الرب يسوع في الجليل
خرائط الكتاب المقدس
قضى الرب يسوع فترة طويلة من أيام خدمته , متجولاً في أقليم الجليل , يعظ الناس , و يشفي مرضاهم . و حول بحيرة الجليل , تناثرت عدة مدن مكتظة بالسكان . بدأ الرب يسوع خدمته , في مدينة كفر ناحوم , التي يعمل معظم سكانها في صيد اﻷسماك . و قد اكتسبت تلك المدينة شهرة , لوقوعها على الطريق الروماني بين مصر و دمشق . و لبحر الجليل , أسماء آخرى , هي بحيرة طبرية و جنيسارت .
أردن:
يُسمّى الاردن في العهد القديم : يَردن، دومًا مع أداة التعريف : ها يردن، ما عدا في أي 40 :23؛ مز 42 :7. يتكوّن الاردن (في لبنان) في جنوبي حرمون من نهر بانياس (نبعه في حرمون) ونهر اللدان (نبعه قرب تل القاضي). وينضم إليهما نهر الحاصباني (نبعه في حرمون). يعبر الاردن سهلاً خصبًا فيكوّن بحيرة الحولة أو بحيرة ميروم. ويترك بحيرة ميروم ويجري انطلاقًا من جسر بنات يعقوب نحو الجنوب عبر مجرى صخرّي، فيصب في بحيرة جنّاسرت. ويخرج من الزاوية الجنوبية الغربية لبحيرة جنّاسرت ويصل عبر تعرّجات طويلة إلى البحر الميت. في طريقه يصب فيه روافد أهمها يرموك، يبوق. هناك 110 كلم بين بحيرة جنسارت والبحر الميت، ينزل فيها النهر من 208 م تحت سطح البحر إلى 390 مترًا. هذا القسم من نهر الاردن، يسمّى الغور (غور العرب)، وفيه سلسلة من الواحات الخصبة التي كان يسكنها في الماضي الأُسود (إر 49 :19؛ 50 :44؛ رج 12 :5). يسمي العهد القديم هذه المنطقة أعالي “كبرياء، زهو” (زك 11 :3). ونحسّ بالبحر الميت من بعيد فيتحوّل المنظر إلى صحراء مقفرة. فبين بحيرة جنّاسرت والبحر الميت نستطيع أن نعبر الاردن عند مجازات خاصة قرب بيت شان وأريحا (يش 2 :27؛ قض 3 :28؛ أم 19 :19، 32)، الدامية (أدمة : قض 12 :5)، بيت بارة (قض 7 :24) بيت عنيا (يو 1 :28). وإن الاردن يشكّل حدودًا بين كنعان وشرقي الاردن. وخلال التاريخ البيبلي نراه يفصل بين سكان الضفتين ولا يوحّد. شكّل الأردن حدود الأرض المقدّسة، فصار بدوره مقدّسًا. فهناك موضوع بيبليّ (موضوع الأردن) يمتزج بنصوص الشريعة والاخبار التاريخيّة، ويتلوّن بلونها بانتظار أن يفرض نفسه عليها. ففي البنتاتوكس وبعض نصوص يشوع، يظهر دور الأردن بشكل واضح كالحدّ الفاصل بين أرض الموعد وغيرها (عد 34 :11-12؛ رج يش 23 :4؛ حز 47 :18). وهو بالتالي يشكّل حدود القبائل التي أقامت في كنعان : ابنا يوسف (يش 16 :7)، بنيامين (يش 18 :12، 19، 20)، يساكر (يش 19 :22). وشمالي بحر طبرية نجد نفتالي (يش 19 :35). في أخبار سفر التكوين، اعتُبر سهل الأردن خصبًا، فشكّل للوط تجربة سقط فيها. أما ابراهيم فلم يسقط (تك 13 :10-13). وكانت لابراهيم مغامرة حربيّة شرقيّ الأردن عاد بعدها إلى غربيّ الأردن (تك 14 :14-15). أمّا موقع المذابح والأشجار المقدّسة فهي كلّها في كنعان، في غربيّ الأردن. ويعقوب الذي كان في الشرق لم يبنِ هناك أي مذبح (تك 32 :3، 31)، وذلك بعد صراعه مع الربّ. فإقامته الطويلة والمفيدة في عبر الأردن، لم تكن بالنسبة إليه سوى منفى سوف يتركه سريعًا (تك 32 :11). والطقوس الجنائزيّة التي تتمّ في شرق الأردنّ تنتهي بالدفن في حبرون (تك 50 :10-13). كلّ هذا يعكس فكرة ثابتة عن أرض الموعد وحدودها. ففي أخبار الاحتلال مع يشوع، يحاول النصّ مرارًا أن يبيّن أنّ إقامة قبيلتين ونصف قبيلة في شرق الأردنّ أمرٌ شرعيّ. فقد تمّ بأمر موسى ومساعدة كل بني اسرائيل (عد 32 :5-32؛ تث 3 :8-9؛ يش 13 :8-32). هكذا تمّ وهكذا تنظّم كما يقول تث 4 :41-49؛ يش 20 :8؛ 21 :27، 36-39. فالمحاربون تبعوا يشوع متضامنين تضامنًا كلّيًّا، وتابوت العهد في المقدّمة نحو الضفّة الغربيّة، فردّوا لإخوتهم الخدمة التي نالوها منهم (يش 1 :12-18). ولكن بما أنه ليس للضفة الشرقيّة ذات الطابع القدسيّ، فقد بنت القبائلُ هناك مذبحًا (يش 22 :4-34). إذن، الحدود القدسيّة لا تفرض نفسها على سكن بني اسرائيل وحياتهم اليوميّة. لهذا، يُسمح لهم أن يعيشوا خارج الأرض المقدّسة. أن نكون هنا أمام نظرة مثاليّة، فواضح من عدد كثير من النصوص في قض وفي 1-2صم. فكل ما نستطيع قوله هو أن التضامن بين بني اسرائيل يتّضح حين يذهب أبناء ضفّة لمساعدة أبناء ضفّة أخرى كما حدث في جلعاد. ولكن بجانب المغامرات القبليّة، هناك مغامرات أخرى يقف فيها الأنبياء بشكل له دلالته، بالنسبة إلى الأردنّ. فموسى ما استطاع أن يعبر النهر رغم توسّلاته الدامعة (تث 3 :25-27؛ 4 :21-22؛ 31 :2). وذلك في نهاية حياته. وهكذا بدا سفر التثنية وكأنه وصيّته الأخيرة، وقد قال ما قال عند الضفّة الشرقيّة (تث 1 :1-5؛ 11 :30-31). حُذِّر بنو اسرائيل من تجارب يتعرّضون لها (تث 9 :1). وحين يبنون المعابد يدلّون على أنهم صاروا شعبًا ناضجًا (تث 12 :10؛ 27 :2، 4، 12). عندئذٍ تكون الخيارات حاسمة (تث 30 :8-19). لهذا، لا بدّ من تعليم الأجيال الآتية، لأن حياتهم ستكون على المحكّ (تث 31 :3؛ 32 :47). يبدو أنّ هذه النصوص دوّنت بعد المنفى، في أرض بابل. ساعة زالت قبائل وراحت أخرى نحو الزوال. ولكن يبقى أن شريعة موسى تأخذ في ذاتها الماضي البعيد والمستقبل القريب، فتقدّم الأرض المقدّسة كوعد ومحنة، وتنظّم حياة الشعب في كل زمان ومكان. أتمّ يشوع المواعيد أولاً حين عبّر بني اسرائيل الأردن (يش 1 :2؛ 2 :7-10؛ 3 :1-17؛ 24 :11). وقد روت كرونيكة من القرون الوسطى كيف أن الجبل انهارَ، وقُطع النهر ساعات عديدة سنة 1267. ولكن مهما يكن من أمر (وقد يكون الكاتب الملهم أبرز الأمور وعظّمها فجعل الشعب يمرّ في الربيع وفيضان النهر، لا في الخريف وجفافه)، فالخبر البيبليّ لعبور الأردن قد جاء في أسلوب خاص واستلهم تطوافات تابوت العهد في حياة الشعب. وهو قريب جدًّا من خبر عبور البحر الأحمر الذي يتقابل معه : فالدخول إلى أرض الموعد يقابل الخروج من أرض العبوديّة. وإيليا وُلد في عبر الأردن، في شرقيّ الأردن، في جلعاد، واستعدّ هناك لرسالته النبويّة (1مل 17 :1-7). وبعد أن طهّر الأرض المقدسة من عبادة بعل بأقواله وأعماله، عبر النهر من جديد ليأخذه الله إليه بعد أن أخذته عاصفة رمليّة (2مل 2 :6-13). ومعجزة المياه التي انفتحت لتترك إيليا يمرّ، سوف تنفتح أيضاً من أجل تلميذه أليشع. هذا ما يدلّ على أنّ للخبر معنًى روحيًّا : فإيليا يشبه موسى في أمور عديدة (1مل 19). فالنبوءة، شأنها شأن الشريعة، تأتي من الخارج ولا تزال تحمل الخلاص للشعب العائش في المنفى. غير أنّ خبر نعمان الأرامي يدلّ على أن لمياه الأردن طابعًا مقدّسًا يتيح لها أن تطهّر الغريب من برصه. وهكذا عاد ذاك الذي هو “عدوّ” إلى بيته بعد أن حمّل على بغليه ترابًا من الأرض المقدّسة (2مل 5 :1-17). وفي الأسفار الحكميّة، نجد تلميحات نادرة إلى الأردن، وهذا ما يدلّ على أنّ هذا النهر لا يحتلّ في ذاكرة اسرائيل الناشطة، المكانة التي يحتلّها البحر (مز 141 :3-5؛ سي 24 :26). ونقول الشيء عينه عن الكتابات المنحولة، حيث لا يُذكر النهر إلاّ بصورة عابرة وبمناسبة توسّع في التوراة. وحدها “سيرة آدم وحواء” تقدّم إشارة أصيلة : تاب آدم وحواء عن خطيئتهما فغطسا في المياه أيامًا طويلة، هي في دجلة وهو في الأردن. هنا نتذكّر عماد المهتدين إلى اليهوديّة، واغتسالات الأسيانيّين اليوميّة، والتوضؤ الطقسيّ الذي ما زال يُعمل به في العالم اليهوديّ. غير أنّ ذكر الأردن هنا قد يكون مدسوسًا بيد مسيحيّة. في العهد الجديد، يمكن أن نعتبر كرازة المعمدان على شاطئ الأردن كتنشئة توضح دوره كإيليّا الجديد (مت 3 :5؛ لو 3 :3؛ رج يو 1 :28؛ 3 :26). وحين يقول مت ومر إنّ يوحنا يعمّد التائبين في النهر (مت 3 :6؛ مر 1 :5)، نفهم أنّ الخاطئ يبدو كمنفيّ، ولو أقام في أرض إسرائيل. فعليه أن يتطهّر من خطيئته عابرًا النهر من جهة إلى أخرى : فالحدود الماديّة ترمز إلى الحدود الروحيّة. وحين يتبع يسوع بدوره الطريق عينها، يصبح المشهد معبّرًا سواء ارتبط بالحدث أو بمبادرة الإنجيليّين (مت 3 :13؛ مر 1 :9؛ لو 4 :1). لهذا قام أوريجانس وتبعه آباء كثيرون وأسرة من المخطوطات اليونانيّة، فجعلوا محل “بيت عنيا” (يو 1 :28)، “بيت عبارة” الذي قد يكون مجازًا ارتبط بمرور يشوع. وفي شكل مماثل، جعل متى ومرقس يسوع يصل إلى عبر الأردن قبل أن يبدأ مسيرته الملوكيّة نحو أورشليم لينال فيها معموديّة أخرى مؤلمة (مز 10 :38-39؛ رج مت 19 :1؛ لو 12 :50). وفي التقليد المسيحيّ، احتلّ الأردنّ مكانة هامة في العبادات التي تمارس في الأرض المقدّسة. يكفي أن نذكر الأديرة والمناسك بجانب النهر، حيث الرهبان يتذكّرون موسى وإيليا. كما نشير إلى اغتسال المسيحيّين الشرقيّين الذي كانت روسيا ترسلهم جماعات. وفي أيامنا، يتابع العرب والقبارصة واليونان التقليد عينه بقدر ما تسمح لهم السلطات العسكريّة. وفي الفنّ المسيحيّ ولا سيّما في الإيقونوغرافيا، يصوّر النهر بشكل بشريّ على مثال الأنهر التي ألّهها الوثنيّون.
بتولمايس:
رج بطلمايس.
بيت صيدا:
بيت الصيد. بلدة على الشاطئ الشماليّ لبحيرة جناسرت. موطن الرسل فيلبس وأندراوس وسمعان بطرس (يو 1 :44؛ 12 :21). في بيت صيدا شفى يسوع أعمى (مر 8 :22-26). ولكنه أعلن أسفه عليها كما على البلدات المجاورة (كورزين، كفرناحوم) لأنّ أهلها لم يؤمنوا ولم يتوبوا (مت 11 :21). جعلها هيرودس فيلبس مدينة (يو 1 :44) وسمّاها يوليا على اسم ابنة اوغسطس. المكان القفر الذي كان مسرح أوّل تكثير للخبز (مر 6 :31 وز؛ يو 6 :1-11) هو قريب من بيت صيدا. كانت يوليا حيث التلّ على الشاطئ الشماليّ الشرقيّ للبحيرة. ولكن آثار ضيعة الصيّادين قد غطّتها الأوحال التي يحملها الأردنّ ويصبّ في هذا المكان من البحيرة.
بيت عنيا:
بيت العناء والحزن. 1) بلدة على السفح الشرقيّ لجبل الزيتون. هي في العهد القديم عننيا (نح 11 :32). اليوم : العازارية. تبعد 3 كلم عن أورشليم على طريق أريحا (يو 11 :18؛ مر 11 :1؛ لو 19 :29). كان لسمعان الأبرص بيت هناك (مت 26 :6). استضاف فيه يسوع وجاء ت امرأة فسكبت الطيب على رأس المعلّم. ذهب يسوع إلى بيت عنيا مرارًا قبل آلامه، وقضى هناك بعض لياليه (مت 21 :17؛ مر 11 :11). في بيت عنيا عاشت مرتا ومريم. وفيها أقام يسوع لعازر من الموت (يو 11 :1 ي). تُذكر بيت عنيا في دخول يسوع إلى أورشليم (لو 19 :29؛ مت 21 :17) وصعوده إلى السماء (لو 24 :50). 2) يو 1 :28. المكان الذي كان فيه يوحنا يعمّد. الاسم العبريّ : بيت عينون (بيت العيون) أو بيت عنيا (أي بيت السفن). وهناك مخطوطات ونصوص آباء تقول : بيت بارة (أو بيت العيون)، عربه (بيت العربة، رج يش 15 :6؛ قض 7 :24). قد تكون اليوم تل الموشى.
تابور:
) جبل على حدود قبائل يساكر وزبولون ونفتالي (588م فوق البحر). هناك جمع باراقُ جيشه قبل أن يهاجم سيسرا (قض 4 : 6، 12، 14). وهناك مات إخوة جدعون في معركة ضدّ مديان (قض 8 : 18). تابور يرمز إلى العظمة والقوّة. لهذا يشبَّه بالكرمل (إر 46 : 18) وحرمون (مز 89 : 13). لا شكّ أنّه كان معبدٌ على قمّة جبل تابور (هو 5 : 1؛ رج تث 33 : 19). هناك تقليد يعود إلى القرن 3 ويعتبر أن تابور هو جبل تجلّي يسوع (مر9 : 2-8). 2) مدينة في زبولون. تقع على حدود يساكر (يش 19 : 22). أعطيت للاّويّين من عشيرة مراري (1أخ 6 : 62). تقع على سفح جبل تابور. 3) سنديانة تابور (1صم 10 : 3).
يرموك:
الوادي المقدس (هيروميخوس في اليونانية). رافد شرقي الاردن. لا تذكره البيبليا. بل المشناة (فره 8 :10؛ رج التلمود بابا بترا 74ب). لا يمكن أن تستعمل مياهه في خدمة الهيكل، لأنها آتية من أرض وثنيّة. هناك سواق عديدة تنبع في حوران وتكوّن اليرموك الذي يصب في الاردن جنوبي بحيرة طبرية. اسمه الحالي : شريعة المناذير.
يزرعيل:
الله يزرع 1) سهل يمتد شمالي غربي فلسطين. هو اليوم : مرج ابن عامر. اسمه في العهد القديم من اسم مدينة يزرعيل التي على حدوده. يشكّل سهلُ يزرعيل مثلَّثاً بين جبل الكرمل والجلبوع والجليل. يسقيه قيشون وروافده. كان سهل يزرعيل معبراً مهماً من الشرق إلى الغرب عبر جبال غربي الاردن. وكانت تحميه حصون عديدة : مجدو، تعناك، يبلعام، شونم، بيت شان. وكان أيضا مسرحاً تقليدياً للمعارك في فلسطين (قض 4 :12-5 :31، باراق؛ 2مل 22 :29ي : يوشيا). 2) مدينة على حدود سهل يزرعيل. في الاصل كانت تابعة لشونم. ولكنها اتخذت أهمية كبرى حين بنى فيها اخاب قصره (1مل 21 :1). في يزرعيل قُتل نابوت (1مل 21 :1-16)، وأُفنيت عائلة أخاب (2مل 9 :16-10 :11). الاسم الهليني للمدينة والسهل : اسدرالون. الاسم الحالي : زرعين التي تبعد 25 كلم إلى الجنوب الشرقي من يافا. يجعلها أوسابيوس القيصري في “الاسمائيات” بين سيتوبوليس (بيت شان) ولاجيو، القريبة من مجدو. لم تعرفها مصادر الألف الثاني. كانت مدينة ليساكر (قض 19 :18). سيطر عليها الكنعانيون مدة طويلة بسبب مركباتهم (يش 17 :16؛ قض 1 :27). 3) مدينة في جنوبي شرقي يهوذا (يش 15 :56؛ 1أخ 4 :3؛ 1صم 25 :43). 4) اسم رمزي لبكر النبي هوشع (هو 1 :4).
جرجاسة:
اسم يرد في بعض مخطوطات لو 8 :26. يقول إيرونيموس إن جرجاسة هي مدينة قرب بحيرة طبريّة. ولكن أوريجانس يشك في صحة الاسم. رج جرجاسيون أو * جرجاشيون.
جرشون:
رج تك 46 :11؛ خر 6 :16 ي؛ 1أخ 5 :27؛ 6 :1 ي. هو بكر لاوي. جدّ المجموعة اللاويّة، أي جدّ الجرشونيّين ومن يتفرّع عنهم : لبني، شمعي (خر 6 :17؛ عد 3 :18؛ 1أخ 6 :2). يقول عد 3 :16-26 عدد الجرشونيّين (بني جرشوم) (7500)، وموقع تخييمهم قرب المسكن، ورئيس عائلتهم الياساف، وعملهم في المسكن. ويصوّر عملهم بالتفصيل في عد 4 :21-28؛ رج 10 :17. يعدِّد يش 21 :27-33؛ 1أخ 6 :56-61 مدن الجرشونيّين (بني جرشوم) حسب يشوع. في قبيلة منسّى : جولان، عشتاروت (بصره). في قبيلة يساكر : قشيون، دبرة، يرموث، عين جنيم. في أشير : مشآل، عبدون، حلقت، رحوب. في نفتالي : قادش (في الجليل)، حموت، قرتان. وحسب 1أخ، جولان، عشتاروت (منسى)، قادش، دبرات، راموت، عانيم (يساكر). ماشال، عبدون، حقوق، رحوب (أشير)، قادش (الجليل)، حمّون، قريتايم (نفتالي).
جليل:
اسم يونانيّ للقسم الشماليّ من جبل غربيّ الأردن. ترجع جليل إلى العبريّة “جليل” التي تعني مقاطعة، بقعة. مثلاً في يش 13 :2. كلّ جليلوت فلشتيم. أي كل بقاع الفلسطيّين (رج يوء 4 :4). واستعملت الجليل كاسم علم لمقاطعة فلسطين الشماليّة في يش 20 :7؛ 21 :32؛ 1أخ 6 :61 (مع قادش). في أيام سليمان الذي قدّم 20 مدينة من أرض الجليل إلى حيرام، ملك صور (1مل 9 :11-13)، كانت المنطقة واقعة بين الحدود الشماليّة لسهل يزرعيل ونهر القاسميّة. وبعد مزج السكان الأصليّين مع العناصر الوثنيّة التي جاء بها تغلث فلاسر (2مل 15 :29؛ طو 1 :1-2)، صار الكتاب يتحدّث عن جليل الأمم (إش 9 :1؛ متى 4 :15). في أيام المكابيّين، كان اليهود قلّة في الجليل (1مك 5 :4-23). كانت الأرض في ذلك الوقت في يد مدن فينيقيّة. بعد أن احتلّ بومبيوس فلسطين، صارت الجليل مقاطعة في مملكة يوحنا هرقانوس الثاني (عاصمته : صفوريّة) ثمّ في مملكة هيرودس. بعد موت هيرودس، شكّلت الجليل مع بيرية، تتراخية هيردوس انتيباس (4 ق.م.-37 ب.م.). بعد ذلك، ضُمّ الجليل إلى مملكة هيرودس أغريباس الأول (39-44). ثمّ حكمه والٍ رومانيّ يقيم في قيصريّة. أهمّ مدن الجليل المذكورة في العهد الجديد هي : * بيت صيدا، * قانا، * كفرناحوم، * الناصرة، * طبريّة. بالنسبة إلى بحيرة جنيسارت (مت 14 :34؛ مر 1 :16؛ 7 :31؛ يو 6 :1) رج * جناسرت. على المستوى الجغرافي والاداريّ، امتدّت الجليل شرقي الاردن، من بيت شان (سيتوبوليس) حتى بحيرة الحولة. في الغرب حدّها الساحلُ الممتدّ من صور إلى جابا. وإذا وضعنا جانبًا موضعه الصالح للتبادل التجاريّ، فالجليل لا يشكّل وحدة طبيعية : نستطيع أن نرى فيه ضمن مناطق : السهل الساحليّ، الجليل الأعلى، سهل يزرعيل (من بيت شان إلى جبل الكرمل)، الأردن. حسب الكرونولوجيا في الأناجيل الإزائيّة، مارس يسوع رسالته الأولى في الجليل. أما إذا تبعنا يو، فيبدو أن يسوع تنقّل من اليهوديّة إلى الجليل (4 :43-47؛ 4 :54؛ 7 :9). عُرف أهل الجليل بطريقة كلامهم (مت 26 :73؛ رج مر 14 :70؛ لو 22 :59). واعتبر الجليل منطقة لم تعطِ نبيًا واحدًا (يو 7 :52). إن يهوذا ابن غامالا الذي يعتبر مؤسِّس شيعة الغيورين قد سمّي الجليليّ (أع 5 :37). هذا يعني أن اللفظة ارتدت رنّة سياسيّة مع المفهوم الجغرافيّ. في هذا المجال، كان حديث عن ثورة الجليليين على هيرودس (يوسيفوس، العاديات 14 :45؛ رج لو 13 :1).
جليل، (بحر الـ ~):
رج * جنيسارت * طبرية.j
جنيسارت:
هو بحر طبريّة وبحر الجليل. يسمّى في العهد القديم بحيرة أو بحر كنارة (كنَّرت) (عد 34 :11؛ يش 12 :3؛ 13 :27) باسم مدينة كنارة في نفتالي (تث 3 :17؛ يش 11 :2؛ 19 :35) المذكورة أيضاً في النصوص المصريّة والتي هي اليوم : تل العموريّة على الضفّة الشماليّة الغربيّة وشماليّ كفرناحوم التي بُنيت فيما بعد. تعرف التوراة اليونانيّة اسم جناسر (1مك 11 :67) أو جنيسارت الذي يشتقّ من كلمة “جن” أي الجنة. بعد هذا صارت جناسر هي كنارة (في الأصل لم تكن علاقة بين الاثنين). تدلّ جنيسارت على سهل الغوير الخصب الواقع غربيّ بحيرة طبريّة (مت 14 :34؛ مر 6 :53) وتدلّ على المدينة التي لا تذكرها البيبليا (خرائب عيد المنية الحاليّة) والتي بُنيت في العهد الروماني في المكان الذي كانت فيه الكنارة القديمة. من هنا اسم بحيرة جنيسارت فقط هنا (مرّة واحدة في العهد الجديد. لو 5 :1) بينما يتكلّم العهد الجديد في مكان آخر عن بحيرة الجليل (مت 4 :18؛ مر 1 :16؛ 7 :31). أو بحيرة طبريّة (يو 6 :23،21 :1. وكذلك كتابات الرابينيّين). الاسم الحاليّ للبحيرة بحيرة طبرية. طوله الأقصى من الشمال إلى الجنوب 21 كلم، وعرضه الأقصى من الشرق إلى الغرب 12 كلم. يتراوح عمقه بين 42 و 48 م، مساحته : 144 كلم مربع. يتراوح مستواه تحت سطح البحر المتوسط بين 208 و 210 م. مياهه حلوة وصافية وكثيرة السمك. ولم يزل الصيد جاريًا عليه في أيامنا. يعرف بحر الجليل العواصف الهوجاء. كان سكان القرى المحيطة بالبحيرة في زمن المسيح أكثر ممّا هم عليه الآن ولا سيّمَا على الضفّة الغربيّة.
جنيسارت:
هو بحر طبريّة وبحر الجليل. يسمّى في العهد القديم بحيرة أو بحر كنارة (كنَّرت) (عد 34 :11؛ يش 12 :3؛ 13 :27) باسم مدينة كنارة في نفتالي (تث 3 :17؛ يش 11 :2؛ 19 :35) المذكورة أيضاً في النصوص المصريّة والتي هي اليوم : تل العموريّة على الضفّة الشماليّة الغربيّة وشماليّ كفرناحوم التي بُنيت فيما بعد. تعرف التوراة اليونانيّة اسم جناسر (1مك 11 :67) أو جنيسارت الذي يشتقّ من كلمة “جن” أي الجنة. بعد هذا صارت جناسر هي كنارة (في الأصل لم تكن علاقة بين الاثنين). تدلّ جنيسارت على سهل الغوير الخصب الواقع غربيّ بحيرة طبريّة (مت 14 :34؛ مر 6 :53) وتدلّ على المدينة التي لا تذكرها البيبليا (خرائب عيد المنية الحاليّة) والتي بُنيت في العهد الروماني في المكان الذي كانت فيه الكنارة القديمة. من هنا اسم بحيرة جنيسارت فقط هنا (مرّة واحدة في العهد الجديد. لو 5 :1) بينما يتكلّم العهد الجديد في مكان آخر عن بحيرة الجليل (مت 4 :18؛ مر 1 :16؛ 7 :31). أو بحيرة طبريّة (يو 6 :23،21 :1. وكذلك كتابات الرابينيّين). الاسم الحاليّ للبحيرة بحيرة طبرية. طوله الأقصى من الشمال إلى الجنوب 21 كلم، وعرضه الأقصى من الشرق إلى الغرب 12 كلم. يتراوح عمقه بين 42 و 48 م، مساحته : 144 كلم مربع. يتراوح مستواه تحت سطح البحر المتوسط بين 208 و 210 م. مياهه حلوة وصافية وكثيرة السمك. ولم يزل الصيد جاريًا عليه في أيامنا. يعرف بحر الجليل العواصف الهوجاء. كان سكان القرى المحيطة بالبحيرة في زمن المسيح أكثر ممّا هم عليه الآن ولا سيّمَا على الضفّة الغربيّة.
جولان:
السور. 1) اسم منطقة في شرقيّ الأردنّ. هناك مدينة غولون كما قال اليونانيّون وغولونيتيديس. امتدّ الجولان من سفح جبل حرمون إلى نهر اليرموك، وقسمه وادي جرميا إلى قسمين. يُعتبر الجولان قسمًا من * بتانية. وكان جزءًا من مملكة هيرودس، ثمّ بعد موته من مملكة فيلبس. بعد هذا ضُمّ الجولان إلى مقاطعة سورية الرومانيّة (34 ق.م.)، ثمّ أعطته رومة لهيرودس أغريباس الأول سنة 37 ق.م. لمّا مات أغريباس عاد الجولان إلى الإدارة الرومانيّة. 2) مدينة في باشان. عدّت بين مدن منسّى (تث 4 :42؛ يش 20 :8؛ 1أخ 6 :56). هذه المدينة أعطت المنطقة كلّها اسم الجولان.
حولة، (بحيرة الـ ~):
الاسم الحالي لبحيرة ميروم في شمال فلسطين.
ديكابوليس:
أرض العشر مدن. مجموعة مدن هلينيّة واقعة في شرقيّ الأردن. ضُمّت إلى مملكة يهوذا على يد اسكندر جنايوس. ولكن بومبيوس القائد الرومانيّ فصلها سنة 63 ق.م. وسلّمها إلى حاكم سورية الرومانيّة، ليقوّي العنصر الهلّينيّ، ويضع حاجزًا ضدّ تأثير العالم اليهوديّ عليها. كانت هذه المدن متحالفة وكان لكلّ منها إدارة خاصة بها. سنة 106 ب.م. ضُمّت بعض مدن ديكابوليس إلى مقاطعة عرابية الرومانيّة. اختلف عدد مدن ديكابوليس. في بلينوس : دمشق، فيلدلفيا (عمّان)، رافانا، سيتوبوليس (بيسان)، جدارا، هيفوس، ديون، بلا، جراسة، كناتا. لم تكن رافانا من مجموعة المدن. ولا بدّ من زيادة أبيلا
سورية:
(أ) الاسم : لا نجد اسم سورية في التوراة. لكن النسخة اللاتينية تستعمل سورية لتترجم العبرية ارام (نجد ارام فقط في لائحة الشعوب لأنه اسم شخص). نجد مرة واحدة في العهد الجديد : نعمان السوري : لو 4 :27. وفي المواضع الأخرى من العهد الجديد تدل سورية على مقاطعة سورية الرومانية (لو 2 :2؛ أع 15 :23، 41؛ 18 :18؛ 20 :3؛ 21 :3؛ غل 1 :21). في مت 4 :24 سورية هي بلاد قريبة من الجليل. والمرأة السوريّة الفينيقيّة (مر 7 :26) هي فينيقية من مقاطعة سورية الرومانية. يشتقّ اسم سورية من أشوريا (اختصار). ونحن نجده أول ما نجده عند هيرودوتس، وهو يدل على المنطقة الممتدة بين البحر المتوسط والصحراء السورية العربية. أما سورية فلم تشكل وحدة سياسية وإدراية الا بعد التسلّط الفارسي. (ب) التاريخ. قبل الزمن الفارسي تتحدّث النصوص فقط عن مدن. في أيام الفرس، صارت المنطقة جزءا من السترابية (أو : المرزبة) الخامسة (ابيرناري أو أبار نهرا). بما أن سورية هذه كانت تضم أيضًا المنطقة الواقعة بين دجلة والفرات، تكلّمت النصوص عن جنوبي بلاد الرافدين (بين النهرين) وعن سورية المنخفضة. بعد انفصال المنطقتين انفصالاً اداريًّا، صار اسم سورية يعني سورية المنخفضة. وبعد دمار مملكة فارس (331)، تقاتل السلوقيون والبطالسة لامتلاك شاطئ البحر المتوسط الى أن سيطر انطيوخس الثالث نهائيًّا عليه سنة 198. وصارت سورية في أيام السلوقيين قوَّة سياسية هامّة، وحاول السلوقيون أن يطبعوا اليهودية بالطابع الهليني ويضمّوها إلى أرضهم. ولكن سياستهم فشلت ولاسيّمَا بعد ثورة المكابيين. ولما جاء تغران ملك ارمينيا الفراتي (83-69)، وضع حدا لمملكة السلوقيين. ولكن لوكولوس الروماني هزم تغران وأعاد السلطة إلى السلوقيين مؤقتًا (انطيوخس الثالث عشر الاسيوي). ولكن احتلّ بومبيوس سورية احتلالها نهائيا وجعلها مقاطعة رومانية سنة 65 ق.م. (لو 2 :2).
سيتوبوليس:
مدينة الاسكوتيين. الاسم الهلنستي لمدينة بيت شان (2مك 12 :29-30؛ يه 3 :10)، رج بيت شان.
طبرية:
مدينة في الجليل أسسها هيرودس انتيباس بين سنة 17 وسنة 22، وسمّاها على اسم الامبراطور الحاكم : طيباريوس. حين أعطى نيرون طبرية لاغريباس الثاني، صارت المدينة عاصمة الجليل عوض صفورية، وظلّت كذلك حتى سنة 61. وإذ أراد أن يملأ المدينة سكانًا، أجبر الجليليّين على الإقامة فيها. كان اليهود يشمئزّون من طبريّة، لأنهم اكتشفوا مقابر في أساساتها. ولكن بما أن الحمامات الساخنة كانت تجتذب العديد من الناس، أزالوا المنع عنها واعتبروا طبرية مدينة طاهرة. يذكر يو 6 :23 وحده طبرية كمدينة وبحيرة (جناسرت). بعد دمار أورشليم سنة 70، صارت طبرية من أهم مراكز اليهود من أجل حياتهم الوطنية والفكرية. بعد الثورة اليهودية الثانية (132-135)، جاء المعلّمون إلى الجليل، وفي صفورية دوّنوا المشناة بقيادة يهودا هاناسي، حوالي سنة 235. وبعد ذلك، صارت طبرية الموقع الذي دوّن فيه تلمود أورشليم (أو التلمود الفلسطيني)، وظلّت أكادميّة طبرية حيّة حتّى القرن السابع، ساعة ماتت اكادميات اللدّ وقيصرية وصفورية في نهاية القرن الرابع.
قانا:
1) مدينة في الجليل. لا يذكرها العهد القديم. فيها كان العرس (يو 2 :1) الذي حوّل فيه يسوع الماء خمرًا، وفيها شفى ابن الموظف الملكيّ (يو 4 :46). قانا هي موطن نتنائيل (يو 21 :2). أين تقع قانا؟ لم يتّفق العلماء بعد. ان التقليد الحديث (بعد سنة 1600) يبحث عن قانا في كفركنة على الطريق من الناصرة إلى طبرية. أمّا التقليد القديم فيعتبر أن قانا هي خربة قانا التي تبعد 8 كلم إلى الشمال من صفورية. وهناك نظريّة ثالثة تجعل قانا في قبيلة أشير انطلاقًا من اسمائيات أوسابيوس القيصري، وايرونيموس. تجعلها في لبنان، شرقيّ مدينة صور. هي المذكورة في 2. 2) مدينة في أشير (يش 19 :28). تذكرها اللوائح المصريّة. قد تكون قانا التي تبعد 12 كلم إلى الجنوب من صور. 3) وادي قانا (قانة). يفصل بين افرايم ومنسى (يش 16 :8؛ 17 :9). هو اليوم : وادي قانا.
كفرناحوم:
قرية ناحوم. مدينة في الجليل، على بحيرة جنسارت. مدينة حدوديّة مع مركز جمارك بين أرض فيلبس وأرض هيرودس انتيباس (مت 9 :9). كانت فيها حامية رومانيّة مع قائد مائة بنى فيها مجمعًا (مت 8 :5-13؛ لو 7 :10). قام يسوع بمعظم رسالته في كفرناحوم وجوارها. سكن فيها (مت 4 :13؛ 9 :1 : مدينته)، علّم في مجمعها (لو 4؛ 31 وز). كان لسمعان بطرس واندراوس بيت فيها (لو 4 :38 وز). ذُكرت في مت 17 :24 (سؤال حول جزية الهيكل)؛ مر 2 :1 (شفاء مخلّع)؛ 9 :33؛ 4 :23؛ يو 4 :46؛ 6 :17، 24، 59. ولكن نتيجة نشاط يسوع لم تكن باهرة، ولهذا أنَّب المدينة بسبب قلّة إيمانها (مت 11 :23 وز). بحث المنقّبون في الماضي عن كفرناحوم في خان منيه. اليوم : تل حوم الذي يبعد 4 أو 5 كلم إلى الغرب من مصبّ الأردنّ، و 3 كلم إلى الشرق من عين التبغة (هذا ما قاله التقليد المسيحيّ منذ القرن الرابع حتى العصور الوسطى).
كورزين:
مت 11 :20-23؛ لو 10 :13. إحدى مدن الجليل التي حكم (مع بيت صيدا وكفرناحوم) عليها يسوع بسبب لامبالاتها بالدعوة إلى التوبة والإيمان. اليوم : خربة كرازه التي تبعد 3 كلم إلى الشمال من بحيرة جنسارت.
مجدل:
الحصن. قرية على ضفة بحيرة كنارت الغربية، إلى الشمال من طبرية. هي موطن مريم التي حرّرها يسوع من سبعة شياطين (لو 8 :2؛ مر 16 :9).
ناصرة:
تسمَّى مدينة (بوليس)، ولكنها في الواقع ضيعة صغيرة من ضيع الجليل. لم تصبح مهمّة إلاّ بعد أحداث العهد الجديد. في الناصرة قبلت مريم بشارة الملاك (لو 1 :26-38). في الناصرة قضى يسوع حياته الخفيّة (لو 2 :39، 51-52؛ مت 2 :23)، وفيها بدأ حياته العلنية (مت 4 :13؛ مر 1 :9) بحيث سمِّي نبيّ الناصرة (مت 21 :11؛ أع 10 :38). في بداية الحياة العلنيّة، عارض أهل الناصرة كرازة يسوع، وأرادوا أن يُلقوه من أعلى الجبل (لو 4 :16-30. يقولون إن هذا الجبل هو جبل القصفة). وسموا المسيحيين ناصريين ونصارى احتقارا انطلاقا من اسم الناصرة (يو 1 :46 : هل يخرج من الناصرة شيء فيه صلاح؟). كانت حفريات في الناصرة واكتشفت سنة 1878 كتابة تشير إلى قرار امبراطور روماني يمنع أهل الميت من المس بالقبور. فظن بعض العلماء أن كاليغولا أصدر هذا القرار بمناسبة الاحداث المروية في مت 28 :12-15 (سرق التلاميذ جسد يسوع). ولكن هذا القول يبدو ضعيفًا.
يافا:
الجميلة. في العبريّة : يفو. مدينة قديمة جدًّا. تقع على شاطئ البحر المتوسّط. سكنها الناس منذ العصر الحجريّ، وهي مذكورة في حملات تحوتمس الثالث (1481-1448) ضد سورية، كما تقول الكتابة على جدران أمون (في الكرنك)، وفي رسائل تل العمارنة وفي الكتابات الأشوريّة. يجعل يش 19 :46 مدينة يافا لقبيلة دان، ولكنّها ظلّت في الواقع في يد الفلسطيّين. ولكن بني إسرائيل استعملوا مرفأ يافا لأنّه كان المرفأ الوحيد على شاطئ فلسطين. وإذا عدنا إلى كتابة أشمون عازر، نرى أنّ يافا كانت تحت حكم الفينيقيّين حتى في العهد الفارسيّ. سنة 144 ق.م. احتلّها سمعان المكابيّ وأدخل إليها العادات اليهوديّة (1مك 10 :75؛ 11 :6؛ 12 :33؛ 13 :11؛ 14 :5، 34؛ 15 :28، 35؛ 2مك 12 :3-7). حرّرها الرومان وضمّوها إلى مقاطعة سورية. بعد هذا ضمّها يوليوس قيصر إلى الدولة اليهوديّة. وظلّت بين يديّ اليهود ما عدا خلال السنوات 35-40 ب.م. حلَّ فيها بطرس بعض الوقت (أع 9 :34). وفيها أقام طابيثة من الموت (9 :36-42). ونزلت عليه رؤية الحيوانات الطاهرة والنجسة (أع 10 :9-16)، قبل أن يذهب إلى قيصرية لكي يعمّد كورنيليوس الضابط الوثني. كانت يافا أفضل المرافئ في جنوب الكرمل قبل بناء قيصريّة على يد هيرودس الكبير. عند ذاك صارت يافا المرفأ الثاني. ولكنها استعادت مكانتها بعد دمار قيصريّة. ارتبطت بيافا، اسطورة اندروميد الذي رُبط إلى صخر وحُكم عليه بأن يفترسه وحش بريّ تهدئة لغضب يوسيدون. وفي النهاية حرّره فرساوس (يوسيفوس، الحرب 3 :41-42). تُذكر يافا للمرة الأولى بين المدن التي احتلّها تحوتمس الثالث. تروي الحكاية أن تحوت، قائد جيش تحوتمس، أدخل رجاله إلى المدينة بعد أن خبأهم في سلال جعلها على جمال أرسلها إلى حاكم المدينة (نشو 22-23). خلال حقبة تل العمارنة، كانت في المدينة حامية مصرية للمحافظة على الأمراء (رسائل 138، 294، 296). في زمن رعمسيس الثاني (القرن 13) امتدح الموظف الملكيّ جمال حدائق يافا ومهارة الصنّاع فيها (نشو 478). يافث ابن نوح (تك 6 :10؛ 7 :13؛ 9 :18). إنّ برَكة نوح (تك 9 :27) جعلت اسمه يشتقّ من فعل “فتح” (الذي يعني أيضاً وسّع : فليوسع الله له وليفتح الأرض أمامه). في لائحة الشعوب (تك 10 :1-5) هو أحد أجداد البشريّة الذين جاؤوا بعد الطوفان. أنظر عند اليونانيّين : يافيتوس والد بروميتاوس وجدّ (خالق) البشريّة. إنّ بركة نوح (ليوسع الربّ ليافت، ليسكن في خيام سام، ليكن كنعان عبدًا له) تعبّر عن فكرة وهي أن الهندو أورويّين (الذين يشكّلون مع الشعوب الآسيويّة نسل يافت) يشكّلون الطبقة الحاكمة في آسية الصغرى وشماليّ بلاد الرافدين وفلسطين. وهناك يافت في يه 2 :15، ولكننا لا نعرف أرضه.
No Result
View All Result
Discussion about this post