييز بوضوح بين أورشليم السماوية وأورشليم التي على الأرض. وفي النهاية، اندمج الرجاء ان في نظام واحد سيستعيده سفر الرؤيا : بعد حكم يدوم الف سنة (ب، د؛ رؤ 20 :1-6) الذي هو زمن إقامة الكنيسة، يهجم جوج وماجوج ضد أورشليم (رج رؤ 20 :7-10). حينئذ يتجدّد الكون، وتنزل أورشليم السماوية على الأرض (أ، رؤ 21 :1-2). (و) زمان التمام (يتم كل شيء). تيقّن كتّاب العهد الجديد أن “خلاص أورشليم” (لو 2 :38؛ رج إش 52 :9 : فداء) والزمن الذي فيه تفتقد النعمةُ أورشليم (لو 19 :44؛ رج 1 :68)، قد ظهر مع يسوع الناصري. ومنعطفُ التاريخ هذا، قد أنبأ به كوكب وجَّه بعض المجوس الى يسوع (مت 2 :1-12). في أورشليم، سيتمّ عمل فداء البشرية (مت 16 :21؛ 20 :17؛ لو 9 :31؛ 13 :33؛ 18 :31). ومع أنه في وقت محدّد عرفت المدينة في يسوع ملكها الذي انتظرته طويلا (مت 21 :1-11 وز )، إلاّ أنها تمرّدت عليه (مت 22 :1-14؛ 23 :37؛ لو 13 :34؛ 19 :41-42) وفي النهاية رذلته. أنبأ يسوع بالعقاب (مت 22 :7؛ 23 :38؛ مر 13 :2؛ لو 13 :35؛ 19 :43-44؛ 21 :16) ولن يتأخّر هذا العقاب. واذ كان يسوع على طريق الآمه، حثّ بنات أورشليم على أن يبكين على نفوسهنّ وعلى أولادهن (لو 23 :29-31). وهنا تأتي مشكلة توافق المواعيد الجميلة التي وعد بها الرب أورشليم والواقع المرعب. وسيقدم العهد الجديد بعض الأجوبة. 1) كانت أورشليم نقطة انطلاق من أجل تبشير العالم بالمسيحية (لو 24 :47؛ أع 1 :8). ففيها تأسّست الكنيسة يوم العنصرة حسب مواعيد العهد القديم (أع 1 :4؛ 2 :1ي). رذلت أورشليمُ المسيح، ولكن الله ظلّ أمينا لمواعيده وسيبقى (رو 11 :29). وينتظر مت 23 :39 زمنا تعترف فيه أورشليم بيسوع أنه مرسل الله (في لو 13 :35 يعني النص دخول الشعانين المفرح، وذلك بسبب تبديل السياق). ويلمّح لو 21 :20-24 إلى أنه بعد زمن الوثنيين سيُعاد بناء أورشليم. وهذا هو اعتقاد بولس في رو 11 :25-32. ويجعلنا رؤ 11 :8 نفكّر أنه خلال حكم الالف سنة الذي يسبق ملء الخلاص، ستكون أورشليم الأرضية قلب مملكة يسوع المسيح الشاملة. لا شكّ في أن هناك كلمات قاسية في رؤ 11 :8، ولكنها تشير الى رومة، على ما يبدو (يقال أن الحاشية عن الصلب زيدت فيما بعد). 2) وإذ رأت غل 4 :26 (رج فل 3 :20) في أورشليم رمز تدبير مضى، فهي تستعيد فكرة أورشليم السماوية التي رآها بولس تتحقّق في الجماعة المؤسَّسة في المسيح. واذ حُكم على أورشليم الأرضية بالزوال، صارت أورشليم السماوية حاملة الوعد ومسكن الابرار الأبدي. هذا هو بصورة خاصة الموضوع الأكبر في الرسالة الى العبرانيين حيث تنطبق بنية أورشليم السماوية على بنية أورشليم الأرضية (11 :10، 16؛ 12 :22؛ 13 :14). ويقدم فيلون الاسكندراني (الاحلام 2 :250) أفكارًا مماثلة في العالم اليهودي. وإذ يستعمل بولس هذه الصورة ليدل على أن الخلاص الاسكاتولوجي حاضر منذ الآن في المسيح، يحتفظ بها رؤ 21 :2-22 لمجد ملكوت الله العتيد والنهائي. 3) يكرّس يوحنا القسم الأكبر من انجيله لرسالة يسوع في أورشليم. في نظره، الهيكل (يو 2 :19)، وبركة سلوام (يو 9 :7)، واضاء ة الهيكل (يو 8 :12)، هي رموز عن المسيح. ومع هذا فهو يرى في يسوع المسيح أورشليم الجديدة التي تبدأ مع قيامته (يو 2 :19-22). وفي 7 :37 ي يماثل يوحنا بين يسوع وأورشليم الاسكاتولوجيّة التي يخرج من جوفها ينابيع مياه حية (حز 47 :1-11؛ يوء 4 :18) والتي فيها سيجتمع أبناء الله المشتَّتون (يو 11 :25؛ رج إش 60 :4، 9).
بابل:
عاصمة بابلونية. في الأكاديّة : باب ايلي. في السومريّة. كا دنجر را بيت الله. إن الاسم بابيلا سابق للعالم السامي والعالم السومريّ. أما الاشتقاق الشعبيّ فيقابل الكلمة مع العبريّة بلل (بلبل). كانت مدينة بابل تمتدّ على ضفتيّ نهر الفرات، وامتدت خرائبها على 10 كلم مربع. وتل بابل قد احتفظ بالاسم القديم وسط هذه الانقاض. وُجدت معظم الأبنية على الضفّة الشرقيّة للفرات التي ارتبطت بالأحياء الغربية بواسطة جسر بُنيَ في أيام نبوخذ نصر الثاني. تُشرف على المدينة زقورة إيساجيل وهيكل مردوك. ارتفعت هذه الزقورة 90 مترًا فوق السهل، وكانت تهاجم السماء بطبقاتها السبع (صشو 763). كانت “باب الاله ” والنموذج الأول لبرج بابل في تك 11 :1-9. كانوا يصلون إلى الهيكل عبر طريق التطوافات، التي تنطلق من باب عشتار (صشو 760-762). زيّن البابَ 575 تنينًا وثورًا توزعت في 13 صفًا، كما زُينت طريق التطوافات بـ 120 أسدًا. يسمّي إرميا (25 :26؛ 51 :41) بابل شيشاك (يعود إلى الأكادي شيشكو : تلاعب على الكلمات باسم خفيّ، وكأنه لا يريد أن يذكر الاسم الحقيقيّ). في العهد الجديد، بابل هي الاسم الرمزيّ لرومة (1بط 5 :13؛ رؤ 14 :8؛ 16 :9؛ 17 :5؛ 18 :2؛ 10، 21). موقع بابل القديمة يقع على تلال عديدة ومنها تل إلى الشمال يدعى اليوم تل بابل وقد تمّت فيه حفريات عديدة. تأسّست بابل على يد السومريّين وسمّيت كذلك للمرّة الأولى سنة 2700 تقريبًا في أيام الملك شركليشاري، ولكنّها لم تلعب دورًا كبيرًا، بل ظلّت تابعة لأور. لم تتّخذ المدينة أهميّة كبيرة إلاّ في أيّام سلالة بابل الأولى. أسّس بابل شومو أبو (حوالي 1830) ورفع أسوارها الأولى. أمّا تاريخ بابل حتى سنة 539 فيرافق تاريخ بابلونية، وقد ظلّت معروفة حتى في الزمن الفارسيّ. ورغم الأبنية الجديدة التي شُيّدت فيها، انحطّت في العهد الهلينيّ لأنّ سلوقس الأول نقل عاصمته إلى سلوقية. احتلّها الفراتيّون سنة 127 ق.م. وهكذا زالت من التاريخ.
بابلونية:
أوّلاً : الأرض منذ العهد الهليني تُسمَّى بابلونية (انطلاقًا من العاصمة بابل أو بابلونة) الوحدة الجغرافية (أو السهل) التي يحدّه المجري العالي لدجلة والفرات والخليج الفارسي. فالقسم الشمالي من هذه المنطقة يسمّى أكاد (في السومري : أورى). والقسم الجنوبي سومر (في السومري : كنجي). مساحتها : 30000 كلم مربع. وخصب الأرض يتبع فيضان دجلة والفرات (من أذار إلى حزيران) اللذين تتوزّع مياهما في قنوات الريّ عبر كل البلاد. وحين يكون الفيض عظيما، تستطيع البلاد أن تُطعم شعباً كثيراً. المدن المهمة هي. في الجنوب : إريدو (ابو شهرين)، أور (مقيّر)، لارسا (سنكري) أوروك (وركة) لجش (تلو)، شوروفاك (فارا)، نيبور أو نيفور (نوفر)، ايسين (تل زبليه؟). في الشمال : أكاد (دير؟)، سيفار (أبوهبة)، أشنونا (تل اسمر)، أوفي أو اكشاك (أوفيس اليونانية)، سلوقية أو قطاسيفون : (طقسكرا)، كوتا (تل ابراهيم)، دور كوريجلزو (قرقوف قرب بغداد)، كيش (تل احمير) بابل أو بابلونة، برسيفا (بير نمرود)، دلبات (تل دلم). ثانيًا : السكان إن أقدم السكان الذين أقاموا في السهل البابلي (كما نعرفُ، أي منذ سنة 800 3 تقريبا) هم السومريون. حوالي السنة 3500، جاء بعدهم الساميون (أكاديون)، فأقاموا أولا في الشمال ثم في الجنوب. وبعد اجتياح ساميّ آخر (أموريون)، تسلّطت بابلونية على كل السهل. في ذلك الوقت بدأ التاريخ ًّبالمعنى الحصري. اذًا البابليون هم أكاديون امتصوا العنصر السومري. يشبه شكلهم شكل الأشوريين (كانوا يحلقون الشفة العليا) ولكننا لا نعرفهم تمام المعرفة، لأننا لا نجد إلأ القليل من الجدرانيات التي تصوّرهم. ثالثًا : التاريخ نحن نعرف تاريخ بابلونية أكثر مما نعرف تاريخ أشورية. وينابيع المعلومات هي الكتابات الملكية الأشورية، ولا سيّما هدد نيراري ورسائل ووثائق خاصة، ولوائح أسماء وكرونيكات ولوائح ملكية وكتب اليونانيين. وحسب النموذح الأشوري، يُقسم تاريخ بابلونية الى سلالات. نحن نعد عشر سلالات من السلالة الثانية والعشرين إلى السلالة الواحدة والثلاثين (إن السلالات الأولى ليست بابلية) موزّعة على ثلاث مراحل. أما التاريخ فمحدّد انطلاقا من سنة 747 ق.م. ولهذا نصحِّح حساب السنين على ضوء نصوص ماري. 1) دخل البابليون على مسرح الكون للمرة الأولى مع مملكة بابل القديمة (السلالتان 22 و23). المؤسِّس هو الأموري شومو أبوم الذي استفاد من خلافات المدن المستقلة التي من أصل أكادي مثل لارسا، ايسين (السلالتان 20 و21). وبفضل انقسام الخصوم، توصّل إلى فرض سيادة مدينة بابل (حوالي 1830 ق.م.). والملك السادس من سلالته هو الشهير حمورابي (1718-1676) الذي خلق دولة منظّمة عُرفت خاصة بقوانينها. ووسّع حمورابي مملكته إلى حدود ماري ًّوأشور ونينوى. ولكن خلفاءه لم يستطيعوا أن يقفوا بوجه قوّة مزاحمة في الجنوب (أرض البحر أو المنطقة الساحلية في الجنوب والمحاذية للخليج الفارسي). ولكن ليست هذه القوّة هي التي دمّرت بابل (حوالي 1530)، بل مورسيلي، ملك الحثيين. 2) وسيطر على البلاد أسياد جدد : الكاسيون (السلالة 24)، الكسفيون والعيلاميون الآتون من الشمال. حملوا لغتهم وحضارتهم الخاصة، ولكنهم تخلّوا عنها شيئًا فشيئًا حين وصلوا إلى بابل. وما استطاعوا أن يجعلوا من بابل قوة عظمى. نحن نعرف الوضع الدولي في تلك الحقبة بفضل رسائل تل العمارنة. كرانيداش الأوّل وكوري جلزو الثاني تبادلا الرسائل مع أشورية ومصر. واتصل كدشمان انليل (حوالي 1390-1380) مع امينوفيس الثالث، وبورنابورياش الثاني (حوالي 1370-1345) مع أمينوفيس الرابع. في أيام أشوروباليت صارت أشورية قوة عظمى وسيطرت على بابلونية. حاول الملوك أن يستعيدوا استقلالهم، ولكن هاجمهم العيلاميون (شدتروك نحونتي الأول). حوالي سنة 1170، انطفأت سلالة الكاسيين. وما عتّمت أن جاءت مجموعة جديدة من الساميين : لقد اجتاح الكلدائيون أو الكلدانيون (الأراميون) البلاد ونحجوا في إعادة بناء القوة البابلية. ولكن ظلت البلبلة مسيطرة مدة من الزمن حيث كان يتعاقب على الحكم ملك أشوري وملك بابلي. الى هذه الفترة ينتمي مردوك افلا إدّينا (مرودك بلادان). 3) المملكة البابلية الحديثة (625-539، السلالة 31). في سنة 625، اعتلى العرش البابلي في شخص نبوفلاسر ملكٌ حازم. استفاد من الصعوبات الداخلية في أشورية، فعقد معاهدة مع كياكسار (أواكشترا) ملك ماداي. وفي سنة 612 احتلّ نينوى. وفي سنة 606 انتهت الحرب ضد أشورية. وتوسّعت السلطة البابلية وحضارتها ووصلت الى الأوج في أيام نبوخذ نصر الثاني (604-561). فهذا تغلّب على مصر سنة 605 ولم يكن بعد إلاّ وليّ العهد، لا الملك. في سنة 586 احتلّ أورشليم وفي سنة 576 احتل صور (؟) وسيطر على شاطئ البحر المتوسط. ولكن جاء الانحطاط سريعا مع خلفائه. فابنه اويل (أي رجل) مردوك (في العبرية : أويل مروداك : 561-559 شوّه الاسم ليعني المجنون والملعون) قُتل على يد صهره نرجال شرأوصور (559-556). وابن هذا، لباشي مردوك، قُتل هو أيضا سنة 556. وكان نبونيد (556-539) آخر ملوك بابلونية. في سنة 539 احتل كورش مدينة بابل وصارت بابلونية مقاطعة في المملكة الفارسية. رابعًا : الحضارة اللغة الأكادية. الكتابة المسمارية. بين إله البابليين، يذكر العهدُ القديم : بال، مردوخ، نبو، نرجال، سين، شمش، تموز. لا نستطيع أن نتعرف الى الآلهة التي تحمل اسماء مثل ادراملك، انا ملك، نباحاز، نسروك، سوكوت بتوت، ترتاك. خامسًا : اليهود في أرض بابل. (أ) الجذور. يعود اليهود العائشون في أرض بابل إلى جلاء النخبة اليهوذاويّة سنة 597، وسنة 587. أقام الملك يوياكين وبعض الوجهاء في بلاط بابل، ولكن المنفيين عاشوا في الضياع والقرى، على شاطئ القنوات (مز 371 :1 حز 1 :1) أو في الاماكن المتروكة مثل تل أبيب (حز 3 :15)، تل الملح، تل حرشا (عز 2 :59؛ نح 7 :61). أعادوا بناء ها وزرعوها (رج إر 29 :4-5). ولم تعُد إلى أورشليم سوى أقليّة ضئيلة مع زربابل، ثم مع عزرا. أما أكثرية المنفيّين وأولادهم فظلوا في بابلونية. شكلوا ثلاثة في المئة من عددالسكان، ولكنهم تسلّموا ستّة في المئة من الوظائف الاداريّة. قد لا تمثل هذه اللوحة مجمل بابلونية لأن مراجعنا المباشرة تعود إلى نيفور، ولاسيّما أرشيف موراشو. هذا يفّر غياب أصحاب الصناعات والجنود والموظّفين الكبار مثل نحميا، وذاك اليهوديّ الذي حُفر اسمه على نصب جنائزي يعود إلى الحقبة الفارسيّة وقد وُجد في اناتولية (سرديس). حسب يوسيفوس (العاديات 11 :338). ثبّت الاسكندر حقوق يهودي بابل، وقد وقد خدم عدد كبير منهم في الجيش المكدوني (أبيون 1 : 192)، ونحن نجد فرقة يهودية في الجيش السلوقي (2مل 8 :20) وحسب يوسيفوس (العاديات 12 :147-153)، نقل أنطيوخس الثالث الكبير ألفي عائلة جنود من بابل إلى أناتوليّة الغربية.نجدهم في النصف الثاني من القرن الخامس، ولا سيّما في منطقة نيفور، حيث عملوا في تربية المواشي والزراعة وصيد السمك. (ب) الحقبة الفراتيّة والاسانية : المعلومات التي نمتلكها عن اليهود البابلونيين في الحقبة الفراتية، نادرة. وإن الوثائق التي دُنت على السارق او البردي قد تلفت. غير أن يوسيفوس يقول إن يهوديًا (زماريس) هاجر مع كل عشيرته إلى باتانية (بيت عانوت)، حيث منحه هيرودس الكبير امتيازات (العاديات 17 :23-31). وفراتيّو أع 2 :9. دُونِّت هم على ما يبدو من مملكة الفراتيين الذين أقاموا في باتانية. في أيام ارتبان الثالث (12-38 ب.م.) وُجدت إقطاعة يهودية في منطقة نهارديا (العاديات 18 :310-379) ظنّت جماعتها أن الملك يوياكين المنفيّ هو الذي أسّس مجمعها في بداية القرن 2 ب.م.، زار رابي حقيبة نهارديا (مش يبموت 16 :7) التي وقعت على ملتقى الفرات ونهر مالي الحالي، جنوبي شرقي بغداد. في ذلك الوقت، كانت المدينة مركز رئيس الجلاء اليهوديّ وإحدى الاكادميات المشهورة لحكماء بابل اليهود. دُمِّرت المدينة سنة 262 ب.م. بيد أذينة. سيّد تدمر، حين هجم على المدائن (قطاسيفون)، فانتقلت الحماعة إلى بوبيديتا. إن تل بابل جطين 14ب وتل أور قدوشين 3، 4، 64 أ يتحدثان عن يهود بابلونيين تسمّوا بأسماء فارسيّة. وارتدوا الملابس الارستوقراطيّة الفراتيّة. ووصول الساسانيين إلى الحكم، سنة 224 ب.م.، كان بداية معوقات على حرّية اليهودي الدينيّة، مع أن اللاتسامح الاردشتي لدى يردشير الاول (224-241) وشهبور الأول (241-272) ونرسيس (293-302) ظلّ مخفّفًا. فظلّت اكادمية بومبيديتا الواقعة على الفرات، غربي بغداد، تواصل التقليد القديم في ما يخصّ العصور اليهودية في بابل، فوصلت إلى الذروة مع شهبور الثاني الكبير (310-379). في ذلك الوقت أيضًا، نمت اكادميّة محوزا، على جانب دجلة الايمن، في لقائه مع نهر مالي، وعلى بعد 35 كلم إلى الجنوب الشرقي من بغداد، ساعة عرفت اكادمية سورا سنوات مشعّة في أيام رابي أشي (367-427). كانت قد تأسست في نهاية الحقبة الفراتيّة، حوالي سنة 219. على بعد 80 كلم جنوبي غربي بغداد، على ملتقى شطّ النيل وفرع الفرات الشرقيّ، المدعو هيلة. ولكنها نُقلت في أيام رابي آشي من سورا إلى موقع قريب من ماته محسيا. حفظت هذه الاكاديمات تراون و تريون. كما حفظت مش وتوس. كما كان لها نفوذها الثابت في الاوساط اليهودية، حتّى خارج بابلونية. وهكذا صار تل بابل حين انتهى (القرن 6) القاعدة التي يسير عليها العالم اليهوديّ. غير أن التدوين الأخير تمّ في ظروف صعبة. فتعصّب مزداك الديني، الذي سانده الملك خواز الاول (488-531) كان السبب لاضطهاد اليهود الذين دافعوا عن نفوسهم، سبع سنوات، في منطقة محوزا، إلى أن هُزم رئيس الجلاء، مار زوترا الثاني، وقُطع رأسه سنة 520. وتحسّن الوضع وثبُت في أيام كسرى الاول (531-579). غير أن تأثير المجوس كان أقوى من أي وقت مضى، بحيث لم يعد من شيء شرعي وصالح إن لم ينل موافقة أحد المجوس (كما قال اغاتيوس اسكو لشيلي في الآباء اليونان 88 : 1388).
بحر (الـ):
افترق بنو اسرائيل عن الفينيقيين واليونان، فما غامروا في البحر. وهذا ما يفهمنا أن لفظة “ي م” تعني البحر (تالاسا في اليونانية) والبحيرة (لمني). تحدّثت البيبليا عن البحر * المتوسط الذي سُمِّي في اللغة الاصلية “البحر الكبير” (عد 34 :6؛ يش 1 :4)، “بحر الفلسطيين” (خر 23 :31)، “بحر يافا” (عز 3 :7)، “البحر الغربي” (تث 11 :24). وتحدّثت عن البحر * الميت، و* البحر الأحمر (بحر * القصب)، و”بحر” الجليل (مت 4 :18؛ مر 7 :31) أو بحيرة * جنسارت (لو 5 :1). يذكر أع 27 :27 البحر * الادرياتيكي : نحن في الواقع أمام البحر الايوني، حسب عادة الاسكندرية. وسمّي النيل “ي م” (نا 3 :8) وكذلك الفرات (إر 51 :36). البحر هو معجزة الخلق (مز 93 :3-4). خلقه الله (مز 95 :5؛ 461 :6)، ونظّمه، ورسم له حدودًا (تك 1 :9). وهكذا يتسلّط الله على البحر (إش 51 :9؛ أي 38 :8-11). وعبور البحر الأحمر هو أوضح مثال على ذلك (خر 14 :16؛ مز 106 :9). دلّ يسوع أن سلطان الله هو بين يديه، لأن البحر يخضع لكلمته (مر 4 :39)، كما أنه يسير على المياه (يو 6 :19). منذ قديم الزمان أثّر البحر على مخيّلة الشعوب بسبب قوّة الدمار التي فيه (حز 26 :3-4)، وبسبب هيجانه (أي 38 :8) واتساعه (أي 11 :9) وعمقه (يون 2 :6-7) والوحوش التي فيه (دا 7 :2؛ رؤ 13 :1). في نهاية الأزمنة، لن يعود هناك من بحر (رؤ 21 :1، إذن، يزول الشرّ)، بل يبقى بحر البلّور (رؤ 4 :6؛ 15 :2) رمز النقاء والسلام.
بحر الأحمر:
هذا الاسم (تالاسا اروترا من الارتريّين الذين يسكنون قرب البحر الأحمر) لا يرد إلاّ في أسفار التوراة اليونانيّة وفي أسفار العهد الجديد (أع 7 :36؛ عب 11 :29). إنه يترجم الكلمة العبريّة : يم سوف التي ترجمها اليونانيّون مرّة واحدة تالاسا سيف أي بحر القلزم (البحر الاحمر) (قض 11 :16). حسب الرأي التقليدي المعبّر عنه في عد 14 :23؛ 21 :4؛ تث 1 :40؛ 2 :1؛ قض 11 :16؛ 1مل 9 :26؛ ار 49 :21 حيث يم سوف (بحر القصب) تدلّ على خليج العقبة، علينا أن نماثل بين يم سوف والبحر الأحمر الحالي. إن ترجمة البحر الأحمر لعبارة بحر اروترا ترجمة غير كافية. فبحر اروترا تضمّن البحر الأحمر مع خليجي السويس والعقبة (أو إيلات) والمحيط الهنديّ والخليج الفارسيّ. في السبعينيّة وفي العهد الجديد “بحر اروترا” هو ترجمة “يم سوف”. أما البحر الأحمر في المعنى الحديث للكلمة فيمتدّ من مضيق باب المندب (عرضه 33 كلم) حتى السويس، بطول 200-250 كلم، وهو يحتلّ منخفضاً يقع بين عرابية وافريقية. لهذا السبب سمّاه الرومان “الخليج العربيّ”.
بحر سوف:
أو بحر القصب. رج بحر الأحمر.
دجلة:
في العبريّة : حداقل. في الآراميّة : دقلة. في الفارسيّ : تغرا. ومن هنا في اليونانيّة تغريس. يجري شرقيّ الفرات. يتكوّن من مجريين ينبعان من جبل ارمينيا. روافده (من جهة الشرق فقط) : الزاب الكبير، الزاب الصغير، ديالة، خواسفيس (كرخا). في الزمن القديم كان مصب دجلة بعيدًا عن مصب الفرات. أما اليوم فيجتمعان قبل أن يصلا إلى الخليج الفارسيّ أو العربيّ. في التوراة : دجلة هو نهر في الفردوس (تك 2 :14، رج سي 24 :25) ويُذكر أيضاً في دا 10 :4 (ظهور ملاك) وفي طو 6 :1 (صيد سمكة كبيرة) وفي يه 1 :6. نشير إلى أن اليونان سمّوه “النمر” بسبب اندفاع مياهه وما تحدثه من فيضانات.
ربلة:
مدينة في أرض حماة. كانت المركز العامّ لنكو ملك مصر حين قام بحملة ضدّ سورية (2مل 23 :33)، ولنبوخذ نصّر في حملته على فلسطين (588-586) (ار 39 : 6، 52 : 9؛ 2مل 25 : 6، 20، 21). هي اليوم ربلة. تقع على ضفّة العاصي اليمنى وتبعد 34 كلم إلى الجنوب من حمص. رج عد 34 :11.
سامرة، (منطقة الـ):
منطقة السامرة تقع في قلب فلسطين وهي تسمّى “أرض السامرة” (2مل 17 :26؛ 18 :34-35؛ إش 36 :19؛ عو 19) باسم العاصمة والمدينة (السامرة). تبدّلت حدود هذه المنطقة عبر العصور. ولكن في شكل عام، ضمّت السامرة الجزء المركزي من جبال فلسطين المسمّاة “جبال السامرة” (إر 31 :5). يُحيط بها من الشمال سهل يزرعيل، ومن الشرق نهر الأردن، ومن الجنوب خطّ يصعد من أريحا إلى جبعون سائرًا إلى سهل أيالون، ومن الغرب سهل الشارون. هذا يضمّ أرض سبطَي يوسف، منسى وافرايم، وجزءً ا من أرض بنيامين أي مملكة الشمال أو مملكة اسرائيل (1مل 21 :1؛ 2مل 1 :3). تقطع هذه المنطقة وديان واسعة وخصبة (إر 31 :5) يصل المرء إليها بعد عبور المنحدرات التي تُشرف على وادي الأردن. غير أن بلوغها من الغرب كان أسهل. في نظرة سريعة إلى جبال السامرة، نفهم أنّها كانت مأهولة قليلاً في حقبة البرونز الحديث، وما امتلكت مركزًا هامًّا سوى شكيم. وقد تألّف السكّان من مجموعات بدويّة (عشائر وقبائل) جاءت من الشرق وأقامت في الأراضي النصف قاحلة من أجل المواشي. كانت هذه المنطقة غنيّة بالقمح والشعير والزيتون والكرم. ولم تتسمَّ باسم السامرة إلاّ بعد تأسيس مدينة السامرة. فالمملكة الجديدة دُعيت اسرائيل. من هنا كانت العبارة : “ملك على اسرائيل في السامرة” (1مل 12 :1، 20؛ 16 :29؛ 21 :18؛ 22 :52؛ 2مل 3 :1؛ 10 :36؛ 13 :1، 10؛ 14 :23؛ 15 :8، 21؛ 17 :1). أمّا الإشارات الأخرى فقد زيدت فيما بعد (1مل 13 :32). يبدو أنّ استعمال لفظة “السامرة” يعود إلى زمن احتلال المدينة على يد الأشوريّين (272). فقد اعتادوا أن يسمّوا المنطقة باسم عاصمتها. أما الاستعمالات التي تسبق احتلال العاصمة السامرة، فتشير إلى المدينة لا إلى المنطقة (عا 3 :9، 12؛ 4 :1؛ 6 :1؛ هو 8 :6؛ 10 :5-7…). بعد سقوط مملكة الشمال، ربط الأشوريّون المنطقة بالمملكة باسم سامرينا، وجعلوا أناسًا من بابل في “مدن السامرة”. سنة 612، صارت هذه المدن مقاطعة بابليّة، وضُمّت إليها أرض يهوذا بعد سقوط أورشليم. وحين عاد المنفيّون اليهوذاويّون، حاول حاكم السامرة أن يمنعهم من إعادة بناء أورشليم خوفًا من أن تنقسم “مقاطعة” يحكمها وحده (عز 4 :8-24؛ نح 2 :9-20؛ 4 :1-9؛ 6 :1-14). ومع ذلك، كان الانفصال واضحًا بين العاصمتين في أيام نحميا. فكانت الحدود الجنوبيّة تنطلق من أريحا فتصعد إلى بيت إيل وتنزل إلى بيت حورون. عند ذاك صارت المنطقة مركز السامريّين. وقد ضمّها يوحنا هرقانوس الأول إلى يهوذا بعد أن أخذ شكيم والسامرة، ودمّر الهيكل السامري على جبل جرزيم. وربطها بومبيوس بمحافظة سوريّة (63 ق.م.). وأعطاها أوغسطس لهيرودس الكبير (30 ق.م.). ثمّ ورثها أرخيلاوس حتى ذهابه إلى المنفى سنة 6 ب.م. بعد ذلك، صارت تحت سيطرة الولاة الرومان، ما عدا الحقبة التي فيها حكم هيرودس أغريباس الأول (41-44). دار يسوع حول السامرة، ففعل كما يفعل كل يهوديّ في عصره، في طريقه من الجليل إلى اليهوديّة (مت 19 :1؛ لو 17 :11). ولكنّه كسر القاعدة في مناسبة فريدة يتحدّث عنها يو 4 :4-29). أما تلاميذه فسيكونون شهوده في السامرة كما في أماكن أخرى (أع 1 :8). وسوف نرى فيلبس ثم بطرس ويوحنا يعلنان الإنجيل في مدن السامرة (أع 8 :4-25؛ 9 :31؛ 15 :3).
سورية:
(أ) الاسم : لا نجد اسم سورية في التوراة. لكن النسخة اللاتينية تستعمل سورية لتترجم العبرية ارام (نجد ارام فقط في لائحة الشعوب لأنه اسم شخص). نجد مرة واحدة في العهد الجديد : نعمان السوري : لو 4 :27. وفي المواضع الأخرى من العهد الجديد تدل سورية على مقاطعة سورية الرومانية (لو 2 :2؛ أع 15 :23، 41؛ 18 :18؛ 20 :3؛ 21 :3؛ غل 1 :21). في مت 4 :24 سورية هي بلاد قريبة من الجليل. والمرأة السوريّة الفينيقيّة (مر 7 :26) هي فينيقية من مقاطعة سورية الرومانية. يشتقّ اسم سورية من أشوريا (اختصار). ونحن نجده أول ما نجده عند هيرودوتس، وهو يدل على المنطقة الممتدة بين البحر المتوسط والصحراء السورية العربية. أما سورية فلم تشكل وحدة سياسية وإدراية الا بعد التسلّط الفارسي. (ب) التاريخ. قبل الزمن الفارسي تتحدّث النصوص فقط عن مدن. في أيام الفرس، صارت المنطقة جزءا من السترابية (أو : المرزبة) الخامسة (ابيرناري أو أبار نهرا). بما أن سورية هذه كانت تضم أيضًا المنطقة الواقعة بين دجلة والفرات، تكلّمت النصوص عن جنوبي بلاد الرافدين (بين النهرين) وعن سورية المنخفضة. بعد انفصال المنطقتين انفصالاً اداريًّا، صار اسم سورية يعني سورية المنخفضة. وبعد دمار مملكة فارس (331)، تقاتل السلوقيون والبطالسة لامتلاك شاطئ البحر المتوسط الى أن سيطر انطيوخس الثالث نهائيًّا عليه سنة 198. وصارت سورية في أيام السلوقيين قوَّة سياسية هامّة، وحاول السلوقيون أن يطبعوا اليهودية بالطابع الهليني ويضمّوها إلى أرضهم. ولكن سياستهم فشلت ولاسيّمَا بعد ثورة المكابيين. ولما جاء تغران ملك ارمينيا الفراتي (83-69)، وضع حدا لمملكة السلوقيين. ولكن لوكولوس الروماني هزم تغران وأعاد السلطة إلى السلوقيين مؤقتًا (انطيوخس الثالث عشر الاسيوي). ولكن احتلّ بومبيوس سورية احتلالها نهائيا وجعلها مقاطعة رومانية سنة 65 ق.م. (لو 2 :2).
شوشن:
عاصمة عيلام القديمة. تقع على نهر أولاي (اليوم : كرخة). كان ملوك الفرس يقيمون فيها بعض المرات (نح 1 :1؛ اس 1 :2). شوشن هي المكان الوحيد الذي اكتشف فيه المنقّبون أشياء عيلاميّة. احتلّ الفرس عيلام سنة 596، وبنى فيها داريوس قلعة وقصرًا. أعطاها أنطيوخس الأول سوتر (293-261) اسم سلوقية. ماذا قالت التنقيبات عن شوشن؟ نقسم الكلام بين الزمن السابق للأخمينيّين، ثمّ الزمن الممتدّ من الأخمينيّين إلى الفراتيّين. عُرفت شوشن منذ الألف الرابع في جماعات عاشت من الزراعة ومن الصيد، وتركت وراءها فخاريات جميلة وملوّنة. بعد ذلك، توسّعت حضارة على مستوى المدينة فولّدت كتابة صَوريّة (بكتوغرافيك) ثمّ سطوريّة (على السطر) استعملت منذ منتصف الألف الثالث. والحسابات التي وُجدت دلّت على أن دولة شوشن تنظّمت منذ ذلك الوقت على مثال سومر القريبة. اتّصلت شوشن بالسومريّين فأعطوها الكتابة المسماريّة التي عرفتها بلاد الرافدين. في القرن 22 ق.م.، أعلن أمير شوشن “كوتيك إن شوسيناك” الذي كان حتى ذلك الوقت تابعًا لملك أكاد، استقلاله عن الأكاديّين واجتاح بابلونية. باءت هذه المحاولة بالفشل. ولكنّها دلّت على أهميّة شوشن. في زمن سلالة أور الثالثة، ارتبطت المدينة بملوك أور. ولكن إنداتو الأول، حاكم شوشن، استطاع أن يكوّن دولة عيلاميّة قويّة. فشيّد الأسوار حول المدينة التي بنى فيها الأحياء وجمّلها. بعد ذلك، خضع الشوشنيّون لملوك لارسا (بابلونية). ولكنّهم، سنة 1800، أزاحوا النير الرافديني ونعموا باستقلال دام قرابة قرن من الزمن. وانكسفت شوشن قرونًا عديدة لتتحرّر سنة 1300 من الاحتلال البابلي. وما تأثّرت بصعود “دور أونتاش” العاصمة الجديدة التي شيّدها الملك “أوتاش خومبان” (1265-1245). انتصبت دور اونتاش (ابتعدت 42 كلم إلى الجنوب الشرقيّ من شوشن) على موقع “تشوغا زنبيل” حيث اكتُشفت زقورة وقصر يعودان إلى القرن 13. ولكن حوالى سنة 1100، سقطت مملكة عيلام بيد البابليّين وأكلها النسيان لحقبة امتدّت ثلاثة قرون. ولكنّها ظهرت من جديد في القرن 8 كعاصمة إمارة عيلاميّة تتبع مصير عيلام في السرّاء وفي الضرّاء. اجتاحها الأشوريّون بوحشيّة كبيرة سنة 646 ق.م. (رج إر 49 :35-38)، وانتهكوا حرمة المدافن الملكيّة، وأرسلوا الآلهة إلى أشورية، وسبوا السكان إلى السامرة (عز 4 :9-10). وحين سقطت أشورية، استعادت شوشن الحياة، وأعاد إليها ملك بابل نبو فلاسر (625-605) آلهتها. ولكنّ خلَفه نبوخذ نصر الثاني احتلّ شوشن سنة 596595 ق.م. ولمّا احتلّ كورش بابل سنة 538، ضُمَّت شوشن إلى الإمبراطوريّة الفارسيّة. في أيام الفرس الأخمينيّين، صارت شوشن إحدى عواصم الإمبراطوريّة. شيّد فيها داريوس الأول قصرًا فخمًا (أفادانا)، وجعل للمدينة بابًا شاهقًا كشفت عنه الحفريّات. وبنى فيها ارتحششتا الثاني قصرًا آخر على الضفّة المقابلة، الضفّة الغربيّة لنهر شادور. أقام نحميا في أحد هذه المقامات الملكيّة ومارس وظائف في أيام ارتحششتا الأول أو الثاني (نح 2 :1؛ رج 1 :1). وفي القصر الذي شيّده احشويروش الأول، أقام أحشويروش الذي يتحدّث عنه سفر أستير (أس 1 :2). بل إنّ خبر أستير كلّه يحصل في ذلك القصر، وقد دُوّن في فترة صارت شوشن مدينة كوسموبوليتيّة (مدينة على مستوى الكون)، في أيام السلوقيّين والفراتيّين. كان الاسم الرسمي للمدينة “سلوقية أولاي”. ولكننا نجد اسم “شوشن هابيرة” (مدينة شوشن القويّة) في المشناة (مدوت 1 :3؛ كلائيم 17 :9). اتّخذت المدينة الطابع الهلينيّ. واسم بطلة استير هو اسم يوناني (يعني النجمة). نحن بعيدون عن عشتار. هذا مع العلم إنّ إلاهة شوشن الكبرى هي نناية التي تماهت مع أرطاميس. أما الإله الذكر فهو نبو (يقابل أبولون في العالم اليونانيّ) الذي أنشد في اليونانيّة، في القرن الأول ق.م.، باسم “مارا” (السيّد).
فرات (الـ):
في الأكادي : فوراتو. الفرات هو أكثر الأنهر المشهورة في آسية السابقة. يتكوّن من رافد الفرات الغربيّ الذي ينبع قرب أرزاروم ويحمل اسم كرسو، ومن رافد الفرات الشرقيّ المسمّى كرانا. ينضمّ كراسو إلى كرانا قرب مليد. يعبر الفرات تشعّبات جبل طورس ويدخل في بلاد الرافدين العليا قرب تل برشيف ويتوجّه نحو الجنوب حتى تفساح ثمّ نحو الجنوب الشرقيّ إلى أن يصب في الخليج الفارسيّ قرب إريدو (اليوم : ينضمّ إلى دجلة قبل أن يصبّ في الخليج). روافده هي : باليخو، خابورو (الخابور)، ساغورو. على مدّ الزمن غيّر النهر مجراه بحيث إن مدنًا عديدةً لم تعد واقعة على ضفافه (سفّار، مقور، سوروفاك، أوروك، لارسا، أور، اريدو، بابل). في التوراة يسمّى الفرات مرارًا “النهر” أو النهر الكبير. في تك 2 :14، الفرات هو أحد أنهر الفردوس. في إر 13 :4-7، قرأت الترجمات القديمة “الفرات”. ولكن هناك من يقول إنّ النص يعني بلدة في بنيامين هي عفرة المذكورة في يش 18 :23 والتي هي اليوم تل فاره أو وادي فاره التي تقع جنوبيّ شرقيّ أورشليم.
كركميش:
هي جرابلس اليوم. تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات. بدأ التنقيب فيها سنة 1911. وُجدت أخبار كركميش في نصوص ايبلا من الالف الثالث ق.م. وفي نصوص ماري من القرنين 19 و 18 وفي النصوص الحثيّة بين القرن 14 وأواخر القرن 13. كانت كركميش مستوطنة كبيرة في عصر تل خلف (الالف 7، 6 ق.م.). أصبحت مدينة محصَّنة في مطلع الالف الثاني. احتلها الحثيون مرارًا ووصلت إلى القرب منها جيوش تحوتمس الثالث. تهدَّمت على يد شعوب البحر حوالي 1200 ق.م. ولكن أعيد بناؤها من جديد. احتلها الاشوريون سنة 717 ثم دمرَّها نبوخذ نصر سنة 605. هذه المدينة الواقعة على الحدود التركيّة الحاليّة، والمذكورة في نصوص مكتوبة من سنة 2400 إلى سنة 600، قد زالت لتُبنى من جديد في العهد الهلنستي باسم “أوروبوس”. تحدّثت وثائق ايبلا عن “كار-كميش” (رج الاله كاموش). هذا يعني أنّ المدينة اشتهرت بتجارتها وضمّت شعوبًا ساميّة. ولكن في القرن 18 هذا وفي زمن ماري، كان اسم الملك اسمًا لوفيا : بلا خندا أو بلا خنتا (أابلاخندا، مع الألف). أما ابنه يترعمّي فاسمه اسم ساميّ. في منتصف الألف الثاني، ارتبطت كركميش بحلب، بالحثيّين، بالميتانيّين. ومرّت فيها سنة 1520 وسنة 1473 جيوش تحوتمس الأول وتحوتمس الثالث. وسنة 1352، احتلّها شوفيلوليوما وجعل منها مركز نائب الملك الحثيّ في سورية الشماليّة. ولعبت كركميش هذا الدور حتى نهاية حكم الحثيّين، فسيطرت على أوغاريت وعلى إيمار. بالرغم مما حدث لأوغاريت وحتوسة (عاصمة الحثيّين)، فقد ظلّ الحثيّون أو النيوحثيّون يحكمون كركميش حتى سنة 717، يوم استولى عليها سرجون الثاني الأشوري. إلى هذا يلمّح إش 10 :9 (كلنو مثل كركميش، وحماة مثل أرفاد، والسامرة مثل دمشق). وكانت الأهميّة التجاريّة للمدينة كبيرة، بحيث ظلوا يستعملون، في سورية الشماليّة وبلاد الرافدين العليا، قياسات وأوزان كركميش. وارتبطت نهاية المدينة بتدخّل مصريّ سنة 610-605، توخّى تخليص أشورية. زحف الجيش المصريّ، وما استطاع الملك يوشيّا اليهوذاويّ أن يوقفه (2أخ 35 :20؛ رج 2مل 23 :29)، فجعل مركز القيادة في كركميش (هذا ما دلّت عليه الحفريّات، منها ختم بساميتيك الأول، 664-610، وختم نكو الثاني، 610-595، وبعض الأرشيف المصريّ). انتصر نبوخذ نصر البابليّ على المصريّين، واحتلّ المدينة، ولاحق الجيش المصريّ حتى حماة. هذا ما يلمّح إليه القول النبويّ في إر 46 :2-12. وعاد نبوخذ نصّر إلى المدينة فدمّرها. ولن تقوم من دمارها إلاّ بعد ثلاثة قرون من الزمن.
لود:
1) لوديم. شعب يرتبط بمصر (مصرائيم) في السلسلة اليهوهية (تك 10 :13؛ 1أخ 1 :11) وبِسام في السلسلة الكهنوتية (تك 10 :22؛ 1أخ 1 :17). اما سائر الايرادات فتجعل لود مع فوط (إش 66 :19؛ ار 46 :9؛ حز 27 :10؛ 30 :5، يه 2 :23). وهكذا يدلّ لود على شعب يقيم على الشاطئ الافريقي للبحر الاحمر. هناك شرّاح يقولون إن لود تك 10 :22؛ 1أخ 1 :17؛ إش 66 :19 هي ليدية. وجعل آخرون من لود تك 10 :13 بلدة تقع بين اورشليم وجازر، وقد تسلّمها سليمان مهراً من الفرعون. 2) لوديون (لوديم) : أهل لود (تك 10 :13؛ رج 1أخ 1 :11؛ ار 46 :9). كان اللوديون شعبا خاصا. تكلّموا لغة هندو اوروبية وصلنا منها 50 كتابة يعود معظمها إلى القرن 4 ق. م. لم يدخل اللوديون في التاريخ إلاّ مع سلالة المرمناويين. اكثر الملوك المعروفين : جيجيس (687-652)، الياتيس (605-561)، كريوس (561) الذي دمِّرت مملكته بيد كورش الفارسي بعد أن أرهقتها الحرب مع المادايين. 3) في اليونانية لدة. 4) رج ليدية.
ماداي:
قبيلة ايرانية من المنطقة الجبلية في الشمال الغربي من ايران. في بداية تاريخهم، أخضع المادايون الاشوريين. وحين صاروا قوّة كبرى في أيام ملكهم اواكشترا (كذا في الاكادية. في اليونانية : قياشار)، هدَّأوا المنطقة الوسطى في المملكة الاشورية. كانت عاصمتهم احمتا (او اكباتان أو همدان). واحتل البابليون الجدد بقيادة نبوفلاسر عاصمة أشورية بمعاونة المادايين واسكوتيي اومان ماندا. فنال المادايون القسم الشمالي من المملكة الفارسية ومدّوا سلطانهم على ارمينيا والمنطقة الجبلية في آسية الصغرى حتى هاليس. ولكن حكمهم كان قصيرا. فقد كان كورش ملك الفرس السبب في سقوط استياجيس ملك ماداي حوالي سنة 550. وهكذا انضمت مملكة ماداي إلى مملكة فارس. تعدُّ التوراةُ المادايين بين نسل يافث (تك 10 :2؛ 1أخ 1 :5)، وتذكرهم في بعض النصوص ولا سيما في دانيال. اما نصّي 2مل 17 :6؛ 18 :11 (سرجون سبى اسرائيليي السامرة إلى مدن ماداي : رج طو 1 :16) فتتعلّقان بالزمن الاشوري. أما نصوص إش 13 :17؛ 21 :2؛ ار 51 :11 فتشير إلى صراع ماداي ضد بابل. يتكلم دا 6 :1؛ 9 :1؛ 11 :1 عن ملك اسمه دانيال المادايي وعن شرائع ماداي وفارس (دا 6 :9، 13، 16). ونجد العبارة نفسها (فارس وماداي) في اس 1 :18 19 (رج 1 :13، 14، 18؛ 10 :3؛ دا 5 :28؛ 8 :20). يعتبر عز 6 :2 ماداي كمقاطعة فارسية.
متوسط البحر، (الـ):
يُذكر مع البحر الميت ويدل على الحدود الغربية لكنعان او احدى القبائل المقيمة على الساحل. البحر الكبير : هـ ي م. غ د و ل (عد 34 :6-7؛ يش 1 :4؛ 9 :1) البحر الاقصى او الغربي : هـ ي م. هـ ا ح ر و ن (تث 11 :24، 34 :2) بحر الفلسطيين : ي م. ف ل ش ت ي م (خر 23 :31). تذكر البيبليا بحر ادرياتك، بحر كيليكية وبمفيلية (اع 27 :5). تذكر الجزر، المرافئ. ماذا نقول عمّا يُسمّى البحر الابيض المتوسط؟ يقع بين اوروبا في الشمال، وآسيا في الشرق، وافريقيا في الجنوب. يتّصل بالمحيط الاطلنطي عبر مضيق جبل طارق (عواميد هرقل)، وبالبحر الأحمر عبر قناة السويس منذ سنة 1869. مساحته ثلاثة ملايين كلم مربع. وأقصى عمقه 4400م. المدّ والجزر ضئيلان، والتيّارات لا تكاد تُذكر. أما الرياح فقد أثرت تأثيرًا كبيرًا على حركة الملاحة القديمة، بحيث لا يستطيع الناس أن يبحروا عكس الرياح. ففصلا الربيع والصيف كانا مؤاتيين للأسفار في البحر. أما عواصف أيلول وتشرين الأول ثم آذار ونيسان، فقد كانت تفرض على السفن إلاقامة في المرافئ. اذا كانت الريح مؤاتية، كان السفر من يافا إلى جبل طارق يتطلّب ثلاثة أسابيع. أما الطقس السيّئ وغياب الرياح المؤاتية، فكانا يطيلان السفر. أما المحطات في البحر المتوسط فهي الجزر : قبرص، رودس، جزر بحر ايجه، كريت، الجزر الايونيّة، مالطة، صقلية، سردينيا، الباليار. وبمختصر الكلام كان المتوسط وسيلة اتصال استفاد منه الميسينيون واليونان والفينيقيون.
مصر:
أولاً : الاسم. استعمله النص العبريّ (2مل 19 :24؛ إش 19 :16؛ 37 :25؛ مي 7 :12 : مصور) بعد أن أخذه عن الأكادية. ايغوبتوس الذي جاء من المصريّة عبر الفينيقيّة : حت كافتح : بيت الاله فتاح، أحد أسماء مدينة ممفيس. يسمّي المصريّون أرضهم : كمت أي السوداء. رج فتروس. ثانيًا : الأرض والشعب. مصر هي واحة طويلة. يمتدّ عرضها بين 5 و25 كلم. يقطعها في الطول نهر النيل، وهي تقع بين صحراوين : صحراء ليبيا والصحراء العربيّة. كان المصريّون القدماء من نسل حام (تك 10 :6). ورغم امتزاج المصريّين منذ زمن الهكسوس بشعوب أخرى، فالمصريّ الحاليّ يشبه أجداده الذين عاشوا منذ آلاف السنين. ثالثًا : التاريخ. لم يكن للمصريّين كرونولوجيا. لهذا وضع الباحثون رسمة كرونولوجيّة لتاريخ المصريّين. بدأت أول سلالة حوالي سنة 4200 ق.م. (أو قبل هذا الزمن). هذا ما قاله علماء القرن السابق. ولكنّهم عادوا اليوم إلى حوالي سنة 3000. واختلفوا على تواريخ الألف الثالث ولم يتّفقوا إلاّ على كرونولوجيا المملكة الحديثة. انتهت مرحلة ما قبل التاريخ حوالي سنة 3000. ثمّ بدأ التاريخ بالمعنى الحصريّ، وخلاله حكمت البلاد سلالات عديدة. فعلى خطى الكاهن المصريّ مناتون من سبانيتوس الذي كتب في القسم الأول من القرن الثالث ق.م. ثلاثة كتب عنوانها “مصريات” (ضاع القسم الكبير منها) نميّز 30 سلالة. ويقسم الباحث المصريّ اليوم هذا التاريخ إلى ثلاث حقبات كبيرة : المملكة القديمة (من السلالة 3 إلى السلالة 6 :2780-2400)، المملكة الوسيطة (السلالة 11-12 :2100-1800)، المملكة الحديثة (السلالة 18-20 : 1580-1085 ق.م.). وهناك فواصل تتوسّط هذه الحقبات. (أ) لا نستطيع أن نتكلّم عن علاقات بين مصر والتوراة إلاّ انطلاقًا من المملكة الوسيطة. فأوّل شخص بيبلي زار وادي النيل هو ابراهيم. تتميّز السلالة 12 بحقبة من الازدهار تشهد لها أعمال ريّ واسعة في الفيوم. وفي الوقت ذاته تراقب الدولة الحدود على طول جدار الأمير وهو حصن يقع في خليج السويس (كما يقول خبر سينوهي). وهذه المراقبة صارت ضروريّة بسبب دخول الساميّين المتزايد إلى البلاد. فهناك جدرانيّة تمثّل 37 اسيويًّا في وادي النيل. اسم رئيسهم ابشاي (رج ابيشاي من عائلة داود). قام سيسوستريس الثاني (1906-1888) بحملة على كنعان ووصل إلى شكيم. وعلى أيام امينمحات الثالث (1850-1800) بُني الهرم الأخير. وبعد هذا تقسّمت البلاد. (ب) الحقبة الثانية المتوسطة (هكسوس). واحتلّ الهكسوس مصر من دون صعوبة. دفعتهم الهجرة في سورية وفلسطين فأقاموا بطريقة مسالمة في الدلتا الشرقيّ. لم يعد العلماء يتحدّثون اليوم عن مملكة هكسوسيّة امتدّت على قسم كبير من الشرق الأدنى الآسيويّ. فإن لم يكن الهكسوس من الساميّين، فالعنصر السامي هو المسيطر كما تشهد على ذلك أسماء العلم : يعقوب هير (ايل)، عنات هير (ايل). كانت عاصمتهم افاريس المدينة التي ستسمّى فيما بعد تانيس. أخذوا بحضارة المصريّين وعلّموهم فيما علّموهم استعمال الخيل والمركبات. وجاءت ردّة الفعل من الجنوب (طيبة؟) فجرّت الدلتا إلى مقاومة الهكسوس. لا نعرف بالضبط كيف انهارت قوّتهم. (ج) المملكة الحديثة. طرد احموسيس (1580-1558) الهكسوس من افاريس ولاحقهم إلى كنعان. حاصر شروحن (شاروحين) (يش 19 :6) ثلاث سنوات وحارب على حدود مصر الجنوبيّة. بعده عرفت البلاد فترة من الراحة استفاد منها امينوفيس الأول (1557-1530) ليقوّي سلطته. وسار تحوتمس الأول (1530-1520) على خطى سلفه فقام بحملة على آسية أوصلته إلى الفرات. بعد هذا سيعتبر المصريّون أنّ سورية وفلسطين هما جزء من أرضهم، وسيركّز فراعنة المملكة الحديثة انتباههم على هاتين المنطقتين. وصلت إلينا بعض المواد الأركيولوجيّة من هذه الفترة، وبما أنّ الحاميات المصريّة تألّفت من مصريّين ومن أهل البلاد، لم تنتشر الحضارة المصريّة واللغة المصريّة كما كنا نظنّ. ولكن في كل حفريّة في فلسطين أو في سورية نجد الجعل الذي هو علامة الحضارة المصريّة للغرباء. وخلفت تحوتمسَ الأول ابنتُه حتشبسوت التي كان حكمها مضطربًا. نظّمت حملة على بلاد البخور (فونت). خلفها ابن أخيها تحوتمس الثالث (1504-1450) فحاول أن يخفي كل أثر لعمّته. قام بست عشرة حملة على سورية، وقد حُفظت حولياته المحفورة في الحجر. مع تحوتمس الثالث نجد على جدران الهياكل لوائح المدن والشعوب المقهورة. وهذه اللوائح مهمّة لتعرّفنا إلى فلسطين في ذلك الوقت. فخبر احتلال يافا وصل إلينا بشكل خبر يذكر عابيرو الذين هم العبرانيّون على ما يبدو. وكان امينوفيس الثاني (1450-1425) قائد الجيش قبل أن يخلف أباه. نجهل الكثير عن حكمه، ولكننا نعرف أنّه ذهب إلى آسية مرتين، فأوقفه الميتانيّون على الفرات. وجاء خلفه تحوتمس الرابع (1425-1408) فعقد معاهدة مع الميتانيّين وتزوّج أميرة ميتانيّة. وتوصّل إلى قمع ثورة في جازر. خلفه أخوه امينوفيس الثالث (1408-1372) الذي كان ملكًا حازمًا، ولكنّه فضّل أعمال البناء على الحرب. وقد بقي لنا قسم من أرشيفه في رسائل تل العمارنة التي اكتشفت في العاصمة الجديدة التي أسّسها خلفه امينوفيس الرابع (1372-1354). غيّر أمينوفيس اسمه إلى أخناتون لأسباب دينيّة. كان ضعيف البنية، ولكنه كان هو وزوجته نفرتيتي شخصيّتين قويّتين. غير أنّهما أهملا الأمور الخارجيّة فثارت المدن الآسيويّة ضدّ السلطة المصريّة. وجاء ملوك عابرون (منهم توتعنخ أمون). بعدها وضع القائد حوريمحب يده على السلطة. معه بدأت السلالة 19 (1314-1200) التي ظلّت مستعدّة للحرب في آسية خاصة مع رعمسيس الثاني. لهذا نُقلت العاصمة في ذلك الوقت إلى الدلتا. أوّلاً إلى ممفيس. وفي أيام رعمسيس الثاني إلى في رعمسيس. وقام سيتي الأوّل (1312-1298) بحرب ضدّ الحثيّ مواتاليش قرب قادش على العاصي. وهناك سيتابع رعمسيس الثاني حربًا ضروسًا. وفي النهاية عقد الخصمان عهدًا أبديًّا وصل إلينا نصّه في الحثيّة وفي المصريّة. وواجه رعمسيس الثاني وخلفه مرنفتاح (1234-1224؟) والملك الثاني من السلالة 20، خطرَ شعوب البحر. تغلّبوا عليهم وأوقفوا تقدّمهم، ولكنّهم لم يستطيعوا أن يمنعوا قبائل جديدة (الفلسطيّون) من الإقامة في كنعان. في كرونولوجيا الخروج القصيرة، رعمسيس الثاني هو الفرعون المضطهد، ومرنفتاح هو الفرعون الذي صار الخروج على أيامه. إلى عهد مرنفتاح تعود برديّة اناستاسي الأول التي تتضمّن تفاصيل عديدة عن سورية وفينيقية وفلسطين بشكل سؤال وجواب. في اسم معيّن في نفتوح (معين ماء نفتوح) احتفظ يش 15 :9؛ 18 :15 باسم مرنفتاح. وقد بقي لنا من هذا الفرعون النصب الشهير الذي نجد فيه اسم اسرائيل. وظلّت شعوب البحر على هجومها في أيام السلالة 20. وهاجم الليبيّون مصر. ولكن رعمسيس الثالث (1198-1166) سيطر عليهم خلال حملات عديدة. وجاء بعده خلفاء تسمّوا باسم رعمسيس ولكنّهم كانوا ملوكًا ضعفاء. فخسرت مصر نفوذها في آسية وانكفأت على نفسها. وهذا ما ساعد إسرائيل على التوسّع. (د) حافظت مصر على استقلالها خلال خمسة قرون (ما عدا فترات قليلة). ففراعنة السلالة 21 (كانوا كهنة طيبة) سيطروا على مصر العليا (الصعيد) ومصر الوسطى. وفي تانيس ( صوعن) سيطرت سلالة توصّلت سريعًا إلى أن تمدّ نفوذها إلى مصر العليا. وانحطاط السلطة المصريّة في فينيقية واضح من خبر الموظّف في هيكل أونامون. ذهب في بداية القرن 11 إلى جبيل (بيبلوس) ليجلب الخشب من أجل معبد طيبة. واتّصل سليمان بفرعون من تانيس (ربما بسوسينيس الثاني) وتزوّج ابنته. وصارت المراجع نادرة عن حقبة الليبيّين (السلالة 22) والكوشيّين (أي الأحباش. السلالة 25). إنّ أوّل ملك مصريّ يرد اسمه في التوراة (1مل 14 :25-26؛ 2أخ 12 :2-4) هو الليبيّ شيشق (شيشانق الأوّل : 950-929) الذي أقام في بوبستيس أي في الدلتا، وسار على يهوذا بإيعاز من يربعام. ليس من الأكيد أن الفرعون الكوشي زارح (2أخ 14 :8) هو ذاته خلف شيشق أوسوركون الأول (أو فرعون آخر). ففي سنة 715، سيطر الكوشيّون على مصر العليا، ثمّ احتلّوا وادي النيل. وفرعون سوا المذكور في 2مل 17 :4 ليس شباكا الذي حكم حتى سنة 701. قد يكون ملكًا من الدلتا. ويذكر 2مل 19 :9 ثاني خلف لشباكا، طهرقه (ترهاقة). ماذا نعرف اليوم عن الفرعون طهرقة؟ اجتاح الأشوريّون مصر، وفي سنة 663 عاثوا خرابًا في طيبة. ولكن استعادت الأمّة قواها في السنة نفسها. فمع بساميتيك الأوّل صعدت السلالة 26 (سلالة وطنيّة) على العرش وتحالفت مع الأشوريّين لتحارب بابل. وتابع نكو (609-594) السياسة عينها في آسية ولكن لم يحالفه النجاح (2أخ 35 :20، 22؛ 36 :4). وآخر فرعون تذكره التوراة هو خفرع. ظلّ أمينًا لسياسة مناهضة لبابل. وبعد دمار أورشليم (586 ق.م.) استقبل العديدَ من اليهوذاويين الذي جرّوا معهم إرميا (إر 42-44؛ 2مل 25 :26). أقاموا في تفنيس، في الدلتا الشرقيّ. وبعد ستين سنة هجم قمبيز على الفرعون اماسيس (586-526). توفّي الفرعون وغُلب ابنه بساميتيك الثالث (525 ق.م.) وصارت مصر مرزبة فارسيّة. ورغم أوقات قصيرة من الحكم الذاتي (بفضل الثورات) ظلّت الحالة هي هي حتى مجيء الاسكندر الكبير سنة 332. وبعد موته، صارت مصر في يد يطليموس لاجوس مؤسّس سلالة البطالسة (اللاجئين). وازدهرت الحضارة الهيلينيّة وبالأخص في الاسكندريّة. وفي سنة 30 ق.م. احتلّ أوكتافيوس أوغسطس مصر (انتحرت كليوبترة) وجعلها مقاطعة ضمّها إلى إمبراطوريّة رومة. رابعًا : الديانة. تتحدّث التوراة عن إله مصر ولكنّها لا تذكر إلاّ إلهًا واحدًا : امون (إر 46 :25). وهناك أسماء آلهة أخرى حفظت في أسماء الأشخاص أو الأمكنة. أمون في نوامون، بست في بوبستيس، رع في رعمسيس وفوطيفارع، اتوم في فيتوم، نيت في اسنات. وحاول البعض أن يقرأ أسماء الهيّة في تك 16 :13 وإش 10 :4 (اوزيريس) كما في خر 10 :10؛ 30 :16 (رع). مع أن بني اسرائيل أخذوا ببعض عادات مصر (التحنيط)، فهذه العادات لم تؤثّر على ديانة التوراة. وتحدّث الشرّاح عن وحدانيّة الله عند اخناتون، كما قابلوا بين نشيد اخناتون ومز 104. مصر – العصور والاسرات المالكة العصر العتيق، الاسرتان الأولى والثانية 3200-2780 الدولة القديمة، الاسر 3-6 2780-2280 عصر الفترة الأولى، الاسرات 7-10 2280-2052 الدولة الوسطى، الاسرتان 11-12 2134-1778 عصر الفترة الثانية، الاسرات 13-17 1778-1570 الدولة الحديثة، الاسرات 18-20 1570-1080 العصر المتأخّر، الاسرات 21-30 1085-332 ايام الاضمحلال، الاسرة 21-24 1085-715 عصر اليقظة، الاسرة 25-30 715-332 الأسرة الأولى 3200-2980 مفا – نعرمز اتى الأول – عما اتى الثاني – جر اتى الثالث – واجيت خاستي – دن مربي با – عج اب ارينتر – سمرخت قاع سيتي – قــاع الأسرة الثانية 2980 – 2880 حوتب – حتب سخموي نوب نفر – رع نب ني نتر – ني نتر ونج —- – بري اب سن – خع سخم حتب، نبوى – امف – خع سخموي. الأسرة الثالثة 2780-2280 زوسر الاول – ارسي خت نتر زوسر الثاني – سانخت تتي – خع با نب كاوو —- حوني —- الأسرة الرابعة 2680-2560 سنفرو خوفو (خنوم خوفوي)، في اليونانيّة : كيويس جدف رع خفرع (خفرن) منكاو رع شيسسكاف الأسرة الخامسة 2560-2420 او سر كاف ساحو رع نفر ارع كارع شيسسكارع نفرف رع ني وسر رع منكا و هور جدكارع (اسيسي) اوناس (ون اس ونيس) الأسرة السادسة 2420-2280 تتي اوسر كارع ببي الاول مرزع (مري ان رع) الاول ببي الثاني مرنرع الثاني منكا ورع – فيت اقرتي (نيتوكريس) الأسرة السابعة 2280 ق.م. حسب رواية مانيتون. سبعون ملكا حكموا سبعين يومًا الأسرة الثامنة 2280-2242 نفر كارع (الاصغر) نفر كارع نبي جد كارع شماي نرف كارع خندو مرسى ان حور نفركا مين ني كارع نفر كارع تررو نفر كاحور نفر كارع ببي سنب نفر كامين عنو قاكارع ابي واج كارع نفر كا حور (حورس) اتري بارو نفر إر كارع (حورس) دمج اب تاوي الأسرة التاسعة 2242-2133 اختوي الاول مري إب رع نفر كارع اختوي الثاني ستوت اختوي الثالث الأسرة العاشرة مرى حتحور نفركا رع اختوي الرابع – واح كارع مري كارع اختوي الخامس – نب كارع اتى ايمحوتب سخم كارع جسر نوب هنا تنتهي المملكة القديمة التي كانت عاصمتها ممفيس. امتدّ تأثير مصر الى فلسطين وهذا ما كشفته تنقيبات عراد وتل عيراني (الذي سمّي خطأ جت). ووُجدت فخاريات مصريّة وأغراض من الحقبة التينيّة (في تيس التي هي البربة التي تبعد بضعة كلم عن ابيدوس، موطن السلالة 1-2). جاء المصريون إلى فلسطين بطريق سيناء الشمالية وتل عيراني الذي يبعد 45 كلم إلى الشمال الغربي من أورشليم، والذي كان مركز نشاط تجاري وحربي استعمله المصريون في جنوب كنعان. وكان للمصريّين حضور في مناجم وادي مغاره في الجنوب الغربي لجزيرة سيناء. وُجد نقشان بارزان للفرعون سخموي (سخمخت) في سيناء. كان الازدهار واضحًا في تلك الحقبة. وما يدلّ على ذلك مدافن الملوك في أهرام عالية، ومنها أهرام الجيزة التي تعود إلى السلالة الرابعة (2680-2560). وتابع ساحورع، الملك الثاني في الاسرة الخامسة (2560-2420) تقليد استغلال المناجم في سيناء، فأقام في وادي مغاره نصبًا يذكر السيطرة الحربيّة على قبائل البدو العائشين في المنطقة. وأنشدت جدرانيات مدفنه عودة اسطوله من فينيقية وهو يحمل المال والأسرى. إن العلاقات المتواصلة مع جبيل التي تؤمّن الخشب، تعود أقله إلى خع سخموي، آخر ملوك تيس (السلالة الثانية). ولكن هذه العلاقات اتسعت مع ملوك ممفيس، من خفرع (خفرن) إلى بيبي الثاني. وُجد غرضان مصريّان في ايبلا يحملان اسم خفرع (2300) وبيبي الأول (2300). ولكن لا يبدو أنه كانت في أيام المملكة القديمة علاقات مباشرة بين ممفيس وايبلا. فالوسيط كانت مدينة جبيل التي كشفت قطع من المرمر حُفرت عليها أسماء ملوك ممفيس. إن قبري انتي (تتي) في ديشاشة، كايمحاست (اوسركارع) في سقاره، الفرعونين اللذين يبدأان السلالة السادسة، يدلاّن على الجيوش المصرية التي تهاجم الحصون في فلسطين الجنوبيّة. هذه الأخبار تعطي صورة عن حملة الفرعون أونا (2350) ضد “عامو” أو الاسيويين المقيمين في الصحراء. ولكن تبدّلت الأمور، فرُفضت سلطة الفرعون في مصر. وحلّت الفوضى بعد حكم بيبي الثاني. فكانت الحقبة المتوسطة (2180-2040) التي استفاد منها البدو فاجتاحوا الدلتا وزرعوا الرعب فيها، فقسمّت مصرُ دويلات صغيرة متنازعة. الأسرة الحادية عشرة 2134-1991 إينوتف (انتف) الأول (سهر تاوي) 2134-2131 إينوتف الثاني (واح عنخ) 2131-2082 إينوتف الثالث (نخت نب تبي فقر) 2082-2079 مونتوحوتب الأول (سعنخ اب تاوي) 2079-2061 مونتوحوتب الثاني (نب جت رع) 2061-2010 مونتوحوتب الثالث (سعنخ كارع) 2010-1998 سنوسرت (وآخرون) 1998-1993 منتوحوتب الرابع 1993-1991 الأسرة الثانية عشرة 1991-1778 امنمحات الأول (سحتب اب رع) 1991-1972 سنوسرت الأول (خبر كار رع) 1972-(عشر سنوات مع والده)-1928 امنمحات الثاني (نوب كارع) 1930-1895 سنوسرت الثاني (خع خبر رع) 1898-1879 سنوسرت الثالث (خع كا رع) 1879-1841 امنمحات الثالث (ني ماعط رع) 1848-1792 امنمحات الرابع (ماعط خرو رع) 1792-1782 سوبك نفرو (سوبك كا رع) 1782-1778 نحن هنا في المملكة الوسيطة. بدأت مع أمير من طيبة منتوحوتب الأول، مؤسّس السلالة 11. ولكن توحّدت المملكة وأعيد بناؤها مع أمنمحات الأول والثاني والثالث والرابع، وسنوسرت (سيوتري، من السلالة 12). هي الحقبة الأعلى في المملكة الوسيطة، بل في التاريخ المصريّ القديم. أسّس امنمحات الأول في لشت، قرب الفيوم، عاصمة ستبني حولها السلالةُ 12 أهرامها. وتجاه البدو الذين يُقلقون سيناء وأرض كنعان، شيّد امنمحات الأول أيضاً قلعة قوية، “حائط الامير” في وادي طوميلات. وفي الوقت نفسه استعاد استغلال المناجم في جنوب سيناء، وضمّ منطقة سرابيت الخادم. خلفه سنوسرت الأول فاهتمّ بشكل خاص بجيران مصر في الجنوب. وفي أيامه، كان “خبر سينوهي” الذي كان في آسية قبل أن يقيم في قبيلة بدويّة في فلسطين. هذا الخبر المليء بالألوان، قد دوّن بلا شكّ في عهد أحد خلفاء سنوسرت الأول : إمّا امنمحات الثاني (1929-1895) وإما سنوسرت الثاني (1897-1878) اللذين ارتبطا بعلاقات دبلوماسيّة مع ملوك آسية. فالتماثيل المصرية التي أهديت في عصرهما إلى هيكلي اوغاريت و قطنه، تدلّ على سعة نفوذ السلالة 12 في سورية. بالإضافة إلى ذلك، اعتاد الاسيويون المجيء بقطعانهم إلى الدلتا في أوقات الجفاف. فكان مدفن مائير الذي يعود إلى حكم امينمحات الثاني، والذي يحمل صورة احدى القطعان مع عبارة “بقر الاسيويين”. وهناك رسم بني حسن الذي يعود إلى حكم سنوسرت الثاني ويصوّر الشيخ أبيشا مع عشيرته وقطيعه (حشو، 3). وفي عهد سينوسرت الثالث (1878-1843) تكاثرت الوثائق. فمع أن هذا الفرعون اهتمّ بالنوبة، فقد قام شخصيًا بحملة قصيرة إلى فلسطين انتهت بالاستيلاء على شكيم. وكشفت حفريات مجدّو ختم “كاتب يحسب القطعان” وتمثال الملك تحوتحوتب الذي عاصر سينوسرت الثالث. فمدفن هذا الملك في دير البرشا يتضمّن صورة عن وصول القطيع إلى فلسطين. وصاحب الكلام الذي يرافق المشهد يتوجّه مباشرة إلى حيوانات القطيع : “سرتم عبر الرمال. والآن تسيرون على العشب”. سيطر تأثير مصر الحضاري والسياسي على كل ساحل فلسطين وفينيقية. وفي جبيل التي ارتبطت في القرن 20 بملك أور، كتب الاميران الاموريّان أبيشومو ويفع شومو أبي لقبيهما كأميري جبيل، وحملا في قبريهما ما يتعلّق بامنمحات الثالث (1842-1797) وامنمحات الرابع (1798-1790). ووُجد في بيروت تمثال صغير لأبي الهول وصدرية امنمحات الرابع. كل هذا يعكس الحضور المصريّ في تلك المنطقة. الأسرة الثالثة عشرة 1778-1625. عاصمتها طيبة. ملوكها : 60 نذكر منهم سوبك حوتب الأول (سخم رع، خوتاي امنمحات) امنمحات سنبف (سخم كارع) امنمحات (سحتب اب رع) امنمحات (سمنخ اب رع، اموني إينوتف) سوبك حوتب الثاني ابن منتوحوتب حور (اوا اب رع) امنمحات (سجف كا رع كاي) وجاف (خو تاوي رع) سنوسرت الرابع (سنفر اب رع) جنجر الأول (وسر كارع) سمنح كارع نفر كارع خنجر الثاني (ني خع ني ماعط رع) سوبك حوتب الثالث (سخم رع سواز تاري) نفر حوتب (خع سخم رع) سوبك حوتب الرابع (خع نفر رع) سوبك حوتب الخامس (خع حوتب رع) ايع اي (داح اب راع) ابي (مر نفر رع) دودي مس الأول (جد نفر رع حوالي 1675) الأسرة الرابعة عشرة عاصمتها سخا الملوك : 76. حكموا 184 سنة الأسرة الخامسة عشرة 1675-1567 الهكسوس ششي (مع اب رع) يعقوب هر (مر وسر رع) خيان (سا أوسر ان رع) ابيبي الاول أو ابوفيس (عا اوسر رع) ابيبي الثاني (عا قنن رع) خامودي (عا سح رع) الأسرة السادسة عشرة – الهكسوس الأسرة السابعة عشرة 1660 (؟)-1570 الأسرة الطيبيّة رع حوتب (سخم رع واح خاعو) اينوتف الخامس (سخم رع وب ماعط) اينوتف السادس (سخم رع حرو حر ماعط) سوبك ام ساف الثاني تحوتي مونتو حوتب الخامس نب اري ار اوت الاول (سو اج ان رع) نب اري ار اوت الثاني (نفر كارع) اينوتف السابع سقنزع (تاعا الاول – الأكبر) سقنزع (تاعا الثاني – الشجاع) بعد امنمحات (امينيميس) الرابع، انهارت مملكة آسية المصريّة انهيارًا سريعًا وصارت الآنية والتماثيل الصغيرة علامات سابقة للأخطار التي تهدّد المملكة الوسيطة. إنّ نصوص اللعنات هذه، هي كلام يوجّه ضد الملوك والقبائل، الذين خافوا من ثورتهم وعدائهم. ومنهم ملك ايبلا، شمشو يفوع ليم. وعدد كبير من المدن والقبائل الفلسطينيّة التي رفضت الخضوع، بل الحياد في علاقتها مع مصر. في تلك الحقبة عينها، ظهرت في مصر أسماء مع “ع ب ر” (عابيرو). “المعفّر”. هناك معفّر بعل، معفَّر رشف، معفَّر إيل. تدلّ هذه المعطيات على أنّ مصر دخلت في الحقبة الثانية المتوسّطة (1786-1570). ظلّ نفوذها ظاهرًا مع الملوك الأولين في الأسرة 13 (1786-1570). وهكذا تضمّن مدفن في ايبلا صولجان الفرعون حوتب رع “الاسيوي” الذي حكم سنة 1765. ووُجد في بعلبك حوالى سنة 1750 تمثال سوبك حوتب. وظلّ ينتين (عمو)، ملك جبيل، يعترف بسلطة نفر حوتب الأول (1740-1730). ولكن مصر لم يرد ذكرُها في أرشيف ماري الملكيّ، الذي يذكر نيتين عمو. ما استطاع الملوك الضعفاء في السلالة 13-14 أن يمنعوا القبائل الساميّة الآتية من آسية، من الإقامة في الدلتا، ثمّ في وادي النيل. هم الهكسوس الذين أسّسوا سلالتين غريبتين، 15 و16. وظلّت سلالة مصريّة مقيمة في طيبة (1650-1570). الأسرة الثامنة عشرة 1570-1304 احمس الاول (نب بحتي رع) 1570-1546 امنحوتب الاول (جسر كارع) 1546-1525 تحوتمس الاول (عا خبر كارع) 1525-1495 تحوتمس الثاني (عا خبر ان رع) 1495-1490 حتشبسوت (ماعط كارع) 1490-1469 تحوتمس الثالث (من خبر رع) 1490-1436 امنحوتب الثاني (عا خبرو رع) 1436-1411 تحوتمس الرابع (من خبرو رع) 1412-1397 امنحوتب الثالث (نب ماعط رع) 1397-1360 امنحوتب الرابع – أخناتون (نفر خبرو رع) 1370-1349 سمنخ كارع (عنخ خبرو رع) 1351-1348 توت عنخ امون (نب خبرو رع) 1348-1337 آي (خبر خبرو رع) 1337-1334 حور محب (جسر خبرو رع) 1334-1304 مع السلالة 18، تمّ طرد الهكسوس على يد أموسيس (أحمس) الأول (1570-1546) الذي هو مؤسّس السلالة 18 (1570-1293) والمملكة الحديثة، التي امتدّت سحابة خمسة قرون، وتركت وراءها عددًا من الابنية والمصادر المكتوبة. وضع أموسيس وخلفه امينوفيس الأول (امنحوتب) (1551-1524) خلال خمسين سنة، أسُس دولة نرى قوّتها وغناها في المباني الضخمة في طيبة. هذه المدينة، مدينة أمون، إله مصر العظيم، صارت عاصمة المملكة. وحكمَ تحوتمس الأول (1524-1518) وتحوتمس الثاني (1518-1504) مملكة وُلدت من جديد، فانطلقا في سياسة توسّعية، ومدّا حدود المملكة حتى الفرات الذي اجتازه تحوتمس الأول في نهاية عهده ليسحق فجأة ملك ميتاني. بعد أزمة السلالة التي حرّكتها حتشبسوت (1498-1483) خالة تحوتمس الثالث (1504-1450) وزوجته، استعاد الملك سياسة أسلافه. فواجه حلفًا مؤلفًا من 330 ملكًا (أو أميرًا) كنعانيًّا وسوريًّا. شتّتهم في مجدو سنة 1483، واحتلّ المدينة بعد سبعة أشهر من الحصار. هذا الانتصار تبعه زيارة موفدين أشوريّين. وأمّن الهيمنة المصريّة على فلسطين. واتّسع استغلال المناجم في سرابيت الخادم. وفي هذا الوقت، استعمل الساميّون العاملون في هذه المناجم، وللمرة الأولى، حروفًا متفرّعة من الهيروغليفيّة المصريّة : هي السينائيّة الأولى. وبين سنة 1480 وسنة 1465، كان تحوتمس الثالث يأتي كلّ سنة إلى فينيقية أو سورية، كما لدى البدو في النقب، الذين ظهر اسمهم (شرشو أو شوشو) للمرة الأولى في وثائق تعود إلى حكمه. والحدث الرئيسيّ الذي يفسّر هذه الحملات هو بداية عداء مباشر مع ملك ميتاني. سنة 1473، استولى الفرعون على قطنة، وحاصر حلب ثم كركميش، وعبر الفراتَ في قوارب نقلتها مركبات تجرّها البقر، ورأى المسلّة التي نصبها جدّه تحوتمس الأول شرقيّ كركميش، ثمّ مضى يسلب بعض مدن ميتاني. لم تضع هذه المغامرة حدًّا للحرب. غير أنّ الحثيّين (في أناتولية) والكاسيين (في بابلونية) أرسلوا هدايا إلى مخيَّم تحوتمس الثالث في “نيع” ( هيناع العبريّة، 2مل 18 :34). وهكذا كان تعادل في ميزان القوى. غير أنّ الملوك السوريّين والفلسطينيّين لم يقبلوا بالهيمنة المصريّة، فقام امينوفيس الثاني (1433-1419) بعدّة حملات يعاقب بها آسية، ولاسيّمَا ضد شوشو المقيمين في النقب، وضد قبيلة أخرى (س م ع ت) قورب اسمها من اسم قبيلة قينيّة هي قبيلة الشمعيّين (1أخ 2 :55). وأجبر تحوتمس الرابع (1419-1386) على فرض الهدوء في فلسطين الوسطى، فحاصر جازر وأخذها. ووصلت المملكة إلى الذروة في عهد امينوفيس الثالث (1386-1349) الذي ما احتاج إلى التدخّل تدخلاً حربيًّا في آسية، بعد أن خضع الجميع لمصر بمن فيهم ملك أوغاريت. ولكن بدأت تظهر أولى العلامات لتدهور الوضع. ولم يكن باستطاعة امينوفيس الرابع (1350-1334 أو اخناتون) أن يوقف الخطر الآتي، وهو المنشغل بالإصلاح الدينيّ وبناء مدينة أتون الجديدة في موقع تل العمارنة. إنّ الأرشيف الذي وُجد هناك يدلّ بشكل ملموس ودراماتيكيّ على تدهور سريع للمملكة في سورية وفلسطين، حيث تخلّت مصر عن الملوك الأمناء لمصر. ملك مع اخناتون سمنخ كارع (1336-1334). ثمّ جاء توت عنخ أمون (1334-1325)، وقائد عسكري شيح هو آي (1324-1321). كادت الكارثة تقع لولا حورمحب القوي، الذي استولى على الحكم بقوّة السلاح، وأعاد النظام في البلاد بعد أن اشتهر بانتصاراته في آسية. الأسرة التاسعة عشرة 1304-1195 رعمسيس الأول (من بحتي رع) 1304-1303 سيتي الأول (من ماعط رع) 1303-1290 رعمسيس الثاني (اوسر ماعط رع) 1290-1223 منفتاح امري ان بتاح (با ان رع) 1223-1211 امون مس سي (من مي رع) 1211-1207 سيتي الثاني (اوسر خبرو رع) 1207-1202 تاوسرت (سيت رع، مرت امون) سي بتاح (اخ ان رع، مري ان بتاح) 1202-1195 بدأت السلالة 19 (1293-1185) مع رعمسيس الأول (1293-1291) الذي خلف آي. ثمّ جاء سيتي الأول (1291-1279). وُجد نصب انتصار سيتي في بيت شان، فأنشد استعادة حدود المملكة في سورية وفلسطين، حتى حماة (نشو، 253-254). وظلّت مناجم سرابيت الخادم تُستغلّ في سيناء. وشرع المصريّون منذ عهد سيتي الأول أو خلفه رعمسيس الثاني (1279-1212) يستغلّون مناجم تمناع، شمالي إيلات. كانت هذه المنطقة على خطّ حربيّ وتجاريّ يمرّ في النقب الأوسط. ونشاط مناجم تمناع الفرعونيّة منذ بداية السلالة 19، يُفسّر لماذا ذُكر “شوشو” مرارًا في وثائق تلك الحقبة. فالمسألة الكبرى التي طُرحت على سيتي الأول ورعمسيس الثاني، هي التزام بين مصر والمملكة الحثيّة على سورية. استعاد رعمسيس الثاني الحرب التي بدأها سيتي الأول ضدّ الحثيّين، فكانت معركة حامية عند قادش على العاصي سنة 1275. لم تُحسم المعركة، فكانت معاهدة سلام بين رعمسيس الثاني و حتوسيلي الثالث، كرّست الوضع القائم في سورية. وحقبة السلام الطويلة التي نتجت عن هذه المعاهدة، أتاحت للفرعون بأن يهتمّ بالابنية في الكرنك والأقصر، وبأن يشيّد عاصمته في الدلتا الشرقيّة : في رعمسيس. ورث مرنفتاح (1212-1202) وضعًا صعبًا على حدود المملكة حيث تراخى السهر خلال السنوات الأخيرة من حكم والده. فواجه بقوّة، منذ اعتلائه العرش، هذا الوضع، فأعلن بافتخار على مسلّة نصبها سنة 1207 أنّه “اجتاح ليبيا وهدّأ حطّي، وسلب كنعان كلّها : أخذ عسقلان. استولى على جازر. صارت ينوعام كلا شيء. وأعدم اسرائيل بحيث زال نسله. وصارت حورو أرملة بسبب مصر”. مع هذا النصب، دخلت قبائل اسرائيل المقيمة في وسط فلسطين، في التاريخ. والمعركة التي جعلتهم أمام المركبات المصريّة، قد صوِّرت على جدار في هيكل أمون في الكرنك. وأحد المشاهد الأربعة التي تروي انتصار مرنفتاح، يقدّم النسخة المصريّة للمعاهدة التي عُقدت بين رعمسيس الثاني وحتوسيلي الثالث (نُسب النصر في هذه اللوحة إلى رعمسيس الثاني، وهذا خطأ). ونجد سقوط عسقلان (ذُكرت في الكتابة)، ومعركة المركبات المصريّة ضد اسرائيل في السهل، سقوط جازر وينوعام. حصل القتال ضد اسرائيل في سهل كنعان الساحليّ. ولكن بما أنّ الوقائع كذّبت أقوال مرنفتاح، نتساءل : أما انتهت هذه المعركة بغرق مركبات مصر في الوحول. هذا ما يشير إليه خر 15 :21 : “الخيل وفرسانها رماهم في البحر”. في هذه الفرضيّة، يصبح بحر القصب في خر 15، مصبّ يرقون. وهناك وثيقة أخرى تعود إلى زمن مرنفتاح، بردية أنستاسي 6 :54-56، وهي تتحدّث عن شوشو أدوم : “أنهينا من تمرير قبائل شوشو في حصن مرنفتاح حوتب هرماعط، الذي هو في جكو. حتى مستنقعات فيراتوم، لكي نبقي على حياتهم وحياة قطعانهم”. هذا النصّ من رسالة تعود إلى النصف الثاني من حزيران سنة 1204 ق.م.، لا تعطي اسم القبائل التي تتحدّث عنها. ولكننا نستطيع أن نفترض أن قبيلة “ي هـ و” كانت بينها، لأنّها هي التي أقامت في مصر حسب خر 3 :18؛ 5 :3 : “أطلقنا لنذهب مسيرة ثلاثة أيام في البريّة ونذبح ليهوه إلهنا”. إنّ الأسماء التي من أصل مصري في عشائر لاوي، مثل موسى، أشير، حفني، فشحور. فنحاس، فوتئيل، هرون، قد ثبَّتت هذا القول، لأنّ هذه العشائر (أو قلّة تقاليدهم) تعود إلى النقب حيث أقام شوشو الأدومي. ولكن يبقى أن نص بردية أنستاسي 6، تشير إلى تحرّكات انتجاع ولا علاقة لها بأحداث دراماتيكيّة حصلت في زمان رعمسيس الثالث، الملك الثاني في السلالة العشرين. فإن السلالة 19 قد انتهت سريعًا بعد موت مرنفتاح وحكم قصير لكلّ من “أمون محاسي” (1202-1199)، وسيتي الثاني (1199-1193) وسي بتاح (1193-1187) والملكة تاوسرت (1193-1185). الأسرة العشرون 1195-1080 سي نخت (اوسر خعو رع) 1195-1192 رعمسيس الثالث (اوسر ماعط رع، مري امون) 1192-1160 رعمسيس الرابع (حق ماعط رع) 1160-1154 رعمسيس الخامس (اوسر ماعط، رع سخيران رع) 1154-1150 رعمسيس السادس (نب ماعط رع) 1150-1145 رعمسيس السابع (اوسر ماعط رغ، اخ امون) 1145-1144 رعمسيس الثامن (اوسر ماعط رع، مري امون) 1144-1137 رعمسيس التاسع (نفركا رع) 1137-1118 رعمسيس العاشر (خبر ماعط رع) 1118-1110 رعمسيس الحادي عشر (من ماعط رع، ستب ان بتاح) 1110-1080 بعد فترة متوسطة امتدّت بضعة أشهر، أسّس سيت نخت السلالة 20 (1184-1070) التي كان رعمسيس الثالث (1182-1151) وحده الملك العظيم فيها. تغلّب على القبائل الليبيّة سنة 1178، وخلّص مصر من اجتياح شعوب البحر المدمّر. وجعل قسمًا منهم ( الفلسطيون) يقيمون في الساحل الجنوبيّ لكنعان. وبعد انتصارات جديدة على الليبيّين سنة 1172، تدخّل بجيشه في سيناء وفي كنعان. وبسبب الأهميّة الستراتيجيّة لطريق سيناء التي تقود إلى مناجم النحاس في تمناع، والتي ظلّت ناشطة حتى رعمسيس الخامس (1145-1141)، قام رعمسيس بضربة قاسية ضدّ شوشو المقيمين في جبل سعير الذين هدّدوا شغل المعادن في تمناع. وبردية هاريس 176 :9-11 التي دوّنت في زمن رعمسيس الرابع (1151-1140)، نسبت إلى رعمسيس الثالث خبر الحملة هذه على الأدوميّين في سعير : “دمّرتُ أهل سعير وسط قبائل شوشو، وسلبت خيامهم والرجال مع الأموال، وأخذت قطعانًا لا عدّ لها. قيّدتهم وأخذتهم سلبًا وجزية لمصر فاعطيتهم للتاسوعة ( الآلهة التسعة في هليوبوليس) عبيدًا في الهياكل”. بعض هؤلاء الشوشو جُعلوا في الجيش المصريّ. والبعض الآخر عمل في تشييد هيكل سيت في رعمسيس. والآخرون أقاموا غربيّ النيل في “فن شوشو” حيث كانوا، في أيام رعمسيس الخامس، في خدمة هيكل حاتور، أو في منطقة طيبة حيث سنجد بعضًا منهم في أيام رعمسيس التاسع (1126-1108) في خدمة هيكل أمون. بين هؤلاء الشوشو نبحث عن نواة أناس تركوا مصر بقيادة موسى، في نهاية حقبة الرعامسة (رج الخروج). شدّد رعمسيس الثالث قبضة مصر على مناطق في كنعان. وهذا ما تدلّ عليه آنية جازر و لاكيش، وعاج مجدو، وتمثال بيت شان، واوستراكة (تعود إلى سنة 1160) تل سرعة التي تبعد 20 كلم إلى الشمال الشرقيّ من بئر سبع. كلّ هذه الوثائق تحمل اسم الفرعون. إن الانتصارات التي حازها رعمسيس الثالث في كنعان وربّما في سورية، قد تخلّدت في نصوص ملحميّة طويلة، وفي جدرانيّات “مدينة خبو”. ولكن انحطاط المملكة بدأ يظهر. ورعمسيس الخامس (1145-1141) هو آخر ملك يُذكر اسمه في تمناع. وخلفُه رعمسيس السادس هو آخر ملك يظهر في مجدّو وفي سرابيت الخادم. وبعد حكم مع ابنيه رعمسيس السابع ورعمسيس الثامن (1134-1126) جاء حكم رعمسيس التاسع (1126-1108) الذي ظهر اسمه في جازر مع عبدة اسمها تاشوشو. هي آخر شوشو يُذكر في حقبة الرعامسة. في النصف الثاني من القرن 12، نرى شوشو الذين أجلوا سعير إلى مصر (على ما يبدو)، يعود نسلهم من أرض النيل إلى أرض الأجداد في سيناء والنقب حيث لم يعد من وجود للفراعنة. وانتهى نزاع السلالة 20 مع رعمسيس العاشر (1108-1098)، ومع رعمسيس الحادي عشر (1098-1070) الذي تفتّتت مملكته. الأسرة الحادية والعشرون 1085-950 سمندس (نسو بانب جدت) في تانيس حريحور في طيبة 1085-1054 بسوسينيس (باسبا ضع ان نيوت) في تانيس بينزم في طبيبة 1054-1009 امنحأوبت (في تانيس) 1009-1000 سي امون (في تانيس) 1000-984 بسوسينيس الثاني (في تانيس) 984-950 نحن هنا في الحقبة الثالثة المتوسطة. فقبل أن ينتهي رسميًّا حكم رعمسيس الحادي عشر، أسّس سمندس في ممفيس، وحريحور عظيم الكهنة، في طيبة، بيتين ملكيين، تقاسما مصر من سنة 1070 إلى سنة 945. أقام نسل سمندس في تانيس (صوعن) واحتفظوا بالشارات الملكيّة خلال هذه الحقبة كلّها. ولكن بوسينيس الثاني وآخر ملك في تانيس في السلالة 21، كان في الواقع كاهن طيبة. زاحه شيشنق الأول، القائد الليبيّ الذي أسّس السلالة 22، وشرّع استيلاءه على الحكم إذ زوّج ابنه اوسوركون بابنة بسوسينيس الثاني. دام ازدهار سلالة شيشانق قرنًا من الزمن. ثمّ بدأت فترة من الفوضى قسمت مصر مملكتين. ولكن وُلدت في السودان (في أرض كوش) قوّة ثالثة. الأسرة الثانية والعشرون 950-730 شاشنق الأول 950-929 اوسوركون الأول 929-893 تكلوت الأول 893-870 اوسوركون الثاني 870-847 شيشانق الثاني 847 شيشانق الثالث 823-772 بامو 772-767 شيشانق الرابع 767-730 الأسرة الثالثة والعشرون 817 (؟)-730 (تل بسطة) شيشانق الخامس 763 (؟)-757 (؟) اوسوركون الثالث 757 (؟)-748 (؟) تلكوت الثالث امون روو 748 (؟)-730 اوسوركون الرابع الأسرة الرابعة والعشرون 730-765 (صا الحجر) تف نخت 730-720 بكوريس (باك ان رنف) 720-715 الأسرة الخامسة والعشرون 751-516 الاسرة الكوشيّة بعنخي 751-716 شاباكا 716-701 شبتاكا 701-689 طهرقا 689-663 تانوت امون 663-656 إنّ سلالة ناباتا الأولى التي صارت السلالة المصريّة 25، قد بدأت مع بعنخي (746-716) مسيرة سياسيّة وحضاريّة، منطلقة من البلاط الفرعوني. إلاّ أنّ بقاء الأمارات الليبيّة حاضرة في الدلتا، والاستقلال النسبيّ لأمراء حانيس، ومجيء السلالة الرابعة والعشرين في سوء (سائيس)، كل هذا جمّد عمل الملوك الكوشيّين (أو الأحباش) وساعد الأشوريّين على تدمير دولتهم. جاء شاباكا بعد بخنعي، وخلفه شبتاكا (702-690) الذي انطلق سنة 701 لمساعدة أورشليم التي يحاصرها سنحاريب. إنّ حكم طهرقا وخلفه تانوت أمون (664-657) انشغلا بالحرب ضدّ الأشوريّين الذي اجتاحوا مصر بمساعدة جيوش الملوك تابعيها، ولاسيّمَا ملك يهوذا. سقطت ممفيس وطيبة. ولكن سلالة سائيس قامت على بساميتيك الأول (664-610) الذي دعا مرتزقة من إيونية وكارية، كما دعا لمساعدته جيجيس ملك ليدية. وهكذا طُردت الحاميات الأشوريّة من مصر، وعُزلت سلالة طيبة، وتصفّت آخر آثار الفوضى الليبيّة. الأسرة السادسة والعشرون 656-525 بساميتيك الأول 663-609 نكو 609-594 بساميتيك الثاني 594-588 ابريس (و ا ح ب ر ع) 588-568 احمس الثاني (اماسيس) 568-526 بساميتيك الثالث 526-525 حين أعاد بساميتيك الأول توحيد مصر، رفض أن يكون تابعًا لأشور بانيبال. ولكن الحاميات الأشوريّة (مع جيوش اسكوتيّين) ظلّت على حدود مصر دون أن تقلق ملك سائيس. فاستطاع أن يعيد للملكيّة الفرعونيّة بعض عظمتها، وللبلاد الأمان، وللحضارة المصريّة لمعانًا جديدًا. وصعد المادايون والكلدانيّون في بابلونية، فاجتاحوا أشورية. قلق الملكُ الشيخ، فأرسل سنة 610 ق.م. جيشًا مصريًّا وصل إلى كركميش وحاران، ليساند أشورية. وتابع ابنه نكو الثاني (610-595) السياسة عينها. ولكن هذا لم يمنع من دمار المملكة الأشوريّة التي قُسمت بين المادايين بقيادة أواكشترا والكلدانيّين (أو البابلونيّين) بقيادة نبوفلاسر ونبوخذ نصر الثاني. ورغم هزيمة كركميش سنة 605، حافظ نكو الثاني على بعض النفوذ في سورية وفينيقية. طلب الملوك الفينيقيّون عونه ضدّ التهديد البابلوني. ولكن نكو الثاني لم يستطع أن يمنع البابلونيّين من احتلال فينيقية وفلسطية بقيادة نبوخذ نصر الثاني (2مل 24 :7)، كما لم يمنع سقوط أورشليم سنة 597 ق.م. (2مل 24 :10-17؛ 2أخ 36 :6). ساند خلفُه بساميتيك الثاني (595-589) الحزب الموالي لمصر في أورشليم، وهذا ما دفع صدقيا إلى التمرّد على نبوخذ نصر الثاني (2مل 24 :20ب؛ 2أخ 36 :13). ولكن مات الفرعون قبل أن تحاصر الجيوش البابلونيّة أورشليم (2مل 25 :1؛ إر 39 :1). فما استطاع ابنه وخلفه واحب رع (خفرع في العبريّة، ابرياس في اليونانيّة) (589-568) أن يخلّص عاصمة يهوذا مع أنّه قام بهجوم ليحوّل أنظار العدو (إر 37 :5)، بناءً على طلب قائد الجيش اليهوذاويّ كونيا بن ألناتان الذي ذهب إلى مصر (اوستراكة لاكيش 3 :14-16). سقطت أورشليم سنة 587 ق.م. ولكن صور قاومت جيوش نبوخذ نصر الثاني 13 سنة، بعد أن جاءتها الإمدادات بالبحر. عندئذ حاول عدد من اليهوذاويّين اللجوء إلى مصر (إر 42-44)، فأقاموا في الدلتا الشرقيّة ولاسيّمَا في المجدل وتحفنحيس وممفيس، كما أقاموا في مصر العليا (فتروس)، في أسوان وجزيرة الفيلة. في جزيرة الفيلة أقامت مستوطنة يهوديّة تعود إلى زمن أماسيس (أو : أحمس) إن لم يكن خفرع، وحاولت أن تدافع عن مدخل النيل تجاه سلالة نفاتا الكوشيّة الثانية التي كانت تستعدّ للاستيلاء على مصر، رغم حملة 594 التي وصلت بجيش بساميتيك الثاني إلى قلب النوبة. حصل انقلاب على خفرع وقُتل سنة 538 (رج إر 44 :39)، واستولى أماسيس (568-526) على العرش. استفاد نبوخذ نصر من هذه الثورة الدمويّة، فهاجم مصر (رج إر 43 :8-13؛ 46 :13-26؛ حز 30). ولكن أماسيس تغلّب على المحنة فما تحقّقت أقوال النبيّين إرميا وحزقيال. وكان ابنه بساميتيك الثالث (526-525) أمام خصم آخر هو قمبيز، أخذ منه ملكَه وأعدمه الحياة بعد نصف سنة من الحكم. الأسرة السابعة والعشرون 525-404 قمبيز 525-522 دارا الاول (داريوس) 522-485 خشيارت (كركسس أو احشوويروش) 485-464 ارتحشات (ارتكسرسيس أو ارتحششتا) 464-424 دارا الثاني 424-404 الأسرة الثامنة والعشرون 404-358 امون خر (اميرتايوس) 404-398 الأسرة التاسعة والعشرون 398-378 نفرتيس الأول (نايف عوف رود) 398-392 هكر (اكوريس) 392-389 بي ساموت (بساموتيس) 380-379 نفريتس الثاني (نايف عاو رود) 379-378 الأسرة الثلاثون 378-341 نختنبو الأول (نخت نيف) 359-341 الغزو الفارسي الثاني 341-332 أرتحششتا الثالث “اوخوس” 341-338 ارسيس 338-335 دارا الثالث في مصر 335-332
ممفيس:
كذا في اليونانية. في العبرية : نوف أو موف. في الاكادية : ممفي (يه 1 :10). عاصمة مصر السفلى. تقع على الضفة الشمالية لنهر النيل وتبعد بضعة كلم عن القاهرة. هذه المدينة القديمة التي تعني في المصرية : “الجمال الدائم” (م ن. ن ف ر)، أسّسها مينيس باسم “الجدار الأبيض”، وأخذ التسمية من هرم بيبي الأول (سلالة 6) الموجود قرب سقارة. في الارامية والفينيقية هي “م ن ف” دون دغم النون كما في هو 9 :6 (م ف) وفي رسالة أرامية وُجدت في هرموبوليس (رسالة 2 :3). وكان لممفيس اسم آخر : “مدينة فتاح” إله المدينة. كان الاسم يُلفظ “نوفتاح”. رج في العبرية “ن ف ت ح” في تك 10 :13 (نفتوح) وفي 1أخ 1 :11 مع اسم النسبة : نفتوحيون. أما اللفظة الموجزة فهي “ن و ف” التي نجدها في إش 19 :13؛ إر 2 :16؛ 44 :1؛ 46 :14، 19؛ حز 30 :13. نجد اسم النسبة “ممفيس” في كتابة فينيقية في أبيدوس، على مثال نفتوحي. كان الاله الرئيسي في ممفيس فتاح، الذي عُبد منذ السلالة المصريّة الأولى. كان شفيع الصنَّاع وقد تماهى مع كوشر لدى السوريين والكنعانيين، ومع هيفايستوس لدى اليونان. هو خالق الكون بالعقل (القلب) والكلمة (اللسان). عُبد في المستوطنة الفينيقية في ممفيس. وما يدلّ على ذلك أسماء العلم : خادم فتاح. ابن فتاح. ووُجد فينيقيون بعيدًا عن ممفيس، مثل ذاك الذي وصل إلى ابيدوس وأعلن انه ممفيسي. لا نعرف متى بدأت هذه المستوطنة، ولكنها كانت موجودة في القرن 8 ق.م. في الحقبة الفارسيّة، عبد فتاحَ الاراميون الذين أقاموا في ممفيس أو مرّوا فيها. وما يدلّ على ذلك رسائلهم التي وُجدت في هرموبوليس. كانت ممفيس عاصمة مصر خلال المملكة القديمة. ولعبت دورًا هامًا في المملكة الوسيطة مع أن العاصمة الملكيّة قد انتقلت إلى الجنوب، إلى جوار لشت. في المملكة الحديثة صارت ممفيس مدينة فيها الجيش والعتاد، وأقام فيها وليُّ العهد. في القرن 13 انتقلت العاصمة إلى الشمال الشرقي حين أسّس رعمسيس الثاني في رعمسيس. ولكن كهنة ممفيس حافظوا على تأثيرهم الكبير، والمدينة ظلت مزدهرة وهي الواقعة على رأس الدلتا. أشار إليها هو 9 :6 كي يتلاعب على الكلام، فذكر الأهرام ومدينة الموتى الشهيرة. إلى هذا تشير لفظة “ك س ل ح ي م” (كسلوج) في تك 10 :14؛ 1أخ 1 :12 (كسلوح). وأظهر إش 19 :13 حذره من هؤلاء الملوك الصغار في مصر مفتّتة بعد أن أضعفتها الفوضى الليبيّة. وجعل إر 2 :16 العاصمة القديمة على قدم المساواة مع تحفنحيس (دفنه)، فلمّح إلى التدخّل المصريّ سنة 609-605. وذُكرت المدينة في إر 44 :1 بسبب اليهوذاويين الذين لجأوا إليها سنة 587. وفي إر 46 :14-19؛ حز 30 :13 بسبب تهديد نبوخذنصر الثاني لمصر سنة 568 ق.م.
نيل:
في المصرية “اترو” في العبرية “يأور”. في اليونانية : نايلوس (من هنا النيل). تترجم السبعينية اليونانيّة والشعبية اللاتينية اللفظة بكلمة بوتاموس أو فلوفيوس أي النهر. من أطول أنهر الارض (طوله 6500 كلم). نبع النيل هو نيافارونفو وهو رافد من كاغيرا الذي يصب في بحيرة فكتوريا، نيانزا. قبل ان يصل إلى مصر يحمل اسماء عديدة : بحر الغزال، بحر الصراف، النيل الأزرق، اقبارا، سباط. عرض النهر يتراوح بين 460 و 900 م. اما واديه فيتراوح بين 5 و 25 كلم. يصل إلى اقصى انخفاضه في أسوان في منتصف أيار، وفي القاهرة في منتصف حزيران. تبدأ المياه خضراء ومليئة ببقايا النبات (النيل الاخضر). بعد شهر من هذا الوقت يأتي الفيضان الكبير الذي يحمل التراب الاحمر من ارض الحبشة. ويصل إلى أعلى مستواه في بداية شهر أيلول في أسوان، وفي بداية شهر تشرين اول في القاهرة. كل هذا كان قبل بناء السد العالي. النيل مهم كوسيلة اتصال وكحامل طعام شعبي (السمك : إش 19 :8؛ حز 29 :4). تتحدث التوراة عن النيل خاصة في سفر الخروج وفي الاسفار النبوية لتدل على مصر. من جزيرة الفيلة (الفنتين) إلى القاهرة، يمرّ النيل في إدفو، طيبة العمارنة، ممفيس وغيرها من مدن مصر العليا. نشير إلى أن النيل لم يؤلّه في المعنى الحصريّ للكلمة. ولكن روح النيل الذي سمّي في المصرية “ح ا ف ي” كان إلهًا ذكرًا وانثى، يجسّد خصب أرض مصر. لهذا يبدو بشكل امرأة سمينة.
نينوى:
في الاشورية : ننوا أو نينا. مدينة في بلاد الرافدين على ضفة دجلة الشرقية قرب مصب حوصر. هي اليوم حقل من الخرائب تجاه الموصل. هناك تل قيونجيك، نبي يونس. إن اقدم تاريخ للمدينة يضيع في غياهب التاريخ. حسب تك 10 :11 بنى نمرودُ نينوى. يذكر حمورابي نينوى بين المدن الكبرى في مملكته. حوالي سنة 1500، كانت تخص ميتاني. حوالي 1350، كانت للاشوريين. وازدادت أهمية نينوى من الوجهة السياسية بعد القرن 8 ق.م. حين جعلها سنحاريب عاصمة أشورية، ورفعها إلى مقام مركز الملك (2مل 19 :36؛ إش 37 :37) ووسّع مساحتها (يون 3 :2؛ 4 :11). كانت مساحتها في ذلك الوقت، على ما يبدو 664 هكتارا. انبأ ناحوم (ف 1-3) وصفنيا (2 :13-15) بسقوطها. وسقطت تحت ضربات المادايين والبابليين سنة 612. تروي التوراة أن يونان كرز في نينوى (يون 3 :1-4-11؛ رج مت 12 :41 وز )، وأن طوبيت سكن فيها (طو 1 :11). هناك يكرم الناس مدفن يونان في النبي يونس. بدأت الحفريات سنة 1846 وامتدت حتى القرن العشرين. نشير هنا إلى وجود رأس ملك من البرونز في هيكل عشتار يعود إلى الألف الثالث (حشو 432). و”شرعة حمورابي” أوردت اسم نينوى بين سائر مراكز مملكته (عمود 4أ :60) أما آثار أقدم قصر ملكي، فقد اكتشفت على موقع يعود إلى أشور بانبيال (883-859) (حشو 624). وكان هذا القصر بين هيكل عشتار وهيكل نبو. إن سنحاريب (704-681) هو الذي نقل عاصمته إلى نينوى وبنى قصرًا فخمًا في القسم الجنوبيّ من قيونجيك. وُجدت هناك جدرانيات تتحدّث عن سقوط لاكيش (حشو 371-374). في هذا القصر وضع اشور بانيبال مكتبته (25000 لويحة). أما قصر اسرحدون فكان في النبي يونس حيث نجد آثار زقورة وهيكل كبير.
No Result
View All Result
Discussion about this post