خريطة مجسمة لفلسطين
خرائط الكتاب المقدس
تتكون أرض فلسطين من سلسلة متصلة من الجبال و المرتفعات , يتخللها سهل مجدو . يحدها من الغرب السهل الساحلي , و من الشرق وادي اﻷردن المنخفض , و في شرق اﻷردن , سهل مرتفع , تتخلله أربعة أنهار . و في الجنوب صحراء النقب بينما يحدها من الشمال , جبل حرمون و جبل لبنان . و في وادي اﻷردن , جزء من وادي صخري عميق يمتد إلى مسافات شاسعة نحو أفريقيا , كما يوجد البحر الميت , الذي ينخفض عن سطح البحر و ليس لمياهه أي منفذ.
أردن:
يُسمّى الاردن في العهد القديم : يَردن، دومًا مع أداة التعريف : ها يردن، ما عدا في أي 40 :23؛ مز 42 :7. يتكوّن الاردن (في لبنان) في جنوبي حرمون من نهر بانياس (نبعه في حرمون) ونهر اللدان (نبعه قرب تل القاضي). وينضم إليهما نهر الحاصباني (نبعه في حرمون). يعبر الاردن سهلاً خصبًا فيكوّن بحيرة الحولة أو بحيرة ميروم. ويترك بحيرة ميروم ويجري انطلاقًا من جسر بنات يعقوب نحو الجنوب عبر مجرى صخرّي، فيصب في بحيرة جنّاسرت. ويخرج من الزاوية الجنوبية الغربية لبحيرة جنّاسرت ويصل عبر تعرّجات طويلة إلى البحر الميت. في طريقه يصب فيه روافد أهمها يرموك، يبوق. هناك 110 كلم بين بحيرة جنسارت والبحر الميت، ينزل فيها النهر من 208 م تحت سطح البحر إلى 390 مترًا. هذا القسم من نهر الاردن، يسمّى الغور (غور العرب)، وفيه سلسلة من الواحات الخصبة التي كان يسكنها في الماضي الأُسود (إر 49 :19؛ 50 :44؛ رج 12 :5). يسمي العهد القديم هذه المنطقة أعالي “كبرياء، زهو” (زك 11 :3). ونحسّ بالبحر الميت من بعيد فيتحوّل المنظر إلى صحراء مقفرة. فبين بحيرة جنّاسرت والبحر الميت نستطيع أن نعبر الاردن عند مجازات خاصة قرب بيت شان وأريحا (يش 2 :27؛ قض 3 :28؛ أم 19 :19، 32)، الدامية (أدمة : قض 12 :5)، بيت بارة (قض 7 :24) بيت عنيا (يو 1 :28). وإن الاردن يشكّل حدودًا بين كنعان وشرقي الاردن. وخلال التاريخ البيبلي نراه يفصل بين سكان الضفتين ولا يوحّد. شكّل الأردن حدود الأرض المقدّسة، فصار بدوره مقدّسًا. فهناك موضوع بيبليّ (موضوع الأردن) يمتزج بنصوص الشريعة والاخبار التاريخيّة، ويتلوّن بلونها بانتظار أن يفرض نفسه عليها. ففي البنتاتوكس وبعض نصوص يشوع، يظهر دور الأردن بشكل واضح كالحدّ الفاصل بين أرض الموعد وغيرها (عد 34 :11-12؛ رج يش 23 :4؛ حز 47 :18). وهو بالتالي يشكّل حدود القبائل التي أقامت في كنعان : ابنا يوسف (يش 16 :7)، بنيامين (يش 18 :12، 19، 20)، يساكر (يش 19 :22). وشمالي بحر طبرية نجد نفتالي (يش 19 :35). في أخبار سفر التكوين، اعتُبر سهل الأردن خصبًا، فشكّل للوط تجربة سقط فيها. أما ابراهيم فلم يسقط (تك 13 :10-13). وكانت لابراهيم مغامرة حربيّة شرقيّ الأردن عاد بعدها إلى غربيّ الأردن (تك 14 :14-15). أمّا موقع المذابح والأشجار المقدّسة فهي كلّها في كنعان، في غربيّ الأردن. ويعقوب الذي كان في الشرق لم يبنِ هناك أي مذبح (تك 32 :3، 31)، وذلك بعد صراعه مع الربّ. فإقامته الطويلة والمفيدة في عبر الأردن، لم تكن بالنسبة إليه سوى منفى سوف يتركه سريعًا (تك 32 :11). والطقوس الجنائزيّة التي تتمّ في شرق الأردنّ تنتهي بالدفن في حبرون (تك 50 :10-13). كلّ هذا يعكس فكرة ثابتة عن أرض الموعد وحدودها. ففي أخبار الاحتلال مع يشوع، يحاول النصّ مرارًا أن يبيّن أنّ إقامة قبيلتين ونصف قبيلة في شرق الأردنّ أمرٌ شرعيّ. فقد تمّ بأمر موسى ومساعدة كل بني اسرائيل (عد 32 :5-32؛ تث 3 :8-9؛ يش 13 :8-32). هكذا تمّ وهكذا تنظّم كما يقول تث 4 :41-49؛ يش 20 :8؛ 21 :27، 36-39. فالمحاربون تبعوا يشوع متضامنين تضامنًا كلّيًّا، وتابوت العهد في المقدّمة نحو الضفّة الغربيّة، فردّوا لإخوتهم الخدمة التي نالوها منهم (يش 1 :12-18). ولكن بما أنه ليس للضفة الشرقيّة ذات الطابع القدسيّ، فقد بنت القبائلُ هناك مذبحًا (يش 22 :4-34). إذن، الحدود القدسيّة لا تفرض نفسها على سكن بني اسرائيل وحياتهم اليوميّة. لهذا، يُسمح لهم أن يعيشوا خارج الأرض المقدّسة. أن نكون هنا أمام نظرة مثاليّة، فواضح من عدد كثير من النصوص في قض وفي 1-2صم. فكل ما نستطيع قوله هو أن التضامن بين بني اسرائيل يتّضح حين يذهب أبناء ضفّة لمساعدة أبناء ضفّة أخرى كما حدث في جلعاد. ولكن بجانب المغامرات القبليّة، هناك مغامرات أخرى يقف فيها الأنبياء بشكل له دلالته، بالنسبة إلى الأردنّ. فموسى ما استطاع أن يعبر النهر رغم توسّلاته الدامعة (تث 3 :25-27؛ 4 :21-22؛ 31 :2). وذلك في نهاية حياته. وهكذا بدا سفر التثنية وكأنه وصيّته الأخيرة، وقد قال ما قال عند الضفّة الشرقيّة (تث 1 :1-5؛ 11 :30-31). حُذِّر بنو اسرائيل من تجارب يتعرّضون لها (تث 9 :1). وحين يبنون المعابد يدلّون على أنهم صاروا شعبًا ناضجًا (تث 12 :10؛ 27 :2، 4، 12). عندئذٍ تكون الخيارات حاسمة (تث 30 :8-19). لهذا، لا بدّ من تعليم الأجيال الآتية، لأن حياتهم ستكون على المحكّ (تث 31 :3؛ 32 :47). يبدو أنّ هذه النصوص دوّنت بعد المنفى، في أرض بابل. ساعة زالت قبائل وراحت أخرى نحو الزوال. ولكن يبقى أن شريعة موسى تأخذ في ذاتها الماضي البعيد والمستقبل القريب، فتقدّم الأرض المقدّسة كوعد ومحنة، وتنظّم حياة الشعب في كل زمان ومكان. أتمّ يشوع المواعيد أولاً حين عبّر بني اسرائيل الأردن (يش 1 :2؛ 2 :7-10؛ 3 :1-17؛ 24 :11). وقد روت كرونيكة من القرون الوسطى كيف أن الجبل انهارَ، وقُطع النهر ساعات عديدة سنة 1267. ولكن مهما يكن من أمر (وقد يكون الكاتب الملهم أبرز الأمور وعظّمها فجعل الشعب يمرّ في الربيع وفيضان النهر، لا في الخريف وجفافه)، فالخبر البيبليّ لعبور الأردن قد جاء في أسلوب خاص واستلهم تطوافات تابوت العهد في حياة الشعب. وهو قريب جدًّا من خبر عبور البحر الأحمر الذي يتقابل معه : فالدخول إلى أرض الموعد يقابل الخروج من أرض العبوديّة. وإيليا وُلد في عبر الأردن، في شرقيّ الأردن، في جلعاد، واستعدّ هناك لرسالته النبويّة (1مل 17 :1-7). وبعد أن طهّر الأرض المقدسة من عبادة بعل بأقواله وأعماله، عبر النهر من جديد ليأخذه الله إليه بعد أن أخذته عاصفة رمليّة (2مل 2 :6-13). ومعجزة المياه التي انفتحت لتترك إيليا يمرّ، سوف تنفتح أيضاً من أجل تلميذه أليشع. هذا ما يدلّ على أنّ للخبر معنًى روحيًّا : فإيليا يشبه موسى في أمور عديدة (1مل 19). فالنبوءة، شأنها شأن الشريعة، تأتي من الخارج ولا تزال تحمل الخلاص للشعب العائش في المنفى. غير أنّ خبر نعمان الأرامي يدلّ على أن لمياه الأردن طابعًا مقدّسًا يتيح لها أن تطهّر الغريب من برصه. وهكذا عاد ذاك الذي هو “عدوّ” إلى بيته بعد أن حمّل على بغليه ترابًا من الأرض المقدّسة (2مل 5 :1-17). وفي الأسفار الحكميّة، نجد تلميحات نادرة إلى الأردن، وهذا ما يدلّ على أنّ هذا النهر لا يحتلّ في ذاكرة اسرائيل الناشطة، المكانة التي يحتلّها البحر (مز 141 :3-5؛ سي 24 :26). ونقول الشيء عينه عن الكتابات المنحولة، حيث لا يُذكر النهر إلاّ بصورة عابرة وبمناسبة توسّع في التوراة. وحدها “سيرة آدم وحواء” تقدّم إشارة أصيلة : تاب آدم وحواء عن خطيئتهما فغطسا في المياه أيامًا طويلة، هي في دجلة وهو في الأردن. هنا نتذكّر عماد المهتدين إلى اليهوديّة، واغتسالات الأسيانيّين اليوميّة، والتوضؤ الطقسيّ الذي ما زال يُعمل به في العالم اليهوديّ. غير أنّ ذكر الأردن هنا قد يكون مدسوسًا بيد مسيحيّة. في العهد الجديد، يمكن أن نعتبر كرازة المعمدان على شاطئ الأردن كتنشئة توضح دوره كإيليّا الجديد (مت 3 :5؛ لو 3 :3؛ رج يو 1 :28؛ 3 :26). وحين يقول مت ومر إنّ يوحنا يعمّد التائبين في النهر (مت 3 :6؛ مر 1 :5)، نفهم أنّ الخاطئ يبدو كمنفيّ، ولو أقام في أرض إسرائيل. فعليه أن يتطهّر من خطيئته عابرًا النهر من جهة إلى أخرى : فالحدود الماديّة ترمز إلى الحدود الروحيّة. وحين يتبع يسوع بدوره الطريق عينها، يصبح المشهد معبّرًا سواء ارتبط بالحدث أو بمبادرة الإنجيليّين (مت 3 :13؛ مر 1 :9؛ لو 4 :1). لهذا قام أوريجانس وتبعه آباء كثيرون وأسرة من المخطوطات اليونانيّة، فجعلوا محل “بيت عنيا” (يو 1 :28)، “بيت عبارة” الذي قد يكون مجازًا ارتبط بمرور يشوع. وفي شكل مماثل، جعل متى ومرقس يسوع يصل إلى عبر الأردن قبل أن يبدأ مسيرته الملوكيّة نحو أورشليم لينال فيها معموديّة أخرى مؤلمة (مز 10 :38-39؛ رج مت 19 :1؛ لو 12 :50). وفي التقليد المسيحيّ، احتلّ الأردنّ مكانة هامة في العبادات التي تمارس في الأرض المقدّسة. يكفي أن نذكر الأديرة والمناسك بجانب النهر، حيث الرهبان يتذكّرون موسى وإيليا. كما نشير إلى اغتسال المسيحيّين الشرقيّين الذي كانت روسيا ترسلهم جماعات. وفي أيامنا، يتابع العرب والقبارصة واليونان التقليد عينه بقدر ما تسمح لهم السلطات العسكريّة. وفي الفنّ المسيحيّ ولا سيّما في الإيقونوغرافيا، يصوّر النهر بشكل بشريّ على مثال الأنهر التي ألّهها الوثنيّون.
أرنون:
ساقية تصبّ في بحر الميت. ويسمى اليوم مجراها الأسفل : سيل المجيب. ينبع في هضبة الصحراء السورية العربية ويتجه نحو الغرب. شكّل في العهد القديم الحدود بين بلاد موآب في الجنوب والأرض التي أقام فيها بنو إسرائيل في شرقيّ الاردن في الشمال (يش 12 :1ي؛ 13 :9؛ قض 11 :1ي). إن كتابة ميشع تذكر أرنون فتقول إن ميشع، ملك موآب، اجتاز أرنون واحتلّ ديبون ومواقع أخرى في ممالك الشمال. غير أن ياهو، ملك اسرائيل، أعاد الأمور إلى ما كانت عليه (2مل 10 :33). ولكن في أيام إشعيا وإرميا، كان أرنون يخصّ الموآبيّين (إش 16 :2؛ إر 48 :20). حسب عد 21 :13، يأتي أرنون من بريّة الأموريّين التي تقع في الشمال. هو وادي والة أو سيل هيدان الذي هو الرافد الشمالي لوادي مجيب الذي يصب مع زارد في شرقيّ البحر الميت.
أورشليم:
أوّلاً : الاسم. تسمّى اليوم : القدس (أو المقدسة : إش 52 :1). أقدم ذكر لها نجده في النصوص المصرية. في لعنات السلالة 12 : “ا و ش ا م م” وهي نقل للكنعاني “أوروشليم” كما نجده في القرن 14 في رسائل تل العمارنة. كتب النص الماسوري يروشلم وطلب أن تلفظ : يروشلاييم. هذا اللفظ هو أمر جديد وغير معروف في العهد الجديد. على مَوشور سنحاريب (القرن 7) الاسم هو أروساليمو (كلام عن حصار المدينة 701). وفي الأسفار القانونية الأولى (السبعينية) والرؤيا نجد يروسليم، وفي الأسفار القانونية الثانية وسائر أسفار العهد نجد ياروسوليما. المعنى : مدينة (أورو أو يرو : أساس) ساليم (اسم إله نقرأه في أوغاريت). إذن، أورشليم هي مدينة السلام أو تأسيس شليم. وسُميت أيضًا يبوس، مدينة داود، صهيون، المدينة (إر 32 :24؛ حز 7 :23)، يهوه هنا (حز 48 :35). ونشير إلى أنه بعد هجمة الرومان على ابن الكوكب سمّى هدريانس الروماني (135 ب.م. ) المدينة : أياليا كابيتولينا. نسبة إلى الكابيتول، أحد رؤوس رومة. ثانيًا : الموقع والامتداد. تقع أورشليم على تلة كلسيّة ترتفع 760 م عن سطح البحر المتوسط و 1145 م عن سطح البحر الميت. لا ترتبط هذه التلة بالجبل إلاّ من الشمال، وتحيط بها من ثلاث جهات وديان عميقة. في الشرق : وادي قدرون (وادي النار). وفي الغرب والجنوب : وادي هنوم (وادي الربابة) الذي ينضمّ إلى وادي النار قرب بئر أيوب (في العهد القديم : روجل). ويصبّ وادي النار بدوره في البحر الميت. تنقسم التلة قمتين يختلف ارتفاعهما وبنيتهما. يفصل بينهما الوادي الذي سمّاه الشعب في أيام يسوع : وادي الجبّانة (عند فلافيوس يوسيفوس : تيروفيون) والذي امتلأ اليوم بالخرائب. يمرّ هذا الوادي في المدينة منطلقًا من باب دمشق نحو الجنوب الشرقي إلى بئر أيوب. وتنقسم القمتان إلى مرتفعات عديدة بحيث تبدو المدينة في شكل وعر. فالقسم الشمالي من التلة الشرقية يتوِّجُهُ الحرمُ الشريف. والقسم الجنوبي المسمى الضهورة كان حقولاً. وتَسمّى امتدادُ هذا القسم في التوراة : عوفل. وفي القسم الشمالي للقمة الغربية نجد كنيسة القيامة، وفي القسم الجنوبي صهيون المسيحية والعليّة. ثالثًا : التنقيبات (أ) سنة 1867-1868 وما بعد : سور عوفل، الضهوره وحائط تيروفيون، نبع جيحون والقنداق والقنوات. كل هذا يدلّ على أنّ أورشليم السابقة لداود وأورشليم الداودية (صهيون) امتدت على 4 هكم وكانت واقعة على الضهورة. فعند سفح هذه التلة في وادي قدرون، يوجد النبع الوحيد والضروري للمدينة (أم الدرج. جيحون في العهد القديم). من هذا النبع ينطلق نفق حُفر في الصخر. هو يصعد إلى المدينة بحيث يصل إليه الناس داخل الأسوار. (ب) في ايام سليمان. امتدت المدينة انطلاقًا من التلة الجنوبية الشرقية نحو الشمال، إذ شيّد الملك الهيكل والقصور الملكية. وكان الهيكل على القمة الشرقية الموجهة نحو الشمال حيث كان بيدر ارونا وحيث يوجد اليوم الحرم الشريف. والصخر في قبّة الصخرة يدل على مذبح المحرقات أو قدس الأقداس في هيكل سليمان. وإن سليمان بنى سورا حول المدينة كلها. (ج) إذا عدنا إلى فلافيوس يوسيفوس (الحرب 5 :142-145) نعرف أنّ هذا السور حمى عمل داود وسليمان وخلفائهما، أي التلة الجنوبية الشرقية والتلة الجنوبية الغربية. واختلفت الآراء حول موضع قلعة اليبوسيين. (د) الذين يظنون أن التلّة الجنوبية الغربية لم تُضمّ إلى المدينة قبل المنفى يقولون بوجود حيّ جديد (في القرن 9) اسمه “مشنه” (أي القسم الثاني. في العربية : المثنى) (2 مل 14 :22). هذا الحي هو امتداد جديد (بعد ضم البيدر والتلة الجنوبية الغربية) لأورشليم. كان له سوره في ايام الملك حزقيا (2 أخ 32 :2-5). ولكن هذا السور لم يَضمّ الجلجثة (حيث كنيسة القيامة) كما يقول يو 19 :20؛ عب 13 :12. (هـ) بعد سنة 41-44 ب.م. وسّع هيرودس أغريباس الأول المدينة فابتدأ ببناء حائط جبار لم يُنهِه. هذا ما يسميه يوسيفوس السور الثالث. كان يضمّ أراضي واقعة شمالي أورشليم. (و) في سنة 132، بنى ابن الكوكب بسرعة وبمواد مختلفة حائطاً يقيه هجمات الرومانيين. رابعًا : تاريخ المدينة (أ) اكتُشفت فخاريات في مقابر الضهورة وآثار حائط بجانب قمّة الضهورة. وقناة تعبر التلة إلى الشمال من جيحون، وهي محفورة في الصخر. كل هذا كان في بداية البرونز الأول. وهذا يعني ان المكان كان مأهولاً حوالي سنة 3000. كان الوادي يحمي المدينة من ثلاث جهات، والقناة من جهة الشمال من حيث يأتي الخطر. (ب) حوالي سنة 2000، دخل الأموريون إلى كنعان وخسرت مصر سيادتها على هذه البلاد. انتمت أورشليم إلى هذه المدن التي خاف الفرعون (السلالة 20) من أن تتخلى عنه (نصوص اللعنات). وجاءت بعد الأموريين عناصر هندو أوروبية وحورية استعملت الخيل من أجل الركوب وجرّ الأثقال. ومن أجل مركباتهم الحربية أقاموا مخيمات مستطيلة تحيط بها مرتفعات من الأرض القاسية وفوقها تلة حجارة غير منحوتة. بين سنة 1800 و 1600 بنوا قلعة من هذا النوع في أورشليم. ووُجد حائط طوله 30 م. كان يحيط بعوفل ويربطه بالمدينة القديمة. وإلى الزمن عينه تعود البئر التي حُفرت في الصخر فأتاحات للناس أن يستقوا من مياه نبع جيحون خلال الحصار. (ج) تعلمنا رسائل تل العمارنة في القرن 14 أنه كان لأورشليم ملك يحمل اسمًا حوريًا : عبدي حافه. في ذلك الوقت كانت أورشليم مدينة. وهناك ملوك كنعانيون آخرون نعرف منهم : ملكيصادق (تك 14 :18) أدونيصادق (يش 10 :3؛ قض 1 :5-7). (د) ظلّت أورشليم في يد الكنعانيين حتى داود الذي احتلّ المدينة وجعلها عاصمته. نقل إليها تابوت العهد، فصارت المركز الدينيّ في مملكته (2صم 5-6). ووسّع سليمان المدينة (ملو، الهيكل، القصر ). تُنسب إليه قبور الضهورة (قبر داود الذي جعله التقليد خطأ في التلّة الجنوبية الغربية) وبركة مياه وقنوات يغذّيها نبع جيحون (جا 2 :5 ي). (هـ) رغم الانشقاق، توسّعت أورشليم كثيرًا بعد موت سليمان. بعد سنة 800، دمّر يوآش، ملك اسرائيل، السور على طول 200 م. (2مل 14 :23؛ 2أخ 25 :23). فرمّمه عزيا، وحصّنه، وزاد عليه أبراجًا مع أمكنة للمنجنيق (2أخ 28 :9، 15). وتابع يوثام (2أخ 27 :3) عمل سلفه. واستعد حزقيا لهجوم الأشوريين، فأقام سورًا جديدًا، وبدّل نظام أقنية جيحون (كانت خارج السور ولم تكن مغطاة، إذًا كانت خطرة) بنفق يعبر الضهورة ويقود الماء من النبع إلى داخل المدينة في بركة واقعة في التيروفيون (2مل 20 :20؛ 2 أخ 32 :3-4، 30؛ سي 48 :7؛ إش 18 :7). بهذه الطريقة لم تعد مؤونة المياه خاضعة للمحاصرين. وحسّن منسّى، خلف حزقيا، السور الشرقي (2أخ 33 :14). سنة 598، وصل نبوخذنصر أمام المدينة ليعاقب يواكيم الملك الذي تمرّد عليه. ولكن يواكيم مات في ذلك الوقت. وتمرّد خلفه صدقيا. فجاء نبوخذنصر ودمّر الهيكل والمدينة (875 ق.م.؛ 2مل 25 :1-21؛ 2أخ 36 :17-21). (و) رغم هذا ظلّت أورشليم خلال أيام المنفى المركزَ الدينيّ لأهل السبي (مز 137؛ إش 40-55) وللذين ظلّوا في فلسطين. وكانوا يحجون إلى خرائب الهيكل (إر 14 :4 ي). بعد المنفى، أعاد عزرا ونحميا تدريجيًا بناء المدينة والهيكل رغم معارضة السامريين. في سنة 445، جاء نحميا بالسلطات الضرورية ورفع السور في 52 يومًا (نح 6 :15). ويتضمّن تقرير هذا البناء (نح 2 :12-3 :32) عددًا من المعلومات الطوبوغرافية التي لا نستطيع دومًا أن نتتبّعها على الخارطة، ولكنها تعطي فكرة عن اتساع المدينة. هو يسمي عشرة أبواب نعرف موقعها مع بعض الدقة : باب الوادي، باب الزّبل، باب العين، باب الماء، باب الخيل، باب السمك، الباب العتيق (باب إفرايم أو باب مشنه)، باب الغنم، باب الشرق. ويذكر التقرير تفاصيل طوبوغرافية أخرى : برج حننئيل (حيث تقوم انطونيا)، برج الافران (القلعة الحديثة)، الزاوية (على عوفل، جنوبي الحرم الشريف)، عين بركة الملك (تيروفيون)، درج مدينة داود (الضهورة)، مقابر داود. (ز) إن حملة الاسكندر الكبير ضمّت أورشليم إلى المملكة الهلينية. بعد موته، احتلها اللاجيون حتى سنة 198 ق.م. حين فتحت المدينة أبوابها للسلوقي أنطيوخس الثالث، اتّبع هذا الملك سياسة الفرس واللاجيين، فاعترف اعترافًا رسميًا بالتيوقراطية اليهوديّة، وصادق على امتيازاتها. ولكن في بداية عهده، حاولت جماعة من محبّي العالم الهليني مع الملك الجديد أن تطبع مدينة أورشليم بالطابع الهليني (لأن الملك اعتبر أن توحيد المملكة توحيدًا جذريًا هو مهمته الأولى). نجح هؤلاء، وشيّدوا ملعبًا هو من ضروريات كل مدينة هلينية. في سنة 169، سلب أنطيوخس الهيكل، وفي سنة 167 كرّسه لزوش الأولمبي. وإذ أراد السلوقيّون أن يراقبوا السكان، بنوا قلعة (أكرا أورشليم). وتوصل يهوذا المكابي سنة 164 إلى إعادة الهيكل إلى عبادة يهوه (1 مك 4 :26-59). ولكن اكرا ظلّت في يد السلوقيّون حتى سنة 141 حين استسلمت الحامية لسمعان المكابي (1مك 12 :36؛ 13 :21-22، 49-52؛ 14 :37). في أيام اسكندر جنايوس (103-760)، أو اسكندارة (86-87)، صارت اكرا مركز الحشمونيين بعد أن أقام اسلافهم منذ سمعان المكابي في برج حننئيل (سمّاه اليونانيون : باريس). (ح) خلال الحرب الأهلية بين هرقانوس الثاني وأرسطوبولس الثاني، وصل القائد الرومانيّ بومبيوس إلى أورشليم سنة 63 ق.م. أخذ الهيكل من اتباع ارسطوبولس، وسلّم رئاسة الكهنوت إلى هرقانوس (63-40). في سنة 47، عيّنه يوليوس قيصر اتنارخًا على فلسطين وجعل له مساعدًا في شخص انتيباتر الأدومي. في سنة 40، عُيّن ابن انتيباتر، هيرودس الكبير، ملكًا من قبل رومة. وبمساعدة الرومان، توصّل سنة 37 إلى أخذ أورشليم من أنطيغونيس ابن ارسطوبولس الثاني. في سنة 20 أو 19 ق.م. بدأ هيرودس بإعادة بناء الهيكل. ولم ينتهِ هذا العمل الضخم الا سنة 63 ب.م. ففي الزاوية الشمالية الغربية لأبنية الهيكل حول برج باريس (حننئيل)، بنى قلعة قوية سمّاها أنطونيا اكرامًا لأنطونيوس أحد الحكّام الثلاثة (تريومفير). وعلى التلة الجنوبية الغربية، شيّد قصرًا مع ثلاثة أبراج (قلعة باب يافا العتيدة). إلى شرقي قصر الحشمونيين القديم (اكرا)، بنى ساحة كبيرة (أغورا) تحيط بها العواميد وسمّاها كسيستوس. من هذه الساحة امتد جسر فوق تيروفيون إلى ساحة الهيكل. في سنة 70 ب.م. أخذ تيطس المدينة التي كانت ثائرة وأحرق الهيكل. وصارت فلسطين مقاطعة تتعلق بالامبراطور ويحكمها والٍ يقيم في قيصريّة ويأتمر بأمره فيلق من الجيش. سنة 132 اندلعت ثورة جديدة على أثر أمر الأمبراطور هدريانس بتحويل أورشليم إلى مستوطنة رومانيّة. وبعد معركة قاسية، أُخذت المدينة ونفَّذ الأمبراطور تصميمه : صارت أورشليم أيليا كابيتولونيا. وعلى موقع الهيكل المدمّر ارتفع هيكل لجوبيتير الكابيتوليني. ومُنع اليهود من المجيء إلى اورشليم تحت طائلة الموت. رابعًا الطوبوغرافيا. رج * أنطونيا، * بيت زاتا، * العلية، * جباتا، * جتسيماني، * جلجثة، * عوفل، * باب الغنم، * قصر الحاكم (بريتوريون)، * القبر المقدّس، * سنهدرين، * سلوام (شيلوحا) * صهيون، * الهيكل. خامسًا : أورشليم في تاريخ الخلاص. (أ) الاختيار (1) : حين احتلّ داود مدينة أورشليم، جعلها عاصمة سلالته التي وعدها الرب بملك أبدي (2صم 7 :8-16). هكذا كانوا يتصوّرون المدينةَ في زمن الخلاص الآتي (مز 2 :6-9؛ 101 :1 ي). أورشليم هي عاصمة الملك الذي يحميه الرب ليُخضع كل الشعوب المجتمعة في مملكة شاملة (مز 132 :17 ي). (2) بحضور تابوت العهد صارت أورشليم مركز اسرائيل الديني (2 صم 6؛ 1 أخ 15-16؛ مز 24 :7-10؛ 132) مسكن يهوه (خر 15 :13، 17). يشير تث 33 :12 الى هذا الأمر. وصارت نخبة الشعب أكثر وعيا لأهمية هذا الامتياز الذي حصلت عليه أورشليم بعد أن رذل الله شيلو بسبب خيانة افرايم (مز 78 :60-69). وفي اللاهوت الاشتراعي، لا بدّ أن يكون يهوه جعل اسمه (تث 12 :5، 21؛ 14 :24؛ 1مل 9 :3؛ 11 :36…) في أورشليم. فهذا يعني الطابع اللاشرعيّ لسائر المعابد (تث 21 : 2-14؛ 2مل 23 :7 ي؛ رج مز 87 :2). فعلى كل القبائل أن تحجّ الى أورشليم (مز 122 :4)، مدينة الله (مز 87 :3)، حيث نصبَ الله خيمتَه (مز 76 :3؛84). (ب) خيانة وقصاص. ولكن أورشليم لم تكن أهلا لهذا الاختيار. ومع أنّ عاموس كان معتقدًا كل الاعتقاد أنّ أورشليم هي مسكن يهوه (عا 1 :2)، إلاّ أنه لم يتردّد في تهديد المدينة بالدمار بسبب خيانتها (عا 2 :5). وإن إشعيا الذي كان شاهدًا لظلم أورشليم، أعلن أنّ الله يطهّر المدينة (إش 1 :21-25)، يدينها (إش 3 :1-15؛ 28 :14-22؛ مي 1 :9-12؛ 3 :10-12)، يبعثرها، ويدمّرها بالحرب (إش 3 :25-4 :1). سيُلحق الخزي بالنساء المتكبرات، ويطردهنّ وهنّ لابسات المسوح (إش 3 :16-24). ولكن بما أنّ أورشليم هي مدينة الله، فلا يقدر عدوّ أن يُعدمها الحياة (إش 10 :11-12، 32-34؛ 29 :8؛ 31 :4-5). فبعد هذا الالم المطهّر، سيغطّي الله، كما بسحاب، بقيّة أورشليم التي ستُبنى على حجر زاوية جديدة (إش 28 :16، رج 4 :5). حينئذ كل سكانها الذين سُجّلوا من أجل الحياة (مز 313 :3) يكونون قديسين (إش 4 :3). فتُدعى مدينة البر والقلعة الأمينة (اش 1 :26). ويُعاد بناء الملكية في بهائها الأول (مي 4 :8)، وتصير أورشليم عاصمة روحية لكل البشرية (إش 2 :1-5 مي 4 :1-3؛ مز 87). وفي أيام ارميا، لم تكن الحالة في أورشليم أفضل ممّا كانت عليه في أيام أشعيا (رج ار 2 :28 حسب السبعينية؛ 5 :1-31؛ 7 :17-19؛ 22 :13-19؛ حز 8 :11؛ 22). ولهذا توالت تهديدات (إر 1 :15ي؛ 2 :1ي؛ 4 :3-31، 6 :1ي؛ 13 : 20-27؛ حز 23 :1ي؛ صف 1 :4، 12؛ 3 :1-5). وجاء معها وعدٌ بإعادة البناء في أورشليم منقّاة وحاملة الاسم الجديد (الرب صدقنا). ويملك عليها ملكٌ يكون جديرًا بداود (إر 33 :15 ي). حينئذ لن يعود تابوت العهد ذات جدوى، لأنّ أورشليم نفسها ستُسمّى “عرش يهوه” (صف 3 :14-17)، ويجتمع كل الشعوب حول اسمها (ار 3 :17؛14 :21). والصورة التي يعطيها حز 40-48 عن أورشليم التي سيسكنها الرب بعد تنقية المنفى، ستكون بلا ارتباط بالواقع التاريخي. ستكون المدينة تحت حكم الهيكل الذي منه يجري نبع يعطي البلاد خصبًا عجيبًا (حز 47 :1-2). لا يريد حزقيال أن يكون هناك قصرٌ أو مدافن قرب الهيكل (حز 47 :7-12)، فأورشليم لن تعود مدينة ملكية. فبعد اختبارات الماضي المؤلمة، أعلن النبيُّ الحكمَ على الملكية. في حز 44 :3؛ 45 :7-12؛ 46 :2 يتكلم حزقيال عن أمير (ناسي). فأورشليم الجديدة تسمى : يهوه، الرب هناك أو إلهنا معنا (حز 48 :35). (ج) زمن الرجاء. 1) الفرحة الأولى. بعد المنفى، كان إشعيا الثاني هو المنادي بأزمنة جديدة (إش 40 :2،9؛ 51 :17)، ورسول الأخبار الحلوة (البشرى) (إش 41 :27؛ 52 :7). أمر الربُّ بإعادة بناء أورشليم (إش 44 :26، 28؛ 52 :9؛ رج زك 1 :16-17)، لأنه لا يقدر أن ينساها (إش 49 :14-16). سيجعل منها عدنًا جديدة (إش 51 :3). بعد أن كانت مهملة (إش 51 :18-20). وهي الآن ستعجّ بالسكان (إش 48 :18-23؛ 54 :1-17؛ رج زك 2 :8-9). وعليها أن تتزيّن كعروس بلباس العيد (إش 49 :18؛ 52 :1). هي مبنيّة بحجارة ثمينة (إش 54 :11-12؛ رج طو 13 :16-17)، ومؤسَّسة على البرّ (إش 54 :11). ويحرّض حجّاي شعبه اليائس على الثبات، لأنّ صعوبات البناء تتكاثر (حج 2 :6-9) : قريبًا ستأتي الشعوب الى أورشليم. ويرى زك 2 :4-7؛ 8 :22 الوقت الذي ستكون فيه أورشليم عاصمة البشر جميعًا. 2) ايمان بمصير أسمى. (أ) كانت أورشليم مثالية، حين ظهرت لحزقيال (كما لموسى جديد) على جبل عال (حز 40 :2؛ رج خر 25 :40؛ 26 :30؛ 27 :8). ولكن النخبة الدينية في ذلك الوقت خاب أملها لتأخّر البهاء الموعود به للمدينة، فتأمّلت في أورشليم غير مبنيّة بيد انسان، بل تلك التي تكون خليقة الله (إش 65 :10؛ رج 62 :5. أقرأ : بانيك لا بنوك؛ 62 :7؛ مز 147 :2). هذه الفكرة موسعة في الابوكريفات الجليانية حيث أورشليم العتيدة والحاضرة في السماء في بداية العالم الجديد، ستنزل على الأرض لتكون مسكن المختارين (اخنوخ). والموضوع يرد بتواتر بعد دمار المدينة سنة 70 ب.م. (باروك سرياني، عزرا الرابع، رج غل 4 :26؛ عب 12 :22؛ رؤ 21 :2-22). ونقابل مع هذه الصورة المتحرّرة من عالم الأرض، صورةً نجدها في رؤ إش حين يهيّئ الرب (بعد أن يعاقب العالم بكارثة كونية، إش 24 :21-23) في أورشليم المحمية، وليمةً تدعى اليها كل الأمم. حينئذ يزول كل ضيق ويُطرد الموت الى الأبد (إش 25 :6-10؛ رج مت 8 :11؛ لو 14 :5). (ب) وُلد من أزمة خيبة الأمل هذه، رجاء جديد يعلن أن الله سيتدخّل بطريقة غير منتظرة (إش 62 :1؛ 66 :6 ي) ليعيد بناء أورشليم ويجعلها مأهولة فتصير مركز الكون الديني (إش 60؛ 62). وتصبح الشمس والقمر بلا فائدة، لأن يهوه يكون ضياء أورشليم الأبدي (إش 60 :19-20؛ رؤ 22 :5). (ج) واذ اقتنع حز 38-39، ويوء 2 :20؛ 4؛ زك 12 :14 أن دمار أورشليم على يد بابل لم يكن علامة الأزمنة الجديدة، جعلوا في نهاية الأزمنة الهجوم المعلن على أمم الشمال (إر 1 :15؛ 4 :5-31؛ 6 : 1ي؛ رج حز 38 :17؛ يوء 2 :20). وفي وقت يصل الضيق الى القمة، يتدخّل يهوه. وكل الذين دُعوا باسم الرب في أورشليم ينجون (يوء 3 :5). وتجري ماء حية من أورشليم (يوء 4 :18؛ زك 14 :8)، ويسكن الرب فوق صهيون (يؤ 4 :20)، ويكون يهوه الاله الواحد (زك 14 :9). (د) ويبيّن زك 9 :9 ي أن المثال القديم لأورشليم المدينة الملكية لم يمت بعد. ولكن الملك المُنتظر ليس المحتل المتكبّر (على حصان) والذي لا يقاوم. إنه أمير السلام الذي ينزع من مملكته الشاملة كل سلاح وكل عنف حرب. وان مت 21 :4 ي ويو 12 :15 رأيا أن مثال هذا الملك المخلّص قد تحقّق في شخص يسوع المسيح. (هـ) وتوسّعُ النظريات الخاص حول أورشليم كما في أوج، دفع الكتّاب الجليانيّين الى التمييز بوضوح بين أورشليم السماوية وأورشليم التي على الأرض. وفي النهاية، اندمج الرجاء ان في نظام واحد سيستعيده سفر الرؤيا : بعد حكم يدوم الف سنة (ب، د؛ رؤ 20 :1-6) الذي هو زمن إقامة الكنيسة، يهجم جوج وماجوج ضد أورشليم (رج رؤ 20 :7-10). حينئذ يتجدّد الكون، وتنزل أورشليم السماوية على الأرض (أ، رؤ 21 :1-2). (و) زمان التمام (يتم كل شيء). تيقّن كتّاب العهد الجديد أن “خلاص أورشليم” (لو 2 :38؛ رج إش 52 :9 : فداء) والزمن الذي فيه تفتقد النعمةُ أورشليم (لو 19 :44؛ رج 1 :68)، قد ظهر مع يسوع الناصري. ومنعطفُ التاريخ هذا، قد أنبأ به كوكب وجَّه بعض المجوس الى يسوع (مت 2 :1-12). في أورشليم، سيتمّ عمل فداء البشرية (مت 16 :21؛ 20 :17؛ لو 9 :31؛ 13 :33؛ 18 :31). ومع أنه في وقت محدّد عرفت المدينة في يسوع ملكها الذي انتظرته طويلا (مت 21 :1-11 وز )، إلاّ أنها تمرّدت عليه (مت 22 :1-14؛ 23 :37؛ لو 13 :34؛ 19 :41-42) وفي النهاية رذلته. أنبأ يسوع بالعقاب (مت 22 :7؛ 23 :38؛ مر 13 :2؛ لو 13 :35؛ 19 :43-44؛ 21 :16) ولن يتأخّر هذا العقاب. واذ كان يسوع على طريق الآمه، حثّ بنات أورشليم على أن يبكين على نفوسهنّ وعلى أولادهن (لو 23 :29-31). وهنا تأتي مشكلة توافق المواعيد الجميلة التي وعد بها الرب أورشليم والواقع المرعب. وسيقدم العهد الجديد بعض الأجوبة. 1) كانت أورشليم نقطة انطلاق من أجل تبشير العالم بالمسيحية (لو 24 :47؛ أع 1 :8). ففيها تأسّست الكنيسة يوم العنصرة حسب مواعيد العهد القديم (أع 1 :4؛ 2 :1ي). رذلت أورشليمُ المسيح، ولكن الله ظلّ أمينا لمواعيده وسيبقى (رو 11 :29). وينتظر مت 23 :39 زمنا تعترف فيه أورشليم بيسوع أنه مرسل الله (في لو 13 :35 يعني النص دخول الشعانين المفرح، وذلك بسبب تبديل السياق). ويلمّح لو 21 :20-24 إلى أنه بعد زمن الوثنيين سيُعاد بناء أورشليم. وهذا هو اعتقاد بولس في رو 11 :25-32. ويجعلنا رؤ 11 :8 نفكّر أنه خلال حكم الالف سنة الذي يسبق ملء الخلاص، ستكون أورشليم الأرضية قلب مملكة يسوع المسيح الشاملة. لا شكّ في أن هناك كلمات قاسية في رؤ 11 :8، ولكنها تشير الى رومة، على ما يبدو (يقال أن الحاشية عن الصلب زيدت فيما بعد). 2) وإذ رأت غل 4 :26 (رج فل 3 :20) في أورشليم رمز تدبير مضى، فهي تستعيد فكرة أورشليم السماوية التي رآها بولس تتحقّق في الجماعة المؤسَّسة في المسيح. واذ حُكم على أورشليم الأرضية بالزوال، صارت أورشليم السماوية حاملة الوعد ومسكن الابرار الأبدي. هذا هو بصورة خاصة الموضوع الأكبر في الرسالة الى العبرانيين حيث تنطبق بنية أورشليم السماوية على بنية أورشليم الأرضية (11 :10، 16؛ 12 :22؛ 13 :14). ويقدم فيلون الاسكندراني (الاحلام 2 :250) أفكارًا مماثلة في العالم اليهودي. وإذ يستعمل بولس هذه الصورة ليدل على أن الخلاص الاسكاتولوجي حاضر منذ الآن في المسيح، يحتفظ بها رؤ 21 :2-22 لمجد ملكوت الله العتيد والنهائي. 3) يكرّس يوحنا القسم الأكبر من انجيله لرسالة يسوع في أورشليم. في نظره، الهيكل (يو 2 :19)، وبركة سلوام (يو 9 :7)، واضاء ة الهيكل (يو 8 :12)، هي رموز عن المسيح. ومع هذا فهو يرى في يسوع المسيح أورشليم الجديدة التي تبدأ مع قيامته (يو 2 :19-22). وفي 7 :37 ي يماثل يوحنا بين يسوع وأورشليم الاسكاتولوجيّة التي يخرج من جوفها ينابيع مياه حية (حز 47 :1-11؛ يوء 4 :18) والتي فيها سيجتمع أبناء الله المشتَّتون (يو 11 :25؛ رج إش 60 :4، 9).
بئر سبع:
بئر السبعة أو بئر الحلف، أو بئر الشبع. مدينة كنعانيّة قديمة. تقع في جنوب البلاد وهي موضع عبادة إيل عولام (عا 5 :5، 8 :14). كرّمه ابراهيم (تك 21 :32) واسحق (تك 26 :23) ويعقوب (تك 28 :10). في بئر سبع كان بنو صموئيل يقضون في الناس (1صم 8 :1-2). تخاصم الفلسطيون والإسرائيليّون على النبع (تك 21 :30؛ 26 :32 ي). يعدّ يش 15 :28 بئر سبع بين مدن يهوذا، ويش 19 :2 بين مدن شمعون. بعد السبي، أقام اليهوذايّون في بئر سبع (نح 11 :27). هناك عبارة من دان إلى بئر سبع (قض 20 :1؛ 1صم 3 :20؛ 2 صم 24 : 7، 5؛ ؛ 1مل 19 :3) أو من بئر سبع إلى دان (2أخ 30 :5) وهي تدلّ على كلّ أرض إسرائيل. بئر سبع هي المدينة التي تحدّ كنعان من الجنوب. هي اليوم تل الشبع القريبة من مدينة بئر سبع التي يقيم فيها الإسرائيليّون اليوم. ما هو تاريخ هذه المدينة؟ إليها هربت هاجر بعد أن ولدت اسماعيل (تل 21 :14). وفيها تعاهد ابراهيم مع ملك جرار، فدفع له سبع نعاج، واقسم له قرب الشجرة المقدّسة القريبة من المعبد (تك 21 :31-33). وعاد ابراهيم إلى بئر سبع بعد حدث ذبح ابنه (تك 22 :19). حسّن اسحق الموضع، وبنى مذبحًا، وحفر بئرًا، وجدّد العهد مع أبيـمالك (تك 26 :26-33). كان هناك يعقوب حين ترك والديه ومضى إلى حاران (تك 28 :10). ومن بئر سبع سوف يعود إلى مصر (تك 46 :1-5). بعد احتلال المنطقة على يد يشوع، كانت بئر سبع لقبيلتين شقيقتين، يهوذا وشمعون (يش 15 :28؛ 19 :2). واجتذب المعبد أبناء صموئيل (1صم 8 :2)، وما زال يعمل حتى زمن عاموس، ولكنه نُجس بممارسات نجسة (عا 5 :5؛ 8 :14). لم تُذكر بئر سبع في أخبار داود في النقب (1صم 30 :26-31). ولكنها ستُذكر في تاريخ ملك داود (2صم 17 :11؛ 24 :2، 7، 15)، ثم في خبر إيليا الذاهب إلى حوريب (1مل 19 :3). وُلدت فيها أم الملك ياهو (2مل 12 :2). حين دمّرت مملكة يهوذا، اجتاح الادوميون بئر سبع. ولكن مستوطنين يهودًا أقاموا فيها بعد المنفى، غير أنهم تفلّتوا من سلطة أورشليم الكهنوتية (نح 11 :27-30).
بحر (الـ – الميت):
مخطوطات رج مخطوطات البحر الميت.
بيت العربة:
يش 15 :6، 61؛ 18 :22. موضع على حدود يهوذا وبنيامين. قريب من عين جربة في وادي القلت.
تابور:
) جبل على حدود قبائل يساكر وزبولون ونفتالي (588م فوق البحر). هناك جمع باراقُ جيشه قبل أن يهاجم سيسرا (قض 4 : 6، 12، 14). وهناك مات إخوة جدعون في معركة ضدّ مديان (قض 8 : 18). تابور يرمز إلى العظمة والقوّة. لهذا يشبَّه بالكرمل (إر 46 : 18) وحرمون (مز 89 : 13). لا شكّ أنّه كان معبدٌ على قمّة جبل تابور (هو 5 : 1؛ رج تث 33 : 19). هناك تقليد يعود إلى القرن 3 ويعتبر أن تابور هو جبل تجلّي يسوع (مر9 : 2-8). 2) مدينة في زبولون. تقع على حدود يساكر (يش 19 : 22). أعطيت للاّويّين من عشيرة مراري (1أخ 6 : 62). تقع على سفح جبل تابور. 3) سنديانة تابور (1صم 10 : 3).
يبوق:
رافد شرقي للاردن. يسمى اليوم : نهر الزرقاء. ينبع يبوق قرب ربة (عمان) عاصمة العمونيين القديمة ويجري نحو الشمال والشمال الغربي ويتوجّه إلى الاردن بين ضفتين عميقتين. يصب في الاردن قرب الدامية. ينحدر يبوق من 738م. فوق سطح البحر إلى 350م تحت سطح البحر. يذكر تك 32 :23 مخاضة يبوق الذي تقع بقربه مدينة فنوئيل (تك 32 :23-32).
يرموك:
الوادي المقدس (هيروميخوس في اليونانية). رافد شرقي الاردن. لا تذكره البيبليا. بل المشناة (فره 8 :10؛ رج التلمود بابا بترا 74ب). لا يمكن أن تستعمل مياهه في خدمة الهيكل، لأنها آتية من أرض وثنيّة. هناك سواق عديدة تنبع في حوران وتكوّن اليرموك الذي يصب في الاردن جنوبي بحيرة طبرية. اسمه الحالي : شريعة المناذير.
جرزيم:
قمّة في جبل افرايم. اليوم : جبل الطور (868م) جنوبيّ شكيم القديمة وتجاه عيبال (938 : الجبل الشماليّ أو جبل اسلاميه). جرزيم هو المكان الذي فيه أقام يشوع مذبحًا (تث 27 :4) كما تقول التقاليد السامريّة. كان هيكلٌ على جبل جرزيم. دمّره يوحنا هرقانوس سنة 128 ق.م. كان جبل جرزيم في زمن يسوع (يو 4 :20ح) وظلّ في أيامنا مركز صلاة وتقديم ذبائح للسامريّين.جلبوع:
السفح الشماليّ لجبل افرايم. يفصل جبلُ الجلبوع القسمَ الجنوبيّ من سهل يزرعيل عن أرض بيت شان. هناك قهر الفلسطيّون الإسرائيليّين (1صم 31 :1؛ 2صم 21 : 12؛ 1أخ 10 :1). وفي تلك المعركة هلك شاول وأبناؤه. لا يزال الاسم القديم محفوظًا في قرية جلبون. أمّا الجبل فيّسمّى اليوم جبل فوقوعة ويفصل مياه المتوسّط عن الأردنّ.
جليل:
اسم يونانيّ للقسم الشماليّ من جبل غربيّ الأردن. ترجع جليل إلى العبريّة “جليل” التي تعني مقاطعة، بقعة. مثلاً في يش 13 :2. كلّ جليلوت فلشتيم. أي كل بقاع الفلسطيّين (رج يوء 4 :4). واستعملت الجليل كاسم علم لمقاطعة فلسطين الشماليّة في يش 20 :7؛ 21 :32؛ 1أخ 6 :61 (مع قادش). في أيام سليمان الذي قدّم 20 مدينة من أرض الجليل إلى حيرام، ملك صور (1مل 9 :11-13)، كانت المنطقة واقعة بين الحدود الشماليّة لسهل يزرعيل ونهر القاسميّة. وبعد مزج السكان الأصليّين مع العناصر الوثنيّة التي جاء بها تغلث فلاسر (2مل 15 :29؛ طو 1 :1-2)، صار الكتاب يتحدّث عن جليل الأمم (إش 9 :1؛ متى 4 :15). في أيام المكابيّين، كان اليهود قلّة في الجليل (1مك 5 :4-23). كانت الأرض في ذلك الوقت في يد مدن فينيقيّة. بعد أن احتلّ بومبيوس فلسطين، صارت الجليل مقاطعة في مملكة يوحنا هرقانوس الثاني (عاصمته : صفوريّة) ثمّ في مملكة هيرودس. بعد موت هيرودس، شكّلت الجليل مع بيرية، تتراخية هيردوس انتيباس (4 ق.م.-37 ب.م.). بعد ذلك، ضُمّ الجليل إلى مملكة هيرودس أغريباس الأول (39-44). ثمّ حكمه والٍ رومانيّ يقيم في قيصريّة. أهمّ مدن الجليل المذكورة في العهد الجديد هي : * بيت صيدا، * قانا، * كفرناحوم، * الناصرة، * طبريّة. بالنسبة إلى بحيرة جنيسارت (مت 14 :34؛ مر 1 :16؛ 7 :31؛ يو 6 :1) رج * جناسرت. على المستوى الجغرافي والاداريّ، امتدّت الجليل شرقي الاردن، من بيت شان (سيتوبوليس) حتى بحيرة الحولة. في الغرب حدّها الساحلُ الممتدّ من صور إلى جابا. وإذا وضعنا جانبًا موضعه الصالح للتبادل التجاريّ، فالجليل لا يشكّل وحدة طبيعية : نستطيع أن نرى فيه ضمن مناطق : السهل الساحليّ، الجليل الأعلى، سهل يزرعيل (من بيت شان إلى جبل الكرمل)، الأردن. حسب الكرونولوجيا في الأناجيل الإزائيّة، مارس يسوع رسالته الأولى في الجليل. أما إذا تبعنا يو، فيبدو أن يسوع تنقّل من اليهوديّة إلى الجليل (4 :43-47؛ 4 :54؛ 7 :9). عُرف أهل الجليل بطريقة كلامهم (مت 26 :73؛ رج مر 14 :70؛ لو 22 :59). واعتبر الجليل منطقة لم تعطِ نبيًا واحدًا (يو 7 :52). إن يهوذا ابن غامالا الذي يعتبر مؤسِّس شيعة الغيورين قد سمّي الجليليّ (أع 5 :37). هذا يعني أن اللفظة ارتدت رنّة سياسيّة مع المفهوم الجغرافيّ. في هذا المجال، كان حديث عن ثورة الجليليين على هيرودس (يوسيفوس، العاديات 14 :45؛ رج لو 13 :1).
جليل، (بحر الـ ~):
رج * جنيسارت * طبرية.j
جنيسارت:
هو بحر طبريّة وبحر الجليل. يسمّى في العهد القديم بحيرة أو بحر كنارة (كنَّرت) (عد 34 :11؛ يش 12 :3؛ 13 :27) باسم مدينة كنارة في نفتالي (تث 3 :17؛ يش 11 :2؛ 19 :35) المذكورة أيضاً في النصوص المصريّة والتي هي اليوم : تل العموريّة على الضفّة الشماليّة الغربيّة وشماليّ كفرناحوم التي بُنيت فيما بعد. تعرف التوراة اليونانيّة اسم جناسر (1مك 11 :67) أو جنيسارت الذي يشتقّ من كلمة “جن” أي الجنة. بعد هذا صارت جناسر هي كنارة (في الأصل لم تكن علاقة بين الاثنين). تدلّ جنيسارت على سهل الغوير الخصب الواقع غربيّ بحيرة طبريّة (مت 14 :34؛ مر 6 :53) وتدلّ على المدينة التي لا تذكرها البيبليا (خرائب عيد المنية الحاليّة) والتي بُنيت في العهد الروماني في المكان الذي كانت فيه الكنارة القديمة. من هنا اسم بحيرة جنيسارت فقط هنا (مرّة واحدة في العهد الجديد. لو 5 :1) بينما يتكلّم العهد الجديد في مكان آخر عن بحيرة الجليل (مت 4 :18؛ مر 1 :16؛ 7 :31). أو بحيرة طبريّة (يو 6 :23،21 :1. وكذلك كتابات الرابينيّين). الاسم الحاليّ للبحيرة بحيرة طبرية. طوله الأقصى من الشمال إلى الجنوب 21 كلم، وعرضه الأقصى من الشرق إلى الغرب 12 كلم. يتراوح عمقه بين 42 و 48 م، مساحته : 144 كلم مربع. يتراوح مستواه تحت سطح البحر المتوسط بين 208 و 210 م. مياهه حلوة وصافية وكثيرة السمك. ولم يزل الصيد جاريًا عليه في أيامنا. يعرف بحر الجليل العواصف الهوجاء. كان سكان القرى المحيطة بالبحيرة في زمن المسيح أكثر ممّا هم عليه الآن ولا سيّمَا على الضفّة الغربيّة.
زارد:
وادي زارد. في جنوبيّ موآب. مرحلة من مراحل الخروج (عد 21 :12؛ تث 2 :13-14).
شارون:
تكتب دوما مع أداة التعريف. هاشارون 1) اسم السهل الساحلي في فلسطين. يقع بين يافا والكرمل. يُذكر مع لدة في أع 9 :35. يبدو أنّ الكلمة ليست ساميّة. كان سهل شارون يُشكّل منطقة غنيّة تكثر فيها المياه، بل المستنقعات (نش 2 :1، السهول)، كانوا يزرعون فيها الكرمة. استثمر داود مراعيها (1أخ 27 :29؛ رج إش 65 :10). لعب خصب سهل شارون دورًا هامًا في مواعيد الآباء وتهديداتهم (إش 33 :9؛ 35 :2). كان سهل أونو جزءا من سهل شارون. 2) منطقة مراعي في شرقي الاردن. أقام فيها بنو جاد (1أخ 5 :16).
صين:
بريّة بين قادش ومضيق العقارب. سمّيت أيضاً : بريّة قادش (عد 13 :21؛ 27 :14؛ 33 :36؛ 34 : 4؛ تث 32 :51؛ يش 15 :3؛ مز 29 :8).
عكا:
مدينة كنعانيّة تقع على شاطئ البحر المتوسّط (تبعد 14 كلم إلى الشمال الشرقيّ من حيفا) وهي أفضل مرفأ طبيعي في فلسطين وأقدم مرافئ الشاطئ. كانت عكا نقطة التقاء الطرق التجاريّة بين مصر ووادي الأردن، ولهذا ذُكرت في رسائل تل العمارنة وفي النصوص المصريّة والأشوريّة. هاجمها بنو إسرائيل وما قدروا أن يحتلّوها (قض 1 :31). لم تصر يومًا إسرائيليّة مع أن يش 19 :30 (نقرأ عكا بدل عُمَّة كما في العبريّة. رج قض 1 :31) يجعلها بين مدن أشير. هل ذكر اسم عكا في 1 :10؟ الأمر ممكن. ستسمّى عكا بطلمايس على اسم بطليموس فيلدلفويس (285-246) الذي وسّع المدينة. بعد انحطاط صور وصيدون ازدادت أهميّة عكا. احتلّها أنطيوخس الرابع أبيفانيوس سنة 219 وجعلها عاصمة موقتة للسلوقيّين (1مك 10 :50-60 : زواج الاسكندر بالاس وكليوبترة ابنة بطليموس، 11 :22-24 : استقبل ديمتريوس يوناثان) فصارت مدينة هلينيّة وأظهرت ميولاً معادية لليهود (1مك 5 :15). خانت يوناثان الذي قُتل على يد تريفون. وحين ضعفت مملكة السلوقيّين حاول الاسكندر جنايوس أن يحتلّ عكا فلم يوفّق. في سنة 47 ق.م. ضُمّت إلى مقاطعة سورية الرومانيّة وسمّيت كلوديا بطلمايس. زارها القدّيس بولس (أع 21 :7) خلال صعوده إلى أورشليم ووجد فيها مسيحيّي
عيبال:
1) ابن يقطان. 1أخ 1 :22. نقرأ في تك 10 :28 : عوبال. 2) حفيد سعير. تك 36 :23. 3) جبل شمالي شكيم تجاه جبل جرزيم. اليوم : جبل اسلامية. يكوّن الجبلان (عيبال وجرزيم) اطار الاحتفال بالبركات واللعنات، كما هو مطلوب في تث 11 :29؛ 27 :4، وكما هو مصوّر في يش 8 :30-33. بُني على عيبال مذبح وقفت قربه القبائل التي اعلنت أن البنتاتوكس السامري يقرأ في 27 :4 جرزيم بدل عيبال، لان جرزيم هو الجبل المقدس لدى السامريين. 4) رج عوبال (1أخ 1 :22).
فلسطين:
اولا : الاسم. هي الارض البيبلية أي المناطق الواقعة غربي الاردن وشرقيه، مع أنه لم يحدث في أي وقت من التاريخ أن تسمّت هاتان المنطقتان باسم واحد. ففي سنة 1919 جعل الانتداب الانكليزي اسم فلسطين لكل ما هو غربي الاردن، وترك شرقي الاردن فجعله دولة الاردن. فهو بذلك اقتدى بالرومان الذين اعطوا، بعد سحق الثورة اليهودية الثانية سنة 135 ب.م. اسم سورية الفلسطينية لمنطقة تقع كلها غربي الاردن. هذه المقاطعة الجديدة حلت محل يهودية هيرودس (نجده في 1مك 9 :1، 10). ان الطابع المصطنع للاسم الروماني (فلسطين) يظهر في أنه يشتق من العبرية فلست (ارض فلشتيم ارض الفلسطيّين). وإن المؤرخين اليونانيين (مثل هيرودوتس) دلوا به على رقعة ضيقة من السهل الساحلي يوافق ارض اتحاد الفلسطيين مع مدنهم الخمسة. إن المناطق الواقعة غربي الاردن وشرقيّه، تسمّت بأسماء خاصة في العهد القديم : كنعان وجلعاد. يفصل بينهما نهر الاردن (تك 10 :19؛ عد 33 :51؛ 34 :2؛ يش 22 :9). دلت كنعان على القسم الاكبر من أرض الموعد. ولكن هذا الاسم دلّ مرات عديدة على البلاد كلها (تك 17 :8). واننا نجد جلعاد في مدلولات مختلفة وبحدود ضيقة (تث 3 :10؛ يش 13 :11؛ قض 10 :7، 18). ثانيا : الحدود والمساحة. مساحة فلسطين أقل من 25000 كلم مربع اذا لم تُعدّ منطقة شرق الاردن الكبيرة والصحراوية التي لا تصل إلى خليج العقبة ولا المناطق الصحراوية الاخرى الواقعة شرقي المناطق المأهولة في شرقي الاردن. تضيق البلاد غربي الاردن من 150 كلم في الجنوب إلى 30 كلم في الشمال. اهم المدن (في الماضي واليوم) : اورشليم (القدس)، ربة (عمان) تفصلهما طريق تزيد قليلا على 100 كلم. ولا تبعد اورشليم إلاّ 80 كلم عن حدود الصحراء في الجنوب قرب بئر سبع. يعتبر العهد القديم الحدود الجنوبية خطاً ينطلق من نقطة واقعة جنوبي غزة (وادي العريش، نهر أو سيل مصر) عبر واحة قادش (عين قديس) إلى نقطة بحر الميت الجنوبية. ومن هناك نحو الشرق (وادي الحصى او نهر زارد). ومدينة دان (تل القاضي) الواقعة عند منابع الاردن كانت تعتبر الحدود الشمالية للبلاد (من دان الى بئر سبع :قض 20 :1؛ 1صم 3 :20). ولكن في ايام الامتداد السياسي وصلت الحدود إلى جوار حماة (1مل 8 :65 ليبو حماة). وهناك بعض تعابير في التوراة (تك 15 :18) وتصاوير مفصلة للحدود (عد 34، حز 47)، تمدّ البلاد التي وعد بها الرب ابراهيم واسحق ويعقوب من نهر مصر حتى نهر الفرات (عد 32 :11). ثالثا : المناطق. جغرافيًا، تتألف فلسطين من قطع ارض متوازية تسير من الشمال إلى الجنوب. يشكّل القسم الغربي السهل الخصب الممتد بمحاذاة البحر المتوسط (عد 34 :6). أقصى عرضه (في الجنوب) : 40 كلم تقريبا وهو يضيق حين يتجه إلى الشمال. تميّز التوراةُ أرض الفلسطيين وسهل شارون. وتصل رقعة الارض في الشمال إلى ما وراء الكرمل، إلى سهل عكا، وبعد هذا تصل إلى لبنان. لن نجد نهرًا له اهميته يخرج من داخل البلاد ويصب في البحر المتوسط : نهر روبين، نهر العوجاء قرب يافا، نهر الزرقاء قرب قيصرية، نهر المقطع وهو قيشون المذكور في التوراة (الواقع شمالي الكرمل). وهناك تلال في الوسط تفصلها عن السهل الساحلي منطقةٌ تتمتع بطابع خاص بسبب انخفاضها : الشفاله او السهل. وهناك سهل العمق (او مرج ابن عامر) الذي سمته التوراة مرة (يه 8 :1) سهل اسد رامون (يزرعيل) ومرات “السهل الكبير” (1مك 12 :49). يسمّى الجبل بمجمله جبل الاموريين (تث 1 :7). يسمى القسم الجنوبي جبل افرايم (يش 17 :15). أما القسم الذي في الشمال والذي يسمّى الجليل فهو لا يعرف اسماً جغرافياً، لأن اسم “جبل السامرة” (إر 31 :5) وجبل نفتالي (يش 20 :7) ينطبق على أقسام من هذه المنطقة. اعلى قمة في الجنوب : قرب حلحول (1020م) قرب حبرون. وفي الشمال : جبل جرماق (1208). وشرقي قمم الوسط تمتد وادي الاردن العميقة (الغور العربة) وهي أعمق انشقاق ارض بدأ في طوروس (تركيا) وتابع طريقه (عبر البقاع اللبناني) إلى وادي الاردن وخليج العقبة والبحر الاحمر حتى البحيرات الكبرى في افريقيا الوسطى. على طول القسم الفلسطيني يجري نحو بحر الميت أهم أنهر فلسطين، الاردن. المنطقة التي تقع شرقي الاردن تشكل في الجنوب : موآب. في الوسط : عمون. وفي الشمال : باشان. يمرّ في هذه المنطقة ثلاث سواقٍ تصب في الاردن : في الجنوب ارنون، في الوسط يبوق، في الشمال يرموك (غير مذكور في التوراة). ووراء هذه الارض المأهولة تمتد الصحراء السورية العربية التي تسميها التوراة : ارض بني المشرق (تك 29 :1) والتي تعرف عشائرها وقبائلها. ووراء العربة وخليج العقبة وجنوبي البحر الميت، ترتبط هذه الصحراء “بالبرية الهائلة المخيفة” (تث 1 :19) هي شبه جزيرة سيناء التي تفصل مصر عن فلسطين. أما حدود فلسطين فتسمّى في التوراة : النقب. رابعا : السكان عبر التاريخ. وصلت الينا معطيات عن سكان فلسطين عبر اكتشافات الهياكل العظميّة في حفريات في اريحا، مجدو، بيت شان. في بداية الحقبة التاريخية أقام في فلسطين الساميون (كنعانيون، اموريون) وامتزجوا بعناصر محلّية او غريبة (غير سامية). وجاءت الحروب ونقل السكان والهجرات فمزجت الشعوب بعضها ببعض حتى لم يبق شعب واحد “نقياً”. وهكذا نكون امام مزيج من السكان ومن الحضارات. خامسا : الجغرافيا السياسية والتاريخ. السمة البارزة في تاريخ فلسطين السياسي هو تفتّت البلاد وتكوين دويلات صغيرة. وأقدم شكل لهذا الوضع هو نظام المدن وهذا ما نعرفه من خلال رسائل تل العمارنة ومن خلال التوراة حين احتلال ارض كنعان (يش 12). ضعفت مصر. تفتّتت البلاد، فصار احتلالها سهلا وسريعا. ولكن بسبب التناحر بين القبائل لم تتم الوحدة في فلسطين الا في حقبة قصيرة (الملوك الاولون) وبسبب تهديد الفلسطيين. ولكن ما إن ابتعد الخطر، حتى عادت البلاد إلى الانقسام مملكتين مستقلتين (929 ق.م.). الاولى : يهوذا التي ظلت أمينة لسلالة داود. الثانية : اسرائيل في الشمال التي امتدت صوب شرقي الاردن وخسرت طابعها الديني وانتهت في نزاعات داخلية. في نهاية القرن الثامن ضُمت فلسطين كلها (ما عدا يهوذا) إلى المملكة الاشورية المقسمة مقاطعات. ولم تحتفظ يهوذا وعمون وموآب ببعض استقلال إلاّ بعد أن دفعت جزية باهظة للمحتلّ. ولم يمض قرن من الزمن، حتى زالت مملكة يهوذا حين ضربها نبوخَذ نصر الملك البابلي (586 ق.م.). ودشّنت ولادةُ الدولة الفارسية بالنسبة إلى يهوذا، فترة بناء. ولكن لا مقاطعة “شمراين” في الشمال ولا “يهودا” في الجنوب تمتّعتا باستقلال سياسي حقيقي. كانت قسمًا كل منهما اداريًّا في المرزبة الخامسة، شأنهما شأن اشدود وعمون. كانت تضم قسما كبيرا من شرقي الاردن والمحافظة “العربية” التي ضمت جزيرة سيناء والنقب وأدومية العتيدة. بعد موت الاسكندر الكبير (323 ق.م.)، صارت فلسطين وسورية جزءا من مملكة بطالسة مصر. ولكن بعد معركة بانيون سنة 198، انتقلت فلسطين (غربي الاردن وشرقيه) الى ملوك انطاكية السلوقيين وضمَّت إلى البقاع وفينيقية. وتوسعت يهودا (او اليهودية) على حساب السامرة (1مك 10 :30؛ 11 :34)، وكوَّنت وحدة مع قسم من الجليل (القسم الباقي كان ملك المدن الفينيقية في الساحل). شكلت المنطقة الساحلية (يملكها بطليموس) الممتدة حتى حدود مصر مقاطعة “براليا” (الساحل : 1مك 15 :38). وسميت المنطقة الشمالية لشرقي الاردن : جلعادية (1مك 5). ولما ضعفت قوة السلوقيين، استطاع المكابيون أن يوحدوا الاراضي الواقعة شرقي الاردن وغربيه (165-134). ولكن النهضة السياسية والدينية لمملكة داود القديمة تعثّرت بسبب خلافات الحشمونيين الداخلية وتدخل الرومان الذين وصلوا الى آسية. وإن مقاطعة سورية التي كوّنها بومبيوس سنة 63 ق.م. ضمّت فلسطين كجزء من الامبراطورية الرومانية. وان القسم الاكبر من البلاد جُمع من جديد تحت صولجان هيرودس الكبير. ولكن هذا الملك الادومي الاصل مارس سلطته تابعا لرومة. وحين مات قُسمت مملكته. اتخذ ارخيلاوس اليهودية (مع ادومية) وانتيباس السامرة والجليل وبيرية (ما عدا ديكابوليس او المدن العشر التي كوّنها بومبيوس) وفيلبس تراخونيتيس والجولان وبتانية وحوران (مع ايطورية). بعد ان عُزل ارخيلاوس، تسلّم أرضَه والٍ روماني سنة 6 ب.م. وفي ايام يسوع كان هذا الوالي بيلاطس البنطي (26-36). وظل هيرودس انتيباس (يُذكر في الانجيل بمناسبة آلام يسوع، لو 23 :7) في الحكم حتى سنة 40 وفيلبس حتى سنة 34. من سنة 41 إلى 44 توحّدت أجزاء البلاد بقيادة اغريباس الاول (حفيد هيرودس الكبير) الذي بنى أسوار اورشليم القديمة. بعد موته، حكم الولاة الرومان المناطق الجنوبية حتى الثورة اليهودية الاولى سنة 66. سحقها تيطس سنة 70 ودمّر مدينة اورشليم. ثمّ سحق ترايانس ثورة يهودية في الشتات. كل هذا قاد البلاد إلى مسيحانية كاذبة وثورة يهودية ثانية بقيادة ابن الكوكب (132-135). أُخذت اورشليم مرة ثانية ودمِّرت تدميرا كاملا وبُني فوقها اياليا كابيتولينا.
كرمل:
بستان 1) مدينة في جنوبي شرقي يهوذا (يش 15 :55). مذكورة في 1صم 15 :12 (أسلاب شاول)؛ 25 :2، 7، 40 (بيت نابال)؛ 1صم 30 :29 (لائحة المدن)؛ 2صم 23 :35، 1أخ 11 :37. هي اليوم : الكرمل التي تبعد 11 كلم إلى الجنوب من حبرون. 2) مع اداة التعريف. هي اليوم : جبل الكرمل او جبل مار ايليا. يمتد 10 كلم حتى 20 كلم فيصل إلى البحر المتوسط. أعلى قمة فيه 552م. على السفح الشمالي الشرقي يجري نهر المقطع (قيشون). إنه صورة الجمال والازدهار باخضراره (نش 7 :5؛ إش 35 :2). وكرمل مقفر هو رمز الضيق والدمار (اش 33 :9؛ ار 4 :26؛ عا 1 :2؛ نا 1 :4). كان جبل الكرمل مأهولا منذ الحقبة السابقة للتاريخ. وقد اكتشف المنقّبون في وادي المغارة 25 هيكلا عظميًا. في القرن الخامس عشر ق.م. يُذكر جبل الكرمل في لائحة مدن تحوتمس الثالث باسم ستن كاب. في القرن الرابع ق.م. سمي الكرمل “جبل زوش المقدس”. وهناك قدم وسباسيانس ذبيحة ليحصل على معلومات عن مستقبله. يخبر 1مل 18 ان كهنة بعل كان يقدمون عليه الذبائح لالههم. وكان هناك مذبح ليهوه رمّمه ايليا. وقدم ايليا ذبيحته على الهضبة الصخرية المسماة المحرقة في القسم الجنوبي الشرقي من الكرمل حيث يخرج ينبوع. أقام اليشع بعض الوقت على الكرمل، وقدّم هناك الاتقياءُ من اسرائيل ذبائحهم (2مل 4 :23-25). 3) هذا الجبل المليء بالمغاور (وادي المغارة) يبدو بشكل حاجز كلسيّ مع ثلاثة ممرّات أو أبواب هي : يقنعام، مجدو، يبلعام، هذا إذا أردنا الذهاب من السهل الساحليّ في الجنوب إلى سهل عكا وسهل يزرعيل في الشمال، حيث يجري نهر قيشون. هناك وثيقة مصريّة تعود إلى بيبي الأول (2325-2275) تصوّر نزول الجيوش من البحر في شمال الجبال العالية المسمّاة “أنف رأس الغزال” (نشو 228، ح 10). يفسَّر هذا النصّ بعض المرّات وكأنّه يلمّح إلى جبل الكرمل الذي يُذكر في لائحة المدن التي احتلّها تحوتمس الثالث سنة 1468 ق.م. باسم “الرأس المقدّس” (راشي قدشو)، بين مدينة عكا و”كرمين” (أي الكرمل). ثمّ احتلّها رعمسيس الثاني خلال حملته إلى قادش على العاصي. مثل هذا الاسم (راشي قدشو) يدلّ على وجود معبد في هذا الموضع. كان الكرمل الحدودَ الجنوبيّة لقبيلة أشير (يش 19 :26) وزبولون (يش 10 :11، قيشون)، والحدود الشماليّة لمنسّى مع “ثلاث مدن ببقاعها” (يش 17 :11؛ رج 12 :22). من هذا القبيل يشبه الكرمل تابور الذي هو نقطة الحدود بين يساكر وزبولون ونفتالي (يش 19 :12، 22، 34). في القرن 9، كان الكرمل لفينيقية، لأنّ كهنة البعل كانوا يذبحون عليه. ولكنّه كان موضوع خلاف على الحدود، لأنّ أخاب طالب به. قد يكون هذا الجبل مذكورًا في حملة شلمنصّر الثالث (841 ق.م.) بالاسم الأكادي “ب ع ل. را ش ي”. بعد ذلك، أطلق نبوخذ نصر نداء إلى “شعوب الكرمل” لكي يحاربوا معه (يه 1 :8).
متوسط البحر، (الـ):
يُذكر مع البحر الميت ويدل على الحدود الغربية لكنعان او احدى القبائل المقيمة على الساحل. البحر الكبير : هـ ي م. غ د و ل (عد 34 :6-7؛ يش 1 :4؛ 9 :1) البحر الاقصى او الغربي : هـ ي م. هـ ا ح ر و ن (تث 11 :24، 34 :2) بحر الفلسطيين : ي م. ف ل ش ت ي م (خر 23 :31). تذكر البيبليا بحر ادرياتك، بحر كيليكية وبمفيلية (اع 27 :5). تذكر الجزر، المرافئ. ماذا نقول عمّا يُسمّى البحر الابيض المتوسط؟ يقع بين اوروبا في الشمال، وآسيا في الشرق، وافريقيا في الجنوب. يتّصل بالمحيط الاطلنطي عبر مضيق جبل طارق (عواميد هرقل)، وبالبحر الأحمر عبر قناة السويس منذ سنة 1869. مساحته ثلاثة ملايين كلم مربع. وأقصى عمقه 4400م. المدّ والجزر ضئيلان، والتيّارات لا تكاد تُذكر. أما الرياح فقد أثرت تأثيرًا كبيرًا على حركة الملاحة القديمة، بحيث لا يستطيع الناس أن يبحروا عكس الرياح. ففصلا الربيع والصيف كانا مؤاتيين للأسفار في البحر. أما عواصف أيلول وتشرين الأول ثم آذار ونيسان، فقد كانت تفرض على السفن إلاقامة في المرافئ. اذا كانت الريح مؤاتية، كان السفر من يافا إلى جبل طارق يتطلّب ثلاثة أسابيع. أما الطقس السيّئ وغياب الرياح المؤاتية، فكانا يطيلان السفر. أما المحطات في البحر المتوسط فهي الجزر : قبرص، رودس، جزر بحر ايجه، كريت، الجزر الايونيّة، مالطة، صقلية، سردينيا، الباليار. وبمختصر الكلام كان المتوسط وسيلة اتصال استفاد منه الميسينيون واليونان والفينيقيون.
مجدو:
قلعة كنعانية قديمة تذكرها النصوص المصرية ورسائل تل العمارنة. كانت واقعة على السفح الشمالي لجبل الكرمل فتسيطر مع تعناك في الجنوب وبيت شان في الشمال على كل نهر يزرعيل، وبالتالي على الطريق التي تقود من مصر إلى سورية وبلاد الرافدين. ولهذا لعبت مجدو منذ القديم دوراً هاما في تاريخ مصر : احتلّ تحوتمس الثالث المدينة حوالي سنة 1480. ونحن نقدر ان نقرأ على جدران هيكل الكرنك تقريرا عن هذا الاحتلال. لم يستطع بنو اسرائيل أن يحتلوا مجدو ولا غيرها من قلاع سهل يزرعيل (يش 17 :12 ي؛ قض 1 :27). يبدو أن داود كان اول من احتل المدينة (إش 17 :11). وجعلها سليمان قاعدة مقاطعة من مقاطعاته 12 (1مل 4 :12؛ 9 :15). يذكر شيشاق مجدو بين المدن التي احتلها. ولكن سيطرة المصريين لم تدم طويلا. ففي عهد احزيا كانت المدينة في يد الاسرائيليين (2مل 9 :27). وفي سنة 733 احتل الاشوريون مجدو وجعلوها عاصمة المقاطعة الاشورية. لا تُذكر المدينة في العهدين الفارسي والهليني. أما الرومانيون فأقاموا قرب القلعة القديمة، وسموا مستوطنتهم لجيو وهو ما نراه في الاسم الحالي : اللجوم. اما اسم مجدو اليوم فهو : تل المتسلم (يبعد 17 كلم إلى الجنوب الغربي من الناصرة، وكلم واحدًا إلى الشمال من اللجوم). وقعت المدينة على تقاطع طريقين : طريق تنطلق من الشرق إلى الغرب من بيت شان، فتمرّ في وادي يزرعيل، وتصل إلى السهل الساحلي، شمالي الكرمل، ثم تصعد الشاطئ الفينيقي. وطريق تنطلق من الجنوب إلى الشمال فتتبع طريق البحر : غزة، أفيق، ياحم، ارونا في مدخل المضيق، ومجدّو حيث يصل نهر قنه إلى سهل يزرعيل ثم بين جبل تابور وموره واخيرًا كنارت، حاصور. واحتفظت مجدو بثلاث نقاط عبور في جبل الكرمل : يقنيعام، يبلعام، تعناك مع طلعة جور (2مل 9 :27). إن سقوط مجدو بيد تحوتحس الثالث تصوّر عبور أرونا والأهميّة الستراتيجيّة للموقع كغلقة زجاجة لا مخرج لها. بدأت فيها الحفريات سنة 1903. فميّز المنقبون 20 مستوى. المستوى الاقدم يعود إلى العهد النيوليتي (العصر الحجري الحديث). اذاً أسِّست مجدو في النصف الثاني من الالف الرابع. في المستوى 9 نشاهد اثار احتلال تحوتمس الثالث للمدينة. يدل المستوى 5 على تصميم غير منظم : لا أبنية ضخمة، لا حجارة جميلة، والآنية الفخارية غريبة. يقابل هذا المستوى زمن الفلسطيين أو زمن اسرائيل القديم. ينقسم المستوى 4 إلى قسمين : 4أ (سليمان) 4ب (داود). كان 4 أ مخيما عسكريا مع سور واسطبلات كبيرة (1مل 9؛ 18ي). وتحسَّن تمويُن المدينة بالماء. وظل هذا المخيم قائما حتى القرن 9. لا نجد آثار تدمير في أيام شيشاق، ولكننا نجد نصُباً يحمل اسم هذا الفرعون. ويبين المستويان التاليان أن المدينة انكسفت امام السامرة. ويدل المستوى الأعلى على آثار دمار فظيع تمّ حوالي سنة 600 ق.م. ذُكرت مجدو للمرة الأول في “حوليات” تحوتمس الثالث، في خبر الاستيلاء على المدينة بعد حصار دام سبعة أشهر (كان ضد حلف سوري فلسطيني). فخضعت المدينة لمصر التي جعلت فيها حامية حسب ما تقول رسائل تعناك. أما امينحوتب فخيّم خلال حملته الثالثة (1430) في جوار مجدو. فجاؤوا إليه بالملك جباشمن. وأقام موفد من مجدو في قصر فرعون، في الوقت عينه. هذا يعني أن وضع المدينة هو وضع المدينة الدولة المصرية كما تقول رسائل تل العمارنة. خلال حقبة تل العمارنة، دلّ ملك مجدو على ولائه للفرعون واتهم الامراء المجاورين (ولا سيّما أمير شكيم) بالتآمر على مصر بمساعدة “عبيرو” (رسائل 234، 242-245). احتلّ سيتي الأول المدينة خلال حملته الأولى (1304). وخلال حكم رعمسيس الثاني (1290-1224)، ذُكرت مجدو مع مدن المنطقة في رسالة لاذعة إلى الكاتب الملكي (نشو 477). احتلّ شيشانق (945-925) المدينة خلال حملته على مملكة الشمال (1مل 14 :25). وهذا ما يدلّ عليه جزء من مسلّة. وحين الانقلاب على بيت عمري، جرح ياهو احزيا (ملك اورشليم) في “عقبة جور” فمات هناك سنة 733-732. احتلّ تغلت فلاسر شمالي مملكة الشمال في حملته على شاطئ المتوسط، وكوّن مقاطعة مجدو (في الاكادية) بحسب اسم عاصمتها. هناك قُتل يوشيا، ملك يهوذا، حين أراد أن يوقف مسيرة الفرعون لمساعدة ملك أشورية، سنة 609 (2مل 23 :29؛ 2أخ 35 :22). يُذكر السهل الذي تجاه مجدّو في قول حول تجديد أورشليم (زك 12 :11). وانحطّت المدينة، وجُعل بقربها مركز عسكريّ في خربة لجون. وأخيرًا نجد ذكرًا لهرمجدون (جبل مجدو) كموضع للقتال بين قوى الله وقوى الشرّ (رؤ 16 :16)
نبو:
1) جبل يبعد 19 كلم إلى الشرق من الاردن، على مستوى أريحا (388م فوق سطح البحر). هناك مات موسى (تث 32 :49ي؛ 34 :1؛ رج 2مل 2 :4). 2) مكان عند سفح جبل نبو. من أواخر محطات الخروج (عد 33 :47). هو مدينة لرأوبين (عد 32 :3، 38؛ 1أخ 5 :8)، ثم لموآب (إش 15 :2؛ ار 48 :1، 22) ناباتا (في اليونانية : ندابات). رج 1مك 9 :37. 3) موضع في يهوذا (قد يكون نوب). أقام فيه بنو اسرائيل بعد عودتهم من السبي (عز 2 :29 نح 7 :33). بعض أهل نبو تركوا نساء هم الغريبات (عز 10 :43). 4) اله الكتابة والحكمة وترجمان الاله بال وابنه في البلاد الاشورية والبابلية. رآه اش 46 :1 يسقط بعد سقوط بابل. في الاصل إله بورسيبا (اليوم برس غرور). صار ابن مردوك وأخذ مكانه مع سلالة بابل الكلدائيّة (القرن 6 ق.م.) وهذا ما نشهده في اسماء العلم : نبوفلاسر، نبوخذنصر، نبونيد، حيث نبو هو الاسم الالهي. كان امين سر والده، فدوّن قراراته. منذ القرن 8 ق.م.، وُجدت كتابة أشوريّة في شأنه تقول : “أيًا كنت في المستقبل، اتّكل على نبو ولا تتكل على إله آخر”. اسم زوجة نبو : تشماتو أي الاستجابة.
يافا:
الجميلة. في العبريّة : يفو. مدينة قديمة جدًّا. تقع على شاطئ البحر المتوسّط. سكنها الناس منذ العصر الحجريّ، وهي مذكورة في حملات تحوتمس الثالث (1481-1448) ضد سورية، كما تقول الكتابة على جدران أمون (في الكرنك)، وفي رسائل تل العمارنة وفي الكتابات الأشوريّة. يجعل يش 19 :46 مدينة يافا لقبيلة دان، ولكنّها ظلّت في الواقع في يد الفلسطيّين. ولكن بني إسرائيل استعملوا مرفأ يافا لأنّه كان المرفأ الوحيد على شاطئ فلسطين. وإذا عدنا إلى كتابة أشمون عازر، نرى أنّ يافا كانت تحت حكم الفينيقيّين حتى في العهد الفارسيّ. سنة 144 ق.م. احتلّها سمعان المكابيّ وأدخل إليها العادات اليهوديّة (1مك 10 :75؛ 11 :6؛ 12 :33؛ 13 :11؛ 14 :5، 34؛ 15 :28، 35؛ 2مك 12 :3-7). حرّرها الرومان وضمّوها إلى مقاطعة سورية. بعد هذا ضمّها يوليوس قيصر إلى الدولة اليهوديّة. وظلّت بين يديّ اليهود ما عدا خلال السنوات 35-40 ب.م. حلَّ فيها بطرس بعض الوقت (أع 9 :34). وفيها أقام طابيثة من الموت (9 :36-42). ونزلت عليه رؤية الحيوانات الطاهرة والنجسة (أع 10 :9-16)، قبل أن يذهب إلى قيصرية لكي يعمّد كورنيليوس الضابط الوثني. كانت يافا أفضل المرافئ في جنوب الكرمل قبل بناء قيصريّة على يد هيرودس الكبير. عند ذاك صارت يافا المرفأ الثاني. ولكنها استعادت مكانتها بعد دمار قيصريّة. ارتبطت بيافا، اسطورة اندروميد الذي رُبط إلى صخر وحُكم عليه بأن يفترسه وحش بريّ تهدئة لغضب يوسيدون. وفي النهاية حرّره فرساوس (يوسيفوس، الحرب 3 :41-42). تُذكر يافا للمرة الأولى بين المدن التي احتلّها تحوتمس الثالث. تروي الحكاية أن تحوت، قائد جيش تحوتمس، أدخل رجاله إلى المدينة بعد أن خبأهم في سلال جعلها على جمال أرسلها إلى حاكم المدينة (نشو 22-23). خلال حقبة تل العمارنة، كانت في المدينة حامية مصرية للمحافظة على الأمراء (رسائل 138، 294، 296). في زمن رعمسيس الثاني (القرن 13) امتدح الموظف الملكيّ جمال حدائق يافا ومهارة الصنّاع فيها (نشو 478). يافث ابن نوح (تك 6 :10؛ 7 :13؛ 9 :18). إنّ برَكة نوح (تك 9 :27) جعلت اسمه يشتقّ من فعل “فتح” (الذي يعني أيضاً وسّع : فليوسع الله له وليفتح الأرض أمامه). في لائحة الشعوب (تك 10 :1-5) هو أحد أجداد البشريّة الذين جاؤوا بعد الطوفان. أنظر عند اليونانيّين : يافيتوس والد بروميتاوس وجدّ (خالق) البشريّة. إنّ بركة نوح (ليوسع الربّ ليافت، ليسكن في خيام سام، ليكن كنعان عبدًا له) تعبّر عن فكرة وهي أن الهندو أورويّين (الذين يشكّلون مع الشعوب الآسيويّة نسل يافت) يشكّلون الطبقة الحاكمة في آسية الصغرى وشماليّ بلاد الرافدين وفلسطين. وهناك يافت في يه 2 :15، ولكننا لا نعرف أرضه.
يهودية، (الـ):
الاسم الهليني والروماني للقسم الفلسطيني الذي أقام فيه اليهود. نحن هنا أمام صفة : يودايا كورا أي الكورة (المنطقة، الارض) اليهودية. أول من استعمل الكلمة كان كلايارك (قائد جيش يوناني حوالي 320 ق.م.) ثم يوسيفوس. وهو يعود عند المكابيين وفي العهد الجديد. إنه يذكرنا بيهود وهو اسم هذا البلد الرسمي خلال حكم الفرس. وهو يرجع إلى يهوذا. في أيام المكابيين، شكّلت اليهودية بلداً صغيراً يحده الاردن، ادومية، لدة، رمتائيم. وخارج تلك المنطقة، كان يهود عديدون. وستُضم المناطق التي يعيشون فيها إلى نواة اليهودية القديمة على يد المكابيين. وفيما بعد فُرض عليهم الدينُ اليهودي وممارساته بالقوة (يوحنا هرقانوس الاول، ارسطوبولس). وهكذا اتخذ اسم اليهودية مضمونا أوسع، فدلّ على اليهودية بحصر المعنى مع المقاطعات السامرية (افيرامة، رمتائيم، لدة). هذا هو المعنى في العهد الجديد الذي يذكر مع اليهودية السامرة والجليل، أو مملكة الحشمونيين أو مملكة هيرودس (لا نجد هذا المضمون إلا في العهد الجديد)، أو هذا القسم من مقاطعة سورية التي حكمها من سنة 16 إلى 41 ولاة رومانيون (لو 3 :1). في أع 1 :8 ومت 19 :1 تحمل كلمة اليهودية معنى عرقيا. أما في أع 2 :9 فقد تدل على فلسطين كلها.
يهوذاوي:
من قبيلة أو من أرض يهوذا. كانت يهوذا أرضًا جغرافية. هي اسم منطقة مثل افرايم ونفتالي. اعطت اسمها لقبيلة أقامت فيها. ثم وجدت القبيلة اسم جدّ لها هو يهوذا بن يعقوب.
No Result
View All Result
Discussion about this post