الأسبوع الرابع بعد الدنح
إعتلان سرّ المسيح للسَّامريّة والشعب السامريّ
الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح
الأحد: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 7/ 1-6)
يا إِخوَتي، إِنِّي أُكَلِّمُكُم كأُنَاسٍ يَعْرِفُونَ الشَّرِيعَة: هَلْ تَجْهَلُونَ أَنَّ الشَّرِيعَةَ تتَسَلَّطُ عَلى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيًّا؟ فَالـمَرْأَةُ الـمُتَزَوِّجَةُ تَرْبُطُهَا الشَّرِيعَةُ بِزَوجِهَا مَا دَامَ حَيًّا، ولـكِنْ إِذَا مَاتَ زَوجُهَا، أُعْتِقَتْ مِنَ الشَّرِيعَةِ الَّتي تَرْبُطُهَا بِهِ. فَإِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَر، وَزَوْجُهَا حَيّ، تُدْعَى زَانِيَة. وَلـكِنْ إِذَا مَاتَ زَوجُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ الشَّرِيعَة، ولا تَكُونُ زَانِيَة إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَر. هـكَذَا أَنْتُم أَيْضًا يَا إِخْوَتي، قَدْ مُتُّم عَنِ الشَّرِيعَةِ بِجَسَدِ الـمَسِيح، لِكَي تَصِيرُوا لآخَر، وهُوَ الَّذي أُقِيمَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، حتَّى نُثْمِرَ لله. فعِنْدَمَا كُنَّا أُنَاسًا جَسَدِييِّن، كَانَتْ أَهْوَاءُ الـخَطايَا تَغْتَنِمُ الشَّرِيعَةَ لِتَعْمَلَ في أَعْضَائِنَا، حتَّى نُثْمِرَ لِلمَوت. أَمَّا الآنَ فقَدْ أُعْتِقْنَا مِنَ الشَّرِيعَة، لأَنَّنَا مُتْنَا عَمَّا كَانَ يَأْسُرُنَا، حتَّى نَعْبُدَ اللهَ في نِظَامِ الرُّوحِ الـجَدِيد، لا في نِظَامِ الـحَرفِ العَتِيق.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 4/ 5-7، 9-26)
قَال يُوحنَّا الرَسُول: أَتَى يَسوع إِلى مَدِينَةٍ مِنَ السَامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَار، عَلى مَقْرُبَةٍ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاهَا يَعْقُوبُ لابْنِهِ يُوسُف، وفِيها نَبْعُ يَعْقُوب. وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ الـمَسِير، فَجَلَسَ عِنْدَ النَبْع، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الظُّهْر. وجَاءَ تِ امْرَأَةٌ مِنَ السَامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاء، فقَالَ لَهَا يَسُوع: “أَعْطينِي لأَشْرَب”؛ فقَالَتْ لَهُ الـمَرْأَةُ السَامِريَّة: “كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ تَشْرَب، وأَنْتَ يَهُودِيّ، وأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة؟”. قَالَتْ هـذَا، لأَنَّ اليَهُودَ لا يُخَالِطُونَ السَامِريِّين. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: “لَو كُنْتِ تَعْرِفِينَ عَطِيَّةَ الله، ومَنِ القَائِلُ لَكِ: أَعْطينِي لأَشْرَب، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا”. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: “يَا سَيِّد، لا دَلْوَ مَعَكَ، والبِئْرُ عَمِيقَة، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الـمَاءُ الـحَيّ؟ هَلْ أَنْتَ أَعْظَمُ مِـنْ أَبِينَا يَعْقُوب، الَّذي أَعْطَانَا هـذِهِ البِئْر، ومِنْهَا شَرِبَ هُوَ وبَنُوهُ ومَاشِيَتُهُ؟”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: “كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هـذَا الـمَاءِ يَعْطَشُ مِنْ جَدِيد. أَمَّا مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الـمَاءِ الَّذي أُعْطِيهِ أَنَا إِيَّاه، فَلَنْ يَعْطَشَ إِلى الأَبَد، بَلِ الـمَاءُ الَّذي أُعْطِيهِ إِيَّاهُ يَصِيرُ فيهِ نَبْعَ مَاءٍ يَتَفَجَّرُ حَيَاةً أَبَدِيَّة”. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: “يَا سَيِّد، أَعْطِنِي هـذَا الـمَاء، حَتَّى لا أَعْطَش، ولا أَعُودَ إِلى هُنَا لأَسْتَقِي”. قَالَ لَهَا: “إِذْهَبِي، وادْعِي زَوْجَكِ، وعُودِي إِلى هُنَا”. أَجَابَتِ الـمَرْأَةُ وقَالَتْ لَهُ: “لا زَوْجَ لِي”. قَالَ لَهَا يَسُوع: “حَسَنًا قُلْتِ: لا زَوْجَ لِي. فَقَدْ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاج، والَّذي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. صَدَقْتِ في مَا قُلْتِ”. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: “يَا سَيِّد، أَرَى أَنَّكَ نَبِيّ. آبَاؤُنَا سَجَدُوا في هـذَا الـجَبَل، وأَنْتُم تَقُولُون: إِنَّ الـمَكَانَ الَّذي فَيهِ يَجِبُ السُجُودُ هُوَ في أُورَشَلِيم”. قَالَ لَهَا يَسُوع: “صَدِّقِينِي، يَا امْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في هـذَا الـجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم. أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم، لأَنَّ الخَلاصَ هُوَ مِنَ اليَهُود. ولـكِنْ تَأْتِي سَاعَة، وهِيَ الآن، فِيهَا السَاجِدُونَ الـحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُوحِ والـحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هـؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَاجِدينَ لَهُ. أَللهُ رُوح، وعَلى السَاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِالرُوحِ والـحَقّ”. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: “أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَشِيحَا، أَيِ الـمَسِيح، آتٍ؛ وعِنْدَمَا يَأْتِي فَهُوَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيء”. قَالَ لَهَا يَسُوع: “أَنَا هُوَ، أَنَا الـمُتَكَلِّمُ مَعَكِ”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الإثنين: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 7/ 7-13)
يا إِخوَتي، مَاذَا نَقُول؟ هَلِ الشَّرِيعَةُ خَطِيئَة؟ حَاشَا! لـكِنِّي مَا عَرَفْتُ الـخَطِيئَةَ إِلاَّ بِوَاسِطَةِ الشَّرِيعَة. فإِنِّي مَا عَرَفْتُ الشَّهْوَةَ لَو لَمْ تَقُلِ الشَّرِيعَة :”لاتَشْتَهِ!”. واغْتَنَمَتِ الـخَطِيئَةُ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّة، فأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَة، لأَنَّ الـخَطِيئَةَ بِدُونِ الشَّرِيعَةِ مَيْتَة. أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ حَيًّا مِنْ قَبْلُ بِدُونِ الشَّرِيعَة. ولَمَّا جَاءَ تِ الوَصِيَّةُ عَاشَتِ الـخَطِيئَة، ومُتُّ أَنَا، والوَصِيَّةُ الَّتي هِيَ لِلحَيَاة، صَارَتْ لي هيَ نَفسُهَا لِلمَوت؛ لأَنَّ الـخَطِيئَةَ اغْتَنَمَتِ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّةِ فأَغْوَتْنِي، وبالوَصِيَّةِ قَتَلَتْنِي. إِذًا فَالشَّرِيعَةُ مُقَدَّسَة، والوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وعَادِلَةٌ وَصَالِحَة. إِذًا فَهَل صَارَ لِيَ الصَّالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا ! إِلاَّ أَنَّ الـخَطِيئَة، لِكَيْ تَظْهَرَ خَطيئَة، إسْتَعْمَلَتِ الصَّالِحَ فَعَمِلَتْ فِيَّ مَوْتًا، حتَّى بَلَغَتِ الـخَطيئَةُ بِوَاسِطَةِ الوَصِيَّةِ أَقْصَى حُدُودِ الـخَطيئَة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 4/ 31-38)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: كَانَ التَلامِيذُ يَطْلُبُونَ مِنْ يَسوع قَائِلين: “رابِّي، كُلْ”. فَقَالَ لَهُم: “أَنَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ”. فقَالَ التَلامِيذُ بَعضُهُم لِبَعض: “هَلْ جَاءَ هُ أَحَدٌ بِمَا يَأْكُلُهُ؟”. قَالَ لَهُم يَسُوع: “طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةِ مَنْ أَرْسَلَنِي، وأَنْ أُتِمَّ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ أَنْتُم: هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَيَحِينُ الـحِصَاد؟ وهَا أَنَا أَقُولُ لَكُم: إِرْفَعُوا عُيُونَكُم وانْظُرُوا الـحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابيَضَّتْ لِلحِصَاد. أَلـحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَة، ويَجْمَعُ ثَمَرًا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، لِكَي يَفْرَحَ الزَارِعُ والـحَاصِدُ مَعًا. فيَصْدُقُ القَوْل: وَاحِدٌ يَزْرَعُ وآخَرُ يَحْصُد. أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الثلاثاء: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 7/ 14-25)
يا إِخوَتي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَرِيعَةَ رُوحِيَّة، أَمَّا أَنَا فإِنْسَانٌ جَسَدِيٌ مُبَاعٌ لِلخَطيئَة. فَإِنِّي لا أَفْهَمُ مَا أَعْمَلُهُ، لأَنَّ مَا أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، ومَا أَكْرَهُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل. فإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُرِيدُهُ، فأَنَا شَاهِدٌ لِلشَرِيعَةِ بأَنَّهَا حَسَنَة. فلَسْتُ أَنَا الآنَ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الـخَطيئَةُ السَاكِنَةُ فِيَّ. فإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الصَلاحَ لا يَسْكُنُ فِيَّ أَنَا الإِنْسَانَ الـجَسَدِيّ، لأَنَّ إِرَادَةَ الـخَيرِ حَاضِرَةٌ فِيَّ، أَمَّا عَمَلُ الـخَيرِ فَلا؛ لأَنَّ الـخَيرَ الَّذي أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، والشَرَّ الَّذي لا أُريدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل. وَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُريدُهُ، فَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هـذَا، بَلِ الـخَطيئَةُ السَاكِنَةُ فِيَّ. إِذًا فأَنَا الَّذي أُريدُ فِعْلَ الـخَير، أَجِدُ فِيَّ هـذِهِ الشَرِيعَة، وهيَ أَنَّ الشَرَّ حَاضِرٌ فِيَّ. وَإِنِّي أَفْرَحُ بِشَرِيعَةِ اللهِ في عُمْقِ كِيَاني. لـكِنِّي أَرَى في أَعْضَائي شَرِيعَةً أُخْرَى تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلي، وتَأْسُرُني في شَرِيعَةِ الـخَطِيئَةِ الكَامِنَةِ في أَعْضَائِي. أَلوَيْلُ لي أَنَا الإِنْسَانَ التَعِيس! مَنْ يُنْقِذُني مِنْ جَسَدِ الـمَوْتِ هـذَا؟ فَالشُكْرُ للهِ بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ رَبِّنَا! فأَنَا إِذًا بِالعَقْلِ عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الله، وَبِكَوْني إِنْسَانًا جَسَدِيًّا عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الـخَطِيئَة!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 4/ 39-42)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الـمَدِينَة، مِنْ أَجْلِ كَلامِ الـمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: “إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ”. فَلَمَّا جَاءَ السَامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين. وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ. وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: “مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هـذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الأربعاء: فصلٌ منَ أعمال الرسل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل 8/ 4-13)
يا إِخوَتي، أَمَّا الَّذِينَ تشَتَّتُوا فَجَالُوا يُبَشِّرُونَ بِـالكَلِمَة. وَنَزَلَ فِيلِبُّسُ إِلى مَدِينَةٍ في السَامِرَة، وأَخَذَ يَكْرِزُ لأَهْلِهَا بِالـمَسيح. وكَانَ الـجُمُوعُ يُصْغُونَ بنَفْسٍ واحِدَةٍ إِلى أَقْوَالِ فِيلِبُّس، لأَنَّهُم سَمِعُوا وشَاهَدُوا الآياتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُها. فَكَثِيرُونَ مِمَّن بِهِم أَرْوَاحٌ نَجِسَة، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُمُ الأَرْوَاحُ وهِيَ تَصْرُخُ بِصَوتٍ عَظِيم. وكَثِيرُونَ مِنَ الـمُقْعَدِينَ والعُرْجِ نَالُوا الشِفَاء. فَعَمَّ تِلْكَ الـمَدِينَةَ فَرَحٌ عَظِيم. وكَانَ مِن قَبْلُ في الـمَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُون، يُمَارِسُ السِحْر، ويُدْهِشُ أَهْلَ السَامِرة، ويَدَّعِي أَنَّهُ رَجُلٌ عَظِيم. فَكَانُوا يُصْغُونَ إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِم مِن صَغِيرِهِم إِلى كَبيرِهِم وَيَقُولُون: “هـذَا هُوَ قُدْرَةُ اللهِ الَّتِي تُـدْعَى العَظِيمَة!”. وكَانُوا يُصْغُونَ إِلَيه، لأَنَّهُ كَانَ مِنْ زَمَنٍ طَويلٍ قَدْ أَدْهَشَهُم بِأَعْمَالِهِ السِحْرِيَّة.ولـكِنْ لَمَّا آمَنُوا بِكَلامِ فِيلِبُّسَ وهُوَ يُبَشِّرُهُم بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبـاسْمِ يَسُوعَ الـمَسِيح، أَخَذُوا يَعْتَمِدُونَ رِجَالاً ونِسَاءً. وسِيمُونُ نَفْسُهُ آمَنَ أَيْضًا، فـَاعْتَمَدَ وصَارَ مُلازِمًا لِفِيلِبُّس، وكَانَ يَرَى مَا يَجْري مِنْ آيَاتٍ عَظِيمَةٍ وأَعْمَالٍ قَدِيرَةٍ فَتأْخُذُهُ الدَّهْشَة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 9/ 51-56)
قالَ لُوقَا البَشِير: لَمَّا تَمَّتِ الأَيَّامُ لِيُرْفَع، صَمَّمَ يَسُوعُ بِعَزْمٍ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلى أُورَشَلِيم.وَأَرْسَلَ رُسُلاً أَمَامَ وَجْهِهِ، فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا قَرْيَةً لِلسَامِريِّين، لِكَي يُعِدُّوا لِقُدُومِهِ.
فَلَمْ يَقْبَلْهُ السَامِرِيُّون، لأَنَّهُ كَانَ مُتَوَجِّهًا إِلَى أُورَشَليم. وَلَمَّا رأَى ذلِكَ تِلمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالا: “يا رَبّ، هَلْ تُرِيدُ أَنْ نَأْمُرَ بِأَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَمَاءِ وَتُفْنِيَهُم؟”. فالْتَفَتَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ وَأَنَّبَهُمَا. ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الخميس: فصلٌ منَ أعمال الرسل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل 8/ 14-25)
يا إِخوَتي، سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذينَ في أُورَشَليمَ أَنَّ أَهْلَ السَّامِرَةِ قَدْ قَبِلُوا كَلِمَةَ الله، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِم بُطْرُسَ ويُوحَنَّا. فَـانْحَدَرا وصَلَّيَا مِنْ أَجْلِهِم لِيَنَالُوا الرُّوحَ القُدُس؛ لأَنَّ الرُّوحَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَد نَزَلَ على أَحَدٍ مِنْهُم، وإِنَّمَا كَانُوا قَدِ اعْتَمَدُوا فَقَط بِـاسْمِ الرَبّ يَسُوع. حينَئِذٍ أَخَذَ بُطْرُسُ ويُوحَنَّا يَضَعَانِ الأَيْدي علَيْهِم فَيَنَالُونَ الرُّوحَ القُدُس. ورَأَى سِيمُونُ أَنَّ الرُّوحَ يُوهَبُ بِوَضْعِ أَيْدي الرَّسُولَيْن، فَقَدَّمَ لَهُمَا مَالاً، وقَال: “أَعْطِيانِي أَنَا أَيْضًا هـذَا السُّلْطَان، حَتَّى يَنَالَ الرُّوحَ القُدُسَ مَـنْ أَضَعُ علَيهِ يَدَيَّ!”. فَقَالَ لَـهُ بُطْرُس: ” فَلْتَذْهَبْ فِضَّتُكَ مَعَكَ إِلى الـهَلاك! فَقَدْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَقتَنِي عَطِيَّةَ اللهِ بِـالـمَال! فلا نَصِيبَ لَكَ في هـذَا الأَمْرِ ولا مِيرَاث، لأَنَّ قَلْبَكَ غَيرُ مُسْتَقِيمٍ أَمَامَ الله! فَتُبْ عَنْ شَرِّكَ هـذَا، وَاسْأَلِ الرَبّ عَسَاهُ يَغْفِرُ لَكَ مَا رَاوَدَ قَلبَكَ! فَإِنِّي أَرَاكَ في مَرَارَةِ العَلْقَمِ وقُيُودِ الآثَام!”. فَأَجَابَ سِيمُونُ وقَال: ” إِسْأَلا أَنْتُمَا الرَبّ مِنْ أَجْلي لِئَلاَّ يُصيبَني شيءٌ مِمَّا قُلتُما”.أَمَّا هُمَا فَبَعْدَ أَنْ شَهِدَا ونَادَيَا بِكَلِمَةِ الرَبّ، عَادَا إِلى أُورَشَليمَ وهُمَا يُبَشِّرَانِ في قُرًى كَثِيرَةٍ لِلسَّامِرِيِّين.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 17/ 11-19)
قالَ لُوقَا البَشِير: فِيمَا كانَ يَسُوعُ ذَاهِبًا إِلى أُورَشَلِيم، اجْتَازَ ما بَيْنَ السَامِرَةِ والـجَلِيل. وفِيمَا هُوَ يَدْخُلُ إِحْدَى القُرَى، لَقِيَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْص، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيد، وَرَفَعُوا أَصْواتَهُم قَائِلين: “يا يَسُوع، يَا مُعَلِّم، إِرْحَمْنا!”. وَرَآهُم يَسُوعُ فَقالَ لَهُم: “إِذْهَبُوا وأَرُوا أَنْفُسَكُم لِلْكَهَنَة”. وفيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ طَهُرُوا. فَلَمَّا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُم أَنَّهُ قَدْ شُفِيَ، عَادَ وَهوَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوتٍ عَظِيم. وارْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ يَشْكُرُه، وكانَ سَامِرِيًّا. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقال: “أَمَا طَهُرَ العَشَرَة؟ فَأَيْنَ التِسعَة؟ أَمَا وُجِدَ فِيهِم مَنْ يَعُودُ لِيُمَجِّدَ اللهَ سِوَى هـذَا الغَريب؟!”. ثُمَّ قالَ لَهُ: “قُمْ واذْهَبْ، إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ!”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الجمعة: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 3/ 1-6)
يا إِخوَتي، أَنَعُودُ نَبْدَأُ فَنُوَصِّيكُم بِأَنْفُسِنَا، أَمْ تُرَانَا نَحْتَاج، كَبَعْضِ النَّاس، إِلى رَسَائِلِ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُم أَوْ مِنكُم؟ إِنَّ رِسَالَتَنَا هيَ أَنْتُم، وهيَ مَكْتُوبَةٌ في قُلُوبِنَا، يَعْرِفُهَا وَيَقْرَأُهَا جَمِيعُ النَّاس. أَجَلْ، لَقَدِ اتَّضَحَ أَنَّكُم رِسَالَةُ الـمَسِيح، الَّتي خَدَمْنَاهَا نَحْنُ، وهيَ مَكْتُوبَةٌ لا بِالـحِبْرِ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الـحيّ، لا عَلى أَلْوَاحٍ مِنْ حَجَر، بَلْ عَلى أَلْوَاحٍ مِنْ لَحْمٍ أَي في قُلُوبِكُم. تِلْكَ هيَ الثِّقَةُ الَّتي لَنَا بِالـمَسِيحِ عِنْدَ الله، وهِيَ أَنَّنا لا نَقْدِرُ أَنْ نَدَّعيَ شَيْئًا كأَنَّهُ مِنَّا، بَلْ إِنَّ قُدْرَتَنا هِيَ مِنَ الله، فهوَ الَّذي قَدَّرَنَا أَنْ نَكُونَ خُدَّامًا لِلعَهْدِ الـجَدِيد، لا لِلحَرْفِ بَلْ لِلْرُّوح، لأَنَّ الـحَرْفَ يَقْتُلُ أَمَّا الرُّوحُ فَيُحْيِي.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 7/ 37-39)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: “إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالـمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ”. قَالَ هـذَا عَنِ الرُوحِ الَّذِي كَانَ الـمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَالرُوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
السبت: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى أهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 3/ 7-14)
يا إِخوَتي، إِذَا كَانَتْ خِدْمَةُ الـمَوْت، الَّتي نُقِشَتْ حُرُوفُهَا في أَلْوَاحٍ مِنْ حَجَر، قَدْ ظَهَرَتْ في الـمَجْد، حَتَّى إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلى وَجْهِ مُوسَى، بِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ، معَ أَنَّهُ مَجْدٌ زَائِل، فَكَيْفَ لا تَكُونُ خِدْمَةُ الرُّوحِ أَكْثَرَ مَجْدًا؟ فإِذَا كَانَ لِخِدْمَةِ الدَّيْنُونَةِ مَجْدٌ، فَكَمْ بِالأَحْرَى تَفُوقُهَا خِدْمَةُ البِرِّ مَجْدًا؟ لأَنَّ مَا كَانَ ذَا مَجْدٍ في الـمَاضِي، زَالَ مَجْدُهُ، بِالقِيَاسِ إِلى هـذَا الـمَجْدِ الفَائِق! فإِذَا كَانَ مِنْ مَجْدٍ لِمَا يَزُول، فأَيُّ مَجْدٍ يَكُونُ بِالأَحْرَى لِمَا يَدُوم؟ إِذًا، بِمَا أَنَّ لَنَا مِثْلَ هـذَا الرَّجَاء، فَنَحْنُ نَتَصَرَّفُ بِكَثِيرٍ مِنَ الـجُرْأَة، ولَسْنَا كَمُوسَى الَّذي كَانَ يَضَعُ بُرْقُعًا عَلى وَجْهِهِ، لِئَلاَّ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلى نِهَايَةِ مَجْدٍ يَزُول. ولـكِنْ أُعْمِيَتْ بَصَائِرُهُم؛ فإِنَّ ذلِكَ البُرْقُعَ نَفْسَهُ بَاقٍ إِلى هـذَا اليَوْم، عِنْدَمَا يَقْرَأُونَ العَهْدَ القَدِيم؛ ولا يُكْشَفُ عَنْ بَصَائِرِهِم، لأَنَّهُ لا يَزُولُ إِلاَّ بِالـمَسِيح!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 19/ 28-37)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: بَعْدَ ذلِكَ، كَانَ يَسُوعُ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ قَدْ تَمّ، ولِكَي تَتِمَّ آيَةُ الكِتَابِ قَالَ:” أَنَا عَطْشَان!”. وكَانَ هُنَاكَ إِنَاءٌ مَمْلُوءٌ خَلاًّ. فَغَمَسُوا في الـخَلِّ إِسْفَنْجَةً، وَوَضَعُوهَا عَلى عُودٍ مِنْ زُوفَى، وأَدْنَوهَا مِنْ فَمِهِ. فَلَمَّا ذَاقَ يَسُوعُ الـخَلَّ قَال: “لَقَدْ تَمّ!”. ثُمَّ حَنَى الرَأْس، وأَسْلَمَ الرُوح. وإِذْ كَانَ يَوْمُ التَهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ الـمَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَليبِ يَوْمَ السَبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَبْتِ كَانَ عَظِيمًا. فَأَتَى الـجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ الـمَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع. أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه. لـكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الـجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الـحَالِ دَمٌ ومَاء. والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الـحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا. وحَدَثَ هـذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: “لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم”. وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: “سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
Discussion about this post