أورشليم في أيام المسيح
خرائط الكتاب المقدس
اشتهر هيرودس الكبير , بقدرته المذهلة على إقامة المنشآت . و في عصره كانت أورشليم مدينة رائعة . و قد توج منشآته بإقامة الهيكل اليهودي العظيم . و تم أكتشاف الكثيرمن بقايا تلك المنشآت و منها جزء من درج الهيكل , و بركتي سلوام و بيت حسدا . و في الخريطة بعض المواقع الهامة , التي كانت مسرحا للأحداث التي شهدتها أورشليم في اﻷيام اﻷخيرة التي قضاها الرب يسوع في أورشليم .
أنتيباس:
1) هيرودس أنتيباس. الابن الثاني لهيرودس الكبير وملتقه السامرية. وُلد حوالي السنة 22 ق.م.، وتربّى مع مناين المعلم المسيحيّ الذي يذكره أع 13 : 1. عيّنه والده في وصيّته الثانية خلفًا له، ولكن بقي له في سنة 4 ق.م. الجليل وبيريه مع لقب تترارخس (لو 3 :1. سمّاه مرقس الملك كما كان يفعل الشعب آنذاك). سُمّي في الأناجيل وعلى العملة، هيرودس، ولذلك خلط الناس بينه وبين والده هيرودس الكبير. تزوّج ابنة الملك العربي الحارث (زواج سياسيّ هدفه حماية أرضه من هجمات العرب). ولكن بمناسبة سفر إلى رومة، ارتبط مع هيرودية زوجة أخيه من أبيه هيرودس، فيلبس (مر 6 :17 وز). بعد هذا عادت ابنة الحارث إلى أبيها وعاد أنتيباس مع هيرودية. كان هيرودس ثعلبًا محتالاً (لو 13 :32) وطموحًا (بتأثير من هيرودية) ومحبًا للبزخ. ولكنه كان في الوقت عينه يهوديًا محافظاً يحجّ إلى أورشليم في عيد الفصح (لو 23 :7). هو لم يجعل صورة على العملة (احترامًا لليهود). ودافع عن حساسيات اليهود ضدّ بيلاطس، ممّا خلق العداوة بينهما (لو 23 :12). خلال حكمه، بنى أو حصّن مدن صفورية (حصن يهدف إلى المدافعة عن الجليل. سمّي فيـما بعد ديدكلي قيصرية) وليفية (سمّيت المدينة ليفية أكرامًا لامرأة الامبراطور أوغسطوس. كان أسمها بيت رمتا أو بيت هارام المذكورة في يش 13 :27. بناها ليدافع عن بيريه ضدّ العرب) وطبرية. اتّصل انتيباس بيوحنا المعمدان وبيسوع. سجن الأول وقطع له رأسه (مر 6 :17-29 وز). ظنَّ الفريسيون (لو 13 :31-33) أنه يريد أن يسجن يسوع الذي حسبه يوحنا المعمدان القائم من الموت (مر 6 :14-16 وز). تعرّف إلى يسوع عن قرب، حين أرسله إليه بيلاطس على أنّه جليلي ولا يقع تحت حكمه (لو 23 :8-12). اهتمّ أنيباس أولاً بشخص يسوع، ولكنه لم يلق منه جوابًا، فأخذ يسخر منه. كان حليفًا وفيًا لرومة، شأنه شأن أبيه، فرافق حاكم سورية، فيتاليوس، إلى أورشليم سنة 37. ثم أقسم بأن يكون أمينًا للامبراطور كاليغولا الذي خلف طيباريوس. وموّل الأعياد المقامة على الفرات بمناسبة محادثات السلام بين غيتاليوس والفراتيين (يوسيفوس، العاديات 18 :103-105) انحسد من ابن أخيه اغريباس الأول الذي نال اللقلب الملكي، فمضى رإلى رومة يطلب التاج لنفسه : فاتّهم بالتحالف مع الفراتيين، وما استطاع أن يبّرىء ساحته. حينئذ نُفي إلى خيوب غالية (فرنسا الحالية) حيث مات مقتولًا (ورافقته هبرودية) بأمر الامبراطور (يوسيفوس، العاديات 18 :247-248، 250-252؛ الحرب اليهودية 1 :183). 2) مسيحيّ استشهد في برغامس (رؤ 2 :13). هناك تقليد يقول إنه كان أسقف برغامس.
أنطونيا:
قلعة (أكروبوليس : 2مك 4 :12، 27؛ 5 :5) أورشليم. تقع شمالي الهيكل وهي المذكورة للمرة الأولى في نح 2 :9؛ 7 :2. جُددت كليًا على أيام الحشمونيين وتحوّلت تحوّلاً كبيرًا على أيام هيرودس الكبير الذي دعاها أنطونيا اكرامًا لحاميه أنطونيوس. في أيام الولاة الرومانيين، كانت تقيم في أنطونيا حامية رومانية (أع 21 :31-36؛ 22 :24؛ 24 :10، 16) مهمتها المحافظة على رواق الهيكل، وكان درجان ينزلان من القلعة إلى الرواق. خلال الحرب اليهوديّة احتلّ الثائرون أنطونيا (66 ب.م.) ودافعوا عنها دفاعًا مستميتًا. ولكن الرومانيين استعادوها بقيادة تيطس (70 ب.م.) ودمّروها. هناك تقليد يعود إلى القرن الثاني عشر يجعل قصر بيلاطس حيث كانت القلعة.
بِركة (الـ):
في العبرية : م ق د هـ. كل تجمّع مياه، كل خزّان أو حوض (تك 1 :10؛ خر 7 :19). ونجد لفظة “ب ر ك هـ” التي ترتبط بالبَركة، والتي توجد لاستعمال الناس عامة، فتتميّز عن “ب و ر” الذي يدلّ على الحوض والخزّان. كان يغذّي البركَ، ماء الينابيع والأمطار. ذكرت التوراة البرك مثل البركة العليا (2مل 18 :17؛ إش 7 :3؛ 36 :2). البركة السفلى (2مل 20 :20). بركة سلوام (نح 3 :15؛ يو 9 :7). بيت زاتا أو بيت حسدا (يو 5 :2). وكانت بركة في حبرون (2صم 4 :12) وفي جبعون (2صم 2 :13)، وفي السامرة (1مل 22 :38)، وفي حشبون. في نش 7 :5، الماء الصافي صورة عن عيني الحبيبة.
جتسيماني:
في الآراميّة : جت سماني : معصرة الزيتون. مكان قرب جبل الزيتون (لو 22 :39) تألّم فيه يسوع وقُبض عليه (مت 26 :36، مر 14 :32). كان يسمّى بهذا الاسم لأنّه كان فيه معصرة زيتون. يسمّيه يو 18 :1 البستان. كان ولا شك يخصّ أحد التلاميذ، لأنّ يسوع كان يذهب إليه مرارًا (يو 18 :2). إنّ المكان الذي يحدّده العلماء اليوم يقابل بكلّ دقّة معطيات البيبليا والتقليد. وهناك كنيسة بُنيت بين سنة 380 وسنة 390 تصوّرها اتارية التي زارتها في القرن الرابع : كنيسة جميلة. وقد اكتشفت أساساتها تحت الكنيسة الحاليّة.
جلجثة:
الجمجمة. في الأراميّة جلجثة. من هنا في العربيّة : الجلجلة. المكان الذي صُلب فيه يسوع (مت 27 :33 وز؛ يو 19 :17). يظنّ بعض الشرّاح أنّ الأصل هو جل جوعة أي تلّة حجارة في جوعة (إر 31 :39). شوِّهت الكلمة حين انتقلت إلى اليونانيّة. من الأكيد أن لا علاقة بين هذا الاسم وجمجمة آدم الذي دُفن هناك كما يقول أوريجانس، أو جمجمات المصلوبين كما يقول ايرونيموس. بل هناك علاقة مع صخرة شكلُها شكلُ جمجمة. كانت جلجثة خارج المدينة (مت 27 :32؛ مر 15 :20؛ عب 13 :12 ي) بقرب بستان (يو 19 :41). كل هذا يطابق المكان الذي دلّ عليه التقليد وفيه بُنيت كنيسة القبر المقدّس. فحتى سنة 43 ب.م. ظلّت جلجثة خارج السور الثاني الذي اكتشفت آثاره. كانت جلجثة وجوارها قريبة من مدافن يهوديّة لا نزال نرى أثارها تحت كنيسة القيامة. طمر الإمبراطور هدريانس الموضع تحت ساحة أيليا كابيتولينا (اسم أورشليم الجديد)، فأبرز الإمبراطور قسطنطين الصخر وبنى عليه كنيسة القيامة.
دار الولاية (قصر الحاكم):
بريتوريون. ارتبط هذا المكان باتّساع الامبراطورية الرومانيّة في العالم الهلنستي. نجد اللفظة في مت 27 :27؛ مر 15 :16؛ يو 18 :28، 33؛ 19 :9؛ أع 23 :35؛ فل 1 :13. دار الولاية هي على المستوى الحربيّ، خيمة يقيم فيها الوالي أو القائد. في هذه الخيمة يجتمع المجلس الحربيّ. وأمامها يقيم حرس الوالي ا(لحاكم). ودار الولاية هي على المستوى المدنيّ موضع إقامة (قد يكون في الأصل قصرًا ملكيًّا قديمًا) حاكم (أو والي) المقاطعة. وقد كان مكلّفًا بأن يقضي في أمور الناس. حين تحدّث الانجيل الرابع عن محاكمة يسوع أمام بيلاطس، استعمل هذه اللفظة أربع مرات في معنى : موضع إقامة الوالي. فورد فعل “دخل” (18 :28، 33؛ 19 :9) و “خرج” (18 :29، 38؛ 19 :4-5، 13). ينتج عن هذا انه وُجد أمام قصر الحاكم مصطبة اسمها ليتوستروتوس (أو : جباته). قد تمَّ استجواب المتّهم في الداخل. وبما أن اليهود رفضوا أن يدخلوا، أجبر بيلاطس على الخروج في كل مرة وجب عليه الاتصال بأصحاب الإدّعاء. وفي النهاية، أصدر الحكم على منبر في خارج دار الولاية. إن مت 27 :27 ومر 15 :16 يثبتان هذا التفصيل، لأن يسوع أدخل بعد ذلك ليُهزأ به. وهكذا كان الحكم على يسوع وجلده في الخارج، بحضور الشعب. في مر 15 :16 قد تعني “بريتوريون” القصر. وفي أع 23 :35 كان قصر هيرودس دار الولاية في قيصرية، حيث جاؤوا ببولس سجينا. وفي فل 1 :13، نحن في دار الوالي حيث يقيم حاكم المدينة.
زيتون (جبل الـ ~):
في العبريّة : هار ها زيتيم. رج بئر زيت. زيتام، زيتان. جبل مغطّى بزيتون كثير (رج نح 8 :15). يقع شرقيّ أورشليم وخلف وادي قدرون (رج يو 18 :1). حين هرب داود من أمام ابنه ابشالوم، صعد جبل الزيتون وهو يبكي (2صم 15 :30-32). على الجبل، بنى سليمان مذابح مشرفة لكموش وملكوم بشكل خاص (1مل 11 :7). لهذا يسمّي 2مل 23 :13 جبل الزيتون : جبل الهلاك أو الدمار (رج خر 12 :23؛ 2صم 24 :16؛ إش 54؛ 16؛ أم 18 :9). وحين ترك مجدُ الربّ الهيكل، وقف على جبل الزيتون قبل أن ينضمّ إلى المنفيّين الذاهبين إلى بابل (حز 11 :23). وفي حرب اليوم الاسكاتولوجي، ستطأ قدما الربّ جبل الزيتون (زك 14 :4ي). ذهب يسوع مرارًا إلى جبل الزيتون ولا سيّما في الأيّام السابقة لآلامه. مت 21 :1 مر 11 :1 لو 19 :29؛ مت 24 :3 مر 13 :3؛ مت 26 :30 مر 14 :26 لو 22 :39؛ لو 19 : 37؛ 21 :37؛ يو 8 :1. إن لوقا (أع 1 :12) يجعل صعود يسوع من على جبل الزيتون.
عظيم الكهنة:
يسمّى عظيم (أو : رئيس) الكهنة “ك هـ ن. هـ ج د و ل”. ويدلّ “ارخياراين” ليس فقط على عظيم الكهنة الحالي، بل على عظيم الكهنة السابق، ورؤساء الكهنة : قائد الهيكل، رئيس القسم الأسبوعيّ، رئيس القسم اليوميّ، مراقب الهيكل، أمين الصندوق. وهذا ما يفسّر أن يكون حنان قد سمّي “ارخياروس” في يو 18 :19، وأن تستعمل اللفظة مرارًا في صيغة الجمع في العهد الجديد (مت 2 :4؛ 16 :21؛ 20 :18؛ 21 :15، 23، 45). هم “رؤساء الكهنة” الذين تحالفوا مع الكتبة والشيوخ والفريسيّين ليهلكوا يسوع. إنّ التشريع المتعلّق بالكهنوت وذاك المتعلّق بالمعبد، قد تبعا التطوّر عينه. فأقدم النصوص اليهوهيّة والالوهيميّة مثل خر 20 :24-26 تتحدّث عن عدد كبير من المذابح، فتقول إنّ لكل معبد كهنته (1صم 21 :2). ألغى التشريع الاشتراعي جميع المعابد يوم تركّزت العبادة في أورشليم، فجعل من جميع اللاويّين كهنة دون أن ينتج عن ذلك نتائج. واعتبر الدستور الكهنوتي أنّ كل هذا التنظيم يعود إلى زمن موسى (عد 1 :1-4 :18). ونرى في هذه النصوص للمرّة الأولى وظيفة عظيم الكهنة الذي حُفظ له أن يطرح الأوريم والتوميم، دون جميع اللاويّين الذين كانوا مكلّفين بها في السابق (تث 33 :8). فمن أراد أن يكون عظيم كهنة، وجب عليه أن يكون من عائلة كهنوتيّة نقيّة (لم يدخلها غريب). أن يكون قد تزوّج فتاة عذراء عمرها بين 12 و 12 سنة ونصف السنة، فتاة تكون هي أيضاً من سلالة كهنوتيّة أو لاويّة أو إسرائيليّة شرعيّة (هناك حالات عديدة يستحيل عليه أن يكون رئيس كهنة : إذا كانت المرأة أرملة، مطلّقة، مدنّسة، سبيّة حرب). في الحالات العاديّة، كانت امرأة عظيم الكهنة من كبرى العائلات الكهنوتيّة. وكانوا يهتمّون بالأنساب الحقيقيّة (وكانت مشاكل بعد العودة من المنفى لدى الذين لم يستطيعوا أن يبرهنوا على نسبهم). في أيام يسوع، أكّدت عائلة رئيس الكهنة أنّها تحدّرت من صادوق الذي كان عظيم الكهنة في أيام داود وسليمان. وقد تعاقب عظماء الكهنة بلا انقطاع منذ هرون (لوائح في : 1أخ 5 :29-41؛ نح 12 :10-11؛ يوسيفوس، العاديات، 11 :347؛ 12 :239). وآخر عظماء الكهنة الصادوقيّين كانوا في الواقع أونيا الثاني، ياسون (أو يشوع)، منلاوس، ياكيم (من سنة 175 حتى سنة 159 ق.م.). بعد ذلك، استأثر الحشمونيّون باللقب انطلاقًا من يوناتان المكابي (1مك 10 :20-2)، فشكّلوا سلالة من عظماء الكهنة (8 خلال 115 سنة) لاشرعيّين، لأنّهم خرجوا من عائلات كهنوتيّة عاديّة. لهذا عارض الاسيانيّون الحشمونيّين. في سنة 37 ق.م.، وفي عهد هيرودس الكبير، تبدّلت قاعدة الخلافة : لم يعد عظيم الكهنة يعيّن مدى الحياة. ولم تعد وظيفته وراثيّة. وهكذا فمن سنة 37 ق.م. حتى سنة 70 ب.م.، 25 عظيم كهنة من أصل 28 خرجوا من عائلات كهنوتيّة عاديّة. في الواقع، لقد ذهبت العائلات الشرعيّة إلى مصر مع أونيا ووجدت هناك هيكلاً في ليونتوبوليس (اليهوديّة، في الدلتا). أما سلسلة عظماء الكهنة في زمن العهد الجديد فهي كما يلي : حنان (6-15)، اسماعيل، ابن فيابي الأول (15-16)، اليعازر بن حنان (16-17)، سمعان بن كميث (17-18)، يوسف قيافا (18-37). يوناتان بن حنان (من الفصح إلى العنصرة سنة 37)، تيوفيلس بن حنان (37؟)، سمعان كنترا بن بوئيتوس (41؟)، متيا بن حنان (؟) اليونايوس بن كنترا (44؟)، يوسف بن كامي (؟47)، حنانيا الأول بن زبدى (47-55)، اسماعيل بن فيابي الثاني (حتى 61)، يوسف كابي (حتى 62)، حنانيا الثاني أو عنان الثاني بن حنان (62). يسوع بن دمنيس (62-63)، يشوع بن غملائيل (63-65)، متيا بن تيوفيلس (65-67)، فنحاس بن حبتا (67-70). ذكر العهد الجديد حنان، قيافا، يوناتان، حنانيا الأول بأسمائهم. سنة 70 ب.م.، سمّى الغيورون عظيم الكهنة بعد أن ألقوا القرعة. من أراد أن يكون عظيم كهنة، وجب عليه أن يكون عمره فوق العشرين سنة وهو العمر القانونيّ للكهنة. غير أنّ أرسطوبولس ابن مريمنة قد عيّنه هيرودس وهو ابن 17 سنة، وذلك سنة 35 ب.م. في ذلك الوقت، كان عظماء الكهنة يرتبطون ارتباطًا كلّيًّا بالسلطة السياسيّة. كيف يبدأ عظيم الكهنة مهمّته؟ فرضت الشريعة المسح بالزيت (خر 29 :7)، وارتداء الملابس الكهنوتيّة (خر 29 :30). أمّا الزيت فهو زيت خاص كما يقول خر 30 :30. غير أنّ الزيت لم يكن يُستعمل في زمن يسوع ولا قبل هذا الزمن بوقت طويل. ربّما منذ الإصلاح الاشتراعيّ أو زمن المنفى أو زمن عزرا. فصار ما يكرّس الكاهن ويوليه السلطة هو ارتداء الملابس الكهنوتيّة. ويصوّر خر 28 :4-40؛ 29 :8-9؛ 39 :27-30 ملابس الكهنة بالتفصيل : قميص أبيض مشدود على الخصر بحزام يدور حوله ثلاث مرات ويسقط إلى الرجلين. وفوق ذلك قميص أزرق غامق لا أكمام له، في أسفله رمانات بنفسجيّة وحمراء تتناوب مع أجراس من ذهب نجهل دورها (قد تطرد الأرواح النجسة، قد تنبّه الله ليكون حاضرًا مع شعبه). وفوق هذا القميص الأزرق الغامق، درع وأفود مع كتفيّات من ذهب وحجرين من العقيق حُفرت عليهما أسماء القبائل الاثنتي عشرة. ويمسك هذا الأفود حزام متعدّد الألوان. ويضع عظيم الكهنة على صدره الصدريّة وهي جيب مربّع يتضمّن أوريم وتوميم وهي أحجار مقدّسة من أجل سؤال الرب. وكانت الصدريّة مزيّنة من الخارج بأربعة صفوف من ثلاثة أحجار ثمينة (مع أسماء الأسباط الاثني عشر). وكان عظيم الكهنة يضع على رأسه عمامة بشكل تاج، يزيّنها رباط مع زهرة ذهبيّة حُفر عليها عبارة “مقدّس للرب”. هذا اللباس كان يُحفظ لأيام الأعياد ولبعض المناسبات، ولاسيّما يوم التكفير (يوسيفوس، العاديات 3 :159-160؛ رج لا 16 :4، 23؛ سي 45 :8-12). وإذ أراد هيرودس أن يضمن خضوع اليهود، قرّر هو ثمّ أرخيلاوس ثمّ الرومان أن يحتفظوا بملابس عظيم الكهنة. وما كانوا يعطونه إياها إلاّ خلال أيام الأعياد. فذهب وفد يهوديّ إلى الإمبراطور كلوديوس في 28 حزيران 45 ب.م.؛ فألغي هذا الإجراء المذلّ. كان عظيم الكهنة في قلب تيوقراطيّة، فوجب عليه أن يكون في حالة قداسة (طهارة) دائمة. فعليه أن يكون دومًا جديرًا بالخدمة الدينيّة. فلا يحقّ له أن يلمس ميتًا ولو كان أحد أقاربه (امرأته، أولاده). وكان الأسبوع الذي يسبق عيد التكفير يتضمّن سلسلة من تطهيرات. فيقضي عظيم الكهنة سبع ليالٍ في قاعة من قاعات الهيكل. فإن لم يكن هو مستعدًّا، وجب على قائد الهيكل أن يخضع للفرائض عينها من أجل يوم كيبور. وامتلك عظيم الكهنة سلطة قضائيّة وإداريّة. فهو يرئس السنهدرين. ولموته قوّة تكفير عن الخطايا. فهي تحرّر القاتل وتحلّه من خطيئته فيعود إلى حياته السابقة. وحين يترك عظيم الكهنة وظيفته، فهو يبقى خاضعًا لكلّ القواعد ويحافظ على جزء كبير من هيبته (مثلاً، حنان في محاكمة يسوع مع أنّ عظيم الكهنة كان قيافا، رج يو 18 :13-14؛ أع 4 :6). وينعم رئيس الكهنة باعتبار كبير جدًّا. فهو رئيس السنهدرين الذي تصل صلاحيّاته إلى جميع اليهود في العالم. وهو كافل خزنة الهيكل. وهو الرجل الوحيد الذي يدخل إلى قدس الأقداس مرّة في السنة (خر 29 :42). إنّه حقًّا الوسيط بين الله والبشر (عب 5 :1). كيف يعيش عظيم الكهنة؟ خادم الهيكل يعيش من الهيكل (رج 1كور 9 :13). ومداخيل الكهنة هي البواكير التي يختار عظيم الكهنة أفضلها : ذبيحة عن الخطيئة، وذبيحة تعويضيّة، وجزء من تقدمات الحنطة والزيت والخمر، أربع من خبزات التقدمة الأسبوعيّة الاثنتي عشرة. جلد حيوان المحرقات. ان عظيم الكهنة يختار الأول ويختار الأفضل. هذا في العالم اليهوديّ. أمّا في العهد الجديد فهو لا يستعمل أبدًا لقب “كاهن” لخدمة المسيحيّة. غير أنّ صاحب عب قد استنبط لقبًا كرستولوجيًّا جديدًا ومدهشًا حين طبّق على يسوع لقب عظيم الكهنة. قال : “فكان عليه أن يشابه إخوته في كلّ شيء، حتى يكون رئيس كهنة، رحيمًا أمينًا في خدمة لله، فيكفّر عن خطايا الشعب” (عب 2 :17). يقف هذا التماهي في نقيض رئيس الكهنة في العهد القديم وهو ينفصل كل الانفصال عن شعبه. عظيم الكهنة يرتفع (سي 45 :6). أما يسوع فيتّضع : “وتعلم الطاعة، وهو الابن، بما عاناه من الالم. ولمّا بلغ الكمال صار مصدر خلاص أبدي لجميع الذين يطيعونه” (عب 5 :8-9). فإنّ انفصل فعن الخطأة : “هو قدوس، بريء، لا عيب فيه، ولا صلة له بالخاطئين، ارتفع إلى أعلى من السماوات” (عب 7 :26)..”وأما يسوع الذي يبقى إلى الأبد، فله كهنوت لا يزول” (عب 7 :24) “وهو يقادر أن يخلص الذين يتقربون به إلى الله خلاصًا تامًا لأنه حي باقٍ ليشفع لهم.” (عب 7 :25).
قدرون:
1) هناك نحل قدرون أو كما في 1أخ 23 :4؛ نح 2 :15 : ها نحل : الساقية. واد تجري فيه ساقية. يقع بين أورشليم وجبل الزيتون (أو بين أورشليم والجسمانيّة : يو 18 :1). تتولّد هذه الساقية من سواقٍ عديدة في شماليّ غربيّ أورشليم. يتوجّه قدرون نحو البحر الميت (2صم 15 :23؛ حز 47 :8؛ زك 14 :8). هو اليوم : وادي النار. وادي ستي (سيدتي) مريم. في أيام الملوك كان هذا الوادي يُستعمل كمدفن. لهذا رمى فيه اسا وحزقيا الملكان رماد كل ما يتعلّق بعبادة الأوثان (1مل 15 :13؛ 2مل 23 :4). نجد هذا الوادي في خبر آلام يسوع (مر 14 :26؛ لو 22 :39؛ يو 18 :1). 2) مدينة في يهوذا. حصّنها كندباوس في سنة 137 ق.م. (1مك 15 :39؛ 16 :9). هي جديروت القديمة (يش 15 :41؛ 2أخ 28 :18). هي اليوم : قطرة التي تبعد 6 كلم إلى الجنوب الشرقيّ من يبنة و 17 كلم إلى الجنوب من اللد.
قلعة، قلاع:
استعمل العهد القديم كلمات عديدة للكلام عن القلاع والحصون. “م ع و ز” (موضع محصّن، معزّز). “م ص و د ا” (حصن). “م ث ج ب” (قلعة). كما تحدّث مرارًا عن تحصين المدن وإعادة بنائها. ولكن لا نجد سوى مقطع واحد حول تحصين الحدود (2أخ 11 :5-12 : لائحة المدن التي حصّنها رحبعام بعد انفصال الشمال عن الجنوب). في الشمال، أكمل الملك آسا حزام الحصون، فحصّن جبع بنيامين والمصفاة (1مل 15 :22؛ 2أخ 16 :6). كل هذه القلاع (أو : الحصون) هي مدن محصّنة. ولكن الأركيولوجيا (علم الآثار) كشفت لنا عن وجود حصون بدون مدن، منذ عصر الحديد حتى الحقبة الرومانيّة البيزنطيّة. كانت مراكز مراقبة على الطرقات الكبرى والحدود، وملاجئ للسكان المحيطين بها، وقد وُجدت مرارًا على التلال، فساعدت على مراقبة المنطقة، وتبادل الاشارات مع القلاع القريبة. مثل هذه القلاع وُجدت بكثرة في النقب : هناك ساحة يحيط بها عدد من الغرف (رامة بوقر، قادش برنيع، خربة عزّه، كونتلة عجرود، عين قديس). اكتشفت قلعة هامّة في تل عراد (بين القرن 10-6). كانت مركز اتصال بين قلاع النقب البيبلي. وكان مركز آخر “تل السبع” (ربما بئر سبع البيبليّة). منه يتلقّى مركزُ عراد الأوامر. لا نعرف الكثير عن القلاع في الحقبة الفارسيّة. ولكن الحشمونيّين بنوا عددًا من القلاع في مناطق البحر الميت ووادي الأردن (مصعدة، هرقانيا، مقاور، ألسكندريون، قيبروس). كلّ هذه أعاد بناءها هيرودس الكبير وأضاف “هيروديون” قرب بيت لحم. خلال الحرب مع الرومان، كانت مصعدة آخر ملجأ لليهود المتمرّدين. إحتلّها الرومان سنة 73. في المزامير، يسمّى الله في بعض المرّات : الحصن، القلعة (مز 28 :8؛ 31 :3-4؛ 91 :2، رج إر 16 :19).
هنوم:
(وادي) واد قرب اورشليم. اسمه : غي بن هنوم (أي أرض بن هنوم، يش 15 :8؛ 18 :16؛ 2مل 23 :10). غي بني هنوم (2أخ 28 :3؛ 33 :6؛ ار 7 :31ي؛ 19 :6؛ 23 :25) او : غي هنوم (يش 15 :8؛ 18 :16؛ نح 11 :30). من كان هنوم هذا، ومن ابنه؟ قد يكون أحدَ الكنعانيين، لأن الوادي حمل اسمه قبل أن يحتلّ الاسرائيليون كنعان. يبدأ وادي هنوم عند نقطة الضهورة الجنوبية حيث كانت مدينة اليبوسيين. في هذا المكان يلتقي وادي قدرون (وادي تيروفيون) بوادي الربابة. يبدأ وادي الربابة غربي اورشليم قرب بركة محيلة الحالية (783م)، ويسير حول السفح الغربي والجنوبي لصهيون المسيحية، ويصل إلى وادي قدرون (615م). كان وادي هنوم منذ القديم مركز عبادة الاله مولك الذي كان، على ما يبدو، اله الجحيم. أحاز ومنسى أعطيا حياة جديدة لهذه العبادة التي تفرض ذبائح بشرية (2مل 16 :3؛ 21 :6؛ 2أخ 28 :3؛ 33 :6). ومع أن يوشيا نجّس المكان (2مل 23 :10)، إلا أن عبادة مولك عادت إلى الظهور بعد موته. رج ار 7 :31؛ 32 :35.
هيكل، (الـ):
1) هيكل اورشليم. حسب 2صم 7 :1-2؛ 1أخ 17 :1، أراد داود أن يبني هيكلا على مثال قصره لكي يجعل فيه تابوت العهد، رمز حضور الله وسط شعبه. ولكن الله عرّفه بواسطة النبي ناثان بأن الابن الذي يخلفه على العرش هو الذي يقوم بهذا العمل (2صم 7 :12-13؛ 1 8أخ 17 :11-12). أما السبب لهذا التأخير الذي فرضه الله، فيقوله داود لابنه سليمان في 1أخ 22 :8 : لقد حارب كثيرًا، وسفك الدم. أما ابنه فسيكون رجل سلام، وهذا ما يدلّ عليه اسمه ( آ9)، وهو يبني الهيكل ( آ10؛ رج 1مل 5 :16-19 وتقديم للوضع عينه في إطار دبلوماسيّ). يقول 1أخ 22 :1 إن داود هو الذي قرّر ان يكون مذبح المحرقات ذاك الذي أقامه هو على بيدر اشتراه من ارنانا اليبوسي (1أخ 21 :18-28) أو أرونا اليبوسي (2صم ف 24 :18-25)، الذي يقع على جبل مورية (2أخ 3 :1؛ رج تك 22 :2). (أ) هيكل سليمان. وكان هيكل اول. هو هيكل سليمان. لم نجد أي اثر بالمعنى الحصري للكلمة، لهذا الهيكل. ولكن جاء من قدّم فرضيّة سنة 1970 تقول بأن العمارة القديمة التي تُرى في الجدار الشرقي من سور الحرم الشريف، انتمت إلى ساحة قصر سليمان والهيكل. وحسب وصف 1مل 6-7، الذي يصعب فهمه، إن عظمة هذا الهيكل لم تكن في اتساعه (كان اصغر من قصر سليمان)، بل في جمال زينته. هو بناء متطاول، موجّه من الشرق إلى الغرب، مع المدخل من الشرق. وتضمّن ثلاث قاعات متداخلة : عولام (أو الدهليز) الذي يفصل الهيكل عن الرواق. و الهاكل (سمّي فيما بعد : القدس، المسكن) الذي كان القاعة الكبيرة لاقامة شعائر العبادة. و دبير (أي قدس الاقداس) وهو موضوع مقدّس كل التقديس حيث وُضع تابوت العهد. وُجد في “هاكل” بشكل خاص مائدة التقدمة لخبز التقدمة ومذبح البخور (أو : العطور). أما مذبح المحرقات، فقد صار أمام الهيكل بحصر المعنى (1مل 8 :64؛ 2مل 16 :14؛ رج 2أخ 8 :12). اذا كان موقع هذا المذبح قد حدّد حقًا في الموضع الذي فيه قدّم داود ذبيحته على التلّة التي تشرف على المدينة من الشمال، فهذا يعني على ما يبدو أن هذه النقطة هي أعلى نقاط هذا التلّ. وهذا يعني أنه اذا كان بروز قمّة هذه التلّة متماهيًا للبروز الحالي، على الصخر الذي يغطيّه جامع عمر او قبّة الصخرة، فهذا ما يعارض فرضيّة كوفمان الذي حدّد موقع الهيكل في القسم الشمالي من الهضبة المرتفعة التي تحيط بهذا الجامع. وكان عمودان من البرونز، لا فائدة هندسيّة لهما، يحيطان بمدخل الرواق. عمود الشمال (عن اليمين حين ننظر إلى المدخل) سمّي ياكين. وعمود الجنوب بوعز. وإذ أراد سليمان ان ينفِّذ هذه الابنية، لجأ إلى خدمات حيرام، ملك صور (1مل 5 :15-32؛ 2أخ 2 :2-15) الذي قدّم له بشكل خاص الخشب الآتي من غابات لبنان، واشخاصًا مخصّصين في عمل البناء، كما أرسل إليه “الفنّان” حيرام الذي كان أبوه من صور وأمه من قبيلة دان (حسب 2أخ 2 :12-22)، أو كانت أرملة من قبيلة نفتالي (حسب 1مل 7 :13-14). إذن، لا نعجب اذا كانت التصاميم والزينة والحجر المقصوب، قد استهلمت ما وُجد في معابد الفينيقيين الذين بنوا معابد أيضًا لدى الشعوب المجاورة ولا سيّما الاشوريّين. هذا الهيكل قد دمّر سنة 587 على يد جيوش نبوخذ نصر البابليّ. (ب) الهيكل الثاني. والهيكل الثاني هو هيكل ششبصّر وزربابل. أعيد مذبح المحرقات سنة 538، وبدأ ششبصّر ببناء الهيكل سنة 537. وسيتابع العمل زربابل سنة 520-515، بفضل استعدادات كورش وداريوس ملكي فارس ومعاونة الصيدونيين والصوريّين الذين قدّموا أيضًا خشب أرز لبنان (عز 1-6؛ رج حج 1 :1، 14-15؛ 2 :1-3). غير أن هذا الهيكل الذي لا نعرف عنه الشيء الكثير، كان أصغر من السابق (حج 2 :3؛ رج عز 3 :12.-13). ولن نجد بعدُ حديثًا عن تابوت العهد. أما أهمّ تحويل في التصميم، فهو أضافة أبهاء (جمع بهو) تتوخّى عزل القدس بشكل أوضح. دُنّس هذا الهيكل وسُلب سنة 169 ق.م. على يد الملك السلوقي انطيوخس الرابع ابيفانيوس الذي قدّم سنة 167 ذبائح لزوش الاولمبي على مذبح المحرقات (1مك 1 :21-23؛ 2مك 5 :15، 16؛ 6 :1-7). ولكنه تطهّر وتكرّس من جديد سنة 164 بفضل يهوذا الكابي (1مك 4 :36-37؛ 2مك 10 :1-8). (ج) هيكل هيرودس. وهيكل هيرودس الكبير الذي يعتبره المؤرخون وعلماء الآثار الهيكل الثالث، واللاهوتيون اليهود امتدادًا للهيكل الثاني، نجد عنه وصفاً ليس دومًا بالواضح لدى المؤرّخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس (العاديات 15 :380-425؛ الحرب اليهوديّة 5 :148-237). كما نجد عنه كلامًا في مقال “ميدوت” من المشناة. اعتبر يوسيفوس أن شعائر العبادة لم تتوقّف، ساعة كان يُعاد بناء الهيكل بشكل أكبر وأجمل من ذاك الذي بُني بعد العودة من المنفى. أما ساحته فوُسّعت بشكل ملحوظ خصوصًا على جانبيه الشماليّ والجنوبيّ. من جهة الشمال، عوّضوا عن انحدار الارض بقواعد هامة سميّت “اصطبلات سليمان”، لتحمل “الباب الملوكيّ”. وهكذا نجد في الحائط الشرقي لسور الدعم وجدار الحرم الشريف (الذي يقابل تقريبًا الهيكل الهيرودوسي)، عدمَ تواصل بسبب التصاق ما بناه هيرودوس بما سبق على بعد 32 مترًا إلى شمال الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة لهذا السور. أما الحفريات التي بدأت سنة 1968 وامتدّت على عشر سنوات، فقد ساعدتنا على التعرف إلى زينة الباب الملوكيّ. هذا الهيكل دمّر سنة 70 ب.م. في التاسع من شهر آب، على يد الجيوش الرومانيّة بقيادة تيطس. (د) هيكل سمعان ابن الكوكب. يبدو أن رئيس الثورة اليهوديّة الثانية، ابن الكوكب (132-135 ب.م.)، قد بدأ خلال الحقبة التي فيها سيطر على أورشليم، ببناء الهيكل بسرعة. نحن نجد الواجهة على بعض النقود التي صكّها. وعمل ما عمل لاستعادة شعائر العبادة في أورشليم. وعُرضت مشاريع مثاليّة لبناء هيكل أورشليم. نذكر أولاً حز 40 :1-44 :3 الذي حاول أن يبعد الهيكل عن القصر للمحافظة على قدسيّته. وهناك هيكل الاسيانيين كما تخيّله درج الهيكل (وُجد في مغاور قمران) فتوخّى ببنيته أن يحافظ على قداسة الله. 2) هياكل اسرائيليّة في فلسطين. في الزمن السابق للمنفى، كانت هياكل (معابد) عديدة اكتُشفت آثارُها من دان إلى بئر سبع مرورًا بلاكيش وعراد. هي كلها تشبه هيكل أورشليم بتصميمه المثلّث. وهناك هيكل جرزيم. يقول فلافيوس يوسيفوس إنه بُني في زمن الاسكندر الكبير (العاديات 11 :310، 322-324، 347؛ 13 :74، 256). ولكن انطيوخس الرابع ابيفانيوس طبعه بالطابع الهلّيني وكرّسه لزوش المضيف (2مك 6 :2؛ العاديات 12 :261-263). سنة 128 ق.م. دمّره يوحنا هرقانوس الأول (العاديات 13 :254-256). وقد بقيت آثار قليلة منه. 3) هياكل اسرائيليّة في مصر. هيكل الفنتين (أو : جزيرة الفيلة). هو يدلّ على تساهل دينيّ مفرط لدى المستوطنة اليهوداويّة الحربيّة التي أقامت في جزيرة الفيلة، فتبنّت في القسم الجنوبي من الجزيرة هيكلا لياهو (رج إش 19 :19 يهوه) حيث ضُمّ إلهُ يهوذا إلى آلهة أخرى من أصل فلسطيني أو سوريّ. سنة 140 ق.م. اجتاح أهل المنطقة هذا الهيكل، وقد أثارتهم ذبائح تقدَّم في الفنتين التي كرّمها المصريون لعبادة الاله خنوم ( الكبش). لم يبق شيء يستحق الذكر من هذا الهيكل. وهناك هيكل ليونتوبوليس (تل اليهودية). كان أونيا الرابع ابن اونيا الثالث عظيمَ الكهنة في أورشليم الذي عُزل ثم قُتل سنة 170 ق.م. فأخذ موافقة الملك اللاجي بطليموس السادس فيلوميتور (181-145 ق.م.) وزوجته كليوبترا الثانية، فشيّد في ليونتوبوليس، في الدلتا، هيكلاً يحلّ محلّ هيكل أورشليم. سيُقفل هذا الهيكل سنة 73 ب.م. بأمر من الرومان (الحرب اليهودية 7 :420-436؛ العاديات 12 :387-388؛ 13 :62-73). 4) هياكل كنعانيّة في فلسطين. اكتُشفت آثار هياكل عديدة تعود إلى الزمن النيوليتي، والزمن السابق للكنعانيين، والكنعانيين والهلينيين والرومان (لا سيما تلك التي سخا عليها هيرودس الكبير فبناها). أما أقدم هيكل معروف في فلسطين فهو الذي وُجد في الطبقة التاسعة في اريحا. هو يعود إلى الزمن النيوليتي. ويتميّز بتصميمه المثلّث. وهذا التصميم هو الذي وُجد في الهياكل الكنعانيّة، في هياكل بني اسرائيل التي بُنيت قبل المنفى ولا سيّما هيكل سليمان.
No Result
View All Result
Discussion about this post