فلسطين في أيام يسوع
خرائط الكتاب المقدس
في عام 63 ق . م . استولى القائد الروماني بومباي على مدينة أورشليم و كان هذا بداية فترة حكم الرومان لفلسطين , الذي دام سبعة قرون و قد حكم هيرودس الكبير فلسطين تحت سيادة الرومان و عند موته عام 4 م . تم تقسيم مملكة هيرودس بين أبنائه الثلاثة , فحكم ابنه أنتيباس الجليل و بيريه , بينما حكم فيلبس ايطورية و تراخونيتس , أما اليهودية و السامرة و أدومية فكانت من نصيب أرخيلاوس . و في عام 6 م . حكم هذه المنطقة بدلاً منه و الي روماني آخر . و في أيام صلب المسيح , كان بيلاطس البنطي , هو الوالي ( 26 – 36 م ) أما المنطقة المسماة ديكابوليس , أي المدن العشرة فكانت تحظى بنوع من الحكم الذاتي.
أدومية:
الاسم اليوناني – الروماني لأدوم. ولكن أدومية لم تطابق يومًا مملكة أدوم القديمة، لأن أدومية ضمَّت أيضاً جنوبيّ يهوذا ومنطقة حبرون حيث أقام الأدوميون بعد سنة 586 ق.م. (مز 137 : 7؛ مرا 4 :21؛ حز 25 :21؛ 35 :5، 10؛ عا 1 :11؛ عو 13). ومن جهة ثانية، كان الأنباط قد احتلوا قسمًا من أدوم القديم (رج إش 34 :5؛ 61 :1؛ ار 48 :7؛ ملا 1 :2). في أيام السلوقيين، كانت أدومية مقاطعة خاضعة لحاكم (ستراتيغوس) (2مك 12 :33 : جورجياس). حينئذ ضمّت أدومية قسمًا من الشفالة (أي المنطقة السفلى أو الساحلية). في ذلك الوقت، ضمّت في جوانبها بعض الصيدونيّين. وأهم مدنها : أدورا، مريشة. وبما أنّ أدومية تحالفت مع السلوقيّين خلال الثورة المكابيّة (2مك 10 :15)، احتلّ يهوذا المكابي بيت صور وحصّنها في وجه الخطر الأدومي (1مك 4 :28-61). في سنة 126 ق.م. احتل يوحنا هرقانُوس أدومية (ادورا، مريشة) وطبعها بالطابع اليهوديّ (يوسيفوس، العاديات 13 :257-258). وفي الزمن الروماني صارت أدومية جزءًا ضيقًا من اليهوديّة.كان انتيباتر وهيرودس من أدومية. بعد دمار المملكة اليهوديّة، زالت أدومية من التاريخ.
أردن:
يُسمّى الاردن في العهد القديم : يَردن، دومًا مع أداة التعريف : ها يردن، ما عدا في أي 40 :23؛ مز 42 :7. يتكوّن الاردن (في لبنان) في جنوبي حرمون من نهر بانياس (نبعه في حرمون) ونهر اللدان (نبعه قرب تل القاضي). وينضم إليهما نهر الحاصباني (نبعه في حرمون). يعبر الاردن سهلاً خصبًا فيكوّن بحيرة الحولة أو بحيرة ميروم. ويترك بحيرة ميروم ويجري انطلاقًا من جسر بنات يعقوب نحو الجنوب عبر مجرى صخرّي، فيصب في بحيرة جنّاسرت. ويخرج من الزاوية الجنوبية الغربية لبحيرة جنّاسرت ويصل عبر تعرّجات طويلة إلى البحر الميت. في طريقه يصب فيه روافد أهمها يرموك، يبوق. هناك 110 كلم بين بحيرة جنسارت والبحر الميت، ينزل فيها النهر من 208 م تحت سطح البحر إلى 390 مترًا. هذا القسم من نهر الاردن، يسمّى الغور (غور العرب)، وفيه سلسلة من الواحات الخصبة التي كان يسكنها في الماضي الأُسود (إر 49 :19؛ 50 :44؛ رج 12 :5). يسمي العهد القديم هذه المنطقة أعالي “كبرياء، زهو” (زك 11 :3). ونحسّ بالبحر الميت من بعيد فيتحوّل المنظر إلى صحراء مقفرة. فبين بحيرة جنّاسرت والبحر الميت نستطيع أن نعبر الاردن عند مجازات خاصة قرب بيت شان وأريحا (يش 2 :27؛ قض 3 :28؛ أم 19 :19، 32)، الدامية (أدمة : قض 12 :5)، بيت بارة (قض 7 :24) بيت عنيا (يو 1 :28). وإن الاردن يشكّل حدودًا بين كنعان وشرقي الاردن. وخلال التاريخ البيبلي نراه يفصل بين سكان الضفتين ولا يوحّد. شكّل الأردن حدود الأرض المقدّسة، فصار بدوره مقدّسًا. فهناك موضوع بيبليّ (موضوع الأردن) يمتزج بنصوص الشريعة والاخبار التاريخيّة، ويتلوّن بلونها بانتظار أن يفرض نفسه عليها. ففي البنتاتوكس وبعض نصوص يشوع، يظهر دور الأردن بشكل واضح كالحدّ الفاصل بين أرض الموعد وغيرها (عد 34 :11-12؛ رج يش 23 :4؛ حز 47 :18). وهو بالتالي يشكّل حدود القبائل التي أقامت في كنعان : ابنا يوسف (يش 16 :7)، بنيامين (يش 18 :12، 19، 20)، يساكر (يش 19 :22). وشمالي بحر طبرية نجد نفتالي (يش 19 :35). في أخبار سفر التكوين، اعتُبر سهل الأردن خصبًا، فشكّل للوط تجربة سقط فيها. أما ابراهيم فلم يسقط (تك 13 :10-13). وكانت لابراهيم مغامرة حربيّة شرقيّ الأردن عاد بعدها إلى غربيّ الأردن (تك 14 :14-15). أمّا موقع المذابح والأشجار المقدّسة فهي كلّها في كنعان، في غربيّ الأردن. ويعقوب الذي كان في الشرق لم يبنِ هناك أي مذبح (تك 32 :3، 31)، وذلك بعد صراعه مع الربّ. فإقامته الطويلة والمفيدة في عبر الأردن، لم تكن بالنسبة إليه سوى منفى سوف يتركه سريعًا (تك 32 :11). والطقوس الجنائزيّة التي تتمّ في شرق الأردنّ تنتهي بالدفن في حبرون (تك 50 :10-13). كلّ هذا يعكس فكرة ثابتة عن أرض الموعد وحدودها. ففي أخبار الاحتلال مع يشوع، يحاول النصّ مرارًا أن يبيّن أنّ إقامة قبيلتين ونصف قبيلة في شرق الأردنّ أمرٌ شرعيّ. فقد تمّ بأمر موسى ومساعدة كل بني اسرائيل (عد 32 :5-32؛ تث 3 :8-9؛ يش 13 :8-32). هكذا تمّ وهكذا تنظّم كما يقول تث 4 :41-49؛ يش 20 :8؛ 21 :27، 36-39. فالمحاربون تبعوا يشوع متضامنين تضامنًا كلّيًّا، وتابوت العهد في المقدّمة نحو الضفّة الغربيّة، فردّوا لإخوتهم الخدمة التي نالوها منهم (يش 1 :12-18). ولكن بما أنه ليس للضفة الشرقيّة ذات الطابع القدسيّ، فقد بنت القبائلُ هناك مذبحًا (يش 22 :4-34). إذن، الحدود القدسيّة لا تفرض نفسها على سكن بني اسرائيل وحياتهم اليوميّة. لهذا، يُسمح لهم أن يعيشوا خارج الأرض المقدّسة. أن نكون هنا أمام نظرة مثاليّة، فواضح من عدد كثير من النصوص في قض وفي 1-2صم. فكل ما نستطيع قوله هو أن التضامن بين بني اسرائيل يتّضح حين يذهب أبناء ضفّة لمساعدة أبناء ضفّة أخرى كما حدث في جلعاد. ولكن بجانب المغامرات القبليّة، هناك مغامرات أخرى يقف فيها الأنبياء بشكل له دلالته، بالنسبة إلى الأردنّ. فموسى ما استطاع أن يعبر النهر رغم توسّلاته الدامعة (تث 3 :25-27؛ 4 :21-22؛ 31 :2). وذلك في نهاية حياته. وهكذا بدا سفر التثنية وكأنه وصيّته الأخيرة، وقد قال ما قال عند الضفّة الشرقيّة (تث 1 :1-5؛ 11 :30-31). حُذِّر بنو اسرائيل من تجارب يتعرّضون لها (تث 9 :1). وحين يبنون المعابد يدلّون على أنهم صاروا شعبًا ناضجًا (تث 12 :10؛ 27 :2، 4، 12). عندئذٍ تكون الخيارات حاسمة (تث 30 :8-19). لهذا، لا بدّ من تعليم الأجيال الآتية، لأن حياتهم ستكون على المحكّ (تث 31 :3؛ 32 :47). يبدو أنّ هذه النصوص دوّنت بعد المنفى، في أرض بابل. ساعة زالت قبائل وراحت أخرى نحو الزوال. ولكن يبقى أن شريعة موسى تأخذ في ذاتها الماضي البعيد والمستقبل القريب، فتقدّم الأرض المقدّسة كوعد ومحنة، وتنظّم حياة الشعب في كل زمان ومكان. أتمّ يشوع المواعيد أولاً حين عبّر بني اسرائيل الأردن (يش 1 :2؛ 2 :7-10؛ 3 :1-17؛ 24 :11). وقد روت كرونيكة من القرون الوسطى كيف أن الجبل انهارَ، وقُطع النهر ساعات عديدة سنة 1267. ولكن مهما يكن من أمر (وقد يكون الكاتب الملهم أبرز الأمور وعظّمها فجعل الشعب يمرّ في الربيع وفيضان النهر، لا في الخريف وجفافه)، فالخبر البيبليّ لعبور الأردن قد جاء في أسلوب خاص واستلهم تطوافات تابوت العهد في حياة الشعب. وهو قريب جدًّا من خبر عبور البحر الأحمر الذي يتقابل معه : فالدخول إلى أرض الموعد يقابل الخروج من أرض العبوديّة. وإيليا وُلد في عبر الأردن، في شرقيّ الأردن، في جلعاد، واستعدّ هناك لرسالته النبويّة (1مل 17 :1-7). وبعد أن طهّر الأرض المقدسة من عبادة بعل بأقواله وأعماله، عبر النهر من جديد ليأخذه الله إليه بعد أن أخذته عاصفة رمليّة (2مل 2 :6-13). ومعجزة المياه التي انفتحت لتترك إيليا يمرّ، سوف تنفتح أيضاً من أجل تلميذه أليشع. هذا ما يدلّ على أنّ للخبر معنًى روحيًّا : فإيليا يشبه موسى في أمور عديدة (1مل 19). فالنبوءة، شأنها شأن الشريعة، تأتي من الخارج ولا تزال تحمل الخلاص للشعب العائش في المنفى. غير أنّ خبر نعمان الأرامي يدلّ على أن لمياه الأردن طابعًا مقدّسًا يتيح لها أن تطهّر الغريب من برصه. وهكذا عاد ذاك الذي هو “عدوّ” إلى بيته بعد أن حمّل على بغليه ترابًا من الأرض المقدّسة (2مل 5 :1-17). وفي الأسفار الحكميّة، نجد تلميحات نادرة إلى الأردن، وهذا ما يدلّ على أنّ هذا النهر لا يحتلّ في ذاكرة اسرائيل الناشطة، المكانة التي يحتلّها البحر (مز 141 :3-5؛ سي 24 :26). ونقول الشيء عينه عن الكتابات المنحولة، حيث لا يُذكر النهر إلاّ بصورة عابرة وبمناسبة توسّع في التوراة. وحدها “سيرة آدم وحواء” تقدّم إشارة أصيلة : تاب آدم وحواء عن خطيئتهما فغطسا في المياه أيامًا طويلة، هي في دجلة وهو في الأردن. هنا نتذكّر عماد المهتدين إلى اليهوديّة، واغتسالات الأسيانيّين اليوميّة، والتوضؤ الطقسيّ الذي ما زال يُعمل به في العالم اليهوديّ. غير أنّ ذكر الأردن هنا قد يكون مدسوسًا بيد مسيحيّة. في العهد الجديد، يمكن أن نعتبر كرازة المعمدان على شاطئ الأردن كتنشئة توضح دوره كإيليّا الجديد (مت 3 :5؛ لو 3 :3؛ رج يو 1 :28؛ 3 :26). وحين يقول مت ومر إنّ يوحنا يعمّد التائبين في النهر (مت 3 :6؛ مر 1 :5)، نفهم أنّ الخاطئ يبدو كمنفيّ، ولو أقام في أرض إسرائيل. فعليه أن يتطهّر من خطيئته عابرًا النهر من جهة إلى أخرى : فالحدود الماديّة ترمز إلى الحدود الروحيّة. وحين يتبع يسوع بدوره الطريق عينها، يصبح المشهد معبّرًا سواء ارتبط بالحدث أو بمبادرة الإنجيليّين (مت 3 :13؛ مر 1 :9؛ لو 4 :1). لهذا قام أوريجانس وتبعه آباء كثيرون وأسرة من المخطوطات اليونانيّة، فجعلوا محل “بيت عنيا” (يو 1 :28)، “بيت عبارة” الذي قد يكون مجازًا ارتبط بمرور يشوع. وفي شكل مماثل، جعل متى ومرقس يسوع يصل إلى عبر الأردن قبل أن يبدأ مسيرته الملوكيّة نحو أورشليم لينال فيها معموديّة أخرى مؤلمة (مز 10 :38-39؛ رج مت 19 :1؛ لو 12 :50). وفي التقليد المسيحيّ، احتلّ الأردنّ مكانة هامة في العبادات التي تمارس في الأرض المقدّسة. يكفي أن نذكر الأديرة والمناسك بجانب النهر، حيث الرهبان يتذكّرون موسى وإيليا. كما نشير إلى اغتسال المسيحيّين الشرقيّين الذي كانت روسيا ترسلهم جماعات. وفي أيامنا، يتابع العرب والقبارصة واليونان التقليد عينه بقدر ما تسمح لهم السلطات العسكريّة. وفي الفنّ المسيحيّ ولا سيّما في الإيقونوغرافيا، يصوّر النهر بشكل بشريّ على مثال الأنهر التي ألّهها الوثنيّون.
أريحا:
أولاً : اسم المدينة وموقعها. مدينة القمر. تقع على تلة هي تل السلطان في وادي الأردن. على سفح تل يجري منه نبع دائم (عين السلطان) يحوّل سهل اريحا التي تحرقها الشمس إلى واحة ينمو فيها الموز والنخل والليمون، والعنب والحبوب. من هنا اسم المدينة القديم : مدينة النخل في تث 34 :3؛ قض 3 :13؛ 2أخ 28 :15 (هتمريم في قض 1 :16). بنى هيرودس الكبير إلى الجنوب الغربي من أريحا القديمة قصرًا شتويًا، بنى أريحا جديدة. ولكن بقاياها زالت تحت تلول أبو العلايق على الضفة الجنوبية لوادي القلت. والقرية الحالية أريحا أو الريحة هي ما تبقى من مدينة بناها الصليبيون شرقي أريحا القديمة وأريحا الجديدة. ثانيًا : أريحا في التوراة. يحتفظ يش 6 :1ي بتقليد يربط دمار أريحا باجتياح القبائل الإسرائيلية لكنعان. وقد ظلّت خرائب المدينة ماثلة للعين مدة طويلة، لتحفظ تقليدًا حيًا، وتقدم مادّة للمخيّلة الشعبية التي حوَّلت عبر الايتيولوجيا معطيات قديمة إلى خبر ملحميّ. وإن قِدَم هذا الخبر يرجع إلى أنه احتفظ بذكر إقفار التلّة المرتبط بلعنة تلفّظ بها يشوع. فحول التلة أقام البنيامينيون (يش 18 :21) الذين سقطوا تحت حكم عجلون ملك موآب (قض 3 :13). في 2صم 10 :5 بحث مُرسلو داود عن ملجأ لهم بعد العار الذي لحقهم. حوالي سنة 870 كان التلّ من جديد مأهولاً بحيث تمنّى الناس أن يشيّد السور وسائر الابنية بسبب عداوة الموآبيين. هذا ما فعله حيئيل (1 مل 16 :34). كانت أريحا في ذلك الوقت مركزًا نبويًا مهمًا. زارها ايليا وأليشع (2مل 2 :4-5، 8). ويُنسب إلى أليشع أنه جعل النبع صالحًا بحيث سمّي نبع أليشع (اليوم نبع السلطان : 2مل 2 :19-22). بعد السبي، عاد الإسرائيليون إلى أريحا وأقاموا فيها (عز 2 :32). وفي سنة 601 بنى فيها بكيديس قلعة (1مك 9 :50). قد تكون الدوق على جبل القرنطو (أو : كرنيون) حيث قُتل سمعان المكابي ورفاقه (1مك 16 :11-17) أو إحدى القلعتين (ان لم تكن القلعتان، توروس وتركس، جنوبي وجنوبي غربي أريحا). كانت اريحا هيرودس مدينة غنية يقيم فيها الناس، ومدينة حدودية مع مركز الجمارك (زكا : لو 19 :1-5). إن يسوع، في آخر مسيرته إلى أورشليم، شفى فيها الأعمى برتيماوس (مر 10 :46-52؛ لو 18 :35-43؛ في مت 20 :29-34 : أعميان). ثالثًا : الحفريات (أ) في تل السلطان. كانت محاولة أولى سنة 1868 ثم 1907 و1909 : ظهر سوران. الأول يحيط بسفح التلة (قد يكون عمل بني إسرائيل) والثاني كان على قمة التلة (نُسب إلى الكنعانيين). واكتشفوا شمالي غربي التلة سورًا ثالثًا كان أقدم من السورين السابقين. وكانت حملة أخرى سنة 1930 و1936 فدلّت على أن السور الثاني يستند إلى سورين في بداية البرونز القديم (حوالي 2100). أما السور الأول وهو الكبير فيعود إلى بداية البرونز الوسيط (1800 ق.م.) وظلّ مستعملاً حتى سنة 1600. حوالي 1550 بُني السور الثاني ودُمّر بطريقة عنيفة بفعل هزة أرضية (قيل سنة 1400 وقيل سنة 1250). وكانت حملة سنة 1952 التي كشفت جماجم (في قناع من طين) وهياكل بشرية. وعرف العلماء في سور البرونز القديم 17 طبقة من البناء وإعادة البناء. إن سور البرونز الوسيط بُني في عهد الهكسوس الذين وضع الفرعون احموسيس (1580-1558) حدًا لهم. في هذا الوقت خضعت اريحا لمصر، ودُمّرت سنة 1550 تقريبًا. بعد هذا الدمار على يد المصريين لم تعد أريحا مدينة. ولكن أعيد بناؤها في زمن الحديد. أما الفخاريات فتعود إلى ما بين سنة 900-600. (ب) تلول أبو العلايق، اكتشف المنقبون قلعة من الزمن الهليني. قد تكون توروس وتراكس اللتين دمّرهما بومبيوس سنة 63 ق.م. (سترابون). وقد وُجدت طبقة من الرماد هي قصر هيرودس الكبير الذي أحرقه عبده بعد موته. لم يبق شيء من القصر ولكن بقي الملعب. رابعًا : سقوط أريحا، (يش 6). في الأصل، كانت أريحا معلمًا يحدّد عبر الأردن (عد 22 :1؛ 36 :3، 36). إنّ خبر سقوط أريحا (يش 6) يرتبط بفن أدبيّ يصعب تقييمه. أولاً، لا نستطيع أن نحدّد من الزاوية الأركيولوجيّة حدثًا لم يترك أثرًا. وإذا عدنا إلى الأساس الأدبيّ المحض، يلفت نظرنا الأسلوب “الكهنوتي” لهذا الخبر حيث تتكرّر الفرائض والأعمال أكثر من مرّة. ويتأكّد الطابع الليتورجي حين يتجاوب صراخ الشعب مع النفخ بأبواق الكهنة (6 :10، 16،20) : صراخ حاسم. ما إن علا حتى سقطت الأسوار. فكما أنّ عبور الأردنّ يلتقي مع عبور البحر الأحمر، كذلك يلتقي دمار أريحا عبر صراخ شعب اسرائيل، يلتقي والأشغال الشاقّة في مصر وصراخ اسرائيل نحو الرب في ضيقهم (خر 1 :11-14؛ 2 :23). بل يلتقي والكلام القاسي الذي وجّهه الشعب اليائس إلى موسى (خر 5 :19 :23). في هذه الظروف يبدو ملكُ أريحا صورة مصغّرة عن فرعون. فإن لم يُروَ عقابه بعد سقوط أريحا، فالنصّ اللاحق يفترضه في خبر سيصبح نموذجًا لسائر أخبار الاحتلال (يش 6 :17-25؛ 8 :2؛ 9 :3؛ 10 :1، 28، 30). هلك فرعون بيد الله . وعلق ملك أريحا بيد البشر فلحقه العار (خر 14 :27؛ يش 8 :2، 29). ضرب الحرمُ أريحا في خطّ فريضة اشتراعيّة (تث 20 :17-18). ودلّ الشعب على تجرّد تام. هذا ما يجب أن يفعلوه دائمًا دون أن يحاولوا البحث عن غنى فرديّ أو جماعيّ. وراحاب البغيّ صارت نموذج الغريبة التي تنتمي إلى إيمان الشعب، بعد أن رأت المدهشات التي رافقت تحرير بني اسرائيل (يش 2 :9-11). ورأى فيها الرابينيّون نموذج المهتدين الجدد، ونسبوا إليها سلالة من الكهنة والأنبياء. في وثائق القبائل، تبدو أريحا موضع تنازع بين افرايم وبنيامين (يش 16 :1-7؛ 18 :12-21). فنظنّ أنّ القبائل المتحالفة (نسل راحيل) تقاسمت الأرض المرويّة، وتركت المدينة بدون ساكن. ففي الأخبار التي تعود إلى زمن القبائل أو الزمن الملكيّ، يحتلّ الجلجال المكانة الأولى. أما أريحا فهي محطة يتوقّف فيها المسافر في طريقه نحو الشرق (2صم 10 :5؛ 1أخ 19 :5). في أيام أخاب أعيد بناء أريحا، فصارت في مملكة الشمال، شأنها شأن بيت ايل، موطن حيئيل.
اشدود:
في اليونانيّة : أزوت. في الاوغاريتية : “أث د د”. في المصرية : “إ س د د”. في النيو أشورية : اسدودو. يمكن أن تكون اللفظة الاصلية للاسم : اثدادو. ما زال الاسم موجودًا حتى اليوم، وموقع اشدود يبعد عنها قرابة 5 كلم. أما مرفأ اشدود الذي سمّاه الاشوريون “اسدوديمو” (اشدود – يم، أي أشدود البحر) فقد ابتعد 7 كلم عن المدينة في تل الحضر، على مصبّ نهر سوكرار. حوالى سنة 1000 انتقل إلى مينة اشدود أو مينة القلعة، على بعد 5 كلم إلى الشمال الغربيّ من أشدود حيث وُجد المرفأ اليوناني والبيزنطي “ازوتوس بارالوس” أي أزوت الشاطئ. كان هذا المرفأ مزدهرًا في البرونز الحديث قبل أن يحتلّه الفلسطيون. أشدود هي مدينة العناقيّين (عناقيم : يش 11 :22). سكنها الفلسطيّون منذ القرن الثاني عشر. هاجمها يشوع فقاومته، ولكنّها مع ذلك مُنحت ليهوذا (يش 15 :46). ظلّت مستقلّة حتى احتلالها على يد تغلث فلاسر الثالث وسرجون كما تقول الكتابات القديمة والتوراة (إش 7 :11؛ 20 :1). أمّا حادثة 2 أخ 26 :6 فلم يكن لها أثر. هدّد الأنبياء أشدود مدينة الفلسطيّين بالدمار (عا 1 :8؛ صف 2 :4؛ ار 25 :20؛ زك 9 :6). في سنة 711 صارت أشدود عاصمة مقاطعة أشدود الأشوريّة. احتلّها بساميتيك الأوّل بعد حصار دام 29 سنة كما يقول المؤرّخ اليونانيّ هيرودوتس (تاريخ 2 :157). من هنا عبارة إر 25 :20، “بقيّة أشدود”. بعد هذا لم يعد وضع المدينة واضحًا. صارت بلا شكّ عاصمة مقاطعة فارسيّة تحمل الاسم ذاته (1مك 5 :68؛ 16 :10). في نح 4 :1 نرى أشدود جزءً ا من حلف معادٍ لليهود، ولكن كثيرًا من اليهوذاويّين تزوّجوا نساء أشدوديّات (نح 3 :23ي. في هذا الإطار لغة أشدود هي لغة الفلسطيّين كما تقول الدبلوماسيّة الفارسيّة). في القرن الأوّل ق.م. هاجم أشدودَ يهوذا المكابيّ (1مك 5 :68) ثمّ يوناثان (1مك 10 :84؛ 11 :4) ويوحنا هرقانوس (1مك 16 :10). وكاد يأخذها. ولكن خلّصها بومبيوس سنة 65 ق.م. ورفعها إلى مركز مدينة حرّة. بعد موت هيرودس أعطيت أشدود لسالومة. وفي سنة 10 ب.م. للإمبراطورة ليفية. جاء فيلبس، أحد السبعة إلى أشدود وكرز فيها بالإنجيل (أع 8 :40). ملاحظة : في 1مك 9 :15 هناك خطأ في النسخ، ونحن لا نقرأ جبل أشدود لأن لا جبل قرب أشدود. قال النص القديم : “وتعقّبوا إثرهم إلى جبل أشدود” (أزوتوس). لهذا صحّح النص مع يوسيفوس. ونقرأ : “إلى بعل حاصور” (في اليونانيّة : أزارا، 2صم 13 :23؛ نح 11 :33). بدأت الحفريات في أشدود سنة 1959-1960 وتواصلت سنة 1962-1972، فاكتشفت 22 طبقة من الاقامة في المدينة. وهكذا نستطيع أن نعيد تكوين تاريخ الموقع منذ أول أثار بشرية حوالي سنة 2700 حتى العصر العربيّ. هذه المدينة التي كانت في فلك مصر، قد أقام فيها الفلسطيون فصارت مدينة من المدن الخمسة (بنتابوليس) الفلسطية. إن المستويين 13-12 اللذين يوافقان حقبة أشدود الفلسطيّة ربطا الفلسطيين بحضارة إيجه وموكيناي (ميسان). إن الحضارة الفلسطيّة قاومت الحضارة الكنعانية حتى القرن 11 ق.م. بعد دمار أشدود بفعل الفرعون سيامون تانيس (صوعن)، انطلقت المدينة من جديد مع تأثير كنعاني ظهر في عبادة داجون (1صم 5؛ رج 6 :17)، والأخذ بكتابة ساميّة، وتبنّي الرؤساء لأسماء كنعانيّة : فجميع الملوك المعروفين في أشدود في القرن 8-7 يحملون اسماء سامية : عزوري. احيجتي. يماني. ميتنتي. أحيملكي.
بئر سبع:
بئر السبعة أو بئر الحلف، أو بئر الشبع. مدينة كنعانيّة قديمة. تقع في جنوب البلاد وهي موضع عبادة إيل عولام (عا 5 :5، 8 :14). كرّمه ابراهيم (تك 21 :32) واسحق (تك 26 :23) ويعقوب (تك 28 :10). في بئر سبع كان بنو صموئيل يقضون في الناس (1صم 8 :1-2). تخاصم الفلسطيون والإسرائيليّون على النبع (تك 21 :30؛ 26 :32 ي). يعدّ يش 15 :28 بئر سبع بين مدن يهوذا، ويش 19 :2 بين مدن شمعون. بعد السبي، أقام اليهوذايّون في بئر سبع (نح 11 :27). هناك عبارة من دان إلى بئر سبع (قض 20 :1؛ 1صم 3 :20؛ 2 صم 24 : 7، 5؛ ؛ 1مل 19 :3) أو من بئر سبع إلى دان (2أخ 30 :5) وهي تدلّ على كلّ أرض إسرائيل. بئر سبع هي المدينة التي تحدّ كنعان من الجنوب. هي اليوم تل الشبع القريبة من مدينة بئر سبع التي يقيم فيها الإسرائيليّون اليوم. ما هو تاريخ هذه المدينة؟ إليها هربت هاجر بعد أن ولدت اسماعيل (تل 21 :14). وفيها تعاهد ابراهيم مع ملك جرار، فدفع له سبع نعاج، واقسم له قرب الشجرة المقدّسة القريبة من المعبد (تك 21 :31-33). وعاد ابراهيم إلى بئر سبع بعد حدث ذبح ابنه (تك 22 :19). حسّن اسحق الموضع، وبنى مذبحًا، وحفر بئرًا، وجدّد العهد مع أبيـمالك (تك 26 :26-33). كان هناك يعقوب حين ترك والديه ومضى إلى حاران (تك 28 :10). ومن بئر سبع سوف يعود إلى مصر (تك 46 :1-5). بعد احتلال المنطقة على يد يشوع، كانت بئر سبع لقبيلتين شقيقتين، يهوذا وشمعون (يش 15 :28؛ 19 :2). واجتذب المعبد أبناء صموئيل (1صم 8 :2)، وما زال يعمل حتى زمن عاموس، ولكنه نُجس بممارسات نجسة (عا 5 :5؛ 8 :14). لم تُذكر بئر سبع في أخبار داود في النقب (1صم 30 :26-31). ولكنها ستُذكر في تاريخ ملك داود (2صم 17 :11؛ 24 :2، 7، 15)، ثم في خبر إيليا الذاهب إلى حوريب (1مل 19 :3). وُلدت فيها أم الملك ياهو (2مل 12 :2). حين دمّرت مملكة يهوذا، اجتاح الادوميون بئر سبع. ولكن مستوطنين يهودًا أقاموا فيها بعد المنفى، غير أنهم تفلّتوا من سلطة أورشليم الكهنوتية (نح 11 :27-30).
بحر (الـ – الميت):
مخطوطات رج مخطوطات البحر الميت.
بيت صيدا:
بيت الصيد. بلدة على الشاطئ الشماليّ لبحيرة جناسرت. موطن الرسل فيلبس وأندراوس وسمعان بطرس (يو 1 :44؛ 12 :21). في بيت صيدا شفى يسوع أعمى (مر 8 :22-26). ولكنه أعلن أسفه عليها كما على البلدات المجاورة (كورزين، كفرناحوم) لأنّ أهلها لم يؤمنوا ولم يتوبوا (مت 11 :21). جعلها هيرودس فيلبس مدينة (يو 1 :44) وسمّاها يوليا على اسم ابنة اوغسطس. المكان القفر الذي كان مسرح أوّل تكثير للخبز (مر 6 :31 وز؛ يو 6 :1-11) هو قريب من بيت صيدا. كانت يوليا حيث التلّ على الشاطئ الشماليّ الشرقيّ للبحيرة. ولكن آثار ضيعة الصيّادين قد غطّتها الأوحال التي يحملها الأردنّ ويصبّ في هذا المكان من البحيرة.
بيت لحم:
بيت الخبز أو بيت الالاهة لحمة. 1) بيت لحم في يهوذا. مدينة كنعانيّة تبعد 7 كلم إلى الجنوب من أورشليم وهي المذكورة في رسائل تل العمارنة على أنّها تخصّ ملك أورشليم. بما أنّ عشيرة أفراتة سكنتها كما سكنت قرية يعاريم وبيت جادر (1أخ 2 :51؛ 4 :4؛ رج را 1-2)، أخذت اسم أفراتة (رج تك 35 :19؛ 48 :7). يعدّها يش 19 :15 بين مدن يهوذا. إنها مدينة اللاوي الذي وضع نفسه في خدمة ميخا (قض 17 :7-13)، وامرأة اللاوي الافرايمي البائسة (قض 19 :1 ي). بيت لحم هي موطن بوعز، يسى، أبناء صروية، داود، ومكان مولد ملك اسرائيل الآتي كما يقول مي 5 :2 ي؛ رج مت 2 :1 ي؛ لو 2 :14-17؛ يو 7 :42، في أيام داود، كانت بيت لحم تحت سلطة الفلسطيين (2 صم 23 :14؛ 1أخ 11 :16). استعيدت وحصّنها رحبعام (1أخ 11 :6). بعد السبي جاء اليهوذاويّون وأقاموا فيها (عز 2 :21؛ نح 7 :26). يذكر الإنجيليّون متى (2 :1، 5، 6، 8، 16) ولوقا (2 :14-15) ويوحنا (7 :42) أنّ المسيح وُلد في بيت لحم. بنى فيها الإمبراطور قسطنطين بازيليكا فوق المذود (موضع الحيوانات ملاصق للبيت). 2) مدينة في زبولون (يش 19 :15). أقام فيها القاضي إبصان (قض 12 :8). هي اليوم بيت لحم وتبعد 11 كلم إلى الشمال الغربيّ من الناصرة.
بيريّه:
1) المكان الذي قُتل فيه يهوذا المكابيّ (1مك 9 :4). اليوم : بئروت. 2) اسم حلب في أيام اليونانيّين والرّومانيّين (2مك 13 :4). هكذا سمّاها سلوقس الاولى، وهي تبعد قرابة 100 كلم إلى الشرق من أنطاكية سورية. يقول التقليد المحلّي إن فيها مات منلاوس في عذاب الرماد (2مك 13 :4-6). 3) مدينة في مكدونية تقع غربي تسالونيكي. بشّرها بولس الرسول مع سلوانس وتيـموثاوس (أع 17 :10؛ 20 :4). وكان ذلك خلال الرحلة الرسوليّة الثانية، بعد أن تركوا تسالونيكي بسرعة بسبب عداء اليهود لهم. ولكن يهود بيرية استقبلوا المرسلين استقبالاً أفضل. أما يهود تسالونيكي فلاحقوا بولس ورفيقيه إلى بيرية، فأجبر الرسول على الهرب، وظلّ سلوانس وتيـموثاوس بعض الوقت في بيرية التي تسمّى اليوم “ورِّية”.
تراخونيتيس:
الأرض الصخريّة (تراخون في اليونانيّة). منطقة من الصخور البركانيّة الواقعة شرقيّ الجليل وشماليّ شرقيّ ديكابوليس وجنوبيّ دمشق. حين بدأ يوحنا المعمدان كرازته، كان فيلبس واليًا (تترارخًا) على تراخونيتيس وإيطورية. ماذا يقول التاريخ؟ سكن هذه المنطقة عربٌ عملوا في السلب والنهب. كانت خاصة الرومان مع زينودورس (مع الجولان، بطانية حوران). ظنَّ المؤرّخون أن زينودورس كان التترارخس والكاهن الأعظم، وكان عدوّ هيرودس. حين مات سنة 23 ق.م. أعطى أوغسطس ممتلكاته لهيرودس (يوسيفوس، العاديات 15 : 345). ولما أجبِر أهل تراخونيتيس على ترك السلب والنهب والأخذ بسبل الحضارة، استفادوا من غياب هيردوس في رومة لكي يثوروا عليه (12 ق.م.). تغلّب عليهم بصعوبة، ثم جاء بـ 3000 ادوميّ إلى تراخونيتيس. شكّلت هذه المناطق بعد سنة 4 ق.م. تترارخية هيرودس اغريباس الأول. وبعد موته، سنة 44، ضُمّت إلى مقاطعة سورية الرومانية. إن لو 3 : 1 ذكر فقط تراخونتيس فدلّ في الواقع على التترارخيّة كلها.
جرجاسة:
اسم يرد في بعض مخطوطات لو 8 :26. يقول إيرونيموس إن جرجاسة هي مدينة قرب بحيرة طبريّة. ولكن أوريجانس يشك في صحة الاسم. رج جرجاسيون أو * جرجاشيون.
جرزيم:
قمّة في جبل افرايم. اليوم : جبل الطور (868م) جنوبيّ شكيم القديمة وتجاه عيبال (938 : الجبل الشماليّ أو جبل اسلاميه). جرزيم هو المكان الذي فيه أقام يشوع مذبحًا (تث 27 :4) كما تقول التقاليد السامريّة. كان هيكلٌ على جبل جرزيم. دمّره يوحنا هرقانوس سنة 128 ق.م. كان جبل جرزيم في زمن يسوع (يو 4 :20ح) وظلّ في أيامنا مركز صلاة وتقديم ذبائح للسامريّين.
جليل:
اسم يونانيّ للقسم الشماليّ من جبل غربيّ الأردن. ترجع جليل إلى العبريّة “جليل” التي تعني مقاطعة، بقعة. مثلاً في يش 13 :2. كلّ جليلوت فلشتيم. أي كل بقاع الفلسطيّين (رج يوء 4 :4). واستعملت الجليل كاسم علم لمقاطعة فلسطين الشماليّة في يش 20 :7؛ 21 :32؛ 1أخ 6 :61 (مع قادش). في أيام سليمان الذي قدّم 20 مدينة من أرض الجليل إلى حيرام، ملك صور (1مل 9 :11-13)، كانت المنطقة واقعة بين الحدود الشماليّة لسهل يزرعيل ونهر القاسميّة. وبعد مزج السكان الأصليّين مع العناصر الوثنيّة التي جاء بها تغلث فلاسر (2مل 15 :29؛ طو 1 :1-2)، صار الكتاب يتحدّث عن جليل الأمم (إش 9 :1؛ متى 4 :15). في أيام المكابيّين، كان اليهود قلّة في الجليل (1مك 5 :4-23). كانت الأرض في ذلك الوقت في يد مدن فينيقيّة. بعد أن احتلّ بومبيوس فلسطين، صارت الجليل مقاطعة في مملكة يوحنا هرقانوس الثاني (عاصمته : صفوريّة) ثمّ في مملكة هيرودس. بعد موت هيرودس، شكّلت الجليل مع بيرية، تتراخية هيردوس انتيباس (4 ق.م.-37 ب.م.). بعد ذلك، ضُمّ الجليل إلى مملكة هيرودس أغريباس الأول (39-44). ثمّ حكمه والٍ رومانيّ يقيم في قيصريّة. أهمّ مدن الجليل المذكورة في العهد الجديد هي : * بيت صيدا، * قانا، * كفرناحوم، * الناصرة، * طبريّة. بالنسبة إلى بحيرة جنيسارت (مت 14 :34؛ مر 1 :16؛ 7 :31؛ يو 6 :1) رج * جناسرت. على المستوى الجغرافي والاداريّ، امتدّت الجليل شرقي الاردن، من بيت شان (سيتوبوليس) حتى بحيرة الحولة. في الغرب حدّها الساحلُ الممتدّ من صور إلى جابا. وإذا وضعنا جانبًا موضعه الصالح للتبادل التجاريّ، فالجليل لا يشكّل وحدة طبيعية : نستطيع أن نرى فيه ضمن مناطق : السهل الساحليّ، الجليل الأعلى، سهل يزرعيل (من بيت شان إلى جبل الكرمل)، الأردن. حسب الكرونولوجيا في الأناجيل الإزائيّة، مارس يسوع رسالته الأولى في الجليل. أما إذا تبعنا يو، فيبدو أن يسوع تنقّل من اليهوديّة إلى الجليل (4 :43-47؛ 4 :54؛ 7 :9). عُرف أهل الجليل بطريقة كلامهم (مت 26 :73؛ رج مر 14 :70؛ لو 22 :59). واعتبر الجليل منطقة لم تعطِ نبيًا واحدًا (يو 7 :52). إن يهوذا ابن غامالا الذي يعتبر مؤسِّس شيعة الغيورين قد سمّي الجليليّ (أع 5 :37). هذا يعني أن اللفظة ارتدت رنّة سياسيّة مع المفهوم الجغرافيّ. في هذا المجال، كان حديث عن ثورة الجليليين على هيرودس (يوسيفوس، العاديات 14 :45؛ رج لو 13 :1).
جليل، (بحر الـ ~):
رج * جنيسارت * طبرية.j
جنيسارت:
هو بحر طبريّة وبحر الجليل. يسمّى في العهد القديم بحيرة أو بحر كنارة (كنَّرت) (عد 34 :11؛ يش 12 :3؛ 13 :27) باسم مدينة كنارة في نفتالي (تث 3 :17؛ يش 11 :2؛ 19 :35) المذكورة أيضاً في النصوص المصريّة والتي هي اليوم : تل العموريّة على الضفّة الشماليّة الغربيّة وشماليّ كفرناحوم التي بُنيت فيما بعد. تعرف التوراة اليونانيّة اسم جناسر (1مك 11 :67) أو جنيسارت الذي يشتقّ من كلمة “جن” أي الجنة. بعد هذا صارت جناسر هي كنارة (في الأصل لم تكن علاقة بين الاثنين). تدلّ جنيسارت على سهل الغوير الخصب الواقع غربيّ بحيرة طبريّة (مت 14 :34؛ مر 6 :53) وتدلّ على المدينة التي لا تذكرها البيبليا (خرائب عيد المنية الحاليّة) والتي بُنيت في العهد الروماني في المكان الذي كانت فيه الكنارة القديمة. من هنا اسم بحيرة جنيسارت فقط هنا (مرّة واحدة في العهد الجديد. لو 5 :1) بينما يتكلّم العهد الجديد في مكان آخر عن بحيرة الجليل (مت 4 :18؛ مر 1 :16؛ 7 :31). أو بحيرة طبريّة (يو 6 :23،21 :1. وكذلك كتابات الرابينيّين). الاسم الحاليّ للبحيرة بحيرة طبرية. طوله الأقصى من الشمال إلى الجنوب 21 كلم، وعرضه الأقصى من الشرق إلى الغرب 12 كلم. يتراوح عمقه بين 42 و 48 م، مساحته : 144 كلم مربع. يتراوح مستواه تحت سطح البحر المتوسط بين 208 و 210 م. مياهه حلوة وصافية وكثيرة السمك. ولم يزل الصيد جاريًا عليه في أيامنا. يعرف بحر الجليل العواصف الهوجاء. كان سكان القرى المحيطة بالبحيرة في زمن المسيح أكثر ممّا هم عليه الآن ولا سيّمَا على الضفّة الغربيّة.
حبرون:
موضع العهد. الاسم الحديث لبلدة قرية أربع المذكورة في تك 23 :2؛ 35 :27؛ يش 14 :13؛ 15 :13، 54؛ 20 :2؛ 21 :11؛ قض 1 :10؛ 2 أخ 11 : 10. 1) كانت حبرون مدينة قديمة ومهمّة تنعم باستقلال في المنطقة الجنوبيّة لجبل يهوذا. إذا عدنا إلى عد 13 :22، نعرف أنّها أسّست قبل صوعن بسبع سنوات. في الزمن السابق للإسرائيليّين أقام فيها العناقيّون (عد 13 :33؛ يش 11 :21؛ 14 :6-15؛ 15 :13 ي؛ قض 1 :10). يسمّي تك 23 :2-20؛ 25 :10؛ 49 :32؛ عد 13 :29 السكان السابقين للاسرائيليّين حثيّين. ويذكر يش 10 :3 الملك هوهام (الأموري). كانت حبرون للكالبيّين (عد 13 :22؛ يش 15 :13 ي؛ قض 10 :10)، وكان فيها معبد مشهور (ممرا) ومقبرة (مكفيلة) ارتبط بهما أسماء الآباء. ينسب يش 15 :54؛ 20 :7 مستوطنة الكالبيّين إلى يهوذا. فقد كانت أهم نقطة لقبيلة يهوذا، وقد تكوّنت من عناصر نقبيّة (من النقب) مختلفة وجد لديها داودُ ملجأ حين هرب من شاول (1صم 30 :31) وأعلن فيها نفسه ملكًا (2صم 2 :1-4؛ 5 :1-5). في حبرون قُتل أبنير ودُفن، وهو الذي ذهب يعمل من أجل ضمّ إسرائيل إلى يهوذا (2صم 3 :27-32). وفي حبرون شُنق قاتل إيشبوشت (2صم 4 :12). وحين نقل داود عاصمته إلى أورشليم، ضعُفت حبرون. ولكن ذهب إليها أبشالوم وأعلن نفسه فيها ملكًا (2صم 15 :7-9). بعد انشقاق المملكة، حصّن رحبعام المدينة (2أخ 11 :5-22). بعد دمار أورشليم سقطت حبرون في يد الأدوميّين. ولكن نح 11 :25 يذكر وجود مستوطنين يهوذاويين في حبرون (قرية أربع) بعد المنفى. في 1مك 6 :65 نعرف أن حبرون كانت جزءًا من أدومية. خضعت وقتًا ليهوذا المكابي. احتُفظ بذكر ابراهيم في الاسم الحالي : الخليل الرحمان (اسم ابراهيم في القرآن. رج إش 41 :8؛ يع 2 :23). تبعد 37 كلم إلى الجنوب من أورشليم على طريق بئر سبع. أين تقع حبرون القديمة؟ في تلّة الرميده غربيّ الخليل (والاسم هو دير الأربعين ويذكرنا بقرية اربع). أو على أرض الخليل. نجد في مدينة الخليل قبر الآباء. والجامع الموجود هناك كان بازيليكًا مبنيّة في زمن الصليبيّين على مبنى قديم يعود إلى زمن هيرودس. 2) والد قورح وتفوح وراقم وشامع. من قبيلة يهوذا (1أخ 2 :42-43). 3) حفيد لاوي (خر 6 :18؛ عد 3 :19؛ 1أخ 6 :3، 18؛ 23 :12، 19) وجـدّ الحـبرونيّيــن (عد 3 :27؛ 26 :58؛ 1أخ 15 :9). 4) رجل من نسل كالب (1أخ 2 :42).
حرمون:
المكان المحرّم. سلسلة شرقيّة تكوّن مع سلسلة لبنان الشرقيّة الجبل الذي يفصل سورية عن لبنان. إذا عدنا إلى تث 3 :9؛ تث 4 :48 حيث نقرأ سيؤون الذي هو حرمون)، نرى أن الفينيقيّين سمّوه سريون والأموريّون سنير. يرد هذان الاسمان في النصوص المسماريّة، وهما يدلاّن، مثل حرمون، على سلسلة لبنان الشرقيّة. في 1أخ 5 :23؛ نش4 :8، نجد سنير (أو : شنير) وحرمون. ولكن يبدو في هذين النصين أن حرمون يدلّ على القمّة، على جبل الثلج أو جبل الشيخ الذي يراه أهل فلسطين من بعيد. وصيغة الجمع في مز 42 :7 و89 :13 هي خطأ خطّاط لا تلميح إلى القمم الثلاث. تجعل التوراة من حرمون الحدودَ الشماليّة لأرض الميعاد. ويُستعمل أيضاً حرمون في اللغة التصويريّة (مز 133 :3)، ندى حرمون هو صورة عن بركة ا). وكانت سلسلة حرمون منذ القديم موضع عبادة الإله حرمون (يسمّى بعل حرمون). وأقدم نص يذكر هذه العبادة هو نص معاهدة بين الحثيّين والأموريّ عزيرو، وهو يعود إلى سنة 1350 ق.م. في القرن 4 ق.م. كانوا يبنون عند سفوحه الهياكل وقد بقيت منها بعض الخرائب. وكان هيكل على القمّة (2800 م) يسمّى اليوم قصر عنتر. إن الشعر العبريّ تأمّل في ندى حرمون، في سروه (سي 24 :13)، في وحوشه (نش 4 :8). وقابله مع تابور، وهو جبل آخر مقدّس (مز 89 :13). ولكنه لا يُقابَل مع أورشليم (مز 42 :7). في الحقبات المتأخّرة، وساعة وجب على اليهود المشتّتين أن يدافعوا عن نفوسهم ضدّ الهجمة الوثنيّة، صار حرمون جبل اللعنة حيث اتّصل الملائكة المتمرّدون بالأرض لكي يطغوا بنات البشر (1أخن 6 :61-66؛ 2أخن 18 :4 في تفسير تك 6 :2). وقد فسِّر اسم الجبل بالنظر إلى القسم الرهيب الذي به ارتبط الساهرون ( الملائكة) الفاسدون بعضهم ببعض. وبقدر ما كانت هذه الحكاية حاضرة في وجدان تلاميذ يسوع، يتّخذ فعل إيمان بطرس في قيصريّة فيلبس، عند سفح حرمون، لونًا من ألون المقاومة للوثنيّة. وتجلّي المسيح في جوار هذا الجبل يصبح تقديسًا لأرض حلّت بها “اللعنة”. يسوع هو أقوى من الملائكة، وقد أعاد النظام إلى الكون، كما أعاد إلى حرمون قدسيّته.
ديكابوليس:
أرض العشر مدن. مجموعة مدن هلينيّة واقعة في شرقيّ الأردن. ضُمّت إلى مملكة يهوذا على يد اسكندر جنايوس. ولكن بومبيوس القائد الرومانيّ فصلها سنة 63 ق.م. وسلّمها إلى حاكم سورية الرومانيّة، ليقوّي العنصر الهلّينيّ، ويضع حاجزًا ضدّ تأثير العالم اليهوديّ عليها. كانت هذه المدن متحالفة وكان لكلّ منها إدارة خاصة بها. سنة 106 ب.م. ضُمّت بعض مدن ديكابوليس إلى مقاطعة عرابية الرومانيّة. اختلف عدد مدن ديكابوليس. في بلينوس : دمشق، فيلدلفيا (عمّان)، رافانا، سيتوبوليس (بيسان)، جدارا، هيفوس، ديون، بلا، جراسة، كناتا. لم تكن رافانا من مجموعة المدن. ولا بدّ من زيادة أبيلا
سامرة، (مدينة الـ):
في العبرية : شومرون (برج المراقبة) أو شيمرون، شمراييم (رج اشتقاق 1مل 16 :24، والنقل الأشوري : سامرينا، والأرامي : شمراين في عز 4 :10، 17). اسم جبل في كنعان، واسم مدينة بناها عمري ملك اسرائيل على موقع مدينة كنعانية قديمة لم تكن ذات أهمية (شامير في قض 10 :1)، واختارها كعاصمة لمملكة الشمال بدل ترصة (1مل 16 :24). كانت السامرة من المدن القليلة التي بناها الاسرائيليون بأنفسهم، ولم يرثوها عن الكنعانيين. هذا لا ينفي مساندة مهندسي صيدون وصنّاعها، لا سيّمَا وأنّ العلاقات كانت طيّبة بين السامرة وفينيقية. كان اختيار موقع السامرة موفَّقا من الوجهة الاقتصاديّة والستراتيجية والمدائنية. قاومت حصار الاراميين (2مل 6) ولم يأخذها الاشوريون الا بعد حصار دام ثلاث سنين (721 ق.م). حينئذ استوطنها الغرباء بعد أن راح أهلها (30000) إلى السبي. الى هذا الزمن تعود رسالة بابلية موجهة إلى الحاكم أبي أحي. في سنة 131 ق.م.، احتل يوحنا هرقانوس السامرة، وكانت قد خسرت الكثير من أهميتها. وسقطت في أيدي الرومان، فأعاد بناءها غابينيوس، وحصّنها هيرودس الكبير وجعلها من أجمل مدن مملكته. واكرامًا لأوغسطس (بُني اكرامًا له معبد حيث كان معبد بعل القديم الذي بناه آخاب) سميت المدينة سبسطية (أي أغوسطا). إلى السامرة جاء فيليبس ونشر المسيحية. وبعده زارها الرسولان بطرس ويوحنا (أع 8 :5-17). بدأت الحفريات منذ سنة 1908 في سبسطية. اكتُشف أولا على المستوى الروماني، ساحة بناها هيرودس، بازيليك رومانية، ملعب الخيل. على المستوى الاسرائيلي ظهر قصر عمري الذي وسّعه آخاب ويربعام الثاني (1مل 20 : 43؛ 2مل 1 :2)، والبركة (1مل 22 :38)، والسور. ووُجد عدد كبير من الاوستراكات العبرية المكتوبة بالحرف الفينيقي (هي وثائق إداريّة وحسابيّة تذكر الزيت والخمر). يبدو أنّ قصر عمري بُني حسب الهندسة الاشورية. واكتشف المنقبون عددًا من لوحات العاج المنقوش (1مل 22 :39، عا 3 :15).
سامرة، (منطقة الـ):
منطقة السامرة تقع في قلب فلسطين وهي تسمّى “أرض السامرة” (2مل 17 :26؛ 18 :34-35؛ إش 36 :19؛ عو 19) باسم العاصمة والمدينة (السامرة). تبدّلت حدود هذه المنطقة عبر العصور. ولكن في شكل عام، ضمّت السامرة الجزء المركزي من جبال فلسطين المسمّاة “جبال السامرة” (إر 31 :5). يُحيط بها من الشمال سهل يزرعيل، ومن الشرق نهر الأردن، ومن الجنوب خطّ يصعد من أريحا إلى جبعون سائرًا إلى سهل أيالون، ومن الغرب سهل الشارون. هذا يضمّ أرض سبطَي يوسف، منسى وافرايم، وجزءً ا من أرض بنيامين أي مملكة الشمال أو مملكة اسرائيل (1مل 21 :1؛ 2مل 1 :3). تقطع هذه المنطقة وديان واسعة وخصبة (إر 31 :5) يصل المرء إليها بعد عبور المنحدرات التي تُشرف على وادي الأردن. غير أن بلوغها من الغرب كان أسهل. في نظرة سريعة إلى جبال السامرة، نفهم أنّها كانت مأهولة قليلاً في حقبة البرونز الحديث، وما امتلكت مركزًا هامًّا سوى شكيم. وقد تألّف السكّان من مجموعات بدويّة (عشائر وقبائل) جاءت من الشرق وأقامت في الأراضي النصف قاحلة من أجل المواشي. كانت هذه المنطقة غنيّة بالقمح والشعير والزيتون والكرم. ولم تتسمَّ باسم السامرة إلاّ بعد تأسيس مدينة السامرة. فالمملكة الجديدة دُعيت اسرائيل. من هنا كانت العبارة : “ملك على اسرائيل في السامرة” (1مل 12 :1، 20؛ 16 :29؛ 21 :18؛ 22 :52؛ 2مل 3 :1؛ 10 :36؛ 13 :1، 10؛ 14 :23؛ 15 :8، 21؛ 17 :1). أمّا الإشارات الأخرى فقد زيدت فيما بعد (1مل 13 :32). يبدو أنّ استعمال لفظة “السامرة” يعود إلى زمن احتلال المدينة على يد الأشوريّين (272). فقد اعتادوا أن يسمّوا المنطقة باسم عاصمتها. أما الاستعمالات التي تسبق احتلال العاصمة السامرة، فتشير إلى المدينة لا إلى المنطقة (عا 3 :9، 12؛ 4 :1؛ 6 :1؛ هو 8 :6؛ 10 :5-7…). بعد سقوط مملكة الشمال، ربط الأشوريّون المنطقة بالمملكة باسم سامرينا، وجعلوا أناسًا من بابل في “مدن السامرة”. سنة 612، صارت هذه المدن مقاطعة بابليّة، وضُمّت إليها أرض يهوذا بعد سقوط أورشليم. وحين عاد المنفيّون اليهوذاويّون، حاول حاكم السامرة أن يمنعهم من إعادة بناء أورشليم خوفًا من أن تنقسم “مقاطعة” يحكمها وحده (عز 4 :8-24؛ نح 2 :9-20؛ 4 :1-9؛ 6 :1-14). ومع ذلك، كان الانفصال واضحًا بين العاصمتين في أيام نحميا. فكانت الحدود الجنوبيّة تنطلق من أريحا فتصعد إلى بيت إيل وتنزل إلى بيت حورون. عند ذاك صارت المنطقة مركز السامريّين. وقد ضمّها يوحنا هرقانوس الأول إلى يهوذا بعد أن أخذ شكيم والسامرة، ودمّر الهيكل السامري على جبل جرزيم. وربطها بومبيوس بمحافظة سوريّة (63 ق.م.). وأعطاها أوغسطس لهيرودس الكبير (30 ق.م.). ثمّ ورثها أرخيلاوس حتى ذهابه إلى المنفى سنة 6 ب.م. بعد ذلك، صارت تحت سيطرة الولاة الرومان، ما عدا الحقبة التي فيها حكم هيرودس أغريباس الأول (41-44). دار يسوع حول السامرة، ففعل كما يفعل كل يهوديّ في عصره، في طريقه من الجليل إلى اليهوديّة (مت 19 :1؛ لو 17 :11). ولكنّه كسر القاعدة في مناسبة فريدة يتحدّث عنها يو 4 :4-29). أما تلاميذه فسيكونون شهوده في السامرة كما في أماكن أخرى (أع 1 :8). وسوف نرى فيلبس ثم بطرس ويوحنا يعلنان الإنجيل في مدن السامرة (أع 8 :4-25؛ 9 :31؛ 15 :3).
سورية:
(أ) الاسم : لا نجد اسم سورية في التوراة. لكن النسخة اللاتينية تستعمل سورية لتترجم العبرية ارام (نجد ارام فقط في لائحة الشعوب لأنه اسم شخص). نجد مرة واحدة في العهد الجديد : نعمان السوري : لو 4 :27. وفي المواضع الأخرى من العهد الجديد تدل سورية على مقاطعة سورية الرومانية (لو 2 :2؛ أع 15 :23، 41؛ 18 :18؛ 20 :3؛ 21 :3؛ غل 1 :21). في مت 4 :24 سورية هي بلاد قريبة من الجليل. والمرأة السوريّة الفينيقيّة (مر 7 :26) هي فينيقية من مقاطعة سورية الرومانية. يشتقّ اسم سورية من أشوريا (اختصار). ونحن نجده أول ما نجده عند هيرودوتس، وهو يدل على المنطقة الممتدة بين البحر المتوسط والصحراء السورية العربية. أما سورية فلم تشكل وحدة سياسية وإدراية الا بعد التسلّط الفارسي. (ب) التاريخ. قبل الزمن الفارسي تتحدّث النصوص فقط عن مدن. في أيام الفرس، صارت المنطقة جزءا من السترابية (أو : المرزبة) الخامسة (ابيرناري أو أبار نهرا). بما أن سورية هذه كانت تضم أيضًا المنطقة الواقعة بين دجلة والفرات، تكلّمت النصوص عن جنوبي بلاد الرافدين (بين النهرين) وعن سورية المنخفضة. بعد انفصال المنطقتين انفصالاً اداريًّا، صار اسم سورية يعني سورية المنخفضة. وبعد دمار مملكة فارس (331)، تقاتل السلوقيون والبطالسة لامتلاك شاطئ البحر المتوسط الى أن سيطر انطيوخس الثالث نهائيًّا عليه سنة 198. وصارت سورية في أيام السلوقيين قوَّة سياسية هامّة، وحاول السلوقيون أن يطبعوا اليهودية بالطابع الهليني ويضمّوها إلى أرضهم. ولكن سياستهم فشلت ولاسيّمَا بعد ثورة المكابيين. ولما جاء تغران ملك ارمينيا الفراتي (83-69)، وضع حدا لمملكة السلوقيين. ولكن لوكولوس الروماني هزم تغران وأعاد السلطة إلى السلوقيين مؤقتًا (انطيوخس الثالث عشر الاسيوي). ولكن احتلّ بومبيوس سورية احتلالها نهائيا وجعلها مقاطعة رومانية سنة 65 ق.م. (لو 2 :2).
سوكار:
حسب يو 4 :5 ي : مدينة سامرية تقع قرب الحقل الذي اعطاه يعقوب لابنه يوسف، وقرب بئر يعقوب. سار بعض الشرّاح على خطى ايرونيموس وقالوا : سوكار هي شكيم. ولكن أكثرهم يميّز بين المدينتين. دُمِّرت شكيم على يد يوحنا هرقانوس سنة 128 ق.م. ولم تكن بُنيت بعد باسم نابلس (نيابوليس المدينة الجديدة) في زمن يسوع بحيث إن سوكار هي النقطة الوحيدة التي تتيح لنا أن نحدّد بئر يعقوب. هي اليوم : عسكر. تبعد كلم واحد عن بئر يعقوب، ونصف كلم عن قبر يوسف.
سيتوبوليس:
مدينة الاسكوتيين. الاسم الهلنستي لمدينة بيت شان (2مك 12 :29-30؛ يه 3 :10)، رج بيت شان.
صور:
الصخر. مدينة فينيقيّة. تقع على جزيرة صخريّة عند الشاطئ الشرقيّ للمتوسّط. كان على الشاطئ نفسه أوشو (الذي سمّاه اليونانيّون : لايوتيروس أي صور القديمة). تُذكر المدينة في النصوص المصريّة والأشوريّة والأوغاريتيّة. والاهة المدينة كانت أشيرة (1مل 18 :19. أشيرة أوغاريت في الأوغاريتيّة). خضعت صور مدّة لمصر ثمّ استقلّت. وأما رسائل تل العمارنة فتذكر الملك أبي ملكي. في هذا الوقت كانت صور مدينة مهمّة : الملاحة، صب المعادن، الأقمشة، الألوان، الزجاج. كانت العلاقات طيّبة بين صور وإسرائيل. وعلى أثر معاهدة بين سليمان وملك صور كانت صور تقدّم الخشب والصنّاع، وتصدّر إسرائيل المواد الغذائيّة (1مل 5 :1-12؛ 7 :13، 40؛ 9 :1-14؛ رج أع 12 :20). واستفاد سليمان من خبرة الصوريّين لتنظيم أسطوله التجاري (1مل 9 :26-28). وكان من نتيجة هذه العلاقات أن إيزابل بنت الملك اتبعل تزوّجت أخاب ملك صور (1مل 16 :31. يسمى في هذا النص : ملك الصيدونيّين). حين أرادت صور أن تجتذب اسرائيل إلى سياسة التحالفات احتجّ الأنبياء بقوّة (أقوال ضد صور في إش 23 :1ي؛ حز 26 :1-28 :19؛ عا 1 :9ي؛ زك 9 :3). توصلت صور أن تحافظ على استقلالها تجاه أشورية وتجاه بابلونية، ولكن عددًا كبيرًا من سكانها تركوا المدينة وذهبوا يؤسّسون قرطاجة. وخضعت صور للاسكندر الكبير (322 ق.م.) الذي بنى طريقًا بين الجزيرة والبرّ. بعد هذا انتقلت صور إلى السلوقيّين حتى سنة 198 ق.م. هي تسمّى في 1مك 11 :59 و 2مك 4 :18-20 : المدينة الحرّة. ولما جاء الرومان ثبتوا سلطتها. وقبل أن نصل إلى الإنجيل نشير إلى المحاولات الأشوريّة العديدة في فينيقية. فإنّ أشور بانيبال وشلمنصر الثالث وهدد نيراري الثالث حاولوا أن يأتوا إلى المنطقة ويفرضوا الجزية على مدن غنيّة مثل صور، وقد طلبوا من هذه المدينة المعادن الثمينة والعاج والتوابل. هذا ما دفع صور إلى الخروج من أسوارها إلى قبرص أولاً (814 ق.م.)، ثمّ إلى شاطئ أوروبا وأفريقيا حتى الأندلس والمغرب، وهذا في القرن 8. كان ذلك ساعة حاول تغلت فلاسر الثالث التدخّل في الأمور الداخليّة للمدن الفينيقيّة وفرض الضرائب الباهظة عليها. وإنّ معاهدة التبعيّة بين أسرحدون والملك بعل الأول الصوري حدَّت من حريّة تحرّك الصوريّين دون أن تجعل أشورية تنسى أهميّة أسطول صور. وقد تحدّث حز 27 :12-24، عن امتداد التجارة الصوريّة في القرنين 7-6، مع أنّ صور خسرت بعض مواقعها لحساب صيدون، بعد حصارها على يد نبوخذ نصر الثاني سنة 585. دام هذا الحصار 13 سنة، ولكنّ البابليّين لم يستطيعوا أن يستولوا على صور البحريّة. احتلَّ الاسكندر صور، ولكنها استعادت ازدهارها سريعًا في أيام البطالسة. جاء أناس عديدون من صور وصيدا ليسمعوا يسوع (مر 3 :8) الذي جاء بنفسه إلى أرضهما (مت 15 :21). لهذا نفهم أن يكون بولس زار مسيحيّي صور وظلّ عندهم سبعة أيام (أع 21 :3). إليك لائحة بملوك صور : ابيبعل، حيرام الاول (975 ق.م.)، بعل معزر الأول، عبد عشتارت، متن عشتارت، عشتار إم، فليس، إتوبعل الأول، بعل معزر الثاني، متان الأول، فوم ياتون، ملكيرام، اتو بعل الثاني، حيرام الثاني، متان الثاني، لولي، بعل الأول، اتوبعل الثالث، بعل الثاني، يكينبعل، كلبي، حبّار، متان غرستروس، بعل عزر، مهر بعل، حيرام الثالث، حيرام الرابع، متان الثالث، عزي ملك الاول، عزي ملك الثاني.
عطاروت:
1) مدينة في جاد (عد 32 :3) يذكرها نصب ميشع. اليوم هي عطاروس شماليّ شرقيّ المقاور على الهضاب الواقعة شرقيّ البحر الميت. 2) يش 16 :2. هي اليوم عطارة الواقعة جنوبيّ بيت ايل. 3) يش 16 :7. مدينة في شمال افرايم قد تكون تل شيخ الدياب، شماليّ غربيّ فساليس. 4) يش 16 :5؛ 18 :13 : عطاروت أدّار. قد تكون خربة عطارة على حدود افرايم. 5) عطروت شوفان (عد 32 :35). مدينة في جاد لم يحدّد موقعها.
عماوس:
قرية تبعد حوالي 30 كلم عن أورشليم. تقع في شفاله. فيها قهر يهوذا المكابيّ نكانور وجورجياس (161 ق.م.) (1مك 3 :57-4 :25). حصّن بكيديس عماوس (160 ق.م.) (1مك 9 :50 51). انطلق بعض الشرّاح من تقليد فلسطينيّ تشهد عليه المخطوطات وخرائب بازيليك مسيحيّة تعود إلى القرن 3 فقالوا : إنّ المدينة التي ستسمّى بعد سنة 221 نيكوبوليس والتي هي عماوس الحاليّة هي عمواس المذكورة في العهد الجديد (لو 24 :13-24) والتي تبعد 160 غلوة (سبعة أميال) من أورشليم (لو 24 :13). أما الذين يتحدّثون عن 60 غلوة فلم يستطيعوا أن يحدّدوا موقع عماوس.
غزة:
العزة، القوة. مدينة كنعانية قديمة جدًا (دمشق الجنوبية) تذكرها رسائل تل العمارنة والنصوص المصرية. كانت سوقا للقمح والخمر والفضة والتوابل. في القرن 18 كان للمينيّين مخازنهم فيها. لهذا احتفظت المدينة دوما بطابع عربي. اذا عدنا إلى تث 2 :23 نعرف أن أول سكانها كانوا من الحويين. منذ تحوتمس الثالث صارت غزة نقطة انطلاق الحملات المصرية على فلسطين وسورية. بعد هذا حصّنها سيتي الاول. حوالي 1200 احتلها الفلسطيون (قض 16 :1، 21؛ 1صم 6 :17). مع أن المدينة جُعلت رسمياً ليهوذا (يش 15 :47، قض 1 :18)، إلاّ أن بني اسرائيل حاربوا كثيرا لامتلاكها في ايام سليمان (1مل 5 :4) وحزقيا (2مل 8 :8). منذ تغلث فلاسر الثالث كانت غزة في يد الاشوريين الذين أجبروا دوماً على الدفاع عندها ضد سكانها وضد طموحات مصر إلى أن احتلها نكو (إر 47 :1، 5). في 1أخ 7 :28 يجب ان نقرأ العي أو عيّة بدل غزة. ازدهرت غزة في العهد الفارسي وأخذها الاسكندر بعد حصار دام شهرين. تنازع عليها السلوقيون والبطالسة وأجبرها يوناتان المكابي على التفاوض. اخذها اسكندر جنايوس، ولكن عادت مدينة حرة في أيام الرومان وصارت مركز اشعاع الحضارة الوثنية. إن فيلبس التقى وزير ملكة الحبشة على الطريق من غزة إلى اورشليم (أع 8 :26). بعد هذه النظرة السريعة المرتبطة بالكتاب المقدس بشكل إجمالي نعود إلى التاريخ. فغزة هي إحدى المدن الفلسطية الخمس (بنتابوليس). أقام فيها الناس بشكل متواصل، فما مرّت حقبة لم تكن فيها هذه المدينة مأهولة. لم نجد آثارًا قديمة جدًا. ولكن الفخاريّات دلّت على أن غزة كانت مأهولة أقلّه في البرونز الحديث (1550-1200). في بداية هذه الحقبة نعود إلى إشارة مكتوبة إلى المدينة. فتحوتموس الثالث (1504-1450) جعل منها موقعًا من أجل حملاته الحربيّة سنة 1481 في فلسطين وسورية. فموقع المدينة “على طريق البحر” التي تقود من مصر إلى آسية وخصب المنطقة، افترض أن غزّة كانت محطة للقوافل وموقعًا للعمليات الحربيّة الفرعونيّة. ذُكرت غزة في رسالة تعناك 6 (القرن 15)، وفي رسائل تل العمارنة (289، 296، القرن 14)، وفي وثائق مصرية تعود إلى القرن 13 ق.م. ظلّت غزة في فلك مصر في زمن السلالتين 18-19. وأقام فيها الفلسطيون سنة 1175 بمبادرة أو مباركة من رعمسيس الثالث (1182-1151) هذا ما تدلّ عليه التنقيبات في دير البلح الذي يبعد 14 كلم إلى الجنوب الغربي من غزة. حوالى سنة 1100 أوردت اسمائيات امينوفي مون الفلسطيين مع عسقلان وأشدود. هي في الواقع واحدة من المدن الملكية الخمس لدى الفلسطيين (يش 13 :3). تُذكر هذه المدينة في خبر شمشون (قض 16 :1-2، 21). أعطيت بشكل نظري إلى يهوذا (يش 15 :47)، فلم تكن يومًا من مملكة يهوذا (قض 1 :9 حسب السبعينية). سنة 734، خضعت لتغلت فلاسر الثالث (نشو 283). ثار ملكها حنون، فسحقه سرجون الثاني وجلاه إلى أشورية (نشو 285). بعد موت سرجون، توغّل حزقيا، ملك يهوذا، في فلسطين فوصل إلى غزة (2مل 18 :8) التي كان ملكها آنذاك صلّيبيل. ولكن سنة 701، كافأ سنحاريب صليبيل لأنه ظلّ أمينًا للعرش الأشوريّ (نشو 288). وامتدّ حكم هذا الملك فدفع الجزية لأسرحدون واشور بانيبال (نشو 292، 294). سنة 609، احتلّ نكو المصري غزة (إر 47 :1؛ هيرودوتس، التاريخ 2 :159). ولكن استعادها سريعًا نبوخذ نصر الثاني (605-602) وأجلى آخر ملوكها إلى بابل (نشو 308). وانطلق نبوخذ نصر من غزة ليقوم بحملة على مصر سنة 568. ومثله سيعمل قمبيز الفارسي سنة 525. في سنة 332، كانت غزة المدينة الوحيدة التي قاومت جيوش الاسكندر الذين سلبوها واستعبدوا سكانها. بعد ذلك، صارت المدينة جزءًا من مملكة البطالسة. ولكن انطيوخس الثالث الكبير احتلّها سنة 198 بعد حصار دام طويلاً (دا 11 :15). بعد ذلك، صارت غزة مرفأ الأنباط على البحر المتوسط فاغتنت جدًا، ووسّعت مرفأها في ميّومة التي تبعد 3 كلم عن المدينة، في خرلة بيت الابلهيّة. هاجمها الحشمونيون بقيادة يوناتان سنة 145 (1مك 11 :61-62). واحتلّها الاسكندر جنايوس سنة 96 ق.م. (يوسيفوس، العاديات 13 :357-364؛ الحرب 1 : 87)، واحتفظ بها حتى مجيء بومبيوس الروماني (61 ق.م.) الذي جعلها مدينة حرّة (العاديات 14 :75-76). أُعطيت لهيرودس الكبير هديّة من أوغسطس سنة 30، فشكلت منطقة مستقلّة في مملكته، وحكمها كوسغبار حاكم أدومية. حين قُسمت مملكة هيرودس، جُعلت غزة في ولاية القنصل المساعد في سورية (العاديات 17 :320). عند ذاك عرفت ازدهارًا كبيرًا، وكان لها مدرسة مشهورة لأهل البلاغة. أما العبادة الرئيسية التي عُرفت بها فهي عبادة “م ر ن ا” (سيّدنا، ربنا)، وهي التسمية الأرامية للاله العظيم في غزّة (داجون، قض 16 :23). ذُكرت غزة في أع 8 :26. ولكنها لم تصبح مسيحيّة إلاّ في القرن 5 ب.م.، ساعة دمّر بورفيريوس هيكل “مرنا” وجعل مكانه كنيسة بشكل صليب.
فيلبس:
1) فيلبس الثاني. ملك مكدونية ووالد الاسكندر الكبير (1مك 1 :1؛ 6 :2). 2) فيلبس الخامس ملك مكدونية. يشير 1مك 8 :5 إلى اندحاره امام الرومان في سينوسيفاليس سنة 197 ق.م. 3) فيلبس صديق انطيوخس ابيفانيوس ونديمه. عيّنه الملك مربيًا لابنه انطيوخوس الخامس العتيد ووليا على المملكة مكان ليسياس (1مك 6 :14-16؛ رج 3 :32). حين مات ابيفانيوس لجأ فيلبس إلى مصر، إلى بطليموس فيلوماتور (2مك 9 :29). ولما دقت الساعة عاد إلى انطاكية ليزيح ليسياس (2مل 13 :23). ولكن ليسياس هزمه (1مك 6 :55-56، 63). 4) فيلبس الفريجي. حكَّمه الملك انطيوخس ابيفانيوس على اورشليم. كان أشرس أخلاقا من الذي نصّبه (2مك 5 :22؛ 6 :11؛ 8 :8). 5) فيلبس ابن هيرودس وكليوبترة. تترارخس ايتورية وتراخونية (لو 3 :1) والجولان وبتانية وحوران وهي مناطق يسكنها الوثنيون وتقع شرقي مجري الاردن الأعلى وبحيرة جناسرت (4 ق.م.- 34 ب.م.). كان حكمه مختلفا عن حكم سائر ابناء هيرودس. اتبع مثَل ابيه فشيّد الابنية وأسس المدن : بنت صيدا (جوليا)، بانياس (قيصرية فيلبس. مت 16 :13 وز). تزوّج في عمر متأخر سالومة ابنة هيرودية التي كانت اصغر منه بثلاثين سنة (مت 14 :11 : الصبية). مات من دون اولاد فُضمّت تتراخيته إلى مقاطعة سورية الرومانية. 6) فيلبس (هيرودس فيلبس) ابن هيرودس ومريمنة الثانية. تزوّج هيرودية. ولكنها تركته وعاشت مع هيرودس انتيباس. كان اسم ابنتها صالومة التي تزوجت التترارخس فيلبس (ابن هيرودس وكليوبترة). عاش فيلبس في رومة رجلاً عاديًّا وهناك مات. 7) فيلبس. احد الرسل الاثني عشر (مت 10 :3 وز؛ أع 1 :13). من بيت صيدا. تبع يسوع وجاء إليه بنتنائيل (يو 1 :43-46). تذكر الاناجيل فيلبس بمناسبة تكثير الخبز (يو 6 :5-7 وز) وكوسيط بين يسوع والوثنيين (يو 12 :21ي). وتدخّل فيلبس أيضًا خلال حديث يسوع بعد العشاء السري (يو 14 :8-10). لا نعرف شيئا عن رسالته. 8) مسيحي من أورشليم. أحد السبعة الذين أقامهم الرسل ليهتمّوا بالفقراء (اع 6 :15ي). يسمّى أيضاً المبشر (إنجيلي، اع 21 :8). كرز بنجاح في السامرة حيث ردّ إلى المسيحية في من ردّ سمعان الساحر (اع 8 :5-13). وفي الطريق من أورشليم إلى غزة ردّ إلى الايمان وزير ملكة الحبشة (اع 8 :26-39). وبشّر في اشدود (ازوت) وفي جوارها، وأقام فيما بعد في قيصرية (اع 8 :40) حيث استقبل بولس الذاهب الى اورشليم (اع 21 :8). كان لفيلبس اربع بنات لم يتزوجن وكنّ يتنبأن (اع 21 :9). يخلطه التقليد بعض المرات مع فيلبس الرسول.
فينيقية:
(أ) التاريخ. فينيقية هو الاسم الهليني (نجده في السبعينية) الذي يدل على رقعة ساحلية تسير بمحاذاة البحر المتوسط من شمال الكرمل إلى خليج الكسندرات الحالي. يعود الاسم إلى المصري “فنحو” الذي استعمل في ايام المملكة الحديثة. ولكن هناك رأيًا افضل يعود بالاسم إلى اصل يوناني : فوينيكس : النخل أو لون الجلد الاحمر. سمى الفينيقيون نفسهم كنعانيين (مر 7 :26 : السورية الفينيقية تسمّى في مت 15 :22 : الكنعانية). وأرضهم هي كنعان كما يقول العهد القديم والعهد الجديد. وكانوا يسمون باسم مدنهم : الصيدونيون مثلا. وهكذا سماهم الاشوريون أيضًا. أقام الفينيقيون على شاطئ المتوسط خلال الهجرات الكنعانية في بداية الالف الثالث. ويقول الجغرافيون القدماء إنهم جاؤوا من الخليج الفارسي عبر بلاد الرافدين. جاء بهم هيرودوتس من البحر الاحمر مرورًا بكنعان. ولهذا اعتبر بعض العلماء أنهم جاؤوا من الجزيرة العربية وأقاموا بعض الوقت في النقب. وهناك من لا يؤكد ان الفينيقيين كانوا من الساميين بسبب سحنتهم الحمراء (مثل المصريين والليبيين والاحباش). أمّا الساميون فسحنتهم صفراء. مهما يكن من أمر، فقد دخل الفينيقيون في العالم السامي (تك 10 :15). وتاريخهم هو تاريخ مدنهم : صيدون، صور… التي كانت مستقلة. وقد أسّس الفينيقيون مستعمرات عديدة : قبرص، كريت، قرطاجة، ترشيش. (ب) الحضارة. نعرف اللغة الفينيقية بواسطة الكتابات العديدة. إنها لغة كنعانية كالعبرية وكلغة رسائل تل العمارنة. يقول التقليد إن الفينيقيين اكتشفوا الابجدية وعنهم أخذ اليونانيون. هناك كتابة على مدفن احيرام في جبيل وهي تعود إلى سنة 1275 ق.م. وكانت كتابات في اللغتين الحثية والفينيقية في جبل طوروس. عُرفت الديانة الفينيقية بواسطة سنخونياتون (فيلون الجبيلي) والكتابات ونصوص اوغاريت. كانوا يعبدون ايل، بعل، ملقارت (اله صور : اله شمسي. له هيكل شهير). اشمون (اله صيدون) ادونيس، اشيرتو أو اشراتو، رشف، بعل شميم، بعل حميم زوج تانيت خاصة في قرطاجة. فيه في العربية : الفيء، زاوية في حقل. المقال الثاني في نظام زرعيم في المشناة. تعدّد فصوله الثمانية العشورَ التي يجب على الفلاح أن يدفعها للفقير : من العنب والقمح… سيتوسع تلمود أورشليم وتوسفتا في كل هذا. في هاحيروت : فم الحيروت. في المصرية : هيكل حروت. موضع يقع على طريق الخروج (خر 14 :2، 9؛ عد 33 :7ي) في دلتا النيل. قد يكون موقعه في القسم الشرقي من وادي طوميلات. تلك هي النظرة المعروفة. ولكن استعمال “هـ ح ي ر ت” وحدها (بدون في) في عد 33 :8. وفصلُ “ف ي” عن “هـ ح ي ر ت” في المخطوطات، يدلّان على أنّنا لسنا أمام اسم مكان، بل أمام اسمين يرتبطان كما يرتبط المضاف مع المضاف إليه. الأول “ف ي” يعني الفم (كما في العربيّة) والمصبّ. والثاني “ح ي ر ت” (في اليونانيّة ايروت) يعني القنال انطلاقًا من الاكادية “خ ي ر ي ت و”. إنّ “هـ ” (الـ التعريف) التي تسبق “ح ي ر ت” قد تستعمل أمام أشياء موضوعة في أماكن. إذن، نترجم خر 14 :9 : “خيّم أمام مصبّ قنال بين المجدل والبحر”. وعد 33 :7-8 : “وعادوا نحو مصبّ القنال الذي تجاه بعل صفون وخيّموا أمام المجدل. وانطلقوا من ضفة القنال”. إنّ استعمال لفظة مأخوذة من الأكاديّة أمر عاديّ حين نعلم أنّ هذه الآيات تعود إلى القرن 6 ق.م. (بعل صفون، مجدل)، ولم تدوَّن إلاّ في الحقبة النيوبابلونيّة أو الفارسيّة.
قانا:
1) مدينة في الجليل. لا يذكرها العهد القديم. فيها كان العرس (يو 2 :1) الذي حوّل فيه يسوع الماء خمرًا، وفيها شفى ابن الموظف الملكيّ (يو 4 :46). قانا هي موطن نتنائيل (يو 21 :2). أين تقع قانا؟ لم يتّفق العلماء بعد. ان التقليد الحديث (بعد سنة 1600) يبحث عن قانا في كفركنة على الطريق من الناصرة إلى طبرية. أمّا التقليد القديم فيعتبر أن قانا هي خربة قانا التي تبعد 8 كلم إلى الشمال من صفورية. وهناك نظريّة ثالثة تجعل قانا في قبيلة أشير انطلاقًا من اسمائيات أوسابيوس القيصري، وايرونيموس. تجعلها في لبنان، شرقيّ مدينة صور. هي المذكورة في 2. 2) مدينة في أشير (يش 19 :28). تذكرها اللوائح المصريّة. قد تكون قانا التي تبعد 12 كلم إلى الجنوب من صور. 3) وادي قانا (قانة). يفصل بين افرايم ومنسى (يش 16 :8؛ 17 :9). هو اليوم : وادي قانا.
قمران:
اسم سيل في واد يصبّ في القسم الشماليّ الغربيّ للبحر الميت. وعلى بعد كلم واحد من شاطئه، وُجدت مغاور اكتُشف فيها ابتداء من سنة 1947 ما يسمّى مخطوطات قمران، كما اكتشفت خرائب تمّ التنقيب عنها. أولاً : الخرائب. كشفت الخرائب أن الناس أقاموا أوّلاً في هذا المكان من سنة 135 إلى سنة 31 ق.م. ثمّ طُردوا منها بفعل هزّة أرضيّة أو حريق. وعادت الحياة من سنة 1 إلى سنة 68 حين جاء الرومانيّون فأقاموا في المكان قبل أن يدمّروه. ما يلفت النظر في قمران هو كثرة القنوات والآبار والأجران الضروريّة لطقوس التطهير. واكتشف المنقّبون أيضاً موضعًا للكتابة، قاعة طعام مع مئات الأوعية ومطبخًا مع فرن، ومقبرة محايدة. لم يُكتشف أي رقّ، بل بعض العظام. لم يجد المنقّبون غرف النوم. فأعضاء جماعة قمران كانوا ينامون في المغاور أو تحت الخيام. ووُجدت قطع نقود تساعدنا على تحديد الزمن الذي أقام فيه الناس هنا. وجرت حفريات إضافيّة على بعد 3 كلم إلى الجنوب من قمران فظهرت أبنية استعملت كمخازن أو مدابغ ثم جدران لحماية المزروعات. أما القطع الفخاريّة والنقوديّة فهي تشبه تلك التي وجدت في قمران. فظنّ المنقّبون أن هذه الأبنية كانت تستعمل لحاجات أعضاء الجماعة الماديّة. ثانيًا : الجماعة. عرّفنا بلينوس الأكبر وفيلون الاسكندراني وفلافيوس يوسيفوس بوجود جماعة من المتشيّعين اليهود. إنهم الاسيانيّون. صوّروهم على الطريقة الهلينيّة : يحتقرون الجسد والزواج. ولكن لم نجد هذه الفكرة في مخطوطاتهم. جعل يوسيفوس هؤلاء الاسيانيّين بجانب الصادوقيّين و الغيورين و الفرّيسيّين. قد يكون الاسيانيّون خرجوا من الحسيديم كالفرّيسيّين. انطلقوا من ممارسة الشريعة ممارسة دقيقة وساندوا الحرب من أجل تحرير الوطن بقيادة المكابيّين. ولكنهم تركوا المكابيّين حين حصل يوناتان المكابي لنفسه (152 ق.م.) على لقب رئيس الكهنة مع أنه لا يتحدّر من هرون (1مك 10 :0 2؛ 11 :27، 57؛ رج 7 :9-18). في هذا الوقت وُلدت بلا شكّ حركة الفرّيسيّين التي هي حركة دينيّة في جوهرها، وحياديّة من الوجهة السياسيّة. كما وُلدت الحركة الاسيانيّة التي قرّرت أن تترك أورشليم المساومة مع المحتلّ اليونانيّ والرومانيّ، وأن تقيم في بريّة يهوذا لتُهيِّئ الطريق لمجيء الله الاسكاتولوجي. وكانت تعتبر أن هذا المجيء قريب وأنه سيسبقه وصول مسيح بل مسيحَين، واحد من داود وآخر من هرون. واعتبرت الجماعة نفسها أنها ترتبط بعهد جديد مع الله في البريّة. ولكن هذا لا يمنعها من أن تكون منطبعة انطباعًا عميقًا بالشريعة والطقوس. ما يهيِّئ مسبقًا المؤمن للمشاركة في جماعة المختارين هو تتميم الشريعة تتميمًا دقيقًا بالروح والماء. وتتكلّم كتابات قمران أيضاً عن معلّم البر وهو الذي اجتذب الإسيانيّين إلى قمران. كان كاهنًا متحدّرًا من هرون ومن صادوق أيضاً وقد كتب سفر الشكر. اضطهده “الكاهن الشرير” الذي هو بلا شك يوناثان. حوالي سنة 100 ق.م. ازدهرت الجماعة ازدهارًا خاصًّا. ويشهد على ذلك توسيع الأبنية في ذلك الوقت. وقد يكون بعض الفرّيسيّين انضمّ إلى الاسيانيّين خلال اضطهادات يوحنا هرقانوس واسكندر جنايوس، التي تلمّح إليها أخبار قمران. بعد توقّف دام ثلاثين أو أربعين سنة، سكنت قمرانَ جماعةٌ من النمط عينه ندّدت بكتيم (أي الرومانيّون). دُمّر المكان حوالي 68 ب.م. ووُضعت كتابات الجماعات في المغاور لتُحفظ. كما انضمّ بعض الأسيانيّين إلى المقاومين في مصعدة. أمّا الكتابات فاكتشف بعضها في العصور القديمة : القرن الثالث، القرن الثامن. واكتشف العلماء في خزانة القاهرة نسخة عن وثيقة دمشق (كتاب قمران). وهذا يدلّ على تأثير الأسيانيّين على شيعة قرايم (اي القارئون). يقدّم “نظامُ الجماعة” قواعد الدخول : فحص تمهيديّ على يد “مراقب”، نذور، طقس تطهير سيتكرّر مرارًا فيما بعد. في هذه المرحلة يحتفظ كلّ واحد بممتلكاته. ويُدعى المبتدئ لكي يسلّمها إلى “المراقب” في نهاية السنة الأولى. وفي نهاية السنة الثانية تعطى للجماعة، وحينئذ يشارك المبتدئ في كلّ الشعائر وبالأخص رشّ الماء والوليمة الدينيّة. لم نجد في مخطوطات قمران أي ذكر للبتوليّة التي تحدّث عنها بلينوس ويوسيفوس وفيلون. وإنّ التنقيب في المقابر أبرز عظام نساء وأولاد موضوعة على حدود المقابر. أما في الوسط فلا نجد إلاّ عظام رجال موجّهة بدقّة إلى الشمال أي إلى أورشليم. نستطيع أن نستنتج أن البتوليّة كانت محصورة بالنخبة مع دعوة إلى ممارسة فرائض لا 22 :2، 4. ثالثًا : فائدة هذه الاكتشافات. إنّ اكتشافات مخطوطات قمران مهمّة من أجل معرفة نص التوراة وقانونها والتعرّف إلى الأوساط اليهوديّة في أيام يسوع وإلى بعض بدايات التوسّعات اللاهوتيّة الخاصّة بالمسيحيّة. مثلاً : اكتشف العلماء أن جماعة قمران تتبع روزنامة تختلف بعض الشيء عن الروزنامة الشمسيّة الرسميّة المعمول بها في أورشليم منذ أيام أنطيوخس الرابع ابيفانيوس. وقال بعضهم : إنّه من الممكن أن تتّفق الاختلافات في العهد الجديد حول موعد العشاء السرّي، إذا افترضنا أنّ يسوع اتّبع الروزنامة الشمسيّة المعمول بها لدى الأسيانيّين فاحتفل بالعشاء الأخير خلال وليمة فصحيّة (مر 14 :12). وهكذا يكون العشاء السرّي يوم الثلاثاء مساء والصلب يوم الجمعة (مر 15 :42). حين يؤكّد يوحنا أن يسوع مات ليلة الفصح (يو 18 :28؛ 19 :14) فهو يلمّح إلى الفصح الرسميّ كما يحتفلون به في أورشليم لا إلى الفصح الذي احتفل به يسوع وتلاميذه حسب روزنامة الأسيانيّين. وان قمران مهمّة من أجل أصول المسيحيّة. فكرازة يوحنا المعمدان مركّزة على مجيء دينونة قريبة يهيِّئ لها العماد. وفوق هذا، فالمعمدان هو صوت صارخ في البريّة. هذه العبارة المأخوذة من أشعيا طبّقتها الجماعة على نفسها. ونشدّد أيضاً على نقطة مشتركة وهو التعليم عن الروح الذي سيرتبط بالمعموديّة. فتعليم قمران عن الروحين معروف : روح الحق والأمانة (رج يو 15 :26؛ 16 :13) الذي يقود الأبرار ويعطى لهم خلال احتفالات التطهير بالماء، وروح الفساد الذي يجرّ الأشرار إلى هلاكهم. غير أن فكرة الرسالة التي يكرز بها يوحنا هي غريبة عن قمران. هذا يعني أنه وإن اتّصل يوحنا بأهل قمران إلاّ أنّه انفصل عنهم. وهناك أيضاً نقطة مشتركة مع المسيحيّة : تنظيم الجماعة (رج أع 6 :2، 5؛ 15 :12) حيث نجد مجموعة الرسل الصغيرة. وصورة الأسقف في أع 20 :28؛ تي 1 :7-9؛ 1تم 3 :2-7 تذكّرنا بصورة المراقب (الأسقف. ابيسكوبوس : ينظر من فوق إلى الأمور) في وثيقة دمشق أو وثيقة صادوق. ثمّ إنّ المشاركة في الخيرات كما عاشتها جماعة أورشليم تشبه بعض الشيء تنظيم جماعة قمران. ويبدو أن هناك مشابهات بين الحياة الرهبانيّة والحياة القمرانيّة. رج مخطوطات البحر الميت.
قيصرية:
مدينة قيصر. 1) قيصريّة فلسطين أو قيصريّة ستراتون. مدينة ومرفأ على شاطئ البحر المتوسط. تقع بين يافا ودور. بناها هيرودس الكبير بين سنة 9و12 ق.م. قرب برج ستراتون القديم. وما عتّمت أن صارت أهمّ مرفأ في فلسطين بسبب موقعها ومنشآتها. بعد عزل ارخيلاوس وموت اغريباس الأول (مات فيها : أع 12 :20-23)، صارت قيصريّة مركز إقامة الولاة الرومانيّين. وأخذت البضاعة تمرّ في قيصريّة لتصل إلى أورشليم وكذلك الأشخاص (اع 9 :30؛ 18 :22؛ 21 :8، القديس بولس). كان كل سكان قيصريّة من الوثنيّين مع بعض اليهود. في عكا أقام فيلبس أحد السبعة (أع 8 :40؛ 21 :8) والقائد الروماني كورنيليوس الذي وعظ بطرس (هرب من ملاحقة أغريباس الأول : أع 12 :19) في بيته (أع 10 : 1 ي؛ رج 11 :11). وفي قيصريّة كان بولس سجينًا وتكلّم أمام الملك أغريباس الثاني (أع 23 :23-25؛ 24 :27، 25 :1-13). هي اليوم : قيصريّة. دلّت الحفريّات على المسرح وعلى ملعب الخيل. 2) قيصريّة فيلبس. اسمها في القديم : بانياس. بُنيت سنة 12و3 ق.م. على يد هيرودس فيلبس عند منابع الأردن وسمّيت قيصريّة (إكرامًا لقيصر) وفيلبس (إكرامًا لشخصه). إنّ الأناجيل الإزائيّة تجعل في جوار قيصريّة فيلبس اعتراف بطرس بيسوع ووعْد يسوع لبطرس بالرئاسة (مت 16 :13-20، مر 8 :27-30). نشير إلى أن قيصريّة (تبعد 46 كلم إلى الشرق من صور) هذه بُنيت عند أحد منابع الاردن الرئيسية، على سفح حرمون من الجهة الجنوبيّة الغربيّة. كان الموقع يشرف على الطريق بين صور ودمشق، ويحرس السهل الخصب قرب بحيرة الحولة، الذي ترويه منابع الاردن. حوالى سنة 200 ق.م.، تغلّب فيها أنطيوخس الثالث على المصريين. وبنى اليونان معبدًا للاله “بان” (من هنا بانياس) والحوريات كما تقول إحدى المدوّنات. سنة 20 ق.م. أعطى أوغسطس منطقة بانياس لهيردوس الكبير، وعادت إلى فيليس، فصارت مركز حضارة يونانيّة ورومانيّة.
كرمل:
بستان 1) مدينة في جنوبي شرقي يهوذا (يش 15 :55). مذكورة في 1صم 15 :12 (أسلاب شاول)؛ 25 :2، 7، 40 (بيت نابال)؛ 1صم 30 :29 (لائحة المدن)؛ 2صم 23 :35، 1أخ 11 :37. هي اليوم : الكرمل التي تبعد 11 كلم إلى الجنوب من حبرون. 2) مع اداة التعريف. هي اليوم : جبل الكرمل او جبل مار ايليا. يمتد 10 كلم حتى 20 كلم فيصل إلى البحر المتوسط. أعلى قمة فيه 552م. على السفح الشمالي الشرقي يجري نهر المقطع (قيشون). إنه صورة الجمال والازدهار باخضراره (نش 7 :5؛ إش 35 :2). وكرمل مقفر هو رمز الضيق والدمار (اش 33 :9؛ ار 4 :26؛ عا 1 :2؛ نا 1 :4). كان جبل الكرمل مأهولا منذ الحقبة السابقة للتاريخ. وقد اكتشف المنقّبون في وادي المغارة 25 هيكلا عظميًا. في القرن الخامس عشر ق.م. يُذكر جبل الكرمل في لائحة مدن تحوتمس الثالث باسم ستن كاب. في القرن الرابع ق.م. سمي الكرمل “جبل زوش المقدس”. وهناك قدم وسباسيانس ذبيحة ليحصل على معلومات عن مستقبله. يخبر 1مل 18 ان كهنة بعل كان يقدمون عليه الذبائح لالههم. وكان هناك مذبح ليهوه رمّمه ايليا. وقدم ايليا ذبيحته على الهضبة الصخرية المسماة المحرقة في القسم الجنوبي الشرقي من الكرمل حيث يخرج ينبوع. أقام اليشع بعض الوقت على الكرمل، وقدّم هناك الاتقياءُ من اسرائيل ذبائحهم (2مل 4 :23-25). 3) هذا الجبل المليء بالمغاور (وادي المغارة) يبدو بشكل حاجز كلسيّ مع ثلاثة ممرّات أو أبواب هي : يقنعام، مجدو، يبلعام، هذا إذا أردنا الذهاب من السهل الساحليّ في الجنوب إلى سهل عكا وسهل يزرعيل في الشمال، حيث يجري نهر قيشون. هناك وثيقة مصريّة تعود إلى بيبي الأول (2325-2275) تصوّر نزول الجيوش من البحر في شمال الجبال العالية المسمّاة “أنف رأس الغزال” (نشو 228، ح 10). يفسَّر هذا النصّ بعض المرّات وكأنّه يلمّح إلى جبل الكرمل الذي يُذكر في لائحة المدن التي احتلّها تحوتمس الثالث سنة 1468 ق.م. باسم “الرأس المقدّس” (راشي قدشو)، بين مدينة عكا و”كرمين” (أي الكرمل). ثمّ احتلّها رعمسيس الثاني خلال حملته إلى قادش على العاصي. مثل هذا الاسم (راشي قدشو) يدلّ على وجود معبد في هذا الموضع. كان الكرمل الحدودَ الجنوبيّة لقبيلة أشير (يش 19 :26) وزبولون (يش 10 :11، قيشون)، والحدود الشماليّة لمنسّى مع “ثلاث مدن ببقاعها” (يش 17 :11؛ رج 12 :22). من هذا القبيل يشبه الكرمل تابور الذي هو نقطة الحدود بين يساكر وزبولون ونفتالي (يش 19 :12، 22، 34). في القرن 9، كان الكرمل لفينيقية، لأنّ كهنة البعل كانوا يذبحون عليه. ولكنّه كان موضوع خلاف على الحدود، لأنّ أخاب طالب به. قد يكون هذا الجبل مذكورًا في حملة شلمنصّر الثالث (841 ق.م.) بالاسم الأكادي “ب ع ل. را ش ي”. بعد ذلك، أطلق نبوخذ نصر نداء إلى “شعوب الكرمل” لكي يحاربوا معه (يه 1 :8).
كفرناحوم:
قرية ناحوم. مدينة في الجليل، على بحيرة جنسارت. مدينة حدوديّة مع مركز جمارك بين أرض فيلبس وأرض هيرودس انتيباس (مت 9 :9). كانت فيها حامية رومانيّة مع قائد مائة بنى فيها مجمعًا (مت 8 :5-13؛ لو 7 :10). قام يسوع بمعظم رسالته في كفرناحوم وجوارها. سكن فيها (مت 4 :13؛ 9 :1 : مدينته)، علّم في مجمعها (لو 4؛ 31 وز). كان لسمعان بطرس واندراوس بيت فيها (لو 4 :38 وز). ذُكرت في مت 17 :24 (سؤال حول جزية الهيكل)؛ مر 2 :1 (شفاء مخلّع)؛ 9 :33؛ 4 :23؛ يو 4 :46؛ 6 :17، 24، 59. ولكن نتيجة نشاط يسوع لم تكن باهرة، ولهذا أنَّب المدينة بسبب قلّة إيمانها (مت 11 :23 وز). بحث المنقّبون في الماضي عن كفرناحوم في خان منيه. اليوم : تل حوم الذي يبعد 4 أو 5 كلم إلى الغرب من مصبّ الأردنّ، و 3 كلم إلى الشرق من عين التبغة (هذا ما قاله التقليد المسيحيّ منذ القرن الرابع حتى العصور الوسطى).
كورزين:
مت 11 :20-23؛ لو 10 :13. إحدى مدن الجليل التي حكم (مع بيت صيدا وكفرناحوم) عليها يسوع بسبب لامبالاتها بالدعوة إلى التوبة والإيمان. اليوم : خربة كرازه التي تبعد 3 كلم إلى الشمال من بحيرة جنسارت.
لدة:
هي لود القديمة (عز 2 :33) عاصمة إحدى المقاطعات التي ضمّها المكابيّون الى يهودا (1مك 11 :34؛ رج 10 :30-38، 11 :28، 57). ففي اللدة شفى بطرس اينياس المخلّع (اع 9 :32-38). تبعد لدة 15 كلم إلى الجنوب الغربيّ من يافا. تذكر النصوص المصريّة لدة بين يافا، كنتو، اونون، أفيق. ولكنها غابت من لائحة يشوع، مع أنه وجب أن تكون في قبيلة دان. حسب 1أخ 8 :12، بنى المدينة شامد (أو تامر) ابن بنيامين. وقد سكنها بعد السبي أناس من بنيامين (1أخ 8 :12؛ عز 2 :33؛ نح 7 :37؛ 11 :35). يذكر : “لود، حاديد، أونو… ووادي الصنّاع”. أعطاها ديمتريوس نكاتور مع أفيرمة والرامتائيم إلى يوناثان المكابي فصارت عاصمة مقاطعة (1مك 11 :34). كانت اللدّ عاصمة مناطقيّة وتشكّل جزءً ا من السامرة (1مك 10 :30، 38؛ 11 :29، 57؛ يوسيفوس، العاديات 13 :127). بعد موت قيصر، استعبد كاسيوس أهل لدّة (العاديات، 14 :275). ولكن مرقس انطونيوس حرّرهم (العاديات 14 :412). وسمّى الرومان المدينة قرية أو مركز مقاطعة (العاديات 20 :130؛ الحرب 3 :55). تدخل كوادراتوس، حاكم سورية، في نزاع بين اليهود والسامريين (الحرب 2 :242-244). خلال الثورة الاولى سنة 66 ب.م، أحرق سستيوس غالوس المدينة، وأفرغها من سكّانها لأنهم صعدوا إلى أورشليم لعيد المظال (الحرب 2 :515). ثم نمت المدينة وازدهرت. منذ الإمبراطور سبتيموس ساويروس سُمّيت المدينة ديوسبوليس. ولكن عاد إليها منذ العرب إلى اليوم اسم اللّد. جعل التقليد من اللدّ موطن القديس جاورجيوس. وقد بنى فيها الصليبيون كنيسة إكرامًا له. تمّت حفريات في هذه المدينة فكشفت على وجود بشري في العصر الحجري الحديث، في الكلكوليتي (الانتقال من الحجري إلى البرونزي)، وفي البرونزي القديم.
متوسط البحر، (الـ):
يُذكر مع البحر الميت ويدل على الحدود الغربية لكنعان او احدى القبائل المقيمة على الساحل. البحر الكبير : هـ ي م. غ د و ل (عد 34 :6-7؛ يش 1 :4؛ 9 :1) البحر الاقصى او الغربي : هـ ي م. هـ ا ح ر و ن (تث 11 :24، 34 :2) بحر الفلسطيين : ي م. ف ل ش ت ي م (خر 23 :31). تذكر البيبليا بحر ادرياتك، بحر كيليكية وبمفيلية (اع 27 :5). تذكر الجزر، المرافئ. ماذا نقول عمّا يُسمّى البحر الابيض المتوسط؟ يقع بين اوروبا في الشمال، وآسيا في الشرق، وافريقيا في الجنوب. يتّصل بالمحيط الاطلنطي عبر مضيق جبل طارق (عواميد هرقل)، وبالبحر الأحمر عبر قناة السويس منذ سنة 1869. مساحته ثلاثة ملايين كلم مربع. وأقصى عمقه 4400م. المدّ والجزر ضئيلان، والتيّارات لا تكاد تُذكر. أما الرياح فقد أثرت تأثيرًا كبيرًا على حركة الملاحة القديمة، بحيث لا يستطيع الناس أن يبحروا عكس الرياح. ففصلا الربيع والصيف كانا مؤاتيين للأسفار في البحر. أما عواصف أيلول وتشرين الأول ثم آذار ونيسان، فقد كانت تفرض على السفن إلاقامة في المرافئ. اذا كانت الريح مؤاتية، كان السفر من يافا إلى جبل طارق يتطلّب ثلاثة أسابيع. أما الطقس السيّئ وغياب الرياح المؤاتية، فكانا يطيلان السفر. أما المحطات في البحر المتوسط فهي الجزر : قبرص، رودس، جزر بحر ايجه، كريت، الجزر الايونيّة، مالطة، صقلية، سردينيا، الباليار. وبمختصر الكلام كان المتوسط وسيلة اتصال استفاد منه الميسينيون واليونان والفينيقيون.
مجدل:
الحصن. قرية على ضفة بحيرة كنارت الغربية، إلى الشمال من طبرية. هي موطن مريم التي حرّرها يسوع من سبعة شياطين (لو 8 :2؛ مر 16 :9).
مسّادا:
رج مصعدة.
مصعدة:
قلعة (رج فعل صعد) تقع على قمة صخر منعزل فوق البحر الميت وهي تبعد قرابة 25 كلم إلى الجنوب من عين جدي. يروي المؤرخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس (الحرب 7 :285) أن رئيس الكهنة يوناثان هو الذي بنى هذه القلعة. ولقد ارسل اليها هيرودس الكبير عائلته المهدّدة من قبل رومة. ولما تم الاعتراف بهيرودس ملكا، حوّل القلعة إلى قصر ثان يحميه ساعة الخطر (الحرب 7 :280-281). في سنة 66 ب.م. وفي بداية الثورة، احتل مناحيم (الحرب 2 :408، 433) القلعة ثم ابن اخيه اليعازر بن يائير بن يهوذا، فقاوم الرومانَ حتى سنة 73 او 74. حاصره الحاكم فلافيوس سيلفا وكان الحصار طويلا وانتهى حين انتحر كل المقاومين انتحارا جماعيا. اكتُشفت في مصعدة اوستراكات عديدة، ومدوَّنات على جرار ونتف مخطوطات تشبه ما وجدناه في مغاور قمران.
ناصرة:
تسمَّى مدينة (بوليس)، ولكنها في الواقع ضيعة صغيرة من ضيع الجليل. لم تصبح مهمّة إلاّ بعد أحداث العهد الجديد. في الناصرة قبلت مريم بشارة الملاك (لو 1 :26-38). في الناصرة قضى يسوع حياته الخفيّة (لو 2 :39، 51-52؛ مت 2 :23)، وفيها بدأ حياته العلنية (مت 4 :13؛ مر 1 :9) بحيث سمِّي نبيّ الناصرة (مت 21 :11؛ أع 10 :38). في بداية الحياة العلنيّة، عارض أهل الناصرة كرازة يسوع، وأرادوا أن يُلقوه من أعلى الجبل (لو 4 :16-30. يقولون إن هذا الجبل هو جبل القصفة). وسموا المسيحيين ناصريين ونصارى احتقارا انطلاقا من اسم الناصرة (يو 1 :46 : هل يخرج من الناصرة شيء فيه صلاح؟). كانت حفريات في الناصرة واكتشفت سنة 1878 كتابة تشير إلى قرار امبراطور روماني يمنع أهل الميت من المس بالقبور. فظن بعض العلماء أن كاليغولا أصدر هذا القرار بمناسبة الاحداث المروية في مت 28 :12-15 (سرق التلاميذ جسد يسوع). ولكن هذا القول يبدو ضعيفًا.
يهودية، (الـ):
الاسم الهليني والروماني للقسم الفلسطيني الذي أقام فيه اليهود. نحن هنا أمام صفة : يودايا كورا أي الكورة (المنطقة، الارض) اليهودية. أول من استعمل الكلمة كان كلايارك (قائد جيش يوناني حوالي 320 ق.م.) ثم يوسيفوس. وهو يعود عند المكابيين وفي العهد الجديد. إنه يذكرنا بيهود وهو اسم هذا البلد الرسمي خلال حكم الفرس. وهو يرجع إلى يهوذا. في أيام المكابيين، شكّلت اليهودية بلداً صغيراً يحده الاردن، ادومية، لدة، رمتائيم. وخارج تلك المنطقة، كان يهود عديدون. وستُضم المناطق التي يعيشون فيها إلى نواة اليهودية القديمة على يد المكابيين. وفيما بعد فُرض عليهم الدينُ اليهودي وممارساته بالقوة (يوحنا هرقانوس الاول، ارسطوبولس). وهكذا اتخذ اسم اليهودية مضمونا أوسع، فدلّ على اليهودية بحصر المعنى مع المقاطعات السامرية (افيرامة، رمتائيم، لدة). هذا هو المعنى في العهد الجديد الذي يذكر مع اليهودية السامرة والجليل، أو مملكة الحشمونيين أو مملكة هيرودس (لا نجد هذا المضمون إلا في العهد الجديد)، أو هذا القسم من مقاطعة سورية التي حكمها من سنة 16 إلى 41 ولاة رومانيون (لو 3 :1). في أع 1 :8 ومت 19 :1 تحمل كلمة اليهودية معنى عرقيا. أما في أع 2 :9 فقد تدل على فلسطين كلها.
No Result
View All Result
Discussion about this post