مواقع أثرية هامة في فلسطين و اﻷردن
خرائط الكتاب المقدس
أردن:
يُسمّى الاردن في العهد القديم : يَردن، دومًا مع أداة التعريف : ها يردن، ما عدا في أي 40 :23؛ مز 42 :7. يتكوّن الاردن (في لبنان) في جنوبي حرمون من نهر بانياس (نبعه في حرمون) ونهر اللدان (نبعه قرب تل القاضي). وينضم إليهما نهر الحاصباني (نبعه في حرمون). يعبر الاردن سهلاً خصبًا فيكوّن بحيرة الحولة أو بحيرة ميروم. ويترك بحيرة ميروم ويجري انطلاقًا من جسر بنات يعقوب نحو الجنوب عبر مجرى صخرّي، فيصب في بحيرة جنّاسرت. ويخرج من الزاوية الجنوبية الغربية لبحيرة جنّاسرت ويصل عبر تعرّجات طويلة إلى البحر الميت. في طريقه يصب فيه روافد أهمها يرموك، يبوق. هناك 110 كلم بين بحيرة جنسارت والبحر الميت، ينزل فيها النهر من 208 م تحت سطح البحر إلى 390 مترًا. هذا القسم من نهر الاردن، يسمّى الغور (غور العرب)، وفيه سلسلة من الواحات الخصبة التي كان يسكنها في الماضي الأُسود (إر 49 :19؛ 50 :44؛ رج 12 :5). يسمي العهد القديم هذه المنطقة أعالي “كبرياء، زهو” (زك 11 :3). ونحسّ بالبحر الميت من بعيد فيتحوّل المنظر إلى صحراء مقفرة. فبين بحيرة جنّاسرت والبحر الميت نستطيع أن نعبر الاردن عند مجازات خاصة قرب بيت شان وأريحا (يش 2 :27؛ قض 3 :28؛ أم 19 :19، 32)، الدامية (أدمة : قض 12 :5)، بيت بارة (قض 7 :24) بيت عنيا (يو 1 :28). وإن الاردن يشكّل حدودًا بين كنعان وشرقي الاردن. وخلال التاريخ البيبلي نراه يفصل بين سكان الضفتين ولا يوحّد. شكّل الأردن حدود الأرض المقدّسة، فصار بدوره مقدّسًا. فهناك موضوع بيبليّ (موضوع الأردن) يمتزج بنصوص الشريعة والاخبار التاريخيّة، ويتلوّن بلونها بانتظار أن يفرض نفسه عليها. ففي البنتاتوكس وبعض نصوص يشوع، يظهر دور الأردن بشكل واضح كالحدّ الفاصل بين أرض الموعد وغيرها (عد 34 :11-12؛ رج يش 23 :4؛ حز 47 :18). وهو بالتالي يشكّل حدود القبائل التي أقامت في كنعان : ابنا يوسف (يش 16 :7)، بنيامين (يش 18 :12، 19، 20)، يساكر (يش 19 :22). وشمالي بحر طبرية نجد نفتالي (يش 19 :35). في أخبار سفر التكوين، اعتُبر سهل الأردن خصبًا، فشكّل للوط تجربة سقط فيها. أما ابراهيم فلم يسقط (تك 13 :10-13). وكانت لابراهيم مغامرة حربيّة شرقيّ الأردن عاد بعدها إلى غربيّ الأردن (تك 14 :14-15). أمّا موقع المذابح والأشجار المقدّسة فهي كلّها في كنعان، في غربيّ الأردن. ويعقوب الذي كان في الشرق لم يبنِ هناك أي مذبح (تك 32 :3، 31)، وذلك بعد صراعه مع الربّ. فإقامته الطويلة والمفيدة في عبر الأردن، لم تكن بالنسبة إليه سوى منفى سوف يتركه سريعًا (تك 32 :11). والطقوس الجنائزيّة التي تتمّ في شرق الأردنّ تنتهي بالدفن في حبرون (تك 50 :10-13). كلّ هذا يعكس فكرة ثابتة عن أرض الموعد وحدودها. ففي أخبار الاحتلال مع يشوع، يحاول النصّ مرارًا أن يبيّن أنّ إقامة قبيلتين ونصف قبيلة في شرق الأردنّ أمرٌ شرعيّ. فقد تمّ بأمر موسى ومساعدة كل بني اسرائيل (عد 32 :5-32؛ تث 3 :8-9؛ يش 13 :8-32). هكذا تمّ وهكذا تنظّم كما يقول تث 4 :41-49؛ يش 20 :8؛ 21 :27، 36-39. فالمحاربون تبعوا يشوع متضامنين تضامنًا كلّيًّا، وتابوت العهد في المقدّمة نحو الضفّة الغربيّة، فردّوا لإخوتهم الخدمة التي نالوها منهم (يش 1 :12-18). ولكن بما أنه ليس للضفة الشرقيّة ذات الطابع القدسيّ، فقد بنت القبائلُ هناك مذبحًا (يش 22 :4-34). إذن، الحدود القدسيّة لا تفرض نفسها على سكن بني اسرائيل وحياتهم اليوميّة. لهذا، يُسمح لهم أن يعيشوا خارج الأرض المقدّسة. أن نكون هنا أمام نظرة مثاليّة، فواضح من عدد كثير من النصوص في قض وفي 1-2صم. فكل ما نستطيع قوله هو أن التضامن بين بني اسرائيل يتّضح حين يذهب أبناء ضفّة لمساعدة أبناء ضفّة أخرى كما حدث في جلعاد. ولكن بجانب المغامرات القبليّة، هناك مغامرات أخرى يقف فيها الأنبياء بشكل له دلالته، بالنسبة إلى الأردنّ. فموسى ما استطاع أن يعبر النهر رغم توسّلاته الدامعة (تث 3 :25-27؛ 4 :21-22؛ 31 :2). وذلك في نهاية حياته. وهكذا بدا سفر التثنية وكأنه وصيّته الأخيرة، وقد قال ما قال عند الضفّة الشرقيّة (تث 1 :1-5؛ 11 :30-31). حُذِّر بنو اسرائيل من تجارب يتعرّضون لها (تث 9 :1). وحين يبنون المعابد يدلّون على أنهم صاروا شعبًا ناضجًا (تث 12 :10؛ 27 :2، 4، 12). عندئذٍ تكون الخيارات حاسمة (تث 30 :8-19). لهذا، لا بدّ من تعليم الأجيال الآتية، لأن حياتهم ستكون على المحكّ (تث 31 :3؛ 32 :47). يبدو أنّ هذه النصوص دوّنت بعد المنفى، في أرض بابل. ساعة زالت قبائل وراحت أخرى نحو الزوال. ولكن يبقى أن شريعة موسى تأخذ في ذاتها الماضي البعيد والمستقبل القريب، فتقدّم الأرض المقدّسة كوعد ومحنة، وتنظّم حياة الشعب في كل زمان ومكان. أتمّ يشوع المواعيد أولاً حين عبّر بني اسرائيل الأردن (يش 1 :2؛ 2 :7-10؛ 3 :1-17؛ 24 :11). وقد روت كرونيكة من القرون الوسطى كيف أن الجبل انهارَ، وقُطع النهر ساعات عديدة سنة 1267. ولكن مهما يكن من أمر (وقد يكون الكاتب الملهم أبرز الأمور وعظّمها فجعل الشعب يمرّ في الربيع وفيضان النهر، لا في الخريف وجفافه)، فالخبر البيبليّ لعبور الأردن قد جاء في أسلوب خاص واستلهم تطوافات تابوت العهد في حياة الشعب. وهو قريب جدًّا من خبر عبور البحر الأحمر الذي يتقابل معه : فالدخول إلى أرض الموعد يقابل الخروج من أرض العبوديّة. وإيليا وُلد في عبر الأردن، في شرقيّ الأردن، في جلعاد، واستعدّ هناك لرسالته النبويّة (1مل 17 :1-7). وبعد أن طهّر الأرض المقدسة من عبادة بعل بأقواله وأعماله، عبر النهر من جديد ليأخذه الله إليه بعد أن أخذته عاصفة رمليّة (2مل 2 :6-13). ومعجزة المياه التي انفتحت لتترك إيليا يمرّ، سوف تنفتح أيضاً من أجل تلميذه أليشع. هذا ما يدلّ على أنّ للخبر معنًى روحيًّا : فإيليا يشبه موسى في أمور عديدة (1مل 19). فالنبوءة، شأنها شأن الشريعة، تأتي من الخارج ولا تزال تحمل الخلاص للشعب العائش في المنفى. غير أنّ خبر نعمان الأرامي يدلّ على أن لمياه الأردن طابعًا مقدّسًا يتيح لها أن تطهّر الغريب من برصه. وهكذا عاد ذاك الذي هو “عدوّ” إلى بيته بعد أن حمّل على بغليه ترابًا من الأرض المقدّسة (2مل 5 :1-17). وفي الأسفار الحكميّة، نجد تلميحات نادرة إلى الأردن، وهذا ما يدلّ على أنّ هذا النهر لا يحتلّ في ذاكرة اسرائيل الناشطة، المكانة التي يحتلّها البحر (مز 141 :3-5؛ سي 24 :26). ونقول الشيء عينه عن الكتابات المنحولة، حيث لا يُذكر النهر إلاّ بصورة عابرة وبمناسبة توسّع في التوراة. وحدها “سيرة آدم وحواء” تقدّم إشارة أصيلة : تاب آدم وحواء عن خطيئتهما فغطسا في المياه أيامًا طويلة، هي في دجلة وهو في الأردن. هنا نتذكّر عماد المهتدين إلى اليهوديّة، واغتسالات الأسيانيّين اليوميّة، والتوضؤ الطقسيّ الذي ما زال يُعمل به في العالم اليهوديّ. غير أنّ ذكر الأردن هنا قد يكون مدسوسًا بيد مسيحيّة. في العهد الجديد، يمكن أن نعتبر كرازة المعمدان على شاطئ الأردن كتنشئة توضح دوره كإيليّا الجديد (مت 3 :5؛ لو 3 :3؛ رج يو 1 :28؛ 3 :26). وحين يقول مت ومر إنّ يوحنا يعمّد التائبين في النهر (مت 3 :6؛ مر 1 :5)، نفهم أنّ الخاطئ يبدو كمنفيّ، ولو أقام في أرض إسرائيل. فعليه أن يتطهّر من خطيئته عابرًا النهر من جهة إلى أخرى : فالحدود الماديّة ترمز إلى الحدود الروحيّة. وحين يتبع يسوع بدوره الطريق عينها، يصبح المشهد معبّرًا سواء ارتبط بالحدث أو بمبادرة الإنجيليّين (مت 3 :13؛ مر 1 :9؛ لو 4 :1). لهذا قام أوريجانس وتبعه آباء كثيرون وأسرة من المخطوطات اليونانيّة، فجعلوا محل “بيت عنيا” (يو 1 :28)، “بيت عبارة” الذي قد يكون مجازًا ارتبط بمرور يشوع. وفي شكل مماثل، جعل متى ومرقس يسوع يصل إلى عبر الأردن قبل أن يبدأ مسيرته الملوكيّة نحو أورشليم لينال فيها معموديّة أخرى مؤلمة (مز 10 :38-39؛ رج مت 19 :1؛ لو 12 :50). وفي التقليد المسيحيّ، احتلّ الأردنّ مكانة هامة في العبادات التي تمارس في الأرض المقدّسة. يكفي أن نذكر الأديرة والمناسك بجانب النهر، حيث الرهبان يتذكّرون موسى وإيليا. كما نشير إلى اغتسال المسيحيّين الشرقيّين الذي كانت روسيا ترسلهم جماعات. وفي أيامنا، يتابع العرب والقبارصة واليونان التقليد عينه بقدر ما تسمح لهم السلطات العسكريّة. وفي الفنّ المسيحيّ ولا سيّما في الإيقونوغرافيا، يصوّر النهر بشكل بشريّ على مثال الأنهر التي ألّهها الوثنيّون.
أريحا:
أولاً : اسم المدينة وموقعها. مدينة القمر. تقع على تلة هي تل السلطان في وادي الأردن. على سفح تل يجري منه نبع دائم (عين السلطان) يحوّل سهل اريحا التي تحرقها الشمس إلى واحة ينمو فيها الموز والنخل والليمون، والعنب والحبوب. من هنا اسم المدينة القديم : مدينة النخل في تث 34 :3؛ قض 3 :13؛ 2أخ 28 :15 (هتمريم في قض 1 :16). بنى هيرودس الكبير إلى الجنوب الغربي من أريحا القديمة قصرًا شتويًا، بنى أريحا جديدة. ولكن بقاياها زالت تحت تلول أبو العلايق على الضفة الجنوبية لوادي القلت. والقرية الحالية أريحا أو الريحة هي ما تبقى من مدينة بناها الصليبيون شرقي أريحا القديمة وأريحا الجديدة. ثانيًا : أريحا في التوراة. يحتفظ يش 6 :1ي بتقليد يربط دمار أريحا باجتياح القبائل الإسرائيلية لكنعان. وقد ظلّت خرائب المدينة ماثلة للعين مدة طويلة، لتحفظ تقليدًا حيًا، وتقدم مادّة للمخيّلة الشعبية التي حوَّلت عبر الايتيولوجيا معطيات قديمة إلى خبر ملحميّ. وإن قِدَم هذا الخبر يرجع إلى أنه احتفظ بذكر إقفار التلّة المرتبط بلعنة تلفّظ بها يشوع. فحول التلة أقام البنيامينيون (يش 18 :21) الذين سقطوا تحت حكم عجلون ملك موآب (قض 3 :13). في 2صم 10 :5 بحث مُرسلو داود عن ملجأ لهم بعد العار الذي لحقهم. حوالي سنة 870 كان التلّ من جديد مأهولاً بحيث تمنّى الناس أن يشيّد السور وسائر الابنية بسبب عداوة الموآبيين. هذا ما فعله حيئيل (1 مل 16 :34). كانت أريحا في ذلك الوقت مركزًا نبويًا مهمًا. زارها ايليا وأليشع (2مل 2 :4-5، 8). ويُنسب إلى أليشع أنه جعل النبع صالحًا بحيث سمّي نبع أليشع (اليوم نبع السلطان : 2مل 2 :19-22). بعد السبي، عاد الإسرائيليون إلى أريحا وأقاموا فيها (عز 2 :32). وفي سنة 601 بنى فيها بكيديس قلعة (1مك 9 :50). قد تكون الدوق على جبل القرنطو (أو : كرنيون) حيث قُتل سمعان المكابي ورفاقه (1مك 16 :11-17) أو إحدى القلعتين (ان لم تكن القلعتان، توروس وتركس، جنوبي وجنوبي غربي أريحا). كانت اريحا هيرودس مدينة غنية يقيم فيها الناس، ومدينة حدودية مع مركز الجمارك (زكا : لو 19 :1-5). إن يسوع، في آخر مسيرته إلى أورشليم، شفى فيها الأعمى برتيماوس (مر 10 :46-52؛ لو 18 :35-43؛ في مت 20 :29-34 : أعميان). ثالثًا : الحفريات (أ) في تل السلطان. كانت محاولة أولى سنة 1868 ثم 1907 و1909 : ظهر سوران. الأول يحيط بسفح التلة (قد يكون عمل بني إسرائيل) والثاني كان على قمة التلة (نُسب إلى الكنعانيين). واكتشفوا شمالي غربي التلة سورًا ثالثًا كان أقدم من السورين السابقين. وكانت حملة أخرى سنة 1930 و1936 فدلّت على أن السور الثاني يستند إلى سورين في بداية البرونز القديم (حوالي 2100). أما السور الأول وهو الكبير فيعود إلى بداية البرونز الوسيط (1800 ق.م.) وظلّ مستعملاً حتى سنة 1600. حوالي 1550 بُني السور الثاني ودُمّر بطريقة عنيفة بفعل هزة أرضية (قيل سنة 1400 وقيل سنة 1250). وكانت حملة سنة 1952 التي كشفت جماجم (في قناع من طين) وهياكل بشرية. وعرف العلماء في سور البرونز القديم 17 طبقة من البناء وإعادة البناء. إن سور البرونز الوسيط بُني في عهد الهكسوس الذين وضع الفرعون احموسيس (1580-1558) حدًا لهم. في هذا الوقت خضعت اريحا لمصر، ودُمّرت سنة 1550 تقريبًا. بعد هذا الدمار على يد المصريين لم تعد أريحا مدينة. ولكن أعيد بناؤها في زمن الحديد. أما الفخاريات فتعود إلى ما بين سنة 900-600. (ب) تلول أبو العلايق، اكتشف المنقبون قلعة من الزمن الهليني. قد تكون توروس وتراكس اللتين دمّرهما بومبيوس سنة 63 ق.م. (سترابون). وقد وُجدت طبقة من الرماد هي قصر هيرودس الكبير الذي أحرقه عبده بعد موته. لم يبق شيء من القصر ولكن بقي الملعب. رابعًا : سقوط أريحا، (يش 6). في الأصل، كانت أريحا معلمًا يحدّد عبر الأردن (عد 22 :1؛ 36 :3، 36). إنّ خبر سقوط أريحا (يش 6) يرتبط بفن أدبيّ يصعب تقييمه. أولاً، لا نستطيع أن نحدّد من الزاوية الأركيولوجيّة حدثًا لم يترك أثرًا. وإذا عدنا إلى الأساس الأدبيّ المحض، يلفت نظرنا الأسلوب “الكهنوتي” لهذا الخبر حيث تتكرّر الفرائض والأعمال أكثر من مرّة. ويتأكّد الطابع الليتورجي حين يتجاوب صراخ الشعب مع النفخ بأبواق الكهنة (6 :10، 16،20) : صراخ حاسم. ما إن علا حتى سقطت الأسوار. فكما أنّ عبور الأردنّ يلتقي مع عبور البحر الأحمر، كذلك يلتقي دمار أريحا عبر صراخ شعب اسرائيل، يلتقي والأشغال الشاقّة في مصر وصراخ اسرائيل نحو الرب في ضيقهم (خر 1 :11-14؛ 2 :23). بل يلتقي والكلام القاسي الذي وجّهه الشعب اليائس إلى موسى (خر 5 :19 :23). في هذه الظروف يبدو ملكُ أريحا صورة مصغّرة عن فرعون. فإن لم يُروَ عقابه بعد سقوط أريحا، فالنصّ اللاحق يفترضه في خبر سيصبح نموذجًا لسائر أخبار الاحتلال (يش 6 :17-25؛ 8 :2؛ 9 :3؛ 10 :1، 28، 30). هلك فرعون بيد الله . وعلق ملك أريحا بيد البشر فلحقه العار (خر 14 :27؛ يش 8 :2، 29). ضرب الحرمُ أريحا في خطّ فريضة اشتراعيّة (تث 20 :17-18). ودلّ الشعب على تجرّد تام. هذا ما يجب أن يفعلوه دائمًا دون أن يحاولوا البحث عن غنى فرديّ أو جماعيّ. وراحاب البغيّ صارت نموذج الغريبة التي تنتمي إلى إيمان الشعب، بعد أن رأت المدهشات التي رافقت تحرير بني اسرائيل (يش 2 :9-11). ورأى فيها الرابينيّون نموذج المهتدين الجدد، ونسبوا إليها سلالة من الكهنة والأنبياء. في وثائق القبائل، تبدو أريحا موضع تنازع بين افرايم وبنيامين (يش 16 :1-7؛ 18 :12-21). فنظنّ أنّ القبائل المتحالفة (نسل راحيل) تقاسمت الأرض المرويّة، وتركت المدينة بدون ساكن. ففي الأخبار التي تعود إلى زمن القبائل أو الزمن الملكيّ، يحتلّ الجلجال المكانة الأولى. أما أريحا فهي محطة يتوقّف فيها المسافر في طريقه نحو الشرق (2صم 10 :5؛ 1أخ 19 :5). في أيام أخاب أعيد بناء أريحا، فصارت في مملكة الشمال، شأنها شأن بيت ايل، موطن حيئيل.
أفيق:
يش 19 : 30. هي أفقا اللبنانيّة. تشكل حدود الأموريين بين بيروت وبعلبك. منها ينبع نهر ابراهيم في بلاد جبيل. رج * أفقا.
أنتيباتريس:
مدينة في شفاله (المنطقة السفلى) بين أورشليم وقيصرية. بناها هيرودس الكبير حيث كانت أفيق القديمة (يش 12 : 18) وسمّاها باسم أبيه انتيباتر. مرّ فيها بولس حين نُقل من أورشليم إلى قيصرية (أع 23 :31). انحطت أنتيباتريس في القرن الرابع ب.م. وبقي اسمها في “نهر أبو فوتروس” الحالي الواقع شمالي شرقيّ يافا
أورشليم:
أوّلاً : الاسم. تسمّى اليوم : القدس (أو المقدسة : إش 52 :1). أقدم ذكر لها نجده في النصوص المصرية. في لعنات السلالة 12 : “ا و ش ا م م” وهي نقل للكنعاني “أوروشليم” كما نجده في القرن 14 في رسائل تل العمارنة. كتب النص الماسوري يروشلم وطلب أن تلفظ : يروشلاييم. هذا اللفظ هو أمر جديد وغير معروف في العهد الجديد. على مَوشور سنحاريب (القرن 7) الاسم هو أروساليمو (كلام عن حصار المدينة 701). وفي الأسفار القانونية الأولى (السبعينية) والرؤيا نجد يروسليم، وفي الأسفار القانونية الثانية وسائر أسفار العهد نجد ياروسوليما. المعنى : مدينة (أورو أو يرو : أساس) ساليم (اسم إله نقرأه في أوغاريت). إذن، أورشليم هي مدينة السلام أو تأسيس شليم. وسُميت أيضًا يبوس، مدينة داود، صهيون، المدينة (إر 32 :24؛ حز 7 :23)، يهوه هنا (حز 48 :35). ونشير إلى أنه بعد هجمة الرومان على ابن الكوكب سمّى هدريانس الروماني (135 ب.م. ) المدينة : أياليا كابيتولينا. نسبة إلى الكابيتول، أحد رؤوس رومة. ثانيًا : الموقع والامتداد. تقع أورشليم على تلة كلسيّة ترتفع 760 م عن سطح البحر المتوسط و 1145 م عن سطح البحر الميت. لا ترتبط هذه التلة بالجبل إلاّ من الشمال، وتحيط بها من ثلاث جهات وديان عميقة. في الشرق : وادي قدرون (وادي النار). وفي الغرب والجنوب : وادي هنوم (وادي الربابة) الذي ينضمّ إلى وادي النار قرب بئر أيوب (في العهد القديم : روجل). ويصبّ وادي النار بدوره في البحر الميت. تنقسم التلة قمتين يختلف ارتفاعهما وبنيتهما. يفصل بينهما الوادي الذي سمّاه الشعب في أيام يسوع : وادي الجبّانة (عند فلافيوس يوسيفوس : تيروفيون) والذي امتلأ اليوم بالخرائب. يمرّ هذا الوادي في المدينة منطلقًا من باب دمشق نحو الجنوب الشرقي إلى بئر أيوب. وتنقسم القمتان إلى مرتفعات عديدة بحيث تبدو المدينة في شكل وعر. فالقسم الشمالي من التلة الشرقية يتوِّجُهُ الحرمُ الشريف. والقسم الجنوبي المسمى الضهورة كان حقولاً. وتَسمّى امتدادُ هذا القسم في التوراة : عوفل. وفي القسم الشمالي للقمة الغربية نجد كنيسة القيامة، وفي القسم الجنوبي صهيون المسيحية والعليّة. ثالثًا : التنقيبات (أ) سنة 1867-1868 وما بعد : سور عوفل، الضهوره وحائط تيروفيون، نبع جيحون والقنداق والقنوات. كل هذا يدلّ على أنّ أورشليم السابقة لداود وأورشليم الداودية (صهيون) امتدت على 4 هكم وكانت واقعة على الضهورة. فعند سفح هذه التلة في وادي قدرون، يوجد النبع الوحيد والضروري للمدينة (أم الدرج. جيحون في العهد القديم). من هذا النبع ينطلق نفق حُفر في الصخر. هو يصعد إلى المدينة بحيث يصل إليه الناس داخل الأسوار. (ب) في ايام سليمان. امتدت المدينة انطلاقًا من التلة الجنوبية الشرقية نحو الشمال، إذ شيّد الملك الهيكل والقصور الملكية. وكان الهيكل على القمة الشرقية الموجهة نحو الشمال حيث كان بيدر ارونا وحيث يوجد اليوم الحرم الشريف. والصخر في قبّة الصخرة يدل على مذبح المحرقات أو قدس الأقداس في هيكل سليمان. وإن سليمان بنى سورا حول المدينة كلها. (ج) إذا عدنا إلى فلافيوس يوسيفوس (الحرب 5 :142-145) نعرف أنّ هذا السور حمى عمل داود وسليمان وخلفائهما، أي التلة الجنوبية الشرقية والتلة الجنوبية الغربية. واختلفت الآراء حول موضع قلعة اليبوسيين. (د) الذين يظنون أن التلّة الجنوبية الغربية لم تُضمّ إلى المدينة قبل المنفى يقولون بوجود حيّ جديد (في القرن 9) اسمه “مشنه” (أي القسم الثاني. في العربية : المثنى) (2 مل 14 :22). هذا الحي هو امتداد جديد (بعد ضم البيدر والتلة الجنوبية الغربية) لأورشليم. كان له سوره في ايام الملك حزقيا (2 أخ 32 :2-5). ولكن هذا السور لم يَضمّ الجلجثة (حيث كنيسة القيامة) كما يقول يو 19 :20؛ عب 13 :12. (هـ) بعد سنة 41-44 ب.م. وسّع هيرودس أغريباس الأول المدينة فابتدأ ببناء حائط جبار لم يُنهِه. هذا ما يسميه يوسيفوس السور الثالث. كان يضمّ أراضي واقعة شمالي أورشليم. (و) في سنة 132، بنى ابن الكوكب بسرعة وبمواد مختلفة حائطاً يقيه هجمات الرومانيين. رابعًا : تاريخ المدينة (أ) اكتُشفت فخاريات في مقابر الضهورة وآثار حائط بجانب قمّة الضهورة. وقناة تعبر التلة إلى الشمال من جيحون، وهي محفورة في الصخر. كل هذا كان في بداية البرونز الأول. وهذا يعني ان المكان كان مأهولاً حوالي سنة 3000. كان الوادي يحمي المدينة من ثلاث جهات، والقناة من جهة الشمال من حيث يأتي الخطر. (ب) حوالي سنة 2000، دخل الأموريون إلى كنعان وخسرت مصر سيادتها على هذه البلاد. انتمت أورشليم إلى هذه المدن التي خاف الفرعون (السلالة 20) من أن تتخلى عنه (نصوص اللعنات). وجاءت بعد الأموريين عناصر هندو أوروبية وحورية استعملت الخيل من أجل الركوب وجرّ الأثقال. ومن أجل مركباتهم الحربية أقاموا مخيمات مستطيلة تحيط بها مرتفعات من الأرض القاسية وفوقها تلة حجارة غير منحوتة. بين سنة 1800 و 1600 بنوا قلعة من هذا النوع في أورشليم. ووُجد حائط طوله 30 م. كان يحيط بعوفل ويربطه بالمدينة القديمة. وإلى الزمن عينه تعود البئر التي حُفرت في الصخر فأتاحات للناس أن يستقوا من مياه نبع جيحون خلال الحصار. (ج) تعلمنا رسائل تل العمارنة في القرن 14 أنه كان لأورشليم ملك يحمل اسمًا حوريًا : عبدي حافه. في ذلك الوقت كانت أورشليم مدينة. وهناك ملوك كنعانيون آخرون نعرف منهم : ملكيصادق (تك 14 :18) أدونيصادق (يش 10 :3؛ قض 1 :5-7). (د) ظلّت أورشليم في يد الكنعانيين حتى داود الذي احتلّ المدينة وجعلها عاصمته. نقل إليها تابوت العهد، فصارت المركز الدينيّ في مملكته (2صم 5-6). ووسّع سليمان المدينة (ملو، الهيكل، القصر ). تُنسب إليه قبور الضهورة (قبر داود الذي جعله التقليد خطأ في التلّة الجنوبية الغربية) وبركة مياه وقنوات يغذّيها نبع جيحون (جا 2 :5 ي). (هـ) رغم الانشقاق، توسّعت أورشليم كثيرًا بعد موت سليمان. بعد سنة 800، دمّر يوآش، ملك اسرائيل، السور على طول 200 م. (2مل 14 :23؛ 2أخ 25 :23). فرمّمه عزيا، وحصّنه، وزاد عليه أبراجًا مع أمكنة للمنجنيق (2أخ 28 :9، 15). وتابع يوثام (2أخ 27 :3) عمل سلفه. واستعد حزقيا لهجوم الأشوريين، فأقام سورًا جديدًا، وبدّل نظام أقنية جيحون (كانت خارج السور ولم تكن مغطاة، إذًا كانت خطرة) بنفق يعبر الضهورة ويقود الماء من النبع إلى داخل المدينة في بركة واقعة في التيروفيون (2مل 20 :20؛ 2 أخ 32 :3-4، 30؛ سي 48 :7؛ إش 18 :7). بهذه الطريقة لم تعد مؤونة المياه خاضعة للمحاصرين. وحسّن منسّى، خلف حزقيا، السور الشرقي (2أخ 33 :14). سنة 598، وصل نبوخذنصر أمام المدينة ليعاقب يواكيم الملك الذي تمرّد عليه. ولكن يواكيم مات في ذلك الوقت. وتمرّد خلفه صدقيا. فجاء نبوخذنصر ودمّر الهيكل والمدينة (875 ق.م.؛ 2مل 25 :1-21؛ 2أخ 36 :17-21). (و) رغم هذا ظلّت أورشليم خلال أيام المنفى المركزَ الدينيّ لأهل السبي (مز 137؛ إش 40-55) وللذين ظلّوا في فلسطين. وكانوا يحجون إلى خرائب الهيكل (إر 14 :4 ي). بعد المنفى، أعاد عزرا ونحميا تدريجيًا بناء المدينة والهيكل رغم معارضة السامريين. في سنة 445، جاء نحميا بالسلطات الضرورية ورفع السور في 52 يومًا (نح 6 :15). ويتضمّن تقرير هذا البناء (نح 2 :12-3 :32) عددًا من المعلومات الطوبوغرافية التي لا نستطيع دومًا أن نتتبّعها على الخارطة، ولكنها تعطي فكرة عن اتساع المدينة. هو يسمي عشرة أبواب نعرف موقعها مع بعض الدقة : باب الوادي، باب الزّبل، باب العين، باب الماء، باب الخيل، باب السمك، الباب العتيق (باب إفرايم أو باب مشنه)، باب الغنم، باب الشرق. ويذكر التقرير تفاصيل طوبوغرافية أخرى : برج حننئيل (حيث تقوم انطونيا)، برج الافران (القلعة الحديثة)، الزاوية (على عوفل، جنوبي الحرم الشريف)، عين بركة الملك (تيروفيون)، درج مدينة داود (الضهورة)، مقابر داود. (ز) إن حملة الاسكندر الكبير ضمّت أورشليم إلى المملكة الهلينية. بعد موته، احتلها اللاجيون حتى سنة 198 ق.م. حين فتحت المدينة أبوابها للسلوقي أنطيوخس الثالث، اتّبع هذا الملك سياسة الفرس واللاجيين، فاعترف اعترافًا رسميًا بالتيوقراطية اليهوديّة، وصادق على امتيازاتها. ولكن في بداية عهده، حاولت جماعة من محبّي العالم الهليني مع الملك الجديد أن تطبع مدينة أورشليم بالطابع الهليني (لأن الملك اعتبر أن توحيد المملكة توحيدًا جذريًا هو مهمته الأولى). نجح هؤلاء، وشيّدوا ملعبًا هو من ضروريات كل مدينة هلينية. في سنة 169، سلب أنطيوخس الهيكل، وفي سنة 167 كرّسه لزوش الأولمبي. وإذ أراد السلوقيّون أن يراقبوا السكان، بنوا قلعة (أكرا أورشليم). وتوصل يهوذا المكابي سنة 164 إلى إعادة الهيكل إلى عبادة يهوه (1 مك 4 :26-59). ولكن اكرا ظلّت في يد السلوقيّون حتى سنة 141 حين استسلمت الحامية لسمعان المكابي (1مك 12 :36؛ 13 :21-22، 49-52؛ 14 :37). في أيام اسكندر جنايوس (103-760)، أو اسكندارة (86-87)، صارت اكرا مركز الحشمونيين بعد أن أقام اسلافهم منذ سمعان المكابي في برج حننئيل (سمّاه اليونانيون : باريس). (ح) خلال الحرب الأهلية بين هرقانوس الثاني وأرسطوبولس الثاني، وصل القائد الرومانيّ بومبيوس إلى أورشليم سنة 63 ق.م. أخذ الهيكل من اتباع ارسطوبولس، وسلّم رئاسة الكهنوت إلى هرقانوس (63-40). في سنة 47، عيّنه يوليوس قيصر اتنارخًا على فلسطين وجعل له مساعدًا في شخص انتيباتر الأدومي. في سنة 40، عُيّن ابن انتيباتر، هيرودس الكبير، ملكًا من قبل رومة. وبمساعدة الرومان، توصّل سنة 37 إلى أخذ أورشليم من أنطيغونيس ابن ارسطوبولس الثاني. في سنة 20 أو 19 ق.م. بدأ هيرودس بإعادة بناء الهيكل. ولم ينتهِ هذا العمل الضخم الا سنة 63 ب.م. ففي الزاوية الشمالية الغربية لأبنية الهيكل حول برج باريس (حننئيل)، بنى قلعة قوية سمّاها أنطونيا اكرامًا لأنطونيوس أحد الحكّام الثلاثة (تريومفير). وعلى التلة الجنوبية الغربية، شيّد قصرًا مع ثلاثة أبراج (قلعة باب يافا العتيدة). إلى شرقي قصر الحشمونيين القديم (اكرا)، بنى ساحة كبيرة (أغورا) تحيط بها العواميد وسمّاها كسيستوس. من هذه الساحة امتد جسر فوق تيروفيون إلى ساحة الهيكل. في سنة 70 ب.م. أخذ تيطس المدينة التي كانت ثائرة وأحرق الهيكل. وصارت فلسطين مقاطعة تتعلق بالامبراطور ويحكمها والٍ يقيم في قيصريّة ويأتمر بأمره فيلق من الجيش. سنة 132 اندلعت ثورة جديدة على أثر أمر الأمبراطور هدريانس بتحويل أورشليم إلى مستوطنة رومانيّة. وبعد معركة قاسية، أُخذت المدينة ونفَّذ الأمبراطور تصميمه : صارت أورشليم أيليا كابيتولونيا. وعلى موقع الهيكل المدمّر ارتفع هيكل لجوبيتير الكابيتوليني. ومُنع اليهود من المجيء إلى اورشليم تحت طائلة الموت. رابعًا الطوبوغرافيا. رج * أنطونيا، * بيت زاتا، * العلية، * جباتا، * جتسيماني، * جلجثة، * عوفل، * باب الغنم، * قصر الحاكم (بريتوريون)، * القبر المقدّس، * سنهدرين، * سلوام (شيلوحا) * صهيون، * الهيكل. خامسًا : أورشليم في تاريخ الخلاص. (أ) الاختيار (1) : حين احتلّ داود مدينة أورشليم، جعلها عاصمة سلالته التي وعدها الرب بملك أبدي (2صم 7 :8-16). هكذا كانوا يتصوّرون المدينةَ في زمن الخلاص الآتي (مز 2 :6-9؛ 101 :1 ي). أورشليم هي عاصمة الملك الذي يحميه الرب ليُخضع كل الشعوب المجتمعة في مملكة شاملة (مز 132 :17 ي). (2) بحضور تابوت العهد صارت أورشليم مركز اسرائيل الديني (2 صم 6؛ 1 أخ 15-16؛ مز 24 :7-10؛ 132) مسكن يهوه (خر 15 :13، 17). يشير تث 33 :12 الى هذا الأمر. وصارت نخبة الشعب أكثر وعيا لأهمية هذا الامتياز الذي حصلت عليه أورشليم بعد أن رذل الله شيلو بسبب خيانة افرايم (مز 78 :60-69). وفي اللاهوت الاشتراعي، لا بدّ أن يكون يهوه جعل اسمه (تث 12 :5، 21؛ 14 :24؛ 1مل 9 :3؛ 11 :36…) في أورشليم. فهذا يعني الطابع اللاشرعيّ لسائر المعابد (تث 21 : 2-14؛ 2مل 23 :7 ي؛ رج مز 87 :2). فعلى كل القبائل أن تحجّ الى أورشليم (مز 122 :4)، مدينة الله (مز 87 :3)، حيث نصبَ الله خيمتَه (مز 76 :3؛84). (ب) خيانة وقصاص. ولكن أورشليم لم تكن أهلا لهذا الاختيار. ومع أنّ عاموس كان معتقدًا كل الاعتقاد أنّ أورشليم هي مسكن يهوه (عا 1 :2)، إلاّ أنه لم يتردّد في تهديد المدينة بالدمار بسبب خيانتها (عا 2 :5). وإن إشعيا الذي كان شاهدًا لظلم أورشليم، أعلن أنّ الله يطهّر المدينة (إش 1 :21-25)، يدينها (إش 3 :1-15؛ 28 :14-22؛ مي 1 :9-12؛ 3 :10-12)، يبعثرها، ويدمّرها بالحرب (إش 3 :25-4 :1). سيُلحق الخزي بالنساء المتكبرات، ويطردهنّ وهنّ لابسات المسوح (إش 3 :16-24). ولكن بما أنّ أورشليم هي مدينة الله، فلا يقدر عدوّ أن يُعدمها الحياة (إش 10 :11-12، 32-34؛ 29 :8؛ 31 :4-5). فبعد هذا الالم المطهّر، سيغطّي الله، كما بسحاب، بقيّة أورشليم التي ستُبنى على حجر زاوية جديدة (إش 28 :16، رج 4 :5). حينئذ كل سكانها الذين سُجّلوا من أجل الحياة (مز 313 :3) يكونون قديسين (إش 4 :3). فتُدعى مدينة البر والقلعة الأمينة (اش 1 :26). ويُعاد بناء الملكية في بهائها الأول (مي 4 :8)، وتصير أورشليم عاصمة روحية لكل البشرية (إش 2 :1-5 مي 4 :1-3؛ مز 87). وفي أيام ارميا، لم تكن الحالة في أورشليم أفضل ممّا كانت عليه في أيام أشعيا (رج ار 2 :28 حسب السبعينية؛ 5 :1-31؛ 7 :17-19؛ 22 :13-19؛ حز 8 :11؛ 22). ولهذا توالت تهديدات (إر 1 :15ي؛ 2 :1ي؛ 4 :3-31، 6 :1ي؛ 13 : 20-27؛ حز 23 :1ي؛ صف 1 :4، 12؛ 3 :1-5). وجاء معها وعدٌ بإعادة البناء في أورشليم منقّاة وحاملة الاسم الجديد (الرب صدقنا). ويملك عليها ملكٌ يكون جديرًا بداود (إر 33 :15 ي). حينئذ لن يعود تابوت العهد ذات جدوى، لأنّ أورشليم نفسها ستُسمّى “عرش يهوه” (صف 3 :14-17)، ويجتمع كل الشعوب حول اسمها (ار 3 :17؛14 :21). والصورة التي يعطيها حز 40-48 عن أورشليم التي سيسكنها الرب بعد تنقية المنفى، ستكون بلا ارتباط بالواقع التاريخي. ستكون المدينة تحت حكم الهيكل الذي منه يجري نبع يعطي البلاد خصبًا عجيبًا (حز 47 :1-2). لا يريد حزقيال أن يكون هناك قصرٌ أو مدافن قرب الهيكل (حز 47 :7-12)، فأورشليم لن تعود مدينة ملكية. فبعد اختبارات الماضي المؤلمة، أعلن النبيُّ الحكمَ على الملكية. في حز 44 :3؛ 45 :7-12؛ 46 :2 يتكلم حزقيال عن أمير (ناسي). فأورشليم الجديدة تسمى : يهوه، الرب هناك أو إلهنا معنا (حز 48 :35). (ج) زمن الرجاء. 1) الفرحة الأولى. بعد المنفى، كان إشعيا الثاني هو المنادي بأزمنة جديدة (إش 40 :2،9؛ 51 :17)، ورسول الأخبار الحلوة (البشرى) (إش 41 :27؛ 52 :7). أمر الربُّ بإعادة بناء أورشليم (إش 44 :26، 28؛ 52 :9؛ رج زك 1 :16-17)، لأنه لا يقدر أن ينساها (إش 49 :14-16). سيجعل منها عدنًا جديدة (إش 51 :3). بعد أن كانت مهملة (إش 51 :18-20). وهي الآن ستعجّ بالسكان (إش 48 :18-23؛ 54 :1-17؛ رج زك 2 :8-9). وعليها أن تتزيّن كعروس بلباس العيد (إش 49 :18؛ 52 :1). هي مبنيّة بحجارة ثمينة (إش 54 :11-12؛ رج طو 13 :16-17)، ومؤسَّسة على البرّ (إش 54 :11). ويحرّض حجّاي شعبه اليائس على الثبات، لأنّ صعوبات البناء تتكاثر (حج 2 :6-9) : قريبًا ستأتي الشعوب الى أورشليم. ويرى زك 2 :4-7؛ 8 :22 الوقت الذي ستكون فيه أورشليم عاصمة البشر جميعًا. 2) ايمان بمصير أسمى. (أ) كانت أورشليم مثالية، حين ظهرت لحزقيال (كما لموسى جديد) على جبل عال (حز 40 :2؛ رج خر 25 :40؛ 26 :30؛ 27 :8). ولكن النخبة الدينية في ذلك الوقت خاب أملها لتأخّر البهاء الموعود به للمدينة، فتأمّلت في أورشليم غير مبنيّة بيد انسان، بل تلك التي تكون خليقة الله (إش 65 :10؛ رج 62 :5. أقرأ : بانيك لا بنوك؛ 62 :7؛ مز 147 :2). هذه الفكرة موسعة في الابوكريفات الجليانية حيث أورشليم العتيدة والحاضرة في السماء في بداية العالم الجديد، ستنزل على الأرض لتكون مسكن المختارين (اخنوخ). والموضوع يرد بتواتر بعد دمار المدينة سنة 70 ب.م. (باروك سرياني، عزرا الرابع، رج غل 4 :26؛ عب 12 :22؛ رؤ 21 :2-22). ونقابل مع هذه الصورة المتحرّرة من عالم الأرض، صورةً نجدها في رؤ إش حين يهيّئ الرب (بعد أن يعاقب العالم بكارثة كونية، إش 24 :21-23) في أورشليم المحمية، وليمةً تدعى اليها كل الأمم. حينئذ يزول كل ضيق ويُطرد الموت الى الأبد (إش 25 :6-10؛ رج مت 8 :11؛ لو 14 :5). (ب) وُلد من أزمة خيبة الأمل هذه، رجاء جديد يعلن أن الله سيتدخّل بطريقة غير منتظرة (إش 62 :1؛ 66 :6 ي) ليعيد بناء أورشليم ويجعلها مأهولة فتصير مركز الكون الديني (إش 60؛ 62). وتصبح الشمس والقمر بلا فائدة، لأن يهوه يكون ضياء أورشليم الأبدي (إش 60 :19-20؛ رؤ 22 :5). (ج) واذ اقتنع حز 38-39، ويوء 2 :20؛ 4؛ زك 12 :14 أن دمار أورشليم على يد بابل لم يكن علامة الأزمنة الجديدة، جعلوا في نهاية الأزمنة الهجوم المعلن على أمم الشمال (إر 1 :15؛ 4 :5-31؛ 6 : 1ي؛ رج حز 38 :17؛ يوء 2 :20). وفي وقت يصل الضيق الى القمة، يتدخّل يهوه. وكل الذين دُعوا باسم الرب في أورشليم ينجون (يوء 3 :5). وتجري ماء حية من أورشليم (يوء 4 :18؛ زك 14 :8)، ويسكن الرب فوق صهيون (يؤ 4 :20)، ويكون يهوه الاله الواحد (زك 14 :9). (د) ويبيّن زك 9 :9 ي أن المثال القديم لأورشليم المدينة الملكية لم يمت بعد. ولكن الملك المُنتظر ليس المحتل المتكبّر (على حصان) والذي لا يقاوم. إنه أمير السلام الذي ينزع من مملكته الشاملة كل سلاح وكل عنف حرب. وان مت 21 :4 ي ويو 12 :15 رأيا أن مثال هذا الملك المخلّص قد تحقّق في شخص يسوع المسيح. (هـ) وتوسّعُ النظريات الخاص حول أورشليم كما في أوج، دفع الكتّاب الجليانيّين الى التمييز بوضوح بين أورشليم السماوية وأورشليم التي على الأرض. وفي النهاية، اندمج الرجاء ان في نظام واحد سيستعيده سفر الرؤيا : بعد حكم يدوم الف سنة (ب، د؛ رؤ 20 :1-6) الذي هو زمن إقامة الكنيسة، يهجم جوج وماجوج ضد أورشليم (رج رؤ 20 :7-10). حينئذ يتجدّد الكون، وتنزل أورشليم السماوية على الأرض (أ، رؤ 21 :1-2). (و) زمان التمام (يتم كل شيء). تيقّن كتّاب العهد الجديد أن “خلاص أورشليم” (لو 2 :38؛ رج إش 52 :9 : فداء) والزمن الذي فيه تفتقد النعمةُ أورشليم (لو 19 :44؛ رج 1 :68)، قد ظهر مع يسوع الناصري. ومنعطفُ التاريخ هذا، قد أنبأ به كوكب وجَّه بعض المجوس الى يسوع (مت 2 :1-12). في أورشليم، سيتمّ عمل فداء البشرية (مت 16 :21؛ 20 :17؛ لو 9 :31؛ 13 :33؛ 18 :31). ومع أنه في وقت محدّد عرفت المدينة في يسوع ملكها الذي انتظرته طويلا (مت 21 :1-11 وز )، إلاّ أنها تمرّدت عليه (مت 22 :1-14؛ 23 :37؛ لو 13 :34؛ 19 :41-42) وفي النهاية رذلته. أنبأ يسوع بالعقاب (مت 22 :7؛ 23 :38؛ مر 13 :2؛ لو 13 :35؛ 19 :43-44؛ 21 :16) ولن يتأخّر هذا العقاب. واذ كان يسوع على طريق الآمه، حثّ بنات أورشليم على أن يبكين على نفوسهنّ وعلى أولادهن (لو 23 :29-31). وهنا تأتي مشكلة توافق المواعيد الجميلة التي وعد بها الرب أورشليم والواقع المرعب. وسيقدم العهد الجديد بعض الأجوبة. 1) كانت أورشليم نقطة انطلاق من أجل تبشير العالم بالمسيحية (لو 24 :47؛ أع 1 :8). ففيها تأسّست الكنيسة يوم العنصرة حسب مواعيد العهد القديم (أع 1 :4؛ 2 :1ي). رذلت أورشليمُ المسيح، ولكن الله ظلّ أمينا لمواعيده وسيبقى (رو 11 :29). وينتظر مت 23 :39 زمنا تعترف فيه أورشليم بيسوع أنه مرسل الله (في لو 13 :35 يعني النص دخول الشعانين المفرح، وذلك بسبب تبديل السياق). ويلمّح لو 21 :20-24 إلى أنه بعد زمن الوثنيين سيُعاد بناء أورشليم. وهذا هو اعتقاد بولس في رو 11 :25-32. ويجعلنا رؤ 11 :8 نفكّر أنه خلال حكم الالف سنة الذي يسبق ملء الخلاص، ستكون أورشليم الأرضية قلب مملكة يسوع المسيح الشاملة. لا شكّ في أن هناك كلمات قاسية في رؤ 11 :8، ولكنها تشير الى رومة، على ما يبدو (يقال أن الحاشية عن الصلب زيدت فيما بعد). 2) وإذ رأت غل 4 :26 (رج فل 3 :20) في أورشليم رمز تدبير مضى، فهي تستعيد فكرة أورشليم السماوية التي رآها بولس تتحقّق في الجماعة المؤسَّسة في المسيح. واذ حُكم على أورشليم الأرضية بالزوال، صارت أورشليم السماوية حاملة الوعد ومسكن الابرار الأبدي. هذا هو بصورة خاصة الموضوع الأكبر في الرسالة الى العبرانيين حيث تنطبق بنية أورشليم السماوية على بنية أورشليم الأرضية (11 :10، 16؛ 12 :22؛ 13 :14). ويقدم فيلون الاسكندراني (الاحلام 2 :250) أفكارًا مماثلة في العالم اليهودي. وإذ يستعمل بولس هذه الصورة ليدل على أن الخلاص الاسكاتولوجي حاضر منذ الآن في المسيح، يحتفظ بها رؤ 21 :2-22 لمجد ملكوت الله العتيد والنهائي. 3) يكرّس يوحنا القسم الأكبر من انجيله لرسالة يسوع في أورشليم. في نظره، الهيكل (يو 2 :19)، وبركة سلوام (يو 9 :7)، واضاء ة الهيكل (يو 8 :12)، هي رموز عن المسيح. ومع هذا فهو يرى في يسوع المسيح أورشليم الجديدة التي تبدأ مع قيامته (يو 2 :19-22). وفي 7 :37 ي يماثل يوحنا بين يسوع وأورشليم الاسكاتولوجيّة التي يخرج من جوفها ينابيع مياه حية (حز 47 :1-11؛ يوء 4 :18) والتي فيها سيجتمع أبناء الله المشتَّتون (يو 11 :25؛ رج إش 60 :4، 9).
بحر (الـ – الميت):
مخطوطات رج مخطوطات البحر الميت.
بيت ايل:
بيت الله. اسم قديم لموضع عبادة يقع على الطريق بين أورشليم وشكيم. شرقيّ لوز المذكورة في النصوص المصريّة. أعطى بنو إسرائيل اسم بيت إيل للمدينة نفسها بعد أن أقاموا في كنعان. كانوا في هذا المكان يعبدون إلاهًا هو بيت إيل (إر 48 :13) ويكرّمون شجرة (سنديانة) مقدّسة (تك 35 :8 هـ. أ ل و ن. رج إيلونا في السريانية التي تعني الشجرة). استعاد بنو اسرائيل موضع العبادة وكرّسوه ليهوه (تك 12 :18؛ 13 :3 ي : بنى فيه ابراهيم مذبحًا. 28 :10-22؛ 31 :13 : حلم يعقوب ووضع نصبًا، 35 :1-16؛ قض 2 :1 حسب السبعينيّة، 20 :26؛ 21 :2-4؛ 1صم 7 :16). بعد انفصال المملكتين، صارت بيت إيل المعبد الوطنيّ لمملكة الشمال مع هيكل وصورة عجل ذهبيّ (1مل 10 :29؛ عا 7 :13). ندّد الأنبياء بهذه العبادة (عا 3 :14؛ 4 :4 ي؛ 8 :14؛ هو 13 :1 ي). سقطت لوز المدينة الكنعانيّة القديمة خيانة في يد بني افرايم (قض 1 :22) وعدّها يش 16 :2؛ 18 :13 (رج 1أخ 7 :28) بين مدن افرايم. ثمّ عدّها يش 18 :22 بين مدن بنيامين. بعد انفصال المملكتين، كان خلاف حول بيت إيل (2أخ 13 :19). ولكن الملك بعشا توصّل إلى ضمّها إلى مملكة الشمال (1مل 15 :16-22). بعد أن احتلّ الأشوريّون مملكة الشمال وأسكنوا مستوطنين أغرابًا في البلاد، أقاموا كاهناً من كهنة يهوه في بيت إيل (1مل 17 :28). بعد هذا، عادت بيت إيل إلى مملكة يهوذا في أيام يوشيا الملك (2مل 23 :15-18). بعد السبي أقام فيها البنامينيون (عز 2 :28، نح 7 :32). سنة 160 ق.م. حصّنها بكيديس ليراقب المنطقة. اليوم : بيتين. أظهرت الحفريّات أن النّاس سكنوا في بيت إيل منذ البرونز الوسيط، حوالي سنة 1400، وأنّهم أقاموا علاقات تجاريّة مع الجنوب. ووجد العلماء آثار دمار على يد البابليّين (586 ق.م.). أعيد بناء المدينة في أيام الفرس وعرفت بعض العزّ في الزمن الهلّينيّ. رج شراصر. في 1صم 30 :27 نجد بيت إيل. يجب أن نقرأ : بتول (يش 19 :4) أو : بتوئيل (1أخ 4 :30) أو : كسيل (يش 15 :30) وهو موضع في يهوذا في النقب. اليوم : خربة الراس. نشير هنا إلى أنه وُجد ختم من جنوبي الجزيرة العربيّة يعود إلى القرن التاسع ق.م. وهو يشبه ما وُجد في حضرموت. هذا ما يدلّ على علاقات بين بيت إيل وجنوب الجزيرة العربيّة.
بيت شان:
بيت الالاهة الأفعى سعان أو بيت الراحة. اليوم تل الحصن قرب بيسان الحديثة. مدينة كنعانيّة قديمة جدًّا. تذكرها النصوص المصريّة (بشكل بتشين) ورسائل تل العمارنة (بيت شاي) بسبب موقعها الستراتيجي على الطريق بين مصر ودمشق. يعدّها يش 17 :11، 16؛ 1أخ 7 :29 بين مدن منسّى رغم ما يقول قض 1 :27. في أيام شاول كانت بيت شان في يد الفلسطيين الذين علّقوا جثّة شاول على حائط المدينة (1صم 31 :10؛ 2صم 21 :12). ولكنّها كانت تخصّ مقاطعة من مقاطعات سليمان الاثنتي عشرة (1مل 4 :12). بعد هذا خسرها بنو إسرائيل. ويذكر الملك المصريّ شيشاق بيت شان بين المدن التي احتلّها أو سلبها (927 ق.م.). بعد هذا لا تتكلّم النصوص عن بيت شان حتى احتلالها بيد أنطيوخس الثالث (228 ق.م.). في سنة 107 ق.م. عادت مدينة يهوديّة. وفي أيام بومبيوس كانت مدينة هلينية وسمّيت سيتوبوليس (يه 3 :10؛ 2مك 12 :29). أخلاها القائد الرومانيّ سنة 63 ق.م. وضمّها إلى الديكابوليس أو المدن العشر. نُظّمت حفريّات، فوُجدت آثار سكن في العصر الحجريّ، وتأثيرًا مصريًا خلال البرونز الأوّل. على أيّام الهكسوس، كانت بيت شان مدينة مستقلّة. بعد معركة مجدو (1479 ق.م.) احتلّها تحوتمس الثالث وظلّت ثلاثة قرون مركز حامية مصريّة مع قلعة وهيكلين. إلى هذا العهد تعود أربعة أنصاب لم تزل سليمة : نصب فرعون مجهول، نصبان لسيتي الأوّل، نصب لرعمسيس الثاني الذي حصّن المدينة وشيّد فيها هيكلين جديدين مكان الهيكلين القديمين : واحد إكرامًا لعشتار أو عنات، والآخر إكرامًا لميكال أو رشف. ووُجد في الحفريّات تمثال لرعمسيس الثالث (وهو جالس). ووجدت أشياء تهمّ تاريخ الديانات مثل أنصاب ترتبط بنذر وتماثيل عشتار وعنات وصُوَر حيّات ونصب للإله ميكال يعود إلى القرن الخامس عشر وجدرانيّة تمثّل أسودًا وطاولة برونزيّة على ثلاث أرجل. واكتشف المنقّبون من العهد الهليني أسُس هيكل مكرّس للإله ديونيسيوس أو باخوس.
بيت شمس:
: بيت الشمس. اسمها أيضاً عير شمس : مدينة الشمس (يش 19 :41) وربّما : هر حارس : جبل الشمس (قض 1 :35). مدينة كنعانيّة في شفاله (الساحل). تقع غربيّ أورشليم وتُحصى مع مدن يهوذا (يش 15 :10؛ 21 :16) مع أنّ داود لم يحتلّها (قض 1 :34 ي). كانت تخصّ إحدى مقاطعات سليمان (1 مل 4 :9). يبدو أنّ رحبعام حصّن صرعة ليحمي بيت شمس التي لم يكن لها أسوار (2أخ 11 :1) كما تقول الحفريّات. والمعركة التي تواجه فيها (حوالي 800) يوآشُ ملك اسرائيل وأمصيا ملك يهوذا (2مل 14 :1-14؛ 2أخ 25 :21-24) تمَّت قرب بيت شمس. في أيام آخاب سقطت بيت شمس بعض الوقت في يد الفلسطيين (2أخ 28 :18). اليوم هي تل الرميله قرب عين شمس البيزنطيّة. حين قام المنقّبون بالحفريّات في عين شمس، وجدوا ست مدن. المدينة السادسة (2200-1700) : معروفة خاصة بفخّارها وأدواتها المصنوعة من الحجر. المدينة الخامسة : تعود إلى السنوات 1700-1500 وُجدت فيها أبنية. زالت ولا شك خلال حملات أمينوفيس الأوّل وتحوتمس الأوّل. المدينة الرابعة (1500-1200) : فترة ازدهار المدينة. دُمّرت مرّة أولى بيد عابيرو حوالي السنة 1350. وهلكت بالنار خلال حريق سنة 1200. المدينة الثالثة (1200-1000) : تبدو مدينة باهتة. لا يمكن أن نقول إذا كانت المدينة للفلسطيّين أو للإسرائيليّين (رج 1صم 6 :9-20). أشعلت فيها النارُ وقد يكون حدث ذلك بفعل الحروب بين شاول والفلسطيّين. المدينة الثانية (1000-586) : هي مركز زراعي. ويبدو أن نبوخذ نصّر دمّرها تدميرًا نهائيًّا. المدينة الأولى تدلّ على آثار من الحقبة الهلّينيّة، ولكنّها لم تعرف الازدهار. وُجدت اكتشافات هامّة في بيت شمس : لوحة مع كتابة أوغاريتيّة (من اليمين إلى الشمال) تعود إلى المدينة الخامسة أو المدينة الرابعة في حقبتها الأولى. قطعة عليها نصّ يعود إلى المدينة الخامسة أو المدينة الرابعة في حقبتها الأولى. قطعة عليها نص يعود إلى البرونز الحديث قد يكون من اللغة المصريّة الهيراتيّة. فمدينة أون، هيليوبوليس المصريّة، هي أيضاً مدينة الشمس (إر 43 :13 حسب اللاتينيّة : بيت الشمس؛ إش 19 :18 : عير هاحارس صارت في اللاتينيّة : مدينة الشمس). وهناك بيت شمس في نفتالي (يش 19 :18) وعلى حدود يساكر (يش 19 :22). ظلّت مستقلّة زمنًا طويلاً (قض 1 :33). هي اليوم تل العُبادية التي تبعد 11 كم إلى الجنوب من طبرية وفي يساكر(؟).
ترصة:
1) مدينة كنعانيّة قديمة. يُذكر ملكها بين الملوك الذين غلبهم يشوع (يش12 : 24). أعطيت لمنسى (عد 27 : 1؛ يش 17 : 3). كانت بعد شكيم عاصمة يربعام الأول (1 مل 14 : 17) وبعشا (1مل 15 : 31-33، 16 : 6) وايلة (1مل 16 : 8 ي) وزمري (1مل 16 : 15-18) وعمري. ولكن عمري ترك ترصة بعد ست سنوات من ملكه وأقام في السامرة التي بناها (1مل 16 : 23 ي). كانت ترصة نقطة انطلاق انقلاب مناحيم (2مل 15 : 14-16). قد تكون ترصة في تل الفرعة شماليّ شرقيّ نابلس، وتبعد 11 كلم إلى الشمال الشرقيّ من نابلس. بيّنت الحفريّات مدينة هامّة تعود إلى البرونز القديم، مع أسوار وأبواب محصّنة. وهناك مجموعة تعود إلى مملكة اسرائيل، دمِّرت في القرن الثامن، وربّما سنة 753 على يد الجيوش الأشورية. 2) ابنة صلفحاد. من قبيلة منسى (عد 26 : 33).
جرشون:
رج تك 46 :11؛ خر 6 :16 ي؛ 1أخ 5 :27؛ 6 :1 ي. هو بكر لاوي. جدّ المجموعة اللاويّة، أي جدّ الجرشونيّين ومن يتفرّع عنهم : لبني، شمعي (خر 6 :17؛ عد 3 :18؛ 1أخ 6 :2). يقول عد 3 :16-26 عدد الجرشونيّين (بني جرشوم) (7500)، وموقع تخييمهم قرب المسكن، ورئيس عائلتهم الياساف، وعملهم في المسكن. ويصوّر عملهم بالتفصيل في عد 4 :21-28؛ رج 10 :17. يعدِّد يش 21 :27-33؛ 1أخ 6 :56-61 مدن الجرشونيّين (بني جرشوم) حسب يشوع. في قبيلة منسّى : جولان، عشتاروت (بصره). في قبيلة يساكر : قشيون، دبرة، يرموث، عين جنيم. في أشير : مشآل، عبدون، حلقت، رحوب. في نفتالي : قادش (في الجليل)، حموت، قرتان. وحسب 1أخ، جولان، عشتاروت (منسى)، قادش، دبرات، راموت، عانيم (يساكر). ماشال، عبدون، حقوق، رحوب (أشير)، قادش (الجليل)، حمّون، قريتايم (نفتالي).
جليل، (بحر الـ ~):
رج * جنيسارت * طبرية.j
جنيسارت:
هو بحر طبريّة وبحر الجليل. يسمّى في العهد القديم بحيرة أو بحر كنارة (كنَّرت) (عد 34 :11؛ يش 12 :3؛ 13 :27) باسم مدينة كنارة في نفتالي (تث 3 :17؛ يش 11 :2؛ 19 :35) المذكورة أيضاً في النصوص المصريّة والتي هي اليوم : تل العموريّة على الضفّة الشماليّة الغربيّة وشماليّ كفرناحوم التي بُنيت فيما بعد. تعرف التوراة اليونانيّة اسم جناسر (1مك 11 :67) أو جنيسارت الذي يشتقّ من كلمة “جن” أي الجنة. بعد هذا صارت جناسر هي كنارة (في الأصل لم تكن علاقة بين الاثنين). تدلّ جنيسارت على سهل الغوير الخصب الواقع غربيّ بحيرة طبريّة (مت 14 :34؛ مر 6 :53) وتدلّ على المدينة التي لا تذكرها البيبليا (خرائب عيد المنية الحاليّة) والتي بُنيت في العهد الروماني في المكان الذي كانت فيه الكنارة القديمة. من هنا اسم بحيرة جنيسارت فقط هنا (مرّة واحدة في العهد الجديد. لو 5 :1) بينما يتكلّم العهد الجديد في مكان آخر عن بحيرة الجليل (مت 4 :18؛ مر 1 :16؛ 7 :31). أو بحيرة طبريّة (يو 6 :23،21 :1. وكذلك كتابات الرابينيّين). الاسم الحاليّ للبحيرة بحيرة طبرية. طوله الأقصى من الشمال إلى الجنوب 21 كلم، وعرضه الأقصى من الشرق إلى الغرب 12 كلم. يتراوح عمقه بين 42 و 48 م، مساحته : 144 كلم مربع. يتراوح مستواه تحت سطح البحر المتوسط بين 208 و 210 م. مياهه حلوة وصافية وكثيرة السمك. ولم يزل الصيد جاريًا عليه في أيامنا. يعرف بحر الجليل العواصف الهوجاء. كان سكان القرى المحيطة بالبحيرة في زمن المسيح أكثر ممّا هم عليه الآن ولا سيّمَا على الضفّة الغربيّة.
حاصور:
مكان محصور ومحدّد. 1) مدينة كنعانيّة قديمة تقع على السفح الشرقيّ لجبال الجليل الأعلى. امتدّ سلطانها حتى سهل يرزعيل. تذكرها النصوص المصريّة منذ القرن الخامس عشر كما تذكرها رسائل تل العمارنة. احتفظ لنا يش 11 :1؛ قض 4 :2، 17 باسم أحد ملوكها : يابين. بعد الاحتلال الإسرائيلي (يش 11 :10؛ 12 :19)، عُدّت حاصور بين مدن نفتالي (يش 19 :36). حصّنها سليمان كما حصّن مجدو وجازر (1مل 9 :15) بسبب موقعها الاستراتيجيّ على الأردنّ. بعد انفصال إسرائيل عن يهوذا، احتل الأراميّون حاصور (1مل 15 :29). ثمّ ضُمّت هذه المدينة إلى المملكة الأشوريّة في أيام تغلث فلاسر الثالث (2مل 15 :20). على أيام المكابيّين (1مك 11 :67)، كانت سهل حاصور مسرحًا لحرب انتصر فيها يوناتان. اليوم هي تل وقاص أو تل قداح جنوبيّ غربيّ بحيرة الحولة. أمّا الحفريّات فاكتشفت في البرونز الوسيط الثاني 1800-1600 مخيَّمًا للهكسوس (الملوك الرعاة). وفي البرونز الوسيط الأوّل (2100-1800) قلعة قديمة. وفي أيّام سليمان اصطبلات عديدة. هذه المدينة التي تقع شمالي بحيرة طبريّة، تشرف على وادي بحيرة الحولة، والطريق التي تصعد من بحيرة طبرية إلى دمشق عبر “جسر بنات يعقوب” أو نحو وادي نهر الأردن الأعلى والعاصي، عبر قادش، دان، آبل بيت معكة، عيّون (2مل 15 :29). تُذكر حاصور للمرّة الأولى في نصوص اللعنات المصريّة (ح ذ و ر، في القرن 19). في نصوص ماري (القرن 18) هي مملكة أو دولة. وهي تشارك في تجارة القصدير والذهب والفضّة والحجارة الكريمة (حاصورا في الأكاديّة). ونجدها على لوائح تحوتمس الثالث (1468) وسِيتي الأول (1303). في عهد أمينوفيس الثاني (1450-1425)، استقبل بلاط فرعون موفد حاصور الحوريّ. وارتبطت أربع رسائل من تل العمارنة بحاصور، حيث يعلن الملك أمانته لفرعون (227-228). أمّا ملك صور فيحتجّ “لأنّ ملك حاصور يرتبط بعابيرو من أجل احتلال مملكته” (رسالة 148). وكتب ملك عشتروت التي هي مدينة في باشان ليقول إنّه خسر ثلاث مدن انتقلت إلى ملك حاصور (رسالة 364). في القرن 13، سأل ضابط ملكيّ كاتبًا عن نهر الأردن الذي يجري في حاصور (برديّة أنستاسي الأول، نشو 447). 2) مدينة في قبيلة يهوذا (يش 15 :23). نجدها في وادي القديرات شماليّ غربيّ قادش برنيع. 3) حاصور الحديثة. مدينة أخرى من مدن يهوذا. قد تكون الخضيرة جنوبيّ شرقيّ تل معين في منطقة طواني باتجاه البحر الميت. 4) نح 11 :33. مدينة أقام فيها البنيامينيون بعد العودة من السبي.
حبرون:
موضع العهد. الاسم الحديث لبلدة قرية أربع المذكورة في تك 23 :2؛ 35 :27؛ يش 14 :13؛ 15 :13، 54؛ 20 :2؛ 21 :11؛ قض 1 :10؛ 2 أخ 11 : 10. 1) كانت حبرون مدينة قديمة ومهمّة تنعم باستقلال في المنطقة الجنوبيّة لجبل يهوذا. إذا عدنا إلى عد 13 :22، نعرف أنّها أسّست قبل صوعن بسبع سنوات. في الزمن السابق للإسرائيليّين أقام فيها العناقيّون (عد 13 :33؛ يش 11 :21؛ 14 :6-15؛ 15 :13 ي؛ قض 1 :10). يسمّي تك 23 :2-20؛ 25 :10؛ 49 :32؛ عد 13 :29 السكان السابقين للاسرائيليّين حثيّين. ويذكر يش 10 :3 الملك هوهام (الأموري). كانت حبرون للكالبيّين (عد 13 :22؛ يش 15 :13 ي؛ قض 10 :10)، وكان فيها معبد مشهور (ممرا) ومقبرة (مكفيلة) ارتبط بهما أسماء الآباء. ينسب يش 15 :54؛ 20 :7 مستوطنة الكالبيّين إلى يهوذا. فقد كانت أهم نقطة لقبيلة يهوذا، وقد تكوّنت من عناصر نقبيّة (من النقب) مختلفة وجد لديها داودُ ملجأ حين هرب من شاول (1صم 30 :31) وأعلن فيها نفسه ملكًا (2صم 2 :1-4؛ 5 :1-5). في حبرون قُتل أبنير ودُفن، وهو الذي ذهب يعمل من أجل ضمّ إسرائيل إلى يهوذا (2صم 3 :27-32). وفي حبرون شُنق قاتل إيشبوشت (2صم 4 :12). وحين نقل داود عاصمته إلى أورشليم، ضعُفت حبرون. ولكن ذهب إليها أبشالوم وأعلن نفسه فيها ملكًا (2صم 15 :7-9). بعد انشقاق المملكة، حصّن رحبعام المدينة (2أخ 11 :5-22). بعد دمار أورشليم سقطت حبرون في يد الأدوميّين. ولكن نح 11 :25 يذكر وجود مستوطنين يهوذاويين في حبرون (قرية أربع) بعد المنفى. في 1مك 6 :65 نعرف أن حبرون كانت جزءًا من أدومية. خضعت وقتًا ليهوذا المكابي. احتُفظ بذكر ابراهيم في الاسم الحالي : الخليل الرحمان (اسم ابراهيم في القرآن. رج إش 41 :8؛ يع 2 :23). تبعد 37 كلم إلى الجنوب من أورشليم على طريق بئر سبع. أين تقع حبرون القديمة؟ في تلّة الرميده غربيّ الخليل (والاسم هو دير الأربعين ويذكرنا بقرية اربع). أو على أرض الخليل. نجد في مدينة الخليل قبر الآباء. والجامع الموجود هناك كان بازيليكًا مبنيّة في زمن الصليبيّين على مبنى قديم يعود إلى زمن هيرودس. 2) والد قورح وتفوح وراقم وشامع. من قبيلة يهوذا (1أخ 2 :42-43). 3) حفيد لاوي (خر 6 :18؛ عد 3 :19؛ 1أخ 6 :3، 18؛ 23 :12، 19) وجـدّ الحـبرونيّيــن (عد 3 :27؛ 26 :58؛ 1أخ 15 :9). 4) رجل من نسل كالب (1أخ 2 :42).
دان:
1) قبيلة إسرائيليّة. جدّها دان في التسلسل البيبليّ (تك30 :4-6). دان هو ابن يعقوب وبلهة (جارية راحيل). يُحكى عن القبيلة في بركات يعقوب (تك 49 :16-18)، وموسى (تث 33 :22)، ونشيد دبورة (قض5 :17). إنّ إحصاء عد 1 :38 ي؛ 2 :25 ي؛ 26 :42 ي يجعل دان : 62700 أو 64400 رجل قادر على حمل السلاح. إنما دان كانت قبيلة صغيرة فتكوّنت من عائلة واحدة (تك 46 :23؛ عد 26 :42. لم تذكر في 1أخ) وتألّفت من 600 رجل حسب قض 18 :11. كان موطن الدانايين في الأصل بين صرعة وأشتاؤول (يش 19 :40-48؛ قض 1 :34؛ 13 :2) في شمالي شفاله (السهل الساحليّ). ولكنهم لم يقدروا أن يحتفظوا بأرضهم (قض 1 :34)، فأقاموا في الشمال قرب منابع الأردنّ حيث احتلّوا مدينة لاييش (قض 18 :1 ي). في هذه المنطقة ضايق الدنايون التبادل بين فينيقية ودمشق (من هنا ما نقرأ في تك 49 :16 و 17). يعود تك 20 :6 و49 :16 باسم دان إلى العبريّة : دان (دينونة)، حكم. يمكن أن يكون هذا الاشتقاق الشعبيّ صحيحًا شرط أن نربطه باسم الإله دان (اله الدينونة). فقد كان الناس يعبدون بين صرعة واشتاؤول الإله الشمس الذي يدين. ولنا شهادة في اسم بيت شمس واسم شمون. 2) مدينة قرب منابع الأردن. كانت مستوطنة صيدونيّة وسمّيت لاييش. ولكن حين احتلّها الدانايون سمّوها دان (يش 19 :47؛ قض 18 :29؛ رج تك 14 :14؛ تث 34 :1). كان معبد دان ينعم ببعض الشعبيّة (قض 18 :30 و 31) فجعله يربعام الأوّل معبدًا وطنيًّا كما جعل أيضاً بيت ايل (1مل 12 :29؛ 2مل 10 :29؛ عا 8 :14). وفي العبارة من دان إلى بئر سبع (قض 20 :1؛ 1صم 3 :20؛ 2صم 17 :11) أو من بئر سبع إلى دان (1أخ 21 :2) نفهم أن دان تقع في أقصى شمال أرض كنعان. هي اليوم : تل القاضي. 3) مدينة أو منطقة يذكرها حز 27 :19 مع ياوان التي هي إيونية في تركيا أو اليونان أو الغرب كلّه. فدان تحمل إلى صور الحديد المصنوع. لا نعرف موقعها بالضبط.
ربة المدينة الكبيرة. ربة عمون:
مدينة عمون الكبيرة. عاصمة العمونيّين. احتلّها يوآب، قائد جيش داود (2صم 11 :1؛ 12 :27-29؛ 1أخ 20 :1) ولكن بقي ملكها فيها (2صم 17 :17). يميّز 2صم 12 :27 مدينة المياه (المدينة السفلى حيث الماء) والحصن (أو الأكروبول). في القرن 3 ق.م. طُبعت ربّة بالطابع الهلينيّ على يد بطليموس فيلدلفوس وسميّت فيلدلفية. في سنة 218 أخذها أنطيوخس الكبير. وفي سنة 63 ق.م. ضمّها بومبيوس إلى ديكابوليس (المدن العشر). نجد في ربة مدفن عوج (تث 3 :11). ربّة القديمة هي اليوم : عمان عاصمة الأردن. أمّا الحفريّات التي تمّت فيها منذ سنة 1927 فأظهرت بقايا سورين يعود الواحد إلى البرونز الثالث، والثاني إلى السلوقيّين.
ربة المدينة الكبيرة. ربة عمون:
مدينة عمون الكبيرة. عاصمة العمونيّين. احتلّها يوآب، قائد جيش داود (2صم 11 :1؛ 12 :27-29؛ 1أخ 20 :1) ولكن بقي ملكها فيها (2صم 17 :17). يميّز 2صم 12 :27 مدينة المياه (المدينة السفلى حيث الماء) والحصن (أو الأكروبول). في القرن 3 ق.م. طُبعت ربّة بالطابع الهلينيّ على يد بطليموس فيلدلفوس وسميّت فيلدلفية. في سنة 218 أخذها أنطيوخس الكبير. وفي سنة 63 ق.م. ضمّها بومبيوس إلى ديكابوليس (المدن العشر). نجد في ربة مدفن عوج (تث 3 :11). ربّة القديمة هي اليوم : عمان عاصمة الأردن. أمّا الحفريّات التي تمّت فيها منذ سنة 1927 فأظهرت بقايا سورين يعود الواحد إلى البرونز الثالث، والثاني إلى السلوقيّين.
سامرة، (مدينة الـ):
في العبرية : شومرون (برج المراقبة) أو شيمرون، شمراييم (رج اشتقاق 1مل 16 :24، والنقل الأشوري : سامرينا، والأرامي : شمراين في عز 4 :10، 17). اسم جبل في كنعان، واسم مدينة بناها عمري ملك اسرائيل على موقع مدينة كنعانية قديمة لم تكن ذات أهمية (شامير في قض 10 :1)، واختارها كعاصمة لمملكة الشمال بدل ترصة (1مل 16 :24). كانت السامرة من المدن القليلة التي بناها الاسرائيليون بأنفسهم، ولم يرثوها عن الكنعانيين. هذا لا ينفي مساندة مهندسي صيدون وصنّاعها، لا سيّمَا وأنّ العلاقات كانت طيّبة بين السامرة وفينيقية. كان اختيار موقع السامرة موفَّقا من الوجهة الاقتصاديّة والستراتيجية والمدائنية. قاومت حصار الاراميين (2مل 6) ولم يأخذها الاشوريون الا بعد حصار دام ثلاث سنين (721 ق.م). حينئذ استوطنها الغرباء بعد أن راح أهلها (30000) إلى السبي. الى هذا الزمن تعود رسالة بابلية موجهة إلى الحاكم أبي أحي. في سنة 131 ق.م.، احتل يوحنا هرقانوس السامرة، وكانت قد خسرت الكثير من أهميتها. وسقطت في أيدي الرومان، فأعاد بناءها غابينيوس، وحصّنها هيرودس الكبير وجعلها من أجمل مدن مملكته. واكرامًا لأوغسطس (بُني اكرامًا له معبد حيث كان معبد بعل القديم الذي بناه آخاب) سميت المدينة سبسطية (أي أغوسطا). إلى السامرة جاء فيليبس ونشر المسيحية. وبعده زارها الرسولان بطرس ويوحنا (أع 8 :5-17). بدأت الحفريات منذ سنة 1908 في سبسطية. اكتُشف أولا على المستوى الروماني، ساحة بناها هيرودس، بازيليك رومانية، ملعب الخيل. على المستوى الاسرائيلي ظهر قصر عمري الذي وسّعه آخاب ويربعام الثاني (1مل 20 : 43؛ 2مل 1 :2)، والبركة (1مل 22 :38)، والسور. ووُجد عدد كبير من الاوستراكات العبرية المكتوبة بالحرف الفينيقي (هي وثائق إداريّة وحسابيّة تذكر الزيت والخمر). يبدو أنّ قصر عمري بُني حسب الهندسة الاشورية. واكتشف المنقبون عددًا من لوحات العاج المنقوش (1مل 22 :39، عا 3 :15).
سامرة، (منطقة الـ):
منطقة السامرة تقع في قلب فلسطين وهي تسمّى “أرض السامرة” (2مل 17 :26؛ 18 :34-35؛ إش 36 :19؛ عو 19) باسم العاصمة والمدينة (السامرة). تبدّلت حدود هذه المنطقة عبر العصور. ولكن في شكل عام، ضمّت السامرة الجزء المركزي من جبال فلسطين المسمّاة “جبال السامرة” (إر 31 :5). يُحيط بها من الشمال سهل يزرعيل، ومن الشرق نهر الأردن، ومن الجنوب خطّ يصعد من أريحا إلى جبعون سائرًا إلى سهل أيالون، ومن الغرب سهل الشارون. هذا يضمّ أرض سبطَي يوسف، منسى وافرايم، وجزءً ا من أرض بنيامين أي مملكة الشمال أو مملكة اسرائيل (1مل 21 :1؛ 2مل 1 :3). تقطع هذه المنطقة وديان واسعة وخصبة (إر 31 :5) يصل المرء إليها بعد عبور المنحدرات التي تُشرف على وادي الأردن. غير أن بلوغها من الغرب كان أسهل. في نظرة سريعة إلى جبال السامرة، نفهم أنّها كانت مأهولة قليلاً في حقبة البرونز الحديث، وما امتلكت مركزًا هامًّا سوى شكيم. وقد تألّف السكّان من مجموعات بدويّة (عشائر وقبائل) جاءت من الشرق وأقامت في الأراضي النصف قاحلة من أجل المواشي. كانت هذه المنطقة غنيّة بالقمح والشعير والزيتون والكرم. ولم تتسمَّ باسم السامرة إلاّ بعد تأسيس مدينة السامرة. فالمملكة الجديدة دُعيت اسرائيل. من هنا كانت العبارة : “ملك على اسرائيل في السامرة” (1مل 12 :1، 20؛ 16 :29؛ 21 :18؛ 22 :52؛ 2مل 3 :1؛ 10 :36؛ 13 :1، 10؛ 14 :23؛ 15 :8، 21؛ 17 :1). أمّا الإشارات الأخرى فقد زيدت فيما بعد (1مل 13 :32). يبدو أنّ استعمال لفظة “السامرة” يعود إلى زمن احتلال المدينة على يد الأشوريّين (272). فقد اعتادوا أن يسمّوا المنطقة باسم عاصمتها. أما الاستعمالات التي تسبق احتلال العاصمة السامرة، فتشير إلى المدينة لا إلى المنطقة (عا 3 :9، 12؛ 4 :1؛ 6 :1؛ هو 8 :6؛ 10 :5-7…). بعد سقوط مملكة الشمال، ربط الأشوريّون المنطقة بالمملكة باسم سامرينا، وجعلوا أناسًا من بابل في “مدن السامرة”. سنة 612، صارت هذه المدن مقاطعة بابليّة، وضُمّت إليها أرض يهوذا بعد سقوط أورشليم. وحين عاد المنفيّون اليهوذاويّون، حاول حاكم السامرة أن يمنعهم من إعادة بناء أورشليم خوفًا من أن تنقسم “مقاطعة” يحكمها وحده (عز 4 :8-24؛ نح 2 :9-20؛ 4 :1-9؛ 6 :1-14). ومع ذلك، كان الانفصال واضحًا بين العاصمتين في أيام نحميا. فكانت الحدود الجنوبيّة تنطلق من أريحا فتصعد إلى بيت إيل وتنزل إلى بيت حورون. عند ذاك صارت المنطقة مركز السامريّين. وقد ضمّها يوحنا هرقانوس الأول إلى يهوذا بعد أن أخذ شكيم والسامرة، ودمّر الهيكل السامري على جبل جرزيم. وربطها بومبيوس بمحافظة سوريّة (63 ق.م.). وأعطاها أوغسطس لهيرودس الكبير (30 ق.م.). ثمّ ورثها أرخيلاوس حتى ذهابه إلى المنفى سنة 6 ب.م. بعد ذلك، صارت تحت سيطرة الولاة الرومان، ما عدا الحقبة التي فيها حكم هيرودس أغريباس الأول (41-44). دار يسوع حول السامرة، ففعل كما يفعل كل يهوديّ في عصره، في طريقه من الجليل إلى اليهوديّة (مت 19 :1؛ لو 17 :11). ولكنّه كسر القاعدة في مناسبة فريدة يتحدّث عنها يو 4 :4-29). أما تلاميذه فسيكونون شهوده في السامرة كما في أماكن أخرى (أع 1 :8). وسوف نرى فيلبس ثم بطرس ويوحنا يعلنان الإنجيل في مدن السامرة (أع 8 :4-25؛ 9 :31؛ 15 :3).
شكيم:
مدينة كنعانية قديمة في جبل افرايم بين عيبال وجرزيم (من هنا اسمها الذي يعني العنق لأنها تبدو كالعنق بين الكتفين). نقطة اتصال مهمة. تذكرها النصوص المصرية باسم “سكمم” ورسائل تل العمارنة. أقام ابراهيم واسحق ويعقوب في جوار شكيم وقد سمِّي اهلُها الحويون (تك 34 :1). لا يذكر أيُّ نص أن شكيم أخِذت (تك 38 :34) إلاّ أنها كانت باكرا في يد بني اسرائيل. وأعطيت لافرايم (يش 24 :32). كانت مركزا دينيا اسرائيليا (يش 24 :1-28)، مدينة ملجأ (يش 20 :7)، مدينة كهنوتية (يش 21 :21). وكانت كذلك حتى قبل دخول بني اسرائيل (تك 12 :17؛ 33 :20، السنديانة المقدسة). في أيام ابيمالك، كانت شكيم أولى المدن الملكية في بني اسرائيل (قض 9 :1ي). إن رحبعام تُوّج في شكيم، ولكن تصرّفه الخاطئ سبّب انفصال القبائل العشر عن مملكة يهوذا (1مل 12). وحين انتقلت عاصمة ملوك الشمال من شكيم (1مل 12 :25) إلى السامرة بعد فنوئيل وترصة، انكسفت شكيم. بعد المنفى صارت شكيم مركز السامريين الديني ولاسيّمَا حين بُني هيكل على جبل جرزيم القريب منها. دمّر يوحنا هرقانوس سنة 128 ق.م. الهيكل والمدينة، وبُنيت المدينة الرومانية بعيدا عن شكيم وسميت فلافيا نيابوليس الذي بقي في الاسم الحالي : نابلس. نجد خرائب المدينة القديمة في تل بلاطة. وبدأت الحفريات سنة 1913، فبيَّنت أن شكيم كانت مأهولة في بداية الألف الثاني وكانت محاطة بسور في زمن الهكسوس. حين سقطت المدينة في يد الكنعانيين أقام سكانها حوالي سنة 1600 سورًا ضخمًا مع قلعة (بيت ملو : قض 9 :6، 20) وهيكل (هو هيكل بعل بريث المذكور في قض 8 :33؛ 9 :4). وُجدت قبل الزمن الاسرائيلي لوحتان مسماريتان فشهدت على حضور مصر في تلك المدينة. ماذا قالت الحفريات عن هذه المدينة العريقة؟ في الحقبة الكلكوليتيّة (انتقال من الحجر إلى البرونز) وُجدت مخيّمات من البدو قرب ينبوع ماء. في البرونز الوسيط الثاني، تأسّست مدينة محصّنة سنة 1900 تقريبًا مع أبنية عامّة. وتوسّعت في حقبة الهكسوس (1750-1650). فبُني سوران من الحجارة. وأحاط سور ثالث بالقصر الملكي والهيكل. بين سنة 1650 وسنة 1550، امتدّت المدينة فوصلت إلى سفح عيبال. سنة 1550، دمّرت مصر المدينة التي ظلّت متروكة قرنًا من الزمن. في البرونز الحديث، أعيد بناء المدينة ولكنّها كانت صغيرة، مع هيكل يعود إلى زمن القضاة (هيكل بعل بريت، قض 9 :4). في سنة 1150-975، دمّرت المدينة وتركها سكّانها. ولكن دمّرت أيضاً سنة 918. فصارت قرية صغيرة في الحقبة البابليّة والفارسيّة. في الفترة الهلنستيّة استعادت شكيم الحياة حين أقام السامريون قرب جبل جرزيم وبنوا للمدينة سورًا هدمه السلوقيّون حين احتلّوا المنطقة سنة 190 ق.م. ولكن أعيد بناء المدينة قبل أن يدمّرها هرقانوس الأول.
شيلوه:
الأرض المرويّة. مدينة في افرايم. تقع شمالي بيت ايل. حسب أقدم النصوص، كان تابوت العهد محفوظًا في شيلوه وكانت الفتيات يرقصن في هذا العيد. قضى صموئيل صباه في شيلوه (1صم 3). دُمّر المعبد على يد الفلسطيّين وكان الناس لا يزالون يتذكّرون هذا الحدث في أيام إرميا (إر 7 :12، 14؛ 26 :6، 9). لا نعرف كيف وقعت شيلو في أيدي بني اسرائيل. ففي النصوص المتأخّرة (يش 18 :، 8-10؛ 19 :51؛ 21 :2؛ 22 :9-12) نعرف أن تابوت العهد كان في شيلوه بحراسة يشوع بن نون (يش 18 :1؛ رج مز 78 :60). وفي هذه النصوص نرى أن شيلوه كانت آخر مخيّم مشترك بين القبائل الاسرائيليّة. فيها قُسمت بين سبع قبائل المناطقُ التي لم يحتلّها بعد بنو اسرائيل (يش 18-19)، فيها عيّنت المدن الكهنوتيّة ومدن الملجأ (يش 20-21)، وفيها اتّخذت إجراءاتٌ ضدّ قبائل شرقيّ الأردن (يش 22 :9-12). كان النبيّ أحيا من شيلوه (1مل 11 :29؛ 12 :15). احتلّ السلوقيّون شيلوه. هي اليوم سيلون (ضيعة حقيرة تبعد 18كلم إلى الجنوب من نابلس). أظهرت التنقيات أنها كانت مأهولة في البرونز الثالث، وقد وصلت إلى أوجها في القرن 12 ودمّرت في القرن 11 ق.م. هذا ما يقوله الكتاب المقدس. فما الذي تبيّنه الحفريات في خربة بيت سيلا التي تبعد كلم ونصف الكيلومتر من بيتونيا. هذا ما يتوافق مع الوصف الذي نقرأه في قض 21 :19 : “شمال بيت إيل، شرقيّ الطريق المؤديّة من بيت إيل إلى شكيم، جنوبي لبونة”. إذن، في أرض افرايم. وحسب أقدم النصوص، وُضع تابوت العهد في معبد (هـ ي ك ل)، هو هيكل يهوه صباؤوت حيث خدم الكاهن عالي وعائلته. وكان بنو اسرائيل يؤمنونه مرّة كل سنة. وفي معركة أفيق ضد الفلسطيين، أرسل بنو اسرائيل يطلبون تابوت العهد ليسير في مقدمتهم. ولكنهم انهزموا وأخذ التابوت ولم يَعُد (1صم 4 :3-12)، لا نعرف متى سقطت شيلوه في يد بني اسرائيل. ولا كيف. وحسب أقدم النصوص الكهنوتيّة، جُعلت خيمة الاجتماع في شيلوه غداة الاحتلال، وألقى يشوع القرعة فيها ليوزّع أرضًا لم يحتلّها بعد على سبع قبائل (يش 18 :1ي؛ 19 :15)، والمدائن المحفوظة للاويين (يش 21 :1-8). بعد سقوط أورشليم سنة 587. قُتل رجال كُثر من شيلوه وشكيم والسامرة في مسيرتهم إلى أورشليم (إر 41 :5). دلّت الحفريات في خربة سيون على أسوار في الشمال مع جرار بعنق. وعاد المنقّبون إلى البرونز الوسيط. أمّا خربة رفيد التي تبعد كلم واحدًا إلى الجنوب الغربي من شيلوه، فتمثّل موضعًا يُشرف على الوادي. في العصر الوسيط. أقام هناك شعب غريب، ودفن موتاه في قبور حُفرت في الصخر. أما القرية فلم تكن محصَّنة. في حقبة تالية، بنوا سورًا كبيرًا يستند إلى منحدر خفيف. من الجهة الشمالية وُجدت غرف بشكل مخازن على طول السور، وقد وُجد في إحدى الغرف مجموعة أغراض نحاسيّة وبرونزيّة حثيثة وعددًا من الجرار لحفظ الأطعمة. دُمّرت المدينة في حريق كبير. ولكن صارت مأهولة من جديد في البرونز الحديث دون أن يكون لها أسوار. كان السكان كُثرًا في البداية ثم أخذوا يقلّون تدريجيا إلى أن فرغ الموقع في بداية الحديد. وُجدت أغراض فخاريّة وسلسلة من الأواني تتضمّن عظام حيوانات وأثر نار. في حقبة الحديد الاول، صار التلّ مأهولًا منذ بداية القرن الثاني عشر. فوُجدت أهراء عديدة في شرق المدينة ومخازن تستند إلى السور مع جرار وسرج وأباريق وقدور ورحى… دُمّر الموقع في حريق في منتصف القرن الحادي عشر. في الحديد الثاني، لم يعد من أثر للحياة في هذا الموقع. ولكن صار مأهولًاأيضًا في الزمن الهلسنتي، وظلّ كذلك حتّى زمن الصليبيين. أقام الرومانوالبيزنطيون على قمّة التلّ (بعد أن هدموا الابنية السابقة) وفي الجزء الجنوبيّ. عندئذ امتدت المدينة وشُيّدت كنيستان في الجنوب. وظلّ الموقع مكانًا يحجّون إليه حتى القرن السادس عشر. بما أن الرومان والبزنطيين دمّروا كل ما سبق، لم يُوجد أثر لمعبد شيلوه. بل وُجدت فقط آنية عبادية. فاعتبر المنقّبون أننا أمام مخازن زراعية مع تلة مشرفة، تشكّل معبدًا محليًا، لا معبدًا مركزيًا. ويُطرح سؤال : هل دمّر الفلسطيون شيلوه؟ ليس ما يبرهن عن ذلك في البيبليا، ولا في الحفريات. أما الجرار فتعود إلى الحديد الثاني، وطبقة الرماد إلى نهاية القرن الثامن ق م. غير أن رأيًا آخر يعتبر أن الحريق يعود إلى القرن الحادي عشر، والجرار إلى الحديد الأول. ودلّ آخرون أن تحذير ارميا في اسلوب اشتراعي (7 :12-14) يشير إلى دمار شيلوه بيد الفلسطيين، لأن الموضع الشرعيّ الوحيد الذي اختاره الله هو هيكل أورشليم المبنيّ في القرن العاشر. من هذا القبيل تكون شيلوه موضوع اختير قبل بناء هيكل سليمان.
صور:
الصخر. مدينة فينيقيّة. تقع على جزيرة صخريّة عند الشاطئ الشرقيّ للمتوسّط. كان على الشاطئ نفسه أوشو (الذي سمّاه اليونانيّون : لايوتيروس أي صور القديمة). تُذكر المدينة في النصوص المصريّة والأشوريّة والأوغاريتيّة. والاهة المدينة كانت أشيرة (1مل 18 :19. أشيرة أوغاريت في الأوغاريتيّة). خضعت صور مدّة لمصر ثمّ استقلّت. وأما رسائل تل العمارنة فتذكر الملك أبي ملكي. في هذا الوقت كانت صور مدينة مهمّة : الملاحة، صب المعادن، الأقمشة، الألوان، الزجاج. كانت العلاقات طيّبة بين صور وإسرائيل. وعلى أثر معاهدة بين سليمان وملك صور كانت صور تقدّم الخشب والصنّاع، وتصدّر إسرائيل المواد الغذائيّة (1مل 5 :1-12؛ 7 :13، 40؛ 9 :1-14؛ رج أع 12 :20). واستفاد سليمان من خبرة الصوريّين لتنظيم أسطوله التجاري (1مل 9 :26-28). وكان من نتيجة هذه العلاقات أن إيزابل بنت الملك اتبعل تزوّجت أخاب ملك صور (1مل 16 :31. يسمى في هذا النص : ملك الصيدونيّين). حين أرادت صور أن تجتذب اسرائيل إلى سياسة التحالفات احتجّ الأنبياء بقوّة (أقوال ضد صور في إش 23 :1ي؛ حز 26 :1-28 :19؛ عا 1 :9ي؛ زك 9 :3). توصلت صور أن تحافظ على استقلالها تجاه أشورية وتجاه بابلونية، ولكن عددًا كبيرًا من سكانها تركوا المدينة وذهبوا يؤسّسون قرطاجة. وخضعت صور للاسكندر الكبير (322 ق.م.) الذي بنى طريقًا بين الجزيرة والبرّ. بعد هذا انتقلت صور إلى السلوقيّين حتى سنة 198 ق.م. هي تسمّى في 1مك 11 :59 و 2مك 4 :18-20 : المدينة الحرّة. ولما جاء الرومان ثبتوا سلطتها. وقبل أن نصل إلى الإنجيل نشير إلى المحاولات الأشوريّة العديدة في فينيقية. فإنّ أشور بانيبال وشلمنصر الثالث وهدد نيراري الثالث حاولوا أن يأتوا إلى المنطقة ويفرضوا الجزية على مدن غنيّة مثل صور، وقد طلبوا من هذه المدينة المعادن الثمينة والعاج والتوابل. هذا ما دفع صور إلى الخروج من أسوارها إلى قبرص أولاً (814 ق.م.)، ثمّ إلى شاطئ أوروبا وأفريقيا حتى الأندلس والمغرب، وهذا في القرن 8. كان ذلك ساعة حاول تغلت فلاسر الثالث التدخّل في الأمور الداخليّة للمدن الفينيقيّة وفرض الضرائب الباهظة عليها. وإنّ معاهدة التبعيّة بين أسرحدون والملك بعل الأول الصوري حدَّت من حريّة تحرّك الصوريّين دون أن تجعل أشورية تنسى أهميّة أسطول صور. وقد تحدّث حز 27 :12-24، عن امتداد التجارة الصوريّة في القرنين 7-6، مع أنّ صور خسرت بعض مواقعها لحساب صيدون، بعد حصارها على يد نبوخذ نصر الثاني سنة 585. دام هذا الحصار 13 سنة، ولكنّ البابليّين لم يستطيعوا أن يستولوا على صور البحريّة. احتلَّ الاسكندر صور، ولكنها استعادت ازدهارها سريعًا في أيام البطالسة. جاء أناس عديدون من صور وصيدا ليسمعوا يسوع (مر 3 :8) الذي جاء بنفسه إلى أرضهما (مت 15 :21). لهذا نفهم أن يكون بولس زار مسيحيّي صور وظلّ عندهم سبعة أيام (أع 21 :3). إليك لائحة بملوك صور : ابيبعل، حيرام الاول (975 ق.م.)، بعل معزر الأول، عبد عشتارت، متن عشتارت، عشتار إم، فليس، إتوبعل الأول، بعل معزر الثاني، متان الأول، فوم ياتون، ملكيرام، اتو بعل الثاني، حيرام الثاني، متان الثاني، لولي، بعل الأول، اتوبعل الثالث، بعل الثاني، يكينبعل، كلبي، حبّار، متان غرستروس، بعل عزر، مهر بعل، حيرام الثالث، حيرام الرابع، متان الثالث، عزي ملك الاول، عزي ملك الثاني.
عجلون:
1) ملك موآب. في أيام القضاة، اجتاح كنعانَ مع بني عمون وبني عماليق. احتل مدينة النخل (اريحا) وضايق بني اسرائيل 18 سنة. قتله بمكر، أهود بن جيرا البنياميني (قض 3 :12-30). 2) مدينة ملكية في كنعان. تقع في برية يهوذا. إن يش 10 :3، 5، 23؛ 12 :12 يذكر أن ملك عجلون هو دبير. غلبه يشوع واحتل مدينته (يش 10 :34) وأعطاها ليهوذا (يش 15 :39). بحث بعض الشراح عن المدينة التي بقي اسمها محفوظا في خربة عجلان (قرب تل الحسي) في تل ايطون على وادي عجزائير احد الحصون القديمة الواقع جنوبي شرقي تل الدوير.
عراد:
1) اليوم تل عراد. تبعد 20 كلم إلى الجنوب من حبرون. أراد ملكها أن يقاوم بني اسرائيل (عد 21 اي). احتلّ يشوع عراد (يش 12 :14) وأقام فيها بنو حوباب القيني (قض 1 :16). وهكذا امتزج القينيون مع اليهوذاويين. 2) بنياميني، ابن بريعة (1أخ 8 :15).
قمران:
اسم سيل في واد يصبّ في القسم الشماليّ الغربيّ للبحر الميت. وعلى بعد كلم واحد من شاطئه، وُجدت مغاور اكتُشف فيها ابتداء من سنة 1947 ما يسمّى مخطوطات قمران، كما اكتشفت خرائب تمّ التنقيب عنها. أولاً : الخرائب. كشفت الخرائب أن الناس أقاموا أوّلاً في هذا المكان من سنة 135 إلى سنة 31 ق.م. ثمّ طُردوا منها بفعل هزّة أرضيّة أو حريق. وعادت الحياة من سنة 1 إلى سنة 68 حين جاء الرومانيّون فأقاموا في المكان قبل أن يدمّروه. ما يلفت النظر في قمران هو كثرة القنوات والآبار والأجران الضروريّة لطقوس التطهير. واكتشف المنقّبون أيضاً موضعًا للكتابة، قاعة طعام مع مئات الأوعية ومطبخًا مع فرن، ومقبرة محايدة. لم يُكتشف أي رقّ، بل بعض العظام. لم يجد المنقّبون غرف النوم. فأعضاء جماعة قمران كانوا ينامون في المغاور أو تحت الخيام. ووُجدت قطع نقود تساعدنا على تحديد الزمن الذي أقام فيه الناس هنا. وجرت حفريات إضافيّة على بعد 3 كلم إلى الجنوب من قمران فظهرت أبنية استعملت كمخازن أو مدابغ ثم جدران لحماية المزروعات. أما القطع الفخاريّة والنقوديّة فهي تشبه تلك التي وجدت في قمران. فظنّ المنقّبون أن هذه الأبنية كانت تستعمل لحاجات أعضاء الجماعة الماديّة. ثانيًا : الجماعة. عرّفنا بلينوس الأكبر وفيلون الاسكندراني وفلافيوس يوسيفوس بوجود جماعة من المتشيّعين اليهود. إنهم الاسيانيّون. صوّروهم على الطريقة الهلينيّة : يحتقرون الجسد والزواج. ولكن لم نجد هذه الفكرة في مخطوطاتهم. جعل يوسيفوس هؤلاء الاسيانيّين بجانب الصادوقيّين و الغيورين و الفرّيسيّين. قد يكون الاسيانيّون خرجوا من الحسيديم كالفرّيسيّين. انطلقوا من ممارسة الشريعة ممارسة دقيقة وساندوا الحرب من أجل تحرير الوطن بقيادة المكابيّين. ولكنهم تركوا المكابيّين حين حصل يوناتان المكابي لنفسه (152 ق.م.) على لقب رئيس الكهنة مع أنه لا يتحدّر من هرون (1مك 10 :0 2؛ 11 :27، 57؛ رج 7 :9-18). في هذا الوقت وُلدت بلا شكّ حركة الفرّيسيّين التي هي حركة دينيّة في جوهرها، وحياديّة من الوجهة السياسيّة. كما وُلدت الحركة الاسيانيّة التي قرّرت أن تترك أورشليم المساومة مع المحتلّ اليونانيّ والرومانيّ، وأن تقيم في بريّة يهوذا لتُهيِّئ الطريق لمجيء الله الاسكاتولوجي. وكانت تعتبر أن هذا المجيء قريب وأنه سيسبقه وصول مسيح بل مسيحَين، واحد من داود وآخر من هرون. واعتبرت الجماعة نفسها أنها ترتبط بعهد جديد مع الله في البريّة. ولكن هذا لا يمنعها من أن تكون منطبعة انطباعًا عميقًا بالشريعة والطقوس. ما يهيِّئ مسبقًا المؤمن للمشاركة في جماعة المختارين هو تتميم الشريعة تتميمًا دقيقًا بالروح والماء. وتتكلّم كتابات قمران أيضاً عن معلّم البر وهو الذي اجتذب الإسيانيّين إلى قمران. كان كاهنًا متحدّرًا من هرون ومن صادوق أيضاً وقد كتب سفر الشكر. اضطهده “الكاهن الشرير” الذي هو بلا شك يوناثان. حوالي سنة 100 ق.م. ازدهرت الجماعة ازدهارًا خاصًّا. ويشهد على ذلك توسيع الأبنية في ذلك الوقت. وقد يكون بعض الفرّيسيّين انضمّ إلى الاسيانيّين خلال اضطهادات يوحنا هرقانوس واسكندر جنايوس، التي تلمّح إليها أخبار قمران. بعد توقّف دام ثلاثين أو أربعين سنة، سكنت قمرانَ جماعةٌ من النمط عينه ندّدت بكتيم (أي الرومانيّون). دُمّر المكان حوالي 68 ب.م. ووُضعت كتابات الجماعات في المغاور لتُحفظ. كما انضمّ بعض الأسيانيّين إلى المقاومين في مصعدة. أمّا الكتابات فاكتشف بعضها في العصور القديمة : القرن الثالث، القرن الثامن. واكتشف العلماء في خزانة القاهرة نسخة عن وثيقة دمشق (كتاب قمران). وهذا يدلّ على تأثير الأسيانيّين على شيعة قرايم (اي القارئون). يقدّم “نظامُ الجماعة” قواعد الدخول : فحص تمهيديّ على يد “مراقب”، نذور، طقس تطهير سيتكرّر مرارًا فيما بعد. في هذه المرحلة يحتفظ كلّ واحد بممتلكاته. ويُدعى المبتدئ لكي يسلّمها إلى “المراقب” في نهاية السنة الأولى. وفي نهاية السنة الثانية تعطى للجماعة، وحينئذ يشارك المبتدئ في كلّ الشعائر وبالأخص رشّ الماء والوليمة الدينيّة. لم نجد في مخطوطات قمران أي ذكر للبتوليّة التي تحدّث عنها بلينوس ويوسيفوس وفيلون. وإنّ التنقيب في المقابر أبرز عظام نساء وأولاد موضوعة على حدود المقابر. أما في الوسط فلا نجد إلاّ عظام رجال موجّهة بدقّة إلى الشمال أي إلى أورشليم. نستطيع أن نستنتج أن البتوليّة كانت محصورة بالنخبة مع دعوة إلى ممارسة فرائض لا 22 :2، 4. ثالثًا : فائدة هذه الاكتشافات. إنّ اكتشافات مخطوطات قمران مهمّة من أجل معرفة نص التوراة وقانونها والتعرّف إلى الأوساط اليهوديّة في أيام يسوع وإلى بعض بدايات التوسّعات اللاهوتيّة الخاصّة بالمسيحيّة. مثلاً : اكتشف العلماء أن جماعة قمران تتبع روزنامة تختلف بعض الشيء عن الروزنامة الشمسيّة الرسميّة المعمول بها في أورشليم منذ أيام أنطيوخس الرابع ابيفانيوس. وقال بعضهم : إنّه من الممكن أن تتّفق الاختلافات في العهد الجديد حول موعد العشاء السرّي، إذا افترضنا أنّ يسوع اتّبع الروزنامة الشمسيّة المعمول بها لدى الأسيانيّين فاحتفل بالعشاء الأخير خلال وليمة فصحيّة (مر 14 :12). وهكذا يكون العشاء السرّي يوم الثلاثاء مساء والصلب يوم الجمعة (مر 15 :42). حين يؤكّد يوحنا أن يسوع مات ليلة الفصح (يو 18 :28؛ 19 :14) فهو يلمّح إلى الفصح الرسميّ كما يحتفلون به في أورشليم لا إلى الفصح الذي احتفل به يسوع وتلاميذه حسب روزنامة الأسيانيّين. وان قمران مهمّة من أجل أصول المسيحيّة. فكرازة يوحنا المعمدان مركّزة على مجيء دينونة قريبة يهيِّئ لها العماد. وفوق هذا، فالمعمدان هو صوت صارخ في البريّة. هذه العبارة المأخوذة من أشعيا طبّقتها الجماعة على نفسها. ونشدّد أيضاً على نقطة مشتركة وهو التعليم عن الروح الذي سيرتبط بالمعموديّة. فتعليم قمران عن الروحين معروف : روح الحق والأمانة (رج يو 15 :26؛ 16 :13) الذي يقود الأبرار ويعطى لهم خلال احتفالات التطهير بالماء، وروح الفساد الذي يجرّ الأشرار إلى هلاكهم. غير أن فكرة الرسالة التي يكرز بها يوحنا هي غريبة عن قمران. هذا يعني أنه وإن اتّصل يوحنا بأهل قمران إلاّ أنّه انفصل عنهم. وهناك أيضاً نقطة مشتركة مع المسيحيّة : تنظيم الجماعة (رج أع 6 :2، 5؛ 15 :12) حيث نجد مجموعة الرسل الصغيرة. وصورة الأسقف في أع 20 :28؛ تي 1 :7-9؛ 1تم 3 :2-7 تذكّرنا بصورة المراقب (الأسقف. ابيسكوبوس : ينظر من فوق إلى الأمور) في وثيقة دمشق أو وثيقة صادوق. ثمّ إنّ المشاركة في الخيرات كما عاشتها جماعة أورشليم تشبه بعض الشيء تنظيم جماعة قمران. ويبدو أن هناك مشابهات بين الحياة الرهبانيّة والحياة القمرانيّة. رج مخطوطات البحر الميت.
كفرناحوم:
قرية ناحوم. مدينة في الجليل، على بحيرة جنسارت. مدينة حدوديّة مع مركز جمارك بين أرض فيلبس وأرض هيرودس انتيباس (مت 9 :9). كانت فيها حامية رومانيّة مع قائد مائة بنى فيها مجمعًا (مت 8 :5-13؛ لو 7 :10). قام يسوع بمعظم رسالته في كفرناحوم وجوارها. سكن فيها (مت 4 :13؛ 9 :1 : مدينته)، علّم في مجمعها (لو 4؛ 31 وز). كان لسمعان بطرس واندراوس بيت فيها (لو 4 :38 وز). ذُكرت في مت 17 :24 (سؤال حول جزية الهيكل)؛ مر 2 :1 (شفاء مخلّع)؛ 9 :33؛ 4 :23؛ يو 4 :46؛ 6 :17، 24، 59. ولكن نتيجة نشاط يسوع لم تكن باهرة، ولهذا أنَّب المدينة بسبب قلّة إيمانها (مت 11 :23 وز). بحث المنقّبون في الماضي عن كفرناحوم في خان منيه. اليوم : تل حوم الذي يبعد 4 أو 5 كلم إلى الغرب من مصبّ الأردنّ، و 3 كلم إلى الشرق من عين التبغة (هذا ما قاله التقليد المسيحيّ منذ القرن الرابع حتى العصور الوسطى).
لاكيش:
مدينة كنعانيّة هامّة وقديمة جدًّا. تقع في جنوبيّ غربيّ كنعان. تذكرها برديات مصر منذ القرن 20 ق.م. احتلّها تحوتمس الثالث سنة 1543، ولكنّها تحزّبت على مصر في أيام تل العمارنة (ذُكرت في الرسالة 328، 329، 332. كما ذُكرت في رسالة وُجدت في تل الحصي). كانت لاكيش إحدى المدن الخمس التي تحالف ملوكها على يشوع. ولكن انتصر يشوع واحتلّ بنو اسرائيل هذه المدن (يش 10 :3-25). وأما الملك رحبعام (931-913) فأعاد بناء لاكيش وجدّد حصونها (2أخ 11 :9). وفي لاكيش قُتل الملك امصيا (796-781) (2مل 14 :19). خلال حملة سنحاريب الشهيرة (702 ق.م.) استسلمت المدينة (كما تقول جدرانيّة في قصر سنحاريب في نينوى)، فكانت نقطة انطلاق للهجوم على أورشليم (2مل 18 :14-17). كانت لاكيش وعزيقة المدينتين الأخيرتين اللتين قاومتا مع أورشليم الملك نبوخذ نصر (إر 34 :7). بعد السبي، عاد الناس إلى لاكيش (نح 11 :30). بدأت الحفريّات في لاكيش سنة 1890 وظنّ المنقّبون أنّ لاكيش هي تل الحصي. ثمّ تبيّن سنة 1933 أنّها تلّ الدوير بين أورشليم وغزّة. هذا التلّ كان مأهولاً في زمن البرونز الأول (المستوى 5). أحاطه السكان بسور مضاعف في زمن البرونز الثاني وبنى الهكسوس سورًا جديدًا (المستوى 4). بعد طرد الهكسوس، خضعت لاكيش لسلطة مصر (المستوى 3. هيكل مصريّ للسلالة 18 هناك 4 جعلات تحمل اسم امنيوفيس الثالث). إلى الزمن الإسرائيليّ (المستوى 2) يعود السور الذي هاجمه سنحاريب ونبوخذ نصر. واكتُشفت هناك كتابات تعود إلى أول ايام الكتابة : 21 اوستراكة عبرية مكتوبة بالحبر (هي رسائل) ترجع إلى القرن 6 مع ختم يحمل اسم شبنا (إش 22 :15). كتب هذه الرسائلَ حاكمُ المدينة إلى الملك خلال التهديد الأشوريّ على يد نبوخذ نصر. أما المستوى الأول فيرجع إلى الزمن الفارسيّ.
لخيش:
رج لاكيش.
متوسط البحر، (الـ):
يُذكر مع البحر الميت ويدل على الحدود الغربية لكنعان او احدى القبائل المقيمة على الساحل. البحر الكبير : هـ ي م. غ د و ل (عد 34 :6-7؛ يش 1 :4؛ 9 :1) البحر الاقصى او الغربي : هـ ي م. هـ ا ح ر و ن (تث 11 :24، 34 :2) بحر الفلسطيين : ي م. ف ل ش ت ي م (خر 23 :31). تذكر البيبليا بحر ادرياتك، بحر كيليكية وبمفيلية (اع 27 :5). تذكر الجزر، المرافئ. ماذا نقول عمّا يُسمّى البحر الابيض المتوسط؟ يقع بين اوروبا في الشمال، وآسيا في الشرق، وافريقيا في الجنوب. يتّصل بالمحيط الاطلنطي عبر مضيق جبل طارق (عواميد هرقل)، وبالبحر الأحمر عبر قناة السويس منذ سنة 1869. مساحته ثلاثة ملايين كلم مربع. وأقصى عمقه 4400م. المدّ والجزر ضئيلان، والتيّارات لا تكاد تُذكر. أما الرياح فقد أثرت تأثيرًا كبيرًا على حركة الملاحة القديمة، بحيث لا يستطيع الناس أن يبحروا عكس الرياح. ففصلا الربيع والصيف كانا مؤاتيين للأسفار في البحر. أما عواصف أيلول وتشرين الأول ثم آذار ونيسان، فقد كانت تفرض على السفن إلاقامة في المرافئ. اذا كانت الريح مؤاتية، كان السفر من يافا إلى جبل طارق يتطلّب ثلاثة أسابيع. أما الطقس السيّئ وغياب الرياح المؤاتية، فكانا يطيلان السفر. أما المحطات في البحر المتوسط فهي الجزر : قبرص، رودس، جزر بحر ايجه، كريت، الجزر الايونيّة، مالطة، صقلية، سردينيا، الباليار. وبمختصر الكلام كان المتوسط وسيلة اتصال استفاد منه الميسينيون واليونان والفينيقيون.
مجدو:
قلعة كنعانية قديمة تذكرها النصوص المصرية ورسائل تل العمارنة. كانت واقعة على السفح الشمالي لجبل الكرمل فتسيطر مع تعناك في الجنوب وبيت شان في الشمال على كل نهر يزرعيل، وبالتالي على الطريق التي تقود من مصر إلى سورية وبلاد الرافدين. ولهذا لعبت مجدو منذ القديم دوراً هاما في تاريخ مصر : احتلّ تحوتمس الثالث المدينة حوالي سنة 1480. ونحن نقدر ان نقرأ على جدران هيكل الكرنك تقريرا عن هذا الاحتلال. لم يستطع بنو اسرائيل أن يحتلوا مجدو ولا غيرها من قلاع سهل يزرعيل (يش 17 :12 ي؛ قض 1 :27). يبدو أن داود كان اول من احتل المدينة (إش 17 :11). وجعلها سليمان قاعدة مقاطعة من مقاطعاته 12 (1مل 4 :12؛ 9 :15). يذكر شيشاق مجدو بين المدن التي احتلها. ولكن سيطرة المصريين لم تدم طويلا. ففي عهد احزيا كانت المدينة في يد الاسرائيليين (2مل 9 :27). وفي سنة 733 احتل الاشوريون مجدو وجعلوها عاصمة المقاطعة الاشورية. لا تُذكر المدينة في العهدين الفارسي والهليني. أما الرومانيون فأقاموا قرب القلعة القديمة، وسموا مستوطنتهم لجيو وهو ما نراه في الاسم الحالي : اللجوم. اما اسم مجدو اليوم فهو : تل المتسلم (يبعد 17 كلم إلى الجنوب الغربي من الناصرة، وكلم واحدًا إلى الشمال من اللجوم). وقعت المدينة على تقاطع طريقين : طريق تنطلق من الشرق إلى الغرب من بيت شان، فتمرّ في وادي يزرعيل، وتصل إلى السهل الساحلي، شمالي الكرمل، ثم تصعد الشاطئ الفينيقي. وطريق تنطلق من الجنوب إلى الشمال فتتبع طريق البحر : غزة، أفيق، ياحم، ارونا في مدخل المضيق، ومجدّو حيث يصل نهر قنه إلى سهل يزرعيل ثم بين جبل تابور وموره واخيرًا كنارت، حاصور. واحتفظت مجدو بثلاث نقاط عبور في جبل الكرمل : يقنيعام، يبلعام، تعناك مع طلعة جور (2مل 9 :27). إن سقوط مجدو بيد تحوتحس الثالث تصوّر عبور أرونا والأهميّة الستراتيجيّة للموقع كغلقة زجاجة لا مخرج لها. بدأت فيها الحفريات سنة 1903. فميّز المنقبون 20 مستوى. المستوى الاقدم يعود إلى العهد النيوليتي (العصر الحجري الحديث). اذاً أسِّست مجدو في النصف الثاني من الالف الرابع. في المستوى 9 نشاهد اثار احتلال تحوتمس الثالث للمدينة. يدل المستوى 5 على تصميم غير منظم : لا أبنية ضخمة، لا حجارة جميلة، والآنية الفخارية غريبة. يقابل هذا المستوى زمن الفلسطيين أو زمن اسرائيل القديم. ينقسم المستوى 4 إلى قسمين : 4أ (سليمان) 4ب (داود). كان 4 أ مخيما عسكريا مع سور واسطبلات كبيرة (1مل 9؛ 18ي). وتحسَّن تمويُن المدينة بالماء. وظل هذا المخيم قائما حتى القرن 9. لا نجد آثار تدمير في أيام شيشاق، ولكننا نجد نصُباً يحمل اسم هذا الفرعون. ويبين المستويان التاليان أن المدينة انكسفت امام السامرة. ويدل المستوى الأعلى على آثار دمار فظيع تمّ حوالي سنة 600 ق.م. ذُكرت مجدو للمرة الأول في “حوليات” تحوتمس الثالث، في خبر الاستيلاء على المدينة بعد حصار دام سبعة أشهر (كان ضد حلف سوري فلسطيني). فخضعت المدينة لمصر التي جعلت فيها حامية حسب ما تقول رسائل تعناك. أما امينحوتب فخيّم خلال حملته الثالثة (1430) في جوار مجدو. فجاؤوا إليه بالملك جباشمن. وأقام موفد من مجدو في قصر فرعون، في الوقت عينه. هذا يعني أن وضع المدينة هو وضع المدينة الدولة المصرية كما تقول رسائل تل العمارنة. خلال حقبة تل العمارنة، دلّ ملك مجدو على ولائه للفرعون واتهم الامراء المجاورين (ولا سيّما أمير شكيم) بالتآمر على مصر بمساعدة “عبيرو” (رسائل 234، 242-245). احتلّ سيتي الأول المدينة خلال حملته الأولى (1304). وخلال حكم رعمسيس الثاني (1290-1224)، ذُكرت مجدو مع مدن المنطقة في رسالة لاذعة إلى الكاتب الملكي (نشو 477). احتلّ شيشانق (945-925) المدينة خلال حملته على مملكة الشمال (1مل 14 :25). وهذا ما يدلّ عليه جزء من مسلّة. وحين الانقلاب على بيت عمري، جرح ياهو احزيا (ملك اورشليم) في “عقبة جور” فمات هناك سنة 733-732. احتلّ تغلت فلاسر شمالي مملكة الشمال في حملته على شاطئ المتوسط، وكوّن مقاطعة مجدو (في الاكادية) بحسب اسم عاصمتها. هناك قُتل يوشيا، ملك يهوذا، حين أراد أن يوقف مسيرة الفرعون لمساعدة ملك أشورية، سنة 609 (2مل 23 :29؛ 2أخ 35 :22). يُذكر السهل الذي تجاه مجدّو في قول حول تجديد أورشليم (زك 12 :11). وانحطّت المدينة، وجُعل بقربها مركز عسكريّ في خربة لجون. وأخيرًا نجد ذكرًا لهرمجدون (جبل مجدو) كموضع للقتال بين قوى الله وقوى الشرّ (رؤ 16 :16)
مسّادا:
رج مصعدة.
مصعدة:
قلعة (رج فعل صعد) تقع على قمة صخر منعزل فوق البحر الميت وهي تبعد قرابة 25 كلم إلى الجنوب من عين جدي. يروي المؤرخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس (الحرب 7 :285) أن رئيس الكهنة يوناثان هو الذي بنى هذه القلعة. ولقد ارسل اليها هيرودس الكبير عائلته المهدّدة من قبل رومة. ولما تم الاعتراف بهيرودس ملكا، حوّل القلعة إلى قصر ثان يحميه ساعة الخطر (الحرب 7 :280-281). في سنة 66 ب.م. وفي بداية الثورة، احتل مناحيم (الحرب 2 :408، 433) القلعة ثم ابن اخيه اليعازر بن يائير بن يهوذا، فقاوم الرومانَ حتى سنة 73 او 74. حاصره الحاكم فلافيوس سيلفا وكان الحصار طويلا وانتهى حين انتحر كل المقاومين انتحارا جماعيا. اكتُشفت في مصعدة اوستراكات عديدة، ومدوَّنات على جرار ونتف مخطوطات تشبه ما وجدناه في مغاور قمران.
مصفاة:
المرقب 1) مدينة في بنيامين (مع اداة التعريف). يش 18 :26. هي المركز التقليديّ لتجمّع بني اسرائيل : في زمن القضاة أقسم بنو اسرائيل في المصفاة، وتعهّدوا أن يثأروا لمجموعة أهل جبع (قض 20 :1، 3؛ 21 :1، 5، 8). في زمن صموئيل، قدّم الشعب سكيبا وصام اذ كان يقدم صموئيل ذبيحة ويقضي لاسرائيل (1صم 7 :5-12؛ رج 7 :6). وفي زمنه أيضًا أعلن فيها شاولُ بالقرعة ملكا (1صم 10 :17-27). حصّن آسا المصفاة وحفر فيها بئرًا كبيرة (1مل 15 :22 2أخ 16 :9-10؛ إر 41 :9). حين عيّن المحتلّ البابلي جدليا حاكما على البلاد، أقام في المصفاة. وفي المصفاة قُتل (إر 40-41؛ 2مل 25 :23-25). في زمن نحميا شارك أهل المصفاة (كانت عاصمة المقاطعة) في إعادة بناء اورشليم (نح 3 :7، 15، 19). في المصفاة اجتمع اليهود فصاموا وقرأوا شريعة الرب استعدادًا لمعركة عماوس (1مك 3 :46-57). هي اليوم : تل النصبة الذي يبعد 12 كلم إلى الشمال من أورشليم. وهناك من يقول النبيّ صموئيل الذي يبعد 8 كلم إلى الشمال الغربي من أورشليم. كانت حفريات سنة 1926 وسنة 1935 فكشفت سور مدينة يعود إلى القرن 9 ق.م.، ويقابل ذاك الذي بناه آسا (1مل 15 :22). 2) مدينة في عبر الاردن وجنوبي يبوق. تشكّل الحدود بين لابان ويعقوب (تك 31 :48-49). موطن يفتاح (قض 10 :17، 11 :34)، ومركز عبادة (قض 11 :11). هي ايضا مصفاة جلعاد (قض 11 :29)، رامة المصفاة (يش 11 :3، 8) التي هي مدينة الجاديين. هي اليوم خربة راشوني التي تبعد 25 كلم إلى الشمال الغربي من عمّان. 3) قلعة تقع على سفح حرمون (يش 13 :26). 4) مصفاة موآب. بلدة في موآب. اليها أبعد داود أهله خوفا من انتقام شاول (1صم 22 :3). نجهل اليوم موقعها. 5) هو 5 :1 يذكر المصفاة التي سبق وتحدثنا عنها، ولكننا لا نعرف أيّها. 6) بلدة في سهل يهوذا (يش 15 :38).
No Result
View All Result
Discussion about this post