الأسبوع الثالث بعد الدنح
إعتلان سرّ المسيح لنيقوديموس وللشعب اليهوديّ
الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح المجيد
الأحد: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 3/ 23-29)
يا إِخوَتي، قَبْلَ أَنْ يَأْتيَ الإِيْمَان، كُنَّا مُحْتَجَزِينَ مَحبُوسِينَ تَحْتَ الشَرِيعَة، إِلى أَنْ يُعْلَنَ الإِيْمَانُ الـمُنْتَظَر. إِذًا فَالشَرِيعَةُ كَانَتْ لَنَا مُؤَدِّبًا يَقُودُنَا إِلى الـمَسِيح، لِكَيْ نُبَرَّرَ بِالإِيْمَان. فَلَمَّا أَتَى الإِيْمَان، لَمْ نَعُدْ تَحْتَ مُؤَدِّب. لأَنَّكُم جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بَالإِيْمَان، في الـمَسِيحِ يَسُوع. فأَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُم في الـمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الـمَسِيح. فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في الـمَسِيحِ يَسُوع. فَإِنْ كُنْتُم لِلمَسِيح، فأَنْتُم إِذًا نَسْلُ إِبْراهِيم، ووَارِثُونَ بِحَسَبِ الوَعْد.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 3/ 1-16)
قالَ يوحنَّا الرَسُول: كانَ إِنْسَانٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيْمُوس، رَئِيسٌ لِليَهُود. هـذَا جَاءَ لَيْلاً إِلـى يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: “رَابِّي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ جِئْتَ مِـنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنَّهُ لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَصْنَعَ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَصْنَعُهَا مَا لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: “أَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنْ جَدِيد”. قَالَ لَهُ نِيقُودِيْمُوس: “كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يُولَدَ وهُوَ كَبِيرٌ في السِنّ؟ هَلْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ ثَانِيَةً حَشَا أُمِّهِ، ويُولَد؟”. أَجَابَ يَسُوع: “أَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ الـمَاءِ والرُوح. مَولُودُ الـجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُوحِ رُوح. لا تَعْجَبْ إِنْ قُلْتُ لَكَ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُولَدُوا مِنْ جَدِيد. أَلرِيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاء، وأَنْتَ تَسْمَعُ صَوتَهَا، لـكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ولا إِلى أَيْنَ تَمْضِي: هـكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الرُوح”. أَجَابَ نِيقُودِيْمُوسُ وقَالَ لَهُ: “كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِير هـذَا؟”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: “أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وتَجْهَلُ هـذَا؟ أَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَمَاء؟ مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان. وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الـحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَان، لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. هـكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِابنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الإثنين: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهـلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 4/ 16-5/ 1-5، 10)
يا إِخوَتي، لِذلِكَ لا تَضْعُفُ عَزِيْمَتُنَا. فمَعَ أَنَّ إِنْسَانَنَا الظَاهِرَ يَنْحَلّ، فَإِنْسَانُنَا الدَاخِلِيُّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْم؛ لأَنَّ ضِيقَنَا الـخَفِيفَ العَابِرَ يُعِدُّ لَنَا ثِقْلَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ لا حَدَّ لَهُ. لأَنَّنَا لا نَنْظُرُ إِلى مَا يُرَى، بَلْ إِلى مَا لا يُرَى، فَمَا يُرَى هوَ مُوَقَّت، ومَا لا يُرَى أَبَدِيّ. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا هُدِمَ بَيْتُنَا الأَرْضِيّ، أَيْ جَسَدُنَا الَّذي هُوَ أَشْبَهُ بِالـخَيْمَة، فَلَنَا مَسْكِنٌ مِنَ الله، بَيْتٌ لَمْ تَصْنَعْهُ الأَيْدِي، أَبَدِيٌّ في السَمَاوَات. ومَا دُمْنَا في هـذِهِ الـحَال، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُتَشَوِّقِينَ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَ بَيْتِنَا الأَرْضِيِّ بَيْتَنَا الَّذي مِـنَ السَمَاء؛ هـذَا إِنْ وُجِدْنَا يَوْمَذَاكَ لابِسِينَ الـجَسَدَ لا عُرَاة! وطَالَمَا نَحْنُ في هـذِهِ الـخَيْمَة، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُرْهَقِين، لأَنَّنَا لا نُرِيدُ أَنْ نَقْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، حَتَّى تَبْتَلِعَ الـحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ فِينَا. واللهُ هُوَ الَّذي أَعَدَّنَا لِذلِكَ، وأَعْطَانَا عُرْبُونَ الرُوح؛ لأَنَّنَا لا بُدَّ أَنْ نَظْهَرَ جَمِيعًا أَمَـامَ مِنْبَرِ الـمَسِيح، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا جَزَاءَ مَا عَمِلَهُ وهُوَ بَعْدُ في الـجَسَد، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 5/ 1-16)
قالَ يُوحَنَّا الرَسُول: كَانَ عِيدٌ لِليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَليم. وفي أُورَشَليم، عِنْدَ بَابِ الغَنَم، بِرْكةٌ يُقَالُ لَهَا بِالعِبْرِيَّةِ بَيْتَ حِسْدا، ولَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَة، يَضْطَجِعُ فِيهَا حَشْدٌ مِنَ الـمَرْضَى، مِنْ عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ومَشْلُولِين، وهُمْ يَنْتَظِرُونَ فَوَرَانَ الْمَاء، لأَنَّ مَلاكَ الرَبِّ كَانَ يَنْزِلُ إِلى البِرْكَةِ أَحْيَانًا، فَيَتَحَرَّكُ مَاؤُهَا. وكَانَ الَّذِي يَنْزِلُ أَوَّلاً، بَعْدَ تَحَرُّكِ الـمَاء، يُشْفَى مَهْمَا كَانَتْ عِلَّتُهُ. وكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مَرِيضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وثَلاثِينَ سَنَة. ورَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَنًا طَويلاً عَلى تِلْكَ الـحَال، فَقَالَ لَهُ: “أَتُرِيدُ أَنْ تُشْفَى؟”. أَجَابَهُ الـمَرِيض: “يَا سَيِّد، لَيْسَ لِي أَحَدٌ يُلقِينِي في البِركَةِ عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ الـمَاء. وفيمَا أَنَا أُحَاوِلُ النُزُول، يَنْزِلُ قَبْلي آخَر”. قَالَ لَهُ يَسُوع: “قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وامْشِ”. وفِي الـحَالِ شُفِيَ الرَجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي. وكَانَ ذَلِكَ اليَومُ سَبْتًا. فَقَالَ اليَهُودُ لِلْمُعَافَى: “إِنَّهُ سَبْت، فَلا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ”. فَأَجَابَهُم: “ذَاكَ الَّذي شَفَانِي قَالَ لِي: إِحْمِلْ فِرَاشَكَ وامْشِ”. سَأَلُوه: “مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذي قَالَ لَكَ: إِحْمِلْ وامْشِ؟”. وكَانَ الـمُعَافَى لا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ قَدِ ابْتَعَدَ عَنِ الـجَمْعِ الـمُحْتَشِدِ فِي ذَلِكَ الـمَكَان. بَعْدَ ذَلِكَ، وَجَدَهُ يَسُوعُ في الـهَيْكَل، فَقَالَ لَهُ: “هَا أَنْتَ قَدْ شُفِيت، فَلا تَعُدْ إِلى الـخَطِيئَةِ لِئَلاَّ يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأ”. مَضَى الرَجُلُ وأَخْبَرَ اليَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذي شَفَاه. ولِذَلِكَ صَـارَ اليَهُودُ يَضْطَهِدُونَ يَسُوع، لأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِك يَوْمَ السَبْت.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الثلاثاء: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 5/ 11-21)
يا إِخوَتي، بِمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ مَخَافَةَ الرَبّ، نحُاوِلُ أَنْ نُقْنِعَ النَّاس. وَنَحْنُ مَعْرُوفُون لَدَى الله، ولـكِنِّي آمَلُ أَنْ نَكُونَ مَعْرُوفِينَ أَيْضًا في ضَمَائِرِكُم. ولَسْنَا نَعُودُ فَنُوَصِّيكُم بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُعْطِيكُم فُرْصَةً لِلافْتَخَارِ بِنَا تُجَاهَ الَّذينَ يَفْتَخِرُونَ بِالـمَظْهَرِ لا بِمَا في القَلْب.
فإِنْ كُنَّا مَجَانِينَ فَلِلّـه، وإِنْ كُنَّا عُقَلاءَ فَلأَجْلِكُم؛ إِنَّ مَحَبَّةَ الـمَسِيحِ تَأْسُرُنَا، لأَنَّنَا أَدْرَكْنَا هـذَا، وهُوَ أَنَّ وَاحِدًا مَاتَ عَنِ الـجَمِيع، فَالـجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. لَقَدْ مَاتَ عَنِ الـجَمِيع، لِكَيْ لا يَحْيَا الأَحْيَاءُ مِنْ بَعْدُ لأَنْفُسِهِم، بَلْ لِلَّذي مَاتَ عَنْهُم وقَامَ مِن أَجْلِهِم. إِذًا فَمُنْذُ الآنَ نَحْنُ لا نَعْرِفُ أَحَدًا مَعْرِفَةً بَشَرِيَّة، وإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الـمَسِيحَ مَعْرِفَةً بَشَرِيَّة، فَالآنَ مَا عُدْنَا نَعْرِفُهُ كَذلِكَ. إِذًا، إِنْ كَانَ أَحَدٌ في الـمَسِيحِ فَهُوَ خَلْقٌ جَدِيد: لَقَدْ زَالَ القَدِيم، وصَارَ كُلُّ شَيءٍ جَدِيدًا.وكُلُّ شَيءٍ هُوَ مِنَ الله، الَّذي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِالـمَسِيح، وأَعْطَانَا خِدْمَةَ الـمُصَالَحَة؛ لأَنَّ اللهَ صَالَحَ العَالَمَ مَعَ نَفْسِهِ بِالـمَسِيح، ولَمْ يُحَاسِبِ النَّاسَ عَلى زَلاَّتِهِم، وأَوْدَعَنَا كَلِمَةَ الـمُصَالَحَة. إذًا فَنَحْنُ سُفَرَاءُ الـمَسِيح، وكَأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِاسْمِ الـمَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ الله! إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الـخَطِيئَة، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ الله.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 9/ 1-12)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا، رَأَى رَجُلاً أَعْمَى مُنْذُ وِلادَتِهِ. فَسَأَلَهُ تَلامِيذُهُ قَائِلين: “رَابِّي، مَنْ خَطِئَ، هَذَا أَمْ وَالِدَاه، حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟”. أَجَابَ يَسُوع: “لا هَذَا خَطِئَ، ولا وَالِدَاه، وَلَكِنْ لِتَظْهَرَ فِيهِ أَعْمَالُ الله. عَلَيْنا، مَـا دَامَ النَهَار، أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ مَنْ أَرْسَلَنِي. فَحِينَ يَأْتِي اللَيْل، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَل. مَا دُمْتُ في العَالَمِ فَأَنَا نُورُ العَالَم”. ولَمَّا قَالَ هَذَا، تَفَلَ في التُرَاب، وصَنَعَ بِالتُفْلِ طِينًا، وَمَسَحَ بِالطِينِ عَيْنَي الأَعْمَى، وقَالَ لَهُ: “إِذْهَبْ وَاغْتَسِلْ في بِرْكَةِ شِيلُوح، أَي الـمُرْسَل”. فَمَضَى الأَعْمَى واغْتَسَلَ وعَادَ مُبْصِرًا. فَقَالَ الـجِيرانُ والَّذينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ قَبْلُ يَسْتَعْطِي: “أَلَيْسَ هَذَا مَنْ كَانَ يَجْلِسُ ويَسْتَعْطِي؟”. وكَانَ بَعْضُهُم يَقُول: “هَذَا هُوَ”. وآخَرُونَ يَقُولُون: “لا، بَلْ يُشْبِهُهُ”. أَمَّا هُوَ فَكانَ يَقُول: “أَنَا هُوَ”. فَقَالُوا لَهُ: “وكَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاك؟”. أَجَاب: “أَلرَجُلُ الَّذي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا، ومَسَحَ بِهِ عَيْنَيَّ، وقَالَ لي: إِذْهَبْ إِلى شِيلُوحَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ واغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ”. فَقَالُوا لَهُ: “أَيْنَ هُوَ ذَاكَ الرَجُل؟”. قَال: “لا أَعْلَم”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الأربعاء: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 6/ 1-13)
يا إِخوَتي، بِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ اللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة، لأَنَّهُ يَقُول: “في وَقْتِ الرِّضَى اسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الـخَلاصِ أَعَنْتُكَ”. فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ الـخَلاص. فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّـة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم. بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ الله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والـمَشَقَّات، في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، والنَّزَاهَة، والـمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والـمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء، وكَلِمَةِ الـحَقّ، وقُوَّةِ الله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى، بِالـمَجْدِ والـهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الـحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون! كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت! كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيء! لَقَدْ كَلَّمْنَاكُم بِصَرَاحَة، يَا أَهْلَ قُورِنْتُس، ووَسَّعْنَا لَكُم قُلُوبَنَا! لَسْتُم مُتَضَايِقِينَ بَسَبَبِنَا، بَلْ أَنْتُم مُتَضَايِقُونَ في دَاخِلِكُم! وأَنَا أُكَلِّمُكُم كَأَوْلادِي، فَعَامِلُونِي بِمِثْلِ مَا أُعَامِلُكُم، ووَسِّعُوا لي أَنْتُم أَيْضًا قُلُوبَكُم!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 9/ 13-25)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: جَاءَ الْجِيرانُ بالَّذي كَانَ أَعْمَى إِلى الفَرِّيسِيِّين. وكَانَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ الطِين، وفَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى، يَوْمَ سَبْت. وعَادَ الفَرِّيسِيُّونَ يَسْأَلُونَهُ كَيْفَ أَبْصَر، فَقَالَ لَهُم: “وَضَعَ طِينًا على عَيْنَيَّ، واغْتَسَلْتُ، وهَا أَنَا أُبْصِر”. فَقَالَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّين: “لَيْسَ هَذَا الرَجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لأَنَّهُ لا يَحْفَظُ السَبْت”. وقَالَ آخَرُون: “كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَصْنَعَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَات؟”. وكَانَ بَيْنَهُم شِقَاق. فَقَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: “وأَنْتَ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيْك؟”. قَال: “إِنَّهُ نَبِيّ”. ومَا صَدَّقَ اليَهُودُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى ثُمَّ أَبْصَر، فاسْتَدْعَوا وَالِدَيْه، وسَأَلُوهُمَا قَائِلين: “أَهَذَا هُوَ ابْنُكُمَا الَّذي تَقُولانِ عَنْهُ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآن؟”. فَأَجَابَ وَالِدَاهُ وقَالا: “نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُنَا، وأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. أَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلا نَعْلَم، أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلا نَعْلَم. إِسْأَلُوه، وهُوَ يُجِيبُ عَنْ نَفْسِهِ، لأَنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُشْد”. قَالَ وَالِدَاهُ هَذَا خَوْفًا مِنَ اليَهُود، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا قَدِ اتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَفْصِلُوا عَنِ الـمَجْمَعِ كُلَّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ الـمَسِيح. لِذَلِكَ قَالَ وَالِدَاه: “إِنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُشْد، فاسْأَلُوه”. فاسْتَدْعَى الفَرِّيسِيُّونَ ثَانِيَةً ذَاكَ الَّذي كَانَ أَعْمَى وقَالُوا لَهُ: “مَجِّدِ الله! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ خَاطِئ”. فَأَجَاب: “لا أَعْلَمُ إِنْ كَانَ خَاطِئًا. أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا، وهُوَ أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى، وهَا أَنَا الآنَ أُبْصِر”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الخميس: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهـلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 6/ 14-7/ 1)
يا إِخوَتي، لا تَرْتَبِطُوا بِنِيرٍ وَاحِدٍ معَ غَيْرِ الـمُؤْمِنِين: فأَيُّ رِبَاطٍ بَيْنَ البِرِّ والإِثْم؟ أَوْ أَيُّ شَرِكَةٍ بَيْنَ النُّورِ والظَّلام؟ وأَيُّ وِفَاقٍ بَيْنَ الـمَسِيحِ والشَّيْطَان؟ أَو أَيُّ قِسْمَةٍ بَيْنَ الـمُؤْمِنِ وغَيْرِ الـمُؤْمِن؟ أَيُّ الْتِئَامٍ بَيْنَ هَيْكَلِ اللهِ والأَوْثَان؟ فَنَحْنُ هَيْكَلُ اللهِ الـحَيّ! كَمَا قَالَ الله: “سَأَسْكُنُ بَيْنَهُم وأَسِيرُ مَعَهُم، وأَكُونُ لَهُم إِلـهًا وهُم يَكُونُونَ لي شَعْبًا. لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِم، وانْفَصِلُوا عَنْهُم، يَقُولُ الرَبّ، ولا تَمَسُّوا مَا هوَ نَجِس، وَأَنَا أَقْبَلُكُم، وأَكُونُ لَكُم أَبًا، وأَنْتُم تَكُونُونَ لي بَنِينَ وبَنَات، يَقُولُ الرَبُّ القَدِير”. إِذًا، بِمَا أَنَّ لَنَا هـذِهِ الوُعُود، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، فَلْنُطَهِّرْ أَنْفُسَنَا مِنْ كُلِّ مَا يُدَنِّسُ الـجَسَدَ والرُّوح، وَلْنُكَمِّلْ تَقْدِيسَ أَنْفُسِنَا في مَخَافَةِ الله.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 9/ 26-41)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: قَالَ الفرِّيسِيُّونَ لِلأَعمَى: مَاذَا صَنَعَ لَكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْك؟”. أَجَابَهُم: “قُلْتُ لَكُم ومَا سَمِعْتُم لِي، فَلِمَاذَا تُرِيْدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا مَرَّةً ثَانِيَة؟ أَلَعَلَّكُم تُريدُونَ أَنْتُم أَيْضًا أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاميذ؟”. فَشَتَمُوهُ وقَالُوا: “أَنْتَ تِلميذُهُ! أَمَّا نَحْنُ فَتَلاميذُ مُوسَى!
نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ مُوسَى، أَمَّا هَذَا فلا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ!”. أَجَابَ الرَجُلُ وقَالَ لَهُم: “عَجَبًا أَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لا يَسْمَعُ لِلْخَطَأَة، بَلْ يَسْمَعُ لِمَنْ يَتَّقِيهِ ويَعْمَلُ مَشِيئتَهُ. لَمْ يُسْمَعْ يَوْمًا أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَي مَنْ وُلِدَ أَعْمَى. فَلَو لَمْ يَكُنْ هَذَا الرَجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لَمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا”. أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: “أَنْتَ كُلُّكَ وُلِدْتَ في الـخَطَايَا، وتُعَلِّمُنَا؟”. ثُمَّ طَرَدُوهُ خَارِجًا. وسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُم طَرَدُوه، فَلَقِيَهُ وقَالَ لَهُ: “أَتُؤْمِنُ أَنْتَ بابْنِ الإِنْسَان؟”. أَجَابَ وقَال: “ومَنْ هُوَ، يَا سَيِّد، فَأُؤْمِنَ بِهِ؟”. قَالَ لَهُ يَسُوع: “لَقَدْ رَأَيْتَهُ، وهُوَ الَّذي يُكَلِّمُكَ”. فَقَال: “أَنَا أُؤْمِن، يَا رَبّ”. وسَجَدَ لَهُ. فَقَالَ يَسُوع: “جِئْتُ إِلى هَذَا العَالَمِ لِلدَيْنُونَة، لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون، ويَعْمَى الَّذينَ يُبْصِرُون”. سَمِعَ هَذَا الكَلامَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّينَ الَّذينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَالُوا لَهُ: “وهَلْ نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَان؟”. قَالَ لَهُم يَسُوع: “لَوْ كُنْتُم عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ عَلَيْكُم خَطِيئَة. وَلَكِنْ مَا دُمْتُم تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِر، فَخَطِيئَتُكُم ثَابِتَة”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الجمعة: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 7/ 2-10)
يا إِخوَتي: وَسِّعُوا لَنَا قُلُوبَكُم، فإِنَّنَا لَمْ نَظْلِمْ أَحَدًا، ولَمْ نَخْدَعْ أَحَدًا، ولَمْ نَطْمَعْ في أَحَد. لا أَقُولُ هـذَا لأَدِينَكُم. فقَدْ قُلْتُ لَكُم مِنْ قَبْلُ إِنَّكُم فـي قُلُوبِنَا، لِنَمُوتَ مَعًا ونَحْيَا مَعًا. إِنَّ لي عَلَيْكُم دَالَّةً كَبِيرَة، ولي بِكُم فَخْرًا عَظِيمًا. وَلَقَدِ امْتَلأَتُ تَعْزِيَة، وأَنَا أَفِيضُ فَرَحًا في ضِيقِنَا كُلِّهِ. فإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلى مَقْدَونِيَة، لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيءٌ مِنَ الرَّاحَة، بَلْ كُنَّا مُتَضَايِقِينَ في كُلِّ شَيء، صِرَاعٌ مِنَ الـخَارِج، وخَوفٌ مِنَ الدَّاخِل! لـكِنَّ اللهَ الَّذي يُعَزِّي الـمُتَوَاضِعِينَ عَزَّانا بِمَجِيءِ طِيْطُس، لا بِمَجِيئِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي تَعَزَّاهَا بِكُم. وقَدْ أَخْبَرَنَا بِاشْتِيَاقِكُم إِلَيْنَا، وحُزْنِكُم، وغَيْرَتِكُم عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي ازْدَدْتُ فَرَحًا. وإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُم بِرِسَالتِي فَلَسْتُ نَادِمًا عَلى ذلِكَ، معَ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَة، ولَوْ أَحْزَنَتْكُم إِلى حِين، قَدْ سَبَّبَتْ لي فَرَحًا كَثِيرًا، لا لأَنَّكُم حَزِنْتُم، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُم أَدَّى بِكُم إِلى التَّوبَة. فَقَدْ حَزِنْتُم حُزْنًا مُرْضِيًا لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا بِسَبَبِنَا في أَيِّ شَيء؛ لأَنَّ الـحُزْنَ الـمُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 7/ 40-52)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: وسَمِعَ أُنَاسٌ مِنَ الـجَمْعِ كَلامَهُ هـذَا، فَأَخَذُوا يَقُولُون: “حَقًّا، هـذَا هُوَ النَبِيّ”. وآخَرُونَ كَانُوا يَقُولُون: “هـذَا هُوَ الـمَسِيح”. لـكِنَّ بَعْضَهُم كَانَ يَقُول: “وهَلْ يَأْتِي الـمَسِيحُ مِنَ الـجَلِيل؟ أَمَا قَالَ الكِتَاب: يَأْتِي الـمَسِيحُ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، ومِنْ بَيْتَ لَحْمَ قَرْيَةِ دَاوُد؟”. فَحَدَثَ شِقَاقٌ في الـجَمْعِ بِسَبَبِهِ. وكَانَ بَعْضٌ مِنْهُم يُريدُ القَبْضَ عَلَيْه، ولـكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا. وعَادَ الـحَرَس، فَقَالَ لَهُمُ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّون: “لِمَاذَا لَمْ تَجْلِبُوه؟”. أَجَابَ الـحَرَس: “مَا تَكَلَّمَ إِنْسَانٌ يَوْمًا مِثْلَ هـذَا الإِنْسَان!”. فَأَجَابَهُمُ الفَرِّيسِيُّون: “أَلَعَلَّكُم أَنْتُم أَيْضًا قَدْ ضُلِّلْتُم؟ وهَلْ آمَنَ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرُؤَسَاءِ أَوِ الفَرِّيسيِّين؟ لـكِنَّ هـذَا الـجَمْعَ، الَّذي لا يَعْرِفُ التَوْرَاة، هُوَ مَلْعُون!”. قَالَ لَهُم نِيقُودِيْمُوس، وَهُوَ أَحَدُهُم، ذَاكَ الَّذي جَاءَ إِلى يَسُوعَ مِنْ قَبْلُ: “وهَلْ تَدِينُ تَوْرَاتُنَا الإِنْسَانَ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ وتَعْرِفَ مَا يَفْعَل؟”. أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: “أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الـجَليل؟ إِبْحَثْ وَانْظُرْ أَنَّهُ لا يَقُومُ نَبِيٌّ مِنَ الـجَلِيل!”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
السبت: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 7/ 11-16)
يا إِخوَتي، أُنْظُرُوا حُزْنَكُم هـذَا الـمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ الاِجْتِهَاد، بَلْ مِـنَ الاِعْتِذَار، بَلْ مِنَ الاِسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ الـخَوْف، بَلْ مِنَ الشَّوْق، بَلْ مِنَ الغَيْرَة، بَلْ مِنَ الإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذلِكَ أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هـذَا الأَمْر. فَإِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُم، فَلَيْسَ ذلِكَ بِسَبَبِ مَنْ أَسَاء، ولا بِسَبَبِ مَنْ أُسِيءَ إِلَيْه، بَلْ لِيَظْهَرَ لَكُم أَمَامَ اللهِ مَدَى اجْتِهَادِكُم مِنْ أَجْلِنَا. لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا، وفَوْقَ تَعْزِيَتِنَا هـذِهِ، فَرِحْنَا بِالأَكْثَرِ لِفَرَحِ طِيطُس، لأَنَّ رُوحَهُ اسْتَرَاحَتْ بِكُم جَمِيعًا. وإِنْ كُنْتُ قَدِ افْتَخَرْتُ بِكُم في شَيء، أَمَامَ طِيطُس، فَلَمْ أُخَيَّبْ! بَلْ كَمَا كَلَّمْنَاكُم بِصِدْقٍ في كُلِّ شَيء، كَذلِكَ كُنَّا صَادِقِينَ بِافْتِخَارِنَا بِكُم أَمَامَ طِيطُس. فَقَلْبُهُ يَزْدَادُ حَنِينًا إِلَيْكُم، وهوَ يَتَذَكَّرُ طَاعَتَكُم جَمِيعًا، كَيْفَ قَبِلْتُمُوهُ بِخَوفٍ وَرِعْدَة. وأَنَا أَفْرَحُ لأَنِّي أَثِقُ بِكُم في كُلِّ شَيء.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 19/ 38-42)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: بَعْدَ ذلِك، سَأَلَ يُوسُفُ الرَامي بِيلاطُسَ أَنْ يُنْزِلَ جَسَدَ يَسُوع. وكَانَ يُوسُفُ هـذَا تِلمِيذًا لِيَسُوع، ولـكِنْ في الـخَفَاء، خَوْفًا مِنَ اليَهُود. وسَمَحَ لَهُ بِيلاطُس، فَذَهَبَ وأَنْزَلَ جَسَدَ يَسُوع. وجَاءَ نِيقُودِيْمُوسُ أَيْضًا، وهُـوَ الَّذي أَتى إِلى يَسُوعَ لَيْلاً مِنْ قَبْلُ، ومَعَهُ مَا يُنَاهِزُ ثَلاثِينَ لِيترًا مِنْ طُيُوبِ الـمُرِّ والعُود. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوع، وسَكَبَا عَلَيْهِ الطُيُوب، ورَبَطَاهُ بِرِبَاطَاتٍ مِنْ كَتَّان، جَرْيًا عَلى عَادَةِ اليَهُودِ في دَفْنِ مَوْتَاهُم. وكَانَ في الـمَكَانِ الَّذي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَان، وفي البُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُدْفَنْ فِيهِ أَحَد. وإِذْ كَانَتْ تَهْيِئَةُ اليَهُود، وكَانَ القَبْرُ قَريبًا، وَضَعَا هُنَاكَ يَسُوع.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
Discussion about this post